للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ نسمع ونرى معجزات تحدث مع بعض الأشخاص حولنا أو معنا لاسيما معجزات الشفاء أو الأنقاذ من خطر محدق بالمؤمنين أو أنجاب أطفال فى ظروف مستحيلة علميا فالمعجزة هي عمل ألهى فائق للطبيعة ليست ضد العقل أو العلم بل تفوقه ويعجز العقل عن فهمها ولكن يرى نتائجها فى حياة من تحدث معهم فيقبلها ذوى الإيمان البسيط ويشكر الله، ويشكك فيها غير المؤمن ويقاومها عديمي الإيمان، وتحدث المعجزات من الله حسب إيمان المتلقى أو حاجته ولتقوية إيمانه أو للجاجته فى الصلاة والطلب أو بصلوات المؤمنين من أجل تمجيد أسم الله. عندما جاء تلاميذ يوحنا المعمدان ليروا السيد المسيح ويقدموا تقرير ليوحنا {فاجاب يسوع وقال لهما اذهبا واخبرا يوحنا بما رايتما وسمعتما ان العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون} (لو 7 :22).
+ يسوع المسيح هو أمس واليوم والي الأبد قادر أن يصنع المعجزات ويقيم الأموات وهذا ما تنبأ به أشعياء النبي عن المسيح المخلص { قولوا لخائفي القلوب تشددوا لا تخافوا هوذا الهكم الانتقام ياتي جزاء الله هو ياتي ويخلصكم. حينئذ تتفقح عيون العمي واذان الصم تتفتح. حينئذ يقفز الاعرج كالايل ويترنم لسان الاخرس لانه قد انفجرت في البرية مياه وانهار في القفر.} (أش 4:35-6). وكم من المعجزات صنعها السيد المسيح في حياته بهدف أعلان مجد الله {لا هذا اخطأ ولا أبواه و لكن لتظهر أعمال الله فيه } (يو 9 : 2). ولكي يؤمن الناس بالله لينالوا الخلاص لذلك قال السيد المسيح للمفلوج أولاً { مغفورة لك خطاياك} وكذلك للمرأة نازفة الدم قال لها الرب بعد شفائها{إيمانك قد خلصك}. كما عمل السيد المسيح معجزات غير حسية كتجديد الطبيعة البشرية بالمعمودية والإيمان، ومنح المؤمنين نعمة الروح القدس والاسرار المقدسة. ولو تأمل الإنسان بعين الإيمان الداخلية لادرك الكثير من المعجزات تحدث في حياته وتدل على محبة الله وعنايته بنا.
+ الله وحده صانع المعجزات لأنه هو وحده القادر على كل شيء، ولا يعسُر عليه أمر{ لأنَّكَ عظيمٌ أنتَ وصانِعٌ عَجائبَ. أنتَ اللهُ وحدَكَ}(مز 10:86) أما القديسين فان صنعوا المعجزات فهي تجرى بالصلاة وطلب تدخل الله ولمجد الله ودعوة للإيمان بالله ونمو معرفة الله { وصارَ خَوْفٌ في كُل نَفسٍ. وكانَتْ عَجائبُ وآياتٌ كثيرَةٌ تُجرَى علَى أيدي الرُّسُلِ} (أع 43:2).{وأمّا استِفانوسُ فإذ كانَ مَملوًّا إيمانًا وقوَّةً، كانَ يَصنَعُ عَجائبَ وآياتٍ عظيمَةً في الشَّعبِ} (أع 8:6). ولقد وعد الله المؤمنين بانه يكون معهم ويؤيدهم بصنع الآيات { وهذِهِ الآياتُ تتبَعُ المؤمِنينَ: يُخرِجونَ الشَّياطينَ باسمي، ويتكلَّمونَ بألسِنَةٍ جديدَةٍ} (مر 17:16(.
+ علينا أن نتحلي بالحكمة والتمييز الروحي فالمعجزات ليس للتفاخر بل مدعاة للتواضع وأعطاء المجد لله فعندما رحع التلاميذ فرحين أن الأرواح الشريرة تخضع لهم صحح السيد الرب فهمهم قائلا { لا تفرَحوا بهذا، أنَّ الأرواحَ تخضَعُ لكُمْ، بل افرَحوا بالحَري أنَّ أسماءَكُمْ كُتِبَتْ في السماواتِ}(لو 20:10(. وعلينا أذن أن نختبر ونميز ما نراه حولنا { ايها الاحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الارواح هل هي من الله لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم }(1يو 4 : 1). ليس كل المعجزات حقيقية فالشيطان كملاك ساقط لم يفقد قدرته يضل البعض بصنع آيات كاذبة ليبعد الناس عن الله { الذي مَجيئُهُ بعَمَلِ الشَّيطانِ، بكُل قوَّةٍ، وبآياتٍ وعَجائبَ كاذِبَةٍ، وبكُل خَديعَةِ الإثمِ، في الهالِكينَ، لأنَّهُمْ لم يَقبَلوا مَحَبَّةَ الحَق حتَّى يَخلُصوا. ولأجلِ هذا سيُرسِلُ إليهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلالِ، حتَّى يُصَدقوا الكَذِبَ، لكَيْ يُدانَ جميعُ الذينَ لم يُصَدقوا الحَقَّ، بل سُرّوا بالإثمِ} (2تس 9:2-12). وليس صنع المعجزات دليل على قداسة صانعوها بل هناك الكثير من رجال الكتاب المقدس والقديسين لم يصنعوا المعجزات وهناك من أجروا القوات ولكنهم هلكوا { كثيرونَ سيقولونَ لي في ذلكَ اليومِ: يارَبُّ، يارَبُّ! أليس باسمِكَ تنَبّأنا، وباسمِكَ أخرَجنا شَياطينَ، وباسمِكَ صَنَعنا قوّاتٍ كثيرَةً؟ فحينَئذٍ أُصَرحُ لهُمْ: إني لم أعرِفكُمْ قَطُّ! اذهَبوا عَني يا فاعِلي الإثمِ!"} (مت 22:7-23).
+ الله يدعونا للإيمان ويريد إن الكل يخلصون والي معرفة الحق يقبلون وقد وهبنا نعمة العقل والضمير والروح التي بها نستطيع أن نحيا فى محبة الله ونكون فى صلة وصلاة وحديث متصل مع الله ونرى عجائب الله وحكمته فى الطبيعة والمخلوقات والكون لنؤمن ونحيا بالإيمان على رجاء الحياة الحياة الأبدية وهو يدعونا للتوبة والرجوع اليه والبعد عن الشر وحياة الإيمان العامل بالمحبة والثقة فى معونته المقدمة لنا والأقتناع القلبي والداخلي بمحبة الله المعلنة لنا بابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا بالروح القدس لنحيا بالإيمان ونبشر بفضل من نقلنا من عالم الظلمة الي ملكوته السماوى فى النور. أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق