الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
رغبت المياه يوماً أن تتخلص من وجودها في البحر وتصعد
إلى السماء ، وحتى تتم لها هذه الرغبة توددت إلى عنصر النار حتى تساعدها على ذلك
ووافقت النار وساعدتها، فأصبحت بفضل حرارتها أكثر خفة من الهواء وتحولت إلى بخار
دقيق سرعان ما أرتفع إلى السماء عالياً حتى طبقات الهواء الأكثر برودة، ولم تستطيع
النار مساعدة المياه أكثر من ذلك وأصبحت قطرات المياه أكثر ثقلاً من الهواء ثم
سقطت في صورة مطر لم تسقط وإنما اندفعت هاوية إلى الأرض، لقد صعدت إلى فوق وهى
مليئة بالفخر والاعتزاز ولكنها في النهاية اندفعت إلى الأرض بدون اتزان وامتصتها
الأرض الجافة وظلت حبيسة الأرض وكفرت عن ذنبها بندم طويل.
أنها قصة كتبها الفنان الأديب ليونارد دافنشىى الذى يعد
أشهر الرسامين الإيطاليين والذى رسم لوحة العشاء الأخير، ولوحة العذراء والطفل، والموناليزا،
والمتوفى في 12 مايو 1519م، أنها تعبر عن الرغبة المملوءة زهواً بعيداً عن إرادة
الله وهكذا نرى الشياطين ترفع البعض بالكبرياء، لتسقطهم في هوة الهلاك.
حياة التسليم لله هى التى تستطيع أن تقودنا إلى الخلاص.
وحياة التواضع تستطيع أن تنجينا من فخاخ إبليس المتقدة نار. فنسأل انفسنا اذا ماهى
رغباتنا فى الحياة، وهل هى رغبات مقدسة وحسب مشيئة الله،اما هى رغبات نفسية ذاتيه أو
حتى شيطانية بعيده عن الله وتقود الى الهلاك والضياع. لقد اضاعت الشهوات والرغبات
الكثيرين فى كل عصر. وقد ظنوا ان تحقيقها منتهي أمالهم فكان فيها نهاياتهم! فان
كان لنا رغبات فلتكن مقدسة ولتمجيد اسم الله ولبينان الانسان الروحي ولفائدة
اخوته.
أما ان نتحرر من الرغبات ويكون هدفنا هو الله
وصنع ارادته فنحن نصبح ملوكاً بالله ولله. ونقول مع المرتل معك لا نريد شئ على
الارض. أننا نجلس على قمة العالم عندما لا نشتهى منه شيئاً ولانريد او نخاف شيئاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق