للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ يشبه القديس بولس الرسول سعي المؤمن في الحياة الروحية والخدمة للوصول للملكوت السماوي كسعى المتسابق فى ميدان الركض للحصول على الفوز والجوائز فيقول: {أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ وَلَكِنَّ وَاحِداً يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هَكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا. وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولَئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى.} (1كو 24:9-25). ونحن نحتاج لضبط أنفسنا فى كل شئ وتدريبها للسعي للفوز بالاكاليل السمائية لنتقدم فى حياتنا بالتداريب الروحية والصلوات والصوم والسهر والتدقيق فان كان الفوز بسباق رياضى يحتاج الى تلمذة والتزام بالتدريب والتمارين والحفاظ على اللياقة البدنية والتحكم فى الأعصاب فكم يحتاج منا النمو الروحي الى التلمذة والتعلم المستمر لنصل الي النضج الروحي ويكون لنا الحواس الروحية المدربة للتمييز بين الخير والشر {اما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر }(عب 5 : 14).
+ علينا أن نجاهد للتغلب على نقاط ضعفنا والالتزام بالصلاة والخدمة والعمل بممارسات روحية، تتحول الى عادات صالحة لنمونا الروحي ليكون لنا ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس {أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِماً ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ }(اع 24 : 16). نسعى لنكون في أفضل حال باستمرار. نحاسب أنفسنا فى نهاية اليوم أمام الله ونشكره على معونته وحفظه ونطلب منه المغفرة لتقصير وخطايانا ونطلب منه الحكمة والقوة والسلام الداخلي ونبكر للخلود للنوم والراحة، لنستيقظ مبكرين ونصلي طالبين من الله قيادتنا في يومنا لكل عمل صالح، علينا أن نفكر وندون ما علينا القيام به في الايام القادمه ونلتزم بالعمل لبلوغه ونعطي ارواحنا وعقولنا وأجسادنا وعلاقاتنا حقها علينا لنسلك كما يليق بالدعوة المقدسة التى دُعينا اليها.
+ الله والحياة تساعد الذين يساعدون أنفسهم، وكلمنا عملنا بجد، أصبحنا أكثر نجاح وتوفيق. الله أعطنا العقل والوقت والمال والصحة كوزنات يجب ان نتسغلها وننميها وقد أعطانا أيضا الحرية والقدرة على أتخاذ القرارات، والنجاح يتطلب الأستعداد للتضحية وبذل الجهد. العمل الصالح لابد إن تكون له نتائجه الايجابية على الأرض وفي السماء, وبينما نجد الاشخاص العاديين يقضون أوقاتهم في راحة او أمام أجهزة التلفزيون أو مع أصدقائهم، فاننا نجد الأشخاص المتميزين يجدوا ويجتهدوا في القراءة والعمل والتدريب ويخلصون في تادية واجباتهم العملية والروحية والاجتماعية ولهذا قال السيد الرب :{ وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ} (مت 5 : 19).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق