نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

الأعتدال في الحياة

" لا تَمِل يُمنة ولا يُسرة " ( أم 4 : 27 )

+ يدعونا الوحى المقدس إلى السير فى الطريق الوسطى ، أى " الإعتدال فى كل مجال " حتى فى النواحى الروحية : وقال القديس الأنبا أنطونيوس : " الطريق الوسطى خلّصت كثيرين " . وقال إشعياء النبى : " أُذناك تسمعان كلمة قائلة : " هذه هى الطريق : أسلكوا فيها ، حينما ( تفكرون أن ) تميلوا إلى اليمين ، أو إلى اليسار " ( إش 30 : 21 ) .

وقال سليمان الحكيم المُختبر : " لا تكن باراً كثيراً ، ولا تكن حكيماً بزيادة ، لماذا تُخرِب نفسك ؟" ( جا 7 : 16 ) . فقد حاول البعض تقليد القامات الروحية العالية جداً ، فى صومهم وسهرهم وجهادهم ، فباءت كل جهودهم بالفشل ، لعدم الإعتدال ، أو لعدم التدرج فى التدريبات الروحية ، أو لرفض المشورة الصالحة ، أو بسبب الكبرياء والتفاخر بالعمل فضاع الأمل .

+ وقد يكون هناك انحراف نحو اليمين :

+ بالتزمت الشديد مع الإهتمام بالمظهر دون الجوهر ، أو التظاهر بالتقوى ( مثل الفريسيين ) .

+ أو بالإنحراف نحو الشمال ، بإباحة المحظور والإستهانة بالفضيلة ، ورفض تبكيت الضمير ، حتى يتخدر ويموت ( لا يوبخ ) .

+ أسس الإعتدال ( الحياة الوسطية ) :

1 – الإلتزام بروح الوصية ، وليس بشكلها ( مظهرها ) ، كالعمق فى الصوم وليس طوله ( فترة الإنقطاع ) .

2 – عدم التمركز حول الذات ( الأنانية ) ، لأنه يؤدى للتطرف اليمينى .

3 – الإبتعاد عن أصدقاء السوء ، الذين يقودون للتطرف اليسارى .

4 – ضرورة التلمذة الروحية الجيدة ، لحفظ النفس من التطرف بنوعيه .

5 – مراعاة الإنسان لإمكانياته الصحية وقدراته البدنية " أن يرتئى إلى التعقل " ، باستخدام العقل لا العاطفة الهوجاء .

6 – عمل الخير حباً لله وللخير ولإسعاد الغير ، وليس بالضغط أو التهديد ( أو الكبت ) ، الذى قد يؤدى إلى الإنحراف اليسارى .

7 – تقديم الوالدين النصائح المعقولة ، مثل أسلوب اللبس والزينة ، واختيار الأصدقاء ، وحُرية الخروج والدخول ، ونصائح لإستعمال التليفونات ، والرسائل المختلفة ( العادية والإلكترونية (

8 – مراعاة الإعتدال فى استعمال المال ( الدخل ) ، وتجنب التطرف اليمينى ( البخل ) بحجة عدم إنحراف الأبناء ، أو إعطاء المال لهم بدون حساب ( رقابة ) فيقود للإنحراف اليسارى ( عادات سيئة ) .

9 – مراعاة الإعتدال فى توجيه الأبناء فى مجالات الترفيه والتسلية ، ووسائل الإعلام ، والكمبيوتر ، والدخول على النت ، وذلك بالسماح بها فى وقت محدد ، وتحت إشراف ( رقابة ) ، والتدخل بحزم إذا لزم الأمر .

+ واستمع ( يا أخى / يا أختى ) إلى نصيحة سليمان الحكيم : " انظر بعينيك إلى أمامك مستقيماً " ( أم 4 : 25 – 26 ) . والطريق المستقيم ، هو أقصر الطرق للنجاح والراحة والفرح .

السبت، 14 أغسطس 2010

رأيت هناك

لمثلث الرحمات نيافة الانبا يوأنس اسقف الغربية تركنى اخى الروحى بعد جلسة ليست بالقصيرة فيها تحدثنا عن الامور المختصة بملكوت السموات .. لقد شعرت اثناء تلك الجلسة بقشعرة تسرى فى كل عضو من اعضائى هى قشعريرة الخوف من دينونة الله العادلة . والندم على الوقت الذى انفقتة مع اهل العالم

بعد ان كنت جنديا امينا ليسوع المسيح اويت الى فراشى ونمت نوما عميقا حتى شعرت بيد حنون تهزنى هزا خفيفا ... انها العذراء الطاهرة القديسة .. رايتها متسربلة بالنور من هامة راسها الى اخمص قدميها وثيابها تشع منها النور كانها الشمس فى بهائها ولمعانها امسكت بيمينى .. فلما سجدت تحت قدميها اقامتنى بيديها قائلة لى ( قم يا أبنى انا أمة الرب ) قادتنى ... فقلت (( الى اين يا امى ) اجابتنى ( الى مواضع الراحة الى المكان الذى هرب منة الحزن والكابة والتنهد ) فقلت لها (وكيف يكون هذا لى وانا انسان خاطىء ) ... تبعتها فى خوف ورعدة ومااشعر بنفسى الا فى وسط مكان يشع منة النور من جميع ارجائة ومن كل بقعة فية . فى ذلك المكان رايت قوما كل منهم وجهة يشع نورا عجيبا ويظهر على محياهم النور الالهى قابلت اول من قابلت شيخا وقورا مسنا تتدلى لحيتة الى قرب ركبتية على محياه امارة الابوة .. فسألتها من هذا ياامى ؟ فاجابتنى ( الا تعرف هذا .. انه ابونا ابراهيم ابو كل المؤمنين ... ) لقد ايقنت انى فى الفردوس مكان راحة وانتظار الابرار هناك رايت اسحق ورايت يعقوب ..هناك رايت داود الملك والنبى المرتل .. رايتة ممسكا بعودة ومزمارة وهو يرتل اشجى الالحان .. ارهفت السمع فاذا بى اسمع تسابيح الله وشعرت كانى بمنزلى وفى مخدعى اصلى صلوات نصف الليل بمزامير داود البار . سمعتة يقولها بنفس اللحن الذى بة نقولها ... ياللعجب رايت القديس العظيم الانبا انطونيوس ككوكب عظيم جدا يحيط بة كواكب اصغر منة حجما واقل منة ضياء .. ولما تركتة وجدت نفسى فى حضرة ابومقار .. طرحت نفسى تحت قدميه وقلت له طوباك يابومقار وطوبى لاولادك .فاقامنى بيدة وقال لى لاتفعل هذا فانى عبد مثلك.. فطلبت منة ان يباركنى وان يذكر خدمتة فى مدارس الاحد فطلب الى الله من اجلنا ربوات ربوات والــوف الوف .. قديسين لاحصر لهم .. هؤلاء جميعا القيت عليهم النظرة الاخيرة حين جذبتنى العذراء الطاهرة جذبة هينه لكى اتبعها . فقلت لها الى اين ياامى ..فقالت اتبعنى ! تبدل النور البهى الى ظلمة حالكة والجو المطمئن الى جو مفزع وذلك عندما وجدت نفسى وسط الاشرار يبكون بعيونهم ويصرون باسنانهم ندما على مافرط منهم ... صرخت وقلت لها ارحمينى ياامى ارحمينى من هذا المكان فقالت لى تعالى لكى تبصر مكانك المعد مالم تتبع يسوع فصرخت وقلت لها كفى .. لقد رايت .. كفى هذة الظلمة الخارجية .. كفى البكاء وصرير الاسنان هناك رايت الزناة والقاتلين والسارقين والماكرين والخادعين والكاذبين والحانثين والشاتمين والسكرين والطاميعين و .... رايت كل من هؤلاء يتلوى تحت ثقل وطاة خطيئتة كل يتالم بالم مناسب لخطيتة . اقتربت من شاب بدين الجسم فارع القامة وقد احنى ظهرة كثرة البكاء وفرط الحزن .. تفرست فية فاذا صديقى الذى فارقنى منذ بضع شهور.. قلت له علام تبكى ياصاح ..فقال لى انا لاابكى الا ندما على انى كنت استهين بحديثك واستهزى بكلماتك حينما كنت تدعونى الى اجتماع الشبان وحتى حينما كنت تلح على كنت اجلس فى الاجتماع شارد الفكر ومشتت العقل . افكر فى اخوان السوء وما ينتظرنى من سعادة وهمية خادعة .. ولقد اعترتنى رعدة عظيمة حينما قال لى ( ان كل حرف مما كنت تقولة لى ياكل لحمى كنار .. انى كنت فى الماضى اسالك ان تصلى لاجلى ولكنى لا اطلب منك الان شيئا من ذلك فقد انكشف امامى كل شىء حيث لا تنفعنى صلوات العالم اجمع فهى لا تستطيع ان تنقلنى الى النعيم ..) لقد امضيت هذة الدقائق مع صديقى وكانى واقف على بركان ادرت النظر الى امى العذراء راجيا اليها ان تنقذنى من هذا المكان خرجت انا وامى من هذا المكان الموحش .. فتفرست فى وجهها كانما اطلب شيئا .. فقالت لى تحدث ولا تخف ماذا تريد؟؟ قلت لها اريد ان اطمئن عن مصيرى ومكانى .فقالت لى الاتؤمن بمواعيد يسوع ( انه ذهب ليعد لكم مكانا فمكانك ياابنى محفوظ بشرط ان تحب يسوع وتتبع وصاياه ) فقلت لها انا اؤمن بذك والكن اليس مكانى خاليا ومعد لى .. قالت لى نعم فقلت لها اريد ان اراه .. اشارت ال فتبعتها واذا بها تشير الى كرسى بهى من نور ساطع. وقالت لى هذا مكانك .. تشبثت بالمكان وسالتها ان ترحمنى من العودة فابتسمت وقالت لى ( ليس لك ان تحدد المواعيد .. ولكن لاتخف فابنى يحبكم جدا وقد بذل ذاتة لاجلنا جميعا ).. حزنت ووجمت .. فقمت من نومى فزعا وانا اردد : اذ ليس لنا دالة ولاحجة ولا معذرة من اجل كثرة خطايانا فنحن بك نتوسل الى الذى ولد منك ياوالدة الاله العذراء . لان كثيرة هى شفاعتك وقوية ومقبولة عند مخلصنا. لانة تالم من اجلنا لكى ينقذنا نهضت ولكنى تمنيت لو انى ظللت نائما اتمتع بهذة المناظر الطاهرة فى نور القديسين

الأربعاء، 11 أغسطس 2010

البار بالايمان يحيا

" تيقن أن ما وعد به هو قادر أن يفعله " ( رو 4 : 21 )

أبسط تعريف " للإيمان " ، أنه " الثقة " فى الله ، وفى وعوده ، والتأكد من تحقيقها ، فى وقتها المحدد من السماء ، وبالطريقة التى يراها الله ، سواء بالإستجابة الفورية ، أو المؤجلة ، أو بالإيجاب أو بالسلب ، وكلها لمصلحة الإنسان بالطبع ( عب 11 : 1 ) .وعلى المؤمن أن يثق فى ترتيب الرب الصالح له دائماً ، ومن هذا الإيمان العملى ، ينبثق الصبر ، وانتظار الرب ، مهما طال الزمن ، ويخضع بروح الشكر للتدبير الإلهى ، ويُسلم أمره لله ، ويصلى ويقول : " اختر يارب الوقت المناسب ، والطريقة المناسبة ، وما يحسُن فى عينيك افعل ، ونحن مستودعون كل ظروفنا بين يديك ، فافعل كل ما يحلو لك ولأولادك ، حتى ولو لم تتفق مع آمالنا أو طموحاتنا ، أو أهدافنا المادية " .

وهذا التسليم الكامل لمشيئة الله ، يهب المؤمن السلام والإطمئنان ، ويبعده عن القلق والحيرة ، والخوف مما يحمله المستقبل من مفاجآت مختلفة ، لأنه متأكد أن الله يختار الصالح له .ومن أمثلة الإيمان ، ما فصّله القديس بولس الرسول ، ذاكراً نماذجاً كثيرة من أبطال الإيمان ، الذين تعرضوا للتجارب ، فصبروا وشكروا ، حتى نالوا مُرادهم ، ولم يتعجلوا الأمور ، حتى تمت فى أوانها الحسن ، فنجحوا وفرحوا ، وهم يدركون تماماً ، أن الإستعجال يقود للفشل واليأس ، وأن الصبر يقود لربح النفس والناس .

ومن الأمور الإيمانية المؤكدة ، قول القديس بولس الرسول ، بملء الثقة فى الله ، وفى تدبيره الصالح جداً ، لكل أولاده : " نحن نعلم ( نتأكد ) ، أن كل الأشياء ( الحلوة والمرة ) تعمل معاً للخير ، للذين يحبون الله " ( رو 8 : 28 ) .وبهذا الإيمان يقبل المؤمن كل ما يسمح به الله من تجارب أو متاعب ، كما فعل الشهداء والقديسون والمعترفون والمتوحدون والسواح ، لأنه أعلم بالأصلح لنا فعلاً ، فنفرح ونرتاح بهذا الإيمان السليم والحكيم والعظيم " اننا نعلم ( نتأكد ) أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضى ( الجسد ) فلنا فى السماء بناء ( دائم ) ، من الله ، بيت غير مصنوع بيد ، أبدى ، فإننا نحن الذين فى الخيمة ( الجسد الترابى المؤقت ) نئن مُثقلين " .

" فإذن ، نحن واثقون – كل حين – وعالمون أننا ونحن مستوطنون فى الجسد ، فنحن متغربون عن الرب ، لأننا بالإيمان نسلك ، لا بالعيان " ( 2 كو 5 : 1 – 7 ) .

فعش ( يا أخى / يا أختى ) بالإيمان ، تجد الطمأنينة والأمان ، والسلام القلبى الدائم .. فهل تفعل من الآن ؟! .وسيقودك الإيمان إلى الصبر ، والشكر والتسليم وتحقيق المُراد

الخميس، 5 أغسطس 2010

الشيع الانساني بالمحبة

كيف نصل للنمو والشبع هناك وسائل متعددة وقد نختلف حسب طبيعتنا لكن كل نفس مخلوقة علي صورة الله وتشبع اذا ما اتحدت به واحبتة ولهذا قال القديس أغسطينوس: يا الله أنت خلقتنا علي صورتك ومثالك ولا تشبع نفوسنا إلا بحبك

1-ادعوك/ي لصداقة الرب يسوع وطلب شركة ونعمة الروح القدس في حياتك . احكي معه وحبه وصادقه وتحدث معة كعريس للنفس البشرية ودا فية بنكون في صداقة مع الرب كما سار ابونا اخنوخ و ابراهيم وبولا وانطونيوس مع الله وصادقوه وقالوا معك لا نريد شئ علي الارض

2-ليكن لديك/ي عشرة طيبة مع الكتاب المقدس وخذ كل يوم اية للتأمل وفكر فيها وكيف نطبقها في حياتنا العمليه وكيف سار عليها الاباء القديسين وهنا ايضا تاتي صداقتنا للقديسين وطلب معونتهم وشفاعتهم ويحبذ ان يكون لكي شفعاء خاصين وفي نفس اليوم تعرفي علي قديسي الكنيسة وأقرا عنهم وتعرف علي سيرتهم من رجال ونساء وشهداء ومدافعون وقديسون ودا عاوز وقت كبير

3-ليكن لك/ي الخدمة الكنسية واللقاءت المشبعة مع شريك الحياة والاسرة والمحطين بك واهتم بهم واخدمهم ولتكون لك صداقة وعلاقة بكل احد تسعد فيها الآخرين بكلامك الطيب البناء والسعادة حينئذ تملأ حياتك وتسعد من حولك

4-حاول/ي ان يكون لكي نمو في المعرفة بنفسك فاقراء شي في علم النفس والادب العالمي والمحلي والكتابات الروحية والادبية والاجتماعية والتاريخية ونمي هواية لديك ويوجد منها الكثير وحتي القنوات الدينيه والوثائقية فيها نتعلم عن انفسنا والاخرين وتتسع معرفتنا واهتماماتنا

5- نحن نحتاج للتنوع في حياتنا والتغيير الداخلي بتجديد الذهن والروح بالصلاة والتناول والقراءة الروحية المتنوعة والقراءات المتنوعة وسماع برنامج متنوعة وايضا الخروج مع شريك الحياة والابناء والاصدقاء وحتي لزيارة الكنيسة او المرضي او دور المسنين او الاقارب او الطبيعة من حين لاخر وفي هذا كله لا نكون شكليين .بل في عمق وتفهم ومشاركه وجدانية

6- نحن نظل جوعي ما لم ندخل الي داخل انفسنا ونكتشف الله المشبع داخلنا ونصلي بالروح والحق وتكون نعمة وشركة الروح القدس وثمارة فينا حينئذ ينبع داخلنا نبع ماء حي ينبع الي حياة ابدية ولن نشعر بالفراغ ولا بالترك لاننا نقتني الروح المشبع الذي لا ينضب ابدا ماءه الحي

7-اخيرا مارس/ي اي رياضة جسدية تفرغ فيها طاقاتك وتحس فيها بالتجديد والنشاط واهتم بالظهور بالمظر الجميل لشريك الحياة وأعمل علي اسعادة وامدحه ولا تنتقده ولنكن خلاقين في علاقتنا به زي وحد بيحب من جديد وعاوزة يسعد من يحب وهكذا تكون السعادة الروحية والنفسية والشبع في حياتنا

في قلب كل إنسان رغبة عارمة تدفعه بأن يُحِبّ وأن يُحَبّ. فالجوع إلى الحب في القلب الإنساني هو جوع وضعه الله في قلب الإنسان. وقد ذكر C. S. Lewis الفيلسوف المسيحي في كتابه The Four Loves أن هناك أربعة أنواع من الحب: الحب الطاهر، الحب الشهواني، حب الأصدقاء، حب الطبيعة والحيوان ومما يدعو إلى الأسف والحزن أن عالمنا المعاصر كاد يخلو من الحب الطاهر، وأصبح الحب فيه بدافع الشهوة، وصار الجنس معبوداً يسجد في هيكله الملايين. لكن الجوع إلى الحب الطاهر، وإشباع هذا الجوع هو طريق السعادة الحقيقية. وهنا أذكر قصة الصغير ”جوني“ الذي أخذه والداه إلى مستشفى الأطفال في مدينة ”أبيوود“ بإنجلترا، إذ أُصيب بمرض يحتاج إلى علاج طويل... ثم مضى شهر ولم يزر الوالدان ولدهما... ثم شهران، ثم ثلاثة... كان الصغير يتطلع كل لحظة إلى الباب متوقّعاً أن يرى والديه، ولكنهما لم يعودا لرؤيته... اتصلت إدارة المستشفى بالعنوان الذي تركه الوالدان، فلم تجد لهما أثراً... ومضت أعوام والصغير المسكين يرى الأمهات والآباء يزورون من معه في الغرفة من الصغار ويحملون لهم الهدايا، وهو وحده في سريره لا يزوره أحد ولا يفكّر فيه أحد. كان الصغير جائعاً إلى الحب... فبدأ يكذب على رفقائه الصغار لينفي عن نفسه عار الوحدة والنسيان... وراح يقول لهم: ”لقد زارتني أمي في الليل أمس أثناء نومكم وأمطرتني بالقبلات، وأبي أيضاً جاء معها... وأدركت كبيرة الممرّضات في المستشفى أن جوع الطفل إلى الحب هو الذي اضطرّه إلى الكذب... فنشرت قصته وصورته في الصحف.. وفي اليوم التالي كان الكثيرون يقفون أمام باب المستشفى وهم يحملون الهدايا للصغير ”جوني“.. وبكت سيدة أمام الباب لما منعوها من الدخول، فقد ركبت ثلاث قطارات وقطعت مسافة كبيرة لتزور هذا الصغير الجائع إلى الحب.. فسمحوا لها بالدخول، وأخذ ”جوني“ الهدايا التي أحضرها من زاروه، وراح يوزّعها على رفقائه، وأحسّ بالدفء يسري في كيانه بعد البرودة، وبالحب الذي غمره به الكثيرون يحوّله إلى إنسان سعيد. كان ”جوني“ جائعاً إلى الحبّ! لكن ما هو الطريق الصحيح لإشباع جوع القلب الإنساني إلى الحب؟ الطريق الصحيح هو أن تحب الرب إلهك وتتيقّن من حبه لك فلا أحد غيره يستطيع أن يُشبع جوع قلبك. ”تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك“تثنية 4:6-5. لكن كيف تختبر هذا الحب؟ اختبار هذا الحب من كل القلب.. ومن كل النفس.. ومن كل القوّة... يتطلّب أن تعرف من تحبّ، وتدرك مدى حبّه لك.في هذا هي المحبّة ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا“1يوحنا 10:4. حب الله حب كبير.. حب عريض، وطويل، وعميق، وعالي، وإذا تأمّلنا عظمة هذا الحب وفهمنا مقاييسه، فسنحب الله.. وسيغمر حبّه كل نواحي حياتنا وبهذا نشبع جوع قلوبنا إلى الحب. لقد غمر هذا الحب قلب ”دكتور جورج ماثيسون“ الكاتب الإنجليزي، الذي خطب فتاة أحبّها بكل قلبه.. وأثناء فترة الخطبة أحسّ بألم في عينيه، فذهب إلى طبيب العيون الذي أخبره أنه خلال ستة أشهر سيفقد بصره.. وظنّ الدكتور ماثيسون أن خطيبته ستكون النور الهادي في حياته بعد أن يتزوجها.. وكان أميناً معها، فأخبرها بما قاله الطبيب له.. وبهدوء كدت أقول ببرود خلعت خطيبته خاتم الخطبة من إصبعها وأعطته له وهي تقول: ”آسفة.. لكنني لم أتصوّر قط أنني سأتزوّج رجلاً أعمى“.. وخرج ماثيسون يهيم على وجهه في الطرقات.. وسمع ترنيماً ينساب من مكان قريب، فدخل ذلك المكان، وسمع عن حب المسيح المريح.. وركع جورج ماثيسون، مسلّماً حياته لمن أحبّه ومات لأجله على الصليب وكتب بعد ذلك ترنيمته المعزّية التي تصوّر محبة الله التي لم تتخلّ عنه فردّد الكلمات: أيتها المحبة التي مداها لا يحدّ مآثمي ابتلعتها مع أنها بلا عدد يزول خوفي إذ مخلّصي الحبيب أنظر وإن تهب الريح والأمواج فوقي تهدر وفارقتني قوتي وصحتي والأصدقا ءتظل نفسي حبها بمن فداها موثقا وهكذا غمرت محبة المسيح ذلك الشاب ”ماثيسون“ فأنسته جمود قلب خطيبته، وعوّضته عن نور البصر بنور البصيرة وفي إنجيل يوحنا نلتقي بامرأة كانت جائعة إلى الحب، فتزوّجت خمسة رجال.. وأخيراً عاشت مع عشيق، ولكنها لم تجد في هذا الحب الآثم شبعاً أو ارتواء إلى أن التقت بالمسيح، فأعلن لها حقيقة ذاته، وأفاض عليها من حبه الإلهي الغامر، حتى نست ذاتها في شخصه، وغمر شخصه القوي شخصيتها المحطّمة، فأشبعها وروى ظمأ نفسها العطشى إلى الحبّ، وأحسّت المرأة حلاوة حب المسيح، وشبعت بهذا الحبّ الرفيع عن كل حبّ آخر في هذا الوجود.. ومضت لتخبر أهل مدينتها عن حب المسيح. إن حب المسيح هو حب حقيقي، لأن المسيح موجود في كل مكان... يتألّم، ويتضايق، ويشاركنا آلامنا، ويمنحنا دفئاً طاهراً من حبّه الأزلي. وقد أشبع يسوع بحبّه عشرات الملايين من البشر بهذا الحب، حتى ضحّوا من أجله بكل شيء. "وجوزفين بتلر“ المعروفة باسم نور الساقطات، أحبت يسوع حتى رفعها حبه فوق حضارة زمانها، فخرجت تبحث عن الساقطات وتأتي بهنّ ليختبرن حب المسيح. فهل اختبرت حب المسيح؟ وهل أشبع بحبّه جوع قلبك إلى الحب؟