السبت، 1 أغسطس 2015
فكرة لليوم وكل يوم 70- لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الى كل من يشتكي أو يظن إن ليس له معزى او يعاني من فقد الاصدقاء، أو بعد الأحباء والى من يشتكى الوحدة أو المرض أو التجربة والضعف والخوف. ثق انك غير متروك من الله. لقد وعدنا وهو أمين{ ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر، امين} (مت 28 : 20). فى حروبنا الروحية وفى صراعنا مع الخطية يقول { ثقوا يا بني واستغيثوا بالله فينقذكم من ايدي الاعداء المتسلطين عليكم} (با 4 : 21). والي كل المتعبين والذين بلا رجاء أو معين نجد الطبيب السمائى يطمئنهم ويبحث عنهم كما بحث عن مريض بركة حسدا. الله هو رجاء من ليس له رجاء ومعين لمن ليس له معين، عزاء صغيري القلوب وميناء الذين فى العاصفة.
+ لقد أتى قديما السيد المسيح من الجليل الى أورشليم ودخل من باب الضأن الذى كانت تدخل منه الحملان الى الهيكل لتقدم ذبائح عن خطايا الشعب لكى ما يحمل خطايانا كما قال عنه القديس يوحنا المعمدان { وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم} (يو 1 : 29) . ذهب المخلص والطبيب الشافى الى بركة بيت حسدا (بيت الرحمة) ليصنع رحمة مع المفلوج المطروح على سرير المرض لمدة ثمانية وثلاثون سنة وقال له { اتريد ان تبرا} (يو 5 : 6). لقد أظهر الطبيب ما في المريض من سمات صالحة، فقد اتسم بالوداعة. فعندما سأله السيد: {أتريد أن تبرأ؟} أجاب في وداعة { يا سيد ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء، بل بينما أنا آتٍ ينزل قدامي آخر}( يو 7:5 ). وعندما قال له السيد {قم احمل سريرك وأمشِ} (يو8:5) آمن وللحال قام ومشى وحمل سريره. إنه ملقي عند البركة قبل ميلاد السيد المسيح بالجسد، وربما لم يسمع عن المسيح، فقد كاد أن يصير محرومًا من لقاء الأقارب والأصدقاء بعد كل هذا الزمن من المرض. ومع هذا لم يحاور السيد الرب كيف يقوم؟. أو كيف يقدر أن يمشي دفعة واحدة؟ وكيف يحمل سريره؟ ان الله يريد منا ان نؤمن بقدرته الفائقة ونثق فى عمله العجيب وحتى ان فقدنا الأمل فى الناس فلنا ثقة ورجاء فى الله والغير المستطاع لدى الناس مستطاع لدى الله.
+ هل يستحيل على الله شئ ؟ قديما أقام لعاز بعد اربعة ايام فى القبر وأقام ابن الارملة وهو محمول على الأكتاف وأقام ابنه يايرس وقال لابيها عندما أتاه من يخبره بان أبنته ماتت { فسمع يسوع لوقته الكلمة التي قيلت فقال لرئيس المجمع لا تخف امن فقط} (مر 5 : 36). وانت لا تيأس من خلاصك وأمن باله وخلاصه وفدائه، ولا تفقد الرجاء فى خلاص أحد من الناس فاللص تاب وأمن فى أخر لحظات حياته وهكذا بائيسه الخاطئة خلصت فى أخر يوم من ايامها على الارض. قد يأتى الله فى الهزيع الأخير من الليل. فلنوظب على الصلاة والطلبة واثقين ان الله كأب صالح يعمل لخيرنا { اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم. لان كل من يسال ياخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له.ام اي انسان منكم اذا ساله ابنه خبزا يعطيه حجرا. وان ساله سمكة يعطيه حية. فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري ابوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسالونه }(مت 7:7-11).
+ طلب المخلص من المفلوج حمل السرير ليطمئن أن شفاؤه كامل، وأنه لم ينل القوة الجسدية تدريجيا بل بكلمة الله وأمره في الحال. إنها صرخة المخلص على الصليب وهو يتطلع إلى الكنيسة كلها عبر الأجيال منذ آدم إلى آخر الدهور، لكى تقوم وتتحرك وتدخل إلى حضن الأب. يطالبها بحمل سريرها الذى هو شركة الصليب معه، لا كثقل على ظهرها، بل كعرش يحملها، ومجد ينسكب عليها { قومى استنيرى، لأنه قد جاء نورك، ومجد الرب أشرق عليك } ( إش 60 : 1 ). ان كان شفاء المفلوج قد أظهر محبة ورحمة الله لكنه أغضب الكتبة والفريسيين لان المخلص الصالح فعل تلك المعجزة فى يوم السبت فلقد فهموا الوصية بتقديس السبت بمعنى عدم العمل ولكن المخلص أظهر لهم أهمية فعل الخير كل أيام حياتنا ولاسيما فى أيام السبوت والاحاد، فالسبت جٌعل للأنسان وليس الانسان من أجل السبت؟ الله يهمه راحتنا وخلاصنا وشفائنا وابديتنا.
+ عندما تقابل المخلص مع المفلوج فى الهيكل بعد ان تمت له معجزة الشفاء وجدناه يحذره حتى لا يعود للخطية والشر { بعد ذلك وجده يسوع في الهيكل وقال له ها انت قد برئت فلا تخطئ ايضا لئلا يكون لك اشر} (يو14:5). فيجب علينا ان نحترس بعد ان ننال النعمة ونصبح بالمعمودية أبناء لله، نحترس ان لا نخطئ ايضا أو نتهاون فى أمر خلاصنا ونهمل خلاصاً ثميناً هذا مقداره { لذلك يقول استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح. فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لان الايام شريرة} (أف 14:5-16).
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق