للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
أستثمار الوزنات والربح بها ..
+ لقد منح الله كل من وزنات ليتاجر ويربح بها ولم يبخل علينا بل أعطي كل وأحد على قد طاقته وسيحاسبنا على ما هو متاح لنا وليس ما هو غير مستطاع مع أننا نستطيع عمل الكثير بالتركيز والنظام والتصميم فى المسيح الذي يقوينا. لكن علينا أن نعي أن هناك حساب على أعمالنا والوزنات التي بين أيدينا. الله منحنا وزنات ومواهب روحية وجسدية ونفسية ومادية سواء معرفة وحكمة وتعليم وإمكانيات عقلية ومحبة وخدمة وصحة ومواهب ومال ووقت علينا أن نجاهد بها في حياتنا لنربح .
+ الله لا يحابي أحداً على حساب آخر، لكنه يعرف طاقة كل واحد فما قدمه لنا الله من مواهب لم يقدمها إعتباطاً وإنما هو يعرف ما يناسب كل إنسان لخلاص نفسه وأسرته وخدمة كنيسته ومجتمعه. فلا يتكبر أحد على أصحاب المواهب الأقل ولا يحسد حساب الوزنات الأقل أصحاب المواهب الأكثر، بل نشكر الله ونستثمر ما بين أيدينا. الله يهبنا الحرية والارادة وفى المقابل نجد أن كل منا مسئول عن أستثمار وزناته (مت14:25-30).
+ علينا أن نعمل ونستثمر ما لدينا من طاقات وإمكانيات لنشهد للمسيح الذى أحبنا ويرى الناس أعمالنا الصالحة ويمجدوا أبانا الذى فى السموات، ومن يربح هنا يدخل إلى الفرح السمائي، صاحب الخمس وزنات يشير لمن قدس حواسه وأعماله وإتجاهاته فربح خمس وزنات أخر أي حواسه الداخلية التي يتصل بها بالسماء. وصاحب الوزنتين يشير لمن عاش في محبة لله والقريب فهذا تضاعفت محبته لله وللناس، فعلينا أن نصلى ونطلب من الله الحكمة والنعمة والقوة والنشاط لنعرف أمكانياتنا وننميها ونربح بها { ثمر الصديق شجرة حياة ورابح النفوس حكيم } (ام 11 : 30). علينا ان نسعي فى أقتناء الفضائل الروحية ونجاهد من أجل النجاح والتفوق فى الدراسة والعمل ونساعد الإخرين على النمو والنجاح ونفرح ونسعد بما لدينا ونسير فى طريق الي الله ننسي ما هو وراء ونمتد الى قدام لنصل الى حياة القداسة والكمال المسيحي فى تواضع ووداعة، ونبى أنفسنا على أيماننا الاقدس ليرى الناس أعمالنا الصالحة فيمجدوا ابانا الذى في السموات .
+ يرمز صاحب الوزنات الخمس للمؤمن الذي يقدّم حواسه الخمس مقدّسة لعريسه السماوي، معلنًا عمل روح الله القدّوس في جسده كما في نفسه ليكون بكلّيته للرب السماوي. بمعنى آخر، يُشير إلى الإنسان الذي يضرم فيه مواهبه لله خلال أبواب حواسه الخمسة. وصاحب الوزنتين يرمز إلى المؤمن الذي امتلأ قلبه بمحبّة أخيه في الرب، ولهذا السبب نجد السامري الصالح يقدّم دِينارين لصاحب الفندق علامة محبّته للجريح، والأرملة التي امتدحها السيِّد قدّمت فِلسين علامة حبّها لله ولاخوتها المحتاجين. وفي قبر السيِّد المسيح وُجد ملاكان، واحد عند الرأس والآخر عند القدمين إشارة إلى الحب الذي ربط السمائيّين مع الأرضيين فصار الكل جسدًا واحدًا في الرب. صاحب الوزنات الخمس وصاحب الوزنتين ينالا المكافأة الأبديّة.
+ أن كل الانجازات التى نراها حولنا من تقدم علمي وتقني ومعرفي وأدبي وروحي ما هو الا سعى دائم من أناس عظماء تحدوا الظروف والمعوقات وخططوا وجاهدوا لكي يصلوا الى غاياتهم النبيلة وحققوها. كما ان علاقاتنا الاسرية والاجتماعية مع المحيطين بنا سواء فى البيت او الشارع او العمل او المجتمع هى وزنات علينا ان نبنى بها نفوسنا ونربح الآخرين، اموالنا وزنة يجب ان تستخدمها فى خدمة الله والخير والغير.
+ الخسارة وفقد المكأفاة ...
+ صاحب الوزنة إذ أهمل وكسل خسر حياته ووزنته وإنما سقط في خطايا أخرى، وأدان حتى سيده وأتهمه بالظلم والقسوة وقال عرفت أنك سيد قاسى وهو لم يعرف الله بالطبع، بل هذه تصورات قلبه لأن عينه مغلقة بسبب خطاياه وكسله ورفضه أن يخدم سيده. أن كل من يتاجر بمواهب الروح يعطي له أكثر وتزداد له البركات الروحية بفيض. ومن لا يكون أمينا فى ما لديه يؤخذ منه ويعطي للأمين فلقد أخذ داود أخذ وزنة الملك من شاول حين ثبت أن شاول غير أمين في وزناته. من ليس له محبة الله، ويسلك في شهواته فيحرم مما لديه ويحرم من الدخول الي العرس الأبدي ويطرح فى الظلمة بعيداً عن نور الله فقد إختار لنفسه على الأرض الظلمة الداخلية. لقد دفن الوزنة التي له في التراب في تقوقع حول الذات. إنسان أرضي لم يستطع أن يرتفع نحو السماء حيث الحب، بل عاش في الأرضيات ولذات العالم الترابي يشبع لذاته وشهواته ويفسد نفسه ويخنقها إذ يدفنها في شهوات الجسد الترابي فلا ينتفع روحياً وحتى جسده يهلك فيفقد السماء والأرض معاً. فلا ندفن يا أحبائى الوزنات المعطاه لنا أو نضيعها ونخسر نفوسنا ووزناتنا { لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26)
أستثمار الوقت ..
+ كل يوم جديد هو فرصة معطاة لنا من الله للصلاة، للعمل والنجاح، وتنمية علاقتنا مع الله والآخرين وللفرح بالرب وخلاصه وعمله معنا { هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، نبتهج ونفرح فيه} (مز 118 : 24). أن جدول مواعيدك لا يكذب، وكيف تقضى وقتك يبين أهتماماتك، فان كنت تقول ان الله اول اهتماماتك أو أسرتك مسئوليتك الاولي فهل تعطيهم الوقت المشبع والأهتمام الكافي. يجب ان نعمل على بناء نفوسنا وغيرنا واسعادهم بطريقة روحية عملية تربح نفوسهم ليكونوا اناس ناجحين وأمناء فيما لله والناس علينا ان نستثمر وقتنا فيما يبنى ويفيد، فالوقت من ذهب أذ لم نستغله ذهب. ويجب ان نسلك بحكمة وتدقيق إن اردنا الوصول الى ما نطمح اليه من تقدم ونجاح { فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة} (اف 5 : 15).
+ من المهم أن يسأل الإنسان نفسه: ماذا يريد أن يكون بعد عشر سنوات؟ وكيف سيعيش وماذا يعمل فى يومه هذا ويلتزم بخطط وقرارات يقوم بها لكي أصل الى الغد الأفضل والي ما يريد على المدى البعيد؟. أفعالنا اليوم ليست صدفة بل هى حصاد ما زرعناه بالأمس وما سنحصده غدا لابد أن نتعهده بالرعاية اليوم وكل يوم. فحياتنا أوقات ومن يضيع أوقاته يضيع حياته والعكس صحيح من يستغل وقته فى تنمية نفسه وعلاقاته ويتصرف بحكمة ويستعد للغد، يصل الي ما يريد.
+ أن كل شخص تقابله فرصة جديدة لك للنمو فى المعرفة والتعاون والمحبة وعمل الخير. ليس المهم كم يطول اللقاء بل الأهم هو أستثمار الوقت ليكون وقت بناء وتسعد فيه من حولك وتترك لديهم الأثر الطيب وتكسب الناس وتربحهم لمجد الله ولبناء علاقات ناجحة. وفى العمل الروحي جيد أن نستغل الوقت فى التوبة والحياة مع الله. جيد أن لا نخطئ وأن أخطأنا فلا نؤجل التوبة بل نسرع في الرجوع الي الله {هذا وانكم عارفون الوقت انها الان ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الان اقرب مما كان حين امنا }(رو 13 : 11). فلنصمم ونلتزم بالحياة مع الله في فضيلة وتقوى، ولا نكل لاننا سنحصد فى حينه.
+ حين تواجهنا ضيقات أو تجارب يجب أن نحلها بروح الصلاة والعمل الجاد ولا نقلق أو نضطرب، بل علينا أن نثق فى الله وفى أنفسنا وقدرتنا على التغلب على الصعاب وعلينا بالصبر في الضيقات والبحث في أفضل الحلول لمشكلاتنا واتخاذ الخطوات العملية للوصول للحل وتصحيح المسار للوصول للنتائج الأفضل. قرر أذن ماذا تريد وأعمل على أستثمار الوقت والتركيز للوصول الى أهدافك واثقا فى معونة السماء لك { اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني}(نح 2 : 20).
+ أن الله فى محبته لنا يدعو كل واحد وواحدة منا إن يسمع صوته ويتبعه بكل قلبه ويحبه كما انه لا يبخل علي أحد بعطاياه ومحبته وعلينا أن نستثمر كل ما لدينا من أمكانيات ومواهب روحية أو أدبية أو أجتماعية في خدمة كنيستنا ومجتمعنا لمجد الله لنحيا سعداء على الأرض ونرث السماء وأمجادها. لقد خُلقنا كنفخة من روح الله ولن تستريح نفوسنا وأرواحنا الا بوجودنا مع الله ومحبتنا له فتجد النفس سلامها وفرحها وراحتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق