نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 31 يناير 2013

آية وقول وحكمة ليوم 2/2



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». } (مت  17 :  5)
قول لقديس..
(القوم الذين قال عنهم أنهم لا يذوقون الموت حتى يعاينوا صورة مجيئه ورمزه، هم هؤلاء التلاميذ الثلاثة الذين أخذهم معه إلى الجبل، وأعلن لهم طريقة مجيئه في اليوم الأخير في مجد لاهوته وجسد تواضعه.
صعد بهم إلى جبل عال لكي يُظهر لهم أمجاد لاهوته. فلا يتعثّروا فيه عندما يرونه في الآلام التي قبلها بإرادته، والتي احتملها بالجسد من أجلنا. لأنه سُرّ بصلاحه أن يتألّم لأجل خلاص العالم. أصعدهم إلى جبل لكي يُظهِر لهم قبل قيامته مجد لاهوته حتى متى قام من الأموات يدركون أنه لم يتقبّل هذا المجد كجزاء لعمله كمن لم يكن له هذا المجد، وإنما له هذا المجد منذ الأزل مع الآب والروح القدس. وكما سبق فقال عندما ذهب إلى الآلام بإرادته: {الآن مجّدني أيها الآب بالمجد الذي لي قبل إنشاء العالم} "يو17: 9".) القدّيس مار إفرآم السرياني

حكمة لليوم ..           
+ وعندنا الكلمة النبوية وهي اثبت التي تفعلون حسنا ان انتبهتم اليها كما الى سراج منير في موضع مظلم الى ان ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم (2بط  1 :  19)
And so we have the prophetic word confirmed, which you do well to heed as a light that shines in a dark place, until the day downs and the morning star rise in your hearts.  2Pe 1:19
من صلوات الاباء..
" ايها الرب الهنا الذى يشرق بنوره على الجالسين فى الظلمة وظلال الموت، اضئ علينا بنور معرفتك الحقيقية. واعلن لنا مجد لاهوتك لكي نسير فى النور ونجاهد على يقين الايمان ونسير فى محبتك حافظين وصاياك عاملين بها وانت تحل بالايمان فينا.  فبنورك يارب نعاين النور ونسير كابناء للنور حتى تتجلي طبيعتنا البشرية ونصل الى نورك السمائى، أمين"

من الشعر والادب
"فى فلك حبك " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
لما نصعد بالفكر والروح لجبل طابور
نحيا مع المسيح كابناء وبنات النور
 بايمان ومحبة وعلى الجهل نثور
نقوله فى فلك حبك  يالهنا احنا بندور
تختفى الظلمة وبالمحبة ابقى مأسور
يعلن لنا سره ونعاينه فى مجد ونور
وبحبه دايما يكون المؤمن محصور

قراءة مختارة  ليوم
السبت الموافق 2/2
مت 1:17- 13
التجلي
وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ.  فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هَهُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدّاً. فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا، وَلاَ تَخَافُوا». فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَداً إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ. وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَداً بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ».  وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِليِنَ: «فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ.  وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذَلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضاً سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ».  حِينَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ. والمجد لله دائما
تأمل..
+ مجد التجلي...  بعد ستة ايام من حديثه مع التلاميذ عن مجد ملكوته كرمز إلى كمال العمل الإنسانى، وعنما يكمل الإنسان ما يستطيعه من جهاد، تعلن نعمة الله له المعونة الإلهية. كان التجلى لمساندة التلاميذ، حتى لا يتعبوا ويتشككوا عندما يرون صلبه وموته. أخذ الرب يسوع المسيح بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد الى جبل عال وتجلى بمجد لاهوته أمام تلاميذه لأنه على فم شاهدين أو ثلاثة تقوم كل كلمة، لقد ارتفع بهم على جبل عالٍ، إذ يلزم الارتفاع عن الفكر الأرضى المحدود، بالتعب، للصعود إلى السمائيات، حتى يعلن الله نفسه لنا. وأظهر المسيح بعضا من بهاء لاهوته، قدر ما يحتمل تلاميذه الثلاث، فأعظم نور يعرفونه هو الشمس، وهكذا صار وجهه، فهو شمس البر الذى يضىء حياتنا. أما ثيابه، فصارت ناصعة البياض كالنور، والثياب ترمز للكنيسة التى تستنير بالمسيح.
+ شهود وحديث التجلى..  كان شهود التجلى بطرس يمثل الايمان ويعقوب كرمز للجهاد الروحى ويوحنا رمزا للمحبة للمنتهى وظهر موسى الذى يمثل الناموس، وإيليا الذى يمثل الأنبياء، لأن فى المسيح يكمل الناموس، ونبوات الأنبياء، وليؤكد أنه يكمل الناموس ويثبّت كل تعاليم الأنبياء. وموسى مات ثم ظهر بجسم روحانى، أما إيليا فقد صعد بجسده وجاء ليظهر فى هذا التجلى. فالمسيح هو إله الأحياء والأموات، لأن الذين ماتوا أرواحهم محفوظة عنده. تكلم موسى وإيلياء عن الفداء الذى كان مزمعا أن يكمله فى أورشليم (لو 9: 31)، إذ هو هدف الناموس والأنبياء، أى خلاص العالم، وغالبا قد عرف التلاميذ شخصيتى موسى وإيليا من مناداة المسيح لهما وحديثه معهما. ويظهر من التجلى أن الذين رقدوا مثل موسى ما زالوا أحياء عند الله. كما ان الأرواح فى السماء يعرفون بعضهم. اندفع بطرس بالمنظر  فعبّر عن مشاعر التلاميذ بعرضه على المسيح صنع ثلاث مظال، ليستقروا فترة أطول فى هذا المكان؛ ولم يكن يفهم أن هؤلاء الروحانيين لا يحتاجون إلى مظال لتحميهم. فأتت سحابة منيرة، ترمز لحلول الله النورانى، واختفى داخلها المسيح وموسى وإيليا والثلاثة تلاميذ. وفى هذا المنظر المخوف داخل السحابة، سمعوا صوتا من السماء يعلن أن المسيح هو الابن الحبيب، وله ينبغى أن يخضع ويسمع كل البشر؛ فالآب يشهد أن المسيح هو ابن الله، الابن الوحيد الجنس. خاف التلاميذ جدا عندما دخلوا فى السحابة وأمام رهبة صوت الآب من السماء، سقطوا على الأرض لضعفهم كبشر، لمس المسيح تلاميذه، فسندهم وشجعهم، وقاموا ليجدوا منظر التجلى قد انتهى، ويسوع، الذى تعودوا شكله، يقف منفردا بهيئته العادية معهم. وأوصاهم المسيح ألا يخبروا باقى التلاميذ أو الجموع بمنظر التجلى إلا بعد قيامته من الأموات، وذلك لأن السامعين قد لا يصدقوا، وسيثير ذلك الكتبة والفرّيسيّين ضدهم، إذ يظهروا أمامهم كاذبين، مُدَّعين أمورا غير حقيقية فى نظرهم. وإن صدّق البعض كلامهم، قد يقودهم هذا إلى تثبيت فكرة المُلك الأرضى الذى يتمنونه، فيبتعدون عن المُلك الروحى السماوى الذى يقصده المسيح. ولكن، بعد القيامة، يكون منظر التجلى مؤيِّدا للاهوته، ثم يتأكدوا من ذلك أكثر بعد حلول الروح القدس عليهم. ان الله يتجلى أمامنا بطرق شتى ولكننا قد لا نلاحظه لأجل كثرة انشغالاتنا المادية، فهو يحدثنا من خلال الكتاب المقدس ومن خلال الاشخاص بل من خلال أحداث الحياة وتعليقات المحيطين بنا، وبطرق متنوعة يدعونا للتوبة ومعرفته والحياة معه. وكلما أصغينا باهتمام، يزيد ظهوره لنا بطرق بسيطة واضحة فنتمتّع بعشرته. لقد سأل التلاميذ السيد المسيح عما يقوله الكتبة أن إيليا ينبغى أن يأتى ثانية على الأرض، فهل تم هذا بتجلى المسيح على الجبل، أم أنه مجىء آخر، لأن إيليا لم يمت، بل صعد حيا إلى السماء؟ فأكد الرب أن إيليا سيأتى ثانية ليدعو الناس إلى التوبة، وسيحدث هذا قبل يوم الدينونة مباشرة، وسط هياج الشر، ليعيد الناس إلى الإيمان، فى آخر فرصة متاحة للبشرية قبل الدينونة. وأشار السيد المسيح هنا إلى مجىء إيليا الروحى، حيث أتى يوحنا المعمدان داعيا الى التوبة والحق مثل إيلياء وبزهده فى الماديات، والقوة فى إعلان الحق. وقد تألم المعمدان من مقاومة الكتبة والفرّيسيّين له وقاوموه وسُرُّوا بقتله بامر من هيرودس.

آية وقول وحكمة ليوم 2/1


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟} (مت  16 :  26)
قول لقديس..
(هكذا عندما رأي ربنا يسوع المسيح أن تلاميذه قد اقتربوا من قبولهم البنوة، ويعرفوه ويتعلموا من الروح القدس، قال لهم: "لا أعود أسميكم عبيدًا... لكني قد سميتكم أحباء، لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يو 15:15). فالذين أدركوا ما قد آلوا إليه في المسيح يسوع، صرخوا قائلين: "لم نأخذ روح العبودية أيضًا للخوف بل أخذنا روح التبني الذي به نصرخ يا آبا الآب" ( رو 15:8). فإن فشل الإنسان في إظهار استعدادٍ كاملٍ وغيرةٍ للقيام من الخطية، فليعلم مثل هذا أن مجيء ربنا ومخلصنا يكون دينونة عليه.) القديس أنطونيوس الكبير

حكمة لليوم ..           
+ لان لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح (في  1 :  21)
For to me, to live is Christ, and to die is gain. Phi 1:21
من صلوات الاباء..
" ايها الآب القدوس الذى احبنا وارسل أبنه الوحيد الى العالم من اجل خلاص جنس البشر وبه صار لنا الدخول الى نعمة  البنوة والإيمان التى فيها نحن مقيمون وبعمل روحك القدوس فينا صار لنا ثمر الروح. نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر من أجل شعبك الذى يحمل صليب المحبة والتواضع والجهاد لكي ما تقوى ايماننا رعاة ورعية لنسير معك امناء للمنتهى على إيماننا الاقدس فى طهارة وبر وتواضع وقداسة وتقوى لنستحق ان يحل ملكوتك داخلنا ونؤهل للملكوت السمائى فى اليوم الاخير، أمين"

من الشعر والادب
"محتمى بالصليب " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
حاشا لي ان افتخر الا بالصليب
علامة الحب والفداء من الحبيب
اللى عليها اعلن لى بذله العجيب
مات وحررنى وصيرنى له قريب
ومن حبه لي دعانى أتبعه تلميذ نجيب
مهما هاج العدو انا محتمي بالصليب
وهو يرفع  ويشفع ولصلاتنا يستجيب

قراءة مختارة  ليوم
الجمعة  الموافق 2/1
مت 13:16- 28
إعتراف بطرس بالوهية المسيح،
السيد المسيح يُنبئ بموته وقيامته
المسيحي وحمل الصليب
وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ وَقَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟»  فَقَالُوا: «قَوْمٌ: يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ: إِيلِيَّا، وَآخَرُونَ: إِرْمِيَا، أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ».  قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟»  فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ».  فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.  وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا.  وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».  حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ.  فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: «حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا!»  فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ». حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا.  لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟  فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.  اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ».والمجد لله دائما
تأمل..
+ إعتراف بطرس بالوهية المسيح.. سأل السيد المسيح تلاميذه قائلاً: {من يقول الناس إنّي أنا ابن الإنسان؟ بهذا السؤال أبرز السيّد جانبًا هامًا في إيماننا به بدعوته "ابن الإنسان" تأكيدًا لتأنُّسه. فإن كان الآب يُعلن لبطرس الرسول أنه ابن الله الحيّ مؤكدًا لاهوته، فإن الابن نفسه يؤكّد ناسوته وتجسده. إيماننا بالمسيّا الملك، ابن الله الذى تجسد وتأنس وشابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية فهو القدوس، إنّما هو إعلان إلهي اشرق به الآب بروحه القدّوس على شعبه خلال الرسل والتلاميذ، فتسلّمته الكنيسة كإعلان إلهي رسولي، كوديعة تَقدِمه من جيلٍ إلى جيلٍ. يشرق به الله في قلوب المؤمنين. إنه عمل إلهي في داخل القلب قادر أن يربط النفس بملكها فنعيش الحياة السماويّة وهى على الارض وما تمّ مع بطرس الرسول يتحقّق مع كل عضو في كنيسة المسيح المقدّسة.
 ويكمّل السيّد حديثه مع القدّيس بطرس: {وأنا أقول لك أيضًا أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها} كلمة "بطرس" مشتقّة عن اليونانيّة  بترا أي صخرة، فقد أقام السيّد كنيسته التي هي ملكوته على الصخرة التي هي الإيمان بالسيّد المسيح ابن الله الحي، فالإيمان بالمسيّا هو الأساس الذي يقوم عليه بناء الملكوت المرتفع حتى السماوات عينها. بالتجسّد الإلهي تقدّم ابن الله الحيّ كحجر زاوية يسند البناء كلّه فلا تقدر الزوابع أن تحطّمه فإن الصخرة كانت المسيح (1 كو10: 4)، التي اعترف بها سمعان كما لو اعترفت الكنيسة كلها خلاله.
+ من اجل بناء ملكوت السماوات على الارض وهو عمل إلهي يعلنه الآب في قلوبنا بالروح القدس في ابنه، فقد قدّم مفاتيح هذا الملكوت بين يديّ الكنيسة، لا لتأمر وتنهى وإنما لتخدم البشريّة. لقد تسلّمت السلطان لا لتعمل بذاتها بل بالروح القدس الساكن فيها. فتشترك العروس في عمل العريس نفسه، هكذا اعطي الرسل ومن بعدهم الاساقفة والكهنة سلطان الحل والربط لغفران خطايا التائبين وارجاع الساقطين وليكون الكهنة خدام لسيدهم فى امانة وبر ورحمة بشعب الله.
+ السيد المسيح يُنبئ بموته وقيامته... بدأ السيّد الرب يتحدّث علانيّة مع تلاميذه عن التزامه بحبّه الإلهي أن يذهب إلى أورشليم، كفصحٍ حقيقيٍ يُقدَّم عن البشريّة كلهاعلى الصليب ويموت ويقوم فى اليوم الثالث  فيهدم الخطيّة بمملكتها ويُقيم ملكوته بقيامته. لقد صار الذي لم يعرف خطيّة، خطيّة من أجلنا، لكي يحطِّم مملكتها ويبدّد سلطانها، فنقوم فيه مقدّسين بدمه، أعضاء في الكنيسة كجسده السرى المقدّس. لم يكن ممكنًا للقدّيس بطرس في ذلك الحين أن يدرك الملكوت الداخلي، وبالتالي أن يتفَّهم سرّ الصليب والفداء، لهذا رفض بطرس ان يصلب السيد والمعلم. لقد ظنّ الرسول بطرس أنه إذ ينتهر السيّد رافضًا إهانته وآلامه يُعلن بذلك حبّه له. لكنّه فوجئ بالسيّد ينتهره. بطرس الرسول الذي تقبَّل إعلان الآب عن لاهوت الابن فصار إيمانه الصخرة التي تقوم عليها الكنيسة، وحُسب أهلاً أن يتمتّع مع التلاميذ بمفاتيح الملكوت، إذ رفض الصليب دعاه السيّد " شيطانًا"، و"معثرة لي" و"مهتمّا بما للناس لا بما لله". لقد جاء السيّد يُقيم مملكته خلال صليبه، فمن يرفض الصليب يرفض الفكر الإلهي، ويصير معثرة مهتمّا بالأمور الظاهرة، التي تفرِّح قلب الناس لا الله. فالصليب هو العمل الإلهي الذي شغل فكر الله منذ الأزل لأجل خلاصنا، بدونه يتعثّر الدخول إلى المملكة الإلهيّة، ويتحوّل الملكوت الإلهي إلى ملكوت بشري.
+  المسييحي وحمل الصليب... إن كان الرب يسوع قد دفع تكلفة الملكوت على الصليب، فإنّنا لكى نكون له تلاميذ يجب ان نشترك معه فى حمل الصليب لهذا يكمّل السيّد حديثه مع تلاميذه عن صلبه بالتزامهم بحمل الصليب { حينئذ قال يسوع لتلاميذه: إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه، ويحمل صليبه ويتبعني}
يلتزم المؤمن أن ينكر نفسه أو يجحدها أو يكْفر بها، فتُصلب ذاته على الصليب، لا ليعيش في ضعف وضيق بلا أحاسيس أو مشاعر أو إرادة، وإنما وهو يدخل بالروح القدس ليحمل السيّد نفسه في داخله. تختفي الإرادة البشريّة الضعيفة، لا ليعيش بلا إرادة، إنّما تحلّ إرادة المسيح الحكيمة والقادرة لتعمل فيه. ولا ليعيش بلا أحاسيس أو عواطف إنّما وهو يموت عن هذه جميعها يتقبّلها جديدة من يديّ الآب بالروح القدس، فتكون له أحاسيس السيّد المسيح نفسه ورقَّته ووداعته وحنوُّه، ليحيا حاملاً سمات المسيح متجلِّية فيه. هذا هو مفهوم الصليب أنه يحمل خسارة، لكن في الحقيقة هو مكسب، وفيما ينكر المسيحي ذاته ويبذلها من اجل الله فانه يقتني ما هو أعظم. لذلك يقول السيد: {فإنّ من أراد أن يخلّص نفسه يُهلكها، ومن يُهلك نفسه من أجلي يجدها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه؟! أو ماذا يُعطي الإنسان فداء عن نفسه}. فلنا نفس واحد وحيده ومن يخسرها وتهلك يخسر كل شئ.
+  الملكوت الأخروي ... ما نعيشه الآن في المسيح يسوع خلال الإيمان ننعم به في كمال المجد خلال القيامة أخرويًا، إذ يقول الرب { فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله} الحياة الملكوتيّة التي نعيشها هنا وننعم بها ما هي إلا عربون للحياة الخالدة الممتدّة فوق حدود الزمن حين يظهر السيّد المسيح الملك مع ملائكته ليجازي كل واحد حسب عمله. إن كان الإيمان هو أساس الملكوت إلا أنه يلزم أن يكون "عمليًا" حتى يقدّم لنا السيّد الأكاليل الأبديّة مجازيًا {كل واحد حسب عمله} لقد أراد أن يدخل بتلاميذه إلى هذا الملكوت بطريقة ملموسة لهذا سمح لثلاثة من تلاميذه أن ينعموا بتجلّيه ليختبروا لحظات من الحياة الملكوتيّة الأخرويّة، إذ يقول: {الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قومًا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته} وهذا ما راه بعض من تلاميذه على جبل طابور حين تجلى السيد امامهم واضاء وجهه كالشمس فى قوتها كاستعلان لمجد مجئية الثاني ليدين الاحياء والاموات.

الأربعاء، 30 يناير 2013

آية وقول وحكمة ليوم 1/31



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه لاننا بعضنا اعضاء البعض} (اف  4 :  25)
قول لقديس..
( اتعب نفسك فى قراءه الكتب واتباع الوصايا فتأتى رحمه الله عليك سريعا) القديس الانبا أنطونيوس الكبير
حكمة لليوم ..           
+ كراهة الرب شفتا كذب اما العاملون بالصدق فرضاه (ام  12 :  22)
Lying lips are abomination to the LORD, But those who deal truthfully are His delight. Pro 12:22
من صلوات الاباء..
" يارب ليس مثلك بار وقدوس، وصادق فى وعودك وعهودك، لذلك نلجأ اليك ونطلب منك ان تعلمنا كيف نحيا حياة الفضيلة والبر والقداسة التى دعوتنا اليها، واذ انت  الحق نريد ان نختفى فيك وانت الصادق فعلمنا ان نحيا الصدق قولا وفعلا وحياة ، فنجد فيك الراحة  والشفاء والتحرر من الشيطان وكذبه ونفاقه، ونحيا غير ناظرين الى بريق العالم الكاذب ولا اغراءاته المهلكة بل ثابتين فيك يارئيس إيماننا وقوتنا ورجائنا، أمين"

من الشعر والادب
"الصدق ينجي " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
كبر المتكبر وارتفع
وزى ما صعد للعلاء
سقط وانكشف ووقع!
وعلى قد ما المتواضع
مش باين وشكله مسكين
والناس ليه مش معتبرين!
لكن قدام الله يساوى ملايين
والصدق ينجى الصادقين
والرياء بيفضح المنافقين
حبل الحق ثابت ومتين
والكذب خيوط عنكبوت
 ريح تقطعه، ينتهى ويموت.

قراءة مختارة  ليوم
الخميس الموافق 1/31
مت 1:16- 12
آية يونان النبى ، رياء الفريسيين والصدوقيين
وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالصَّدُّوقِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ. فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِذَا كَانَ الْمَسَاءُ قُلْتُمْ: صَحْوٌ لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ. وَفِي الصَّبَاحِ: الْيَوْمَ شِتَاءٌ لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ بِعُبُوسَةٍ. يَا مُرَاؤُونَ! تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ السَّمَاءِ، وَأَمَّا عَلاَمَاتُ الأَزْمِنَةِ فَلاَ تَسْتَطِيعُونَ!  جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ». ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَمَضَى.  وَلَمَّا جَاءَ تَلاَمِيذُهُ إِلَى الْعَبْرِ نَسُوا أَنْ يَأْخُذُوا خُبْزاً. وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا، وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ». فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا لَمْ نَأْخُذْ خُبْزاً». فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ أَنَّكُمْ لَمْ تَأْخُذُوا خُبْزاً؟ أَحَتَّى الآنَ لاَ تَفْهَمُونَ، وَلاَ تَذْكُرُونَ خَمْسَ خُبْزَاتِ الْخَمْسَةِ الآلاَفِ وَكَمْ قُفَّةً أَخَذْتُمْ ؟ وَلاَ سَبْعَ خُبْزَاتِ الأَرْبَعَةِ الآلاَفِ وَكَمْ سَلاًّ أَخَذْتُمْ؟  كَيْفَ لاَ تَفْهَمُونَ أَنِّي لَيْسَ عَنِ الْخُبْزِ قُلْتُ لَكُمْ أَنْ تَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ؟»  حِينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَنْ يَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْخُبْزِ، بَلْ مِنْ تَعْلِيمِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ. والمجد لله دائما
تأمل..
+آية  يونان النبي وموت المسيح المحيي.. اتفق مقاموا الحق  ضدّ السيّد المسيح، سائلين إيّاه أن يريهم آية من السماء. طلبوا علامة ظاهرة في الطبيعة، ورغم عظم المعجزات التى صنعها بينهم فقد جاء السيد المسيح  ليقدّم علاماته وآياته في حياة الناس لأجل توبتهم وتغيير طبيعتهم الداخليّة. جاء ليُعلن تحنّنه على البشريّة وترفُّقه بنا لا ليستعرض قوّته وسلطانه. لقد قدّم لنا الخلاص الذي تحقّق رمزيًا في يونان النبي، إذ أجاب مجرِّبيه، قائلاً: لهم{ جيل شرّير فاسق يلتمس آية، ولا تُعطى له آية إلا آية يونان النبي} لقد وهب الله الإنسان عقلاً يفكّر به ليميّز الأمور، فيستطيع أن يتعرّف على حالة الجو خلال العلامات الظاهرة في السماء، لكن للأسف لم يستخدم الفرّيسيّون والصدّوقيّون هذه العطيّة الإلهيّة لحساب ملكوت الله، مع أن بين أيديهم نبوّات الأنبياء تُعلن بوضوح عن شخص السيّد المسيح وأعماله الخلاصيّة. جاء الرب متجسداً فى ملء الأزمنة، ليبذل الرب دمه لخلاصنا فرفضوه ولم يقولوا أن الوقت صحو، أي وقت مقبول لرجوعهم إليه والتمتّع بأعماله الخلاصيّة. وقد اقترب صباح الأبديّة ولم يدركوا أنهم في برودة الروح يفقدون الإكليل السماوي، وشركة الأمجاد الإلهيّة. صاروا يميّزون وجه السماء ماديًا، ولا يدركون أسرار الملكوت الروحي، فيبقى يونان النبي وغيره من الأنبياء شهود حق ضدّهم.
+ رياء الفريسيين والصدوقيين.. السيّد المسيح يؤسس ملكوته السماوي فينا بالحق والايمان والرحمة والصدق، فإن هذا البناء الإنجيلي يحتاج أولاً إلى هدم المفاهيم الخاطئة لوضع أساس روحي جديد. بدون هدم رياء الفرّيسيّين والصدّوقيّين لا يمكن التمتّع بالإيمان الحيّ الخاص بالملكوت. لقد انجذب التلاميذ إلى السيّد المسيح؛ فانطلقوا إلى العَبْر الآخر كما إلى الحياة الأخرى، ليعيشوا بفكرٍ سماويٍ، تاركين كل شيء، حتى الضروريّات {وقال لهم يسوع: انظروا وتحرّزوا من خمير الفرّيسيّين والصدّوقيّين. }  انه يُحذّرهم من الرياء كما يكشف لهم أسرار الآب .من الجانب السلبي سألهم أن يتحرّزوا من خمير الفرّيسيّين والصدّوقيّين، وللأسف انسحب فكرهم إلى الخمير أو الخبز بالمفهوم المادي، بل ويبدو أنهم ارتبكوا جدًا بسبب عدم وجود طعام، فوبّخهم السيد، مذكّرًا إيّاهم بمعجزتي إشباع الجموع. بهذا عالج السيّد ضعفًا جديدًا في حياتهم، ألا وهو الارتباك بالأمور الماديّة والاحتياجات الزمنيّة. لقد حذّرهم من خطيّة الرياء بكونها أخطر عدوّ للملكوت، لأن الخطايا الظاهرة يُمكن تداركها والتوبة عنها، أمّا الرياء فيتسلّل إلى حياة القادة الروحيّين والخدّام والمتعبّدين، لا ليشغلهم عن الخدمة والعبادة، وإنما ليُشعل فيهم الشوق نحو الخدمة والعبادة دون الالتقاء مع السيّد المسيح نفسه، فيرتفع الإنسان بذاتيّته وأنانيّته تحت ستار الدين والخدمة ويظهر البناء شاهقًا بلا أساس ليسقط هاويًا.  لهذا ترك التلاميذ خدمة الموائد للشمامسة (أع 7) المملوءين بالروح القدس لكي يتفرّغوا هم لخدمة الكلمة والكرازة  حقًا ليست هناك ثنائيّة بين كلمة الكرازة وأعمال الحب وخدمة الفقراء وتدبير أمور الكنيسة، لكن من أجل تفرّغ كل عضو في الكنيسة للعمل اللائق به يلزم على الرعاة الروحيّين ألا ينشغلوا بخدمة الموائد، ليس تحقيرًا لها، وإنما من أجل التخصّص. فكما أن العين تنظر لحساب الجسد كلّه لكنها لا تسمع بذاتها إنّما خلال الأذن، هكذا يمثّل العمل الكنسي وحدة متكاملة معًا، كما لأعضاء كثيرة في جسدٍ واحدٍ يعمل معًا، كل في تخصّصه. 

الثلاثاء، 29 يناير 2013

آية وقول وحكمة ليوم 1/30



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ. } (مت 15 : 28) 
قول لقديس..
) كما أن الملح يناسب جميع الأطعمة، هكذا التواضع يناسب كل فضيلة) القديس مارأسحق السريانى
حكمة لليوم ..
+ ليحل المسيح بالايمان في قلوبكم (اف  3 :  17)
That Christ may dwell in your hearts through faith. Eph 3:17

من صلوات الاباء..
" ايها الرب الاله، الذى يعلن محبتة للبشر بطرق كثيرة ويريد ان يجمع المتفرقين ويقدم عطية الإيمان للجاحدين والبعيدين، يا الله محب البشر الصالح، نرفع اليك صلواتنا فى شعور بالانسحاق وعدم الاستحقاق من أجل كبرياء قلوبنا وبعدنا عن وصاياك، لقد أخطائنا وصنعنا الشر أمامك وحل علينا جزاء أعمالنا من انقسام وخصام ومشكلات جسام، وها نحن نرفع أعين قلوبنا اليك لتنظر الينا بعين الرحمة وتتحنن على خليقتك وتعود وترحمنا فليس لنا مخلص سواك، أسمك القدوس هو الذى ندعوه، فليكن سلامك على شعبك ورحمتك ببلادنا وبناتنا واولادنا وتعهدنا بخلاصك واعط حكمة للقائمين على أمرنا ولتوحد قلوبنا للعمل على احلال السلام والامن والعدالة  فى ربوع بلادنا،أمين"

من الشعر والادب
"أيقونة الوطن " للاب افرايم الانبا بيشوى
وطنى فى قلبى أيقونة حب من القرن الاول للرابع
فيها مرقس وأنطونيوس وأثناسيوس والنهر النابع
من أعماق الايمان يحكى قصة اجيال تعاني الاهوال
وتناضل من اجل بقاء الايقونة فى رونق وجمال تاريخ مال
ووصلنا للجيل الحالى اصبحت الايقونة مسروقة محروقة
واصبحنا غرباء نسعي لبقاء فى ارض شقاء تلفظ من كانوا يوما ابناء

قراءة مختارة  ليوم
الاربعاء الموافق 1/30
مت 21:15- 39
إيمان المرأة الكنعانية، المسيح يشفى المرضى
إشباع الأربعة الآلاف رَجل
 ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ.  وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةُ: «ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً».  فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!»  فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».  فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!»  فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».  فَقَالَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!».  حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ.  ثُمَّ انْتَقَلَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى جَانِبِ بَحْرِ الْجَلِيلِ، وَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَجَلَسَ هُنَاكَ.  فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌّ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ، وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ  حَتَّى تَعَجَّبَ الْجُمُوعُ إِذْ رَأَوُا الْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ، وَالشُّلَّ يَصِحُّونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْعُمْيَ يُبْصِرُونَ. وَمَجَّدُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ: «إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ، لأَنَّ الآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ. وَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ لِئَلا يُخَوِّرُوا فِي الطَّرِيقِ»  فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «مِنْ أَيْنَ لَنَا فِي الْبَرِّيَّةِ خُبْزٌ بِهَذَا الْمِقْدَارِ حَتَّى يُشْبِعَ جَمْعاً هَذَا عَدَدُهُ؟»  فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْخُبْزِ؟» فَقَالُوا: «سَبْعَةٌ وَقَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ السَّمَكِ».  فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الأَرْضِ،  وَأَخَذَ السَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَالسَّمَكَ، وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ، وَالتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا الْجَمْعَ.  فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ سَبْعَةَ سِلاَلٍ مَمْلُوءَة، ٍ وَالآكِلُونَ كَانُوا أَرْبَعَةَ آلاَفِ رَجُلٍ مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ.  ثُمَّ صَرَفَ الْجُمُوعَ وَصَعِدَ إِلَى السَّفِينَةِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ مَجْدَلَ. والمجد لله دائما
تأمل..
+ إيمان المرأة الكنعانية ... ابتعد الرب يسوع  المسيح من منطقة جَنِّيسَارَتَ لعله يبتعد عن المناقشات غير المفيدة للفرّيسيّين،  وذهب الى نواحي صور وصيدا  فى لبنان حاليا وحتى يُظهر محبته للأمم حيث أنه جاء لخلاص العالم كله. وتقدمت اليه امرأة كنعانية طالبة الرحمة من اجل ابنتها المعزبة قائلةً {ارحمنى يا ابن داود} كانت ابنتها مجنونة لأن بها شيطان (مر 7: 25)، وسمعت بقوة المسيح الشافية، فخرجت تطلب إليه أن يشفى ابنتها. أظهر الرب عدم اهتمام ليرينا عظمة إيمان المرأة ومضى فى طريقه. أما هى، فظلت تصرخ متوسلة إليه أن يشفى ابنتها، حتى أن تلاميذه حنّت قلوبهم عليها، فطلبوا منه أن يستجيب لصراخها. وهذا ما أراده المسيح، أن يحرّك قلوب التلاميذ، ويُشعرهم بمسئوليتهم عن خلاص العالم كله، وليس اليهود فقط.
+  أجاب السيد المسيح بعكس طِلبَتهم، معلنا ما ظنه اليهود، وما بدأ به أولا، وهو أنه أتى لأجل خلاص اليهود المؤمنين بالله. ولكنه فى الحقيقة اتى ليمتد بالمحبة  طالبا خلاص الجميع ، بدليل مجيئه إلى هذه البلاد وإتمام المعجزة. لقد آمنت المرأة أن هذا هو المسيا المنتظر ابن داود، وأنه هو مخلّص العالم. فسجدت له لتعلن خضوعها له وإيمانها به، وطلبت منه أن يعينها ويشفى ابنتها. تظاهر المسيح بعدم قبول طلبتها، ليُظهر إيمانها واتضاعها، فقال لها أنه قد أتى لخلاص اليهود، ولا يصح أن تُعطَى نعمة الله التى تخص البنين، وتُطرَح للأمم الذين يعتبرهم اليهود مثل الكلاب. فظهر اتضاع المرأة العجيب، إذ قالت له: يكفينى الفتات الساقط من مائدة البنين، فأقرت أنها من الكلاب، ولكنها محتاجة لنعمته؛ وهذا أظهر أيضا مدى إيمانها وتواضعها ولجاجتها فى الصلاة. فاظهر السيد المسيح حبه واهتمامه بالأمم فى شخص هذه المرأة، فكل ما سبق كان لإظهار مدى إيمانها وتمسكها به وصلواتها واتضاعها. فأعلن أمام الجموع عظمة إيمانها، ثم وهبها الشفاء لابنتها، فعادت سليمة فى الحال. فلنتمسك بصلواتنا فى ايمان وتواضع  مهما تأخرت استجابة الله، لتقتنى الفضيلة وننال طلباتنا.
+  المسيح يشفى الجموع ... عاد الرب يسوع المسيح من تخوم صور وصيدا بجوار البحر الأبيض إلى بحر الجليل، وصعد إلى الجبل الذى كرمز للارتفاع عن الأمور الأرضية، حتى أن الذين يصعدون إليه يعلنون تمسكهم به فى صعودهم، فتقدمت الجموع معلنة حاجتها الى الشفاء والحب والرعاية فاهتم بهم.  وقدموا إليه أحباءهم من المرضى بأنواع الأمراض المختلفة، فشفاهم جميعا بحنانه، حتى تعجّب الجموع لسلطانه الإلهى فى شفاء جميع أنواع الأمراض. وهذا يشير روحيا لقدرة المسيح، له المجد، على شفاء كل من عطلت الخطية قدرته على الكلام أو النظر أو الحركة. ان الله مستعد أن يشفى جميع أمراضنا، ويحل كل مشاكلنا، خاصة الروحية منها. ولكن، ينبغى أن نلتجئ إليه بصلوات كثيرة واتضاع، طارحين كل احتياجاتنا أمامه، واثقين من محبته القادرة أن تصنع لنا كل شىء.
+ إشباع الاربعة الاف رجل.. قضت الجموع ثلاثة أيام مع الرب يسوع منشغلين بكلامه ومعجزاته. ولعلهم قد أكلوا ما خرجوا به من بيوتهم فى اليومين الأول والثانى، وفى اليوم الثالث لم يعد معهم أى طعام، إذ كانوا لا يتوقعون أن يستمروا ثلاثة أيام خارج بيوتهم، ولكن كلام المسيح جذبهم. اهتم الرب باحتياجاتهم المادية، وحدّث تلاميذه بذلك ليمتحن إيمانهم، خاصة بعد أن رأوا إشباع الجموع بالخمسة أرغفة والسمكتين، ولكنهم للأسف فكروا بعقلهم، وليس بإيمانهم، وأعلنوا عجزهم عن توفير طعام لهذه الجموع فى البرية، خاصة وأن غالبية التلاميذ فقراء. طلب المسيح من تلاميذه أن يبحثوا عن الطعام الموجود مع الجموع، فلم يجدوا إلا سبعة أرغفة وقليل من صغار السمك. وعدد سبعة يرمز للروح القدس الذى يعمل فى الأسرار المقدسة، القادرة على أن تشبع كل احتياجات الإنسان الروحية. أمر المسيح تلاميذه أن ينظموا الجموع، فأجلسوهم حتى يسهل توزيع الطعام عليهم، ويعاينوا فى هدوء عظمة المعجزة. أخذ السيد المسيح الخبز والسمك، وشكر كما فى المعجزة السابقة، ليعلمنا الصلاة قبل تناول الطعام، وبارك بيده الإلهية، وكسر الخبز وأعطى تلاميذه ليوزعوا منه، وكذا من السمك، على كل الجموع الجالسة على الأرض فأكل الكل، وكان عددهم نحو أربعة آلاف من الرجال، عدا النساء والأولاد. وعدد أربعة يرمز لأركان العالم الأربعة وألف يرمز للسماء، أى أن بركة المسيح هى للعالم كله، تشبعه وترفعه للحياة السمائية. وبعدما أكل الجميع، جمع التلاميذ الكسر الباقية، فملأت سبع سلال، ويشير هذا أيضا إلى عمل الروح القدس، فهو يُشبع الكل ويفيض.

الاثنين، 28 يناير 2013

آية وقول وحكمة ليوم 1/29



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ ويختن الرب الهك قلبك وقلب نسلك لكي تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك لتحيا}   (تث  30 :  6)
قول لقديس..
( الهدف النهائي الموضوع أمامنا هو "الحياة الأبدية"، إذ يقول الرسول{فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبديَّة} رو22: 6. وأما الهدف الحالي فهو "نقاوة القلب" التي يعبر عنها الرسول بقوله: {ثمركم للقداسة} والتي بدونها لا يتحقق الهدف النهائي.. فلنهتم بالكشف عن هذه الفضيلة أي "نقاوة القلب" متجنبين كل معوقاتها، لأنها خطيرة وضارة. فمن أجل نقاوة القلب ينبغي أن نفعل كل شيء، ونصبر على كل شيء، ولا نتعلق بأقربائنا وأرضنا وكرامتنا الأرضية وجاهنا ومباهج العالم وكل أنواع الملذات) من مناظرات يوحنا كاسيان مع الانبا موسى عن نقاوة القلب
حكمة لليوم ..
+ فليكن قلبكم كاملا لدى الرب الهنا اذ تسيرون في فرائضه وتحفظون وصاياه كهذا اليوم .     (1مل 8:61)
Let your heart therefore be loyal to the LORD our God, to walk in His statutes and keep His commandments, as at this day. 1Ki 8:61
من صلوات الاباء..
" ايها الرب الاله الذى خلقنا على صورته ومثاله وانعم علينا بالروح الذى يشتاق للكمال ونعمة العقل المميز والمسئول والقلب الذى يجيش بالعواطف والجسد الحي العامل بالمحبة واذ تريدنا على صورة مجدك، نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر الصالح ان تحررنا من العبودية للشهوات او الذات اوالشيطان او الحرف القاتل  او تسلط الغير لنحيا حرية مجد ابناء الله الساعين الى الكمال فى وداعة الروح وحكمة العقل وقداسة العواطف وعفة الجسد، ليكون لنا البصيرة الروحية التى بها نعاين مجدك ونسير كحكماء مفتدين الوقت فى الأيام الشريرة، أمين"

من الشعر والادب
"نقى القلب " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ياللى فى العالم بتبحث عن الكمال
ومش راضى على سوء الاحوال
اعرف ان الدنيا ومافيها الى زوال
والكمال فى عالم الشر صعب محال
بس عليك بقلبك تصلحه لو منك مال
نقيه من الشهوات والخطية والاوحال
اطلب روح ربنا يرشدك وتحقق الامال
ونعمته تسكن فيك وتكون احوالك عال
وتسير فى نمو صاعد لحياة الكمال

قراءة مختارة  ليوم
الثلاثاء الموافق 1/29
مت 1:15- 20
مقاومة الكتبة والفريسيين للسيد المسيح
الاهتمام بنقاوة القلب
حِينَئِذٍ جَاءَ إِلَى يَسُوعَ كَتَبَةٌ وَفَرِّيسِيُّونَ الَّذِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا يَتَعَدَّى تَلاَمِيذُكَ تَقْلِيدَ الشُّيُوخِ فَإِنَّهُمْ لاَ يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ حِينَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزاً؟» فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ أَيْضاً، لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ؟ فَإِنَّ اللَّهَ أَوْصَى قَائِلاً: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَمَنْ يَشْتِمْ أَباً أَوْ أُمّاً، فَلْيَمُتْ مَوْتاً. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي. فَلاَ يُكْرِمُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ. فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً:  يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ». ثُمَّ دَعَا الْجَمْعَ وَقَالَ لَهُمُ: «سْمَعُوا وَافْهَمُوا.  لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هَذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ».  حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَقَالُوا لَهُ: «أَتَعْلَمُ أَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ لَمَّا سَمِعُوا الْقَوْلَ نَفَرُوا؟»  فَأَجَابَ وَقَالَ: «كُلُّ غَرْسٍ لَمْ يَغْرِسْهُ أَبِي السَّمَاوِيُّ يُقْلَعُ.  اُتْرُكُوهُمْ. هُمْ عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَانٍ. وَإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى يَسْقُطَانِ كِلاَهُمَا فِي حُفْرَةٍ».  فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هَذَا الْمَثَلَ».  فَقَالَ يَسُوعُ: «هَلْ أَنْتُمْ أَيْضاً حَتَّى الآنَ غَيْرُ فَاهِمِينَ؟  أَلاَ تَفْهَمُونَ بَعْدُ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يَمْضِي إِلَى الْجَوْفِ وَيَنْدَفِعُ إِلَى الْمَخْرَجِ؟  وَأَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ فَمِنَ الْقَلْبِ يَصْدُرُ، وَذَاكَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ،  لأَنْ مِنَ الْقَلْبِ تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ.  هَذِهِ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. وَأَمَّا الأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلاَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ». والمجد لله دائما
تأمل..
+ مقاومة الكتبة والفريسيين للسيد المسيح.. لقد أُؤتُمن الكتبة على كلمة الله لكي يكتبوها بدقّة، والفرّيسيّون لكي يفسِّروها للشعب، حتى متى جاء كلمة الله ذاته متجسّدًا يفرحون ويتهلّلون ويدخلون مع الشعب إليه ليملك في قلوبهم، ويستجيبون له بكل حياتهم. لكنهم اهتموا بالمظهر دون الجوهر وانتقدوا تلاميذ السيد المسيح لعدم غسلهم ايديهم قبل الأكل حسب تقاليدهم وكان عليهم ان ينقوا قلوبهم اولاً لكن إذ تحوّلت قلوبهم من خدمة الكلمة إلى خدمة ذواتهم والحرف القاتل، صاروا رافضين الكلمة الإلهي ومقاومين له. لكن المقاومة للحق لا تحطّمه، بل تفتح أمامه الطريق ليُعلن بأكثر قوّة وعلى أوسع نطاق.
اُتّهِموا السيّد بأن تلاميذه يتعدُّون تقليد الشيوخ بعدم غسل أيديهم حينما يأكلون خبزًا، وكانت إجابة السيّد: "وأنتم أيضًا لماذا تتعدُّون الله بسبب تقليدكم؟ ان من التقليد ما هو وصايا للناس ويتعارض مع الوصيّة الإلهيّة لهدف أو آخر، كالمثال الذي قدّمه السيّد المسيح. فلأجل المنفعة الشخصيّة وضع قادة اليهود وصيّة تحمل مظهر العطاء الظاهري وتخفي كسْرًا للناموس الإلهي. كأن يستطيع الابن أن يَحرم والديه من حقوقهما، فلا يعولهما بحجّة أن ما يدفعه لهما يقدّمه قربانًا لله، فيكسِر وصيّة إكرام الوالدين ويكون كمن شتمهما بأعماله، وهذا أقسى من السبّ باللسان، إذ يحرمهما من حق الحياة الكريمة، ويدخل بهما إلى ضنك العيش تحت ستار العطاء للهيكل. حارمين الوالدين من عطايا أولادهم. كما ان فى هذا التقاليد بعض الحرفيّات والشكليّات في العبادة والسلوك، لا هدف لها سوى حب الظهور بثوب التديّن دون الروح الداخلي الحيّ وهذا ما قاومه الرب. اما التقليد الحيّ الذى حفظ لنا أسفار العهد القديم وقدّم لنا تفسيرًا لنصوصها، كما أعلن لنا الحياة مع الله خلال العبادة والسلوك، وحفظ لنا بعض المعرفة شفاهًا أو كتابة. لم  يرفضه العهد الجديد، لأنه غير مخالف للوصيّة الإلهيّة بل خادم لها.
+ الاهتمام بنقاوة القلب ...  ان المرائين ومن يَظهرون كمُدافعين عن الحق وهم كاسِروه، يحملون صورة الغيرة على مجد الله وهم يهتمّون بما لذواتهم. يتقدّمون كمعلّمين وهم عميان في حاجة إلى من يعلّمهم. فهل يستطيع أعمى ان يقود غيره ؟ إن كان يُحسب أمرًا خطيرًا ألا يكون للأعمى قائد يرشده، فكم بالأكثر إن أراد الأعمى أن يقود غيره! دعا السيّد الجموع ليشرح لهم أمر الأيدي غير المغسولة، ليس دفاعًا عن تلاميذه، وإنما لأجل بنيانهم الروحي، ولكي لا يتعثّروا بسبب الشكوك التي يثيرها الكتبة والفرّيسيّون. ودخل بنا معهم الى مصدر الطهارة والنجاسة  وقال لهم { ليس ما يدخل الفم ينجِّس الإنسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجِّس الإنسان} لقد أراد السيّد أن يعلم الجماهير البسيطة ويدخل بهم إلى الحياة الداخليّة، ليُدركوا أن سرّ الحياة والقداسة  والطهارة لا يكمن في الأعمال الخارجيّة الظاهرة، وإنما في الحياة الداخليّة. إنه لم يتجاهل ما يدخل الفم تمامًا، لكنّه ليس هو الذي يُنجِّس، بل ما في داخل الإنسان والمُعلن خلال ما يخرج من الفم. لهذا يجب ان نهتم بانساننا الداخلى وما فى القلب من عواطف ومشاعر يجب ان تكون مقدسة ويجب ان نحرص على تقديس حواسنا وافكارنا وقلوبنا وحينئذ يتنقى ويتطهر القلب ويخرج منه الصلاح.
  قال لتلاميذه ان يتركوا مقاوميهم. الترك هنا لا يحمل رغبة السيّد في التخلِّي عنهم، إنّما أراد حرمانهم من الجماهير التي بالغت في تقديم الكرامات لهم، ففقدوا تواضعهم، وأصيبت قلوبهم بالعَمى الروحي. إنهم في حاجة إلى الترك كي يختلوا بأنفسهم ويدركوا أنهم عميان، اختلسوا كراسي القيادة الروحيّة، فقادوا العميان بقلبهم الأعمى ليسقط الكل في حفرة الجهل والظلمة. 

الأحد، 27 يناير 2013

آية وقول وحكمة ليوم 1/28


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ تشددوا وتشجعوا لا تخافوا ولا ترهبوا وجوههم لان الرب الهك سائر معك لا يهملك ولا يتركك}(تث31:6)
قول لقديس..
(إلهي.. أنت نوري افتح عيناى فتعاينا بهاءك الإلهي لأستطيع أن أسير في طريقي بغير تعثر في فخاخ العدو. فكيف يمكنني أن أتجنب فخاخه ما لم أرها؟ وكيف أقدر أن أراها إن لم أستنر بنورك؟  ففي وسط الظلمة يخفي "الشيطان أب كل ظلمة "هذه الفخاخ حتى يصطاد كل من يعيش في الظلمة هذا العدو الذي يود أن يكون أبناءه محرومين من نورك ومن سلامك الكامل. وما هو النور إلا أنت يا إلهي. أنت هو النور لأولاد النور ونهارك لا يعرف الغروب! نهارك يضئ لأولادك حتى لا يعثروا. أما الذين هم خارج عنك فإنهم يسلكون في الظلام ويعيشون فيه. إذاً فلنلتصق بك يا من أنت هو نور العالم) القديس أغسطينوس

حكمة لليوم ..
+ بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة (لو  12 :  7)
But the very hairs of your head are all numbered, do not fear therefore; you are of more value than mony sparrows. Luk 12:7
من صلوات الاباء..
"الهى انت تعلم ان امواج الحياة تقاوم سفينة حياتنا، وان الرياح ضد التيار واننا بدونك لا شئ ، كما ان السفينة تكاد ان  تغرق وقد خارت قوانا ولكن اعيننا نحوك، فتعالى ايها الرب وأامر الريح ان تسكت والامواج ان تهدأ ورافقنا فى السفينة لنصل الى الميناء وننجو من طوفان بحر العالم، ونسير معا ممسكا بايدينا الى ان نصل الى مرفأ الابدية واثقين فى عين عنايتك التى لا تغفل وفى رعايتك المخلصة والأمينة حتى المنتهى، أمين"

من الشعر والادب
"انت سلامنا " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
انت يارب سلامي وسط  هبوب الريح
وان هاج البحر، تأمره يسكت يا مريح
انت نجاتنا ونصرتنا فى بحر فسيح
مهما زاد الموج وقلق الناس اشتد
حبك لينا بيخلي ثقتنا ملهاش حد
تأمر  نمشي على الموج وكأنه ارض
سلامنا انت وميناء وسفينة والربان،
وبايماننا  بيك أكيد هنوصل لبر امان.

قراءة مختارة  ليوم
الاثنين الموافق 1/28
أهمية الخلوة والصلاة ، المسيح سلامنا
بطرس والمشي على الماء، المسيح واهب الشفاء
مت 22:14- 36
 وَلِلْوَقْتِ أَلْزَمَ يَسُوعُ تَلاَمِيذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ وَيَسْبِقُوهُ إِلَى الْعَبْرِ حَتَّى يَصْرِفَ الْجُمُوعَ.  وَبَعْدَمَا صَرَفَ الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ مُنْفَرِداً لِيُصَلِّيَ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَ هُنَاكَ وَحْدَهُ. وَأَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ قَدْ صَارَتْ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ مُعَذَّبَةً مِنَ الأَمْوَاجِ. لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ مُضَادَّةً.  وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ.  فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا!  فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا».  فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ».  فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ.  وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ، صَرَخَ قَائِلاً: «يَا رَبُّ، نَجِّنِي!».  فَفِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!». فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ، فَعَرَفَهُ رِجَالُ ذَلِكَ الْمَكَانِ. فَأَرْسَلُوا إِلَى جَمِيعِ تِلْكَ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ وَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ الْمَرْضَى،  وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا هُدْبَ ثَوْبِهِ فَقَطْ. فَجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ نَالُوا الشِّفَاءَ. والمجد لله دائما
تأمل..
+ أهمية الخلوة والصلاة ... أمر السيّد المسيح  تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويمضوا حتى يصرف الجموع  ثم صعد الى الجبل ليكون فى خلوة مع الآب ليعلمنا أهمية الخلوة فى اوقات الشدة لطلب المعونة من الله وفى اوقات النجاح كما اشباع الجموع نحتاج للخلوة لكى لا يسقط الانسان فى الكبرياء والغرور ويقدم   الشكر لله. صعود السيّد إلى الجبل منفردًا ليصلّي لا يعني هروبنا من الخدمة، وإنما تأكيدًا للحياة العاملة التأمّليّة وخدمة الجماهير باللقاء السرّي مع الآب. حقًا ما أحوجنا إلى الجبل أو البرّيّة لتسندنا أثناء جهادنا الروحي والرعوي.
 + المسيح سلامنا...  سمح الرب ان تثور الريح على التلاميذ ليعلمنا انه سلامنا. وعندما نسلَّم حياتنا في يديه بكامل حريتّنا، نختبر حضوره كسِرّ سلامنا عند هياج العاصفة ضدّنا. وهو يعرف ما هو لصالحنا، ويأتى الينا فى الوقت المناسب. صارت السفينة في وسط البحر معذّبة من الأمواج، لأن الريح كانت مضادة. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشيًا على البحر. وسط الظلام الحالك، جاء السيّد المسيح مشرقًا على الجالسين في الظلمة ليخلّصهم من الأمواج المهلكة. إنه الوحيد الذي يقدر أن يتقدّم إلى البشريّة ماشيًا على المياه، ولا تقدر الرياح المضادة أن تقف ضدّه. توجه الرب نحو السفينة كما إلى كنيسته والى كل نفس، ليكونوا معنا ونكون فيه وهو فينا، عابرًا بنا إلى الميناء الأبدي بسلام. أن الضيقات هي المناخ الذي فيه يتجلّى السيّد وسط أولاده. إنه لا ينزع الآلام، وإنما يتجلّى أمام أعيننا، معلنًا حضوره وأبوّته ورعايته حتى فى اثناء الأمواج العاصفة. أمر تلاميذه ان يتشجعوا ولا يخافوا وكأنه يؤكّد حقيقة ووجوده في وسطنا كسِرّ قوّتنا الروحيّة وسلامنا نازعًا عنّا كل خوف. ولا يزال يسمح الله لكل مؤمن أن يدخل في السفينة وسط الأمواج، حتى يستطيع أن يدرك حقيقة وجود الله معه وسلطانه إذ هو قادر أن يهدِّئ الأمواج الخارجيّة والداخليّة، واهبًا إيّانا سلامًا فائقًا بإعلان حضوره الإلهي.
+ بطرس والمشي على الماء... عندما راي القديس بطرس السيد الرب أتيا اليهم على الماء اشتهى أن يلتقي به عليها، وإذ طلب من الرب أمَره أن يأتي إليه، لكن بطرس خاف إذ رأى الريح شديدة. إنها صورة البشريّة قبل التجسّد، التي آمنت بالله القادر أن يسير على مياه العالم، فخرجت تلتقي به، لكنها عجزت تمامًا، وكادت أن تغرق. لكن إذ مدّ السيّد يده أي تجسّد الابن الكلمة، وأمسك بيده المعزية والقادرة أيدينا الضعيفة ضمَّنا إلى أحشائه غافرًا خطايانا، فصار لنا به إمكانيّة السير معه وفيه على المياه دون أن نغرق. فبالمسيح دخلنا إلى سفينة العهد الجديد كما دخل بطرس مع السيّد، ليبحر بنا إلى أورشليم العليا. والعجيب أن السيّد لم يهدِّئ الأمواج لكي يسير بطرس على المياه، وإنما امره بالمشي  على الماء مهدّئًا أمواج قلبه الداخليّة ليسير بالإيمان على الأمواج ولا يغرق. فإن سرّ غرقنا ليست الأمواج الخارجيّة، وإنما فقدان القلب سلامه وإيمانه.
+ المسيح واهب الشفاء ... الرب يسوع هو طبيبنا الشافى  الذى يجول يصنع خير ويشفى كل مرض وضعف فى الشعب بتحننه ورحمته فقد عبر السيد الرب مع تلاميذه إلى أرض جنِّيسارت، وهناك تعرّف عليه رجال هذا الموضع، فأحضروا إليه جميع المرضى، وطلبوا أن يلمسوا فقط هدب ثوبه، فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء. فإن كان ثوبه يُشير إلى كنيسته الملتصقة به، فإن جميع الذين قبلوه أرادوا أن يبقوا كهُدب ثوبه، أي يحتلّوا الصفوف الأخيرة في كنيسته . فبالايمان والتوبة والتواضع ننال الشفاء لارواحنا ونفوسنا كما لأجسادنا.