للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ المؤمن القوى الناضج يعرف ويستطيع أن يقول نعم فى الوقت المناسب لها سواء متى اراد أن يتخذ قرار أو يقضى وقت أو يقيم علاقة أو صداقة أو يؤدى عمل ما أو حتى للاستجابة لأفكار مقدسة، كما أنه يعرف متى وكيف يقول لا ويمتنع عن فكر أو علاقة أو عمل ما. فالشخص الناضج حكيم فى إستجابته وأجوبته في مختلف مواقف الحياة { ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحا بملح لتعلموا كيف يجب ان تجاوبوا كل واحد} (كو 4 : 6). الحكيم يستطيع أن يميز الخير من الشر ويختار الخير ليحيا{ الحكيم عيناه في راسه اما الجاهل فيسلك في الظلام} (جا 2 : 14)
+ عندما تقول نعم لشئ غير مهم فنحن نقول لا لشئ مهم. فلا الوقت ولا الجهد ولا الحياة تسمح لنا بفعل كل الاشياء. عندما تقول نعم لمحبة الله من كل القلب والفكر والنفس والارادة فانت تقول لا لمحبة العالم وشهواته واهوائه. وعندما نقول نعم لاحترام ومحبة الآخرين محبة روحية طاهرة فنحن نقول لا للبغضة والخصام والعداوة والعلاقات الخاطئة. نقول لا للمعاشرات الردئية {لا تضلوا فان المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة} (1كو 15 : 33). عندما نقول لا للغضب والنرفزة فنحن نسعى لاقتناء الوداعة والصبر وطول الأناة والاحتمال وضبط النفس. عندما نعرف أهمية الاتضاع وضرورته فنحن نقول لا للكبرياء والتعصب. عندما نقول نعم للإيمان وحياة البر والتقوى فاننا نرفض الجهل وانكار الله والشك ونعاشر القديسين ونتعلم من إيمانهم وحياتهم وإيمانهم. المؤمن الناضج له قلب حكيم ينجح فى عمل البر ويرفض الشر ويعمل أرادة الله كل حين {القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في اعمال البر} (سير 3 : 32)
+ يحذرنا السيد المسيح من أن نحلف أو نقسم لتأكيد حقيقة ما نقوله {ليكن كلامكم نعم نعم لا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير} (مت 37:5) . الإنسان الكذاب كثيراً ما يسرف في الأقسام، لإخفاء الحق ويقسم لتدعيم قوله الكاذب بكلمات كثيرة لكي تُقبل .أما الإنسان الصادق فلا حاجة له لاقسام بل كلامه ومواقفه واضحة بلا لبس أو تردد. لا يمكنك ان نكون كل شئ لكل الناس ولا تعيش حياتك بحسب أستحسان الناس ورضائهم أو عدمه بل عش حياتك وفق علاقتك بالله وارادته وأولوياتك وأهدافك فى الحياة ولا تكون كقشة تحركها أهواء الناس وميولهم بل كن كالجبل الراسخ المبنى على أساس الإيمان المستقيم تستطيع بقوة أن ترفض الشر وتختار الخير لتحيا وترث الحياة الأبدية { مبنيين على اساس الرسل والانبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية} (اف 2 : 20).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق