للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ يدعونا السيد المسيح لكي نتبعه ونثبت فيه لكي ما نثمر ويدوم نمونا وثمرنا الروحي. ولقد شبه الرب علاقتنا به بعلاقة الغصن بالكرمة، الغصن الذى لا يثبت في أصل الكرمة يجف ويموت ويقطع. المسيحي كغصن ثابت في المسيح يجب أن تكون له حياة مسيحية لائقة، بفكر وسلوك وقلب مسيحي يثمر ويحب لكل البشرية. فما نفع الكرمة بلا عنب؟ وما نفع المسيحي بلا حب لله وللغير؟! ومع نمونا المستمر في الحياة المسيحية، إلا أنه قد يوجد ما لا يرغبه الله فينا فينقيه، فيقوم الله بالعمل ككرام يقلم أغصان الكرمة لكي تأتي بثمر أكثر. وعلينا أن نحتمل بشكرونقبل تأديب وتقليم الكرام الأعظم حتى نأتي بالثمر الكثير. بثباتنا فى المسيح نعرف مدي محبته واهتمامه بخلاصنا وسعيه لتقويتنا ورعايتنا ونمونا وأثمارنا في الطريق الروحي وهذا ما يدعونا اليه (اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ}(يو 15 : 4). الغصن يشارك طبيعة الشجرة وينتعش بعصارتها ويحيا بحياتها هكذا يليق بنا أن نكون ثابتين في المسيح ونسلك بحكمته، ويحل بالإيمان فينا ويهبنا نعمته وقوته وإمكانياته ونتطهر ببرّه وقداسته.
+ علينا أن نسأل أنفسنا هل نحن ثابتون في الرب وفي شدة قوته أم لا؟. هل نضع الله ومحبته وخدمته في أول أهتماماتنا اليومية أم لا؟ وهل لنا صلة قوية ودائمة وعشرة مستمرة مع الله أم نعتمد على مرجعية أخرى لقراراتنا؟. ومدي صلتنا بالكتاب المقدس ككلمة الله ورسالته الينا. هل نحن ننقاد بالروح القدس وصوته لنا؟. وما هو مدى ثباتنا في الأسرار المقدسة وأستعدادنا الروحي لخدمة الله والشهادة له في مختلف الظروف؟. الذي يثبت فى المسيح يجب أن يحبه ويطيعه ويحفظ وصاياه كدليل على المحبة والأخلاص لهذا الحب، لقد تبع السيد المسيح كثيرين لكن الذين بقوا معه حتى الصليب والي المنتهى هم اولئك الذين احبوه بكل قلوبهم، وعرفوا عمق محبته { كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي} (يو 15 : 9).
+ الثبات فى الله يجعلنا لانقبل بشئ قط يفصلنا عن محبته { فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ} (غل 5 : 1). علي المؤمن ان يبني حياته علي صخرة الإيمان القويم فلا يتأثر بالشكوك أو بالتيارات المادية أو الالحادية ويحتمى فى صخر الدهور متى يهيج عليه العدو ويثور، الغير الثابت فى الله يكون كقشة في مهب الريح تتقاذفه تأثيرات العالم ووسائل الاعلام والمحيطين به وأغراءات الخطية أما الثابت فى المسيح فيقول مع القديس بولس الرسول { مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً. وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا} (رو 35:8-39).
+ ثباتنا في الله يهبنا سلام عميق وقوة روحية لمواجهة تحديات الحياة بثقة ونجاح فى تدقيق روحي فلا ننقاد وراء الشر وضلال الاردياء {فَأَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ إِذْ قَدْ سَبَقْتُمْ فَعَرَفْتُمُ، احْتَرِسُوا مِنْ أَنْ تَنْقَادُوا بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ }(2بط 3 : 17). ولهذا عاتب الرب خادم كنيسة أفسس {لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى} ( رؤ 2 : 4 ) . يجب أن تكون محبتنا لله هدف ثابت وغاية وليس وسيلة لتحقيق أغراض شخصية أو أنقاذ من ضيقات أو لنيل منافع مادية أو أجتماعية، مثلما فعل الشعب قديما بعد خروجهم من مصر رايناهم يتذمروا علي الله من أجل المياه والطعام، ولذلك كانت علاقتهم به متزعزعة وغير ثابتة. الذي يثبت في المسيح يكون له ثقة في الله ويفرح ولا يخجل منه في مجيئه الثانى { وَالآنَ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ} (1يو2:28).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق