للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ حياة التسليم هو حياة الثقة في يد الله الأمينة التى تقودنا في الحياة بدون قلق ولا هم وتصل بنا الي النجاح وعبور كل تحديات الحياة، التسليم لا يعنى الكسل أو عدم الأجتهاد بل طلب مشيئة الله في حياتنا ومعرفة أرادته والعمل لتحقيقها، فالله يعمل بنا لمجد أسمه. التسليم يعنى أن نطيع وننقاد لله في حياتنا ليحملنا ويصل بنا الى بر الأمان { سَلَّمْنَا فَصِرْنَا نُحْمَلُ } (اع 27 : 15). فلا نتصرف كاطفال في اتوبيس خائفين ويصرخون في كل مطب أو منحنى ويريدوا الأمساك بعجلة القيادة، ولا يدعوا السائق الماهر الذي هو أبينا السماوى يتولى عجلة القيادة. في حياة التسليم يتولي الله حياتنا ويحل مشاكلنا بعنايته وقوته وحكمته. نضع بين يديه كل أفكارنا وحياتنا وأعمالنا وأوقتنا وأموالنا وأختياراتنا ووقتنا وهو يقودنا للخير والنجاة.
+ التسليم يجعلنا نطمئن ونحيا في سلام أمام مشكلات الحياة، فعندما نسلم حياتنا لله يتعهد هو براحاتنا { تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم} (مت 11 : 28). فالسلام يأتي من تسليم حياتنا لله ليحيا المسيح بالإيمان فينا{ مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي }(غل 2 : 20). نصلى ونقول دائما " لتكن مشيئتك" ومشيئة الله كاملة وصالحة ومرضية وتقودنا للخير والحياة الأبدية. بالتسلم يثق المؤمن ويقول "الله صالح ولهذا أثق في معاملاته الطيبة معي، وهو يعرفنى أكثر مما أعرف نفسي، بل ويحبنى أكثر مما أحب نفسي وقد بذل ذاته لخلاصى، ولقد وعدنى أنه سيكون معى ويحمينى من أعدائي ويحارب حروبي وينتصر، الله يعرف ما هو صالح لي وسيحقق من أجلي كل خير وصلاح لهذا فاني أحيا مطمئن وسعيد".
+ في حياة التسليم، لا يحمل المؤمن هم فقد ألقي على الله كل همومه، ومادام أبونا السماوي يعلم جميع احتياجاتنا، ومادام هو يرعانا فلا يعوزنا شيء، إذن لماذا نقلق ؟! وهو القائل {لا تهتموا بما للغد، فإن الغد يهتم بما لنفسه} (مت6: 34). نحن نصنع ارادة الله بدون هم أو قلق ونلقي همومنا علي الله {مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ }(1بط 5 : 7). هذا التسليم لمشيئة الآب رايناه فى صلاة الرب يسوع للآب في بستان جثيماني {ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ»} (مت 26 : 39). وقد تمت ارادة الآب وأدى الصليب الي الخلاص والتبرير والقيامة. فالذين يؤمنون بالله بحق يضعوا حياتهم بين يدي الله ولا يخافون شئ حتى الموت بالنسبة لهم هو أنتقال وعبور الي الأبدية، فلنختار ان نكون ملك الله وحده بكل قلوبنا وحياتنا وما يريده الله لنا بفرح نعمله، ونضع حياتنا في يد الله الأمينة وننساها بين يديه ويكون هو الهنا وربنا نتبعه من كل القلب ونسير وراءه مهما قصر او يطول المسير في الدرب، ونستلهم منه وننقاد الي روحه القدوس فى كل أفكارنا وأقوالنا وأعمالنا ونكون أواني مقدسة في يديه يعمل بها حسب مهارته وعندما تأتى الضيقات والمشاكل، نلجأ اليه ونتركها مشاكلنا بين يديه ونثق أنه يدبر أمورنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق