نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الاثنين، 31 ديسمبر 2012

أية وقول وحكمة لكل يوم الثلاثاء الموافق 1/1



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

أحبائى الاعزاء، الاباء الموقرين والاخوات والاخوة المحترمين
 أتقدم لحضراتكم بمناسبة بدء السنة الميلادية الجديدة بأجمل وأطيب التهانى القلبية راجيا لجميعكم ولابناء كنيستنا واحبائها رعاة ورعية سنة مقدسة واياما مباركة تحققوا فيها كل ما ترجونه من الله، سائلا الرب القدير ان يملأ حياتكم بالمحبة والسلام والبركة والصحة والسعادة والخير. كل عام وجميعكم بالف خير مع طلب صلوات الملائكة والقديسين للجميع.

آية اليوم
{كللت السنة بجودك واثارك تقطر دسما }(مز  65 :  11)
قول لقديس..
(الإيمان بالمسيح هو ضامن لنا بكل هذه البركات العظيمة، لأنه الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، ويدعونا للانطلاق إلى المنازل العلوية، ويرقَى بنا لميراث القديسين، ويجعلنا أعضاء في ملكوت المسيح، الذي به وله مع الله الآب والروح القدس، المجد والسلطان إلى أبد الآباد آمين) القديس كيرلس السكندرى
حكمة لليوم ..
+ لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب لانه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب (رو  12 :  19)
Beloved, do not avenge yourselves, but rather give place to wrath; for is written Vengeance is mine, I repay says the LORD. Rom 12:19
من صلوات الاباء..
" ايها الرب الاله، صانع الخيرات الرحوم، نشكرك ونبارك اسمك القدوس لانك ترعانا وتقودنا كل الأيام، واذ أقبل علينا هذا العام الجديد، فاننا نحمدك على رحمتك ومحبتك وندعوك ليكون عامنا المقبل مقدسا وسلاميا ومباركا، تهبنا فيه نموا روحيا ونعمة من لدنك لنسلك بطهارة وبر كل ايام وساعات حياتنا صانعين ارادتك وسائرين فى نور معرفتك ومكملين ارادتك ليتمجد اسمك القدوس بنا وفينا ونرسل لك المجد والاكرام والسجود كل حين، أمين"

حكمة لليوم ..

من الشعر والادب
"أحسن صديق" للأب أفرايم الأنبا بيشوى
وانت ساير فى الطريق،
 خدليك يا عزيزى رفيق.
لاسيما فى اوقات الضيق،
 واحسن صديق هو الله،
محبة وعون وسعاده وياه
من أول السنة لاخرها نعيشها معاه
مرشد دائم وقائد صالح راح تلقاه.
وبعده اوعى تنسى كتاب الله.
هو رسالته معاك لحد سماه.
قراءة مختارة  ليوم
الثلاثاء الموافق 1/1
مت 33:5-42
ايضا سمعتم انه قيل للقدماء لا تحنث بل اوف للرب اقسامك. واما انا فاقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء لانها كرسي الله. ولا بالارض لانها موطئ قدميه ولا باورشليم لانها مدينة الملك العظيم. ولا تحلف براسك لانك لا تقدر ان تجعل شعرة واحدة بيضاء او سوداء. بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا وما زاد على ذلك فهو من الشرير. سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن. واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا. ومن اراد ان يخاصمك وياخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضا. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين. من سالك فاعطه ومن اراد ان يقترض منك فلا ترده. والمجد لله دائما
تأمل..
+ الصدق وتوقير اسم الله ...  قديما سمح الله لليهود فى طفولتهم الروحية بأن يستخدموا إسمه فى القسم حتى يرتبطوا به ولا يرتبطوا بالآلهة الوثنية إذ يقسمون بها. ولكى لا يحنثوا بوعودهم بل يلتزمون بأن يوفوا أقسامهم أمام الرب. عمل معلمى الناموس على التعليم  بتجنب شر القسم بالله وحتى لا يعاقبهم الله إن حنثوا بما أقسموا عليه، فقد سمحوا بالقسم بالسماء وبالأرض وبأورشليم وبرأس الإنسان وإعتبروا أن هذه الأشياء لا علاقة لها الله. ولكن السيد المسيح هنا يعلمنا أن كل خليقة الله لها علاقة بالله. وفى العهد الجديد لم يعد القسم بالله علامة التعبد لله، فلا داعى إذاً لأن يقسم أحد بالله، خصوصاً أن اسم الله أسمى من أن نتعامل به فى الأمور المادية العالمية، بل نذكره باحترام ووقار وخشوع  فى العبادة فقط. والمسيحى له سمة مميزة، هى أنه لا يُقسم بل يكون كلامه نعم ولا لا. أى اننا نقول الصدق فقط. وما زاد عن الصدق أو قل عنه فهو كذب، والكذب هو من الشرير الكذاب وأبو الكذاب (يو 44:8).
+ المحبة وصنع الخير للجميع ... كانت الشريعة عين بعين وسن بسن  تصلح لشعب بدائى لتدفعه لعدم الاذية أوالتوحش للرد على الضرر بمثله فقط وليس ازيد، اما فى عهد النعمة يستطيع الانسان  أن يحب أعداءه. وجاء الرب يسوع المسيح ليطلب أن نقابل الشر بالخير وهذه درجة عالية جداً، لا يملك الإنسان البدائى أن ينفذها، فما يساعدنا الآن على تنفيذها هو حصولنا على النعمة. نحن  نبتعد عن الخصام ومتى أهاننا  أحد بسبب خلاف على شئ نسامحه وقد  نتنازل عن هذا الشئ. من اجل المحبة وكسب قلوب الخير وربحهم بالحكمة من المهم ان نفهم كلام الرب الفهم الروحى وليس التطبيق الحرفى، فالحرف يقتل والروح يحيي فالسيد المسيح حين لُطِمَ قال للعبد الذى لطمه. لماذا تضربنى؟( يو 23:18)، فهو لم يقدم خده الآخر بل هو كان مستعداً أن يصفح بل أن يموت عمن لطمه واستهزاؤا به ليزيل العداوة ويرفع البغضة بالمحبة والغفران. واما من سخرك ميلاً  فامشى معه اثنين تعنى ان نخدم الاخرين بالمحبة والبذل والعطاء وليس بالاجبار لنستريح ونحيا فى سلام.

الأحد، 30 ديسمبر 2012

لنبدأ بدءاً حسناً


 


للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى
الله ضابط الكل..
تمضى الايام والسنين من عمرنا ونحن ننظر الى المستقبل بعيون الرجاء فى غدا افضل، ورغم كل الظروف السياسية والدينية والاجتماعية المتغيرة التي مرت وتمر بها بلادنا ومنطقتنا والعالم من حولنا فنحن نثق ان الله ضابط الكل والكون لا يحدث شي فى عالمنا وحياتنا الا بارادته او بسماح منه. وعلينا ان نعمل فى توافق مع مشيئة الله لنا ونسعى الى تحقيق ارادته فى حياتنا لكننا وبالرغم من ذلك ايضا لا نستطيع ان نضبط أو نتحكم فى المتغيرات التي تجرى حولنا لكننا نعلم ان الله ضابط الكل يجعل كل الاشياء تعمل معنا للخير { ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده} (رو 8 : 28). و سواء على المستوى الفردي او الجماعي نعلم ان الله قادر ان يجعل الامور تسير نحو تحقيق ارادته مهما اراد الناس بنا شرا كما قال يوسف الصديق لاخوته الذين باعوه حسدا { انتم قصدتم لي شرا اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا كثيرا }(تك 50 : 20). لقد اراد اخوة يوسف ان يتخلصوا منه وقالوا لابيهم كذبا ان وحش ردئ افترسه وباعوه عبدا ولكن الله كان معه واخرج به مصر وشعبها واهله معهم من مجاعة عظيمة. ونحن نثق ان يد الله المقتدرة والحكيمة تعمل معنا ولاجل خلاصنا وان كان علينا ان نمر باوقات ضيق او نشرب كأس الصبر والمر من يده فهي لعلاجنا وخلاصنا { يشددان انفس التلاميذ ويعظانهم ان يثبتوا في الايمان وانه بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله} (اع 14 : 22). فنحن نعلم انه ورغم الضيقات فاننا سنغلب بالله الساكن فينا { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو  16 :  33)
التوبة وتنفيذ ارادة الله ...
يجب ان نقدم لله توبة عن خطايانا وذنوبنا التي فعلناها بارادتنا او بغير ارادتنا والخفية والظاهرة  ونعمل ان تكون توبتنا شاملة مختلف جوانب حياتنا ومستمرة للنفس الاخير ونعمل على التخلص من ضعفاتنا فى ضوء نعمة الرب الغنية ولهذا شدد السيد المسيح على أهمية التوبة للخلاص والنجاة { ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون} (لو 13 : 3).  ويحثنا الانجيل على التوبة التي هي الاقلاع عن الشر والخطأ والتصميم على عدم الرجوع اليه واصلاح نتائج الخطأ والاعتراف به ومن ثم السعي للنمو فى طاعة الله وتنفيذ ارادته فالله يريد خلاصنا جميعا { الذي يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي  2 :  4). الله يريد لنا ان نكون قديسين{ لان هذه هي ارادة الله قداستكم } (1تس  4 :  3). وهو يعمل فينا بنعمة روحة القدوس وبكلمته المقدسة ليدفعنا الى حياة الكمال وتنفيذ مشيئته { لان الله هو العامل فيكم ان تريدوا وان تعملوا من اجل المسرة }(في 2 :13) فهل نستجيب لعمل النعمة وتبكيت الروح القدس لنا لنتوب عن خطايانا ونسير فى طريق البر؟.

لنبدأ بدءاً حسنا...
اننا في بدء كل يوما جديد نصلي قائلين ( لنبدأ بدءاً حسناً) فهل نعمل بجدية وصدق ليكون كل يوم بدايه حسنة او مواصلة للسعى فى طريق الكمال المسيحي الذى دعانا الله اليه، كما ان بداية عام جديد هو مناسبة جيده لبداية حسنة فلا نشاكل اهل هذا العالم فى سعيهم وراء شهواتهم الجسدية أو متع العالم وبريقه بل نسعى الى عمل ارادة الله فى حياتنا { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة} (رو 12 : 2). علينا ان نسعى فى التخلص من العادات والسلوكيات الخاطئة فى حياتنا ونكتسب بالجهاد كل ما هو حسن ومرضى لله { اخيرا ايها الاخوة كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مسر كل ما صيته حسن ان كانت فضيلة وان كان مدح ففي هذه افتكروا }(في 4 : 8).
حياتنا غربة ونحن سفراء للملكة السماء ...
يجب ان نعلم اننا هنا على الارض فى فترة غربة جئنا فيها لاداء رسالة سامية ومهمة جليلة فنحن ليسوا لعبة فى يد الظروف او الناس او الاحداث بل نحن سفراء للمملكة السماء { اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله }(2كو 5 : 20). نحن رسل سلام ومصالحة فى عالم منقسم ومتصارع ولكي نحيا فى سلام يجب ان نكون فى صلة واتصال دائم مع رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع وان يكون هدفنا هو تنفيذ ارادته وسماع صوت كلامه فالسفير الناجح فى مهمته يقوم بتمثيل بلده فى البلد المضيف ويعمل وسط المتغيرات الكثيرة على تحقيق مصالحها واعلاء شانها وكحلقة اتصال بين البلد المضيف وبلده الاصلي يجب ان يكون امينا كحلقة اتصال بينهما ونمثل تمثيلا جيدا السماء وندعوا الى الايمان والله المحب الذى اختارنا ابناء وبنات له وسفراء نحمل اسمه القدوس.  فهل نحن سفراء صالحين للملكة السماء؟.
متأصلين فى بلادنا وسنستمر...
اننا ورغم اننا لسنا غرباء او وافدين على بلاد الشرق الاوسط كمسيحيين بل متجذريين فى بلادنا منذ الاف السنين، ارتوت ارضنا بدماء اجدادنا وتخضيت ارضنا بعرقهم وجهادهم بتنا اليوم نشعر بالاغتراب أكثر فأكثر فى بلاد كانت مهد المسيحية وقلبها النابض وستبقى هكذا الى ان يرث الله الارض وما عليها، نشعر ايضا بثقل المسئولية الملقاة على عاتقنا لنكون ملح الارض ونور للعالم كما دعانا السيد المسيح { انتم ملح الارض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا ويداس من الناس.انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل.
 ولا يوقدون سراجا و يضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات} (مت 13:5-16). لقد عانى مسيحيوا الشرق عبر تاريخهم الطويل للحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية والاجتماعية فى تعاون وبذل مع اخوتهم فى الوطن وكنا نظن ان الربيع العربي سيأتي بما هو أفضل للجميع ولكن اذ اقبل علينا شتاء أصولي فعلينا ان نعمل بالاكثر على الانفتاح على مجتمعاتنا بروح المحبة والتعاون ونحن نعى انتمائنا الى اوطاننا متمسكين بالبقاء فيها كخيار لا رجعة فيه ونبنى انفسنا وابنائنا على الإيمان الاقدس الذى اليه دعينا { واثقا بهذا عينه ان الذي ابتدا فيكم عملا صالحا يكمل الى يوم يسوع المسيح} (في 1 : 6). اننا نضع ثقتنا فى الله الامين والقادر ان يحفظ حياتنا وكنيستنا وبلادنا كخميرة مقدسة وكنور لا يوضع تحت مكيال بل على منارة ليضئ لكل من هم فى البيت ليرى الناس اعمالنا الصالحة ويمجدوا ابانا الذى فى السماوات.
خطة للنمو الروحي والعملي ...
على المستوى الفردي والاسرى والكنسي لابد ان نضع خطة لحياتنا تدوم وتستمر فى متابعة يومية واسبوعية وشهرية وسنوية لكي ننمو فى النعمة والحكمة والقامة لدى الله والناس. يجب ان نسعى الى التميز والتفوق الروحي والدراسي والعملي وفى علاقاتنا الاجتماعية والروحية مع الله والناس. فلا مكان فى عالم اليوم للكسالى والخاملين ونحن نواجه منافسة حادة ومصاعب اقتصادية جمة فعلينا ان نتقدم ونأخذ بايدي بعضنا البعض فى السير فى خطى العلم والمعرفة وفى نفس الوقت العلاقة القوية والواثقة بالله فالانسان القوى روحيا والمرتبط بالسماء هو قلعة حصينة لا ينال منها الشيطان وقواته الشريرة شئ بل هو ضرورة لمجتمعه وكنيسته واسرته وياتي بالثمار الكثيرة لفائدته ولبنيان ملكوت السموات.

السبت، 29 ديسمبر 2012

أية وقول وحكمة ليوم 12/31



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


اية اليوم
{ لا تدينوا فلا تدانوا لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم اغفروا يغفر لكم }(لو 6 : 37)
قول لقديس..
(الكتاب المقدّس، وُهب لنا ليكون معنا في الطريق، أي في الحياة الحاضرة، لكي ننفذ تعاليمه سريعًا ولا نخالفها. حتى لا يسلّمنا إلى القاضي؟! فعلينا أن نخضع له سريعًا، لأنه من يَعلَم متى نرحل من هذه الحياة؟ من يستطيع أن يخضع للكتاب المقدّس. كما لو كان لسلطانٍ عظيمٍ، غير متضايق ممّا يجده معارضاً لخطاياه، بل بالأحرى يحبّه لأنه يبكِّته عليها، ويفرح به لأنه يشفي أمراضه، ويصلّي ليفهم ما بدا له غامضًا أو غير مقبول، عالمًا أنه ينبغي تقديم كل طاعة ووقار لسلطان كهذا) القديس أغسطينوس
حكمة لليوم ..
+ عهدا قطعت لعيني فكيف اتطلع في عذراء (اي  31 :  1)
I have made a covenant with my eyes, why then should I look upon a young woman? Job 31:1
من صلوات الاباء..
" ايها الرب الاله، النور الحقيقى الذى يضئ على الجالسين فى الظلمة، وشمس البر اشرق على قلوبنا وارواحنا واعقولنا بنور معرفتك لنستنير بمحبتك وحكمتك ونعمتك ونعلنها لكل احد، لتكن حياتنا مملحة بصلاح روحك القدوس ليكون فينا ثمارا صالحة تعطى مذاقة روحيه لحياتنا وكاوانى مقدسة لحلولك نجول نصنع خيرا، فلتسمع لصلوات شعبك الصارخين نحوك  ليلاً ونهاراً وليتمجد اسمك القدوس بنا وفينا كل حين، أمين.

من الشعر والادب
"أحوال الدنيا" للأب أفرايم الأنبا بيشوى
قالوا فى الامثال :
الدنيا بدل يوم عسل ويوم بصل،
دا عاملة زى العجلة اللى دواره،
تجيب اللى فوق تحت وتلف كالطارة.
والشاطر اللى مايحزن ولا يتغر،
يوم ما تسعده وترفعه لفوق
ولا يوم بيها يتأذى وينضر،
ويابخت اللى يزرع  فوق.
وقلبه من همومها يروق
 دنيا ويوم من سكرتها نفوق.
وهاتمضى وتنتهى الأيام
 بالعافية أو بالذوق.

 قراءة مختارة ليوم
الاثنين  الموافق 12/31
مت 23:5-32
فان قدمت قربانك الى المذبح وهناك تذكرت ان لاخيك شيئا عليك. فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب اولا اصطلح مع اخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك. كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق لئلا يسلمك الخصم الى القاضي ويسلمك القاضي الى الشرطي فتلقى في السجن. الحق اقول لك لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الاخير. قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن. واما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه. فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. وان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها والقها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم. وقيل من طلق امراته فليعطها كتاب طلاق. واما انا فاقول لكم ان من طلق امراته الا لعلة الزنى يجعلها تزني ومن يتزوج مطلقة فانه يزني. والمجد لله دائما
تأمل..
+ أهمية المصالحة وصنع السلام..  يعلمنا السيد الرب باهمية مصالحة الغير قبل تقديم ذبيحة حب له حتى تقبل صلواتنا. فقد نخطىء فى حق الآخرين ولكن هذا ليس معناه فقدان الرجاء فى عفو الله، بل علينا أن نذهب ونعتذر ونتصالح مع من نسئ اليهم، فالمحبة للناس هى أعظم ذبيحة لله ودليل حبنا لله وبدونها لا تُقبل الصلاة كذبيحة. فاذ نصطلح مع الآخرين خيرٌ من تطور الأمور حتى السجن إذا حدث غضب وتهور وإنتقام. قد يكون الخصم هو ضمير الانسان الذى يبكته على الخطية ويدفعه لعمل البر ويجب أن نرضى ضميرنا  سريعاً. والقاضى هو الله. والسجن هو جهنم والشرطى هو الملاك الموكل بالهاوية. وعبارة حتى توفى الفلس الأخير هى تعبير يدل على الاستحالة، فمستحيل على الإنسان أن يوفى العدل الإلهى مهما قضى فى السجن فخطايانا غير محدودة لأننا أخطأنا فى حق الله الغير محدود، لذلك تجسد الإبن لكى يوفى عنا. هو ناب عن البشرية فى دفع ثمن الخطية ووفاء العدل الإلهى فمن لم يؤمن ويقدم توبة لن يستفيد من دم المسيح. وبالتالى سيلقي  فى جهنم التى لا خروج منهما فمن الأفضل أن نصطلح مع أخوتنا ونصنع سلاما على قدر طاقتنا ههنا ونحن على الأرض، قبل أن تلقى بسبب ذلك فى السجن .
+ طهارة الفكر والحواس والقلب ... السيد المسيح يطلب منا ليس طهارة الجسد فقط بل  نقاوة وطهارة القلب فالزنا يبدأ من داخل القلب. وإنه من السهل مقاومة الخطية وهى فى مراحلها الأولى أى داخل القلب وذلك بأن يمتنع عن النظر بشهوة للغير لتكون لنا الحواس العفيفة والفكر الطاهر وان اعثرتنا عيوننا او ايدينا فنقطعها اى ان نمنعها، العين اليمنى تشير للخطية والشهوة المحبوبة. واليد تشير للعمل. ومعنى كلام السيد المسيح لا نفهمه بقطع اليد أو قلع العين فعلاً، لكن المقصود أن نضبط نظراتنا وشهواتنا وأفعالنا، نحيا كأموات أمام الخطية وهذا ما قاله بولس الرسول {إحسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية } (رو 11:6) ولاحظ أن من يفعل يعينه الروح على هذا {إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون}(رو 13:8) .
+ شريعة الزوجة الواحدة ... فى العهد القديم سمح الله بالطلاق لقساوة قلوبهم مع انه فى البد خلقهما الله ذكر وانثى  أما يسوع المسيح  ربنا، فأظهر عظمة سر الزيجة أنه اتحاد لا يمكن فصله، إلا اذا ارتبط أحد الطرفين بزنا، فحينئذ يكون قد فصل نفسه عن الآخر وقسم هذا الاتحاد. أما من يطلق امرأته لأى سبب آخر، يجعلها تزنى إذا ارتبطت بآخر، لأنها ما زالت أمام الله زوجته، والزوج الجديد يعتبر زانيا لأنه تزوج بامرأة غيره. والرب هنا يعارض، ليس شريعة موسى المكتوبة فى (تث 24: 1) بل يُرجع الأمور إلى أصلها. لم يكن هذا قصد الله حين خلق الإنسان ليتحد بالآخر فى سر الزيجة ان يفصل الجسد الواحد، عندما قال: {لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا} (تك 2: 24)، فلنقدّس سر الزيجة، بالتدقيق فى الاختيار المناسب للشريك فى الحياة الزوجية والمحبة والتفاهم لنرتفع عن أسباب الخلافات، وان حدث سوء فهم لاسيما فى السنوات الاولى للزواج فلنعمل فى وجود روح المحبة المسيحية على حلها بالإرشاد الروحى والاسرى والتوبة والتواضع والاحترام والصلاة والالتصاق بالكنيسة.

أية وقول وحكمة ليوم 12/30



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

اية اليوم
{ واما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات} (مت 5 : 19)
قول لقديس..
(حيث إن المكافأة هنا أعظم والقوّة الممنوحة بالروح أغزر، لذا يجب أن تكون فضائلنا أيضًا أعظم. فإنه لم يعدنا هنا بأرض تفيض لبنًا وعسلاً، ولا براحة طول العمر، ولا كثرة الأطفال، ولا ببركة الحِنطة والخمر والغنم والقطعان، إنّما صارت لنا السماء والسماويّات والتبنّي والأخوة للابن الوحيد وشركة الميراث معه، وأن نتمجّد معه ونملك معه، وغير ذلك من المكأفات غير المحصيّة.) القدّيس يوحنا الذهبي الفم
 حكمة لليوم ..
+ من اراد ان يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما (مر  10 :  43)
Whoever desires to become great among you shall be your servant .Mar 10:43
من صلوات الاباء..
" ايها الرب الاله العظيم الابدى الذى لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع وتحيا نفسه، معلم الفضيلة والمحبة والوداعة والتواضع، لقد تفشت الكراهية وانتشر الظلم وانتشرت شريعة الغاب التى فيها يأكل القوى أخية الضعيف وانتشر العنف والتجريح، وسط ظلمة الحياة نرى وصيتك نور وتعاليمك حياة ابدية، فلتعطينا القوة والحكمة لكى لا نشاكل اهل العالم بل نتغير عن شكلنا بتجديد اذهاننا لنعرف ارادتك الصالحة والكاملة ونسلك فيها بوداعة وتقوى وتواضع كل ايام حياتنا ليكون لنا مكأفاة الوكيل الحكيم الامين، ويكون لنا نصيبا وميراثا مع جميع القديسين، أمين"

من الشعر والادب
"أقول لك سر" للأب أفرايم الأنبا بيشوى
اقولك سر يا صاحبى ولا أخبيش،
كن حكيم وأعمل الخير وما تأذيش،
وعلى اللى ضاع ما تحزنش ولا تبكيش.
وسرك فى بطنك ولغيرك ماتحكيش،
واحتمل الناس والغدر ولا تشكيش.
وفارق بالمعروف والاسرار ماتفشيش.
 وقبل ما تعلم،أعمل عشان تكون عظيم،
واجرك انتظره من الله اللى كله وفاء،
وحتى كأس ماء يديك أجرته ولا يبقيش.

من قراءة مختارة ليوم
الاحد الموافق 12/30
مت 17:5-22
 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل. فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات واما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات. فاني اقول لكم انكم ان لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات. قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم. واما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم. والمجد لله دائما
تأمل..
+ السيد المسيح مكمل ناموس الفضيلة .. لقد جاء السيّد المسيح ليكمّل الناموس والأنبياء فقد تحقّقت النبوّات في شخص المسيّا،  وكملت أقوال الأنبياء بقدر ما أكّدها الرب يسوع بأعماله فقد اعتاد الإنجيل أن يقول في كل حالة "لكي يتم ما قيل بالنبي"  وأكمل السيّد الناموس بخضوعه لوصايا دون أن يكسر وصيّة واحدة. يقول ليوحنا المعمدان: {لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل له كل برّ} (مت 3: 15)، ويقول لليهود: {من منكم يبكّتني على خطيّة؟} (يو 8: 46)، كما يقول لتلاميذه: {رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شيء} (يو 14: 30). وأكمل الناموس أيضًا فينا، الأمر الذي أعلنه بولس بقوله: {لأن غاية الناموس هي المسيح للبرّ لكل من يؤمن}(رو 10: 4)، و أكمل أيضًا السيّد الناموس بتكميل نصوصه بالدخول إلى أعماقه لكمال وعمق الوصية. ففي القديم أمر الناموس بعدم القتل، فجاء السيّد ليؤكّد الوصيّة لا بمنع القتل فحسب، وإنما بمنع الغضب باطلاً، أي نزع الخطية من أصولها بل وبالمحبة الايجابية الباذلة والمضحية والتى تمتد لتصل من الاقرباء حتى الاعداء.
 + حاجتنا للقدوة الصالحة ... ما احوجنا للقدوة الصالحة فى عالم متغير، فلقد ظن الفريسيين أنهم يحفظون الناموس خلال غيرتهم بالتعليم، ولم يدروا أنهم ينقضونه بحياتهم الخاطئة، فالتعليم بغير عمل يُحسب كنقض للناموس، والتعليم يفقد فاعليته بدون أن يكون المعلم قدوة، لذلك يدعونا السيد الرب ان نُرى باعمالنا إيماننا فى حياتنا العملية. ولا نمتنع فقط عن الخطايا بالفعل بل نمتنع عن الأفكار الشريرة والإرادة المنحرفة . وها هو ينبهنا علي تتبع البواعث الداخلية التى تدفع للخطية لنقتلع الشر من أصوله فى النفس. والباعث على القتل هو الغضب، والسيد يحدد هنا ثلاث درجات. الغضب الباطل اى تحرك الغضب فى القلب وقوله أنه باطل أى صادر عن قلب غير صالح يقود الى الخصام والعراك، وهذا الغضب الباطل يستوجب الحكم. والحكم هنا يعنى محاكم القرى وتتكون من (3-23) عضواً وقد يعنى الغضب الباطل، الغضب بسبب أمور تافهة وزمنية مهما بدت ذات قيمة، أن الدرجة الأولى هى غضب داخلى لم يصاحبه التفوه بكلمات إهانة. ومن قال لأخيه رقا هنا خرج الغضب إلى الخارج فى صورة كلمة استهزاء للآخر. وكلمة رقا كلمة سريانية تعنى باطل أو فارغ أو تافه، فى هذه الحالة يستوجب الشخص أعلى هيئة قضائية فى ذلك الحين وهى السهندريم اى المجمع وهو مكون من 70 شيخ، وهذا له أن  يحكم حتى بالفرز او الرجم. وكان حكم محاكم القرى يمكن نقضه أمام المجمع، ولكن حُكم المجمع لا يُنقض. ومن قال يا أحمق  هنا الشخص يعبر عن غضبه بكلمة ذم اقوى. ومثل هذا يستوجب عقاباً أشد. فجهنم هى مكان إبليس الذى كان قتالاً للناس، ومن يترك نفسه للغضب يتشبه بإبليس فيكون معه فى جهنم. فلنعمل على تنقية قلوبنا من الغضب والكراهية والحقد لان صلاة الحقود كبذار على صخر لايمكن ان ان تأتى بثمر والمحبة لا تسقط ابداً لان الله محبة .

الجمعة، 28 ديسمبر 2012

آية وقول وحكمة ليوم 12/29



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية اليوم
{ ظاهرين انكم رسالة المسيح مخدومة منا مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي لا في الواح حجرية بل في الواح قلب لحمية} (2كو  3 :  3)
قول لقديس..
(السيد المسيح  دعانا "ملحًا" و"خميرة" و"نورًا"، لأن هذه الأشياء مفيدة للغير ونافعة لاصحابها. فالمصباح لا يضيء لذاته، بل للجالسين في الظلمة. وأنت مصباح، لا لتتمتع بالنور وحدك، إنما لترد إنسانًا ضل، لأنه أي نفع لمسيحي لا يفيد غيره؟! ولا يرد أحدًا إلي الفضيلة؟! مرة أخرى، الملح لا يُصلح نفسه، بل يصلح اللحم لئلا يفسد ويهلك.هكذا جعلك الله ملحًا روحيًا، لتربط الأعضاء الفاسدة أي الإخوة  المتراخين وتشددهم وتنقذهم من الكسل كما من الفساد، وتربطهم مع بقية جسد الكنيسة. ودعانا الرب "خميرًا"، لأن الخميرة بالرغم من صغرها فإنها تخمر العجين كله مهما بلغ حجمه. هكذا افعلوا أنتم أيضًا. فإنكم وإن كنتم قليلين من جهة العدد، لكن كونوا أقوياء في الإيمان والغيرة نحو الله. وكما أن الخميرة ليست ضعيفة بالنسبة لصغرها، إذ لها قوة وإمكانية من جهة طبيعتها. هكذا يمكنكم إن أردتم أن تجتذبوا أعدادًا أكثر منكم ويكون لهم نفس المستوى من جهة الغيرة.) القديس يوحنا ذهبى الفم
حكمة لليوم ..
+ قومي استنيري لانه قد جاء نورك و مجد الرب اشرق عليك (اش  60 :  1)
Arise; shine; For your light has come! And the glory of the LORD is risen upon you. Isa 60:1
من صلوات الاباء..
" ايها الرب الاله، النور الحقيقى الذى يضئ على الجالسين فى الظلمة، وشمس البر اشرق على قلوبنا وارواحنا واعقولنا بنور معرفتك لنستنير بمحبتك وحكمتك ونعمتك ونعلنها لكل احد، لتكن حياتنا مملحة بصلاح روحك القدوس ليكون فينا ثمارا صالحة تعطى مذاقة روحيه لحياتنا وكاوانى مقدسة لحلولك نجول نصنع خيرا، فلتسمع لصلوات شعبك الصارخين نحوك  ليلاً ونهاراً وليتمجد اسمك القدوس بنا وفينا كل حين، أمين.

من الشعر والادب
" من أنت" للأب أفرايم الأنبا بيشوى
 الرب دعاك ملح يملح
وفى الارض يفلح ويصلح
يدى مذاق طيب للكون،
 ولنفسه يصون.
سفير للسماء
نور في العالم
ياخد منه وينور
وبحبه يكون مسكون.
شمعه تنور
بدر مدور وحنون.
لحب الهك تشهد
بحكمة وعلم وفنون.
 رسالة الله وريحته الحلوه
وعزاء وسلوى،
 فى عالم  متغير
واحواله تحير لازم تكون.

 قراءة مختاره  ليوم  
السبت الموافق 12/29
مت 13:5-16
انتم ملح الارض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا ويداس من الناس. انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل. ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات. والمجد لله دائما
تأمل..
+ المسيحى كضرورة ومذاقة روحية ... لقد دعانا السيد المسيح ان نكون ملح فى الارض يعطى العالم مذاقة روحية ويحفظه من الفساد، فالملح يعطى طعماً للأكل ويبرز نكهة الطعام لو ذاب بكمية معقولة ويحفظ بعض الأطعمة من الفساد وهو نقى وابيض. وبهذا التشبيه فالسيد المسيح يدعو المؤمنين للتفاعل مع المجتمع، فالطبيعة البشرية فسدت وفقدت نكهتها بسبب الخطية. وعلى المؤمنين أن يعيشوا بحياتهم النقية البيضاء كالملح وسط المجتمع. وهم قادرون بالمسيح الذى فيهم أن يؤثروا فيمن حولهم ويكونوا قدوة، وبهذا يتقدس العالم ويمتنع عنه الفساد. ولكن علينا ان نعمل فى حياة الآخرين بإعتدال فلا يفقدوا شخصياتهم ومواهبهم كمن يضع كمية كبيرة من الملح فى الطعام فتفسده . أما لو فسد الملح  لصار بلا قيمة وخطرا على من يستعمله، والقدوة لو فسدت فأثرها لا يُطاق كالملح الفاسد. ولذلك طلب السيد المسيح من الآب ألاّ يأخذنا من العالم بل أن يحفظنا من الشرير. (يو15:17).
+ المسيحى نور فى العالم ... كما اننا مدعوين لنكون نور فى العالم ومع ان السيد المسيح هو النور الحقيقى الذى  جاء ليضىء للعالم، لكنه جعل تلاميذه يعكسون نوره كما يعكس القمر نور الشمس، فيكونوا كمصباح يضىء للعالم. والنور  يرشد الآخرين فى حياتهم ويكشف الشر، وهذا هو عمل أولاد الله. فلا تخفى المدينة الموضوعة على جبل وللنفس البشرية المؤسسة على صخر الدهور وطالما المسيح فيها تكون نوراً للعالم لا يمكن إخفاؤه حتى بعد انتقالهم من العالم . فالقديس الانبا بيشوى الذى انتقل منذ عام 417م هو باقى قدوة ونور ينير لابنائه ومحبيه وطالبين شفاعته وتحدث العديد من المعجزات بطلباته. وهكذا أولاد الله يستنيروا  بزيت النعمة ويقدموا أجسادهم ذبائح حية والروح القدس يشعلهم ويجعلهم نوراً، يعكس نور المسيح الذى فيهم. ان النور الذى فينا ينطفئ بالخطية، لذلك نسمع قول بولس الرسول " لا تطفئوا الروح. ويطفىء النور أيضاً الماديات ومحبة العالم والفتور الروحى كالمكيال الذى يحجب النور. فكثيراً ما تقف حساباتنا البشرية عائقاً أمام الإيمان، الأمر الذى يفقد صلواتنا حيويتها وفاعليتها، لذلك حينما أرسل السيد تلاميذه للكرازة بلا إمكانيات مادية فلم يكون لهم ذهب ولا فضة ولا عصا لكى ينزع عنهم كل تفكير مادى، ويكون هو غناهم وقوتهم. السيد المسيح بحلوله فينا وبإمتلائنا بالروح القدس، يظهر نوره الذى فينا والهدف أن يتمجد الله حين يرى الناس أعمالنا الحسنة. 

الخميس، 27 ديسمبر 2012

آية وقول وحكمة ليوم 12/28



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

اية اليوم
{ طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون} (مت  5 :  9)
قول لقديس..
(أبناء الله صانعوا سلام، لأنه ينبغي للأبناء أن يتشبّهوا بأبيهم. إنهم صانعوا سلام في داخلهم، إذ يسيطرون على حركات أرواحهم ويخضعونها للصواب أي للعقل والروح، ويُقمعون شهواتهم الجسديّة تمامًا، وهكذا يظهر ملكوت الله فيهم فيكون الإنسان هكذا: كل ما هو سامٍ وجليل في الإنسان يسيطر بلا مقاومة على العناصر الأخرى الجسدانيّة. هذا وينبغي أن يخضع ذلك العنصر السامي لما هو أفضل أيضًا، ألا وهو "الحق" إذ لا يستطيع الإنسان السيطرة على الأشياء الدنيا، ما لم تَخضع ذاته لمن هو أعظم منها هذا هو السلام الذي يعطي الإرادة الصالحة، هذه هي حياة الإنسان الحكيم صانع السلام.) القديس أغسطينوس

حكمة لليوم ..
+ لان الرب راض عن شعبه يجمل الودعاء بالخلاص (مز  149 :  4)
For the LORD takes pleasure in His people; He will beautify the humble with salvation. Psa 129:4
صلاة من وحي إنجيل اليوم..

"ايها المعلم الإلهي الذي جاء من السماء ليعلمنا طريق الفضيلة والبر ويقدم لنا البركة والسعادة، واذ نزلت متجسدا الى ارضنا رفعت قلوبنا الى فوق نحو السماء، علمتنا ان التواضع ومسكنة الروح تجعلنا نحيا الملكوت على الارض، وان التوبة والحزن من اجل خطايانا يجعلنا نجد العزاء والراحة فيك، والوداعة تجعلنا نرث ارض الاحياء فى السماء ونجد نعمة فى عيون الاخرين، فنسال من صلاحك ايها الرحوم ان تشبع قلوبنا وارواحنا ونفوسنا ببرك لكى نتعلم منك الرحمة وصنع السلام لنكون ابناء لابينا السمائى وان سمحت لنا بضيق او اضطهاد فانت معه تعطى التعزية  والنجاة والصبر لنسير كابناء النور ونرث ملكوتك السماوى، فخلص يارب شعبك وارحمنا كعظيم رحمتك، أمين"
       
من الشعر والادب
" عزف الناي الحزين" للأب أفرايم الأنبا بيشوى
مالك يا ناي بتعزف،
 بصوت حزين
سالت دموعي
وقلبى مليته أنين
قالي: البلد منقسمه،
والناس تعبانين.
والحكمة غابت ولا عدش فيه
احترام للانسان ولا لقوانين.
واللي بيصنع سلام
معدوش ليه سامعين
صلي تنتهى على خير ،
عشان الغلابة والمساكين
واللى بيعانوا ومظلومين.
اطلب يحل الخير والسلام
وميكونش فيه جعانين
قلتله خليكى قوى يا ناى
وعندك رجاء فى ربنا
 دا حتي الحديد بيصدى
ويجيله يوم ينصهر ويلين .

 قراءة مختاره  ليوم  
الجمعة الموافق 12/28
مت 1:5-12
ولما راى الجموع صعد الى الجبل فلما جلس تقدم اليه تلاميذه. ففتح فاه وعلمهم قائلا. طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات. طوبى للحزانى لانهم يتعزون. طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض. طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون. طوبى للرحماء لانهم يرحمون. طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون. طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم. والمجد لله دائما
تأمل..
+ دستور الحياة المسيحية ...  العظة على الجبل هى دستور الحياة المسيحية وتشمل الإصحاحات 5، 6، 7 من إنجيل معلمنا متى العظة على الجبل، وقد ألقاها على جبل التطويبات والجبل رمز للسماويات فى إرتفاعه وكما استلم موسى النبى الوصايا قديما على الجبل نرى السيد يقدم لنا وصايا العهد الجديد من فوق الجبل فى وداعة ومحبة للجموع المحيطة به لنلتزم بها كوصايا إنجيليه لحياتنا وسعادتنا وبركتنا، وهذه التعاليم لو نفذناها نحيا السماويات على الأرض. ونرث الحياة الأبدية. وتبتدئ العظة على الجبل بالسعادة والبركة للساعين فى طريق الفضيلة والبر واولهم للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات. ونلاحظ أن المسيح لم يبدأ تعليمه بأن يتحدث عن الممنوعات، بل هو يبدأ بالجانب الإيجابى، والحياة الفاضلة كاشفاً عن مكافأتها ليحثنا عليها. والصفات التى طوبها الرب ليست صفات منفصلة بل متكاملة، فالمسكين بالروح هو بلا شك وديع، وصانعو السلام بلا شك هم رحماء والذين يجوعون ويعطشون للبر والملكوت يكشف جوعهم وعطشهم عن قلب نقى بلا جدال والمضطهدون من أجل البر هم باكون حتماً وبالنهاية يتعزون بالضرورة. والمساكين بالروح  ليسوا هم المعتازين مادياً ولكن هم من يشعرون بفقرهم الشديد بدون الله، ويشعرون بحاجتهم لله، وأنه كل شئ لهم لذلك فهم يطلبونه بإنسحاق شديد، وهذا هو مفهوم الإتضاع.
+التوبة وثمارها الوديعة والمشبعة ...  طوبى للحزانى لأنهم يتعزون.لا يقصد الذى يحزن لضياع ما له أو ممتلكاته. بل من يبكى على خطاياه او خطايا الناس ومتاعبهم ويحزن على هلاكهم، هؤلاء حزنهم مقدس والله يحوله لفرح روحى فمن يزرع بالدموع يحصد بالإبتهاج (مز 5:126)  هؤلاء يتعزون فالمتضع أى المسكين بالروح يسكن الله عنده فينير بصيرته فيعرف خطاياه ويراها فيحزن عليها، فيحول الله حزنه إلى فرح. ويصير وديعا مطوبا فالودعاء هم ذوى القلوب المتسعة البسيطة التى تحتمل إساءات الآخرين، ولا تقاوم الشر بالشر، هم الذين فى ثقة فى مسيحهم يقابلون من يعاديهم بالوداعة وطول البال فيربحونهم ويربحوا ارض الاحياء اى السماء . كما انهم يجوعوا ويعطشوا الى بر المسيح الذى صار لنا برأ من الله. وطوبى لمن يشتاق أن يشبع من الله، طوبى لمن يجوع للطعام الروحى أى معرفة الله ومعرفة المسيح. وكما أن الجوع الجسدى علامة صحة، فالجوع الروحى علامة صحة روحية ومعرفة الله  روح وحياة  كما أن الشبع بالطعام يعطى حياة للجسد. ومن يجوع ويعطش لله يشبعه الله ويرويه.
+الرحمة ونقاوة القلب وصنع السلام ... كلما نتلامس مع الله ونعرفه ونشبع به نتمتع بسماته لاسيما الرحمة. "كونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم "لو 36:6". والذى لا يرحم أخاه لن يجد رحمة من الله. والرحمة تشمل الفقراء والمحتاجين وأيضاً تشمل الخطاة فلا ندينهم بل نصلى لأجل توبتهم وخلاصهم. وكما يغير المسيح طبعنا الشرس لطبع وديع، هكذا يغير قساوتنا إلى طبع رحيم. الرحمة هى الإحساس بالآخرين ومشاركتهم مشاعرهم. وتسديد إحتياجاتهم. الرحمة تنقى قلوبنا من الخطية والادانة فننال الطوبى فنحن أمام نفس يتعامل معها الله، حولها للوداعة وتشبهت به فصارت رحيمة، وينقى الله القلب فيصبح بسيط، والبسيط عكس المعقد او المركب فالقلب البسيط لا ينقسم بين محبة الله ومحبة العالم ويصبح هذا القلب غير محباً للخطية. ونقاوة القلب تعنى الفصل بين ما هو صالح مما هو ردئ كفصل الحنطة عن التبن هكذا قلب المؤمن، يغسله ربنا يسوع المسيح بدمه من كل شائبة. الله يُرى ويُحَس ويُحَبْ بالقلب إذا يتنقى من شوائب محبة العالم والخطية. أمّا من يعيش للخطية يصبح قلبه غليظاً لا يشعر ولا يحب الرب. لذلك هتف داود النبى {قلباً نقياً اخلق فىّ يا الله } واذ يتنقى القلب ويعاين الله يشتهى أن يعمل فى كرم الله ولحساب مجد الله فيسع لصنع السلام. السيد المسيح هو سلامنا جاء ليؤسس ملكوته على الأرض وهو ملكوت السلام. وإبن الله يعمل لحساب هذا الملكوت ويؤسس مع المسيح ملكوته بين الناس. أبناء الله يملأ الله قلبهم سلاماً فيسعوا لصنع السلام بين الناس، متشبهين بالمسيح الذى صنع سلاماً بين السماء والأرض. وكل من يصنع سلاماً فهو إبن لله، ومن يزرع خصاماً فهو ليس إبناً لله.
+ تطويب المضطهدون من أجل إيمانهم .... طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. المؤمنين المتحدين بالمسيح يسوع ربنا ينالهم ما نال المسيح، فكما طارد الشيطان المسيح، هكذا سيطارد المؤمنين. فالشيطان والعالم يبغضوا المسيح أى يبغضون البر وبالتالى يبغضون كل من يطلب البر. لكن لقد وعد الرب بانه سيكون مع المضطهدين من اجل اسمه ويدافع عنهم ويعطيهم فما وحكمة لا يستطيع احد ان يقف امامها فطوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجل اسم المسيح وهم كاذبين. افرحوا وتهللوا لان أجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم. ولنلاحظ فى النهاية أن الجزاءات التى قالها السيد عن كل حالة ليست منفصلة بل هى متكاملة، هى تمس حياتنا الداخلية الواحدة من جوانب مختلفة، فمن المؤكد أن الرحماء يُدعون أبناء الله وأن صانعى السلام يُشبعون وهكذا قال القديس أغسطينوس هذا التشبيه ليشرح تكامل التطوبيات (مثال ذلك أعضاء الإنسان الجسدية متعددة ولكن لكل منها عملها الخاص فنقول طوبى لمن لهم أقدام لأنهم يمشون، ولمن لهم أيدى لأنهم يعملون. هكذا نحن سنعاين الله بسبب نقاوة القلب. ولكن نقى القلب هو صانع سلام، لكن لن يعاين الله بسبب صنعه السلام لكن سبب نقاوة قلبه. ونقى القلب هو رحيم ولكنه لن يعاين الله بسبب رحمته ولكن بسب نقاوة قلبه وهكذا) .