فكرة لليوم وكل يوم
81- (ب) الإيمان وصنع المعجزات
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الإيمان هو علاقة بين الإنسان بربه تنعكس على فكره وسلوكه وعلاقاته وتحدد أبديته، والإيمان لا يتناقض مع العقل بل نؤمن ثم بالعقل نفهم ونعيش الإيمان العامل بمحبة الله، بالإيمان نثق ان الله ضابط الكل وصانع الخيرات وحاضر فى كل مكان وهو يدعونا الى عبادته ومحبته ويهبنا وصاياه لخيرنا وهو اله رحوم وعادل يجازى كل واحد كنحو أعماله. لقد راينا نماذج متعدده لعلاقة الإيمان بالمعجزات فى حياة السيد المسيح فالبعض صنع الرب المعجزة له بسبب إيمانهم فقال السيد المسيح لنازفة الدم { ثِقي يا ابنَةُ، إيمانُكِ قد شَفاكِ. فشُفيَتِ المَرأةُ مِنْ تِلكَ السّاعَةِ} (مت 22:9). وشفى أبنة المرأة الكنعانية بسبب إيمان أمها {يا امرأةُ، عظيمٌ إيمانُكِ! ليَكُنْ لكِ كما تُريدينَ. فشُفيَتِ ابنَتُها مِنْ تِلكَ السّاعَةِ} (مت 28:15). وشفى غلام قائد المئة لإيمانه { ثُمَّ قالَ يَسوعُ لقائدِ المِئَةِ: اذهَبْ، وكما آمَنتَ ليَكُنْ لكَ. فبَرأَ غُلامُهُ في تِلكَ السّاعَةِ} (مت 13:8).
+ وفى مرات أخرى نرى الآيات تقود للإيمان { ولما كان في اورشليم في عيد الفصح امن كثيرون باسمه اذ راوا الايات التي صنع }(يو 2 : 23). وعند اقامة السيد المسيح للعاز من القبر بعد موته باربعة ايام آمن الكثيرين به أنه المسيح { فكثيرون من اليهود الذين جاءوا الى مريم ونظروا ما فعل يسوع امنوا به.} ( يو 45:11). وبالرغم من أن السيد صنع آيات كثيرة فلم يؤمن البعض من أجل قساوة قلوبهم فالله لا يرغمنا أحد علي الإيمان بل الإيمان هو قرار حر من إنسان عاقل ومسئول { ومع أنَّهُ كانَ قد صَنَعَ أمامَهُمْ آياتٍ هذا عَدَدُها، لم يؤمِنوا بهِ} (يو 37:12). وقد وبخ السيد المسيح بعض المدن التي صنع فيها معجزات كثيرة ولم تؤمن به { حينَئذٍ ابتَدأَ يوَبخُ المُدُنَ التي صُنِعَتْ فيها أكثَرُ قوّاتِهِ لأنَّها لم تتُبْ} (مت 20:11). وفي أماكن أخرى لم يصنع السيد المسيح آيات لعدم إيمانهم ولم يَصنَعْ هناكَ قوّاتٍ كثيرَةً لعَدَمِ إيمانِهِمْ} (مت 58:13). وقد صنع الرب يسوع آيات كثيرة لم تكتب في الإنجيل وما كتب فلاجل إيماننا ولكي تكون لنا الحياة الأبدية { وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.} (يو 30:20-31). كانت رسالة السيد المسيح المسيح أعلان محبة الله للبشر وتقديم التعليم الصحيح عن الله ومحبته للبشر وليهبنا حياة أفضل على الأرض وفى السماء وتقديم الفداء والخلاص والإيمان لكل من يؤمن به. كان لرسالته أبعاد ساميه للعلاقات الإنسانية تقوم على البذل والمحبة والعطاء وأنكار الذات، ولم يعمل المعجزات الإ لضرورة وشفقة منه وحنان على المتعبين والمحتاجين والضعفاء ويسوع المسيح هو أمس واليوم والي الأبد قادر أن يقودنا بالحكمة والعقل السليم للإيمان والعيش كما يليق لإنجيله المقدس ورسالته السامية، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق