آية وقول وحكمة ليوم 4/13

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل

{اللهم باسمك خلصني وبقوتك احكم لي }(مز  54 :  1)

قول لقديس..
( يوحنا المعمدان، السابق ومهيئ الطريق، الذي أَعدّ الشعب لقبول كلمة الحياة، شَهَد بأن الذي يستقر عليه روح الله بطريقة منظورة هو المسيح والرسل بصفتهم تلاميذ للمسيح وشهود لجميع أعماله وتعاليمه، وشهود لآلامه، وموته وقيامته وصعوده إلى السموات، هؤلاء أرسلهم المسيح إلى العالم بعد قيامته مُعضَدين بقوة الروح القدس لكى يدعوا الأمم، ويُظهروا للبشر طريق الحياة، ولكى يحوّلوهم من عبادة الأوثان، والزنى والشراهة والدعارة، ويطهروا نفوسهم وأجسادهم بمعمودية الماء والروح القدس. لقد أعطي الرسل الروح القدس إلى المؤمنين، ذلك الروح الذي أخذوه هم أنفسهم من الرب، وبهذه الطريقة أسسوا الكنائس) القديس ايرناؤس

حكمة للحياة .. 

+ وسينقذني الرب من كل عمل رديء ويخلصني لملكوته السماوي الذي له المجد الى دهر الدهور امين (2تي  4 :  18

And the Lord will deliver me from every evil work and preserve me for His heavenly kingdom to Him be glory forever and ever. 2 Ti 4:18

من صلوات الاباء..

" ايها الرب الاله الامين فى صنع الخير، القادر ان تقودنا فى موكب نصرتك، لقد هاج الشيطان وزمرة الاشرار، فى غيرة مرة وحسد وضمير السوء ولفقوا الاكاذيب متهمين الصديقين والابرار،  فانظر يارب الى تهديداتهم وشرهم ومكيدتهم. واجرى الحق والعدل  والامانة ونجي يارب شعبك وخائفيك. ولا تدع حتى مؤمنيك يقولوا ان ديان الارض كلها لا يصنع عدلاً أو يترك الشر يتمادى ويظن انه أنتصر، او الاشرر يقولون اين الههم؟. انصف يارب المظلومين، وأقم الساقطين وبدد مشورة المنافقين واهدي قلوب الجميع للخير والحق والعدل والحكمة، أمين "

من الشعر والادب

"ربك مع المظلوم " للأب أفرايم الأنبا بيشوى

 مالك حزين ليه ؟ وشايل الآم  وحزن وهموم،
دا زي ما بتنتهي المسرات هتفنى كمان هموم
مصيرها المشاكل هتنحل وما فيه حال بيدوم
اعمل الخير وسلمها لله، دا ربك مع المظلوم
افرح بيومك وبلقمه هنيه وبكلمه طيبه يوم بيوم

وخلي هم الغد للغد وربنا مبينساش تعب المحبة
ولا كأس ميه بارد قدمته في يوم لبائس أو محروم

قراءة مختارة  ليوم

السبت الموافق 4/13

أع 21:19- 41

الشغب في أفسس

وَلَمَّا كَمِلَتْ هَذِهِ الأُمُورُ وَضَعَ بُولُسُ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ بَعْدَمَا يَجْتَازُ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ يَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلاً: «إِنِّي بَعْدَ مَا أَصِيرُ هُنَاكَ يَنْبَغِي أَنْ أَرَى رُومِيَةَ أَيْضاً». فَأَرْسَلَ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ اثْنَيْنِ مِنَ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدِمُونَهُ: تِيمُوثَاوُسَ وَأَرَسْطُوسَ وَلَبِثَ هُوَ زَمَاناً فِي أَسِيَّا. وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ شَغَبٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ بِسَبَبِ هَذَا الطَّرِيقِ لأَنَّ إِنْسَاناً اسْمُهُ دِيمِتْرِيُوسُ صَائِغٌ صَانِعُ هَيَاكِلِ فِضَّةٍ لأَرْطَامِيسَ كَانَ يُكَسِّبُ الصُّنَّاعَ مَكْسَباً لَيْسَ بِقَلِيلٍ. فَجَمَعَهُمْ وَالْفَعَلَةَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْعَمَلِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ سِعَتَنَا إِنَّمَا هِيَ مِنْ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ. وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَتَسْمَعُونَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَفَسُسَ فَقَطْ بَلْ مِنْ جَمِيعِ أَسِيَّا تَقْرِيباً اسْتَمَالَ وَأَزَاغَ بُولُسُ هَذَا جَمْعاً كَثِيراً قَائِلاً: إِنَّ الَّتِي تُصْنَعُ بِالأَيَادِي لَيْسَتْ آلِهَةً. فَلَيْسَ نَصِيبُنَا هَذَا وَحْدَهُ فِي خَطَرٍ مِنْ أَنْ يَحْصُلَ فِي إِهَانَةٍ بَلْ أَيْضاً هَيْكَلُ أَرْطَامِيسَ، الإِلَهَةِ الْعَظِيمَةِ، أَنْ يُحْسَبَ لاَ شَيْءَ وَأَنْ سَوْفَ تُهْدَمُ عَظَمَتُهَا هِيَ الَّتِي يَعْبُدُهَا جَمِيعُ أَسِيَّا وَالْمَسْكُونَةِ». فَلَمَّا سَمِعُوا امْتَلأُوا غَضَباً وَطَفِقُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «عَظِيمَةٌ هِيَ أَرْطَامِيسُ الأَفَسُسِيِّينَ!». فَامْتَلأَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا اضْطِرَاباً وَانْدَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَى الْمَشْهَدِ خَاطِفِينَ مَعَهُمْ غَايُوسَ وَأَرِسْتَرْخُسَ الْمَكِدُونِيَّيْنِ رَفِيقَيْ بُولُسَ فِي السَّفَرِ. وَلَمَّا كَانَ بُولُسُ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَ الشَّعْبِ لَمْ يَدَعْهُ التَّلاَمِيذُ. وَأُنَاسٌ مِنْ وُجُوهِ أَسِيَّا، كَانُوا أَصْدِقَاءَهُ، أَرْسَلُوا يَطْلُبُونَ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يُسَلِّمَ نَفْسَهُ إِلَى الْمَشْهَدِ. وَكَانَ الْبَعْضُ يَصْرُخُونَ بِشَيْءٍ وَالْبَعْضُ بِشَيْءٍ آخَرَ لأَنَّ الْمَحْفَلَ كَانَ مُضْطَرِباً وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَدْرُونَ لأَيِّ شَيْءٍ كَانُوا قَدِ اجْتَمَعُوا! فَاجْتَذَبُوا إِسْكَنْدَرَ مِنَ الْجَمْعِ وَكَانَ الْيَهُودُ يَدْفَعُونَهُ. فَأَشَارَ إِسْكَنْدَرُ بِيَدِهِ يُرِيدُ أَنْ يَحْتَجَّ لِلشَّعْبِ. فَلَمَّا عَرَفُوا أَنَّهُ يَهُودِيٌّ صَارَ صَوْتٌ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمِيعِ صَارِخِينَ نَحْوَ مُدَّةِ سَاعَتَيْنِ: «عَظِيمَةٌ هِيَ أَرْطَامِيسُ الأَفَسُسِيِّينَ!». ثُمَّ سَكَّنَ الْكَاتِبُ الْجَمْعَ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الأَفَسُسِيُّونَ مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَعْلَمُ أَنَّ مَدِينَةَ الأَفَسُسِيِّينَ مُتَعَبِّدَةٌ لأَرْطَامِيسَ الإِلَهَةِ الْعَظِيمَةِ وَالتِّمْثَالِ الَّذِي هَبَطَ مِنْ زَفْسَ؟ فَإِذْ كَانَتْ هَذِهِ الأَشْيَاءُ لاَ تُقَاوَمُ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا هَادِئِينَ وَلاَ تَفْعَلُوا شَيْئاً اقْتِحَاماً. لأَنَّكُمْ أَتَيْتُمْ بِهَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ وَهُمَا لَيْسَا سَارِقَيْ هَيَاكِلَ وَلاَ مُجَدِّفَيْنِ عَلَى إِلَهَتِكُمْ. فَإِنْ كَانَ دِيمِتْرِيُوسُ وَالصُّنَّاعُ الَّذِينَ مَعَهُ لَهُمْ دَعْوَى عَلَى أَحَدٍ فَإِنَّهُ تُقَامُ أَيَّامٌ لِلْقَضَاءِ وَيُوجَدُ وُلاَةٌ فَلْيُرَافِعُوا بَعْضُهُمْ بَعْضاً. وَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَ شَيْئاً مِنْ جِهَةِ أُمُورٍ أُخَرَ فَإِنَّهُ يُقْضَى فِي مَحْفِلٍ شَرْعِيٍّ. لأَنَّنَا فِي خَطَرٍ أَنْ نُحَاكَمَ مِنْ أَجْلِ فِتْنَةِ هَذَا الْيَوْمِ. وَلَيْسَ عِلَّةٌ يُمْكِنُنَا مِنْ أَجْلِهَا أَنْ نُقَدِّمَ حِسَاباً عَنْ هَذَا التَّجَمُّعِ». وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَفَ الْمَحْفَلَ.

تأمل..

+  أنتشار الإيمان المسيحي فى أفسس وهياج عبدة ارطاميس ..  لقد آمن الكثيرين فى أفسس وما حولها بسبب كرازة القديس بولس ومن معه فاهاج الشيطان صناع تماثيل ارطاميس وكانوا يصنعون تماثيل لها ولمعبدها يدر عليهم ربح جزيل وقد بدأت تنهار تجارتهم بسبب تحول الكثيرين للإيمان المسيحى لذلك عقد شخص يدعى ديمتريوس اجتماعًا لصانعي التماثيل، وأوضح لهم الخطر الذي يحدق بهم. فقد اشتهر الرومانيون بوضع تماثيل الآلهة في بيوتهم. لم يلجأ ديمتريوس إلى الحكام أو القضاة، بل إلى أصحاب المصالح المادية والعمال الذين كل ما يشغلهم في هذه العبادة مكسبهم المادي. هذا هو الطريق السهل للكسب واثارة الجماهير باستغلال الدين كتجارة وسياسة وعواطف لتهييج العامة والغوغاء. هيج ديمتريوس هؤلاء قائلا أنتم تنظرون في أفسس وتسمعون عن بلاد كثيرة في آسيا الصغرى كيف اجتذب جمعًا كثيرًا لرفض العبادة الوثنية. ان انتشار الإيمان المسيحى حتمًا يسبب غلق متاجر هؤلاء الصناع، وتبطل صياغة هياكل أرطاميس الفضية. لا يقف الأمر عند فقدان مصدر رزقهم، وإنما صورها كاهانة لالهتهم ولكي يثيرهم دينيًا.  واذ قام بدور المهيج سمع الصناع أن ربحهم فى خطر امتلئوا غضبًا ضد الإنجيل والكارزين به وأثاروا ضجيجًا وصخبًا شعبيًا. وقاموا بخطفت الجماهير غايس وارسترخس، بتهمة أنهما من صحبة الرسول بولس ومرافقان له في سفره. ولعل الجماهير أرادت تقديمهما للوحوش المفترسة في المسرح وإذ رأى الرسول بولس إنهم اختطفوا رفيقيه أراد تسليم نفسه للجمهور، لينقذ حياتهما من خلال محبته لهما، لكن التلاميذ أمسكوه ولم يسمحوا له بهذا. فأن تسليم بولس نفسه للجماهير يلهب الموقف بالأكثر، فستعامله الجماهير بعنفٍ شديدٍ وقد تقتله، فالأفضل أن ينتظر حتى تهدأ الجماهير. كان البعض يصرخ مطالبًا بقتل اليهود بوجه عام، وآخرون بقتل بولس ومن معه، أما الغالبية العظمى فلا تعرف لماذا اجتمعت، ولماذا هذه الثورة شأن الغوغاء فى كل زمان وإذ شعر اليهود أنهم في خطر، لأن كثير من المجتمعين لا يميزون بين بولس وبين اليهود، لهذا دفعوا الكسندر للحديث معهم لتهدئتهم. ولما عرفوا انه يهودى ازدادوا صراخ نحو ساعتين "عظيمة هي أرطاميس الأفسسيين".

+ كاتب المدينة يهدئ الشغب ويصرفهم...  حتى ظهر كاتب المدينة أو سكرتير مجلس المدينة وتحدث معهم باللغة التي تهدئهم من ثورتهم، مؤكدًا لهم أن هذه الإلهة العظيمة النازلة من السماء لا يمكن أن يدمرها قلة قليلة جدًا من اليهود. لقد وبخهم على مخاوفهم غير اللائقة بعظمة أرطاميس. فلا احد يستطيع أحد أن يطفئ غيرة الأفسسين على عبادتهم لأرطاميس، وإخلاصهم لها، وبالتالي فليس من خطر على هذه العبادة بسبب قلة من اليهود، فلا مجال لهذا الهياج. وكأنه يقول لهم هذا الهياج يهين أرطاميس فتظهر وكأنها ضعيفة ومعرضة للخطر بلا سبب. ثم قال لهم أن هذين الرجلين ليسا منجسين للهيكل، ولا سارقين لهيكل ديانا أو غيرها.  ولم يدفعا احد ان يقوم باي عمل ضد الهياكل ولا حاولا تعطيل العبادة. وإن كان ديمتريوس والصناع قد أصابهم أذى، فأبواب القضاء مفتوحة، ويمكن تحديد أيام للمحاكمة في هدوء وبحكمة، والولاة أو القضاة الرومانيون مستعدون أن يسمعوا كل الأطراف. واوضح لهم أن هذا الهياج يسيء إلى سمعة المدينة لدى روما، لأنه هياج بلا ترتيب ولا نظام، ويتجاهل الإجراءات القانونية السليمة. وذكرهم أن من يشترك في هياج هكذا يحسب مجرم ويعاقب طبقا للقانون الروماني بالإعدام. إذ خشي الكثيرون لئلا يُقبض عليهم، ويُحاكموا بجريمة التظاهر والشغب، انسحبوا، فانصرف المحفل كله.