للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ متى اراد المرء ان يسعد ويسعد الآخرين ويترك أثر طيب في من حوله فيجب ان يخدم الناس. العطاء دليل علي الحب فلا يمكنك ان تحب دون ان تعطي وسعيد هو الإنسان الذى يعطى أكثر ممن يأخذ { في كل شيء اريتكم انه هكذا ينبغي انكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع انه قال مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ} (اع 20 : 35). الإنسان الأناني هو الذى يأخذ دون أن يعطي {لا تكن يدك مبسوطة للاخذ مقبوضة عن العطاء} (سير 4 : 36). والعطاء يشمل العطاء المادي والمعنوى والتشجيع وقضاء الوقت المشبع مع الغير والأصغاء اليهم ومنحهم النصيحة المخلصة وتقديم أي أشكال من الدعم المادى أو المعنوى وكل أعمال المحبة مثل إطعام الجوعى وكساء العريا والإنفاق على المرضى ومساعدتهم وإيواء الغرباء ومساعدة الارمل والأيتام والوقوف بجانب من هم في ضيقة.
+ الله هو العاطي والمحسن ورازق كل الخيرات ومن يعطي ويحب ويخدم يتشبه بخالقه، ويحثنا الله للتشبه به فى العطاء فيقول لنا كونوا رحماء كما أن أباكم أيضا رحيم (لو 6: 36). وعمل الرحمة أفضل ذبيحة تقدم لله { اذهبوا وتعلموا ما هو أنى أريد رحمة لا ذبيحة} ( مت 9: 13) والقديس باسيليوس الكبير يقول من أجل أنك لم ترحم الآخرين فلا يصنع بك رحمة أيضا. لأنك أغفلت باب بيتك أمام المساكين فلا يفتح لك الله باب ملكوته. {اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية} (لو 16:9) فما أعظم هذه الفضيلة التي نستطيع بها أن نشترى المظال الأبدية. والكنيسة تصلى من أجل كل من يقدمون لله والمحتاجين وتقول ( اذكر يا رب صعائد وقرابين وشكر الذين يقربون كرامة ومجدا لاسمك القدوس. أصحاب الكثير وأصحاب القليل والذين يريدون أن يقدموا لك وليس لهم.. أعطهم الباقيات عوض الفانيات السمائيات عوض الأرضيات الأبديات عوض الزمنيات. بيوتهم ومخازنهم املأها من كل الخيرات(.
+ المعطى المسرور يحبه الرب ويزيد من بركاته عليه { أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ} (لو 6 : 38). العطاء يضاعف ما تملك ولا ينقصه، فكلما منحت ازداد ما تلقيت وكلما أعطيت فانك تاخذ المزيد { مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ وَعَنْ مَعْرُوفِهِ يُجَازِيهِ }(ام 19 : 17). عندما تتوفر لديك النية للعطاء يهبك الله الأمكانية والقوة والوسيلة وعندما تمنح دون مقابل تجد المكأفاة والمقابل من الله. فأذا شعرت بعدم السعادة والضيق، فكر كيف تسعد من حولك وأخدمهم تجد السعادة تدق باب قلبك وتغمرك وتحصل على المستقبل والأبدية السعيدة {اوص الاغنياء في الدهر الحاضر ان لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع. وان يصنعوا صلاحا وان يكونوا اغنياء في اعمال صالحة وان يكونوا اسخياء في العطاء كرماء في التوزيع. مدخرين لانفسهم اساسا حسنا للمستقبل لكي يمسكوا بالحياة الابدية.} ( 1تيم 17:6-19)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق