للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الحاجة للتقدير والمحبة من الحاجات الإنسانية الضرورية للنفس البشرية، فكل منا يريد إن يكون محبوب ومحب ويجد التشجيع وينال الأحترام. وكم من أناس عظماء كان أهلهم ومعلميهم من أسباب تفوقهم ونبوغهم والعكس صحيح. كما أن الشجرة لاسيما في بدء نموها تحتاج للرعاية هكذا علينا أن نشجع ونرعي الكل وبالأخص صغار النفوس عملا بدعوة الكتاب المقدس {شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ، أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ} (1تس 5 : 14). وكم من الأبناء والبنات سرق البعض أحلامهم وأصابوهم بالأحباط وتسببوا في فشلهم وذلك بالتقليل من أمكانياتهم أو نعتهم بالفشل أو الجهل أو بسوء التصرف لقد وقف يوما الممثل "بروس لي" وقال عنما كنت طالب في المدرسة طلبت منا المعلمة ان نكتب أهدفنا في الحياة فكتبت هدفي بان اصير أشهر ممثل ولاعب كاراتيه فقالت المدرسة " أن هدفي سخيف" وطلبت منى أن اكتب هدف أخر، وأصبحت محبط لمدة شهور ولا أعرف للنوم طريق، ولكننى سافرت للخارج وعملت في غسيل الأطباق فى تكساس ثم قررت الدراسة والتدرب وواجت التحديات حتى حققت أحلامي ونلت النجاح فى الحياة. وماذا نقول عن الطالبة مريم ميلاد الطالبة المتفوقة فى السنوات السابقة عن الشهادة الثانوية هذا العام، والتى كانت تحصل على الدرجات النهائية وشهادات التقدير ثم حصلت هذا العام على الصفر فى كل المواد! من سرق جهدها وتعبها ونسبه لغيرها وتسبب فى تحطم أحلامها ومستقبلها، أنها جريمة فى حق التربية والتعليم بل فى حق المجتمع كلة، ويجب أن يتم التحقيق فيها بنزاهة وموضوعية وأنصاف لاظهار الحقيقة حتى نقضى على لصوص وأعداء النجاح.
+ أن الله لم يعطينا روح الفشل بل روح المحبة والقوة والنجاح { لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ }(2تي 1 : 7) وهو يشجعنا ويدعونا الي الثقة فيه وفى إمكانياتنا { تَشَدَّدُوا وَتَشَجَّعُوا. لا تَخَافُوا وَلا تَرْهَبُوا وُجُوهَهُمْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ سَائِرٌ مَعَكَ. لا يُهْمِلُكَ وَلا يَتْرُكُكَ} (تث 31 : 6). أن الله هو اله الضعفاء والمساكين يسندهم في ضعفهم، يشجعهم ويقويهم، ولا يتركهم وهو الذى جاء لكي يحرر المنسحقين ويقوى الضعفاء ويشفى منكسري القلوب { رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ.} ( لو 18:4). علينا أذن أن نضع أهداف لحياتنا ونتخذ القرارات التى تقودنا لتحقيق أهدافنا ونقوم بانجاز الأعمال التى تصل بنا الى أهدفنا والنمو يوما فيوم لنصل الى ما نريد فى إيمان بمعونة الله وبامكنياتنا والوزنات المعطاة لنا وأستثمارها ونشجع من حولنا أيضا ونبث فيهم روح الإيمان والنجاح { إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ فَكُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ» (مر 9 : 23).
+ لكل انسان رسالة فى الحياة وعلينا أن نعي رسالتنا ونؤديها باخلاص وأمانة لاسيما فى تشجيع صغار النفوس وأحترام الغير وتقديرهم وبث روح الحماس والنجاح في من هم حولنا والصلاة من أجلهم. فإن رأيت إنسانًا حائرًا يائسًا منهارًا، لا تستصغره بل خد بيده، حتى إن رأيت ساقطًا، لا تحتقره، وقل له كلمة ترفع معنوياته، أعطه كلمة أمل ورجاء. وافتح للغير طاقات من نور تضئ لهم الطريق. حتى أن كان المؤمن علي قمة الجبل، فلا يجب أبدا أن يقلل من مجهودات من هم علي السفح أو في الوادي،أو حتى الذين في المستنقع. وإن أعطانا الرب نعمة وثبتنا فيه، فلا ننظر إلي الناس من فوق، ولا نحتقر الذين لم يصلوا بعد بل تذكر قول الرب: {انظروا. لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار} (مت 18: 10). الله يعطي فرصة لكل أحد. لأنه لا يشاء موت الخاطئ، بل أن يرجع ويحيا (حز 18: 23، 32). وطالما الإنسان علي قيد الحياة، لا تزال أمامه فرصة للتوبة والرجوع الي الله. فاللص اليمين آمن وقبله الله وهو في الساعات الأخيرة من حياته، والله من محبته للبشر يريد ان الكل يخلصون والي معرفة الحق يقبلون ولهذا علينا أن نقتدى بمحبة الله ونشجع الغير على الحياة مع الله والنمو وفعل الخير.
هناك تعليق واحد:
رائع كالعادة يا قدس ابونا
إرسال تعليق