للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الوداعة هى صفة تعطي المؤمن هدوء ولطف ورقة فى شخصه وكلامه وحياته وتجعله يبعد عن العنف والنرفزة وعلو الصوت ويتشبه بسيده ومخلصه الصالح الذي كان لا يخاصم ولا يصيح. الشخص الوديع طيب هادئ، دمث الأخلاق. ولقد طوب السيد المسيح الوداعة في عظته علي الجبل حين قال {طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض}(مت5:5). أي يرثون الأرض هنا أي يكسبون محبة الكل وقلوب الكل ويعيشون في سلام وأمان حسب قول المزمور {الودعاء يرثون الأرض ويتلذذون بكثرة السلام} (مز11:37) ثم يرثون السماء في الأبدية كقول المزمور {أنا أؤمن أن أعاين خيرات الرب في أرض الأحياء} (مز13:27). لأهمية الوداعة دعانا الرب أن نتعلمها منه شخصياً فنعيش سعداء { تعلموا منى فأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم} (مت29:11). أن الله يسمع صلوات الودعاء (مز 10: 17)، ويشبعهم من الخير (مز 22: 26)، { يدرب الودعاء في الحق، ويعلم الودعاء طرقه} (مز 25: 9{ الرب يرفع الودعاء ويضع الأشرار إلى الأرض}(مز 741: 6)، ويجمِّل الودعاء بالخلاص" (مز 149: 4(.
+ الشخص الوديع يتميز بعدة صفات كثيرة أهمها البشاشة والهدوء والمسالمة مما يجعله مريح للغير وصانع للسلام والخير ويتعامل مع الناس بمحبة ولطف متشبها بسيده الذى تحققت فيه نبؤة أشعياء النبي { هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ.لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ.} ( مت 18:12-21). الوديع يحتمل الغير ويريحهم ولا يتذمر أو يجاوب بغضب أو يحزن قلب أحد فهو كالنسيم الهادىء الذي لا يحدث عاصفة ولا زوبعة ولا توتر بل تسير حياته في هدوء وسلام مع نفسه ومع الآخرين أيضا.
+ الوداعة هي ثمرة من ثمار الروح القدس (غل 2: 23). وهي ناتجة عن وجود محبة الله فى قلب المؤمن ولهذا يربط الكتاب المقدس بين الوداعة والمحبة (1 كو 4: 21، 1 تى 6: 11)، شخص وحكمته وهي علامة لحلم المؤمن وحكمته ويربط الكتاب بينها وبين التواضع (أف 4: 2). ويوصنا بان نصلح أخطاء الغير بالوداعة{ أيها الإخوة إن انسبق إنسان فأخذ في زلة، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة}(غل 6 : 1 ) ويوصى المؤمنين بالاستعداد لمجاوبة الغير بوداعة { قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف}(1 بط 3: 15)، كما يطلب أن تكون زينة النساء هي بالروح الوديع الهادئ { ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب، بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد، زينة الروح الوديع الهادي الذي هو قدام الله كثير الثمن}( 1 بط 3: 3 ،4). وعلي الإنسان إن يبتعد عن الشر ويقبل كلمة الله بوداعة { طرحوا كل نجاسة وكثرة شر واقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم" (يع 1: 21(. أننا نصلى لكي يمنحنا الله الوداعة وطول الآناة واللطف والصبر لنجد راحة لنفوسنا ونريح من حولنا ونرث أرض الأحياء، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق