للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ ذات يوما كان السيد المسيح ماراً فى اريحا وكان هناك رجل أعمى يجلس على الطريق يستعطى من المارة وأخبروه أن السيد المسيح مجتاز فصرخ قائلا يا يسوع ابن داود ارحمني. فسأله الرب { مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟ فَقَالَ: يَا سَيِّدُ أَنْ أُبْصِرَ} (لو 18 41). { فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَبْصِرْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ.}(لو42:18-43). نحن أيضا قد نجلس على قارعة الطريق نستجدى عطف او محبة او مال او شهوة او منصب من الغير وتتمرر حياتنا فى سعي نحو تحقيق رغباتنا ولا نعلم أن فاقد الشئ لا يعطيه وكيف للعالم ان يشبع نفوسنا الجوعى ؟. نحن نهتم ونضطرب من أجل أمور كثيرة والحاجة الي واحد هو الله، لهذا قال السيد المسيح { مَرْثَا مَرْثَا أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ.وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا} ( مت 41:10-42) فلنصلي ونعمل لكي يكون الله نصيبنا الصالح الذى لن ينزع منا ومعه لا نريد شئ علي الأرض { نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ قَالَتْ نَفْسِي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُوهُ }(مرا 3 : 24).
+ أن سألك الله ماذا تريد أن أفعل بك ومعك؟ فماذا تطلب منه؟. أن الله يريد ان يعطينا أكثر مما نطلب أو نفتكر كأب صالح وراعى أمين. ويجب ان نثق فيه ونأتى اليه بإيمان ونطلب منه أن يفتح عيون قلوبنا وأذهاننا وإنساننا الداخلى لكى نرى عظيم محبته ونعمته ونتبعه فى الطريق ونطلب منه وهو القائل { وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ } (لو 11 : 9). علينا ان نسأل أنفسنا ماذا نريد من الله؟ وبقدر عظمة المعطى نسأله العطية! كثيرين منا يسألوا الله طلبات مادية او عطايا زمنية موقته. أو الشفاء من مرض ما، او وظيفة مناسبة او شريك حياة مناسب، أو هجرة لبلد أفضل، وقد نأخذ ما طلبنا او قد تتاخر الأستجابة أو حتى لا نأخذ طلباتنا لحكمة ما يعلمها الله لمصلحتنا. لكن علينا ان نحدد ما هى الأولويات فى حياتنا التى نعمل لها ونطلبها من الله ونعمل من أجل تحقيقها، فحياتنا علي الأرض رغم أهميتها فى عين الله فانها لا تقاس بالحياة الإبدية ومن أجل هذا يجب ان نطلب أولا ملكوت الله وبره { اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ }(مت 6 : 33). نطلب من الله العون والمغفرة لخطايانا وأثامنا لاجل أسمه القدوس { أَعِنَّا يَا إِلَهَ خَلاَصِنَا مِنْ أَجْلِ مَجْدِ اسْمِكَ وَنَجِّنَا وَاغْفِرْ خَطَايَانَا مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ }(مز 79 : 9). علينا أن نطلب الرحمة من الله دائما { اِرْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ }(مز 51 : 1). نصلي ونطلب ان يعلمنا الله ان نصنع اردته ورضاه وان يقودنا بروحه القدوس { عَلِّمْنِي أَنْ أَعْمَلَ رِضَاكَ لأَنَّكَ أَنْتَ إِلَهِي. رُوحُكَ الصَّالِحُ يَهْدِينِي فِي أَرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ (مز 143 : 10).
+ أننا نطلب من الله العون والقوة والتوفيق والنجاح فى حياتنا لنكون سفراء سلام ومصالحه { إِلَهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي} (نح 2 : 20). ولاننا نحتاح ان نسلك بتدقيق كحكماء فنطلب ان يعطينا الله حكمة { فاعطني الان حكمة ومعرفة } (2اخ1:10). حسب وعوده {إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ} (يع 1 : 5).الله يريدنا ان نتبعه وننكر ذواتنا ونحمل الصليب { ودعا الجمع من تلاميذه وقال لهم من اراد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني} (مر 8 : 34). نحن يجب إن نسير على خطي مخلصنا الصالح عالمين انه حتى إن وجدت ضيقات فى حياتنا فلن تستمر بل ستنتهى الضيقة لخيرنا بنعمة الله، وان كنا خطاة فبالتجارب نتنقى وان كنا صديقين فبالضيقات نتكلل ونتكافأ، واننا كابناء نمتحن ونتأدب ونتعلم ونشهد لأيماننا في كل تجارب الحياة { طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه} (يع 1 : 12).
+ نريد ان نتعلم من مخلصنا الصالح وهو القائل تعلموا منى { احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم} (مت 11 :29). ونريد ان نري يده فى الأحداث التى تمر بنا ونصلى ان يأمر العواصف والرياح وأمواج بحر العالم لتهدأ وهو قادر وعالم بضعف البشر. نطلب منه رعاية الحكيمة لنا كراعى صالح وهو قال لنا انه يرعي غنمه ويربضها ويبذل ذاته من أجل سلامتها من أجل ذلك نحيا فى سلام ولا نخاف شي وهو يهبنا الثقة والسلام وسط أمواج الحياة وضيقاتها وتجاربها { لانك حفظت كلمة صبري انا ايضا ساحفظك من ساعة التجربة العتيدة ان تاتي على العالم كله لتجرب الساكنين على الارض}(رؤ 3 : 10). الله أمين وعادل سيخلصنا من كل تجارب الحياة كجنود له يدافع عنهم ولاننا ابناء القيامة فنحن نحيا على رجاء المجيد العتيد ان يستعلن فينا {فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله }(كو 3 : 1).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق