للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ اللطف هو الوداعة والرقة والبشاشة والشفقة والترفق بالآخرين والبعد عن الفظاظة والقسوة. وينصحنا معلمنا بولس الرسول بقوله { كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين} (أف 2:4) ويدعونا الله لنكون ذوى رحمة ولطف ووداعة {البسوا كمختارى الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولطفاً وتواضعاً ووداعة وطول أناة}(كو12:3). وكما يعاملنا الله باللطف علينا إن نعامل أخوتنا باللطف والوداعة { حين ظهر لطف الله مخلصنا وإحسانه لا بأعمال بر عملناها بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس}(تى 4:3). الإنسان اللطيف يتشبه بالله في لطفه ومحبته وشفقته وإحسانه. وفي مثل الابن الضال (لو15) راينا كم كان الأب لطيفاً مع ابنه الذي بدد ماله في عيش مسرف في عالم الخطية ثم رجع تائبا كما كان وديع وعامل ابنه الأكبر الذي تذمر وغضب عليه باللطف حتى كسب الاثنين. الإنسان اللطيف لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته، ويكتشف النقاط البيضاء في الآخرين ويركز عليها ويظهرها ويمتدحها حتى يشجع الناس للسير في طريق الخير مثلما عمل الرب مع المرأة السامرية. الإنسان اللطيف لا يحتقر الضعفاء والفقراء بل يسندهم ويشفق عليهم. بالعنف قد يخسر الإنسان أحباءه بينما باللطف يكسب حتى أعدائه.
+ اللطف يجعل الانسان يتصرف بلباقة وحكمة ورقة ويجعل الإنسان يبقى دائما وابدا محبوبا ومرغوبا من الناس { الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط} (ام 15 : 1). فعليك باللطف والكلام اللين وطول البال مع الناس لتربحهم وتريحهم. قابل الناس بالابتسامة وكأنك تقول لهم: "انى أحبكم، انتم تمنحوني السعادة". وهذه السعادة تنتقل اليك ايضا عندما تقدمها للاخرين، فكن بشوشا وتذكر ان وجهك لا تراه الا فى المرآة أما الناس فيرونه دائما. قدم لهم منه ابتسامة طيبة وقدم لهم الكلمة الطيبة وقدم من القلب المحبة الصادقة ان اردت ان تكون محبوبا وتذكر ان { حديث الاحمق كحمل في الطريق وانما اللطف على شفتي العاقل} (سير 21 : 19).
+ اللطف في التعامل يجعلنا نعمل علي أسعاد الآخرين والتعامل معهم بروح العطاء والقبول والأحترام والعطاء وبكلمات التقدير الصادق التى لها مفعول السحر فى تغيير القلوب. ومن اللطف أن تتذكر اعياد ميلاد اصدقائك وأحبائك ومناسباتهم الخاصة وفي الأعياد ان تهنئهم وتعبر لهم عن أمتنانك وسعادتك بمعرفتهم وتقديم ولو هدية بسيطة فى وقتها المناسب شئ لتعبر عن محبتك وتقديرك وأهتمامك { الهدية حجر كريم في عيني قابلها حيثما تتوجه تفلح} (ام 17 : 8). ان خدمتك للأخرين وقت حاجتهم اليها عمل رحمة تأخذ عليه الأجر السمائي وتربح به النفوس وكن كسيدك الذى{ جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس } (اع 10 : 38).
+ ومن اللطف والمعاملة الرقيقة أن تغفر وتسامح المسيئين ومن يخطئوا في حقك وتلتمس لهم الأعزار ولنتذكر قول الإنجيل {ومتى وقفتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السماوات زلاتكم }(مر 11 : 25)، {لا تدينوا فلا تدانوا لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم اغفروا يغفر لكم} (لو 6 : 37). من شيم العظماء ان يلتمسوا الاعذار للمخطئين ويقبلوا أعتذارهم، ومن صفات المتواضعين ان يلقوا باللوم على أنفسهم متي أخطئوا ويعتذروا وهذا التواضع يرفعهم فى أعين الله واعين الناس. ان أحوج الناس الى التعامل باللطف واللين من فقد أعصابه ومن ضاقت به السبل واحوج الناس الى الإبتسامة هو الإنسان المحزون الذى يحتاج للتعزية والمشاركة الوجدانية الصادقة والتشجيع والمعاملة الرقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق