للأب أفرايم الانبا بيشوى
{ يَا رَبُّ اسْتَمِعْ صَلاَتِي وَلْيَدْخُلْ إِلَيْكَ صُرَاخِي.} (مز 102 : 1)
نلجأ اليك بالصلاة والصوم ..
فى ثقة كاملة فى حكمتك
وقدرتك وقوتك وعدلك وعملك المجيد من جيل الي جيل نصلى اليك، عندما نرى ظلم الفقير
وغياب الحق والعدل { ان رايت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من
الامر لان فوق العالي عاليا يلاحظ والاعلى فوقهما} (جا 5 : 8). نحن نعلم انك تلاحظ
وتدركك ما يعانيه شعبك من ضيق وظلم وستنصفهم سريعا ليكون فضل القوة والنصرة لك
وحدك لا من مخلوق بشرى فنحن نثق فى إنصافك للمظلومين { الرب مجري العدل والقضاء
لجميع المظلومين} (مز 103 : 6). فعبر تاريخ الكنيسة القبطية كنت انت لنا السند
والعون والقوة والحكمة، ومن اجل هذا نشكرك لانك اله خلاصنا {الرب قوتي ونشيدي وقد
صار خلاصي هذا الهي فامجده اله ابي فارفعه} (خر 15 : 2).
الهنا القدير .. نلجأ فى ضيقاتنا واحزاننا لنجد
الحلول والعزاء، ومنك نستمد القوة والحكمة والرجاء، وبك يكون الخلاص فى كل شدة
وداء، فاننا ليس لنا معين أخر سواك، وانت ضابط الكل، الاله القادر على كل شئ فلا
تتركنا ياربي والهي بل عند دعائنا استجب لنا يا الله وحول ضيقنا الى سعة وحزننا
الى تعزية وفرح {عند دعائي استجب لي يا اله بري في الضيق رحبت لي تراءف علي واسمع صلاتي} (مز 4 : 1). ولنا منك الكثير من
الوعود والعهود التي تطمئن وتمنح السلام لاسيما فى وقت الضيق { في العالم سيكون
لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). انت يا الهنا لا تسمح بضيقة
وتجربة فوق ما نحتمل وتعطي مع الضيقة التعزية والصبر والسلام والمخرج والحل، ونحن
اليك نصلى { ونحن لا نعلم ماذا نعمل ولكن نحوك اعيننا} (2اخ 20 : 12). نثق بانك
ترعي شعبك وتخلصهم من كل شده. وقد سار معك ابائنا فى ايام غربتهم على الارض ولم
تتخلى عنهم وها نحن نواصل المسيرة معك ونثق انك لن تتخلى عن شعبك او كنيستك
الصارخين لك ليل ونهارا وانت متمهل عليهم {افلا ينصف الله مختاريه الصارخين اليه
نهارا وليلا وهو متمهل عليهم، اقول لكم انه ينصفهم سريعا} (لو 18 : 7-8).
اننا كنيسة وشعب ليس لنا سلاح غير التوبة والرجوع
اليك فى صلاة وصوم ودموع طالبين النجاة والخلاص والحكمة والعدل وقد اختبرنا قوة الصلاة والصوم فى
تاريخ الكنيسة وفى حياتنا كمؤمنين وكنسية.
نطرح أمام الديان العادل همومنا..
فى ضعفنا نريد ان تكون انت قوة لنا وفى خوفنا على
حاضر مظلم ومستقبل مجهول وبلد فى مهب الريح نريد ان تكون انت سلامنا ورجائنا
وحياتنا ونجاتنا. وتجاه ما يتعرض له شعبك من ظلم واضطهاد، لا نريد منك سوى العدل
والانصاف وانت القاضي العادل الذى يعرف ما فى القلوب والنفوس يا ديان الارض كلها. قد يتلون الناس ويحولوا المظلوم الى
ظالم فى عهد انتشرت فيه المظالم { مبرئ المذنب ومذنب البريء كلاهما مكرهة الرب} (ام 17 :
15). اننا نثق انك لا ترضى بالظلم واله عادل لا جور فيه كما انك تحذر وتنذر
المتكبرين والظالمين ليتوبوا ويصنعوا رحمة وعدل وكم هو مخيف للظالمين الوقوف بين
يديك {فان لرب الجنود يوما على كل متعظم وعال وعلى كل مرتفع فيوضع، فيخفض تشامخ الانسان
وتوضع رفعة الناس ويسمو الرب وحده في ذلك اليوم } (اش 2 : 12، 17). واننا نصلى ليأتي يوم رفع الظلم والعدل
لشعبك وكنيستك سريعا. لينعم الجميع بالعدل ويعيشوا فى سلام أمن ونماء.
ايها المسيح القدوس الذى جاء الى مصرنا
قديما طالبا الامان من غدر هيرودس، وجلت بين ربوع وادينا وشربت من نيلها وأكلت من
خيراتها، اننا نسائلك ان تعطى الامان والسلام والبركة والخير والاستقرار لبلادنا
وان تهب الحكمة والنعمة والقوة للقائمين على أمره وان تمنحهم القدرة على إتخاذ
القرارات الصحيحة فى الوقت المناسب، متكلما فى قلوبهم من أجل سلام شعبك وكنيستك.
ندعوك ان تكون سلاما فى كل قلب وبيت وفى كنيستك
المقدسة، وسط هياج الرياح والامواج العاتية لتأتى وتصير لنا سلاما ونجاة وكما
انتهرت الرياح عن سفينة التلاميذ فانت أمس واليوم والى الابد قادر ان تقول للبحر اسكت وأبكم
فيسكت ويصير هدوء عظيم { فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت ابكم فسكنت الريح وصار
هدوء عظيم} (مر 4 : 39). اننا نسلم لك امر سفينة حياتنا فى الرحب والضيق، ونثق انك
النجاة عندما بنا الامور تضيق واثقين انك لنا العون والسند والرفيق طوال الحياة
وفى كل الطريق.
اننا نطرح أمامك يارب كل ما يعانيه شعبنا من فقر
وغلاء، ومرض واحزان، وانعدام الامن والامان، غياب القانون والفساد ، الكذب والغش
والرياء، عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني، الكراهية والبلطجة، الجهل
والتعصب وضيق الافق، التمييز العنصري البغيض القائم على الهوية الدينية أو
المذهبية او على اساس الجنس او المعتقد او الراي السياسي، ونحن نثق ان لديك انت كل
الحلول وقادر ان تعطي الرؤية الواضحة والحلول الحكيمة. انت يا لهنا تقدر ان تصنع التغيير فى القلوب والعقول والارواح.
وتعطي الحكمة والنعمة والقوة لكل منا ليصنع ارادتك الكاملة. وانت قادر ان تفتح
اعيننا على الحق والرحمة والمحبة لنحيا معا فى تعاون مثمر للقضاء على الفقر والجهل
والمرض وان يحب كل منا لاخيه ما يحبه لنفسه واحبائه، أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق