نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 16 مارس 2022

قداسة البابا شنودة الثالث في ذكراه

 

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

السلام لك يا أبانا القديس البابا الأنبا شنودة فى ذكرى ميلادك السمائي العاشر والذى يوافق السابع عشر من شهر مارس 2022م، نذكرك بكل خير   ونذكر تعب محبتك ونطلب صلواتك يا أبانا القديس  فأنت تحيا فى قلوبنا وتعيش معنا بفكرك و تعاليمك ومحبتك. أنت يا أبي مرجع أصيل ننهل منه ونتعلم وتعزي أرواحنا بعظاتك وتعاليمك وإيمانك المستقيم وسيرتك الطيبة كقدوة صالحة  لنا نتعلم وننهل منها كل يوم.

السلام لذهبي الفم والواعظ القدير، الذي تلمذ أجيال من شعبه بأمانة وبر وجال فى كل مكان يكرز بمحبة الله المعلنة لنا فى المسيح يسوع وكتابه المقدس فكان من أعظم مفسري الكتاب المقدس وتعاليمه.

السلام لرجل المحبة والسلام والوطنية والذي عبر عن قيم مصر كقامة فريدة فى حب مصر والدفاع عنها وإعلاء شأنها في كل بقاع الأرض، كانت مصر فى قلبك وفكرك أينما حللت في 104 رحلة سافرت لها خارج مصر سفيرا للكنيسة والوطن والسماء وكنت خير سفير لله وللأيمان المستقيم وللقيم الروحية وقيم مصر الأصيلة.

السلام لك يا أبانا القديس البابا صاحب النهضة الروحية والرهبانية واللاهوتية والعمرانية. الذي نشر الإيمان وعمل على ربط أبنائه بالخارج بالكنيسة القبطية بوطنهم الأم أينما كانوا.

السلام لرجل الصلاة والزهد والعطاء، محب الفقراء الذي أغدق محبته على كل محتاج وأحس بنبض شعبه والآمه وأماله ومازال يرفع صلواته عنا أمام الله كل حين.

السلام لأبينا القديس والشاعر الأديب الرقيق المشاعر الذي أحب الأدب والتاريخ ووعاه في قلبه منذ الصغر وعمل أن يعيد أمجاد كنيستها العريق وينهض بشعبه روحيا واجتماعيا وثقافيا وعمل كارزاً ومعلما ورئيس كهنة مجاهداً لافتقاد وتعليم شعبه لمجد الله والكنيسة طوال أيام حياته.

السلام لك يا من أحب الله من كل قلبه فكتب حوالي 150 كتاب في مختلف فروع المعرفة اللاهوتية والروحية عن الإيمان و الأباء والأنبياء والقديسين والذى جال يعلم عن حياتهم ومحبتهم وسيرتهم العطرة والأن ينعم معهم بفردوس النعيم ويكرم علي محبته لهم.

السلام لك يا رجل الإيمان الذى اعترف الاعتراف الحسن بسيده وقاد الكنيسة عبر نصف قرن فقط خدم أسقفا للتعليم خمسون عاما وبابا الكنيسة ل42 عام واربعة شهور و4 ايام  بحكمة واقتدار واحتمل وحفظ الإيمان وأكل السعي ووضع له إكليل البر من الديان العادل.

السلام لأبينا القديس الذى جال يكرز ويعمل من أجل وحدة الكنيسة كجسد المسيح السرى والذى سعى على كل المستويات المحلية وفي منطقة الشرق بمجلس كنائس الشرق الأوسط وعلى المستوى العالمي في سعي حثيث لإزالة العقبات في سبيل وحدة المحبة والإيمان على أساس الإيمان المستقيم المسلم لنا من رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع.

السلام لك يا أبانا القديس الذي صبر على صليب المرض بشكر وابتسامة صافية من قلب محب لله و لشعبه وبلاده وكنيسته. السلام لمن علمنا الرجاء والسعي فى جهاد للحياة الأبدية.

 أطلب من الرب عنا يا أبانا القديس البابا شنودة الثالث ليغفر لنا خطايانا ويحفظ بلادنا قيادة وشعب، أطلب عن خليفتك قداسة البابا تواضروس الثاني ليقود الكنيسة والرعية لبر السلام والأمان وأن يحفظ الله كنيستنا رعاة ورعية، أمين.

السلام لك يا أبانا القديس البابا الأنبا شنودة فى ذكرى ميلادك السمائي العاشر  والذى يوافق السابع عشر من شهر مارس 2022م، نتذكرك بكل خير ونذكر تعب محبتك ونطلب صلواتك يا أبانا القديس  فانت تحيا فى قلوبنا وتعيش معنا بفكرك وتعاليمك ومحبتك. مرجع أصيل تغذى أرواحنا بعظاتك وتعاليمك وإيمانك المستقيم وسيرتك الطيبة كقدوة صالحة  لنا نتعلم وننهل منها كل يوم.

السلام لذهبي الفم والواعظ القدير، الذى تلمذ أجيال من شعبه بامانة وبر وجال فى كل مكان يكرز بمحبة الله المعلنة لنا فى المسيح يسوع وكتابه المقدس فكان من أعظم مفسري الكتاب المقدس وتعاليمه.

السلام لرجل المحبة والسلام والوطنية والذى عبر عن قيم مصر كقامة فريدة فى حب مصر والدفاع عنها وأعلاء شانها فى كل بقاع الأرض، كانت مصر فى قلبك وفكرك أينما حللت في 104 رحلة سافرتها خارج مصر سفيرا للكنيسة والوطن والسماء وكنت خير سفير لله وللأيمان المستقيم وللقيم الروحية وقيم مصر الأصيلة.

السلام لك يا أبانا القديس البابا صاحب النهضة الروحية والرهبانية واللأهوتية والعمرانية. الذى نشر الإيمان وعمل على ربط أبنائه بالخارج بالكنيسة القبطية وبوطنهم الأم أينما كانوا.

السلام لرجل الصلاة والزهد والعطاء، محب الفقراء الذى أغدق محبته علي كل محتاج وأحس بنبض شعبه والآمه ومازال يرفع صلواته عنا أمام الله كل حين.

السلام لأبينا القديس والشاعر الأديب الرقيق المشاعر الذى أحب الأدب والتاريخ ووعاه في قلبه منذ الصغر وعمل أن يعيد أمجاد كنيستها العريق وينهض بشعبه روحيا وأجتماعيا وثقافيا وعمل كارزاً ومعلما ورئيس كهنة مجاهداً لأفتقاد وتعليم شعبه لمجد الله والكنيسة طوال أيام حياته.

السلام لك يا من أحب الله من كل قلبة فكتب حوالي 150 كتاب في مختلف فروع المعرفة اللإهوتية والروحية عن الإيمان و الأباء والأنبياء والقديسين والذى جال يعلم عن حياتهم ومحبتهم وسيرتهم العطرة والأن ينعم معهم بفردوس النعيم ويكرموه علي محبته لهم.

السلام لك يارجل الإيمان الذى أعترف الأعتراف الحسن بسيده وقاد الكنيسة عبر نصف قرن فقط خدم أسقفا للتعليم خكسون عاما وبابا للكنسية ل42 عام واربعة شهور و4 ايام  بحكمة وأقتدار وأحتمل وحفظ الإيمان وأكل السعي ووضع له آكليل البر من الديان العادل.

السلام لأبينا القديس الذى جال يكرز ويعمل من أجل وحدة الكنيسة كجسد المسيح السرى والذى سعي علي كل المستويات المحلية وفي منطقة الشرق بمجلس كنائس الشرق الأوسط وعلي المستوى العالمي في سعي حثيث لازالة العقبات في سبيل وحدة المحبة والإيمان علي أساس الإيمان المستقيم المسلم لنا من رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع.

السلام لك يا أبانا القديس الذى صبر علي صليب المرض بشكر وأبتسامة صافية من قلب محب لله ولشعبه وبلاده وكنيسته. السلام لمن علمنا الرجاء والسعي فى جهاد للحياة الأبدية.

 أطلب من الرب عنا يا أبانا القديس البابا شنودة الثالث ليغفر لنا خطايانا ويحفظ بلادنا قيادة وشعب، أطلب عن خليفتك قداسة البابا تواضروس الثاني ليقود الكنيسة والرعية لبر السلام والأمان وأن يحفظ الله كنيستنا رعاة ورعية، أمين

شعر قصير -129- الاقتداء بالمسيح


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

" التوبة والإيمان"

مدعوين للعيش كما يحق لإنجيل ربنا يسوع المسيح

كسفراء لله نطلب من الناس توبوا،  فالله حلو مريح

يغفر الخطايا ويهب الخلاص والنعمة ويشفي الجريح

وإذ نتبرر بالإيمان لنا سلام مع الله وفى بيته نستريح

نفرح بالنعمة ونسر بالضيقات التى تنشأ صبر صريح

والصبر ينشأ تزكية والتزكية رجاء والرجاء له المديح

محبته تنسكب بقلوبنا فنتهلل وحبه وسلامه منا يفيح

..........

(2)

" اشفي جراح قلوبنا "

ياربنا يسوع طبيب النفوس والاجساد والارواح

أنت الرحيم تقيم موتى الخطية وتضمد الجراح

اشفي جراح قلوبنا وهبنا صحة وسلام ونجاح

اعط راحة لأرواحنا وحول حزننا بك إلى أفراح

بدد خوفنا واليأس وهبنا رجاء صالح بكل صباح

انت تعلم ضعفنا يارب فهبنا شفاء وحكمة وفلاح

ليس لنا معين سواك فاستجب لنا يا كلي الصلاح

.......

(3)

" لك أقول قم "

جاء مسيح القيامة إلى قرية بسيطة تدعى نايين

وجد شاب ميت محمول لأرملة وحولها المعزين

قال بحنان  للأم الثكلى أنا القيامة فلماذا تبكين؟

ثم قال للشاب لك أقول قم! فقام فاندهش الحاضرين

دفع الشاب لأمه وحول حزنها إلى فرح مع يقين

المسيح هو القيامة والحق والحياة لكل المائتين

نصلي المخلصنا ليقم موتى الخطية ويرد الضالين

........

(4)

" الحكمة تبني النفوس "

بالحكمة ضع حارساً لفمك وبابا حصينا لشفتيك

كثرة الكلام تقود للخطأ فقل ما يبني ولا يؤذيك

وأقطع عهداً لنفسك لكي تحول عن الشر عينيك

لتكن عينك بسيطة لتقدس جسدك وللخير تهديك

لا تسمح لكلام الادانة والشر يلوث قلبك ولا أذنيك

كن مبادر لسماع صوت الله وانقاد بروح الله فيك

فالحواس أبواب الفكر الذي يتحول لسلوك لديك

أطلب حكمة من الله تكسب بها حتى من يعاديك

........

(5)

" الاقتداء بالمسيح"

مسيحنا الصالح كان يجول يصنع خيرا بكل الأرجاء

أقتدي وتشبه به واصنع الخير ما استطعت للأحياء

كن للناس كلمة محبة تريح في عالم التعب والشقاء

قدم لهم  بسمة صادقة تُفرحهم بوادي الضيق والبكاء

شجع غيرك على النجاح ونمي فيهم الأمل والرجاء

لا تكن عثرة للغير أو تتسبب لهم أبدا ضيق أو جفاء

أضرم فيك شعلة الإيمان لتضئ وتهدي الناس للسماء

الأربعاء، 9 مارس 2022

الصوم المقدس 2- الصوم فى حياة السيد المسيح والكنيسة

 



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى


+ بدء السيد المسيح خدمته بالصوم ....  لكي يبين لنا السيد المسيح أهمية الصوم فقد بدأ خدمته العامة بعد العماد بالاختلاء والصوم في  صلاة وخلوة لمدة أربعين يوماً { ثم اصعد يسوع الى البرية من الروح ليجرب من ابليس. فبعدما صام اربعين نهارا واربعين ليلة جاع اخيرا. فتقدم إليه المجرب وقال له إن كنت ابن الله فقل ان تصير هذه الحجارة خبزا. فاجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله} (مت 1:4-4). لقد صام وقدم لنا مثالاً بصومه على أهمية الصوم بالنسبة لنا للانتصار على تجارب الشيطان ورفض مشورته.  علمنا السيد الرب كيف نشبع بكلمة الله وهو يهتم ويقيت الجسد أيضا أن أعمل مشيئة الله هو شبع للإنسان الروحي فعندما ذهب التلاميذ يبتاعوا طعاما فى السامرة ورجعوا بالطعام { وفي أثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين يا معلم كل. فقال لهم ان لي طعام لآكل لستم تعرفونه انتم. فقال التلاميذ بعضهم لبعض العل أحدا أتاه بشيء ليأكل. قال لهم يسوع طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله}(يو 31:4-34). ونحن يجب أن نشبع بكلمة الله وصنع إرادته ومحبته وهو يعتني باحتياجاتنا الجسدية والمادية ولن يعوزنا شئ.

+ تعليم السيد المسيح بأهمية الصوم .... صام السيد المسيح أربعين يوما وأربعين ليلة (مت 2:4). مقدما لنا مثالا لتتبع أثر خطواته. وعندما سالوا السيد المسيح عن صوم تلاميذه وأتباعه أجاب قائلا بوجوب الصوم { وَكَانَ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. وَلَكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ.} (مر 18:2-20). ولقد صام الرسل الصوم المعروف بصوم الرسل بعد حلول الروح القدس عليهم  وصاموا أيضا عند اختيار الخدام و رسامتهم (أع 3:13،27:14). أما عن الصوم الخاص نرى القديس بولس الرسول يصوم في وقت الخطر خلال رحلة بولس الرسول لروما (أع 21:27). أما قول  البعض أن السيد المسيح لم يحتم الصوم بل تركه للظروف بقوله "متى صمتم".  فلماذا نصوم في أوقات ثابتة "سنويا"؟. فإن كلمة متى تفيد التحقيق والتأكيد وليس الشك، بحيث يكون في حكم الواقع المحتم مثل قول الرب: { متى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة  القديسين معه} (مت31:25). أن  كلمة "متى" تقرر حقائق مقررة ووقوعها محتم . ففي العهد القديم حدد الرب أوقاتًا معينه للصوم (لا 29:16، زك 19:8، لو 12:18).  وحدد الرب يسوع له المجد موعد بدء صوم الرسل بعد صعوده عنهم إلى السماء (مت 15:9) وهذا ما تم فعلا (أع 13،14،27). علينا كمؤمنين أن نصوم ونخضع للترتيب الكنسى الذي وضعه الرسل والكنيسة لما في الصوم الجماعي من فوائد تقودنا الى وحدانية الروح وفي التقرب لله. 

+ الصوم قوة ننتصر بها فى الحروب الروحية...  بالصوم والصلاة نستطيع أن ننتصر على ابليس وهذا ما أكد عليه السيد المسيح عندما اتوا اليه بشاب عليه أرواح نجسة ولم يستطيع التلاميذ أن يخرجوها وشفاه السيد المسيح وعندما سأله التلاميذ لماذا لم نقدر نحن أن نخرج الشياطين؟ { ولما دخل بيتا سأله تلاميذه على انفراد لماذا لم نقدر نحن ان نخرجه. فقال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة والصوم} (مر 28:9-29). فما سمعنا عن أحد من القديسين أنتصر فى حروبه علي إبليس إلا وكان الصوم والصلاة من الأسلحة الروحية التي أنتصر بها وتغلب على حيل الشيطان.

+ الأصوام الكنسية الجماعية... هى التى يصومها المؤمنين حسب طقس كل كنيسة، لقد صام المسيح لنتعلم من ونتبع خطواته لهذا نصوم الاربعين المقدسة كل عام  مع صوم أسبوع الآلام ونصوم يومي الأربعاء والجمعة من ايام الاسبوع ماعدا فى أيام الخماسين المقدسة منذ العصر الرسولى. كما نصوم صوم الميلاد استعدادا لاستقبال الله الكلمة المتجسد كما صام موسى النبى قديما أربعين يوما ليستقبل لوحى العهد. بالإضافة إلى الصوم المعروف لدينا بصوم العذراء  ورأينا مثال له في الإنجيل { وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط اشير وهي متقدمة في ايام كثيرة قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها. وهي أرملة نحو اربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة باصوام وطلبات ليلا ونهارا. فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في اورشليم}(لو 36:2-38).

+ اهتمام السيد المسيح بروحانية الصوم... اهتم السيد المسيح بروحانية الصوم والعبادة وبالبعد عن المظهرية في الصوم والصلاة والصدقة بصفة عامة { ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم. واما انت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك. لكي لا تظهر للناس صائما بل لابيك الذي في الخفاء فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية}(مت 16:6-18). ويقول القديس باسيليوس الكبير ( لا تكونوا عابسين وأنتم تستعيدون صحتكم. فإنه لا بدّ لنا أن نتهلل لصحة أنفسنا، ولا مجال للحزن بسبب تبدّل الطعام وكأننا نؤثر ملذّات البطن على منفعة أنفسنا، لأن الشبع يقف إحسانه عند حدود البطن، أما الربح الناتج عن الصوم فهو يَنفذ إلى النفس. كن فرحاً لأنك أعطيت من قبل طبيبك دواء ينزع الخطايا. لا تبدّل وجهك كما يفعل المراؤون. إن الوجه يتبدل عندما يظلم الداخل مع التظاهر الخارجي، وكأنه مخفي وراء ستار كاذب. المرائي هو الذي يكون له على المسرح وجه آخر. يرتدي قناع السيّد وهو في الحقيقة عبد. يلبس قناع الملك وهو بالحقيقة من عامة الناس. هكذا أيضاً في الحياة الحاضرة، كثيرون يتظاهرون وكأنهم على المسرح. يكونون على كل شيء في عمق القلب ويتظاهرون بوجه آخر أمام الناس. أما أنت فلا تبدّل وجهك. كما أنت هكذا أظهر للآخرين. لا تبدّل مظهرك عابساً ساعياً وراء الشهرة عن طريق التظاهر بالصوم والإمساك، لأنه لا نفع للإحسان الذي يطبَّل له، ولا ثمر للصوم الذي يشهّر أمام الناس، أي كل ما يقوم به الإنسان بغية التظاهر أمام الآخرين لا ينفذ إلى الدهر ولا يتخطى حدّه مدح الناس. أسرع بفرح إلى هبات الصوم. إنّه هبة قديمة العهد لا تعتق ولا تشيخ، بل تتجدد وتزهر على الدوام).

+ الصوم والتوبة والمصالحة .... الصوم لكي يكون مقبولا يجب أن يكون مقرونا بالتوبة والتواضع والمصالحة مع الغير { ناد بصوت عال لا تمسك ارفع صوتك كبوق وأخبر شعبي بتعديهم وبيت يعقوب بخطاياهم، واياي يطلبون يوما فيوما ويسرون بمعرفة طرقي كامة عملت برا ولم تترك قضاء الهها يسألونني عن أحكام البر يسرون بالتقرب الى الله. يقولون لماذا صمنا ولم تنظر ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ ها انكم في يوم صومكم توجدون مسرة وبكل اشغالكم تسخرون،ها انكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشر لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء. أمثل هذا يكون صوم اختاره يوما يذلل الإنسان فيه نفسه يحني كالاسلة رأسه ويفرش تحته مسحا ورمادا هل تسمي هذا صوما ويوما مقبولا للرب.أليس هذا صوما اختاره حل قيود الشر فك عقد النير واطلاق المسحوقين احرارا وقطع كل نير. اليس ان تكسر للجائع خبزك وان تدخل المساكين التائهين الى بيتك إذا رأيت عريانا أن تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك.حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعا ويسير برك امامك ومجد الرب يجمع ساقتك.حينئذ تدعو فيجيب الرب تستغيث فيقول هانذا ان نزعت من وسطك النير و الايماء بالاصبع وكلام الإثم. وأنفقت نفسك للجائع وأشبعت النفس الذليلة يشرق في الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهر. ويقودك الرب على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنة ريا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه.ومنك تبنى الخرب القديمة تقيم اساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى} (اش 1:58-12).

+ الصوم فى حياة الآباء وأقوالهم....  لقد اختبر ابائنا القديسين الصوم وفائدته ومارسوه بمحبة وبه سمت أرواحهم وتهذبت نفوسهم وقويت أرواحهم وقالوا فيه الكثير حسب خبرتهم . الصوم عند الآباء هو صوم الجسد عن الطعام وصوم اللسان عن الكلام البطال وصوم القلب عن الشهوات ونقاوته من الخطايا كما قال مار اسحق (الذي يصوم عن الغذاء ولا يصوم قلبه عن الحنق والحقد ولسانه ينطق بالأباطيل فصومه باطل لأن صوم اللسان أخير من صوم الفم وصوم القلب أخير من الاثنين). وقال القديس مكسيموس (من غلب الحنجرة فقد غلب كل الأوجاع) شيخ حدثته أفكاره من جهة الصوم قائلة (كل اليوم وتنسك غدا فقال لن أفعل ذلك. لكني أصوم اليوم وتتم ارادة الله غدا. ويقول القديس باسيليوس الكبير ( أن الصوم الحقيقى هو سجن الرذائل أعني ضبط اللسان وإمساك الغضب وقهر الشهوات الدنسة). ونجد أن القدرة على الصوم تأتي بالتدريج فقد قال الأنبا أولوجيوس لتلميذه (يا بني عود نفسك أضعاف بطنك بالصوم شيئا فشيئا لأن بطن الإنسان إنما تشبه زقا فارغا فبقدر ما تمرنه وتملأه تزداد سعته كذلك الأحشاء التى تحشى بالأطعمة الكثيرة إن أنت جعلت فيها قليلا ضاقت وصارت لا تطلب منك الا القليل) . الصوم عند الآباء هو الحصن الذى نحتمى فيه والصلاة هى السلاح (حصن الإنسان الروحي هو الصوم وسلاحه هو الصلاة فمن ليس له صوم دائم فلا يوجد حصن يمنع عنه العدو ومن ليست له صلاة نقية فليس له سلاح يقاتل به الأعداء). الصوم انتصار على أوجاع الجسد الروحية ، قال القديس يوحنا القصير (إذا أراد ملك أن يأخذ مدينة الأعداء فقبل كل شئ يقطع عنهم الشراب والطعام وبذلك يذلون ويخضعون له هكذا أوجاع الجسد إذ ضيق الإنسان على نفسه بالجوع والعطش ازاءها فإنها تضعف). القصد الإلهي من الصوم هو الجهاد المستمر بإيمان ضد الذات وإغراءات العالم والجسد حتى نصل إلى نقاوة القلب التى بها نعاين الله ونشبع به.

فلنصم بطهارة وبر

أيها الرب الهنا الذى صام عنا أربعين نهاراً وأربعين ليلة وعلمنا أن الصوم والصلاة نصرة علي الشياطين وقوة وضبط  للنفس وتقوية للإرادة وعلمنا كيف نشبع بكلمته المحيية وعمل إرادته المقدسة وأوصانا بالصوم والصلاة وعمل الرحمة ، اقبل توبتنا وصومنا وصلاتنا واغفر خطايانا وأعنا على رضاك و حل بسلامك في قلوبنا وكنيستنا وبلادنا وهب سلاماً وطمأنينة للعالم برحمتك الواسعة و نعمتك الغنية ومحبته القوية ليتمجد اسمك القدوس، الآن وفي كل أوان، أمين.  

الثلاثاء، 8 مارس 2022

الصوم المقدس 1- مفهوم الصوم وأهميته الروحية

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى                         

1- مفهوم الصوم وأهميته الروحية  

+ الصوم فى معناه العام هو الامتناع عن الطعام فترة من الزمن يعقبها تناول أطعمة نباتية خالية من اللحوم ومنتجاتها أما المعنى الروحى فيشمل كل انواع ضبط النفس والنسك والامتناع عن الشهوات وخطايا اللسان أو العواطف. والصوم  ليس تحريم لأنواع معينة من الطعام محلل لنا أكلها فى الأفطار بل البعد عنها لفترة الصوم نسكاً وزهداً وتعففاً. فنرجع في الصوم  إلى الطبيعة النباتية التي جبل عليها الإنسان ونبتعد عن الأطعمة التى تثقل الانسان من اجل اشباع الروح وضبط النفس وكما قال السيد المسيح { ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله} (مت 4 : 4). الصوم هو شبع بالمسيح في حياة بر وتقوى { طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون} (مت 5 : 6). الصوم الكبير فترة تخزين روحي يهدف إلى النمو فى حياة التوبة والفضيلة والتخلص من الضعفات وتقوية الإرادة وضبط النفس والاستعداد للتمتع بحياة القيامة مع المسيح القائم منتصرين على الضعف البشري والشيطان والموت.

+ أن البطن هي سيدة الأوجاع التي متى تم  ضبطها، يستطيع المؤمن أن يضبط  ذاته روحاً وفكراً وجسداً . فمن يقدر أن يضبط  نفسه فى الأكل والشرب يستطيع أن يضبط ذاته ولسانه ويقول لا لشهواته وأهوائه وانفعالاته وضابط نفسه خير من مالك مدينة، لذلك قال القديس بولس  { بل اقمع جسدي واستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضا }(1كو 9 : 27). لقد كان كسر الصوم بالأكل من الشجرة المحرمة علة سقوط أبوينا القدماء آدم وحواء ومن يريد ان يرجع الى الفردوس مرة اخرى عليه ان يبدأ بالصوم وضبط النفس وتقوية إرادته وإشباع روحه.  إن معظم الحروب والخصومات على المستوى الفردى والجماعى تبدأ من أنانية الإنسان وسعيه لإشباع لذاته وشهواته دون النظر الى اخوته أو على حسابهم { من أين الحروب والخصومات بينكم أليست من هنا من لذاتكم المحاربة في أعضائكم تشتهون ولستم تمتلكون تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون لانكم لا تطلبون. تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم} (يع  4 :  1-3).

+ الصوم وسيلة لضبط النفس حتى فيما هو محلل منها { ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات }(غل 5 : 24). اننا نحتاج الى اشباع الروح مع ضبط الجسد والاهتمام به وتقويته واعطائه ما يلزمه لا ما يشتهيه { أما انا فبالبر انظر وجهك اشبع اذا استيقظت بشبهك }(مز  17 :  15).

+ الصوم وصية الله فى العهد القديم {اضربوا بالبوق في صهيون قدسوا صوما نادوا باعتكاف. اجمعوا الشعب قدسوا الجماعة احشدوا الشيوخ اجمعوا الاطفال وراضعي الثدي ليخرج العريس من مخدعه والعروس من حجلتها. ليبك الكهنة خدام الرب بين الرواق والمذبح ويقولوا اشفق يا رب على شعبك ولا تسلم ميراثك للعار حتى تجعلهم الأمم مثلا لماذا يقولون بين الشعوب أين الههم} (يؤ 15:2-17). الله يستجيب لصلواتنا المقرونة بالصوم والتوبة { اعلموا ان الرب يستجيب لصلواتكم ان واظبتم على الصوم والصلوات أمام الرب} (يهو 4 : 12).

+ الصوم الجماعى فى قوته رأيناه في صوم وتوبة أهل نينوى { فآمن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم. وبلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد. ونودي وقيل في نينوى عن امر الملك وعظمائه قائلا لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا لا ترع ولا تشرب ماء. وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا الى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم.لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك . فلما راى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه} (يو5:3-10). كما أن رجال الله القديسين تقووا بالصوم والصلاة كما رأينا فى حياة كثير من رجال الله القديسين. صام دانيال والفتية الثلاثة القديسين { فقال دانيال لرئيس السقاة الذي ولاه رئيس الخصيان على دانيال وحنانيا وميشائيل وعزريا. جرب عبيدك عشرة أيام ليعطونا القطاني لنأكل وماء لنشرب. ولينظروا إلى مناظرنا أمامك وإلى مناظر الفتيان الذين يأكلون من أطايب الملك ثم اصنع بعبيدك كما ترى.فسمع لهم هذا الكلام وجربهم عشرة أيام. وعند نهاية العشرة الأيام ظهرت مناظرهم أحسن وأسمن لحما من كل الفتيان الآكلين من أطايب الملك} (دا 11:1-15) وقد كشف الله أسراره لدانيال بالصوم والصلاة {فوجهت وجهي إلى الله السيد طالبا بالصلاة والتضرعات بالصوم والمسح والرماد }(دا 9 : 3). كما صلى داود وصام { اما انا ففي مرضهم كان لباسي مسحا أذللت بالصوم نفسي } (مز 35 : 13). وهكذا يطلب الله منا فى كل زمان أن نتسلح بالصوم والصلاة والتوبة { ولكن الآن يقول الرب ارجعوا إلي بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح } (يؤ 2 : 12). الصوم إذا وسيلة لضبط النفس وتقوية الإرادة ومساعد قوى للتوبة المقبولة المصحوبة بالتذلل والرجوع الشر والإقلاع عن الخطية وفعل البر واستمطار مراحم الله والحصول على الغفران والشبع بكلام الله والصلاة ومحبة الله وفعل الخير ومحبة الجميع محبة روحية فى بذل وعطاء من النفس والوقت والمال.

+ نصوم ونصلي لله

* أيها الرب الهنا، الإله الرحوم محب البشر الصالح الداعي الكل لمعرفة الحق، الذي أوصانا بالصوم والصلاة. أقبل إليك توبتنا وصومنا و صلواتنا وقوى إيماننا وهبنا أن نحبك من كل قلوبنا وفكرنا وإرادتنا لنرضيك كل أيام حياتنا ونعمل إرادتك الصالحة كل حين.

* أيها المسيح إلهنا الذى صام عنا أربعين يوم وأربعين ليلةً بسر لا ينطق به وأوصانا بالصوم لكي ننتصر على أعدائنا الروحيين ونشبع بالبر وبكلامك المقدس، أعنا لكي نصوم عن كل شر بطهارة وبر ونشبع بمحبتك وكلامك ونثمر في صومنا ثمر البر وننمو في الفضيلة والكمال المسيحي الذي دعوتنا اليه.

* ياروح الله القدوس، روح القداسة والحكمة، العامل في الناموس والأنبياء والرسل ، أعمل فينا لنتوب ونرجع إلى الله بكل قلوبنا ونصلي بالروح والحق ونصوم عن كل خطية وتعمل فينا لنثمر ويدوم ثمرنا، ليتمجد اسمك القدوس أيها الثالوث القدوس الإله الواحد، آمين.