للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ كان شاول الطرسوسى رجل فريسي متعصب يضطهد كنيسة الله وقد أخذ رسائل من رؤساء كهنة اليهود الى دمشق للقبض على أتباع السيد المسيح ولكن ظهر له المخلص في ذهابه الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. فقال من انت يا سيد فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده { فَسَأَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: «يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟» فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُم وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ» }(اع 9 : 6). ذهب شاول الى مدينة دمشق الى حنانيا الذى عرفه بالمخلص ربا والها فأمن واعتمد على يديه بالسيد المسيح رباً ومخلصاً وبقى فترة من الزمن متتلمذاً وفاحصاً ما جاء فى الكتب وبعدها جال حياته كلها كارزا ومبشراً بفضل من دعاه من عالم الظلمة الى نوره العجيب.
+ علينا ان نسأل هذا السؤال لله في هدوء ونصغي لصوته ( يارب ماذا تريد ان أفعل ؟) وفي الكتاب المقدس نجد صوت الله بالروح القدس يحدثا عن ماذا يطلب من كل واحد منا {مَاذَا يَطْلُبُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلا أَنْ تَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَكَ لِتَسْلُكَ فِي كُلِّ طُرُقِهِ وَتُحِبَّهُ وَتَعْبُدَ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ}(تث10 : 12). يريد الله ان نعيش فى مخافته وتقواه وصاياه ونحبه من كل القلب والنفس. الله يريد منا أن نصنع حق وعدل ونرحم غيرنا لاسيما المحتاجين والضعفاء ونسلك بتواضع قلب مع الجميع { قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ} (مي 6 : 8) . فليس كل من يقول يارب يدخل السماء بل الذي يفعل أرادة اللة{ ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات (مت 7 : 21). الإنسان المؤمن لا يشاكل أهل العالم فى طرقهم الملتوية أو أفعالهم الإثمة بل يعرف أرادة الله الصالحة ويعمل بها { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة }(رو 12 : 2).
+ الله يريد خلاصنا ونجاتنا من الهلاك وهكذا يقول الانجيل { الله يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4). الله يطلب منا ان نعطيه قلوبنا ونسير فى طرقه { يا ابني اعطني قلبك و لتلاحظ عيناك طرقي } (ام 23 : 26). والإنجيل يقصد بالقلب الانسان الداخلي ومشاعره وافكاره وارادته ونحن عندما نحب الله نسعى لمرضاته وحفظ وصاياه والعمل بها حتى النفس الأخير. الله يريد قداستنا وبعدنا عن الشر { لان هذه هي ارادة الله قداستكم }(1تس 4 : 3). القداسة تعنى جهادنا فى حياة التوبة والصلاة وان نتقدس بكلمة الله والعمل بها والتناول من الاسرار المقدسة وان تكون حياتنا وأعمالنا مخصصة لمجد أسمه القدوس. عندما نتعمد ونرشم بالميرون المقدس لكى تتقدس حواسنا واعمالنا وسلوكنا وارادتنا { لكي لا يعيش ايضا الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس بل لارادة الله، لان زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا ارادة الامم سالكين في الدعارة والشهوات وادمان الخمر والبطر والمنادمات وعبادة الاوثان المحرمة} (1بط 4 : 2-3). هكذا نحن كابناء الله نسعى فى طريق التوبة وننمو فى معرفة ارادة الله والاتحاد به الى ان نصل الى ملء قامة الكمال الروحى التى يريدها لنا الله كابناء وبنات له.
+ علينا اذا ان نصغى الى صوت الله الينا من خلال كتابه المقدس او من خلال صوت روحه القدوس داخلنا وقيادته لنا او من خلال المرشدين الروحيين واباء الاعتراف ونصغى الى صوته من خلال الصلاة والتأمل فى الاحداث اليومية وليكن لنا الأذان الروحية المدربة على معرفة ماذا يريد الله لنا ان نفعل وهو أمين وعادل سيقول لنا ماذا ينبغى لنا ان نفعل وعلينا ان نطيع ولا نحزن او نقاوم روح الله القدوس وعمله فينا.
الاثنين، 31 أغسطس 2015
السبت، 29 أغسطس 2015
فكرة لليوم وكل يوم 85- مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ ذات يوما كان السيد المسيح ماراً فى اريحا وكان هناك رجل أعمى يجلس على الطريق يستعطى من المارة وأخبروه أن السيد المسيح مجتاز فصرخ قائلا يا يسوع ابن داود ارحمني. فسأله الرب { مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟ فَقَالَ: يَا سَيِّدُ أَنْ أُبْصِرَ} (لو 18 41). { فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَبْصِرْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ.}(لو42:18-43). نحن أيضا قد نجلس على قارعة الطريق نستجدى عطف او محبة او مال او شهوة او منصب من الغير وتتمرر حياتنا فى سعي نحو تحقيق رغباتنا ولا نعلم أن فاقد الشئ لا يعطيه وكيف للعالم ان يشبع نفوسنا الجوعى ؟. نحن نهتم ونضطرب من أجل أمور كثيرة والحاجة الي واحد هو الله، لهذا قال السيد المسيح { مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ.وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا} ( مت 41:10-42) فلنصلي ونعمل لكي يكون الله نصيبنا الصالح الذى لن ينزع منا ومعه لا نريد شئ علي الأرض { نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ قَالَتْ نَفْسِي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُوهُ }(مرا 3 : 24).
+ أن سألك الله ماذا تريد أن أفعل بك ومعك؟ فماذا تطلب منه؟. أن الله يريد ان يعطينا أكثر مما نطلب أو نفتكر كأب صالح وراعى أمين. ويجب ان نثق فيه ونأتى اليه بإيمان ونطلب منه أن يفتح عيون قلوبنا وأذهاننا وإنساننا الداخلى لكى نرى عظيم محبته ونعمته ونتبعه فى الطريق ونطلب منه وهو القائل { وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ } (لو 11 : 9). علينا ان نسأل أنفسنا ماذا نريد من الله؟ وبقدر عظمة المعطى نسأله العطية! كثيرين منا يسألوا الله طلبات مادية او عطايا زمنية موقته. أو الشفاء من مرض ما، او وظيفة مناسبة او شريك حياة مناسب، أو هجرة لبلد أفضل، وقد نأخذ ما طلبنا او قد تتاخر الأستجابة أو حتى لا نأخذ طلباتنا لحكمة ما يعلمها الله لمصلحتنا. لكن علينا ان نحدد ما هى الأولويات فى حياتنا التى نعمل لها ونطلبها من الله ونعمل من أجل تحقيقها، فحياتنا علي الأرض رغم أهميتها فى عين الله فانها لا تقاس بالحياة الإبدية ومن أجل هذا يجب ان نطلب أولا ملكوت الله وبره { اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ }(مت 6 : 33). نطلب من الله العون والمغفرة لخطايانا وأثامنا لاجل أسمه القدوس { أَعِنَّا يَا إِلَهَ خَلاَصِنَا مِنْ أَجْلِ مَجْدِ اسْمِكَ وَنَجِّنَا وَاغْفِرْ خَطَايَانَا مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ }(مز 79 : 9). علينا أن نطلب الرحمة من الله دائما { اِرْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ }(مز 51 : 1). نصلي ونطلب ان يعلمنا الله ان نصنع اردته ورضاه وان يقودنا بروحه القدوس { عَلِّمْنِي أَنْ أَعْمَلَ رِضَاكَ لأَنَّكَ أَنْتَ إِلَهِي. رُوحُكَ الصَّالِحُ يَهْدِينِي فِي أَرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ (مز 143 : 10).
+ أننا نطلب من الله العون والقوة والتوفيق والنجاح فى حياتنا لنكون سفراء سلام ومصالحه { إِلَهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي} (نح 2 : 20). ولاننا نحتاح ان نسلك بتدقيق كحكماء فنطلب ان يعطينا الله حكمة { فاعطني الان حكمة ومعرفة } (2اخ1:10). حسب وعوده {إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ} (يع 1 : 5).الله يريدنا ان نتبعه وننكر ذواتنا ونحمل الصليب { ودعا الجمع من تلاميذه وقال لهم من اراد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني} (مر 8 : 34). نحن يجب إن نسير على خطي مخلصنا الصالح عالمين انه حتى إن وجدت ضيقات فى حياتنا فلن تستمر بل ستنتهى الضيقة لخيرنا بنعمة الله، وان كنا خطاة فبالتجارب نتنقى وان كنا صديقين فبالضيقات نتكلل ونتكافأ، واننا كابناء نمتحن ونتأدب ونتعلم ونشهد لأيماننا في كل تجارب الحياة { طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه} (يع 1 : 12).
+ نريد ان نتعلم من مخلصنا الصالح وهو القائل تعلموا منى { احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم} (مت 11 :29). ونريد ان نري يده فى الأحداث التى تمر بنا ونصلى ان يأمر العواصف والرياح وأمواج بحر العالم لتهدأ وهو قادر وعالم بضعف البشر. نطلب منه رعاية الحكيمة لنا كراعى صالح وهو قال لنا انه يرعي غنمه ويربضها ويبذل ذاته من أجل سلامتها من أجل ذلك نحيا فى سلام ولا نخاف شي وهو يهبنا الثقة والسلام وسط أمواج الحياة وضيقاتها وتجاربها { لانك حفظت كلمة صبري انا ايضا ساحفظك من ساعة التجربة العتيدة ان تاتي على العالم كله لتجرب الساكنين على الارض}(رؤ 3 : 10). الله أمين وعادل سيخلصنا من كل تجارب الحياة كجنود له يدافع عنهم ولاننا ابناء القيامة فنحن نحيا على رجاء المجيد العتيد ان يستعلن فينا {فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله }(كو 3 : 1).
+ ذات يوما كان السيد المسيح ماراً فى اريحا وكان هناك رجل أعمى يجلس على الطريق يستعطى من المارة وأخبروه أن السيد المسيح مجتاز فصرخ قائلا يا يسوع ابن داود ارحمني. فسأله الرب { مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟ فَقَالَ: يَا سَيِّدُ أَنْ أُبْصِرَ} (لو 18 41). { فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَبْصِرْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ.}(لو42:18-43). نحن أيضا قد نجلس على قارعة الطريق نستجدى عطف او محبة او مال او شهوة او منصب من الغير وتتمرر حياتنا فى سعي نحو تحقيق رغباتنا ولا نعلم أن فاقد الشئ لا يعطيه وكيف للعالم ان يشبع نفوسنا الجوعى ؟. نحن نهتم ونضطرب من أجل أمور كثيرة والحاجة الي واحد هو الله، لهذا قال السيد المسيح { مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ.وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا} ( مت 41:10-42) فلنصلي ونعمل لكي يكون الله نصيبنا الصالح الذى لن ينزع منا ومعه لا نريد شئ علي الأرض { نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ قَالَتْ نَفْسِي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُوهُ }(مرا 3 : 24).
+ أن سألك الله ماذا تريد أن أفعل بك ومعك؟ فماذا تطلب منه؟. أن الله يريد ان يعطينا أكثر مما نطلب أو نفتكر كأب صالح وراعى أمين. ويجب ان نثق فيه ونأتى اليه بإيمان ونطلب منه أن يفتح عيون قلوبنا وأذهاننا وإنساننا الداخلى لكى نرى عظيم محبته ونعمته ونتبعه فى الطريق ونطلب منه وهو القائل { وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ } (لو 11 : 9). علينا ان نسأل أنفسنا ماذا نريد من الله؟ وبقدر عظمة المعطى نسأله العطية! كثيرين منا يسألوا الله طلبات مادية او عطايا زمنية موقته. أو الشفاء من مرض ما، او وظيفة مناسبة او شريك حياة مناسب، أو هجرة لبلد أفضل، وقد نأخذ ما طلبنا او قد تتاخر الأستجابة أو حتى لا نأخذ طلباتنا لحكمة ما يعلمها الله لمصلحتنا. لكن علينا ان نحدد ما هى الأولويات فى حياتنا التى نعمل لها ونطلبها من الله ونعمل من أجل تحقيقها، فحياتنا علي الأرض رغم أهميتها فى عين الله فانها لا تقاس بالحياة الإبدية ومن أجل هذا يجب ان نطلب أولا ملكوت الله وبره { اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ }(مت 6 : 33). نطلب من الله العون والمغفرة لخطايانا وأثامنا لاجل أسمه القدوس { أَعِنَّا يَا إِلَهَ خَلاَصِنَا مِنْ أَجْلِ مَجْدِ اسْمِكَ وَنَجِّنَا وَاغْفِرْ خَطَايَانَا مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ }(مز 79 : 9). علينا أن نطلب الرحمة من الله دائما { اِرْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ }(مز 51 : 1). نصلي ونطلب ان يعلمنا الله ان نصنع اردته ورضاه وان يقودنا بروحه القدوس { عَلِّمْنِي أَنْ أَعْمَلَ رِضَاكَ لأَنَّكَ أَنْتَ إِلَهِي. رُوحُكَ الصَّالِحُ يَهْدِينِي فِي أَرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ (مز 143 : 10).
+ أننا نطلب من الله العون والقوة والتوفيق والنجاح فى حياتنا لنكون سفراء سلام ومصالحه { إِلَهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي} (نح 2 : 20). ولاننا نحتاح ان نسلك بتدقيق كحكماء فنطلب ان يعطينا الله حكمة { فاعطني الان حكمة ومعرفة } (2اخ1:10). حسب وعوده {إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ} (يع 1 : 5).الله يريدنا ان نتبعه وننكر ذواتنا ونحمل الصليب { ودعا الجمع من تلاميذه وقال لهم من اراد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني} (مر 8 : 34). نحن يجب إن نسير على خطي مخلصنا الصالح عالمين انه حتى إن وجدت ضيقات فى حياتنا فلن تستمر بل ستنتهى الضيقة لخيرنا بنعمة الله، وان كنا خطاة فبالتجارب نتنقى وان كنا صديقين فبالضيقات نتكلل ونتكافأ، واننا كابناء نمتحن ونتأدب ونتعلم ونشهد لأيماننا في كل تجارب الحياة { طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه} (يع 1 : 12).
+ نريد ان نتعلم من مخلصنا الصالح وهو القائل تعلموا منى { احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم} (مت 11 :29). ونريد ان نري يده فى الأحداث التى تمر بنا ونصلى ان يأمر العواصف والرياح وأمواج بحر العالم لتهدأ وهو قادر وعالم بضعف البشر. نطلب منه رعاية الحكيمة لنا كراعى صالح وهو قال لنا انه يرعي غنمه ويربضها ويبذل ذاته من أجل سلامتها من أجل ذلك نحيا فى سلام ولا نخاف شي وهو يهبنا الثقة والسلام وسط أمواج الحياة وضيقاتها وتجاربها { لانك حفظت كلمة صبري انا ايضا ساحفظك من ساعة التجربة العتيدة ان تاتي على العالم كله لتجرب الساكنين على الارض}(رؤ 3 : 10). الله أمين وعادل سيخلصنا من كل تجارب الحياة كجنود له يدافع عنهم ولاننا ابناء القيامة فنحن نحيا على رجاء المجيد العتيد ان يستعلن فينا {فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله }(كو 3 : 1).
الخميس، 27 أغسطس 2015
فكرة لليوم وكل يوم 84- رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ من منا لا يبحث عن الراحة لنفسه المتعبة؟ ومن لا يسعي للحصول على السلام الداخلي والشعور بالرضا عن النفس والسلام مع الله والغير؟. قد يركض الإنسان وراء راحة البال وكانها سراب نطارده ولا ندركه فتمتلئ النفس بالهم والفكر بالقلق ويصاب الجسم بالأمراض والروح بالحزن!. ولقد دعانا الله ان ناتي اليه ونتعلم منه ونلقي همومنا عليه وهو يحملها ونعترف بخطايانا وهو يغفرها ونبثه متاعبنا وهو يريحنا وهو الذى قال: { تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ}(مت 11 : 28- 30). يدعو السيّد المسيح المتعبين جميعًا لنوال الراحة ففيه نكتشف محبّة الآب الفائقة ونتعرّف على حنوّه نحونا، لهذا يقول الرسول بولس: { الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟! من سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يبرّر! من الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات بل بالأحرى قام أيضًا الذي هو أيضًا عن يمين الله الذي أيضًا يشفع فينا!}(رو 8: 32-35). في المسيح يسوع عرفنا الآب كمحب البشر لم يبخل علينا بشيء بل قدّم ابنه فِدية عنّا. فماذا نطلب بعد؟! وفي المسيح رأيناه الديّان ولشفيع في نفس الوقت. المسيح يسوع سرّ راحة لجميع المتعبين. منه نتعلم الوداعة فقد جاء الي ارضنا وعاش ينادي بالمحبة للجميع حتى نحو الأعداء وفى تواضع الحكماء جال يصنع خير ورحمة نحو الجميع وعلمنا أن لا نهتم بالغد بل نثق فى الله الذى يهتم بطيور السماء وزنابق الحقل.
+ أن أردنا إن نحصل على راحة البال علينا ان نتحلي بالمحبة والنوايا الحسنة تجاه الكل ونسعي للقيام بعمل ما ينبغي علينا القيام به من واجبات فى كل يوم فى علاقتنا بالله ومن حولنا وفى العمل باخلاص كقول الكتاب { ادرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس} (اع 24 : 16). ثم علينا إن نطلب المغفرة والسماح عن التقصير من الله ونغفر لنفوسنا الاشياء التي لم نكن فيها كما يجب من أقوال أو تصرفات أو سلوك ونراعي أن لا تتكرر الأخطاء ونعالج ضعفاتنا بحكمة وصبر وطول بال فى بساطة وبدون تعقيد. نزرع المحبة أن حتى إن واجهنا الكراهية فالنار لا تطفئها النار بل الماء والنور يطرد الظلام والغبطة فى العطاء أكثر من الأخذ.
+ علينا إن نعيش فى حدود يومنا فلا نقلق على ماضى قد ولي ولن يعود وننسي ما هو وراء ولا نقلق علي ما هو لم يات بعد فالمستقبل فى يد الله الأمينة ونعمل عمل اليوم فى ثقة بالله والنفس. نحيا فى رضا وقناعة بما نملك ونسعد بالاشياء الصغيرة التي بين أيدينا، نسعي الي فهم الآخرين وأسعادهم. نمنح المحبة والأبتسامة لمن حولنا ونقدم لهم الكلمة الطيبة برغبة صادقة فى مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، نبتعد عن النزاعات والمجادلات العقيمة. نشكر الله على كل شئ { اشكروا في كل شيء لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم} (1تس 5 : 18). نجلس مع نفوسنا ولو عشرة دقائق كل صباح لشكر الله فى هدوء على نعمة الكثيرة وعلي اليوم الجديد وعلي نعمة الحياة والهواء والماء وفرصة العطاء وعلي كل ما لدينا من أشياء. نصلى من أجل أن يهبنا الله سلامه الكامل { وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع }(في 4 : 7)
+ البساطة وعدم التعقيد نعمة تمنح راحة للنفس. يدخل البسطاء باب الراحة الحقيقيّة خلال اتّحادهم بالسيّد المسيح نفسه. يحملونه فيهم، فيجدون نيره هيّن وحمله خفيف، فتستريح نفوسهم في داخله. حقًا لقد دعانا السيد المسيح لحمل الصليب، لكن مادام الصليب خاص به والموت هو شركة معه تتحوّل الآلام إلى عذوبة والموت إلى حياة والصلب إلى قيامة، بهذا يصير النير هيّن، لأنه نير المسيح، والحمل خفيف لأنه حمل المخلص. أنا لست بحاجة لامتلاك ما يمتلكه الآخرون كي أستمتع بالحياة، فالله نصيبي ومعه لا اريد شئ على الأرض. والقناعة كنز لا يفنى، وان كان لاحد كثير فليس حياته فى أمواله بل يكثر المال مقرونا به الكدر.
+ علينا أن نغفر ونسامح عندما يُساء إلينا، أو تـُجرح مشاعرك، علينا أن ندرّب أنفسنا على سرعة المسامحة والغفران. فلا نحتفظ بكراهية لأحد في قلوبنا فنحمل عب ثقيل يمرر حياتنا بل يجب أن نتخلص من مشاعر الغضب والضغينة التي بداخلنا من أجل سلامنا الداخلي وراحة نفوسنا وعندما نفعل هذا سنشعر بمدى الراحة فى المغفرة والصفح وننال المغفرة من الله. سليمان الحكيم بعد أن جرّب كل شيء في الحياة، صرَّح في النهاية قائلاً: {فلنسمع ختام الامر كله اتق الله واحفظ وصاياه لان هذا هو الانسان كله} (جا 12 : 13).
+ من منا لا يبحث عن الراحة لنفسه المتعبة؟ ومن لا يسعي للحصول على السلام الداخلي والشعور بالرضا عن النفس والسلام مع الله والغير؟. قد يركض الإنسان وراء راحة البال وكانها سراب نطارده ولا ندركه فتمتلئ النفس بالهم والفكر بالقلق ويصاب الجسم بالأمراض والروح بالحزن!. ولقد دعانا الله ان ناتي اليه ونتعلم منه ونلقي همومنا عليه وهو يحملها ونعترف بخطايانا وهو يغفرها ونبثه متاعبنا وهو يريحنا وهو الذى قال: { تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ}(مت 11 : 28- 30). يدعو السيّد المسيح المتعبين جميعًا لنوال الراحة ففيه نكتشف محبّة الآب الفائقة ونتعرّف على حنوّه نحونا، لهذا يقول الرسول بولس: { الذي لم يشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيء؟! من سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يبرّر! من الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات بل بالأحرى قام أيضًا الذي هو أيضًا عن يمين الله الذي أيضًا يشفع فينا!}(رو 8: 32-35). في المسيح يسوع عرفنا الآب كمحب البشر لم يبخل علينا بشيء بل قدّم ابنه فِدية عنّا. فماذا نطلب بعد؟! وفي المسيح رأيناه الديّان ولشفيع في نفس الوقت. المسيح يسوع سرّ راحة لجميع المتعبين. منه نتعلم الوداعة فقد جاء الي ارضنا وعاش ينادي بالمحبة للجميع حتى نحو الأعداء وفى تواضع الحكماء جال يصنع خير ورحمة نحو الجميع وعلمنا أن لا نهتم بالغد بل نثق فى الله الذى يهتم بطيور السماء وزنابق الحقل.
+ أن أردنا إن نحصل على راحة البال علينا ان نتحلي بالمحبة والنوايا الحسنة تجاه الكل ونسعي للقيام بعمل ما ينبغي علينا القيام به من واجبات فى كل يوم فى علاقتنا بالله ومن حولنا وفى العمل باخلاص كقول الكتاب { ادرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس} (اع 24 : 16). ثم علينا إن نطلب المغفرة والسماح عن التقصير من الله ونغفر لنفوسنا الاشياء التي لم نكن فيها كما يجب من أقوال أو تصرفات أو سلوك ونراعي أن لا تتكرر الأخطاء ونعالج ضعفاتنا بحكمة وصبر وطول بال فى بساطة وبدون تعقيد. نزرع المحبة أن حتى إن واجهنا الكراهية فالنار لا تطفئها النار بل الماء والنور يطرد الظلام والغبطة فى العطاء أكثر من الأخذ.
+ علينا إن نعيش فى حدود يومنا فلا نقلق على ماضى قد ولي ولن يعود وننسي ما هو وراء ولا نقلق علي ما هو لم يات بعد فالمستقبل فى يد الله الأمينة ونعمل عمل اليوم فى ثقة بالله والنفس. نحيا فى رضا وقناعة بما نملك ونسعد بالاشياء الصغيرة التي بين أيدينا، نسعي الي فهم الآخرين وأسعادهم. نمنح المحبة والأبتسامة لمن حولنا ونقدم لهم الكلمة الطيبة برغبة صادقة فى مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، نبتعد عن النزاعات والمجادلات العقيمة. نشكر الله على كل شئ { اشكروا في كل شيء لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم} (1تس 5 : 18). نجلس مع نفوسنا ولو عشرة دقائق كل صباح لشكر الله فى هدوء على نعمة الكثيرة وعلي اليوم الجديد وعلي نعمة الحياة والهواء والماء وفرصة العطاء وعلي كل ما لدينا من أشياء. نصلى من أجل أن يهبنا الله سلامه الكامل { وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع }(في 4 : 7)
+ البساطة وعدم التعقيد نعمة تمنح راحة للنفس. يدخل البسطاء باب الراحة الحقيقيّة خلال اتّحادهم بالسيّد المسيح نفسه. يحملونه فيهم، فيجدون نيره هيّن وحمله خفيف، فتستريح نفوسهم في داخله. حقًا لقد دعانا السيد المسيح لحمل الصليب، لكن مادام الصليب خاص به والموت هو شركة معه تتحوّل الآلام إلى عذوبة والموت إلى حياة والصلب إلى قيامة، بهذا يصير النير هيّن، لأنه نير المسيح، والحمل خفيف لأنه حمل المخلص. أنا لست بحاجة لامتلاك ما يمتلكه الآخرون كي أستمتع بالحياة، فالله نصيبي ومعه لا اريد شئ على الأرض. والقناعة كنز لا يفنى، وان كان لاحد كثير فليس حياته فى أمواله بل يكثر المال مقرونا به الكدر.
+ علينا أن نغفر ونسامح عندما يُساء إلينا، أو تـُجرح مشاعرك، علينا أن ندرّب أنفسنا على سرعة المسامحة والغفران. فلا نحتفظ بكراهية لأحد في قلوبنا فنحمل عب ثقيل يمرر حياتنا بل يجب أن نتخلص من مشاعر الغضب والضغينة التي بداخلنا من أجل سلامنا الداخلي وراحة نفوسنا وعندما نفعل هذا سنشعر بمدى الراحة فى المغفرة والصفح وننال المغفرة من الله. سليمان الحكيم بعد أن جرّب كل شيء في الحياة، صرَّح في النهاية قائلاً: {فلنسمع ختام الامر كله اتق الله واحفظ وصاياه لان هذا هو الانسان كله} (جا 12 : 13).
الأربعاء، 26 أغسطس 2015
فكرة لليوم وكل يوم 83- (ج) حكمة الله والمعجزات
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ نسمع ونرى معجزات تحدث مع بعض الأشخاص حولنا أو معنا لاسيما معجزات الشفاء أو الأنقاذ من خطر محدق بالمؤمنين أو أنجاب أطفال فى ظروف مستحيلة علميا فالمعجزة هي عمل ألهى فائق للطبيعة ليست ضد العقل أو العلم بل تفوقه ويعجز العقل عن فهمها ولكن يرى نتائجها فى حياة من تحدث معهم فيقبلها ذوى الإيمان البسيط ويشكر الله، ويشكك فيها غير المؤمن ويقاومها عديمي الإيمان، وتحدث المعجزات من الله حسب إيمان المتلقى أو حاجته ولتقوية إيمانه أو للجاجته فى الصلاة والطلب أو بصلوات المؤمنين من أجل تمجيد أسم الله. عندما جاء تلاميذ يوحنا المعمدان ليروا السيد المسيح ويقدموا تقرير ليوحنا {فاجاب يسوع وقال لهما اذهبا واخبرا يوحنا بما رايتما وسمعتما ان العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون} (لو 7 :22).
+ يسوع المسيح هو أمس واليوم والي الأبد قادر أن يصنع المعجزات ويقيم الأموات وهذا ما تنبأ به أشعياء النبي عن المسيح المخلص { قولوا لخائفي القلوب تشددوا لا تخافوا هوذا الهكم الانتقام ياتي جزاء الله هو ياتي ويخلصكم. حينئذ تتفقح عيون العمي واذان الصم تتفتح. حينئذ يقفز الاعرج كالايل ويترنم لسان الاخرس لانه قد انفجرت في البرية مياه وانهار في القفر.} (أش 4:35-6). وكم من المعجزات صنعها السيد المسيح في حياته بهدف أعلان مجد الله {لا هذا اخطأ ولا أبواه و لكن لتظهر أعمال الله فيه } (يو 9 : 2). ولكي يؤمن الناس بالله لينالوا الخلاص لذلك قال السيد المسيح للمفلوج أولاً { مغفورة لك خطاياك} وكذلك للمرأة نازفة الدم قال لها الرب بعد شفائها{إيمانك قد خلصك}. كما عمل السيد المسيح معجزات غير حسية كتجديد الطبيعة البشرية بالمعمودية والإيمان، ومنح المؤمنين نعمة الروح القدس والاسرار المقدسة. ولو تأمل الإنسان بعين الإيمان الداخلية لادرك الكثير من المعجزات تحدث في حياته وتدل على محبة الله وعنايته بنا.
+ الله وحده صانع المعجزات لأنه هو وحده القادر على كل شيء، ولا يعسُر عليه أمر{ لأنَّكَ عظيمٌ أنتَ وصانِعٌ عَجائبَ. أنتَ اللهُ وحدَكَ}(مز 10:86) أما القديسين فان صنعوا المعجزات فهي تجرى بالصلاة وطلب تدخل الله ولمجد الله ودعوة للإيمان بالله ونمو معرفة الله { وصارَ خَوْفٌ في كُل نَفسٍ. وكانَتْ عَجائبُ وآياتٌ كثيرَةٌ تُجرَى علَى أيدي الرُّسُلِ} (أع 43:2).{وأمّا استِفانوسُ فإذ كانَ مَملوًّا إيمانًا وقوَّةً، كانَ يَصنَعُ عَجائبَ وآياتٍ عظيمَةً في الشَّعبِ} (أع 8:6). ولقد وعد الله المؤمنين بانه يكون معهم ويؤيدهم بصنع الآيات { وهذِهِ الآياتُ تتبَعُ المؤمِنينَ: يُخرِجونَ الشَّياطينَ باسمي، ويتكلَّمونَ بألسِنَةٍ جديدَةٍ} (مر 17:16(.
+ علينا أن نتحلي بالحكمة والتمييز الروحي فالمعجزات ليس للتفاخر بل مدعاة للتواضع وأعطاء المجد لله فعندما رحع التلاميذ فرحين أن الأرواح الشريرة تخضع لهم صحح السيد الرب فهمهم قائلا { لا تفرَحوا بهذا، أنَّ الأرواحَ تخضَعُ لكُمْ، بل افرَحوا بالحَري أنَّ أسماءَكُمْ كُتِبَتْ في السماواتِ}(لو 20:10(. وعلينا أذن أن نختبر ونميز ما نراه حولنا { ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هي من الله لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم }(1يو 4 : 1). ليس كل المعجزات حقيقية فالشيطان كملاك ساقط لم يفقد قدرته يضل البعض بصنع آيات كاذبة ليبعد الناس عن الله { الذي مَجيئُهُ بعَمَلِ الشَّيطانِ، بكُل قوَّةٍ، وبآياتٍ وعَجائبَ كاذِبَةٍ، وبكُل خَديعَةِ الإثمِ، في الهالِكينَ، لأنَّهُمْ لم يَقبَلوا مَحَبَّةَ الحَق حتَّى يَخلُصوا. ولأجلِ هذا سيُرسِلُ إليهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلالِ، حتَّى يُصَدقوا الكَذِبَ، لكَيْ يُدانَ جميعُ الذينَ لم يُصَدقوا الحَقَّ، بل سُرّوا بالإثمِ} (2تس 9:2-12). وليس صنع المعجزات دليل على قداسة صانعوها بل هناك الكثير من رجال الكتاب المقدس والقديسين لم يصنعوا المعجزات وهناك من أجروا القوات ولكنهم هلكوا { كثيرونَ سيقولونَ لي في ذلكَ اليومِ: يارَبُّ، يارَبُّ! أليس باسمِكَ تنَبّأنا، وباسمِكَ أخرَجنا شَياطينَ، وباسمِكَ صَنَعنا قوّاتٍ كثيرَةً؟ فحينَئذٍ أُصَرحُ لهُمْ: إني لم أعرِفكُمْ قَطُّ! اذهَبوا عَني يا فاعِلي الإثمِ!"} (مت 22:7-23).
+ الله يدعونا للإيمان ويريد إن الكل يخلصون والي معرفة الحق يقبلون وقد وهبنا نعمة العقل والضمير والروح التي بها نستطيع أن نحيا فى محبة الله ونكون فى صلة وصلاة وحديث متصل مع الله ونرى عجائب الله وحكمته فى الطبيعة والمخلوقات والكون لنؤمن ونحيا بالإيمان على رجاء الحياة الحياة الأبدية وهو يدعونا للتوبة والرجوع اليه والبعد عن الشر وحياة الإيمان العامل بالمحبة والثقة فى معونته المقدمة لنا والأقتناع القلبي والداخلي بمحبة الله المعلنة لنا بابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا بالروح القدس لنحيا بالإيمان ونبشر بفضل من نقلنا من عالم الظلمة الي ملكوته السماوى فى النور. أمين.
+ نسمع ونرى معجزات تحدث مع بعض الأشخاص حولنا أو معنا لاسيما معجزات الشفاء أو الأنقاذ من خطر محدق بالمؤمنين أو أنجاب أطفال فى ظروف مستحيلة علميا فالمعجزة هي عمل ألهى فائق للطبيعة ليست ضد العقل أو العلم بل تفوقه ويعجز العقل عن فهمها ولكن يرى نتائجها فى حياة من تحدث معهم فيقبلها ذوى الإيمان البسيط ويشكر الله، ويشكك فيها غير المؤمن ويقاومها عديمي الإيمان، وتحدث المعجزات من الله حسب إيمان المتلقى أو حاجته ولتقوية إيمانه أو للجاجته فى الصلاة والطلب أو بصلوات المؤمنين من أجل تمجيد أسم الله. عندما جاء تلاميذ يوحنا المعمدان ليروا السيد المسيح ويقدموا تقرير ليوحنا {فاجاب يسوع وقال لهما اذهبا واخبرا يوحنا بما رايتما وسمعتما ان العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون} (لو 7 :22).
+ يسوع المسيح هو أمس واليوم والي الأبد قادر أن يصنع المعجزات ويقيم الأموات وهذا ما تنبأ به أشعياء النبي عن المسيح المخلص { قولوا لخائفي القلوب تشددوا لا تخافوا هوذا الهكم الانتقام ياتي جزاء الله هو ياتي ويخلصكم. حينئذ تتفقح عيون العمي واذان الصم تتفتح. حينئذ يقفز الاعرج كالايل ويترنم لسان الاخرس لانه قد انفجرت في البرية مياه وانهار في القفر.} (أش 4:35-6). وكم من المعجزات صنعها السيد المسيح في حياته بهدف أعلان مجد الله {لا هذا اخطأ ولا أبواه و لكن لتظهر أعمال الله فيه } (يو 9 : 2). ولكي يؤمن الناس بالله لينالوا الخلاص لذلك قال السيد المسيح للمفلوج أولاً { مغفورة لك خطاياك} وكذلك للمرأة نازفة الدم قال لها الرب بعد شفائها{إيمانك قد خلصك}. كما عمل السيد المسيح معجزات غير حسية كتجديد الطبيعة البشرية بالمعمودية والإيمان، ومنح المؤمنين نعمة الروح القدس والاسرار المقدسة. ولو تأمل الإنسان بعين الإيمان الداخلية لادرك الكثير من المعجزات تحدث في حياته وتدل على محبة الله وعنايته بنا.
+ الله وحده صانع المعجزات لأنه هو وحده القادر على كل شيء، ولا يعسُر عليه أمر{ لأنَّكَ عظيمٌ أنتَ وصانِعٌ عَجائبَ. أنتَ اللهُ وحدَكَ}(مز 10:86) أما القديسين فان صنعوا المعجزات فهي تجرى بالصلاة وطلب تدخل الله ولمجد الله ودعوة للإيمان بالله ونمو معرفة الله { وصارَ خَوْفٌ في كُل نَفسٍ. وكانَتْ عَجائبُ وآياتٌ كثيرَةٌ تُجرَى علَى أيدي الرُّسُلِ} (أع 43:2).{وأمّا استِفانوسُ فإذ كانَ مَملوًّا إيمانًا وقوَّةً، كانَ يَصنَعُ عَجائبَ وآياتٍ عظيمَةً في الشَّعبِ} (أع 8:6). ولقد وعد الله المؤمنين بانه يكون معهم ويؤيدهم بصنع الآيات { وهذِهِ الآياتُ تتبَعُ المؤمِنينَ: يُخرِجونَ الشَّياطينَ باسمي، ويتكلَّمونَ بألسِنَةٍ جديدَةٍ} (مر 17:16(.
+ علينا أن نتحلي بالحكمة والتمييز الروحي فالمعجزات ليس للتفاخر بل مدعاة للتواضع وأعطاء المجد لله فعندما رحع التلاميذ فرحين أن الأرواح الشريرة تخضع لهم صحح السيد الرب فهمهم قائلا { لا تفرَحوا بهذا، أنَّ الأرواحَ تخضَعُ لكُمْ، بل افرَحوا بالحَري أنَّ أسماءَكُمْ كُتِبَتْ في السماواتِ}(لو 20:10(. وعلينا أذن أن نختبر ونميز ما نراه حولنا { ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هي من الله لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم }(1يو 4 : 1). ليس كل المعجزات حقيقية فالشيطان كملاك ساقط لم يفقد قدرته يضل البعض بصنع آيات كاذبة ليبعد الناس عن الله { الذي مَجيئُهُ بعَمَلِ الشَّيطانِ، بكُل قوَّةٍ، وبآياتٍ وعَجائبَ كاذِبَةٍ، وبكُل خَديعَةِ الإثمِ، في الهالِكينَ، لأنَّهُمْ لم يَقبَلوا مَحَبَّةَ الحَق حتَّى يَخلُصوا. ولأجلِ هذا سيُرسِلُ إليهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلالِ، حتَّى يُصَدقوا الكَذِبَ، لكَيْ يُدانَ جميعُ الذينَ لم يُصَدقوا الحَقَّ، بل سُرّوا بالإثمِ} (2تس 9:2-12). وليس صنع المعجزات دليل على قداسة صانعوها بل هناك الكثير من رجال الكتاب المقدس والقديسين لم يصنعوا المعجزات وهناك من أجروا القوات ولكنهم هلكوا { كثيرونَ سيقولونَ لي في ذلكَ اليومِ: يارَبُّ، يارَبُّ! أليس باسمِكَ تنَبّأنا، وباسمِكَ أخرَجنا شَياطينَ، وباسمِكَ صَنَعنا قوّاتٍ كثيرَةً؟ فحينَئذٍ أُصَرحُ لهُمْ: إني لم أعرِفكُمْ قَطُّ! اذهَبوا عَني يا فاعِلي الإثمِ!"} (مت 22:7-23).
+ الله يدعونا للإيمان ويريد إن الكل يخلصون والي معرفة الحق يقبلون وقد وهبنا نعمة العقل والضمير والروح التي بها نستطيع أن نحيا فى محبة الله ونكون فى صلة وصلاة وحديث متصل مع الله ونرى عجائب الله وحكمته فى الطبيعة والمخلوقات والكون لنؤمن ونحيا بالإيمان على رجاء الحياة الحياة الأبدية وهو يدعونا للتوبة والرجوع اليه والبعد عن الشر وحياة الإيمان العامل بالمحبة والثقة فى معونته المقدمة لنا والأقتناع القلبي والداخلي بمحبة الله المعلنة لنا بابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا بالروح القدس لنحيا بالإيمان ونبشر بفضل من نقلنا من عالم الظلمة الي ملكوته السماوى فى النور. أمين.
الأحد، 23 أغسطس 2015
أستثمار الوزنات
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
أستثمار الوزنات والربح بها ..
+ لقد منح الله كل من وزنات ليتاجر ويربح بها ولم يبخل علينا بل أعطي كل وأحد على قد طاقته وسيحاسبنا على ما هو متاح لنا وليس ما هو غير مستطاع مع أننا نستطيع عمل الكثير بالتركيز والنظام والتصميم فى المسيح الذي يقوينا. لكن علينا أن نعي أن هناك حساب على أعمالنا والوزنات التي بين أيدينا. الله منحنا وزنات ومواهب روحية وجسدية ونفسية ومادية سواء معرفة وحكمة وتعليم وإمكانيات عقلية ومحبة وخدمة وصحة ومواهب ومال ووقت علينا أن نجاهد بها في حياتنا لنربح .
+ الله لا يحابي أحداً على حساب آخر، لكنه يعرف طاقة كل واحد فما قدمه لنا الله من مواهب لم يقدمها إعتباطاً وإنما هو يعرف ما يناسب كل إنسان لخلاص نفسه وأسرته وخدمة كنيسته ومجتمعه. فلا يتكبر أحد على أصحاب المواهب الأقل ولا يحسد حساب الوزنات الأقل أصحاب المواهب الأكثر، بل نشكر الله ونستثمر ما بين أيدينا. الله يهبنا الحرية والارادة وفى المقابل نجد أن كل منا مسئول عن أستثمار وزناته (مت14:25-30).
+ علينا أن نعمل ونستثمر ما لدينا من طاقات وإمكانيات لنشهد للمسيح الذى أحبنا ويرى الناس أعمالنا الصالحة ويمجدوا أبانا الذى فى السموات، ومن يربح هنا يدخل إلى الفرح السمائي، صاحب الخمس وزنات يشير لمن قدس حواسه وأعماله وإتجاهاته فربح خمس وزنات أخر أي حواسه الداخلية التي يتصل بها بالسماء. وصاحب الوزنتين يشير لمن عاش في محبة لله والقريب فهذا تضاعفت محبته لله وللناس، فعلينا أن نصلى ونطلب من الله الحكمة والنعمة والقوة والنشاط لنعرف أمكانياتنا وننميها ونربح بها { ثمر الصديق شجرة حياة ورابح النفوس حكيم } (ام 11 : 30). علينا ان نسعي فى أقتناء الفضائل الروحية ونجاهد من أجل النجاح والتفوق فى الدراسة والعمل ونساعد الإخرين على النمو والنجاح ونفرح ونسعد بما لدينا ونسير فى طريق الي الله ننسي ما هو وراء ونمتد الى قدام لنصل الى حياة القداسة والكمال المسيحي فى تواضع ووداعة، ونبى أنفسنا على أيماننا الاقدس ليرى الناس أعمالنا الصالحة فيمجدوا ابانا الذى في السموات .
+ يرمز صاحب الوزنات الخمس للمؤمن الذي يقدّم حواسه الخمس مقدّسة لعريسه السماوي، معلنًا عمل روح الله القدّوس في جسده كما في نفسه ليكون بكلّيته للرب السماوي. بمعنى آخر، يُشير إلى الإنسان الذي يضرم فيه مواهبه لله خلال أبواب حواسه الخمسة. وصاحب الوزنتين يرمز إلى المؤمن الذي امتلأ قلبه بمحبّة أخيه في الرب، ولهذا السبب نجد السامري الصالح يقدّم دِينارين لصاحب الفندق علامة محبّته للجريح، والأرملة التي امتدحها السيِّد قدّمت فِلسين علامة حبّها لله ولاخوتها المحتاجين. وفي قبر السيِّد المسيح وُجد ملاكان، واحد عند الرأس والآخر عند القدمين إشارة إلى الحب الذي ربط السمائيّين مع الأرضيين فصار الكل جسدًا واحدًا في الرب. صاحب الوزنات الخمس وصاحب الوزنتين ينالا المكافأة الأبديّة.
+ أن كل الانجازات التى نراها حولنا من تقدم علمي وتقني ومعرفي وأدبي وروحي ما هو الا سعى دائم من أناس عظماء تحدوا الظروف والمعوقات وخططوا وجاهدوا لكي يصلوا الى غاياتهم النبيلة وحققوها. كما ان علاقاتنا الاسرية والاجتماعية مع المحيطين بنا سواء فى البيت او الشارع او العمل او المجتمع هى وزنات علينا ان نبنى بها نفوسنا ونربح الآخرين، اموالنا وزنة يجب ان تستخدمها فى خدمة الله والخير والغير.
+ الخسارة وفقد المكأفاة ...
+ صاحب الوزنة إذ أهمل وكسل خسر حياته ووزنته وإنما سقط في خطايا أخرى، وأدان حتى سيده وأتهمه بالظلم والقسوة وقال عرفت أنك سيد قاسى وهو لم يعرف الله بالطبع، بل هذه تصورات قلبه لأن عينه مغلقة بسبب خطاياه وكسله ورفضه أن يخدم سيده. أن كل من يتاجر بمواهب الروح يعطي له أكثر وتزداد له البركات الروحية بفيض. ومن لا يكون أمينا فى ما لديه يؤخذ منه ويعطي للأمين فلقد أخذ داود أخذ وزنة الملك من شاول حين ثبت أن شاول غير أمين في وزناته. من ليس له محبة الله، ويسلك في شهواته فيحرم مما لديه ويحرم من الدخول الي العرس الأبدي ويطرح فى الظلمة بعيداً عن نور الله فقد إختار لنفسه على الأرض الظلمة الداخلية. لقد دفن الوزنة التي له في التراب في تقوقع حول الذات. إنسان أرضي لم يستطع أن يرتفع نحو السماء حيث الحب، بل عاش في الأرضيات ولذات العالم الترابي يشبع لذاته وشهواته ويفسد نفسه ويخنقها إذ يدفنها في شهوات الجسد الترابي فلا ينتفع روحياً وحتى جسده يهلك فيفقد السماء والأرض معاً. فلا ندفن يا أحبائى الوزنات المعطاه لنا أو نضيعها ونخسر نفوسنا ووزناتنا { لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26)
أستثمار الوقت ..
+ كل يوم جديد هو فرصة معطاة لنا من الله للصلاة، للعمل والنجاح، وتنمية علاقتنا مع الله والآخرين وللفرح بالرب وخلاصه وعمله معنا { هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، نبتهج ونفرح فيه} (مز 118 : 24). أن جدول مواعيدك لا يكذب، وكيف تقضى وقتك يبين أهتماماتك، فان كنت تقول ان الله اول اهتماماتك أو أسرتك مسئوليتك الاولي فهل تعطيهم الوقت المشبع والأهتمام الكافي. يجب ان نعمل على بناء نفوسنا وغيرنا واسعادهم بطريقة روحية عملية تربح نفوسهم ليكونوا اناس ناجحين وأمناء فيما لله والناس علينا ان نستثمر وقتنا فيما يبنى ويفيد، فالوقت من ذهب أذ لم نستغله ذهب. ويجب ان نسلك بحكمة وتدقيق إن اردنا الوصول الى ما نطمح اليه من تقدم ونجاح { فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة} (اف 5 : 15).
+ من المهم أن يسأل الإنسان نفسه: ماذا يريد أن يكون بعد عشر سنوات؟ وكيف سيعيش وماذا يعمل فى يومه هذا ويلتزم بخطط وقرارات يقوم بها لكي أصل الى الغد الأفضل والي ما يريد على المدى البعيد؟. أفعالنا اليوم ليست صدفة بل هى حصاد ما زرعناه بالأمس وما سنحصده غدا لابد أن نتعهده بالرعاية اليوم وكل يوم. فحياتنا أوقات ومن يضيع أوقاته يضيع حياته والعكس صحيح من يستغل وقته فى تنمية نفسه وعلاقاته ويتصرف بحكمة ويستعد للغد، يصل الي ما يريد.
+ أن كل شخص تقابله فرصة جديدة لك للنمو فى المعرفة والتعاون والمحبة وعمل الخير. ليس المهم كم يطول اللقاء بل الأهم هو أستثمار الوقت ليكون وقت بناء وتسعد فيه من حولك وتترك لديهم الأثر الطيب وتكسب الناس وتربحهم لمجد الله ولبناء علاقات ناجحة. وفى العمل الروحي جيد أن نستغل الوقت فى التوبة والحياة مع الله. جيد أن لا نخطئ وأن أخطأنا فلا نؤجل التوبة بل نسرع في الرجوع الي الله {هذا وانكم عارفون الوقت انها الان ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الان اقرب مما كان حين امنا }(رو 13 : 11). فلنصمم ونلتزم بالحياة مع الله في فضيلة وتقوى، ولا نكل لاننا سنحصد فى حينه.
+ حين تواجهنا ضيقات أو تجارب يجب أن نحلها بروح الصلاة والعمل الجاد ولا نقلق أو نضطرب، بل علينا أن نثق فى الله وفى أنفسنا وقدرتنا على التغلب على الصعاب وعلينا بالصبر في الضيقات والبحث في أفضل الحلول لمشكلاتنا واتخاذ الخطوات العملية للوصول للحل وتصحيح المسار للوصول للنتائج الأفضل. قرر أذن ماذا تريد وأعمل على أستثمار الوقت والتركيز للوصول الى أهدافك واثقا فى معونة السماء لك { اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني}(نح 2 : 20).
+ أن الله فى محبته لنا يدعو كل واحد وواحدة منا إن يسمع صوته ويتبعه بكل قلبه ويحبه كما انه لا يبخل علي أحد بعطاياه ومحبته وعلينا أن نستثمر كل ما لدينا من أمكانيات ومواهب روحية أو أدبية أو أجتماعية في خدمة كنيستنا ومجتمعنا لمجد الله لنحيا سعداء على الأرض ونرث السماء وأمجادها. لقد خُلقنا كنفخة من روح الله ولن تستريح نفوسنا وأرواحنا الا بوجودنا مع الله ومحبتنا له فتجد النفس سلامها وفرحها وراحتها.
أستثمار الوزنات والربح بها ..
+ لقد منح الله كل من وزنات ليتاجر ويربح بها ولم يبخل علينا بل أعطي كل وأحد على قد طاقته وسيحاسبنا على ما هو متاح لنا وليس ما هو غير مستطاع مع أننا نستطيع عمل الكثير بالتركيز والنظام والتصميم فى المسيح الذي يقوينا. لكن علينا أن نعي أن هناك حساب على أعمالنا والوزنات التي بين أيدينا. الله منحنا وزنات ومواهب روحية وجسدية ونفسية ومادية سواء معرفة وحكمة وتعليم وإمكانيات عقلية ومحبة وخدمة وصحة ومواهب ومال ووقت علينا أن نجاهد بها في حياتنا لنربح .
+ الله لا يحابي أحداً على حساب آخر، لكنه يعرف طاقة كل واحد فما قدمه لنا الله من مواهب لم يقدمها إعتباطاً وإنما هو يعرف ما يناسب كل إنسان لخلاص نفسه وأسرته وخدمة كنيسته ومجتمعه. فلا يتكبر أحد على أصحاب المواهب الأقل ولا يحسد حساب الوزنات الأقل أصحاب المواهب الأكثر، بل نشكر الله ونستثمر ما بين أيدينا. الله يهبنا الحرية والارادة وفى المقابل نجد أن كل منا مسئول عن أستثمار وزناته (مت14:25-30).
+ علينا أن نعمل ونستثمر ما لدينا من طاقات وإمكانيات لنشهد للمسيح الذى أحبنا ويرى الناس أعمالنا الصالحة ويمجدوا أبانا الذى فى السموات، ومن يربح هنا يدخل إلى الفرح السمائي، صاحب الخمس وزنات يشير لمن قدس حواسه وأعماله وإتجاهاته فربح خمس وزنات أخر أي حواسه الداخلية التي يتصل بها بالسماء. وصاحب الوزنتين يشير لمن عاش في محبة لله والقريب فهذا تضاعفت محبته لله وللناس، فعلينا أن نصلى ونطلب من الله الحكمة والنعمة والقوة والنشاط لنعرف أمكانياتنا وننميها ونربح بها { ثمر الصديق شجرة حياة ورابح النفوس حكيم } (ام 11 : 30). علينا ان نسعي فى أقتناء الفضائل الروحية ونجاهد من أجل النجاح والتفوق فى الدراسة والعمل ونساعد الإخرين على النمو والنجاح ونفرح ونسعد بما لدينا ونسير فى طريق الي الله ننسي ما هو وراء ونمتد الى قدام لنصل الى حياة القداسة والكمال المسيحي فى تواضع ووداعة، ونبى أنفسنا على أيماننا الاقدس ليرى الناس أعمالنا الصالحة فيمجدوا ابانا الذى في السموات .
+ يرمز صاحب الوزنات الخمس للمؤمن الذي يقدّم حواسه الخمس مقدّسة لعريسه السماوي، معلنًا عمل روح الله القدّوس في جسده كما في نفسه ليكون بكلّيته للرب السماوي. بمعنى آخر، يُشير إلى الإنسان الذي يضرم فيه مواهبه لله خلال أبواب حواسه الخمسة. وصاحب الوزنتين يرمز إلى المؤمن الذي امتلأ قلبه بمحبّة أخيه في الرب، ولهذا السبب نجد السامري الصالح يقدّم دِينارين لصاحب الفندق علامة محبّته للجريح، والأرملة التي امتدحها السيِّد قدّمت فِلسين علامة حبّها لله ولاخوتها المحتاجين. وفي قبر السيِّد المسيح وُجد ملاكان، واحد عند الرأس والآخر عند القدمين إشارة إلى الحب الذي ربط السمائيّين مع الأرضيين فصار الكل جسدًا واحدًا في الرب. صاحب الوزنات الخمس وصاحب الوزنتين ينالا المكافأة الأبديّة.
+ أن كل الانجازات التى نراها حولنا من تقدم علمي وتقني ومعرفي وأدبي وروحي ما هو الا سعى دائم من أناس عظماء تحدوا الظروف والمعوقات وخططوا وجاهدوا لكي يصلوا الى غاياتهم النبيلة وحققوها. كما ان علاقاتنا الاسرية والاجتماعية مع المحيطين بنا سواء فى البيت او الشارع او العمل او المجتمع هى وزنات علينا ان نبنى بها نفوسنا ونربح الآخرين، اموالنا وزنة يجب ان تستخدمها فى خدمة الله والخير والغير.
+ الخسارة وفقد المكأفاة ...
+ صاحب الوزنة إذ أهمل وكسل خسر حياته ووزنته وإنما سقط في خطايا أخرى، وأدان حتى سيده وأتهمه بالظلم والقسوة وقال عرفت أنك سيد قاسى وهو لم يعرف الله بالطبع، بل هذه تصورات قلبه لأن عينه مغلقة بسبب خطاياه وكسله ورفضه أن يخدم سيده. أن كل من يتاجر بمواهب الروح يعطي له أكثر وتزداد له البركات الروحية بفيض. ومن لا يكون أمينا فى ما لديه يؤخذ منه ويعطي للأمين فلقد أخذ داود أخذ وزنة الملك من شاول حين ثبت أن شاول غير أمين في وزناته. من ليس له محبة الله، ويسلك في شهواته فيحرم مما لديه ويحرم من الدخول الي العرس الأبدي ويطرح فى الظلمة بعيداً عن نور الله فقد إختار لنفسه على الأرض الظلمة الداخلية. لقد دفن الوزنة التي له في التراب في تقوقع حول الذات. إنسان أرضي لم يستطع أن يرتفع نحو السماء حيث الحب، بل عاش في الأرضيات ولذات العالم الترابي يشبع لذاته وشهواته ويفسد نفسه ويخنقها إذ يدفنها في شهوات الجسد الترابي فلا ينتفع روحياً وحتى جسده يهلك فيفقد السماء والأرض معاً. فلا ندفن يا أحبائى الوزنات المعطاه لنا أو نضيعها ونخسر نفوسنا ووزناتنا { لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26)
أستثمار الوقت ..
+ كل يوم جديد هو فرصة معطاة لنا من الله للصلاة، للعمل والنجاح، وتنمية علاقتنا مع الله والآخرين وللفرح بالرب وخلاصه وعمله معنا { هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، نبتهج ونفرح فيه} (مز 118 : 24). أن جدول مواعيدك لا يكذب، وكيف تقضى وقتك يبين أهتماماتك، فان كنت تقول ان الله اول اهتماماتك أو أسرتك مسئوليتك الاولي فهل تعطيهم الوقت المشبع والأهتمام الكافي. يجب ان نعمل على بناء نفوسنا وغيرنا واسعادهم بطريقة روحية عملية تربح نفوسهم ليكونوا اناس ناجحين وأمناء فيما لله والناس علينا ان نستثمر وقتنا فيما يبنى ويفيد، فالوقت من ذهب أذ لم نستغله ذهب. ويجب ان نسلك بحكمة وتدقيق إن اردنا الوصول الى ما نطمح اليه من تقدم ونجاح { فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة} (اف 5 : 15).
+ من المهم أن يسأل الإنسان نفسه: ماذا يريد أن يكون بعد عشر سنوات؟ وكيف سيعيش وماذا يعمل فى يومه هذا ويلتزم بخطط وقرارات يقوم بها لكي أصل الى الغد الأفضل والي ما يريد على المدى البعيد؟. أفعالنا اليوم ليست صدفة بل هى حصاد ما زرعناه بالأمس وما سنحصده غدا لابد أن نتعهده بالرعاية اليوم وكل يوم. فحياتنا أوقات ومن يضيع أوقاته يضيع حياته والعكس صحيح من يستغل وقته فى تنمية نفسه وعلاقاته ويتصرف بحكمة ويستعد للغد، يصل الي ما يريد.
+ أن كل شخص تقابله فرصة جديدة لك للنمو فى المعرفة والتعاون والمحبة وعمل الخير. ليس المهم كم يطول اللقاء بل الأهم هو أستثمار الوقت ليكون وقت بناء وتسعد فيه من حولك وتترك لديهم الأثر الطيب وتكسب الناس وتربحهم لمجد الله ولبناء علاقات ناجحة. وفى العمل الروحي جيد أن نستغل الوقت فى التوبة والحياة مع الله. جيد أن لا نخطئ وأن أخطأنا فلا نؤجل التوبة بل نسرع في الرجوع الي الله {هذا وانكم عارفون الوقت انها الان ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الان اقرب مما كان حين امنا }(رو 13 : 11). فلنصمم ونلتزم بالحياة مع الله في فضيلة وتقوى، ولا نكل لاننا سنحصد فى حينه.
+ حين تواجهنا ضيقات أو تجارب يجب أن نحلها بروح الصلاة والعمل الجاد ولا نقلق أو نضطرب، بل علينا أن نثق فى الله وفى أنفسنا وقدرتنا على التغلب على الصعاب وعلينا بالصبر في الضيقات والبحث في أفضل الحلول لمشكلاتنا واتخاذ الخطوات العملية للوصول للحل وتصحيح المسار للوصول للنتائج الأفضل. قرر أذن ماذا تريد وأعمل على أستثمار الوقت والتركيز للوصول الى أهدافك واثقا فى معونة السماء لك { اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني}(نح 2 : 20).
+ أن الله فى محبته لنا يدعو كل واحد وواحدة منا إن يسمع صوته ويتبعه بكل قلبه ويحبه كما انه لا يبخل علي أحد بعطاياه ومحبته وعلينا أن نستثمر كل ما لدينا من أمكانيات ومواهب روحية أو أدبية أو أجتماعية في خدمة كنيستنا ومجتمعنا لمجد الله لنحيا سعداء على الأرض ونرث السماء وأمجادها. لقد خُلقنا كنفخة من روح الله ولن تستريح نفوسنا وأرواحنا الا بوجودنا مع الله ومحبتنا له فتجد النفس سلامها وفرحها وراحتها.
السبت، 22 أغسطس 2015
فكرة لليوم وكل يوم 81- (ب) الإيمان وصنع المعجزات
فكرة لليوم وكل يوم
81- (ب) الإيمان وصنع المعجزات
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الإيمان هو علاقة بين الإنسان بربه تنعكس على فكره وسلوكه وعلاقاته وتحدد أبديته، والإيمان لا يتناقض مع العقل بل نؤمن ثم بالعقل نفهم ونعيش الإيمان العامل بمحبة الله، بالإيمان نثق ان الله ضابط الكل وصانع الخيرات وحاضر فى كل مكان وهو يدعونا الى عبادته ومحبته ويهبنا وصاياه لخيرنا وهو اله رحوم وعادل يجازى كل واحد كنحو أعماله. لقد راينا نماذج متعدده لعلاقة الإيمان بالمعجزات فى حياة السيد المسيح فالبعض صنع الرب المعجزة له بسبب إيمانهم فقال السيد المسيح لنازفة الدم { ثِقي يا ابنَةُ، إيمانُكِ قد شَفاكِ. فشُفيَتِ المَرأةُ مِنْ تِلكَ السّاعَةِ} (مت 22:9). وشفى أبنة المرأة الكنعانية بسبب إيمان أمها {يا امرأةُ، عظيمٌ إيمانُكِ! ليَكُنْ لكِ كما تُريدينَ. فشُفيَتِ ابنَتُها مِنْ تِلكَ السّاعَةِ} (مت 28:15). وشفى غلام قائد المئة لإيمانه { ثُمَّ قالَ يَسوعُ لقائدِ المِئَةِ: اذهَبْ، وكما آمَنتَ ليَكُنْ لكَ. فبَرأَ غُلامُهُ في تِلكَ السّاعَةِ} (مت 13:8).
+ وفى مرات أخرى نرى الآيات تقود للإيمان { ولما كان في اورشليم في عيد الفصح امن كثيرون باسمه اذ راوا الايات التي صنع }(يو 2 : 23). وعند اقامة السيد المسيح للعاز من القبر بعد موته باربعة ايام آمن الكثيرين به أنه المسيح { فكثيرون من اليهود الذين جاءوا الى مريم ونظروا ما فعل يسوع امنوا به.} ( يو 45:11). وبالرغم من أن السيد صنع آيات كثيرة فلم يؤمن البعض من أجل قساوة قلوبهم فالله لا يرغمنا أحد علي الإيمان بل الإيمان هو قرار حر من إنسان عاقل ومسئول { ومع أنَّهُ كانَ قد صَنَعَ أمامَهُمْ آياتٍ هذا عَدَدُها، لم يؤمِنوا بهِ} (يو 37:12). وقد وبخ السيد المسيح بعض المدن التي صنع فيها معجزات كثيرة ولم تؤمن به { حينَئذٍ ابتَدأَ يوَبخُ المُدُنَ التي صُنِعَتْ فيها أكثَرُ قوّاتِهِ لأنَّها لم تتُبْ} (مت 20:11). وفي أماكن أخرى لم يصنع السيد المسيح آيات لعدم إيمانهم ولم يَصنَعْ هناكَ قوّاتٍ كثيرَةً لعَدَمِ إيمانِهِمْ} (مت 58:13). وقد صنع الرب يسوع آيات كثيرة لم تكتب في الإنجيل وما كتب فلاجل إيماننا ولكي تكون لنا الحياة الأبدية { وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.} (يو 30:20-31). كانت رسالة السيد المسيح المسيح أعلان محبة الله للبشر وتقديم التعليم الصحيح عن الله ومحبته للبشر وليهبنا حياة أفضل على الأرض وفى السماء وتقديم الفداء والخلاص والإيمان لكل من يؤمن به. كان لرسالته أبعاد ساميه للعلاقات الإنسانية تقوم على البذل والمحبة والعطاء وأنكار الذات، ولم يعمل المعجزات الإ لضرورة وشفقة منه وحنان على المتعبين والمحتاجين والضعفاء ويسوع المسيح هو أمس واليوم والي الأبد قادر أن يقودنا بالحكمة والعقل السليم للإيمان والعيش كما يليق لإنجيله المقدس ورسالته السامية، أمين.
81- (ب) الإيمان وصنع المعجزات
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الإيمان هو علاقة بين الإنسان بربه تنعكس على فكره وسلوكه وعلاقاته وتحدد أبديته، والإيمان لا يتناقض مع العقل بل نؤمن ثم بالعقل نفهم ونعيش الإيمان العامل بمحبة الله، بالإيمان نثق ان الله ضابط الكل وصانع الخيرات وحاضر فى كل مكان وهو يدعونا الى عبادته ومحبته ويهبنا وصاياه لخيرنا وهو اله رحوم وعادل يجازى كل واحد كنحو أعماله. لقد راينا نماذج متعدده لعلاقة الإيمان بالمعجزات فى حياة السيد المسيح فالبعض صنع الرب المعجزة له بسبب إيمانهم فقال السيد المسيح لنازفة الدم { ثِقي يا ابنَةُ، إيمانُكِ قد شَفاكِ. فشُفيَتِ المَرأةُ مِنْ تِلكَ السّاعَةِ} (مت 22:9). وشفى أبنة المرأة الكنعانية بسبب إيمان أمها {يا امرأةُ، عظيمٌ إيمانُكِ! ليَكُنْ لكِ كما تُريدينَ. فشُفيَتِ ابنَتُها مِنْ تِلكَ السّاعَةِ} (مت 28:15). وشفى غلام قائد المئة لإيمانه { ثُمَّ قالَ يَسوعُ لقائدِ المِئَةِ: اذهَبْ، وكما آمَنتَ ليَكُنْ لكَ. فبَرأَ غُلامُهُ في تِلكَ السّاعَةِ} (مت 13:8).
+ وفى مرات أخرى نرى الآيات تقود للإيمان { ولما كان في اورشليم في عيد الفصح امن كثيرون باسمه اذ راوا الايات التي صنع }(يو 2 : 23). وعند اقامة السيد المسيح للعاز من القبر بعد موته باربعة ايام آمن الكثيرين به أنه المسيح { فكثيرون من اليهود الذين جاءوا الى مريم ونظروا ما فعل يسوع امنوا به.} ( يو 45:11). وبالرغم من أن السيد صنع آيات كثيرة فلم يؤمن البعض من أجل قساوة قلوبهم فالله لا يرغمنا أحد علي الإيمان بل الإيمان هو قرار حر من إنسان عاقل ومسئول { ومع أنَّهُ كانَ قد صَنَعَ أمامَهُمْ آياتٍ هذا عَدَدُها، لم يؤمِنوا بهِ} (يو 37:12). وقد وبخ السيد المسيح بعض المدن التي صنع فيها معجزات كثيرة ولم تؤمن به { حينَئذٍ ابتَدأَ يوَبخُ المُدُنَ التي صُنِعَتْ فيها أكثَرُ قوّاتِهِ لأنَّها لم تتُبْ} (مت 20:11). وفي أماكن أخرى لم يصنع السيد المسيح آيات لعدم إيمانهم ولم يَصنَعْ هناكَ قوّاتٍ كثيرَةً لعَدَمِ إيمانِهِمْ} (مت 58:13). وقد صنع الرب يسوع آيات كثيرة لم تكتب في الإنجيل وما كتب فلاجل إيماننا ولكي تكون لنا الحياة الأبدية { وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.} (يو 30:20-31). كانت رسالة السيد المسيح المسيح أعلان محبة الله للبشر وتقديم التعليم الصحيح عن الله ومحبته للبشر وليهبنا حياة أفضل على الأرض وفى السماء وتقديم الفداء والخلاص والإيمان لكل من يؤمن به. كان لرسالته أبعاد ساميه للعلاقات الإنسانية تقوم على البذل والمحبة والعطاء وأنكار الذات، ولم يعمل المعجزات الإ لضرورة وشفقة منه وحنان على المتعبين والمحتاجين والضعفاء ويسوع المسيح هو أمس واليوم والي الأبد قادر أن يقودنا بالحكمة والعقل السليم للإيمان والعيش كما يليق لإنجيله المقدس ورسالته السامية، أمين.
الجمعة، 21 أغسطس 2015
فكرة لليوم وكل يوم 80- (أ) الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ نحن مدعوين للإيمان بالله، فنحيا إيماننا المسيحي فى ثقة بالله وإيقان بمحبته وحضوره ورحمته وعدله وعلي رجاء الحياة الأبدية ومكأفاة الأبرار ودينونة الأشرار دون أن نري بعيوننا المجردة الله لكن بالروح نفهم ونحيا الروحيات { مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ للَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هَكَذَا أَيْضاً أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ. الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضاً لاَ بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ.وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً.}( 1كو 9:2-14) الحياة الروحية فوق مستوى الحواس والعقل وأن كان الإيمان لايتنافي مع العقل السليم.
+ الإيمان هو ايقان بالامور الروحية التي لا ترى يعلنها لنا الله بروحه القدوس {الإيمانُ فهو الثقَةُ بما يُرجَى والإيقانُ بأُمورٍ لا تُرَى} (عب 1:11(. ولهذا عاتب السيد المسيح القديس توما الرسول الذى شك فى قيامة المخلص من بين الأموات قائلا ( لأنَّكَ رأيتَني يا توما آمَنتَ! طوبَى للذينَ آمَنوا ولم يَرَوْا} (يو 29:20). وقد صنع السيد المسيح له المجد العديد من المعجزات لأهداف روحية ليقوى إيماننا وكشفقة منه بنا ورحمة منه فشفي المرضى ليبرهن علي شفائه للطبيعة البشرية التي مرضت وفسدت بالخطية وأخرج السيد المسيح الشياطين من أجساد الناس ليعلن سلطانه علي الشيطان وتحريره للمستعبدين لإبليس وأشبع الجموع من خمس خبزات وسمكتين كان حنان منه على الجموع الجائعة، وليعلن لنا أنه مصدر الشبع الجسدى والروحي. أقام السيد المسيح الأموات فهو قد جاء ليُقيمنا من موت الخطية، ويحيينا حياة أبدي. هداء السيد الريح والامواج الثائرة ليكون لنا إيمان أنه قادر أن يسكت صخب نفوسنا وشهواتها ويهبنا سلامه الكامل.
+ بدون إيمان لا يمكن أن نرضى الله { وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ} ( عب 6:11) بدون الإيمان لا يمكن أن نرضى الله { وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ} ( عب 6:11). فالإيمان هو عقيدة مستقيمة وحياة روحية سليمة فيها تظهر ثمار الإيمان في حياة المؤمن { من ثمارهم تعرفونهم.. كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا ردية. ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارًا جيدة. فإذن من ثمارهم تعرفونهم}(متى 7: 16-20). وبهذا نعرف أننا قد عرفنا الله {إن حفظنا وصاياه، من قال قد عرفنه، وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه} (1يو 2: 3، 4). وبالإيمان يتغلب المؤمن على كل قوى الشر والمادية والظروف الصعبة المحيطة ويقول { كل شيء مستطاع للمؤمن}( مر9: 23).
+ الله يدرك بحكمته ما هو نافع لخلاصنا وتنقيتنا ولابديتنا ونحن نطلب أن يتمجد الله فى حياتنا ويقودنا فى موكب نصرته ويصنع معنا حسب أرادته الصالحة وحتى إن لم تحدث معنا المعجزات أو سمح الله للمؤمنين بالضيقات فالله دعانا للدخول من الباب الضيق والطريق الكرب { بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله }(اع 14 : 22). أننا نؤمن بالله ونثق فيه ونسلم حياتنا له سواء صنع معنا المعجزات أو سمح بالتجارب والضيقات. لاننا نثق فى حكمة الله ومحبته لنا. حتى لو سمح بمرض أو أنتقال أحد الأحباء ففى إيماننا نسلم حياتنا لله ونثق ان أنتقالنا بالموت الي السماء لنكون مع الله كل حين. فلقد عمل الله المعجزة فأخرج بطرس من السجن، لكنه سمح قبلها مباشرة بأن يُقتل يعقوب بالسيف في نفس السجن وعمل الله المعجزة قديما مع الثلاثة فتية القديسين فأطفأ لهيب النار لهم، لكنه سمح أن يموت بعض القديسين بفعل النيران. وشفي الكثيرين لكن عندما طلب منه القديس بولس الرسول أن يشفيه بمعجزة لم ينال الشفاء بل وهبه الله نعمة تسنده وتقويه فى مرضه { ولِئلا أرتَفِعَ بفَرطِ الإعلاناتِ، أُعطيتُ شَوْكَةً في الجَسَدِ، مَلاكَ الشَّيطانِ ليَلطِمَني، لِئلا أرتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هذا تضَرَّعتُ إلَى الرَّب ثَلاثَ مَرّاتٍ أنْ يُفارِقَني. فقالَ لي: تكفيكَ نِعمَتي، لأنَّ قوَّتي في الضَّعفِ تُكمَلُ. فبكُل سُرورٍ أفتَخِرُ بالحَري في ضَعَفاتي، لكَيْ تحِلَّ علَيَّ قوَّةُ المَسيحِ} (2كو 7:12-9). فالله بحكمته يفعل ويسمح بما صالح لنا ونحن نؤمن أن كل الأشياء تعمل للخير للذين يحبون الله.
+ نحن مدعوين للإيمان بالله، فنحيا إيماننا المسيحي فى ثقة بالله وإيقان بمحبته وحضوره ورحمته وعدله وعلي رجاء الحياة الأبدية ومكأفاة الأبرار ودينونة الأشرار دون أن نري بعيوننا المجردة الله لكن بالروح نفهم ونحيا الروحيات { مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ للَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هَكَذَا أَيْضاً أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ. الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضاً لاَ بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ.وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً.}( 1كو 9:2-14) الحياة الروحية فوق مستوى الحواس والعقل وأن كان الإيمان لايتنافي مع العقل السليم.
+ الإيمان هو ايقان بالامور الروحية التي لا ترى يعلنها لنا الله بروحه القدوس {الإيمانُ فهو الثقَةُ بما يُرجَى والإيقانُ بأُمورٍ لا تُرَى} (عب 1:11(. ولهذا عاتب السيد المسيح القديس توما الرسول الذى شك فى قيامة المخلص من بين الأموات قائلا ( لأنَّكَ رأيتَني يا توما آمَنتَ! طوبَى للذينَ آمَنوا ولم يَرَوْا} (يو 29:20). وقد صنع السيد المسيح له المجد العديد من المعجزات لأهداف روحية ليقوى إيماننا وكشفقة منه بنا ورحمة منه فشفي المرضى ليبرهن علي شفائه للطبيعة البشرية التي مرضت وفسدت بالخطية وأخرج السيد المسيح الشياطين من أجساد الناس ليعلن سلطانه علي الشيطان وتحريره للمستعبدين لإبليس وأشبع الجموع من خمس خبزات وسمكتين كان حنان منه على الجموع الجائعة، وليعلن لنا أنه مصدر الشبع الجسدى والروحي. أقام السيد المسيح الأموات فهو قد جاء ليُقيمنا من موت الخطية، ويحيينا حياة أبدي. هداء السيد الريح والامواج الثائرة ليكون لنا إيمان أنه قادر أن يسكت صخب نفوسنا وشهواتها ويهبنا سلامه الكامل.
+ بدون إيمان لا يمكن أن نرضى الله { وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ} ( عب 6:11) بدون الإيمان لا يمكن أن نرضى الله { وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ} ( عب 6:11). فالإيمان هو عقيدة مستقيمة وحياة روحية سليمة فيها تظهر ثمار الإيمان في حياة المؤمن { من ثمارهم تعرفونهم.. كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا ردية. ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارًا جيدة. فإذن من ثمارهم تعرفونهم}(متى 7: 16-20). وبهذا نعرف أننا قد عرفنا الله {إن حفظنا وصاياه، من قال قد عرفنه، وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه} (1يو 2: 3، 4). وبالإيمان يتغلب المؤمن على كل قوى الشر والمادية والظروف الصعبة المحيطة ويقول { كل شيء مستطاع للمؤمن}( مر9: 23).
+ الله يدرك بحكمته ما هو نافع لخلاصنا وتنقيتنا ولابديتنا ونحن نطلب أن يتمجد الله فى حياتنا ويقودنا فى موكب نصرته ويصنع معنا حسب أرادته الصالحة وحتى إن لم تحدث معنا المعجزات أو سمح الله للمؤمنين بالضيقات فالله دعانا للدخول من الباب الضيق والطريق الكرب { بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله }(اع 14 : 22). أننا نؤمن بالله ونثق فيه ونسلم حياتنا له سواء صنع معنا المعجزات أو سمح بالتجارب والضيقات. لاننا نثق فى حكمة الله ومحبته لنا. حتى لو سمح بمرض أو أنتقال أحد الأحباء ففى إيماننا نسلم حياتنا لله ونثق ان أنتقالنا بالموت الي السماء لنكون مع الله كل حين. فلقد عمل الله المعجزة فأخرج بطرس من السجن، لكنه سمح قبلها مباشرة بأن يُقتل يعقوب بالسيف في نفس السجن وعمل الله المعجزة قديما مع الثلاثة فتية القديسين فأطفأ لهيب النار لهم، لكنه سمح أن يموت بعض القديسين بفعل النيران. وشفي الكثيرين لكن عندما طلب منه القديس بولس الرسول أن يشفيه بمعجزة لم ينال الشفاء بل وهبه الله نعمة تسنده وتقويه فى مرضه { ولِئلا أرتَفِعَ بفَرطِ الإعلاناتِ، أُعطيتُ شَوْكَةً في الجَسَدِ، مَلاكَ الشَّيطانِ ليَلطِمَني، لِئلا أرتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هذا تضَرَّعتُ إلَى الرَّب ثَلاثَ مَرّاتٍ أنْ يُفارِقَني. فقالَ لي: تكفيكَ نِعمَتي، لأنَّ قوَّتي في الضَّعفِ تُكمَلُ. فبكُل سُرورٍ أفتَخِرُ بالحَري في ضَعَفاتي، لكَيْ تحِلَّ علَيَّ قوَّةُ المَسيحِ} (2كو 7:12-9). فالله بحكمته يفعل ويسمح بما صالح لنا ونحن نؤمن أن كل الأشياء تعمل للخير للذين يحبون الله.
الخميس، 20 أغسطس 2015
فكرة لليوم وكل يوم 79- الـــــــــــتعفف
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ التعفف ثمرة محبوبة من ثمار الروح القدس ويقصد بالتعفف حياة الطهارة والنزاهة والأمانة ويشتمل علي عفة الحوس والفكر والجسد والقلب والروح. والحواس العفيفة هي حواس مقدسة ختمها الروح القدوس بالحياء وعدم التطلع باشتهاء الي الناس أو الاشياء وعفة النظر والسمع واللمس والشم والتذوق وكلها مطلوبة لمن الذي يريد أن يحيا حياة التعفف، لأن الحواس هي مداخل الفكر والعواطف، وضبطها يصون القلب والفكر والجسد من خطايا النجاسة. وعفة اللسان تجعله لا يتلفظ بكلمة بطالة من أي نوع، لا شتيمة ولا كذب ولا حلفان ولا تهكم ولا إدانة ولا نميمة بل يحيا فى أدب ورقة ويزن الشخص كل كلمة قبل أن ينطق بها. عفه الحواس والفكر والنية تقدس الجسد فلا ينغمس في شهوة الأكل والشرب والكسل بل في لياقة وروحانية يكتفى المؤمن بحاجاته الضرورية وتتقدس عواطفة ويضبط انسانه الداخلي { فوق كل تحفظ احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة} (أم23:4). وعفة الجسد تشمل الحشمة والعفة في المشي والجلوس والكلام والبعد عن كل العثرات والمثيرات التي تثير الجسد وعدم ملامسة الأجساد بغرض نجس، والتعفف يشمل عفة اليد تعنى الأمانة وعدم السرقة أو الاختلاس وعدم قبول الرشوة أو ضرب الآخرين وإيذائهم أو حسهم علي شرب الخمور والمخدرات والمكيفات بسائر أنواعها.
+ العفة فى المسيحية ليست فضيلة سلبية بل هي فضيلة ايجابية تهدف الى حياة روحية سليمة يشبع فيها المؤمن بمحبة الله ويرفض أن يخالف أو يجرح محبة الله أو يخالف وصاياه. فيحب المؤمن أخوته محبة روحية طاهرة تخدمهم وتبنيهم فى سعي لكي نحيا فى المسيح ومعه حسب الروح. الشخص العفيف المحب لله يلتهب قلبه بمحبة العفة والطهارة فتنضبط الحواس ويتقدس الفكر وتسمو العواطف وتنمو الروح ويهون الاحتمال هكذا راينا أمثلة للتعفف والفضيلة حتى فى العهد القديم وقدم يوسف الصديق مثال يحتذى للشباب الذى يقاوم تيار الشر فيكون الله معه وينجحه ويكأفاه ويهبه الحكمة والمعرفة ويرفعه ليخلص مصر ومن حولها من المجاعة، كما كان دانيال النبى والفتية الثلاثة مثال للتعفف والحياة المخلصة لله ووصاياه والالتزام حتى فى الصوم والأكل والشرب فلم يتجنسوا باطياب الملك وخمر مشروبه وقد حفظهم الله من أنياب الأسود أو من آتون النار المتقدة لانهم وثقوا بالله وتوكلوا عليه.
+ فى ملء الزمان تجسد الرب يسوع المسيح من الروح القدس والعذراء مريم ليرفعنا ويردنا الى الحياة المقدسة ويهبنا روحه القدوس ليملاء الكنيسة وأعضائها قداسة وطهر وعفاف. والعفة تحتاج للجهاد الروحي لكنها أيضا هبة وعطية من صميم اعمال الروح القدس فى حياة المجاهد المسيحي الذى يريد ان يعيش مع المسيح فى سهر ويقظة روحية تتجه نحو حياة طاهرة مقدسة تمجد الله. وقد رفع الله سر الزيجة ليكون كاتحاد ومحبة المسيح للكنسية وامتدت محبة الله فى قلوب المؤمنين حتى إن البعض فضل حياة البتولية كتكريس كامل للجسد والقلب والروح أقتداء بالانبياء المجاهدين كايلياء النبي ويوحنا المعمدان وابائنا الرسل الاطهار كيوحنا الحبيب وبولس الرسول الذين عاشوا حياة ملؤها الطهارة والعفة الكاملة وامتد الانجيل معاش فى حياة الرهبان والنساك والمتوحدين وكذا فى كل بيت مسيحى مؤمن حتى اصبحت العفة والطهارة أهم علامات تميز الحاملين سمة مسيحنا القدوس، ولهذا يوصينا الكتاب أن نحيا بالإيمان حياة الفضيلة والتعفف والصبر لننمو في معرفة ربنا يسوع المسيح { لِهَذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،. وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً.لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (2بط 5:1-8).
الأربعاء، 19 أغسطس 2015
فكرة لليوم وكل يوم 78- شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الحاجة للتقدير والمحبة من الحاجات الإنسانية الضرورية للنفس البشرية، فكل منا يريد إن يكون محبوب ومحب ويجد التشجيع وينال الأحترام. وكم من أناس عظماء كان أهلهم ومعلميهم من أسباب تفوقهم ونبوغهم والعكس صحيح. كما أن الشجرة لاسيما في بدء نموها تحتاج للرعاية هكذا علينا أن نشجع ونرعي الكل وبالأخص صغار النفوس عملا بدعوة الكتاب المقدس {شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ، أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ} (1تس 5 : 14). وكم من الأبناء والبنات سرق البعض أحلامهم وأصابوهم بالأحباط وتسببوا في فشلهم وذلك بالتقليل من أمكانياتهم أو نعتهم بالفشل أو الجهل أو بسوء التصرف لقد وقف يوما الممثل "بروس لي" وقال عنما كنت طالب في المدرسة طلبت منا المعلمة ان نكتب أهدفنا في الحياة فكتبت هدفي بان اصير أشهر ممثل ولاعب كاراتيه فقالت المدرسة " أن هدفي سخيف" وطلبت منى أن اكتب هدف أخر، وأصبحت محبط لمدة شهور ولا أعرف للنوم طريق، ولكننى سافرت للخارج وعملت في غسيل الأطباق فى تكساس ثم قررت الدراسة والتدرب وواجت التحديات حتى حققت أحلامي ونلت النجاح فى الحياة. وماذا نقول عن الطالبة مريم ميلاد الطالبة المتفوقة فى السنوات السابقة عن الشهادة الثانوية هذا العام، والتى كانت تحصل على الدرجات النهائية وشهادات التقدير ثم حصلت هذا العام على الصفر فى كل المواد! من سرق جهدها وتعبها ونسبه لغيرها وتسبب فى تحطم أحلامها ومستقبلها، أنها جريمة فى حق التربية والتعليم بل فى حق المجتمع كلة، ويجب أن يتم التحقيق فيها بنزاهة وموضوعية وأنصاف لاظهار الحقيقة حتى نقضى على لصوص وأعداء النجاح.
+ أن الله لم يعطينا روح الفشل بل روح المحبة والقوة والنجاح { لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ }(2تي 1 : 7) وهو يشجعنا ويدعونا الي الثقة فيه وفى إمكانياتنا { تَشَدَّدُوا وَتَشَجَّعُوا. لا تَخَافُوا وَلا تَرْهَبُوا وُجُوهَهُمْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ سَائِرٌ مَعَكَ. لا يُهْمِلُكَ وَلا يَتْرُكُكَ} (تث 31 : 6). أن الله هو اله الضعفاء والمساكين يسندهم في ضعفهم، يشجعهم ويقويهم، ولا يتركهم وهو الذى جاء لكي يحرر المنسحقين ويقوى الضعفاء ويشفى منكسري القلوب { رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ.} ( لو 18:4). علينا أذن أن نضع أهداف لحياتنا ونتخذ القرارات التى تقودنا لتحقيق أهدافنا ونقوم بانجاز الأعمال التى تصل بنا الى أهدفنا والنمو يوما فيوم لنصل الى ما نريد فى إيمان بمعونة الله وبامكنياتنا والوزنات المعطاة لنا وأستثمارها ونشجع من حولنا أيضا ونبث فيهم روح الإيمان والنجاح { إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ فَكُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ» (مر 9 : 23).
+ لكل انسان رسالة فى الحياة وعلينا أن نعي رسالتنا ونؤديها باخلاص وأمانة لاسيما فى تشجيع صغار النفوس وأحترام الغير وتقديرهم وبث روح الحماس والنجاح في من هم حولنا والصلاة من أجلهم. فإن رأيت إنسانًا حائرًا يائسًا منهارًا، لا تستصغره بل خد بيده، حتى إن رأيت ساقطًا، لا تحتقره، وقل له كلمة ترفع معنوياته، أعطه كلمة أمل ورجاء. وافتح للغير طاقات من نور تضئ لهم الطريق. حتى أن كان المؤمن علي قمة الجبل، فلا يجب أبدا أن يقلل من مجهودات من هم علي السفح أو في الوادي،أو حتى الذين في المستنقع. وإن أعطانا الرب نعمة وثبتنا فيه، فلا ننظر إلي الناس من فوق، ولا نحتقر الذين لم يصلوا بعد بل تذكر قول الرب: {انظروا. لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار} (مت 18: 10). الله يعطي فرصة لكل أحد. لأنه لا يشاء موت الخاطئ، بل أن يرجع ويحيا (حز 18: 23، 32). وطالما الإنسان علي قيد الحياة، لا تزال أمامه فرصة للتوبة والرجوع الي الله. فاللص اليمين آمن وقبله الله وهو في الساعات الأخيرة من حياته، والله من محبته للبشر يريد ان الكل يخلصون والي معرفة الحق يقبلون ولهذا علينا أن نقتدى بمحبة الله ونشجع الغير على الحياة مع الله والنمو وفعل الخير.
+ الحاجة للتقدير والمحبة من الحاجات الإنسانية الضرورية للنفس البشرية، فكل منا يريد إن يكون محبوب ومحب ويجد التشجيع وينال الأحترام. وكم من أناس عظماء كان أهلهم ومعلميهم من أسباب تفوقهم ونبوغهم والعكس صحيح. كما أن الشجرة لاسيما في بدء نموها تحتاج للرعاية هكذا علينا أن نشجع ونرعي الكل وبالأخص صغار النفوس عملا بدعوة الكتاب المقدس {شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ، أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ} (1تس 5 : 14). وكم من الأبناء والبنات سرق البعض أحلامهم وأصابوهم بالأحباط وتسببوا في فشلهم وذلك بالتقليل من أمكانياتهم أو نعتهم بالفشل أو الجهل أو بسوء التصرف لقد وقف يوما الممثل "بروس لي" وقال عنما كنت طالب في المدرسة طلبت منا المعلمة ان نكتب أهدفنا في الحياة فكتبت هدفي بان اصير أشهر ممثل ولاعب كاراتيه فقالت المدرسة " أن هدفي سخيف" وطلبت منى أن اكتب هدف أخر، وأصبحت محبط لمدة شهور ولا أعرف للنوم طريق، ولكننى سافرت للخارج وعملت في غسيل الأطباق فى تكساس ثم قررت الدراسة والتدرب وواجت التحديات حتى حققت أحلامي ونلت النجاح فى الحياة. وماذا نقول عن الطالبة مريم ميلاد الطالبة المتفوقة فى السنوات السابقة عن الشهادة الثانوية هذا العام، والتى كانت تحصل على الدرجات النهائية وشهادات التقدير ثم حصلت هذا العام على الصفر فى كل المواد! من سرق جهدها وتعبها ونسبه لغيرها وتسبب فى تحطم أحلامها ومستقبلها، أنها جريمة فى حق التربية والتعليم بل فى حق المجتمع كلة، ويجب أن يتم التحقيق فيها بنزاهة وموضوعية وأنصاف لاظهار الحقيقة حتى نقضى على لصوص وأعداء النجاح.
+ أن الله لم يعطينا روح الفشل بل روح المحبة والقوة والنجاح { لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ }(2تي 1 : 7) وهو يشجعنا ويدعونا الي الثقة فيه وفى إمكانياتنا { تَشَدَّدُوا وَتَشَجَّعُوا. لا تَخَافُوا وَلا تَرْهَبُوا وُجُوهَهُمْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ سَائِرٌ مَعَكَ. لا يُهْمِلُكَ وَلا يَتْرُكُكَ} (تث 31 : 6). أن الله هو اله الضعفاء والمساكين يسندهم في ضعفهم، يشجعهم ويقويهم، ولا يتركهم وهو الذى جاء لكي يحرر المنسحقين ويقوى الضعفاء ويشفى منكسري القلوب { رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ.} ( لو 18:4). علينا أذن أن نضع أهداف لحياتنا ونتخذ القرارات التى تقودنا لتحقيق أهدافنا ونقوم بانجاز الأعمال التى تصل بنا الى أهدفنا والنمو يوما فيوم لنصل الى ما نريد فى إيمان بمعونة الله وبامكنياتنا والوزنات المعطاة لنا وأستثمارها ونشجع من حولنا أيضا ونبث فيهم روح الإيمان والنجاح { إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ فَكُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ» (مر 9 : 23).
+ لكل انسان رسالة فى الحياة وعلينا أن نعي رسالتنا ونؤديها باخلاص وأمانة لاسيما فى تشجيع صغار النفوس وأحترام الغير وتقديرهم وبث روح الحماس والنجاح في من هم حولنا والصلاة من أجلهم. فإن رأيت إنسانًا حائرًا يائسًا منهارًا، لا تستصغره بل خد بيده، حتى إن رأيت ساقطًا، لا تحتقره، وقل له كلمة ترفع معنوياته، أعطه كلمة أمل ورجاء. وافتح للغير طاقات من نور تضئ لهم الطريق. حتى أن كان المؤمن علي قمة الجبل، فلا يجب أبدا أن يقلل من مجهودات من هم علي السفح أو في الوادي،أو حتى الذين في المستنقع. وإن أعطانا الرب نعمة وثبتنا فيه، فلا ننظر إلي الناس من فوق، ولا نحتقر الذين لم يصلوا بعد بل تذكر قول الرب: {انظروا. لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار} (مت 18: 10). الله يعطي فرصة لكل أحد. لأنه لا يشاء موت الخاطئ، بل أن يرجع ويحيا (حز 18: 23، 32). وطالما الإنسان علي قيد الحياة، لا تزال أمامه فرصة للتوبة والرجوع الي الله. فاللص اليمين آمن وقبله الله وهو في الساعات الأخيرة من حياته، والله من محبته للبشر يريد ان الكل يخلصون والي معرفة الحق يقبلون ولهذا علينا أن نقتدى بمحبة الله ونشجع الغير على الحياة مع الله والنمو وفعل الخير.
الثلاثاء، 18 أغسطس 2015
فكرة لليوم وكل يوم 77- الشوق الي الله
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ تشتاق نفسي اليك يارب لاشبع بمحبتك وأرتوى من ينابيع معرفتك الحقيقة ووسط الجوع الروحي والنفسي والعاطفى، نحتاج للشبع من أنهار نعمتك الإلهية والنمو فى معرفتك والاتحاد بك. فتحل بالإيمان فينا، فنترنم مع داود النبي قائلا { كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ{ (مز 42 : 1). أن مياه العالم المرة لا تروي روحي وحب الاشياء لا يستهوينى، ومتع العالم الزائلة لا تشبع نفسى وحتى مقتنياته الثمينة لا تشبع حاجتى أو تملأ عيني. ومهما وجد حولنا من أصدقاء، ومهما راينا من أشياء فالعين لا تشبع من النظر. وستظل قلوبنا تحتاج الى محبة روحية تغمرها بالسعادة التى من فوق وارواحنا تهفو للاتحاد بنبع الرحمة والمحبة والحنان ونفوسنا لن تشعر بالاطمئنان الا فى أحضانك. ولن تشبع ارواحنا المخلوقة على صورتك ومثالك الا بمحبتك.
+ أيها الاب القدوس الذى أحبنا حتى قبل ان نوجد، خلقتنا واعطيتنا نعمة العقل والتمييز والروح الانسانية التى تسعى الى الكمال والعواطف الجياشة ووهبتنا كل شئ بغني للتمتع. فان كنا غير أمناء على الوزنات المعطاة لنا وان زاغ البعض عن الطريق الصالح وعبدوا المخلوق دون الخالق فانت بالرحمة والحنان تشفق علينا وتطيل روحك لانك اله رؤوف اشفقت يارب قديما على اهل نينوى الذين لا يعرفون شمالهم من يمينهم وارسلت اليهم يونان النبى مناديا بالتوبة، وها نحن نطلب منك يا ضابط الكل ان تتأنى على خليقتك وترسل فينا روحك القدوس مرشدا ومعلماً وهادياً اميناً ليشبع ظمأ النفوس العطشى وتجعل كلماتك عاملة فى ارواحنا وقلوبنا لكى نؤمن ونتوب ونأتى بالثمر المطلوب. فها نحن نأتى اليك يا الله بكل قلوبنا وعواطفها لتشبعها وتفجر فيها ينابيع الماء الحي. نقدم لك ارواحنا واشتياقاتها ونفوسنا وميولها ودوافعها وارادتنا لكى ما تقدسها وترويها وتملائها فرحا وسلاما ونعيما. ناتى اليك لتقودنا الى المراعى الخضراء ومياة الراحة، لترد نفوسنا اليك فنسير معك وبك ولك كل الايام.
+ طلبة قلبى هو شبع روحي وكل المؤمنين بروحك القدوس يا الله وانت القائل {الى الان لم تطلبوا شيئا باسمي اطلبوا تاخذوا ليكون فرحكم كاملا }(يو 16 : 24). فاطلب باب تحننك ان تكون انت نصيبى الصالح الذى لن يستطيع أحد ان ينزعه منى فلا الانسان مهما كان والمكان ولا الزمان يستطيع ان ينزع محبتك من القلب الذى يريدك ولا شئ يستطيع ان يمنع فرحنا الدائم بك وكمريم التى اختارت النصيب الصالح هكذا نختارك انت { مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة. ولكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها} (لو42:10) فلتشبع يارب اشتياقات قلوبنا لك لانك انت المحبة المعطاءة والجمال الفائق والرحمة الشاملة والعاملة، واذ ناتى اليك ونحبك نثبت فى المحبة وتثبت انت فينا وتملك على قلوبنا وارواحنا ونفوسنا ونسعد بك وبمحبتك ونحيا الارتواء والشبع وتمتد حياتنا لتصل الى الخلود والابدية ويبتدى ملكوتك داخل قلوبنا ولن ينتهى. لتشبع نفوسنا ليس بخبز العالم بل بكلام الحياة الابدية وترتوى ارواحنا من ينابيع روحك القدوس ونحيا معك فى عرس دائم معك .
+ أصلى طالباً منك ياروح الله القدوس أن تعمل فى كل نفس لنرتوى ونكون ايضاً قناة جيدة لتوصيل المحبة والفرح والسلام والتعزية الى الغير ليذوقوا وينظروا ما أطيبك. ان روحى عطشى وساظل اقرع على باب تحننك لكى ما تأتى اليها وتحل بالايمان فيها وتتخذها لك مسكنا وتحرق كل الزوان الذى زرعه العدو فلا يكون للخطية مكان فى القلب. نحن نتمسك بوعودك الصادقة وانت القائل من يقبل اليٌ لا أخرجه خارجاً. فلتعطينا يارب توبة مقبولة واعتراف حسن وأقبل اليك صلواتنا وليعمل فينا روحك القدوس ليرد لنا بهجة خلاصك ويقودنا في طريق البر ويكون لنا نعم الرفيق ومصدر الفرح والسلام وها نحن نصلى اليك، فروحك القدوس يارب الذى ارسلته على تلاميذك القديسين ورسلك الاطهار المكرمين فى الساعة الثالثة هذا لا تنزعه منا ايها الصالح لكن جدده فى أحشائنا.
الاثنين، 17 أغسطس 2015
(3) القديسة مريم العذراء وفضائلها
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
القديسة مريم فى الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة
+ القديسة مريم العذراء ذكرها الكتاب المقدس باكرام واجلال وجاء عنها الكثير من الرموز والنبوات فى العهد القديم ولها كرامتها الفريدة فى العهد الجديد فهى والدة الاله الكلمة المتجسد، المملؤة نعمة، القديسة الشفيعة التى قام السيد المسيح بعمل اولى معجزاته فى عرس قانا الجليل بطلبتها وهى توصينا دائما ان نطيع وصايا الله {قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه} (يو 2 : 5). انها المراة التى تنبأ عنها سفر التكوين بان نسلها يسحق راس الحية القديمة ابليس {واضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك ونسلها هو يسحق راسك} (تك 3 : 15). وهى العذراء الدائمة البتولية { ولكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل} (اش 7 : 14). وهى القديسة التى حل الروح القدس عليها وقدسها وملائها نعمة وبصوت سلامها على اليصابات امتلات اليصابات من الروح القدس { فقامت مريم في تلك الايام وذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا. ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات. فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلات اليصابات من الروح القدس. وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة انت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك.فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي.فهوذا حين صار صوت سلامك في اذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني.فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب. } (لو 1 : 39-45). ومن سفر التكوين الى سفر الرؤيا نرى رموز واشارات عن القديسة مريم { وظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى راسها اكليل من اثني عشر كوكب} (رؤ 12 : 1).
+ والعذراء مريم لها كرامتها فى تقليد الكنيسة منذ العصر الرسولى ، فهى الإنسانة الوحيدة التى أنتظر الله آلاف السنين حتى وجدها ورآها مستحقة لهذا الشرف العظيم بان يتجسد منها الله الكلمة هذا الشرف الذى شرحه الملاك جبرائيل بقوله { الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله}(لو35:1). لهذا قال عنها الكتاب المقدس {بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنت ففقتِ عليهن جميعاً } (أم29:31). وعلى الصليب عهد بها السيد المسيح الى يوحنا الحبيب { ثم قال للتلميذ هوذا امك و من تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته} (يو 19 : 27) فلو كان لها ابناء أخرين كما يدعى البعض لكانوا اجدر واحق برعايتها. واذ صارت العذراء اما للرسل فهى أمنا لنا نحن الذين امنا على ايديهم . وما أكثر الالقاب التى اطلقها الاباء على القديسة مريم بما تحمله من مدلولات روحية مستمدة من الكتاب المقدس ، فهى السماء الثانية ، الحمامة الحسنة ، دائمة البتوليه ، شورية هارون ، سلم يعقوب ، الملكة القائمة عن يمين الملك كما جاء فى المزمور {قامت الملكة عن يمينك ايها الملك} (مز9:45). والدة الاله وهذا اللقب ثبتته الكنيسة باجمعها فى مجمع افسس 431م كما جاء فى الإنجيل {فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي } (لو 1 : 43). ونقول عنها فى التسبحة ان الاب تطلع من السماء فلم يجد من يشبهك ارسل وحيده اتى وتجسد منك . ولقد بنيت اول كنيسة على اسم القديسة مريم فى مدينة فيلبي فى عصر الرسل لاكرام العذراء التى بصلواتها انحلت ابواب السجن الحديدية واخرجت القديس متياس الرسول من السجن .
+ من اجل كرامة العذراء والاقتداء بها وتطويبها نهتم باكرامها ومدحها فى التسبحة اليومية والقداسات ففى القداس الالهي يجرى ذكر تطويب العذراء فى أكثر من مرة ففى لحن البركة: وقبل رفع الحمل يقال النشيد الكنسى للعذراء ومطلعه ( السلام لمريم العذراء الملكة ونبع الكرمة ) عند رفع بخور البولس: يقال فى الأعياد وأيام الفطر لحن: (هذه المجمرة الذهب هى العذراء وعنبرها هو مخلصنا ، قد ولدته وخلاصنا وغفر لنا خطايانا).وفى مقدمة قانون الإيمان: أبرزت الكنيسة أهمية شخصية العذراء مريم كوالدة الآلة فى التقليد الكنسى، بعد انعقاد مجمع أفسس مباشرة سنة 431م، وذلك لضبط مفهوم التجسد الإلهى ومقاومة البدع. وهكذا أضافت مضمون العقيدة التى أقرها هذا المجمع فى مقدمة قانون الإيمان والتى مطلعها: (نعظمك يا أم النور الحقيقى...). وبعد صلاة الصلح وقبل قداس المؤمنين نطلب شفاعة امنا العذراء ونقول "بشفاعة والدة الاله القديسة مريم يارب أنعم لنا بمغفرة خطايانا". كما أنه فى مجمع القديسين نطلب شفاعة العذراء مريم على رأس قائمة أعضاء الكنيسة المنتصرة فى صلاة المجمع، فنحن نؤمن اننا كنيسة واحدة سواء من انتقلوا او يجاهدوا ليكملوا وينتصروا نصلى بعضنا من أجل بعض .
فضائل فى حياة العذراء مريم .
+ التواضع فى حياة القديسة مريم ... التواضع صفة محبوبة من الله والناس { لان قدرة الرب عظيمة وبالمتواضعين يمجد} (سير 3 : 21). { يقاوم الله المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة} (يع 4 : 6). والعذراء القديسة مريم رغم ما نالته من حظوة وكرامة لدى الله { دخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء... وها انت ستحبلين و تلدين ابنا وتسمينه يسوع.هذا يكون عظيما و ابن العلي يدعى و يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه.ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا. فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} (لو28:1،31-35). بعد هذه الكرامة نراها تجاوب الملاك { فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك}( لو 38:1 ). وبعدما قال لها الملاك عن حبل اليصابات قامت مسرعة لتخدمها وعندما التقيا، امتلات اليصابات من الروح القدس وقالت لها من اين لى هذا انت تأتى ام ربى اليٌ وسبحت العذراء الله { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي.لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس} ( لو 46:1-49). احتملت العذراء فى تواضع الكرامة وسوء الظن من البعض فى تواضع عجيب وتسليم كامل لمشيئة الله . منذ طفولتها وحتى نهاية حياتها على الارض فى صمت الاتقياء { واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها} (لو 2 : 19).
+ الإيمان والصلاة .... ظهر ايمان العذراء مريم فى العديد من المواقف فى حياتها ، فلم يحدث لعذراء غير متزوجة قبلها انجاب طفل ولكن كان للعذراء الايمان القوى الذى به اجابت به الملاك ليكن لى كقولك حتى ان اليصابات طوبتها على هذا الإيمان قائلة لها { فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب} (لو 1 : 45). لقد كان للعذراء الايمان العمق والصلوات الدالة على علاقتها القوية بالله والكتاب المقدس حتى ان تسبحتها الحلوة عقب زيارتها لاليصابات كانت عبارة عن ايات من العهد القديم { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي. لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس. ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه.صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين.اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين.عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة. كما كلم اباءنا لابراهيم و نسله الى الابد} (لو46:1-55). وعند الصليب وقفت العذراء الام تتأمل بايمان تتميم عمل الخلاص وسيف الألم يجتاز قلبها كما سبق وانبائها سمعان الشيخ عندما كان يسوع المسيح ابن اربعين يوما وكانت تقول ( اما العالم فيفرح بقبوله الخلاص واما احشائى فتلتهب عند نظرى الى صلبوتك الذى انت صابر عليه يا ابنى والهى). وظهر ايمانها فى طاعتها وتسليمها عندما خدمت فى الهيكل وهى طفلة وفى خضوعها عند سن البلوغ وذهابها الى بيت يوسف النجار بامر الشيوخ حيث كانت يتيمة الابوين ، وفى ذهابها الى مصر مع يوسف النجار وفى طاعتها لامر السيد المسيح بان تحيا فى رعاية القديس يوحنا الحبيب.
3 – العذراء وحياة الطهارة .. لقد عاشت العذراء حياة الطهارة والعفة منذ طفولتها فى الهيكل وكما تلقبها الكنيسة بحق العذراء كل حين، ولتنظروا حتى الى ثيابها المتشحة بها فى كل الظهورات حتى بعد صعودها الى السماء، مكتسيه بحلل البهاء ومتسربلة بثياب من نور رمزا لطهارتها وعفتها. وعندما راي القديس يوسف النجار حبلها واذ كان رجلا بارا واراد ان يخليها سراً فمن أجل اظهار برائتها ظهر له ملاك الرب مدافعا عنها { ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس} (مت 1 : 20). وحسب التقليد الكنسي فان الذى رفع يديه ليعترض جسدها فى الطريق الى القبر فى عدم أحترام لها قطع يديه ملاك الرب مدافعا عن قداستها ولما صرخ نادما أعادها له الرسل بمعجزة . فحرى ببناتنا ان يتخذن من العذراء شفيعة وقدوة فى الطهارة النابعة من محبة الله والتأمل فى كلامه وحفظ وصاياه والعمل بها .
كرامة القديسة مريم العذراء.
+ اننا اذ نكرم العذراء القديسة مريم ونطلب شفاعتها عند الله ونصوم باسمها فهذا من قبيل الأكرام وليس العبادة اطلاقاُ فالسجود والعبادة لله وحده {للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد } (مت 4 : 10). فصومنا وصلواتنا مقدمة لله القدوس ونحن نكرم الله فى جميع قديسه الذي قال للرسل الذى يرزلكم يرزلنى والذى الذى يكرمكم يكرمنى والذى يكرمنى يُكرم ابى الذى ارسلنى. ونحن نتعلم من فضائل القديسة مريم كام روحيه لنا { اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم }(عب 13 : 7). العذراء بمحبتها وحنانها تطلب عنا وقد اختبارنا دالتها وصلواتها المستجابة عنا، ونحن فى الكنيسة القبطية عبر تاريخها الطويل نتمتع بامومة ورعاية وشفاعة امنا القديسة مريم وظهوراتها المتكررة فى مصر على المستوى العام او معجزاتها وظهوراتها على المستوى الفردى تشهد لصحة إيماننا وقوة شفاعتها الدائمة عنا .
+ الاصوام كلها نقدمها لله زهدا ونسكا وتفرغا من الأهتمام بملاذ الجسد لنتقوى فى الروح ونهتم بغذاء ارواحنا ، ويقال ان هذا صوم القديسة مريم صامه آبائنا الرسل أنفسهم لما رجع توما الرسول من التبشير فى الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت. فقال لهم: (أريد أن أرى أين دفنتموها!) وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فإبتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا... فصاموا 15 يوماً من أول مسرى حتى 15 مسري حتى أعلن لهم الرب صعود جسدها الى السماء واصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي. ولقد مارس صوم القديسة مريم اولا بعد ذلك العذراى والرهبان وبعد هذا صامه الشعب كله وقننته الكنيسة كصوم عام بعد ذلك ، وكم نحن نحتاج الى الصوم والصلاة فى كل حين { صالحة الصلاة مع الصوم و الصدقة خير من ادخار كنوز الذهب} (طوبيا 12 : 8). فاذ لنا اعداء مقاومين لابد ان يكون لنا الركب المنحنية والايدى المرفوعة بالصلاة لنشبع بمحبة الله وننتصر على اعدائنا الذين قال عنهم السيد المسيح { هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم} (مر 9 : 29). فالصوم فترة للنهضة الروحية والشبع بكلمة الله { فاجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله }(مت 4 : 4).كما أننا فى شهر كيهك نسهر ونسبح الله ونكرم القديسة مريم بذكصوليجيات وتماجيد لانها ولدت لنا مخلص العالم كله كما قالت فى تسبحتها ان جميع الاجيال تطوبها.
+ طوباكى ايتها الشفيعة المؤتمنة التى خدمت البشرية كلها وعوضا عن مخالفة أمنا حواء للوصية، أطعتى انت ايتها القديسة مريم وقدمتى كحواء الجديدة والثانية لله شعبا مستعدا من قبل طهارتك، وكنتِ وستبقي على مدى الاجيال أمنا مكرمة تطوبك جميع الأجيال فانت قدوة للعذارى ومعلمة للفضيلة للجميع وانت أمنا الحنون التي نتلجأ اليها فى ضيقاتنا لترفعى معنا الصلاة وتطلبى عنا من الرب ليغفر لنا خطايانا ويقوى ايماننا ويحفظ كنيستنا رعاة ورعية.
القديسة مريم فى الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة
+ القديسة مريم العذراء ذكرها الكتاب المقدس باكرام واجلال وجاء عنها الكثير من الرموز والنبوات فى العهد القديم ولها كرامتها الفريدة فى العهد الجديد فهى والدة الاله الكلمة المتجسد، المملؤة نعمة، القديسة الشفيعة التى قام السيد المسيح بعمل اولى معجزاته فى عرس قانا الجليل بطلبتها وهى توصينا دائما ان نطيع وصايا الله {قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه} (يو 2 : 5). انها المراة التى تنبأ عنها سفر التكوين بان نسلها يسحق راس الحية القديمة ابليس {واضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك ونسلها هو يسحق راسك} (تك 3 : 15). وهى العذراء الدائمة البتولية { ولكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل و تلد ابنا و تدعو اسمه عمانوئيل} (اش 7 : 14). وهى القديسة التى حل الروح القدس عليها وقدسها وملائها نعمة وبصوت سلامها على اليصابات امتلات اليصابات من الروح القدس { فقامت مريم في تلك الايام وذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا. ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات. فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلات اليصابات من الروح القدس. وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة انت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك.فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي.فهوذا حين صار صوت سلامك في اذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني.فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب. } (لو 1 : 39-45). ومن سفر التكوين الى سفر الرؤيا نرى رموز واشارات عن القديسة مريم { وظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى راسها اكليل من اثني عشر كوكب} (رؤ 12 : 1).
+ والعذراء مريم لها كرامتها فى تقليد الكنيسة منذ العصر الرسولى ، فهى الإنسانة الوحيدة التى أنتظر الله آلاف السنين حتى وجدها ورآها مستحقة لهذا الشرف العظيم بان يتجسد منها الله الكلمة هذا الشرف الذى شرحه الملاك جبرائيل بقوله { الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله}(لو35:1). لهذا قال عنها الكتاب المقدس {بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنت ففقتِ عليهن جميعاً } (أم29:31). وعلى الصليب عهد بها السيد المسيح الى يوحنا الحبيب { ثم قال للتلميذ هوذا امك و من تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته} (يو 19 : 27) فلو كان لها ابناء أخرين كما يدعى البعض لكانوا اجدر واحق برعايتها. واذ صارت العذراء اما للرسل فهى أمنا لنا نحن الذين امنا على ايديهم . وما أكثر الالقاب التى اطلقها الاباء على القديسة مريم بما تحمله من مدلولات روحية مستمدة من الكتاب المقدس ، فهى السماء الثانية ، الحمامة الحسنة ، دائمة البتوليه ، شورية هارون ، سلم يعقوب ، الملكة القائمة عن يمين الملك كما جاء فى المزمور {قامت الملكة عن يمينك ايها الملك} (مز9:45). والدة الاله وهذا اللقب ثبتته الكنيسة باجمعها فى مجمع افسس 431م كما جاء فى الإنجيل {فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي } (لو 1 : 43). ونقول عنها فى التسبحة ان الاب تطلع من السماء فلم يجد من يشبهك ارسل وحيده اتى وتجسد منك . ولقد بنيت اول كنيسة على اسم القديسة مريم فى مدينة فيلبي فى عصر الرسل لاكرام العذراء التى بصلواتها انحلت ابواب السجن الحديدية واخرجت القديس متياس الرسول من السجن .
+ من اجل كرامة العذراء والاقتداء بها وتطويبها نهتم باكرامها ومدحها فى التسبحة اليومية والقداسات ففى القداس الالهي يجرى ذكر تطويب العذراء فى أكثر من مرة ففى لحن البركة: وقبل رفع الحمل يقال النشيد الكنسى للعذراء ومطلعه ( السلام لمريم العذراء الملكة ونبع الكرمة ) عند رفع بخور البولس: يقال فى الأعياد وأيام الفطر لحن: (هذه المجمرة الذهب هى العذراء وعنبرها هو مخلصنا ، قد ولدته وخلاصنا وغفر لنا خطايانا).وفى مقدمة قانون الإيمان: أبرزت الكنيسة أهمية شخصية العذراء مريم كوالدة الآلة فى التقليد الكنسى، بعد انعقاد مجمع أفسس مباشرة سنة 431م، وذلك لضبط مفهوم التجسد الإلهى ومقاومة البدع. وهكذا أضافت مضمون العقيدة التى أقرها هذا المجمع فى مقدمة قانون الإيمان والتى مطلعها: (نعظمك يا أم النور الحقيقى...). وبعد صلاة الصلح وقبل قداس المؤمنين نطلب شفاعة امنا العذراء ونقول "بشفاعة والدة الاله القديسة مريم يارب أنعم لنا بمغفرة خطايانا". كما أنه فى مجمع القديسين نطلب شفاعة العذراء مريم على رأس قائمة أعضاء الكنيسة المنتصرة فى صلاة المجمع، فنحن نؤمن اننا كنيسة واحدة سواء من انتقلوا او يجاهدوا ليكملوا وينتصروا نصلى بعضنا من أجل بعض .
فضائل فى حياة العذراء مريم .
+ التواضع فى حياة القديسة مريم ... التواضع صفة محبوبة من الله والناس { لان قدرة الرب عظيمة وبالمتواضعين يمجد} (سير 3 : 21). { يقاوم الله المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة} (يع 4 : 6). والعذراء القديسة مريم رغم ما نالته من حظوة وكرامة لدى الله { دخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء... وها انت ستحبلين و تلدين ابنا وتسمينه يسوع.هذا يكون عظيما و ابن العلي يدعى و يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه.ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا. فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} (لو28:1،31-35). بعد هذه الكرامة نراها تجاوب الملاك { فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك}( لو 38:1 ). وبعدما قال لها الملاك عن حبل اليصابات قامت مسرعة لتخدمها وعندما التقيا، امتلات اليصابات من الروح القدس وقالت لها من اين لى هذا انت تأتى ام ربى اليٌ وسبحت العذراء الله { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي.لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس} ( لو 46:1-49). احتملت العذراء فى تواضع الكرامة وسوء الظن من البعض فى تواضع عجيب وتسليم كامل لمشيئة الله . منذ طفولتها وحتى نهاية حياتها على الارض فى صمت الاتقياء { واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها} (لو 2 : 19).
+ الإيمان والصلاة .... ظهر ايمان العذراء مريم فى العديد من المواقف فى حياتها ، فلم يحدث لعذراء غير متزوجة قبلها انجاب طفل ولكن كان للعذراء الايمان القوى الذى به اجابت به الملاك ليكن لى كقولك حتى ان اليصابات طوبتها على هذا الإيمان قائلة لها { فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب} (لو 1 : 45). لقد كان للعذراء الايمان العمق والصلوات الدالة على علاقتها القوية بالله والكتاب المقدس حتى ان تسبحتها الحلوة عقب زيارتها لاليصابات كانت عبارة عن ايات من العهد القديم { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي. لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس. ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه.صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين.اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين.عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة. كما كلم اباءنا لابراهيم و نسله الى الابد} (لو46:1-55). وعند الصليب وقفت العذراء الام تتأمل بايمان تتميم عمل الخلاص وسيف الألم يجتاز قلبها كما سبق وانبائها سمعان الشيخ عندما كان يسوع المسيح ابن اربعين يوما وكانت تقول ( اما العالم فيفرح بقبوله الخلاص واما احشائى فتلتهب عند نظرى الى صلبوتك الذى انت صابر عليه يا ابنى والهى). وظهر ايمانها فى طاعتها وتسليمها عندما خدمت فى الهيكل وهى طفلة وفى خضوعها عند سن البلوغ وذهابها الى بيت يوسف النجار بامر الشيوخ حيث كانت يتيمة الابوين ، وفى ذهابها الى مصر مع يوسف النجار وفى طاعتها لامر السيد المسيح بان تحيا فى رعاية القديس يوحنا الحبيب.
3 – العذراء وحياة الطهارة .. لقد عاشت العذراء حياة الطهارة والعفة منذ طفولتها فى الهيكل وكما تلقبها الكنيسة بحق العذراء كل حين، ولتنظروا حتى الى ثيابها المتشحة بها فى كل الظهورات حتى بعد صعودها الى السماء، مكتسيه بحلل البهاء ومتسربلة بثياب من نور رمزا لطهارتها وعفتها. وعندما راي القديس يوسف النجار حبلها واذ كان رجلا بارا واراد ان يخليها سراً فمن أجل اظهار برائتها ظهر له ملاك الرب مدافعا عنها { ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس} (مت 1 : 20). وحسب التقليد الكنسي فان الذى رفع يديه ليعترض جسدها فى الطريق الى القبر فى عدم أحترام لها قطع يديه ملاك الرب مدافعا عن قداستها ولما صرخ نادما أعادها له الرسل بمعجزة . فحرى ببناتنا ان يتخذن من العذراء شفيعة وقدوة فى الطهارة النابعة من محبة الله والتأمل فى كلامه وحفظ وصاياه والعمل بها .
كرامة القديسة مريم العذراء.
+ اننا اذ نكرم العذراء القديسة مريم ونطلب شفاعتها عند الله ونصوم باسمها فهذا من قبيل الأكرام وليس العبادة اطلاقاُ فالسجود والعبادة لله وحده {للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد } (مت 4 : 10). فصومنا وصلواتنا مقدمة لله القدوس ونحن نكرم الله فى جميع قديسه الذي قال للرسل الذى يرزلكم يرزلنى والذى الذى يكرمكم يكرمنى والذى يكرمنى يُكرم ابى الذى ارسلنى. ونحن نتعلم من فضائل القديسة مريم كام روحيه لنا { اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم }(عب 13 : 7). العذراء بمحبتها وحنانها تطلب عنا وقد اختبارنا دالتها وصلواتها المستجابة عنا، ونحن فى الكنيسة القبطية عبر تاريخها الطويل نتمتع بامومة ورعاية وشفاعة امنا القديسة مريم وظهوراتها المتكررة فى مصر على المستوى العام او معجزاتها وظهوراتها على المستوى الفردى تشهد لصحة إيماننا وقوة شفاعتها الدائمة عنا .
+ الاصوام كلها نقدمها لله زهدا ونسكا وتفرغا من الأهتمام بملاذ الجسد لنتقوى فى الروح ونهتم بغذاء ارواحنا ، ويقال ان هذا صوم القديسة مريم صامه آبائنا الرسل أنفسهم لما رجع توما الرسول من التبشير فى الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت. فقال لهم: (أريد أن أرى أين دفنتموها!) وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فإبتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا... فصاموا 15 يوماً من أول مسرى حتى 15 مسري حتى أعلن لهم الرب صعود جسدها الى السماء واصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي. ولقد مارس صوم القديسة مريم اولا بعد ذلك العذراى والرهبان وبعد هذا صامه الشعب كله وقننته الكنيسة كصوم عام بعد ذلك ، وكم نحن نحتاج الى الصوم والصلاة فى كل حين { صالحة الصلاة مع الصوم و الصدقة خير من ادخار كنوز الذهب} (طوبيا 12 : 8). فاذ لنا اعداء مقاومين لابد ان يكون لنا الركب المنحنية والايدى المرفوعة بالصلاة لنشبع بمحبة الله وننتصر على اعدائنا الذين قال عنهم السيد المسيح { هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم} (مر 9 : 29). فالصوم فترة للنهضة الروحية والشبع بكلمة الله { فاجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله }(مت 4 : 4).كما أننا فى شهر كيهك نسهر ونسبح الله ونكرم القديسة مريم بذكصوليجيات وتماجيد لانها ولدت لنا مخلص العالم كله كما قالت فى تسبحتها ان جميع الاجيال تطوبها.
+ طوباكى ايتها الشفيعة المؤتمنة التى خدمت البشرية كلها وعوضا عن مخالفة أمنا حواء للوصية، أطعتى انت ايتها القديسة مريم وقدمتى كحواء الجديدة والثانية لله شعبا مستعدا من قبل طهارتك، وكنتِ وستبقي على مدى الاجيال أمنا مكرمة تطوبك جميع الأجيال فانت قدوة للعذارى ومعلمة للفضيلة للجميع وانت أمنا الحنون التي نتلجأ اليها فى ضيقاتنا لترفعى معنا الصلاة وتطلبى عنا من الرب ليغفر لنا خطايانا ويقوى ايماننا ويحفظ كنيستنا رعاة ورعية.
الجمعة، 14 أغسطس 2015
فكرة لليوم وكل يوم 76- ثباتنا فى المسيح
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ يدعونا السيد المسيح لكي نتبعه ونثبت فيه لكي ما نثمر ويدوم نمونا وثمرنا الروحي. ولقد شبه الرب علاقتنا به بعلاقة الغصن بالكرمة، الغصن الذى لا يثبت في أصل الكرمة يجف ويموت ويقطع. المسيحي كغصن ثابت في المسيح يجب أن تكون له حياة مسيحية لائقة، بفكر وسلوك وقلب مسيحي يثمر ويحب لكل البشرية. فما نفع الكرمة بلا عنب؟ وما نفع المسيحي بلا حب لله وللغير؟! ومع نمونا المستمر في الحياة المسيحية، إلا أنه قد يوجد ما لا يرغبه الله فينا فينقيه، فيقوم الله بالعمل ككرام يقلم أغصان الكرمة لكي تأتي بثمر أكثر. وعلينا أن نحتمل بشكرونقبل تأديب وتقليم الكرام الأعظم حتى نأتي بالثمر الكثير. بثباتنا فى المسيح نعرف مدي محبته واهتمامه بخلاصنا وسعيه لتقويتنا ورعايتنا ونمونا وأثمارنا في الطريق الروحي وهذا ما يدعونا اليه (اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ}(يو 15 : 4). الغصن يشارك طبيعة الشجرة وينتعش بعصارتها ويحيا بحياتها هكذا يليق بنا أن نكون ثابتين في المسيح ونسلك بحكمته، ويحل بالإيمان فينا ويهبنا نعمته وقوته وإمكانياته ونتطهر ببرّه وقداسته.
+ علينا أن نسأل أنفسنا هل نحن ثابتون في الرب وفي شدة قوته أم لا؟. هل نضع الله ومحبته وخدمته في أول أهتماماتنا اليومية أم لا؟ وهل لنا صلة قوية ودائمة وعشرة مستمرة مع الله أم نعتمد على مرجعية أخرى لقراراتنا؟. ومدي صلتنا بالكتاب المقدس ككلمة الله ورسالته الينا. هل نحن ننقاد بالروح القدس وصوته لنا؟. وما هو مدى ثباتنا في الأسرار المقدسة وأستعدادنا الروحي لخدمة الله والشهادة له في مختلف الظروف؟. الذي يثبت فى المسيح يجب أن يحبه ويطيعه ويحفظ وصاياه كدليل على المحبة والأخلاص لهذا الحب، لقد تبع السيد المسيح كثيرين لكن الذين بقوا معه حتى الصليب والي المنتهى هم اولئك الذين احبوه بكل قلوبهم، وعرفوا عمق محبته { كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي} (يو 15 : 9).
+ الثبات فى الله يجعلنا لانقبل بشئ قط يفصلنا عن محبته { فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ} (غل 5 : 1). علي المؤمن ان يبني حياته علي صخرة الإيمان القويم فلا يتأثر بالشكوك أو بالتيارات المادية أو الالحادية ويحتمى فى صخر الدهور متى يهيج عليه العدو ويثور، الغير الثابت فى الله يكون كقشة في مهب الريح تتقاذفه تأثيرات العالم ووسائل الاعلام والمحيطين به وأغراءات الخطية أما الثابت فى المسيح فيقول مع القديس بولس الرسول { مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً. وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا} (رو 35:8-39).
+ ثباتنا في الله يهبنا سلام عميق وقوة روحية لمواجهة تحديات الحياة بثقة ونجاح فى تدقيق روحي فلا ننقاد وراء الشر وضلال الاردياء {فَأَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ إِذْ قَدْ سَبَقْتُمْ فَعَرَفْتُمُ، احْتَرِسُوا مِنْ أَنْ تَنْقَادُوا بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ }(2بط 3 : 17). ولهذا عاتب الرب خادم كنيسة أفسس {لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى} ( رؤ 2 : 4 ) . يجب أن تكون محبتنا لله هدف ثابت وغاية وليس وسيلة لتحقيق أغراض شخصية أو أنقاذ من ضيقات أو لنيل منافع مادية أو أجتماعية، مثلما فعل الشعب قديما بعد خروجهم من مصر رايناهم يتذمروا علي الله من أجل المياه والطعام، ولذلك كانت علاقتهم به متزعزعة وغير ثابتة. الذي يثبت في المسيح يكون له ثقة في الله ويفرح ولا يخجل منه في مجيئه الثانى { وَالآنَ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ} (1يو2:28).
+ يدعونا السيد المسيح لكي نتبعه ونثبت فيه لكي ما نثمر ويدوم نمونا وثمرنا الروحي. ولقد شبه الرب علاقتنا به بعلاقة الغصن بالكرمة، الغصن الذى لا يثبت في أصل الكرمة يجف ويموت ويقطع. المسيحي كغصن ثابت في المسيح يجب أن تكون له حياة مسيحية لائقة، بفكر وسلوك وقلب مسيحي يثمر ويحب لكل البشرية. فما نفع الكرمة بلا عنب؟ وما نفع المسيحي بلا حب لله وللغير؟! ومع نمونا المستمر في الحياة المسيحية، إلا أنه قد يوجد ما لا يرغبه الله فينا فينقيه، فيقوم الله بالعمل ككرام يقلم أغصان الكرمة لكي تأتي بثمر أكثر. وعلينا أن نحتمل بشكرونقبل تأديب وتقليم الكرام الأعظم حتى نأتي بالثمر الكثير. بثباتنا فى المسيح نعرف مدي محبته واهتمامه بخلاصنا وسعيه لتقويتنا ورعايتنا ونمونا وأثمارنا في الطريق الروحي وهذا ما يدعونا اليه (اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ}(يو 15 : 4). الغصن يشارك طبيعة الشجرة وينتعش بعصارتها ويحيا بحياتها هكذا يليق بنا أن نكون ثابتين في المسيح ونسلك بحكمته، ويحل بالإيمان فينا ويهبنا نعمته وقوته وإمكانياته ونتطهر ببرّه وقداسته.
+ علينا أن نسأل أنفسنا هل نحن ثابتون في الرب وفي شدة قوته أم لا؟. هل نضع الله ومحبته وخدمته في أول أهتماماتنا اليومية أم لا؟ وهل لنا صلة قوية ودائمة وعشرة مستمرة مع الله أم نعتمد على مرجعية أخرى لقراراتنا؟. ومدي صلتنا بالكتاب المقدس ككلمة الله ورسالته الينا. هل نحن ننقاد بالروح القدس وصوته لنا؟. وما هو مدى ثباتنا في الأسرار المقدسة وأستعدادنا الروحي لخدمة الله والشهادة له في مختلف الظروف؟. الذي يثبت فى المسيح يجب أن يحبه ويطيعه ويحفظ وصاياه كدليل على المحبة والأخلاص لهذا الحب، لقد تبع السيد المسيح كثيرين لكن الذين بقوا معه حتى الصليب والي المنتهى هم اولئك الذين احبوه بكل قلوبهم، وعرفوا عمق محبته { كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي} (يو 15 : 9).
+ الثبات فى الله يجعلنا لانقبل بشئ قط يفصلنا عن محبته { فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ} (غل 5 : 1). علي المؤمن ان يبني حياته علي صخرة الإيمان القويم فلا يتأثر بالشكوك أو بالتيارات المادية أو الالحادية ويحتمى فى صخر الدهور متى يهيج عليه العدو ويثور، الغير الثابت فى الله يكون كقشة في مهب الريح تتقاذفه تأثيرات العالم ووسائل الاعلام والمحيطين به وأغراءات الخطية أما الثابت فى المسيح فيقول مع القديس بولس الرسول { مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً. وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا} (رو 35:8-39).
+ ثباتنا في الله يهبنا سلام عميق وقوة روحية لمواجهة تحديات الحياة بثقة ونجاح فى تدقيق روحي فلا ننقاد وراء الشر وضلال الاردياء {فَأَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ إِذْ قَدْ سَبَقْتُمْ فَعَرَفْتُمُ، احْتَرِسُوا مِنْ أَنْ تَنْقَادُوا بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ }(2بط 3 : 17). ولهذا عاتب الرب خادم كنيسة أفسس {لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى} ( رؤ 2 : 4 ) . يجب أن تكون محبتنا لله هدف ثابت وغاية وليس وسيلة لتحقيق أغراض شخصية أو أنقاذ من ضيقات أو لنيل منافع مادية أو أجتماعية، مثلما فعل الشعب قديما بعد خروجهم من مصر رايناهم يتذمروا علي الله من أجل المياه والطعام، ولذلك كانت علاقتهم به متزعزعة وغير ثابتة. الذي يثبت في المسيح يكون له ثقة في الله ويفرح ولا يخجل منه في مجيئه الثانى { وَالآنَ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ} (1يو2:28).
الأربعاء، 12 أغسطس 2015
(2) القديسة مريم العذراء وحياة البذل والعطاء
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
القديسة مريم خادمة الخلاص..
+ القديسة مريم العذراء هى مثال وقدوة لنا فى حياتها وفضائلها وخدمتها للبشرية، فهى التى تطلع الآب من السماء فلم يجد من يشبهها، فارسل أبنه الوحيد، أتي وتجسد منها. ففى ملء الزمان ولدت لنا العذراء مخلص العالم { ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراة مولودا تحت الناموس. ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني.} (غل 4:4-5) ولهذا تلقبها الكنيسة بالقاب كثيرة فهى القديسة مريم أم الخلاص، وأم النور ووالدة الاله ، وتابوت العهد الجديد والدائمة البتولية والسماء الثانية والكرمة الحقيقة وغير ذلك من الالقاب ذات المعاني الروحية. ان الكتاب المقدّس يبدأ بخلق السموات والارض وخلق الانسان وسقوطه ثم يبشرنا بوعد الله لخلاصنا بنسل المرأة التى هى مريم العذراء { واضع عداوة بينك وبين المراة وبين نسلك ونسلها هو يسحق راسك و انت تسحقين عقبه} (تك 3 : 15) ليصل بنا فى سفر الرؤيا الى المرأة الملتحفة بالشمس { وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَباً}(رؤ12 :1).فان كان ابوينا أدم وحواء قد سقطا بالخطية ودخل الموت الى العالم فان حواء الثانية والجديدة تجاوبت مع نعمة الله فى محبة وبذل وتسليم كامل ووجد الله الآب فى القديسة مريم، الانسانة التى يتجسد منها الأبن الكلمة ويحل عليها الروح القدوس وتجاوبت هى مع نعمة الله لتحقيق وعد الله بخلاصنا بابنها يسوع المسيح مخلص العالم.
+ لقد خدمت العذراء خلاص البشرية جمعاء اذ قبلت أن تكون أم ربنا يسوع المسيح عندما بشرها الملاك { فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هَذَا يَكُونُ عَظِيماً،وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى،وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا،وَهَذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً،لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ». فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.} ( لو1:30-38) وبقبول العذراء مريم أن تكون ام الله حملت في احشائها رب المجد يسوع المسيح, وأهدت البشرية الخلاص الثمين, وخدمت جنسنا بميلاد المُخلص منها.
+ القديسة مريم فى الهيكل وفى بيت يوسف.. لقد تربت القديسة مريم على محبة الله ومحبة الخدمة منذ نعومة أظافرها فهى التى ولدت من القديسة حنة ويواقيم البار الذين داوما على الصلاة حتى رزقهما الله بالقديسة مريم بعد الكبر، وقد نذراها وقدماها للهيكل فى عمر ثلاث سنوات كما صموئيل النبى، وأقامت فى الهيكل حتى بلوغها تخدم مع العذارى والأرمل وتساعد فى تنظيف واعداد وخدمة بيت الله، فى وقت كان يحج الى الهيكل فى المناسبات الهامة كعيد الفصح وعيد الحصاد والمظال ما يزيد عن المليون شخص، ولقد وجدنا فى الهيكل الارامل كحنة النبية مربية فاضلة وربما أهتم بها زكريا الكاهن أبو يوحنا المعمدان التي كانت تمت بقرابة الي زوجته اليصابات، ومن هؤلاء وغيرهم تعلمت البذل والصلاة ومحبة الصمت وحفظت الصلوات فى الهيكل متفكرة بها فى قلبها.
وعندما وصلت سن البلوغ كان اباها وامها قد أنتقلنا من هذا العالم فتشاور الكهنة ان يودعوها عند من يتعهدها بالرعاية ويهتم بشئونها واختاروا يوسف النجار وكان رجلا بارا وقد ذهبت معه الى الناصرة وهناك خدمته بامانة واخلاص، أمينة فيما لله فى الصلاة والعمل حتى جاء اليها رئيس الملائكة غبريال المبشر يبشرها بالتجسد الالهي واذ كان يوسف رجلا بارا اراد ورأى الحبل الالهي اراد ان يتخلى عنها سرا وتحملت العذراء ذلك فى تسلم الامر لله فدافع عنا الرب وأعلن ليوسف خبر ميلاد مخلص العالم من أحشائها { أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ، لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ} (مت 18:1-21). كانت العذراء وستبقى مثالا فى العفة والطهارة والتأمل فى عمل الله ودفاعه عن المظلومين.
+ القديسة مريم مع اليصابات.. عندما أعلن الملاك للقديسة مريم أن الله افتقد نسيبتها أليصابات، وهى حبلى أسرعت فى محبة لتكون فى خدمة اليصابات قاطعة حوالي 160كم من الناصرة حتى القدس وهنا نرى لقاء من أعظم اللقاءات التى سجلها الكتاب المقدس بين القديسات. ونرى كيف انه بسلام امنا العذراء رقص يوحنا الجنين فرحا فى بطن أمه وأمتلات اليصابات بالروح القدس معلنه تحقيق النبؤات وهى تبشر بامومة العذراء للرب يسوع { فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا، وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا،وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ»} (لو 39:1-45). لقد اتخذت اليصابات المكان المتواضع أمام تلك التي ستصبح أماً للرب وقد جاءت العذراء لتخدم وتبذل ووجدت الاكرام والاحترام من القديسة اليصابات وليت هذا التعليم يتغلغل بعمق في قلوبنا. فمتى كان روح الله عاملاً في نفوسنا فإن الحسد والخصام يختفى ونقدم بعضنا بعض فى الكرامة وتنساب المحبة بلا عائق وكذلك التواضع الذي هو ثمرة المحبة ومعهما يستعلن الإيمان الذي يتخطى المصاعب ويثق فى وعود الله الأمينة والصادقة. لقد كانت ثمرة البذل والخدمة فى هذا اللقاء التاريخي هو التسبحة العميقة التى سبحت بها الله أمنا العذراء مريم (لو 46:1-56). قدمت العذراء مريم التسبح والشكر لله مبتهجة بخلاصة العجيب فى تواضع قلب لتحقق الرجاء العظيم بخلاص الله الذى نظر الى أتضاعها وكرمها بان تكون أم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. العذراء تنسب كل شيء إلى الله، وتتخذ مكاناً باعتبارها أمه الرب وعبدته فاستحقت ان تطوبها جميع الاجيال. ولهؤلاء المتضعين يكرز بالإنجيل. وهذا ما أعلنه السيد المسيح فى العظة على الجبل. لقد استمرت مريم ثلاثة أشهر مع نسيبتها العجوز ثم عادت إلى بيتها ولا شك أنهما كانتا مشجعتين لبعضهما في الإيمان والفرح بالرب، وانتهت الزيارة وعادت مريم إلى بيتها لتواصل طريقها بكل تواضع لتميم مقاصد الله.
+ ميلاد السيد المسيح.. عندما أمر أوغسطس قيصر بالتعداد العام فى ارجاء الامبراطورية وكان الوقت يقترب لميلاد القدوس، جاء يوسف ومريم العذراء الي بيت لحم لكون يوسف من بيت داود وعشيرته وهنا نرى تواضع الرب يسوع المسيح وخطة الله لتتميم النبؤات فيوسف كان عليه أن يأخذ مريم امرأته إلى بيت لحم لتلد العذراء مريم الرب يسوع فى مذود أذ لم يكن لهما موضع فى البيت. انها المحبة الألهية التى تجعل الابن الكلمة يلد فى مذود ويصلب ويقدم لنا مثالا فى بذل الذات عن حياة العالم، فليس بغريب ان تسير العذراء مريم على ذات الدرب وتعلمنا ان نخدم الاخرين ونتعب من أجل ان نريح الغير، وبكل خشوع وتعبد في حضرة إلهنا نتأمل فى الميلاد العجيب ثم نتبين من تقدمة مريم الأم فى الهيكل ظروف يوسف ومريم المادية البسيطة من الحادثة العرضية عندما قربوا ذبيحتهم عند تقديم يسوع للهيكل بتقديم فرخي يمام . فنقرأ في اللاويين {وإن لن تنل يدها كفاية لشاة تأخذ يمامتين أو فرخي حمام الواحد محرقة والآخر ذبيحة خطية فيكفر عنها الكاهن فتطهر} (لا 18: 8). لم يكن ليوسف ومريم أن تنال يدها فتحضر شاة . فأي أم لا تريد أن تحيط طفلها بكل وسائل الراحة والترف طالما تستطيع أن تفعل ذلك؟
+ العذراء خادمة الطفولة ... كانت العذراء الأم والخادمة للرب يسوع طفلا يرضع من لبنها وتقدمة الى الهيكل فى طاعة للناموس وتختن الصبى وتقدمه الى الهيكل قدسا للرب وهى تدرك عظمة المولود منها فى صمت متفكرة فى قلبها بكلمات الرعاة وسمعان الشيخ وحنه النبية، فلم تندهش كثيراً عندما فتح المجوس كنوزهم وقدموا له هداياهم ذهباً ولباناً ومراً، لقد كانت العذراء مريم فرحة لكونها الإناء المختار لولادته، ولكن كان عليها أن تتعلم أنه بحكم هذا الارتباط بمسيح الله فلابد أن يلاقيها الاضطهاد من إبليس وقواته ولهذا قام هيرودس مزمعا ان يقتل المولود الملك وتحت الحماية الإلهية والإرشاد جاء الرب مع مريم ويوسف إلى مصر وكانت العذراء هي السحابة الخفيفة التى تحمل الرب الى بلادنا وتتنقل به من مدينة الى أخرى وتتبارك ارضنا بقدوم الزائر الالهي العجيب حتى تعود بعد رحلة استمرت ثلاثة سنوات ونصف الى الاراضى المقدسة لتسكن فى الناصرة وتحرص مع يوسف النجار على زيارة الهيكل فى القدس فى الأعياد الكبرى لقد أختار الرب يسوع يوسف النجار الرجل البار ليكون راعي للعذراء كامرأة له أمام الناس ودون أن يعرفها، ليحميها من الرجم أذا وجدها اليهود حبلي بدون زواج، ولكي يرافقها حتى يكبر الصبى فى حياتها فى الناصرة والميلاد فى بيت لحم والهروب لأرض مصر وانقضت اثنتا عشرة سنة، ولم يذكر طيلة هذه الفترة غير شيئين أولهما: {وكان الصبي وينمو ويتقوى بالروح ممتلئاً حكمة وكانت نعمة الله عليه}. كما كانت الاسرة تواظب على الحضور للمجمع كل سبت وحضور الاعياد الكبرى فى الهيكل باورشليم {وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح. وبعدما أكملوا الأيام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم، ويوسف وأمه لم يعلما}. ومن السجلات اليهودية نعلم أن عمر الثانية عشر بين الشباب اليهودي يعتبر السن الكافي للنضوج وتحمل المسئولية الفردية أمام الله. والصبي الذي يبلغ هذا العمر يعتبر ابناً للشريعة ويطالب أيضاً بمتطلبات الناموس. كان "الصبي يسوع" يتمم إرادة أبيه فقد كان يجب ألا يتعطل عن عمله. وفي نهاية المدة "وجداه في الهيكل جالساً في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته". فقالت له القديسة مريم بقلب أم متأثرة {يا بني لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين}.أما إجابة يسوع لأمه فكانت إعلانه أنه قد جاء ليفعل إرادة أبيه. قالت مريم ليسوع عن يوسف أنه "أبوك"، وكانت إجابته {ينبغي أن أكون فيما لأبي} كانت إرادة أبيه السماوي هى همه وارادته. وان كان قد رجع معهما للناصرة وكان خاضعا لهما الى ان غادر يوسف البار العالم وكان يسوع على ما يظن ابن ستة عشر سنه، وبقى السيد المسيح مع العذراء حتى بدء خدمته فى عمر الثلاثين يتعهدها بالرعاية وتتأمل فى أعماله وخدمته وتفرح بوجوده معها وترافقه كام أمينة وابن بار بامه يتعهدها بالرعاية حتى على الصليب.
+ القديسة مريم من عرس قانا الجليل حتى الصليب.. العذراء الأم تفرح معنا فى أفرحنا وتشاركنا أحزاننا همومنا وتصلى من اجلنا نراها فى عرس قانا مع ربها وابنها الوحيد وتلاميذه وعندما فرغت الخمر كرمز لغياب البهجة تدخلت القديسة مريم وقالت للخدام مهما قال لكم فافعلوه ورغم ان السيد الرب أعلن ان ساعته لم تأتى بعد، لكنه صنع المعجزة وقال للخدام أملاؤا الاجران ماء ثم باركها وحولها الى خمر كرمز للفرح فوجود الرب بيننا هو سبب فرحنا وسر قوتنا ومازالت القديسة مريم تطلب من الرب ان يهب السلام والفرح لنا وتوصينا ان نطيع الله ونصنع كل حين ما يرضيه. لقد رافقت العذراء مريم من النسوة القديسات السيد المسيح فى خدمته ورأت معجزاته وكان لها الإيمان بالوهيته وتبعته حتى الصليب حيث جاز فى نفسها
سيف الآلم وهى تشاهد الاهانات والمحاكمة الظالمة لابنها وربها وهى تتأمل وداعته وصبره وأتضاعه وخدمة وبذله ونرى أهتمام المخلص بامه القديسة مريم { وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً، قَالَ لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ». ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ.} (يو 25:19-27). وان كان سيف الألم وساعات الظلمة قد كانت قاسية على قلب الأم فقد عبرت سريعا وتبعتها أفراح القيامة التى أكتملت برؤية الرب القائم من الأموات ووجدنا العذراء تواظب على الصلاة مع الرسل وخدمة العذارى فى بيت يوحنا الحبيب حتى انتقالها الي السماء. لقد أعطت العذراء حياتها بطولها وعرضها لخدمة الله.
+ العذراء وشفاعتها فى المؤمنين... العذراء شفيعة فى المؤمنين كأم حنونة فى السماء وكم من المعجزات تحدث مع المؤمنين بطلباتها والذى لايؤمن بشفاعة القديسين يخسر أصدقاء له فى السماء يصلوا عنا كاعضاء فى الجسد الواحد الذى للكنيسة، جسد المسيح السرى الذى راسه المسيح رب المجد. ولهذا تتمسك الكنيسة بالتقليد الكنسي والنصوص التى حفظتها الكنيسة كميراث روحي عن آباء العصور الأولى بإكرام القديسين وطلب صلواتهم كتوطيد لعلاقات حية عميقة كائنة بالفعل بين الأعضاء للجسد الواحد لحساب الرأس الواحد الذى هو المسيح الرب. فهذه العلاقة مع القديسين لا تكون على حساب علاقتنا بالله بل تذيد إيمـاننا وعلاقتنا وإرتباطنا به لأن أي عمل يشد أعضاء الجسد الواحد معاً انما يزيد من كفاءة خلاص الأعضاء وخدمتهم جميعا لحساب رأس الجسد. لذلك فكل حب وكل كرامة نقدمه لأشخاص القديسين الذين سبقونا إنمـا يبهج قلب السيد المسيح ويمنحنا ثقة ورجاء حينما نشخص دائما الى نفس النصيب الذى صاروا اليه لأننا نحن ايضا صرنا أعضاء فى جسد واحد والكنيسة المنتصرة تصلى من أجلنا لنكمل جهادنا ونصل اليهم ونحن نطلب صلواتهم فى وحدانية القلب والإيمان والمحبة ويتسجيب الله لصلوات قديسيه ويتمجد فيهم وبهم.
+ اشفعي فينا يا عذراء ...
+ أيها القديسة مريم الشفيعة الأمينة لجنس البشر، أشفعي فى ضعفنا وأطلبى من أبنك الحبيب ان يرحمنا ويغفر خطايانا ويقبل صلواتنا ويزيل أحزاننا ويفرج كروبنا ويريح قلوبنا ويحول حزننا الى فرح قلب ويشفى أمراض نفوسنا وأجسادنا وارواحنا.
+ يا عذراء يا أمنا الحنونة أطلبى من أجل الأسر المفككة والتى تعاني من المشكلات والتى غاب عنها السلام وضعفت المحبة وأنعدم الفرح وأنقطع الرجاء فانت أمنا ومثقلة بهمنا، ولكي الشفاعة المقبولة والقلب الحنون والاحشاء الرحيمة فاطلبى من الرب ليعيد البسمة للشفاه ويعطي للبائسين الرجاء ويملاء القلوب والبيوت بالمحبة والسلام والفرح والرجاء.
+ يا أمنا الطاهرة ذات القلب الرحيم، يا من ولدتى على أرض فلسطين وتنقلتى فى ربوعها وشرفتي ارضنا مصر بزيارتها. يا عذراء الشرق، ان شرقنا الاوسط يعاني ويلات الحرب والكراهية والعنصرية والتعصب الدينى والعرقي والمذهبي والطائفية وها هم أتباع أبنك يقتلوا ويشروا فى العراق وسوريا وغيرها على اساس انتمائهم للمسيح ومحبتهم لكي، فهل تصمتى وتسكتى، أم تصلى عنا وترفعى صلواتنا الضعيفة مع آنات قلبك الشفوق لربنا ومخلصنا.. أننا وأثقين فى طلباتك لرفع الظلم عن ابنائك وبناتك والمؤمنين فى شرقنا وعالمنا الذى يعاني، أمين.
القديسة مريم خادمة الخلاص..
+ القديسة مريم العذراء هى مثال وقدوة لنا فى حياتها وفضائلها وخدمتها للبشرية، فهى التى تطلع الآب من السماء فلم يجد من يشبهها، فارسل أبنه الوحيد، أتي وتجسد منها. ففى ملء الزمان ولدت لنا العذراء مخلص العالم { ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراة مولودا تحت الناموس. ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني.} (غل 4:4-5) ولهذا تلقبها الكنيسة بالقاب كثيرة فهى القديسة مريم أم الخلاص، وأم النور ووالدة الاله ، وتابوت العهد الجديد والدائمة البتولية والسماء الثانية والكرمة الحقيقة وغير ذلك من الالقاب ذات المعاني الروحية. ان الكتاب المقدّس يبدأ بخلق السموات والارض وخلق الانسان وسقوطه ثم يبشرنا بوعد الله لخلاصنا بنسل المرأة التى هى مريم العذراء { واضع عداوة بينك وبين المراة وبين نسلك ونسلها هو يسحق راسك و انت تسحقين عقبه} (تك 3 : 15) ليصل بنا فى سفر الرؤيا الى المرأة الملتحفة بالشمس { وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَباً}(رؤ12 :1).فان كان ابوينا أدم وحواء قد سقطا بالخطية ودخل الموت الى العالم فان حواء الثانية والجديدة تجاوبت مع نعمة الله فى محبة وبذل وتسليم كامل ووجد الله الآب فى القديسة مريم، الانسانة التى يتجسد منها الأبن الكلمة ويحل عليها الروح القدوس وتجاوبت هى مع نعمة الله لتحقيق وعد الله بخلاصنا بابنها يسوع المسيح مخلص العالم.
+ لقد خدمت العذراء خلاص البشرية جمعاء اذ قبلت أن تكون أم ربنا يسوع المسيح عندما بشرها الملاك { فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هَذَا يَكُونُ عَظِيماً،وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى،وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا،وَهَذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً،لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ». فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.} ( لو1:30-38) وبقبول العذراء مريم أن تكون ام الله حملت في احشائها رب المجد يسوع المسيح, وأهدت البشرية الخلاص الثمين, وخدمت جنسنا بميلاد المُخلص منها.
+ القديسة مريم فى الهيكل وفى بيت يوسف.. لقد تربت القديسة مريم على محبة الله ومحبة الخدمة منذ نعومة أظافرها فهى التى ولدت من القديسة حنة ويواقيم البار الذين داوما على الصلاة حتى رزقهما الله بالقديسة مريم بعد الكبر، وقد نذراها وقدماها للهيكل فى عمر ثلاث سنوات كما صموئيل النبى، وأقامت فى الهيكل حتى بلوغها تخدم مع العذارى والأرمل وتساعد فى تنظيف واعداد وخدمة بيت الله، فى وقت كان يحج الى الهيكل فى المناسبات الهامة كعيد الفصح وعيد الحصاد والمظال ما يزيد عن المليون شخص، ولقد وجدنا فى الهيكل الارامل كحنة النبية مربية فاضلة وربما أهتم بها زكريا الكاهن أبو يوحنا المعمدان التي كانت تمت بقرابة الي زوجته اليصابات، ومن هؤلاء وغيرهم تعلمت البذل والصلاة ومحبة الصمت وحفظت الصلوات فى الهيكل متفكرة بها فى قلبها.
وعندما وصلت سن البلوغ كان اباها وامها قد أنتقلنا من هذا العالم فتشاور الكهنة ان يودعوها عند من يتعهدها بالرعاية ويهتم بشئونها واختاروا يوسف النجار وكان رجلا بارا وقد ذهبت معه الى الناصرة وهناك خدمته بامانة واخلاص، أمينة فيما لله فى الصلاة والعمل حتى جاء اليها رئيس الملائكة غبريال المبشر يبشرها بالتجسد الالهي واذ كان يوسف رجلا بارا اراد ورأى الحبل الالهي اراد ان يتخلى عنها سرا وتحملت العذراء ذلك فى تسلم الامر لله فدافع عنا الرب وأعلن ليوسف خبر ميلاد مخلص العالم من أحشائها { أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ، لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ} (مت 18:1-21). كانت العذراء وستبقى مثالا فى العفة والطهارة والتأمل فى عمل الله ودفاعه عن المظلومين.
+ القديسة مريم مع اليصابات.. عندما أعلن الملاك للقديسة مريم أن الله افتقد نسيبتها أليصابات، وهى حبلى أسرعت فى محبة لتكون فى خدمة اليصابات قاطعة حوالي 160كم من الناصرة حتى القدس وهنا نرى لقاء من أعظم اللقاءات التى سجلها الكتاب المقدس بين القديسات. ونرى كيف انه بسلام امنا العذراء رقص يوحنا الجنين فرحا فى بطن أمه وأمتلات اليصابات بالروح القدس معلنه تحقيق النبؤات وهى تبشر بامومة العذراء للرب يسوع { فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا، وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا،وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ»} (لو 39:1-45). لقد اتخذت اليصابات المكان المتواضع أمام تلك التي ستصبح أماً للرب وقد جاءت العذراء لتخدم وتبذل ووجدت الاكرام والاحترام من القديسة اليصابات وليت هذا التعليم يتغلغل بعمق في قلوبنا. فمتى كان روح الله عاملاً في نفوسنا فإن الحسد والخصام يختفى ونقدم بعضنا بعض فى الكرامة وتنساب المحبة بلا عائق وكذلك التواضع الذي هو ثمرة المحبة ومعهما يستعلن الإيمان الذي يتخطى المصاعب ويثق فى وعود الله الأمينة والصادقة. لقد كانت ثمرة البذل والخدمة فى هذا اللقاء التاريخي هو التسبحة العميقة التى سبحت بها الله أمنا العذراء مريم (لو 46:1-56). قدمت العذراء مريم التسبح والشكر لله مبتهجة بخلاصة العجيب فى تواضع قلب لتحقق الرجاء العظيم بخلاص الله الذى نظر الى أتضاعها وكرمها بان تكون أم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. العذراء تنسب كل شيء إلى الله، وتتخذ مكاناً باعتبارها أمه الرب وعبدته فاستحقت ان تطوبها جميع الاجيال. ولهؤلاء المتضعين يكرز بالإنجيل. وهذا ما أعلنه السيد المسيح فى العظة على الجبل. لقد استمرت مريم ثلاثة أشهر مع نسيبتها العجوز ثم عادت إلى بيتها ولا شك أنهما كانتا مشجعتين لبعضهما في الإيمان والفرح بالرب، وانتهت الزيارة وعادت مريم إلى بيتها لتواصل طريقها بكل تواضع لتميم مقاصد الله.
+ ميلاد السيد المسيح.. عندما أمر أوغسطس قيصر بالتعداد العام فى ارجاء الامبراطورية وكان الوقت يقترب لميلاد القدوس، جاء يوسف ومريم العذراء الي بيت لحم لكون يوسف من بيت داود وعشيرته وهنا نرى تواضع الرب يسوع المسيح وخطة الله لتتميم النبؤات فيوسف كان عليه أن يأخذ مريم امرأته إلى بيت لحم لتلد العذراء مريم الرب يسوع فى مذود أذ لم يكن لهما موضع فى البيت. انها المحبة الألهية التى تجعل الابن الكلمة يلد فى مذود ويصلب ويقدم لنا مثالا فى بذل الذات عن حياة العالم، فليس بغريب ان تسير العذراء مريم على ذات الدرب وتعلمنا ان نخدم الاخرين ونتعب من أجل ان نريح الغير، وبكل خشوع وتعبد في حضرة إلهنا نتأمل فى الميلاد العجيب ثم نتبين من تقدمة مريم الأم فى الهيكل ظروف يوسف ومريم المادية البسيطة من الحادثة العرضية عندما قربوا ذبيحتهم عند تقديم يسوع للهيكل بتقديم فرخي يمام . فنقرأ في اللاويين {وإن لن تنل يدها كفاية لشاة تأخذ يمامتين أو فرخي حمام الواحد محرقة والآخر ذبيحة خطية فيكفر عنها الكاهن فتطهر} (لا 18: 8). لم يكن ليوسف ومريم أن تنال يدها فتحضر شاة . فأي أم لا تريد أن تحيط طفلها بكل وسائل الراحة والترف طالما تستطيع أن تفعل ذلك؟
+ العذراء خادمة الطفولة ... كانت العذراء الأم والخادمة للرب يسوع طفلا يرضع من لبنها وتقدمة الى الهيكل فى طاعة للناموس وتختن الصبى وتقدمه الى الهيكل قدسا للرب وهى تدرك عظمة المولود منها فى صمت متفكرة فى قلبها بكلمات الرعاة وسمعان الشيخ وحنه النبية، فلم تندهش كثيراً عندما فتح المجوس كنوزهم وقدموا له هداياهم ذهباً ولباناً ومراً، لقد كانت العذراء مريم فرحة لكونها الإناء المختار لولادته، ولكن كان عليها أن تتعلم أنه بحكم هذا الارتباط بمسيح الله فلابد أن يلاقيها الاضطهاد من إبليس وقواته ولهذا قام هيرودس مزمعا ان يقتل المولود الملك وتحت الحماية الإلهية والإرشاد جاء الرب مع مريم ويوسف إلى مصر وكانت العذراء هي السحابة الخفيفة التى تحمل الرب الى بلادنا وتتنقل به من مدينة الى أخرى وتتبارك ارضنا بقدوم الزائر الالهي العجيب حتى تعود بعد رحلة استمرت ثلاثة سنوات ونصف الى الاراضى المقدسة لتسكن فى الناصرة وتحرص مع يوسف النجار على زيارة الهيكل فى القدس فى الأعياد الكبرى لقد أختار الرب يسوع يوسف النجار الرجل البار ليكون راعي للعذراء كامرأة له أمام الناس ودون أن يعرفها، ليحميها من الرجم أذا وجدها اليهود حبلي بدون زواج، ولكي يرافقها حتى يكبر الصبى فى حياتها فى الناصرة والميلاد فى بيت لحم والهروب لأرض مصر وانقضت اثنتا عشرة سنة، ولم يذكر طيلة هذه الفترة غير شيئين أولهما: {وكان الصبي وينمو ويتقوى بالروح ممتلئاً حكمة وكانت نعمة الله عليه}. كما كانت الاسرة تواظب على الحضور للمجمع كل سبت وحضور الاعياد الكبرى فى الهيكل باورشليم {وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح. وبعدما أكملوا الأيام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم، ويوسف وأمه لم يعلما}. ومن السجلات اليهودية نعلم أن عمر الثانية عشر بين الشباب اليهودي يعتبر السن الكافي للنضوج وتحمل المسئولية الفردية أمام الله. والصبي الذي يبلغ هذا العمر يعتبر ابناً للشريعة ويطالب أيضاً بمتطلبات الناموس. كان "الصبي يسوع" يتمم إرادة أبيه فقد كان يجب ألا يتعطل عن عمله. وفي نهاية المدة "وجداه في الهيكل جالساً في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته". فقالت له القديسة مريم بقلب أم متأثرة {يا بني لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين}.أما إجابة يسوع لأمه فكانت إعلانه أنه قد جاء ليفعل إرادة أبيه. قالت مريم ليسوع عن يوسف أنه "أبوك"، وكانت إجابته {ينبغي أن أكون فيما لأبي} كانت إرادة أبيه السماوي هى همه وارادته. وان كان قد رجع معهما للناصرة وكان خاضعا لهما الى ان غادر يوسف البار العالم وكان يسوع على ما يظن ابن ستة عشر سنه، وبقى السيد المسيح مع العذراء حتى بدء خدمته فى عمر الثلاثين يتعهدها بالرعاية وتتأمل فى أعماله وخدمته وتفرح بوجوده معها وترافقه كام أمينة وابن بار بامه يتعهدها بالرعاية حتى على الصليب.
+ القديسة مريم من عرس قانا الجليل حتى الصليب.. العذراء الأم تفرح معنا فى أفرحنا وتشاركنا أحزاننا همومنا وتصلى من اجلنا نراها فى عرس قانا مع ربها وابنها الوحيد وتلاميذه وعندما فرغت الخمر كرمز لغياب البهجة تدخلت القديسة مريم وقالت للخدام مهما قال لكم فافعلوه ورغم ان السيد الرب أعلن ان ساعته لم تأتى بعد، لكنه صنع المعجزة وقال للخدام أملاؤا الاجران ماء ثم باركها وحولها الى خمر كرمز للفرح فوجود الرب بيننا هو سبب فرحنا وسر قوتنا ومازالت القديسة مريم تطلب من الرب ان يهب السلام والفرح لنا وتوصينا ان نطيع الله ونصنع كل حين ما يرضيه. لقد رافقت العذراء مريم من النسوة القديسات السيد المسيح فى خدمته ورأت معجزاته وكان لها الإيمان بالوهيته وتبعته حتى الصليب حيث جاز فى نفسها
سيف الآلم وهى تشاهد الاهانات والمحاكمة الظالمة لابنها وربها وهى تتأمل وداعته وصبره وأتضاعه وخدمة وبذله ونرى أهتمام المخلص بامه القديسة مريم { وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً، قَالَ لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ». ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ.} (يو 25:19-27). وان كان سيف الألم وساعات الظلمة قد كانت قاسية على قلب الأم فقد عبرت سريعا وتبعتها أفراح القيامة التى أكتملت برؤية الرب القائم من الأموات ووجدنا العذراء تواظب على الصلاة مع الرسل وخدمة العذارى فى بيت يوحنا الحبيب حتى انتقالها الي السماء. لقد أعطت العذراء حياتها بطولها وعرضها لخدمة الله.
+ العذراء وشفاعتها فى المؤمنين... العذراء شفيعة فى المؤمنين كأم حنونة فى السماء وكم من المعجزات تحدث مع المؤمنين بطلباتها والذى لايؤمن بشفاعة القديسين يخسر أصدقاء له فى السماء يصلوا عنا كاعضاء فى الجسد الواحد الذى للكنيسة، جسد المسيح السرى الذى راسه المسيح رب المجد. ولهذا تتمسك الكنيسة بالتقليد الكنسي والنصوص التى حفظتها الكنيسة كميراث روحي عن آباء العصور الأولى بإكرام القديسين وطلب صلواتهم كتوطيد لعلاقات حية عميقة كائنة بالفعل بين الأعضاء للجسد الواحد لحساب الرأس الواحد الذى هو المسيح الرب. فهذه العلاقة مع القديسين لا تكون على حساب علاقتنا بالله بل تذيد إيمـاننا وعلاقتنا وإرتباطنا به لأن أي عمل يشد أعضاء الجسد الواحد معاً انما يزيد من كفاءة خلاص الأعضاء وخدمتهم جميعا لحساب رأس الجسد. لذلك فكل حب وكل كرامة نقدمه لأشخاص القديسين الذين سبقونا إنمـا يبهج قلب السيد المسيح ويمنحنا ثقة ورجاء حينما نشخص دائما الى نفس النصيب الذى صاروا اليه لأننا نحن ايضا صرنا أعضاء فى جسد واحد والكنيسة المنتصرة تصلى من أجلنا لنكمل جهادنا ونصل اليهم ونحن نطلب صلواتهم فى وحدانية القلب والإيمان والمحبة ويتسجيب الله لصلوات قديسيه ويتمجد فيهم وبهم.
+ اشفعي فينا يا عذراء ...
+ أيها القديسة مريم الشفيعة الأمينة لجنس البشر، أشفعي فى ضعفنا وأطلبى من أبنك الحبيب ان يرحمنا ويغفر خطايانا ويقبل صلواتنا ويزيل أحزاننا ويفرج كروبنا ويريح قلوبنا ويحول حزننا الى فرح قلب ويشفى أمراض نفوسنا وأجسادنا وارواحنا.
+ يا عذراء يا أمنا الحنونة أطلبى من أجل الأسر المفككة والتى تعاني من المشكلات والتى غاب عنها السلام وضعفت المحبة وأنعدم الفرح وأنقطع الرجاء فانت أمنا ومثقلة بهمنا، ولكي الشفاعة المقبولة والقلب الحنون والاحشاء الرحيمة فاطلبى من الرب ليعيد البسمة للشفاه ويعطي للبائسين الرجاء ويملاء القلوب والبيوت بالمحبة والسلام والفرح والرجاء.
+ يا أمنا الطاهرة ذات القلب الرحيم، يا من ولدتى على أرض فلسطين وتنقلتى فى ربوعها وشرفتي ارضنا مصر بزيارتها. يا عذراء الشرق، ان شرقنا الاوسط يعاني ويلات الحرب والكراهية والعنصرية والتعصب الدينى والعرقي والمذهبي والطائفية وها هم أتباع أبنك يقتلوا ويشروا فى العراق وسوريا وغيرها على اساس انتمائهم للمسيح ومحبتهم لكي، فهل تصمتى وتسكتى، أم تصلى عنا وترفعى صلواتنا الضعيفة مع آنات قلبك الشفوق لربنا ومخلصنا.. أننا وأثقين فى طلباتك لرفع الظلم عن ابنائك وبناتك والمؤمنين فى شرقنا وعالمنا الذى يعاني، أمين.
الثلاثاء، 11 أغسطس 2015
(1) والدة الإله القديسة مريم العذراء
للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى
+ تتشفع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومؤمنيها بامنا القديسة مريم العذراء وتعطيها الإكرام اللائق بها، دون مبالغة، ودون إقلال من شأنها. فمريم العذراء هى الإنسانة التي شرفها الآب بالتجسد الإلهى وبشرها رئيس الملائكة غبريال المبشر قائلا {الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله} (لو1: 35). ونجد الكثير من النبؤات والرموز في العهد القديم تنبأت بالتجسد الإلهي من القديسة مريم، فعن الخلاص الذى وعد به الله أبوينا آدم وحواء قال لهما {أن نسل المرأة يسحق رأس الحية } (تك15: 3) هذه المرأة هى العذراء مريم ونسلها هو المسيح الذى سحق رأس الحية على الصليب. وعن الحبل البتولي منها تنبأ أشعياء النبي قائلا { وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ}(أشعياء 7: 14).
+ كرامة العذراء والدة الإله تكريم يفوق كل كرامة لاى ملاك او رئيس ملائكة أو الشاروبيم والسارافيم، وتكريمنا للعذراء مريم يحدده قولها {هوذا انا امة الرب} فهى أيضا فى تقليدنا عبده وامة خاضعة لسلطان الله ويحتم فى الايقونة القبطية ان ترسم العذراء حاملة للمسيح على ذراعها الايسر "قامت الملكة عن يمين الملك" فنكرم العذراء لانتسابها ومحبتها وأمومتها لله الكلمة وليس لشخصها بمفرده، فتكريمها مكتسب بسبب امومتها للرب يسوع المسيح، أنها صارت أم الإله المتجسّد, وقد أصبحت أيضًا أمًّا روحية لكلّ الذين صار ذاك الإله المتجسد أخا لهم بالتجسّد: {لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهَذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً . فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا}(عبر 2: 11-14).
+ القديسة مريم العذراء في اعتقاد الكنيسة وبحسب الإنجيل "والدة الإله" وليست والدة "يسوع" كما ادعى النساطرة بسبب إنكارهم لاهوت المسيح، وحاربهم القديس كيرلس الأسكندري، وحرمهم مجمع أفسس المسكوني المقدس. الروح القدس قد قدس مستودع العذراء لياتي المولود منها بحبل بلا دنس الخطية الأصلية. أما العذراء نفسها، فقد حبلت بها أمها كسائر الناس، وهكذا قالت العذراء في تسبحتها {تبتهج روحي بالله مخلصي} (لو1: 47). ولقب والدة الإله أطلقه المجمع المسكوني المقدس المنعقد في أفسس سنة 431م وهو اللقب الذي تمسك به القديس كيرلس الكبير ردا علي نسطور وبهذا اللقب خاطبتها القديسة أليصابات { فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ». } (لو 34:1-45). والكنيسة في تعليمها تميز بين اصطلاحي "العبادة" و"التكريم"، فهي لا تدعو، مطلقا، الى عبادة مريم وإنما تكرمها وهي بذلك تطيع ما جاء على لسانها { فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي } (لو 1: 48). ولقد استعمل لقب والدة الإله كثير من الآباء الأولين مثل هيبوليتس، وديديموس الضرير، وألكسندروس بطريرك الاسكندرية، وغريغوريوس النيصصي، وكيرلُّس الاسكندري وغيرهم، مما يؤكد انه كان لقب معروف ورائج قبل أن سطره الآباء عقيدةً في مجمع أفسس.
+ لقد حل الله الكلمة وتجسد من بطن العذراء وإتحد بجسدنا إتحاداً معجزياً ليس له مثيل، بدون إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير، وبدون إنفصال ولا إزدواجية ولا تناقض في إتحاد معجزى فى المسيح الواحد، بلاهوت كامل وناسوت كامل. الله الحال فى كل مكان بلاهوته حل وتجسد وتأنس من القديسة مريم العذراء وصار إنسان وإفتدانا وصلب عنا ومات عنا، وقام من الأموات، وصعد الي السموات، وجلس على يمين الآب بجسد روحاني نوراني ممجد. كل الأعمال التى قام بها الناسوت المتحد به كل ملء اللاهوت في المسيح يسوع ربنا، ولقد شبه القديس كيرلس ذلك الإتحاد المعجزى بين اللاهوت والناسوت بإتحاد النار بالحديد، إلى كيان إتحادى واحد، هو الحديد المحمى، بدون أن تتغير طبيعة النار وبدون أن تتغير طبيعة الحديد، وبدون أن يكونا منفصلين عن بعضهما، والذى يمسك ذلك الحديد المحمى بالنار سيحترق بناره، مع أنه فى الأصل النار لا تُمسك والحديد لا يحرق. والتشبيه مع الفارق. وتسمية والدة الإله، لا يعنى أننا ننسب لها الإلوهية، وإنما ذلك يشبه تسمية الأم بالقاب إبنها، مثلما نقول " أم الدكتور"، على إنسانة قد لا تكون متعلمة نهائياً، ولكن إبنها دكتور. وبنفس هذا المعنى، نقول على السيدة العذراء، أنها أم ربنا وأم الله وأم النور وأم الخلاص وأم الرحمة... إلخ، وكلها بالمعنى المجازى والروحي. والإعلان عن أنّ مريم العذراء هي حقًّا "والدة الإله" قد تمّ في المجمع المسكوني الثالث المنعقد في أفسس سنة 431 في أيّام الامبراطور ثيودوسيوس الثاني. تلك هي العقيدة المريميّة الأساسية التي تجمع كلّ المسيحيين. لماذا تمّ إعلان تلك العقيدة؟ وماذا تعني؟. لم يلتئم مجمع أفسس لتحديد عقيدة بشأن مريم العذراء، بل لتجديد عقيدة بشأن السيّد المسيح. فأعلن، ضدّ نسطوريوس، أنّ المسيح شخص واحد في طبيعتين، وليس شخصين متّحدين أحدهما بالآخر كرامة وسلطة. وينتج من هذا التحديد أنّ مريم العذراء، التي هي أمّ هذا الشخص الواحد، شخص ابن الله، هي حقًّا "والدة الإله". لم يصدر عن المجمع قانون إيمان خاص. بل اكتفى المجمع بالموافقة على رسالة القدّيس كيرلّس إلى نسطوريوس. وقد جاء فيها:
"إنّنا نعترف بأنّ الكلمة صار واحدًا مع الجسد، إذ اتّحد به اتّحادًا أقنوميًّا. فنعبد الشخص الواحد، الابن الربّ يسوع المسيح. إنّنا لا نفرّق بين الإله والإنسان، ولا نفصل بينهما كأنّهما اتّحدا الواحد بالآخر اتّحاد كرامة وسلطة. فهذا القول ليس سوى كلام فارغ. ولا ندعو الكلمة المولود من الله مسيحًا آخر غير المسيح المولود من امرأة. إنّما نعترف بمسيح واحد هو الكلمة المولود من الآب، وهو الذي اتّخذ جسدًا. إنّنا لا نقول إنّ طبيعة الكلمة تغيّرت فصارت جسدًا، ولا إنّها تحوّلت إلى إنسان كامل مكوّن من نفس وجسد. ولكننا نؤكّد أنّ الكلمة، باتّحاده اتّحادًا أقنوميًّا بجسد تحييه نفس عاقلة، صار إنسانًا على نحو لا يفي به وصف ولا يمكن إدراكه، ودعي ابن البشر. هذه الوحدة لم تتمّ بأنّ الكلمة اتّخذ شخصاً وحسب. وإن اختلفت الطبيعتان اللتان اتّحدتا اتحادًا حقيقيًّا، ففي كليهما مسيح واحد وابن واحد... ليس أنّ إنسانًا اعتياديًّا وُلد من مريم العذراء ثمّ حلّ عليه الكلمة... فالكتاب المقدّس لم يقل إنّ الكلمة وحّد بين نفسه وشخص إنسان، بل قال إنّه صار جسدًا. وهذا التعبير "الكلمة صار جسدًا" لا يمكن أن يعني شيئًا آخر غير أنّه اتّخذ لحمًا ودمًا مثلنا أي جعل جسدنا جسدًا له. ووُلد إنسانًا من امرأة دون أن يخلع عنه وجوده كإله أو ولادته الأزليّة من الله الآب. ولكنّه مع اتّخاذه لذاته جسدًا بقي كما كان. هذا هو إعلان الإيمان القويم الذي ينادى به في كل مكان. وهكذا اعتقد الآباء القدّيسون، ولذلك تجرّأوا على أن يدعوا العذراء القدّيسة "والدة الإله"، ليس لأنّ طبيعة الكلمة أو ألوهيّته كانت بدايتها من العذراء القدّيسة، بل لأنّه منها ولد الجسد المقدّس بنفس عاقلة، وهو الجسد الذي اتّحد به شخصيًّا الكلمة الذي قيل عنه إنّه وُلد بحسب الجسد".
+ القديسة مريم العذراء والدة الاله، هي أم روحية للكنيسة وللمؤمنين، وفخر العذاري، فعلى الصليب نظر اليها السيد المسيح له المجد في محبة وأحساس بقلب الأم الحزينة والتي يجوز في قلبها سيف الألم وهي تري ابنها وربها علي الصليب وأشار اليها بيوحنا الرسول كأبن يرعاها وعهد الي القديس يوحنا الحبيب برعايتها { فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً، قَالَ لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ». ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ.} (يو26:19-27). فان كانت العذراء مريم أم روحية لابينا القديس يوحنا الرسول فكم بالحرى هي أم روحية لنا نحن المؤمنين. نراها تشاركنا أفراحنا كما فى عرس قانا الجليل، وتشير علينا أن نعمل بوصايا أبنها الحبيب كما قالت فى العرس للخدام { قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ»} (يو 5:2). ومن يريد أن يأخذ بركة أمنا العذراء كام روحية له عليه بطاعة الله وصنع أرادة الله كوصية القديسة مريم كأم روحية لنا.
الاثنين، 10 أغسطس 2015
فكرة لليوم وكل يوم 75- يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ نتعرض فى حياتنا الحاضرة للتجارب والآلام، والخليقة كلها تعاني وتتألم وكانها فى حالة مخاض { فاننا نعلم ان كل الخليقة تئن وتتمخض معا الى الان }(رو 8 : 22). وقد يتسأل البعض فى حيرة لماذا الأمراض والحروب والقتل والحوادث والفقر وأنتقال الأحباء؟ ولماذا يعاني الأبرار؟. أننا يجب أن نفهم أن الله لا يجرب أحد بالشرور بل إن غياب الله من حياة البشر والشيطان وأعماله وأعوانه والخطية هم سبب رئيسي للشر { لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً }(يع 1 : 13). لكن المؤمن عليه إن يسلم حياته لله ويتقبل ما يسمح به حتى وان كنا لا نفهم حكمته فى أمور عديدة { يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاِسْتِقْصَاءِ! } (رو 11 : 33). كما انه علينا إن نثق في قدرة الله الفائقة وحكمته ومحبته العميقة {لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ هَكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ} (اش 55 : 9). ونثق اننا عندما نجتاز الالم والضيق فان كل الاشياء تعمل معنا للخير ولدينا رجاء وثقة ان الامنا ستنتهي وأننا لسنا متروكين أو وحيدين لان لنا رئيس كهنة قادر إن يرثى لضعفنا { لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ}(عب 2 : 18). ونعلم ان لنا في المسيح يسوع حرية وخلاص وقيامة { لان الخليقة نفسها ايضا ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد الله} (رو 8 : 21).
+ يجب إن نثق في عناية الله وان الله ضابط الكل { وأن العلي متسلط فى مملكة الناس}( دا 23:4). الألم فى الحياة من الأدوية التي يسمح بها الله لفائدتنا وتنقينا وتأدبنا { وَقَدْ أَدَّبَنَا آبَاؤُنَا فَتْرَةً مِنَ الزَّمَانِ، حَسَبَ مَا رَأَوْهُ مُنَاسِباً أَمَّا اللهُ، فَيُؤَدِّبُنَا دَائِماً مِنْ أَجْلِ مَنْفَعَتِنَا: لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. وَطَبْعاً، كُلُّ تَأْدِيبٍ لاَ يَبْدُو فِي الْحَالِ بَاعِثاً عَلَى الْفَرَحِ، بَلْ عَلَى الْحُزْنِ وَلَكِنَّهُ فِيمَا بَعْدُ، يُنْتِجُ بِسَلاَمٍ فِي الَّذِينَ يَتَلَقَّوْنَهُ ثَمَرَ الْبِرِّ.} (عب 11:12-12). فمن قال إن الحياة الرغدة الهادئة الخالية من الآلام تخلق عظماء وأبطال فهو كاذب؟. الألم يجعل الشخص رقيق المشاعر وباخوته شاعر. يتهذب ويتأدب ويشعر بضعفه ويجعل القلب حساس لآلام الناس ويشاركهم متاعبهم ويكون رحوما بهم. وها هو رئيس إيماننا تألم تاركا لنا مثالا لنتبع خطواته {لأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ} (1بط 2 : 21).
+ من خلال الألم لجأ كثيرين الي الله وصرخوا اليه خلال ضيقاتهم والامهم فسمع لهم وخلصهم وأخذوا الدروس والعبر من الآلام والضيقات وقد كانوا بعيدا عنه فى ايام راحتهم وسلامهم {وَيَطْلُبُوا وَجْهِي فِي ضِيقِهِمْ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ }(هو 5 : 15). الألم والتجارب مدرسة للتنقية والتقوية والأعداد فالذهب يصفى ويتنقى بالنار والمؤمنين يتنقوا فى بوتقة التجارب. وكما يقول النبي { لأَنَّكَ جَرَّبْتَنَا يَا اللهُ. مَحَصْتَنَا كَمَحْصِ الْفِضَّةِ. أَدْخَلْتَنَا إِلَى الشَّبَكَةِ. جَعَلْتَ ضَغْطاً عَلَى مُتُونِنَا. رَكَّبْتَ أُنَاساً عَلَى رُؤُوسِنَا. دَخَلْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الْخِصْبِ. أَدْخُلُ إِلَى بَيْتِكَ بِمُحْرَقَاتٍ أُوفِيكَ نُذُورِي. الَّتِي نَطَقَتْ بِهَا شَفَتَايَ وَتَكَلَّمَ بِهَا فَمِي فِي ضِيقِي} (مز 10:66-14). قد تنمو الحشاش الضارة فى بستان حياتنا وتحتاج للقلع كما تحتاج الكروم الى التقليم والتشذيب. الضيقات والاحزان وحتى التعثر والأمراض تنقي حياتنا وتهذب عوطفنا وترفع همتنا. هكذا سمح الله قديما بالتجارب والآلام فى حياة يوسف الصديق ليقوى عوده ويذداد حكمة وخبرة وقوة تؤهله ليكون مدبرا فى أرض مصر وينقذ حياة كثيرين من الجوع والهلاك.
+ قد يكون الألم هبة وبركة يسمح بها الله { لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ} (في 1 : 29). { إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ} (رو 8 : 17). المهم فى الأمر أن لا يتألم المؤمن كفاعل شر ينال عقاب شره { فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِلٍ، أَوْ سَارِقٍ، أَوْ فَاعِلِ شَرٍّ، أَوْ مُتَدَاخِلٍ فِي أُمُورِ غَيْرِهِ }(1بط 4 : 15). ولكن أن تألم من أجل البر فطوباه { وَلَكِنْ وَإِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ فَطُوبَاكُمْ. وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلاَ تَخَافُوهُ وَلاَ تَضْطَرِبُوا} (1بط 3 : 14) { فَإِذاً، الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ كَمَا لِخَالِقٍ أَمِينٍ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ }(1بط 4 : 19). الله قادر ان يجعل الآلام وسيلة لتقوية إيماننا وليس أداة تبعدنا عنه وهو قادر إن يثبتنا ويقوينا ويقودنا فى موكب نصرته{ وإِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيراً، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ }(1بط 5 : 10). فلنكن أمناء يا أحبائي حتى الي الموت لننال إكليل الحياة الأبدية الذى وعد به الله من يصبر حتى المنتهي {لاَ تَخَفِ الْبَتَّةَ مِمَّا أَنْتَ عَتِيدٌ أَنْ تَتَأَلَّمَ بِهِ. هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضاً مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ أَمِيناً إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ }(رؤ 2 : 10).
+ نتعرض فى حياتنا الحاضرة للتجارب والآلام، والخليقة كلها تعاني وتتألم وكانها فى حالة مخاض { فاننا نعلم ان كل الخليقة تئن وتتمخض معا الى الان }(رو 8 : 22). وقد يتسأل البعض فى حيرة لماذا الأمراض والحروب والقتل والحوادث والفقر وأنتقال الأحباء؟ ولماذا يعاني الأبرار؟. أننا يجب أن نفهم أن الله لا يجرب أحد بالشرور بل إن غياب الله من حياة البشر والشيطان وأعماله وأعوانه والخطية هم سبب رئيسي للشر { لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً }(يع 1 : 13). لكن المؤمن عليه إن يسلم حياته لله ويتقبل ما يسمح به حتى وان كنا لا نفهم حكمته فى أمور عديدة { يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاِسْتِقْصَاءِ! } (رو 11 : 33). كما انه علينا إن نثق في قدرة الله الفائقة وحكمته ومحبته العميقة {لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ هَكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ} (اش 55 : 9). ونثق اننا عندما نجتاز الالم والضيق فان كل الاشياء تعمل معنا للخير ولدينا رجاء وثقة ان الامنا ستنتهي وأننا لسنا متروكين أو وحيدين لان لنا رئيس كهنة قادر إن يرثى لضعفنا { لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ}(عب 2 : 18). ونعلم ان لنا في المسيح يسوع حرية وخلاص وقيامة { لان الخليقة نفسها ايضا ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد الله} (رو 8 : 21).
+ يجب إن نثق في عناية الله وان الله ضابط الكل { وأن العلي متسلط فى مملكة الناس}( دا 23:4). الألم فى الحياة من الأدوية التي يسمح بها الله لفائدتنا وتنقينا وتأدبنا { وَقَدْ أَدَّبَنَا آبَاؤُنَا فَتْرَةً مِنَ الزَّمَانِ، حَسَبَ مَا رَأَوْهُ مُنَاسِباً أَمَّا اللهُ، فَيُؤَدِّبُنَا دَائِماً مِنْ أَجْلِ مَنْفَعَتِنَا: لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. وَطَبْعاً، كُلُّ تَأْدِيبٍ لاَ يَبْدُو فِي الْحَالِ بَاعِثاً عَلَى الْفَرَحِ، بَلْ عَلَى الْحُزْنِ وَلَكِنَّهُ فِيمَا بَعْدُ، يُنْتِجُ بِسَلاَمٍ فِي الَّذِينَ يَتَلَقَّوْنَهُ ثَمَرَ الْبِرِّ.} (عب 11:12-12). فمن قال إن الحياة الرغدة الهادئة الخالية من الآلام تخلق عظماء وأبطال فهو كاذب؟. الألم يجعل الشخص رقيق المشاعر وباخوته شاعر. يتهذب ويتأدب ويشعر بضعفه ويجعل القلب حساس لآلام الناس ويشاركهم متاعبهم ويكون رحوما بهم. وها هو رئيس إيماننا تألم تاركا لنا مثالا لنتبع خطواته {لأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ} (1بط 2 : 21).
+ من خلال الألم لجأ كثيرين الي الله وصرخوا اليه خلال ضيقاتهم والامهم فسمع لهم وخلصهم وأخذوا الدروس والعبر من الآلام والضيقات وقد كانوا بعيدا عنه فى ايام راحتهم وسلامهم {وَيَطْلُبُوا وَجْهِي فِي ضِيقِهِمْ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ }(هو 5 : 15). الألم والتجارب مدرسة للتنقية والتقوية والأعداد فالذهب يصفى ويتنقى بالنار والمؤمنين يتنقوا فى بوتقة التجارب. وكما يقول النبي { لأَنَّكَ جَرَّبْتَنَا يَا اللهُ. مَحَصْتَنَا كَمَحْصِ الْفِضَّةِ. أَدْخَلْتَنَا إِلَى الشَّبَكَةِ. جَعَلْتَ ضَغْطاً عَلَى مُتُونِنَا. رَكَّبْتَ أُنَاساً عَلَى رُؤُوسِنَا. دَخَلْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الْخِصْبِ. أَدْخُلُ إِلَى بَيْتِكَ بِمُحْرَقَاتٍ أُوفِيكَ نُذُورِي. الَّتِي نَطَقَتْ بِهَا شَفَتَايَ وَتَكَلَّمَ بِهَا فَمِي فِي ضِيقِي} (مز 10:66-14). قد تنمو الحشاش الضارة فى بستان حياتنا وتحتاج للقلع كما تحتاج الكروم الى التقليم والتشذيب. الضيقات والاحزان وحتى التعثر والأمراض تنقي حياتنا وتهذب عوطفنا وترفع همتنا. هكذا سمح الله قديما بالتجارب والآلام فى حياة يوسف الصديق ليقوى عوده ويذداد حكمة وخبرة وقوة تؤهله ليكون مدبرا فى أرض مصر وينقذ حياة كثيرين من الجوع والهلاك.
+ قد يكون الألم هبة وبركة يسمح بها الله { لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ} (في 1 : 29). { إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ} (رو 8 : 17). المهم فى الأمر أن لا يتألم المؤمن كفاعل شر ينال عقاب شره { فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِلٍ، أَوْ سَارِقٍ، أَوْ فَاعِلِ شَرٍّ، أَوْ مُتَدَاخِلٍ فِي أُمُورِ غَيْرِهِ }(1بط 4 : 15). ولكن أن تألم من أجل البر فطوباه { وَلَكِنْ وَإِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ فَطُوبَاكُمْ. وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلاَ تَخَافُوهُ وَلاَ تَضْطَرِبُوا} (1بط 3 : 14) { فَإِذاً، الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ كَمَا لِخَالِقٍ أَمِينٍ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ }(1بط 4 : 19). الله قادر ان يجعل الآلام وسيلة لتقوية إيماننا وليس أداة تبعدنا عنه وهو قادر إن يثبتنا ويقوينا ويقودنا فى موكب نصرته{ وإِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيراً، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ }(1بط 5 : 10). فلنكن أمناء يا أحبائي حتى الي الموت لننال إكليل الحياة الأبدية الذى وعد به الله من يصبر حتى المنتهي {لاَ تَخَفِ الْبَتَّةَ مِمَّا أَنْتَ عَتِيدٌ أَنْ تَتَأَلَّمَ بِهِ. هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضاً مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ أَمِيناً إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ }(رؤ 2 : 10).
الجمعة، 7 أغسطس 2015
فكرة لليوم وكل يوم 74- الـــــــــــوداعــــــــة
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الوداعة هى صفة تعطي المؤمن هدوء ولطف ورقة فى شخصه وكلامه وحياته وتجعله يبعد عن العنف والنرفزة وعلو الصوت ويتشبه بسيده ومخلصه الصالح الذي كان لا يخاصم ولا يصيح. الشخص الوديع طيب هادئ، دمث الأخلاق. ولقد طوب السيد المسيح الوداعة في عظته علي الجبل حين قال {طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض}(مت5:5). أي يرثون الأرض هنا أي يكسبون محبة الكل وقلوب الكل ويعيشون في سلام وأمان حسب قول المزمور {الودعاء يرثون الأرض ويتلذذون بكثرة السلام} (مز11:37) ثم يرثون السماء في الأبدية كقول المزمور {أنا أؤمن أن أعاين خيرات الرب في أرض الأحياء} (مز13:27). لأهمية الوداعة دعانا الرب أن نتعلمها منه شخصياً فنعيش سعداء { تعلموا منى فأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم} (مت29:11). أن الله يسمع صلوات الودعاء (مز 10: 17)، ويشبعهم من الخير (مز 22: 26)، { يدرب الودعاء في الحق، ويعلم الودعاء طرقه} (مز 25: 9{ الرب يرفع الودعاء ويضع الأشرار إلى الأرض}(مز 741: 6)، ويجمِّل الودعاء بالخلاص" (مز 149: 4(.
+ الشخص الوديع يتميز بعدة صفات كثيرة أهمها البشاشة والهدوء والمسالمة مما يجعله مريح للغير وصانع للسلام والخير ويتعامل مع الناس بمحبة ولطف متشبها بسيده الذى تحققت فيه نبؤة أشعياء النبي { هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ.لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ.} ( مت 18:12-21). الوديع يحتمل الغير ويريحهم ولا يتذمر أو يجاوب بغضب أو يحزن قلب أحد فهو كالنسيم الهادىء الذي لا يحدث عاصفة ولا زوبعة ولا توتر بل تسير حياته في هدوء وسلام مع نفسه ومع الآخرين أيضا.
+ الوداعة هي ثمرة من ثمار الروح القدس (غل 2: 23). وهي ناتجة عن وجود محبة الله فى قلب المؤمن ولهذا يربط الكتاب المقدس بين الوداعة والمحبة (1 كو 4: 21، 1 تى 6: 11)، شخص وحكمته وهي علامة لحلم المؤمن وحكمته ويربط الكتاب بينها وبين التواضع (أف 4: 2). ويوصنا بان نصلح أخطاء الغير بالوداعة{ أيها الإخوة إن انسبق إنسان فأخذ في زلة، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة}(غل 6 : 1 ) ويوصى المؤمنين بالاستعداد لمجاوبة الغير بوداعة { قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف}(1 بط 3: 15)، كما يطلب أن تكون زينة النساء هي بالروح الوديع الهادئ { ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب، بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد، زينة الروح الوديع الهادي الذي هو قدام الله كثير الثمن}( 1 بط 3: 3 ،4). وعلي الإنسان إن يبتعد عن الشر ويقبل كلمة الله بوداعة { طرحوا كل نجاسة وكثرة شر واقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم" (يع 1: 21(. أننا نصلى لكي يمنحنا الله الوداعة وطول الآناة واللطف والصبر لنجد راحة لنفوسنا ونريح من حولنا ونرث أرض الأحياء، أمين.
+ الوداعة هى صفة تعطي المؤمن هدوء ولطف ورقة فى شخصه وكلامه وحياته وتجعله يبعد عن العنف والنرفزة وعلو الصوت ويتشبه بسيده ومخلصه الصالح الذي كان لا يخاصم ولا يصيح. الشخص الوديع طيب هادئ، دمث الأخلاق. ولقد طوب السيد المسيح الوداعة في عظته علي الجبل حين قال {طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض}(مت5:5). أي يرثون الأرض هنا أي يكسبون محبة الكل وقلوب الكل ويعيشون في سلام وأمان حسب قول المزمور {الودعاء يرثون الأرض ويتلذذون بكثرة السلام} (مز11:37) ثم يرثون السماء في الأبدية كقول المزمور {أنا أؤمن أن أعاين خيرات الرب في أرض الأحياء} (مز13:27). لأهمية الوداعة دعانا الرب أن نتعلمها منه شخصياً فنعيش سعداء { تعلموا منى فأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم} (مت29:11). أن الله يسمع صلوات الودعاء (مز 10: 17)، ويشبعهم من الخير (مز 22: 26)، { يدرب الودعاء في الحق، ويعلم الودعاء طرقه} (مز 25: 9{ الرب يرفع الودعاء ويضع الأشرار إلى الأرض}(مز 741: 6)، ويجمِّل الودعاء بالخلاص" (مز 149: 4(.
+ الشخص الوديع يتميز بعدة صفات كثيرة أهمها البشاشة والهدوء والمسالمة مما يجعله مريح للغير وصانع للسلام والخير ويتعامل مع الناس بمحبة ولطف متشبها بسيده الذى تحققت فيه نبؤة أشعياء النبي { هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ.لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ.} ( مت 18:12-21). الوديع يحتمل الغير ويريحهم ولا يتذمر أو يجاوب بغضب أو يحزن قلب أحد فهو كالنسيم الهادىء الذي لا يحدث عاصفة ولا زوبعة ولا توتر بل تسير حياته في هدوء وسلام مع نفسه ومع الآخرين أيضا.
+ الوداعة هي ثمرة من ثمار الروح القدس (غل 2: 23). وهي ناتجة عن وجود محبة الله فى قلب المؤمن ولهذا يربط الكتاب المقدس بين الوداعة والمحبة (1 كو 4: 21، 1 تى 6: 11)، شخص وحكمته وهي علامة لحلم المؤمن وحكمته ويربط الكتاب بينها وبين التواضع (أف 4: 2). ويوصنا بان نصلح أخطاء الغير بالوداعة{ أيها الإخوة إن انسبق إنسان فأخذ في زلة، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة}(غل 6 : 1 ) ويوصى المؤمنين بالاستعداد لمجاوبة الغير بوداعة { قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف}(1 بط 3: 15)، كما يطلب أن تكون زينة النساء هي بالروح الوديع الهادئ { ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب، بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد، زينة الروح الوديع الهادي الذي هو قدام الله كثير الثمن}( 1 بط 3: 3 ،4). وعلي الإنسان إن يبتعد عن الشر ويقبل كلمة الله بوداعة { طرحوا كل نجاسة وكثرة شر واقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم" (يع 1: 21(. أننا نصلى لكي يمنحنا الله الوداعة وطول الآناة واللطف والصبر لنجد راحة لنفوسنا ونريح من حولنا ونرث أرض الأحياء، أمين.
الأربعاء، 5 أغسطس 2015
فكرة لليوم وكل يوم 73- اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ انها دعوة لنا للقيام واليقظة الروحية والتوبة والرجوع الى الله، فلا نتوانى فى زمن الجهاد فخير للمؤمن ان يجاهد فى حياة التوبة والصلاة والإيمان العامل بالمحبة ويخلص ويرث السماء وامجادها من ان يحيا فى حياة الكسل والبعد عن الله والنوم الروحي والخطية ويهلك. فماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه لذلك يقول {اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ} (اف 5 : 14). الى النائمين والركب المخلعة نقول ان المسيح القائم يدعونا ان نتشدد متعلقين بذراعه القوية وقوته المقتدرة ونعمل معه، فمن كان يظن ان شاول الطرسوسى يتغير ويتحول الى القديس بولس الرسول الذى جال العالم كله مبشراً بالإنجيل او سمعان بن يونا الصياد الذى ضعف وانكر أمام الجوارى يجاهد وبعظة واحدة يرد ثلاثة الأف نفس. ومن كان يظن ان مريم الخاطئة التى كانت الشياطين تسيطر عليها تصبح مبشرة بالقيامة حتى أمام القيصر نفسه. ومن كان يظن ان لص كموسى الإسود يؤمن بالمسيح ويصير اب ومعلم للرهبنة ومرشد وقوة تهابها الشياطين.
+ اننا مدعوين الى تبعية رئيس إيماننا ومكمله الذى أحتمل الظلم فى صبر وطاعة للأب السماوى، طاعة حتى الموت، موت الصليب، فجلس عن يمين الآب { لاعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته }(في 3 : 10). نعم مدعوين الى معرفة أختبارية نذوق فيها نعمة الله وحنانه وصبره وعمل قوة قيامته فينا ومن أجل خلاصنا. ولكى نذوق أمجاد القيامة فاننا مدعوين الى شركة الآلام، حمل الصليب بفرح وشكر لنخلص انفسنا ومن حولنا. ولنا رئيس كهنة مجرب فى كل شئ يقدر ان يعين المجربين نرفع اليه أعين قلوبنا ونسلم اليه أمر حاضرنا ومستقبلنا، ونطلب منه القوة والصبر والعزاء فى أزمنه الضيق ونكنز فى السماء كنوزنا ودموعنا والآمنا وهو قادر ان يمسح الدموع ويعين المجربين ويعطى عزاء للمحزونين ويكأفانا بأكليل الظفر {فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله }(كو 3 : 1). اننا مدعوين بقوة القيامة لنحيا فى سلام الإيمان {منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح} (تي 2 : 13).
+ ان قوة القيامة لاتشمل فقط اقامتنا فى اليوم الأخير ليعطى كل واحد كحسب عمله ولكنها ايضاً تشمل اقامة الاحياء الذين ماتوا بالخطية كالضالين والمنحرفين والمتعصبين والجهال، والمتكبرين والخطاة والأنانيين والبعيدين والذين يبيعون الإيمان تحت تأثير الخوف او الأغراء او الوعيد او التهديد لكل هؤلاء جاء المسيح المحرر ليقول انا هو قوتكم وسلامكم ولمن يشعرون بضعف أمكانياتهم انا هو مفجر الطاقات هو { يعطي المعيي قدرة و لعديم القوة يكثر شدة} (اش 40 : 29) ان مسيحنا القدوس قام ليقيمنا ويجلسنا معه فى ملكوت السموات وهو يقول لنا { انا هو القيامة والحياة من امن بي ولو مات فسيحيا} (يو 11 : 25) .
+ انها دعوة لنا للقيام واليقظة الروحية والتوبة والرجوع الى الله، فلا نتوانى فى زمن الجهاد فخير للمؤمن ان يجاهد فى حياة التوبة والصلاة والإيمان العامل بالمحبة ويخلص ويرث السماء وامجادها من ان يحيا فى حياة الكسل والبعد عن الله والنوم الروحي والخطية ويهلك. فماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه لذلك يقول {اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ} (اف 5 : 14). الى النائمين والركب المخلعة نقول ان المسيح القائم يدعونا ان نتشدد متعلقين بذراعه القوية وقوته المقتدرة ونعمل معه، فمن كان يظن ان شاول الطرسوسى يتغير ويتحول الى القديس بولس الرسول الذى جال العالم كله مبشراً بالإنجيل او سمعان بن يونا الصياد الذى ضعف وانكر أمام الجوارى يجاهد وبعظة واحدة يرد ثلاثة الأف نفس. ومن كان يظن ان مريم الخاطئة التى كانت الشياطين تسيطر عليها تصبح مبشرة بالقيامة حتى أمام القيصر نفسه. ومن كان يظن ان لص كموسى الإسود يؤمن بالمسيح ويصير اب ومعلم للرهبنة ومرشد وقوة تهابها الشياطين.
+ اننا مدعوين الى تبعية رئيس إيماننا ومكمله الذى أحتمل الظلم فى صبر وطاعة للأب السماوى، طاعة حتى الموت، موت الصليب، فجلس عن يمين الآب { لاعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته }(في 3 : 10). نعم مدعوين الى معرفة أختبارية نذوق فيها نعمة الله وحنانه وصبره وعمل قوة قيامته فينا ومن أجل خلاصنا. ولكى نذوق أمجاد القيامة فاننا مدعوين الى شركة الآلام، حمل الصليب بفرح وشكر لنخلص انفسنا ومن حولنا. ولنا رئيس كهنة مجرب فى كل شئ يقدر ان يعين المجربين نرفع اليه أعين قلوبنا ونسلم اليه أمر حاضرنا ومستقبلنا، ونطلب منه القوة والصبر والعزاء فى أزمنه الضيق ونكنز فى السماء كنوزنا ودموعنا والآمنا وهو قادر ان يمسح الدموع ويعين المجربين ويعطى عزاء للمحزونين ويكأفانا بأكليل الظفر {فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله }(كو 3 : 1). اننا مدعوين بقوة القيامة لنحيا فى سلام الإيمان {منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح} (تي 2 : 13).
+ ان قوة القيامة لاتشمل فقط اقامتنا فى اليوم الأخير ليعطى كل واحد كحسب عمله ولكنها ايضاً تشمل اقامة الاحياء الذين ماتوا بالخطية كالضالين والمنحرفين والمتعصبين والجهال، والمتكبرين والخطاة والأنانيين والبعيدين والذين يبيعون الإيمان تحت تأثير الخوف او الأغراء او الوعيد او التهديد لكل هؤلاء جاء المسيح المحرر ليقول انا هو قوتكم وسلامكم ولمن يشعرون بضعف أمكانياتهم انا هو مفجر الطاقات هو { يعطي المعيي قدرة و لعديم القوة يكثر شدة} (اش 40 : 29) ان مسيحنا القدوس قام ليقيمنا ويجلسنا معه فى ملكوت السموات وهو يقول لنا { انا هو القيامة والحياة من امن بي ولو مات فسيحيا} (يو 11 : 25) .
الثلاثاء، 4 أغسطس 2015
فكرة لليوم وكل يوم 72- سَوَاقِي اللهِ مَلآنَةٌ
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ وسط ظروف الحياة الصعبة ومتغيراتها المتلاحقة يظل الانسان يبحث عن الارتواء والشبع والمحبة والدفء العاطفي، ويبحث عن الأمان ويحتاج الي السلام وتظل نفسه جوعى وروحه عطشي ويسعى لتحقيق الذات والنجاح والتطلع الي المستقبل السعيد. ولقد عمل الإنسان على اشباع حاجاته بمختلف الوسائل واخترع العديد من الوسائل لتحقيق غاياته وقد حقق البعض نجاحات متعددة فى حياتهم ولكن الروح الإنسانية تظل جائعة ولا ترتوي الا بعلاقة قوية وعشرة صادقة بالله فلا المال ولا الجمال ولا السلطة أو المتع والملذات تحقق الأشباع للإنسان بعيدا عن الله وبدون الشبع الروحي الحقيقى والسليم. أن الله يدعونا الى الارتواء معه وبه وفيه { أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعاً هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ والَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالُوا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ} (اش 55 : 1). وقد مدح الرب الجياع والعطاش الي البر{ طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ} (مت 5 : 6)
+ لقد جاء السيد المسيح الينا ليقدم لنا الشبع والأرتواء الروحي { فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً }(يو6 : 3). أن محبة الله مقدمة للجميع لاسيما الذين يطلبونها والأرتواء متاح لكل العطاش فى حر صيف حياتنا وجفافها الروحي وذلك بمحبة الله والصلاة والحديث اليه وبكلامه المحيي وينابيع الروح القدس، وبالأسرار المقدسة وكل ذلك مقدم مجانا للعطاش الذين يقبلون اليه ويؤمنون به ويعيشوا كما يحق لإنجيل المسيح { أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً }(رؤ 21 : 6). ولقد دعانا الرب للإيمان الواثق بنعمتة الغنية التى تروي وتفيض فينا { وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي كَمَا قَالَ الْكِتَابُ تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». قَالَ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ } ( يو 37:7-39).
+ أن سواقى الله ملآنه ماء متجدد كلما نشرب منها ونروى الآخرين تتدفق علينا ويذداد تدفق مياة محبته ونعمته وحكمته ورعايته لنا، حتى لو كنا كارض يابسة علينا ان نصلى بإيمان ليروى الله نفوسنا وأرواحنا واجسادنا { تَعَهَّدْتَ الأَرْضَ وَجَعَلْتَهَا تَفِيضُ. تُغْنِيهَا جِدّاً. سَوَاقِي اللهِ مَلآنَةٌ مَاءً. تُهَيِّئُ طَعَامَهُمْ لأَنَّكَ هَكَذَا تُعِدُّهَا }(مز 65 : 9). وسواقى الله تشير الي خيرات الله التي يفيض بها علينا، كما يشير إلى الإنجيل المقدس المملوء بالوعود الإلهية، وأيضًا إلى نعمة الروح القدس التي يفيض بها على المؤمنين أما الطعام فهو الخبز المحيي النازل من السماء الذي هو ربنا يسوع المسيح الذي بذل ذاته عن حياة العالم كله وكل إنسان وكل الإنسان روح ونفس وعقل وجسد.
+ نعمة الله حقيقة وليس خيال، وهى نعمة غنية تروي النفس العطشانة، وتشبع الجياع وتقيم الساقطين وترفع البائسين وتعين وتعزى الحزاني وتغفر وتحرر الخطاة وها هي المرأة السامرية خير شاهد على عمل الرب العجيب الذى يحول الخاطئة الباحثة عن الارتواء من آبار الشهوة الى تائبة ومبشرة بخلاص الرب، لقد تعامل الرب معها باحترام وفى صدق وخاطب ضميرها وجهلها الروحي بحكمة وقادها الى المياه الحية { أَجَابَ يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ»} (يو 13:4-14). المرأة السامرية أتتْ للبئر لتملأ جرّتها ماء فتركتها وذهبت لتُخبر أهل بلدتها عن لقاءها بالمخلص عندما إكتشفت النبع الحقيقي وارتوت منهُ، حصلت على الخلاص وشاركت غيرها به. نعمة المسيح تغفر وتستُر وتجذب الخطاة بكل رقة وحنان. فلا يقول أحد ان خطاياه كبيرةٌ، فجَلسة واحدة مع الرب تغفر الخطايا وتمنح العطايا وتُشبع وتروي القلب وتكشف الأسرار وتجعلنا أحرار ولا يوجد شيء يروي ويسعد القلب ويغني الحياة ويحقق الأشباع ويملأ العين سوى محبة الله الآب ونعمة الأبن الوحيد وعطية الروح القدس.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)