نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأحد، 31 مارس 2013

آية وقول وحكمة ليوم 4/1



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى



آية للتأمل
{ لَكِنْ بِنِعْمَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنْ نَخْلُصَ كَمَا أُولَئِكَ أَيْضاً }(أع 15 : 11)
قول لقديس..
( الإيمان باللَّه ينقّي القلب، والقلب النقي يعاين اللَّه. يلزمنا أن نميّز إيماننا غير مكتفين بالاعتقاد، فالاعتقاد لا يكفي ليكون علّة تنقية القلب. لقد قيل:{إذ طهَّر بالإيمان قلوبهم}، ولكن بأي إيمان انه {الإيمان العامل بالمحبّة} "غل 5: 6". هذا الإيمان يميّزنا عن إيمان الشيّاطين وإيمان فاسدي السيرة. ذلك الإيمان الذي يرجو مواعيد اللَّه) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..          
+ فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح (رو  5 :  1)
Therefore, having been justified by faith, we have peace with God through our Lord Jesus Christ.Rom 5:1
من صلوات الاباء..
" ايها الرب الهنا، الذى دعى له من جميع الامم شعبا مقدسا وامة مبررة ودعانا له ابناء وبنات بالايمان اذ طهر بالايمان قلوبنا. نشكرك على عطاياك الغنية التى لا يعبر عنها ونسائلك ان تقودنا كاب محب وراعا صالحا لكي نجتاز كل ضيقات وتجارب الحياة، التى تأتى الينا من الاعداء أو التى نواجهها من داخل النفس او الاسرة او المجتمع. وكما قدت الكنيسة فى عصرها الرسولى لتتغلب على مصاعب رحلة الحياة فانت معنا كل الايام ونثق انك ستقودنا فى موكب نصرتك، أمين"

من الشعر والادب
"الايمان العامل بالمحبة " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
طهر بالايمان قلبى وروحي يارب
وبنعمة روحك اسير فى الدرب
بالايمان العامل بيك بكل الحب
وبالرجاء نخلص من كل الذنب
نسير بايماننا ابن وبنت واب
حتى لو طريقنا كان ضيق كرب
معاك انت قائدنا يهون الصعب

قراءة مختارة  ليوم
الاثنين الموافق 4/1

أع 1:15- 21
الإصحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ (1)
مجمع الكنيسة في أورشليم
وَانْحَدَرَ قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ الإِخْوَةَ أَنَّهُ «إِنْ لَمْ تَخْتَتِنُوا حَسَبَ عَادَةِ مُوسَى لاَ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَخْلُصُوا». فَلَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا مُنَازَعَةٌ وَمُبَاحَثَةٌ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ مَعَهُمْ رَتَّبُوا أَنْ يَصْعَدَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَأُنَاسٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى الرُّسُلِ وَالْمَشَايِخِ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. فَهَؤُلاَءِ بَعْدَ مَا شَيَّعَتْهُمُ الْكَنِيسَةُ اجْتَازُوا فِي فِينِيقِيَةَ وَالسَّامِرَةِ يُخْبِرُونَهُمْ بِرُجُوعِ الْأُمَمِ وَكَانُوا يُسَبِّبُونَ سُرُوراً عَظِيماً لِجَمِيعِ الإِخْوَةِ. وَلَمَّا حَضَرُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَتْهُمُ الْكَنِيسَةُ وَالرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ فَأَخْبَرُوهُمْ بِكُلِّ مَا صَنَعَ اللهُ مَعَهُمْ. وَلَكِنْ قَامَ أُنَاسٌ مِنَ الَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا مِنْ مَذْهَبِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَقَالُوا: «إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُخْتَنُوا وَيُوصَوْا بِأَنْ يَحْفَظُوا نَامُوسَ مُوسَى».  فَاجْتَمَعَ الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ لِيَنْظُرُوا فِي هَذَا الأَمْرِ. فَبَعْدَ مَا حَصَلَتْ مُبَاحَثَةٌ كَثِيرَةٌ قَامَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنْذُ أَيَّامٍ قَدِيمَةٍ اخْتَارَ اللهُ بَيْنَنَا أَنَّهُ بِفَمِي يَسْمَعُ الْأُمَمُ كَلِمَةَ الإِنْجِيلِ وَيُؤْمِنُونَ.  وَاللَّهُ الْعَارِفُ الْقُلُوبَ شَهِدَ لَهُمْ مُعْطِياً لَهُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا لَنَا أَيْضاً. وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بِشَيْءٍ إِذْ طَهَّرَ بِالإِيمَانِ قُلُوبَهُمْ.  فَالآنَ لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ اللهَ بِوَضْعِ نِيرٍ عَلَى عُنُقِ التَّلاَمِيذِ لَمْ يَسْتَطِعْ آبَاؤُنَا وَلاَ نَحْنُ أَنْ نَحْمِلَهُ؟  لَكِنْ بِنِعْمَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنْ نَخْلُصَ كَمَا أُولَئِكَ أَيْضاً».  فَسَكَتَ الْجُمْهُورُ كُلُّهُ. وَكَانُوا يَسْمَعُونَ بَرْنَابَا وَبُولُسَ يُحَدِّثَانِ بِجَمِيعِ مَا صَنَعَ اللهُ مِنَ الآيَاتِ وَالْعَجَائِبِ فِي الْأُمَمِ بِوَاسِطَتِهِمْ.  وَبَعْدَمَا سَكَتَا أَجَابَ يَعْقُوبُ قَائِلاً: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ اسْمَعُونِي.  سِمْعَانُ قَدْ أَخْبَرَ كَيْفَ افْتَقَدَ اللهُ أَوَّلاً الْأُمَمَ لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْباً عَلَى اسْمِهِ.  وَهَذَا تُوافِقُهُ أَقْوَالُ الأَنْبِيَاءِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:  سَأَرْجِعُ بَعْدَ هَذَا وَأَبْنِي أَيْضاً خَيْمَةَ دَاوُدَ السَّاقِطَةَ وَأَبْنِي أَيْضاً رَدْمَهَا وَأُقِيمُهَا ثَانِيَةً  لِكَيْ يَطْلُبَ الْبَاقُونَ مِنَ النَّاسِ الرَّبَّ وَجَمِيعُ الأُمَمِ الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ الصَّانِعُ هَذَا كُلَّهُ.  مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ.  لِذَلِكَ أَنَا أَرَى أَنْ لاَ يُثَقَّلَ عَلَى الرَّاجِعِينَ إِلَى اللهِ مِنَ الأُمَمِ  بَلْ يُرْسَلْ إِلَيْهِمْ أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْ نَجَاسَاتِ الأَصْنَامِ وَالزِّنَا وَالْمَخْنُوقِ وَالدَّمِ.  لأَنَّ مُوسَى مُنْذُ أَجْيَالٍ قَدِيمَةٍ لَهُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مَنْ يَكْرِزُ بِهِ إِذْ يُقْرَأُ فِي الْمَجَامِعِ كُلَّ سَبْتٍ».

تأمل..
+ مشكلة التهود فى كنيسة أنطاكيا... إذ قبل أمميون كثيرون الإيمان المسيحي، طالب الذين امنوا بالمسيح من الفريسين الذين اتوا من اورشليم بضرورة تهود من يريد ان يصير مسيحي أولاً ويلتزم بشريعه موسي وبعد ذلك ينالوا العماد المسيحي والعضوية الكنسية. وكانوا يطلبون من المسيحيين سواء من اليهود أو الدخلاء أو الأمميين أن يحفظوا الناموس الموسوي. تفاقمت هذه المشكلة حتى صارت هناك ضرورة لعقد أول مجمع كنسي رسولي ليبحث في الأمور الخاصة بدخول الأمم إلى الإيمان. هؤلاء المتعصبون للناموس في حرفيته حتى بعد الإيمان المسيحي كانوا يمثلون جبهة قوية مقاومة للرسول بولس بكونه رسول الأمم الذي يطلب تحرير الأمم من حرفية الناموس. وتحقيق الختان الروحي للذي للحواس والقلب، وممارسة الطقوس بفكرٍ روحيٍ لا حرفي قاتل. فان غاية الناموس هو أن يقودنا إلى ربنا يسوع المسيح الذي يبرر المؤمنين بالايمان فالعودة إلى الناموس حرفيًا هو نكوص وانحراف عن غاية الناموس ذاته.
+  صعود بولس وبرنابا إلى أورشليم.. إذ حدثت منازعة بخصوص تهود الأمم قبل قبولهم الإيمان المسيحي، وكان هذا الموضوع حيويًا شعر الرسول بولس أن جهود الكنيسة تضيع في مباحثات ومنازعات عوض الانشغال بالكرازة وسط الأمم. تزايدت المنازعات وأخذ بعض اليهود موقفًا متشددًا مما سبب عثرة للداخلين حديثًا إلى الإيمان، وأخذ الموضوع اتجاهًا جماعيًا لذا صارت الحاجة ملحة إلى قرار مجمعي رسولي حازم. فصعد بولس وبرنابا لعرض الموضوع على الرسل فى اورشليم فى أورشليم كمصدر السلطة الكنسية فى الكنيسة الأم فى حضور الرسل والمسيحيين الذين تتلمذوا على السيد المسيح صعد القديسان بولس وبرنابا إلى أورشليم وآخرون معهما لعقد مجمع رسولي، وفي طريقهم عبروا بلبنان والسامرة، فكانوا يتحدثون عن عمل الله وسط الأمم، وكانوا يسببون سرورًا عظيمًا لجميع الاخوة. كانت هذه المناطق عامرة بالمؤمنين اليهود غير المتعصبين، يفرحون بخلاص الأمم وقبولهم للإيمان. لقد أرادوا أن يشركوا الكنائس في الطريق فرحهم الروحي. فالمسيح مصدر فرحنا ومنه نكون مصدر فرح لكل من هم حولنا، نقدم دائمًا الأخبار السارة المفرحة، ليختبر المؤمنون عربون السماء.
+ المجمع الرسولى الاول.. قبلت الكنيسة في أورشليم هذا الوفد الانطاكي برضى واستمعوا لعمل الله وسط الأمم. وحدثهم القديسان بولس وبرنابا ومن معهما عن عمل الله معهم. وعن نعمة الله الفائقة. يرى البعض أن بعض الفريسيين قبلوا الإيمان المسيحي لتأكيد مبدأهم وعقيدتهم في القيامة ضد الصدوقيين، لكن لم يكن ممكنًا لبعضهم أن يتخلوا عن التمسك بحرفية الناموس. فبعد قبولهم الإيمان المسيحي احتفظوا بالخميرة القديمة ورأوا في حفظ الناموس حرفيًا ضرورة ملزمة قبل دخولهم في الإيمان بالسيد المسيح. اجتمع الرسل مع الكهنة لبحث الأمر ويُعتبر هذا المجمع مثلاً رائعًا للقرارات الكنسية، إذ لم يُحكر على أحد في الرأي، بل أُعطيت الفرصة للفريقين أن يناقشا الأمر بكل صراحة وانفتاح، في جوٍ من الحب. ولم نؤخذ القرارات بطريقة تعسفية ولا بتسرعٍ. تمت مباحثات ليست بقليلةٍ بين الفريقين، وكان بولس وبرنابا يمثلان قيادة الفكر الذي يراه البعض متحررًا، وبعض المؤمنين الذين من مذهب الفريسيين يمثلون الفريق المتعصب. وتحدث القديس بطرس الذي من جانبٍ يمثل كنيسة الختان، وقد عرف بحفظه للناموس حتى حسبه البعض كمن يقف في مقابل القديس بولس رسول الأمم، ومن جانب آخر فهو الذي دعاه الروح القدس للكرازة في بيت قائد المائة الأممي كرنيليوس منذ قرابة عشر سنوات، تكلم القديس بطرس عمل الله معه هذا الذي دعاه لقبول كرنيليوس الأممي في الإيمان، ويعمده هو وأهل بيته. ولم يلزموا هؤلاء أن يُختتنوا، فلماذا تحتجون على أولئك الذين يكرز لهم الرسول بولس؟أن القديس بطرس اتسم بالغيرة المتقدة نحو الخدمة وخلاص الكل: اليهود كما الأمم. ولم يميِّز بينهم بشيء إذ طهّر بالإيمان قلوبهم ، أكد القديس بطرس علي التحرر من حرفية الناموس ليس بالنسبة للأمم فقط بل وبكل مؤمن، حتى إن كان من أصل يهودي. ليس كراي شخصي، بل شهادة الروح القدس نفسه الذي ناله الأمم بواسطة الآب العارف القلوب، وأن الله لم يميز بين يهودي وأممي في تقديم عطية الروح القدس. لقد ويخ القديس بطرس المعلمين الذين يتركون الجوهر وهو تطهير القلب بالإيمان ليتمتع بالحضرة الإلهية، وينشغلوا بتنفيذ عادات حرفية عاجزة عن أن تتسلل إلى القلب لغسله. إنه بقوة يوبخ الذين يُلزمون الأمم بناموس موسى. جاء حديثه يحمل خفية تحرر حتى اليهودي من حرف الناموس، لأنه نير لا يستطيع أحد أن يحتمله. كما طالب القديس بطرس أن نترفق بالآخرين وبنعمة الرب يسوع المسيح نؤمن أن نخلص كما أولئك أيضًا. كما بين القديسان بولس وبرنابا أعمال الله الفائقة وآياته وعجائبه لجذب الكثيرين من الأمم في بلاد كثيرة. واستمع لهم المجتمعين إلى عمل الله وسط الأمم. وكان جمهور الشعب حاضرين في المجمع، ولهم شركة فيه.
لقد اختتم المجمع يعقوب الرسول اسقف اورشليم بقرار المجمع الرسولى الاول بعد المناقشات وسماع الاراء وكان معروفًا بيعقوب البار حتى في الأوساط اليهودية، إذ اتسم بالنسك الشديد والحكمة قبل إيمانه بالسيد المسيح، وكان له تقديره الخاص بعد أن قبل الإيمان بين اليهود المتنصرين المتعصبين لناموس موسى حرفيًا. وقال {أيها الرجال الإخوة اسمعوني سمعان قد أخبر كيف افتقد اللَّه أولاً الأمم، ليأخذ منهم شعبًا على اسمه} فما حدث فى ذلك العصر ليس بجديدٍ عنهم، بل سبق فرآه الأنبياء بروح النبوة. من يقدر أن يقاوم إتمام النبوات؟ لقد تنبأوا عن دعوة الأمم (رو10: 19)، وقد نادى اليهود الأتقياء بأن المسيا قادم نورًا يشرق على الأمم (لو 2: 32). ان السيد المسيح الذى من نسل داود حسب الجسد هو سيبنى خيمة داود الذي أقام كنيسة العهد الجديد عوض كنيسة العهد القديم، وقد دعا إلى عضويتها جميع الأمم. لقد مسح السيد المسيح بدمه وقيامته عار الشعب، وأعطاهم وحدة الروح والقلب والفكر، فقامت الكنيسة تبني ما تهدم، وتقبل الأمم فى الإيمان واتحادهم مع اليهود الذين يؤمنون بالمسيح { لكي يطلب الباقون من الناس الرب، وجميع الأمم الذين دُعي اسمي عليهم، يقول الرب الصانع هذا كله} فما يحدث هو تحقيق لخطة الله الأزلية من جهة خلاص العالم كله. {لذلك أنا أرى أن لا يُثقَّل على الراجعين إلى اللَّه من الأمم} فالإيمان ليس نيرًا ثقيلاً يلتزم به الشخص، لكنه هبه إلهية تعطي النفس راحة وسلامًا داخليًا. وقدم المجمع أربع توصيات تمس الحياة السلوكية التي يلتزم بها الأممي الداخل الإيمان وهي 1- الامتناع عن نجاسات الأصنام مثل أكل اللحوم وشرب الخمر المقدمة ذبائح للأوثان، فهى تعتبر نوعًا من الشركة في العبادة الوثنية. هذا لا يعني أن هذه اللحوم في ذاتها نجسة، لكن من أجل نية الوثنيين أنها جزء من العبادة.   2- الامتناع عن الزنا، فقد عُرف كثير من الوثنيين بالإباحية الخلقية، لذلك كان لابد للمسيحية أن تأخذ موقفًا واضحًا وصريحًا لمقاومتها. 3- الامتناع عن أكل المخنوق من الحيوانات والطيور، إذ تحسب كجثة ميتة رميمة نجسة (لا ١٧: ١٠؛ تك ٩: ٤). 4- . الامتناع عن أكل وشرب الدم.. ذلك لأنه يحسب أن الدم هو الحياة، فيه النفس (لا ١٧: ١١). هذا وكان من عادة بعض الوثنيين حين ينتقمون من شخص يقتلونه ويشربون دمه.  يرى البعض أن القديس يعقوب يعلل التوصيات السابقة بأنها لازمة، لأنها تمس حياة اليهودي الروحية، والتي تستند على أسفار الناموس المقروءة دومًا في المجامع أينما وجدوا. لهذا يليق بالأممي أن يحمل هذه السمات ذاتها وهي لا تمس طقسًا تعبديًا بل سلوكًا روحيًا.

الأب المحب والإبن الضال



 للأب أفرايم الانبا بيشوى

ربما مثل هذه الافكار اوغيرها راودت الابن الابن الضال فى رجوعه لبيت ابيه.

 جايلك يا أبويا بكل ذنوبي
أنت عارف ضعفي وعيوبي
 وشايف عريي وتمزق توبي
حاسس كمان بفقدي لصوبى
بعنادي انا ضيعت نصيبي
برفضي وبعدي فقدت الوداعة
وعشت الضياع دا اللذه ساعة
يعقبها ألم وحسره وشناعة
رمي الشيطان عليا سهامه 
وسرت وراه وكأني ميت حي 
حلي الخطية قدام فكري وعيني
واصدقاء الشر حوليا نسوني 
 ازاي أعيش طاهر وعفيف
لحد ما احتجت انا للرغيف
سبوني جايع وراحو لغيري
بعد ما آكلوا أطيابي وخيري
وبقيت اشتهى أكل الخنازير
عشت للخطية كساعي حقير
من يأسي قلت، أرمي نفسي فى بير
لكن حبك خلاني آجي اليك كفقير  
قلت ارجع لابويا ولو كأجير
رجعت واثق فيك اني انت الخير
رجعت وراسي مطاطي مكسوف 
لقيتك بتركض وعلى تطاطي
بقبلات حارة ومحبة بتغمرنى
وبثوب البر بتستر عوراتي
وتقول انت ابنى وقلبي ولذاتي
العجل المثمن ندبح وندعو الناس  
نفرح دا اليوم، دا يوم خلاص
ابنى دا كان ميت وعاش
 فى بالى قلت حرمت خلاص
بيت ابويا عز وجاه يا ناس
وبعيد عن ربى دا فيه إفلاس 
الخطية تنجس وتوطي الرأس
بصيت لابويا وبدموعي قلت 
سامحني يا ابويا انا خاطئ 
بصليا ابويا وقالى خلاص  
دا انا كلى لك محبه واخلاص
باغلي ما عندي يا ابني أفديك
وارحمك من النار وأنجيك
وكل ماهو لي، هو ليك
وكنيستي يا ابني ليك مفتوحه 
وكمان سمايا مجدى هاوديك
شكرا يا ابويا على فضلك
وحياتي من الان هي ملكك
ووقتي كله بين ايديك 
هنادي للبعيد يرجع اليك
دا محبتك  يارب بتغمرنا 
ونعمتك يالهي أمر بتآمرنا  
نعيش نتغنى بافضالك 
من مثلك أب فى رقتك وجمالك
تصنع الرحمة معانا في كل أعمالك
وتفرح قلوبنا برحمتك واحتمالك
دا انا كنت ضال وانت لقيتى
ومن الخطية ومن الموت فديتنى

السبت، 30 مارس 2013

التوبة والرجوع الى الله



الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
+ قدم لنا السيد المسيح مثل الابن الضال ليبين لنا محبة الله الابوية ويرينا كيف يفرح برجوع الخاطئ عن طريق ضلالة فتحيا نفسه فقال: { وقال انسان كان له ابنان. فقال اصغرهما لابيه يا ابي اعطني القسم الذي يصيبني من المال فقسم لهما معيشته. وبعد ايام ليست بكثيرة جمع الابن الاصغر كل شيء وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف. فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدا يحتاج. فمضى والتصق بواحد من اهل تلك الكورة فارسله الى حقوله ليرعى خنازير. وكان يشتهي ان يملا بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تاكله فلم يعطه احد. فرجع الى نفسه وقال كم من اجير لابي يفضل عنه الخبز وانا اهلك جوعا. اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء وقدامك. ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا اجعلني كاحد اجراك} (لو 11:15-19). كان الابن الاصغر فى بيت ابيه ولكنه كان يشتهى العيش بعيدا عن ابيه وربما ارد الهروب من السلطة الابوية مع انها للبناء لا للهدم ومن اجل الرعاية لا السلطان وحتى وصاياه تعمل على تربيته الابناء على الاخلاق الفاضلة، ورغم انه لا يحق للابن فى المجتمع الشرقى ان يأخذ الميراث الا بعد وفاة الاب الا انه طلبه من ابيه وفى كرم ونبل وهبه ابوه نصيبه  فاخذه وسافر الى الكورة البعيدة حيث بدده فى عدم حكمة وغياب العقل فى عيش مسرف.
+ ان كل منا قد اخذ الامكانيات والطاقات والوزنات ونعمة العقل والضمير والروح كوزنات من الله الذى يريد لنا ان نحيا البنوة فى محبة وان نطيع الوصايا من اجل سعادتنا ولكن البعض فى انانية وطيش يفقد عقله وينفصل عن انسانيته واعماقه الداخلية التى تشتهى القداسة والوجود فى حضن الآب ، البعض يسعى وراء الشهوات والبعض الاخر يسعى فى طمع وراء المال او الجمال او المناصب. أوقد نأخذ الوزنات ونطمرها فى التراب او نعرضها للكلاب والذئاب ويجوع الانسان فى البعد عن الله ويشتهى طعام الخنازير النجس ولا يعطى له كما قال السيد المسيح للمرأة السامرية الخاطئة { اجاب يسوع وقال لها كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا} (يو 4 : 13).فنفوسنا خلقت على صورة الله ولن نجد راحة ولا سعادة الا فيه.
+ كان الاحتياج هو دافع الابن الضال للرجوع الى الله  وحقا قال الكتاب { لانه بسبب امراة زانية يفتقر المرء الى رغيف خبز وامراة رجل اخر تقتنص النفس الكريمة} (ام 6 : 26). وقد تذكر الابن كم من الاجراء فى بيت ابيه  يشبعون خبزاً وهو يهلك جوعاً. لا يجب ان تكون الحاجة فقط هى الدافع الى رجوعنا الى انفسنا والله بل يجب ان يكون الدافع هو محبة العيش فى الاحضان الابوية . فان حياة الخطية خاطئة جداً وتترك بصمتها السوداء على النفس، وخبرة الشر نتائجها قاسية ومنها الامراض النفسية والاجتماعية والصحية . قيل فى احدى القصص ان أب روحى اوصى ابنه ان يدق مسمار خشبى فى لوح كلما أخطأ وبعد فترة أمتلا اللوح الخشبى واحس الابن بالخطأ فتاب فامره ابيه الروحى ان يقوم بخلع المسامير من اللوح الخشبى لكن اللوح اصبح كله ندوب وجروح. هكذا اثار الخطية ونتائجها على النفس انها تحتاج الى طبيب التجميل الاعظم ليعالجها وتحتاج الى سنين من الجهاد لنسيانها والتخلص من نتائجها الارضية مع مراحم ونعمة الغفران من الله للحصول على الخلاص والحياة الابدية.

الرجوع الى النفس...
+ بداية طريق التوبة هو الرجوع الى النفس، جاء عن الابن الضال  "رجع إلى نفسه" الابن الضال حين ترك أباه وسافر إلى كورة بعيدة، إنما ترك طريق الحب وتقوقع حول "الأنا"  ليعيش في أنانيته، متمركزًا حول كرامته أو شبعه الجسدي أو ملذّاته. وبدلا من ان يجد السعادة رايناه يحطم نفسه ويهلكها ويدمر سمعته ومستقبله. فياليتنا نحب خلاص نفوسنا ونسعى الى رجوعها للآب القدوس، هذا ما أكده السيِّد المسيح حين أعلن ان من يهلك نفسه يخلصها، بمعنى يضبط ذاته ويوجها التوجيه السليم  ويعيش في طريق الحب لله والناس خارج دائرة الأنانية. وهذا ما أعلنه الناموس حين طالبنا أن نحب قريبنا كأنفسنا، فمن لا يحب نفسه، أي خلاصها الأبدي، كيف يقدر أن يحب قريبه محبة روحية طاهرة ؟ إن كانت الخطيَّة هي تحطيم للنفس بدخول الإنسان إلى "كورة بعيدة" أي الأنا، فإن التوبة هي عودة الإنسان ورجوعه إلى نفسه ليعلن حبه لخلاصها، فيرجع بها إلى أبيه السماوي القادر على تجديد النفس وإشباعها الداخلي. بهذا إذ يرجع الإنسان إلى نفسه إنما يعود إلى بيت أبيه، ليمارس الحب كعطيَّة إلهيَّة، ويوجد بالحق كعضو حيّ في بيت الله يفتح قلبه لله وملائكته وكل خليقته .
+ النضج النفسى يجعل الانسان يحب نفسه محبة روحية سليمة تربيها على محبة الله والقيم الروحية والاخلاق الفاضلة والمبادئ السامية ويحب الآخرين ويعمل الخير نحو الجميع . وياليتنا نربى اولادنا وبناتنا وننمى لدينا ولديهم  الضمير الأخلاقى الذى ينقاد لروح الله ونقوى الروح الانسانية المنضبطة  دون ضغط او كبت أو أكراه ونتحاور مع ابنائنا بما ينمى لديهم ملكة الافراز والتمييز والحكمة ليستطيع الانسان ان يرفض ما هو غير مناسب لقيمة ومبادئه ويختار ما هو صالح لبنيان كيانه الروحى والانسانى.
+ النضج النفسى هو ضبط للنفس ضد الاهواء والشهوات والغضب وان يكون الانسان مالك لذاته ومسيطر على حواسه وفكره وعواطفه { البطيء الغضب خير من الجبار ومالك روحه خير ممن ياخذ مدينة} (ام 16 : 32). النضج هو المقدرة على ضبط الذات عندما يتعرض الانسان للاغراء أو التجربة، ان يوسف العفيف استطاع وهو عبد فى بيت فوطى فار ان يقول لا للخطية وقال لزوجة سيده  { ليس هو في هذا البيت اعظم مني ولم يمسك عني شيئا غيرك لانك امراته فكيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الى الله} (تك 39 : 9). وقد وضع فى قلبه ان الخطية موجهة الى الله اولاً ثم الى زوج المرأة ثانيا كما هى اساءة للأمانة الموكلة اليه . اما شمشون الجبار فقد افقدته الشهوة والخطية نذره وكرامته وعينيه وجعلته اضحوكة امام اعدائه واخيرا فقد حياته . هكذا نجد فى كل جيل لاسيما فى الايام الاخيرة اناس محبين لانفسهم والمال وغير طائعين لله ولا لوالديهم ويجب ان نصلى من اجل توبتهم ونعمل على جذبهم لمحبة المسيح { ولكن اعلم هذا انه في الايام الاخيرة ستاتي ازمنة صعبة. لان الناس يكونون محبين لانفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين. بلا حنو بلا رضى ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح. خائنين مقتحمين متصلفين محبين للذات دون محبة لله. لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها فاعرض عن هؤلاء} (2تيمو 1:3-5).
+ ان وصايا الله هى لسلامنا النفسى والروحى ونمونا فى بيت الله ولخيرنا وابديتنا فلا يظن البعض ان الوصايا عائق للنجاح او السعادة فضفاف النهر تحفظ مائه من الضياع والتلف كما ان الوصايا تحفظ الانسان وتهبه السلام وحياة البر {ليتك اصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر}     (اش 48 : 18). الله يعطينا الحرية ولا يجبرنا على فعل الخير بل يحثنا عليه { هكذا قال الرب هانذا اجعل امامكم طريق الحياة وطريق الموت}(ار21 : 8). فهل نختار الخير لكى نحيا؟ وهل نعيش فى محبة الله وعمل وصاياه لنسعد؟ وهل نرجع الى الاب السماوى بالتوبة فيعيد لنا كرامتنا وبنوتنا له؟ أم يتقاعس الانسان عن خلاص نفسه { فالله الان يامر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن ازمنة }(اع 17 : 30). ان التوبة هى دعوة الله والكنيسة لكل انسان وأمة  فى كل زمان ومكان { بل اخبرت اولا الذين في دمشق وفي اورشليم حتى جميع كورة اليهودية ثم الامم ان يتوبوا ويرجعوا الى الله عاملين اعمالا تليق بالتوبة }(اع  26 :  20).

الرجوع الى الله ...
+ بعد ان رجع الابن الضال الى نفسه وشعر باحتياجه وقارن مدى الشبع الذى يجده حتى الخدم فى بيت ابيه بالجوع والحرمان الذى يعانيه قام ورجع اليه { فقام وجاء الى ابيه واذ كان لم يزل بعيدا راه ابوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبله. فقال له الابن يا ابي اخطات الى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا. فقال الاب لعبيده اخرجوا الحلة الاولى والبسوه واجعلوا خاتما في يده وحذاء في رجليه. وقدموا العجل المسمن واذبحوه فناكل ونفرح.لان ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد فابتداوا يفرحون} (لو 20:15-24) تواضع الانسان يرفعه وندمه وقيامه من ارض الخطية والانفصال عن الاشرار ومكان الشر ضرورة لا غنى عنها للتائب لكى يستطيع ان يحيا فى جو روحى سليم. كما ان الاعتراف بالخطايا يمحو الذنوب، ربما لم تكن محبة الابن الاصغر كافيه كتلك المراة التى قال لها الرب { من اجل ذلك اقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة لانها احبت كثيرا والذي يغفر له قليل يحب قليلا} (لو 7 : 47). لكن الله يثمن كل خطوة يخطوها التائب للرجوع اليه ويقبل أعترافه لينمو تدريجيا حتى يصل الى المحبة الكاملة .
+ الاب فى مثل الابن الضال  يمثل محبة الله للخاطئ ويظهر محبة  الله الفائقة نحو عودة الخطاة. لقد ركض اليه ابيه وهو لا يزال بعيدا عن بيت ابيه هكذا تفعل نعمة الله مع كل نفس تريد التوبة والخلاص. ان محبة الله لا تريد ان تجرح الخاطئ بل تداوى جراحه فهو كطبيب للنفس البشرية يعرف نفسياتنا ويطلب الضال ويسترد المطرود { انا ارعى غنمي واربضها يقول السيد الرب. واطلب الضال واسترد المطرود واجبر الكسير واعصب الجريح واحفظ السمين والقوي وارعاها بعدل} (حز 15:34-16). وسواء كان الانسان كالخروف الضال الذى ضل عن جهل او عدم اهتمام الرعاة او كالدرهم المفقود الذى اضاعته صاحبته او الابن الضال الذى ذهب بارادته الحرية الى الكورة البعيده ، فان الله يهتم بكل نفس ليخلصها لكن يجب ان نستجيب للنداء الالهى بالعودة الى احضان الله ونعمل بارادتنا الحرة ونسعى الى خلاص نفوسنا  ونعترف الاعتراف الحسن بخطايانا ونقلع عنها ونثمر ثمر البر والصلاح .
+ اظهر الابن الضال الشعوربالندم ولم يقع فى التبرير الخاطئ او الاسقاط  النفسى فلم يلقى باللوم على البيئة المعثرة التى ذهب اليها باردته أو على كرم الاب وسخائه عندما اعطاه نصيبه دون رفض أو حتى على عدم سؤال اخيه الاكبر عنه فى بعده وضلاله. الانسان مسئول امام الله عن خطئه واخطائه ولديه كامل الارادة لعمل الخير او الشر ، لكن الاكثر روعة فى مثل الابن الضال هو قبول الاب واحضانه الابوية المتلهفة لعودة الابن واستقباله له  بدون تأنيب او تاديب. فقد وهبه الله كرامة الابن بمجرد عودته وستر عريه وعوزه واعطاه الحله الاولى فالتوبة عبارة عن معمودية ثانية تغسل الخطايا، وذبح له العجل المثمن فى أشارة الى جسد ودم عمانوئيل الهنا الاقدسين ولقد قدم له الخاتم الذهبى فى يده ليعيد له كرامته فالله كاب صالح رفعنا الى مرتبة الابناء وامر بان يلبسوه حذاءاً جديداً كعلامة على السير فى طريق الصلاح والبر .
+ التوبة فرح لله وملائكته وللقديسين وللخاطئ التائب الراجع الى الله، انها انتصار على الشيطان وحيله وفرح للابرار { اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة }(لو 15 : 7). ان كانت الخطية هى موت وانفصال روحى عن الله فالتوبة هى حياة ورجوع الى الاحضان الابوية . وان كان الانسان الخاطئ هو ضال وانسان يحيا فى غيبوبة بلا عقل فالرجوع الى الله عودة الى النفس ورجوع الى الله وعودة الى صواب العقل والتعقل . الخاطئ هو انسان ميت روحيا ومن اجل خلاصه يسعى السيد المسيح  ويتشفع القديسين ويجب ان تعمل الكنيسة والخدام من اجل عودة الخطاه الى الله وحياتهم مع المسيح الذى تتسع احضانه الابوية لكل الخطاة .
+ ان الوقت المقبول للخاطئ هو الان واليوم وليس الغد فكلما أجل الانسان الرجوع الى الله كلما تقسى القلب وقد لا يجد الفرصة ولا الدافع للعودة الى النفس والله، فيجب ان نغتنم الفرصة ونرجع الى الله      { هذا وانكم عارفون الوقت انها الان ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الان اقرب مما كان حين امنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع اعمال الظلمة ونلبس اسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد. بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيرا للجسد لاجل الشهوات} (رو 11:13-14). نحن فى حاجة للتوبة فى كل وقت والى الحديث الودى مع الله كاب سماوى فى كل لحظات الحياة لكى ما نشبع من محبته فلا نشعر بحرمان من شئ ولا بكبت داخلى. حينئذ تتفجر داخل نفوسنا كنوز النعمة الغنية التى تشبع وتقود الى حياة الفرح والسعادة والسلام.
ايها الاب السماوى اليك نصلي...
+ ايها الاب القدوس ان نفوسنا لن تشبع او تجد السلام والدفء الا فى احضانك الابوية ولن تجد الفرح الا فى بيتك وحضورك الدائم فى حياتنا فتحول الحياة الى عشرة حب دائم وتحول الضيقات الى نبع تعزية وسلام، وحتى مرارة الخطية تستطيع ان تغفرها وتمحو أثارها وتعالج ما بداخل نفوسنا من ضيق والم وتحول حزننا الى فرح قلبى وتهليل كلى .
+ اننا نصلى اليك يا الله من اجل كل نفس بعيدة لتطلبها وتردها اليك ومن اجل كل نفس ساقطة لترفعها من بئر اليأس والحرمان، نصلى اليك من اجل القائمين لكى ما تثبتهم فيك وتمنحهم الشبع والفرح والراحة، نصلى من اجل الرعاة لتجعلهم سفراء سلام ومصالحة ومحبة ومن اجل الرعية لكى يسعى الانسان بارادته الحرة الى الرجوع اليك دون ابطاء او اهمال او تكاسل. بل  نصغى بفرح لصوتك الابوى وعمل نعمة روحك القدوس فينا للتوبة والرجوع. نصلى من اجل اخوتنا المقيدين والمأسورين بقيود ابليس لتردهم الى احضان كنيستك فرحين .
+ اقبل يارب طلبة شعبك والتفت الى تنهد عبيدك واقبل اصوامنا وصلواتنا كرائحة ذكية امامك، علمنا ان لا ندين اخوتنا كما فعل الابن الأكبر عندما رجع اخيه بل نحب الخطاة ونجذبهم بالمحبة وان نترفق بكل من ضل وتاه. علمنا ان نقوم الركب المخلعة ونشدد الايدى المتراخية ونقوى الضعفاء ، لنرجع اليك كنيسة مقدسة لا عيب فيها ولادنس، علمنا ان نعد أنفسنا بالتوبة وثمار الصلاح مستعدين لملاقاتك كل حين، أمين.

آية وقول وحكمة ليوم 3/31



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ وكانا يُشَدِّدَانِ أَنْفُسَ التَّلاَمِيذِ وَيَعِظَانِهِمْ أَنْ يَثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ. }(أع 14 : 22)
قول لقديس..
(فمن يريد أن يكون له نور اللّه وقوته، يلزمه أن يستهين بكرامات هذا العالم ودنسه، ويبغض كل أمور العالم ولذة الجسد، وينقي قلبه من كل الأفكار الرديئة. ويقدم للّه أصوام ليلاً ونهارًا بلا هوادة كصلوات نقية، عندئذ يفيض اللّه عليه بتلك القوة.اجتهدوا أن تنالوا هذه القوة، فتصنعوا كل أعمالكم بسهولة وُيسر، وتصير لكم دالة عظيمة قدام اللّه، ويهبكم كل ما تطلبونه) الانبا انطونيوس
حكمة للحياة .. 
 انا الرب قد دعوتك بالبر فامسك بيدك واحفظك واجعلك عهدا للشعب ونورا للامم (اش  42 :  6)
I, the Lord, have called You in righteousness, and will hold You; I will keep You and give You as a covenant to the people, as a light to the Gentiles. Isa42:6
من صلوات الاباء..
"ايها الرب الاله الذى يريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون، الذى دعا له من جميع الامم شعبا مبررا. الذى نقلنا من عالم الظلمة الى  ملكوت محبته فى النور. انر يارب قلوبنا وافهامنا وحواسنا وارواحنا لنعاين مجدك ونعبدك بالروح والحق ونبتعد عن كل ظلمة الخطية والشر وان ضعفنا أو أخطانا فلتطهرنا بروحك القدوس. نصلي اليك ان تقود الكنيسة وشعبها وتقوى ايمان الرعاة والرعية وتخلص شعبك من كل ضيقة وتدعو البعيدين ليذوقوا حلاوة نعمتك ونور محبتك التى احببتنا بها ليتبارك اسمك القدوس ايها الاب والابن والروح القدس الاله الواحد،امين" 

من الشعر والادب
"دعانا بنعمته " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
فينك يا بولس الرسول ؟
تيجي بيننا تنادي وتقول
نحبه لانه احبنا اولا وعلى طول
دعانا بنعمته اللى تحرر العقول
ونقلنا من الظلمة الى عالم النور
وانا كنت مضطهد خلاني رسول
ابشر باسمه وفى بلاد العالم اجول
خلاصه عجيب وثمين ومش معقول
سلام ومحبة وحياة ابدية احنا ننول

قراءة مختارة  ليوم
الاحد الموافق 3/31
أع 1:14- 28
الإصحَاحُ الرَّابعُ عَشَرَ
وَحَدَثَ فِي إِيقُونِيَةَ أَنَّهُمَا دَخَلاَ مَعاً إِلَى مَجْمَعِ الْيَهُودِ وَتَكَلَّمَا حَتَّى آمَنَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ. وَلَكِنَّ الْيَهُودَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِينَ غَرُّوا وَأَفْسَدُوا نُفُوسَ الأُمَمِ عَلَى الإِخْوَةِ. فَأَقَامَا زَمَاناً طَوِيلاً يُجَاهِرَانِ بِالرَّبِّ الَّذِي كَانَ يَشْهَدُ لِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ وَيُعْطِي أَنْ تُجْرَى آيَاتٌ وَعَجَائِبُ عَلَى أَيْدِيهِمَا. فَانْشَقَّ جُمْهُورُ الْمَدِينَةِ فَكَانَ بَعْضُهُمْ مَعَ الْيَهُودِ وَبَعْضُهُمْ مَعَ الرَّسُولَيْنِ. فَلَمَّا حَصَلَ مِنَ الْأُمَمِ وَالْيَهُودِ مَعَ رُؤَسَائِهِمْ هُجُومٌ لِيَبْغُوا عَلَيْهِمَا وَيَرْجُمُوهُمَا شَعَرَا بِهِ فَهَرَبَا إِلَى مَدِينَتَيْ لِيكَأُونِيَّةَ: لِسْتِرَةَ وَدَرْبَةَ وَإِلَى الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ. وَكَانَا هُنَاكَ يُبَشِّرَانِ.  وَكَانَ يَجْلِسُ فِي لِسْتِرَةَ رَجُلٌ عَاجِزُ الرِّجْلَيْنِ مُقْعَدٌ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ وَلَمْ يَمْشِ قَطُّ. هَذَا كَانَ يَسْمَعُ بُولُسَ يَتَكَلَّمُ فَشَخَصَ إِلَيْهِ وَإِذْ رَأَى أَنَّ لَهُ إِيمَاناً لِيُشْفَى  قَالَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «قُمْ عَلَى رِجْلَيْكَ مُنْتَصِباً». فَوَثَبَ وَصَارَ يَمْشِي.  فَالْجُمُوعُ لَمَّا رَأَوْا مَا فَعَلَ بُولُسُ رَفَعُوا صَوْتَهُمْ بِلُغَةِ لِيكَأُونِيَّةَ قَائِلِينَ: «إِنَّ الآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا».  فَكَانُوا يَدْعُونَ بَرْنَابَا «زَفْسَ» وَبُولُسَ «هَرْمَسَ» إِذْ كَانَ هُوَ الْمُتَقَدِّمَ فِي الْكَلاَمِ.  فَأَتَى كَاهِنُ زَفْسَ الَّذِي كَانَ قُدَّامَ الْمَدِينَةِ بِثِيرَانٍ وَأَكَالِيلَ عِنْدَ الأَبْوَابِ مَعَ الْجُمُوعِ وَكَانَ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَ.  فَلَمَّا سَمِعَ الرَّسُولاَنِ بَرْنَابَا وَبُولُسُ مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا وَانْدَفَعَا إِلَى الْجَمْعِ صَارِخَيْنِ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هَذَا؟ نَحْنُ أَيْضاً بَشَرٌ تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُكُمْ نُبَشِّرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا مِنْ هَذِهِ الأَبَاطِيلِ إِلَى الإِلَهِ الْحَيِّ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا الَّذِي فِي الأَجْيَالِ الْمَاضِيَةِ تَرَكَ جَمِيعَ الْأُمَمِ يَسْلُكُونَ فِي طُرُقِهِمْ، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ، وَهُوَ يَفْعَلُ خَيْراً يُعْطِينَا مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَاراً وَأَزْمِنَةً مُثْمِرَةً وَيَمْلأُ قُلُوبَنَا طَعَاماً وَسُرُوراً». وَبِقَوْلِهِمَا هَذَا كَفَّا الْجُمُوعَ بِالْجَهْدِ عَنْ أَنْ يَذْبَحُوا لَهُمَا. ثُمَّ أَتَى يَهُودٌ مِنْ أَنْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَةَ وَأَقْنَعُوا الْجُمُوعَ فَرَجَمُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ ظَانِّينَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ. وَلَكِنْ إِذْ أَحَاطَ بِهِ التَّلاَمِيذُ قَامَ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ وَفِي الْغَدِ خَرَجَ مَعَ بَرْنَابَا إِلَى دَرْبَةَ. فَبَشَّرَا فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَتَلْمَذَا كَثِيرِينَ. يُشَدِّدَانِ أَنْفُسَ التَّلاَمِيذِ وَيَعِظَانِهِمْ أَنْ يَثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ. وَانْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوساً فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَاسْتَوْدَعَاهُمْ لِلرَّبِّ الَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ. وَلَمَّا اجْتَازَا فِي بِيسِيدِيَّةَ أَتَيَا إِلَى بَمْفِيلِيَّةَ وَتَكَلَّمَا بِالْكَلِمَةِ فِي بَرْجَةَ ثُمَّ نَزَلاَ إِلَى أَتَّالِيَةَ وَمِنْ هُنَاكَ سَافَرَا فِي الْبَحْرِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ حَيْثُ كَانَا قَدْ أُسْلِمَا إِلَى نِعْمَةِ اللهِ لِلْعَمَلِ الَّذِي أَكْمَلاَهُ. وَلَمَّا حَضَرَا وَجَمَعَا الْكَنِيسَةَ أَخْبَرَا بِكُلِّ مَا صَنَعَ اللهُ مَعَهُمَا وَأَنَّهُ فَتَحَ لِلأُمَمِ بَابَ الإِيمَانِ. وَأَقَامَا هُنَاكَ زَمَاناً لَيْسَ بِقَلِيلٍ مَعَ التَّلاَمِيذِ.

تأمل..
+ إيمان جمهور كثير بأيقونية.. كالعادة بدأ الرسولان كرازتهما في المجمع اليهودي، وقد مكثا مدة طويلة حتى آمن جمهور كثير من اليهود واليونانيين. ان ذلك يبين عمل الله العجيب في جذب النفوس بالرغم من المقاومة العنيفة التي واجهت الكارزين والكنيسة في كل موضع. لم يهتز الرسولان ولا ارتبكا بسبب المقاومة، إنما كانا يكرزان بكل قوة، ولم يتركا موقعهما إلا عند الضرورة لأجل سلامة الكنيسة المحلية ولاستمرارية العمل. وعند تركهما مدينةٍ ما يذهبا إلى أخرى، لا ليختفيا أو يستريحا من المقاومة، وإنما للعمل والكرازة بجرأة وقوة. كان اليهود من جانبهم يقاوموا ليفسدوا نفوس الأمم الذين قبلوا الإيمان، لكن الضيق والمقاومة دفعا الرسولين للعمل بالأكثر. ولقد سند الله خدامه بعمل آيات وعجائب على أيديهما فكلما اشتدت المقاومة يتجلى الرب بعمل نعمته ويجرى الآيات باسمه. إنه يؤازر إنجيله بنعمته ومواهبه للكنيسة. ولم يعتمدا على خبراتهما البشرية أو قدراتهما البلاغية، إنما على غنى نعمة الله.
المؤمنون يفيضون حبًا من طبيعتهم الجديدة، وغير المؤمنين يثبتون كراهية وبغضة مما هو في داخلهم. وكعادة الشيطان هيج  تحالفًا بين القيادات الدينية المقاومة والشعب الرافض للإيمان وأيضًا القيادات السياسية. فاتفقت القيادات الدينية مع المدنية والسياسية على الانقضاض على الرسولين كفريسة ورجمهما. يبدو أن القرار قد صدر في المجمع، واستطاعوا أن ينالوا موافقة السلطات. لكن شاء الله فانكشفت الخطة واستطاع الرسولان أن يتركا إلمدينة إلى لسترة ودربة وكانا هناك يبشّران. وكان يجلس في لِسترة رجل عاجز الرجلين مقعد من بطن أمّه، ولم يمشِ قط شعر بولس بالروح مدى جديته واهتمامه بالخلاص وشفاء نفسه، وأن قلبه كان يلتهب عند سماعه عن محبة الله. وإذ شعر أنه يطلب خلاص نفسه قدم له العطية الإلهية: "قم" لكي تتمتع نفسه بالقيامة فالجموع لمّا رأوا ما فعل بولس، رفعوا صوتهم بلغة ليكأُونية قائلين:إن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا {فكانوا يدعون برنابا زفس، وبولس هرمس، إذ كان هو المتقدم في الكلام} صارت الجموع تصرخ إذ حسبتهما الإلهين زفس وهرمس قد تشبها بالناس ونزلا من السماء إليهم، وإذ كانوا يصرخون بلغة ليكأونية غالبًا لم يفهمهما الرسولان. جاء كاهن زفس ومعه الجموع والذبائح ليقدوموا للرسولين { فلما سمع الرسولان برنابا وبولس مزّقا ثيابهما، واندفعا إلى الجمع صارخين وقائلين: أيها الرجال لماذا تفعلون هذا؟ نحن أيضًا بشر تحت آلام مثلكم، نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الإله الحي، الذي خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها} بهذا حول الرسولين أنظار الجمهور عنهما إلى نعمة الله الغنية العاملة في حياة الخطاة القادمين إلى المخلص بروح التواضع لا الكبرياء. يعتبر الرسول بولس أن سقوط الأمم في عبادة الأوثان قبل مجيئه علته أنهم كانوا في أزمنة الجهل (أع ١٧: ٣٠). وأعلن لهم أن الطبيعة ذاتها خير شاهد عملي عن حب الله ورعايته للإنسان فيقدم له مطرًا من السماء، وخلق فصول السنة المتنوعة ليجد الإنسان غذاءه. ولا تقف رعايته عند طعام الجسد، إنما يهب الفرح الداخلي والسرور. ركز الرسل في كرازتهم على فرح الروح الذي يملأ القلب ويهبه حياة صادقة. وبالكاد استطاع الرسولان أن يمنعا الجموع من تقديم ذبائح لهما.
+ تحريض على بولس ورجمه وشفائه.. ثم أتى يهود من إنطاكية وأيقونية واقنعوا الجموع،  فرجموا بولس وجرّوه خارج المدينة ظانّين أنه قد مات. فالذين أرادوا تقديم ذبائح لهما كإلهين هم الذين قاموا برجم بولس. هذا مايجب ان يتوقعه الخادم فلا يضطرب أن هاجمه أو اضطهده الذين كانوا يمدحونه. رجمو بولس ظانين انه مات لكن لم يكن ممكنًا للموت أن يلحق به مادام له رسالة لم تتم بعد وإذ رُجم أُخذت روحه إلى السماء الثالثة، وتمتع بأمجاد {لا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها}(٢كو ١٢: ٤). أحاط به المؤمنين وشفاه الله فقام ودخل المدينة، بل وفي اليوم التالي سافر مع برنابا إلى دربة. كيف يمكن هذا؟ حتمًا أن التلاميذ صلوا وأظهر الله قوته، فإن رجمه بالحجارة وجره على الأرض حتى خارج المدينة كان يحتاج إلى عدة شهور للنقاهة. أما أن يقوم في الحال ويمشي ثم يسافر على قدميه في اليوم التالي فهذا ليس من عمل طبيعي، بل من عمل نعمة الله الفائقة. فلا عجب أن ترنم قائلاً: "الذي نجانا من موت مثل هذا، وهو ينجي، الذي لنا رجاء فيه أنه سينجي أيضًا فيما بعد" (٢ كو ١: ١٠).
+ عودة وتثبيت الكنائس.. لم يكن ممكنًا للحجارة أن تكسر همة بولس وبرنابا أو تحطم غيرتهما على خلاص راجميهم. فقد انطلقا إلى حين إلى دربه ليبشرا، ثم عادا إلى لسترة حيث رجم الرسول، وأيقونية وأنطاكية بيسيدية أنهما محبان للجميع. حبهما هو سرّ قوتهما في كرازتهما، أنهما عادا يبشران في البلاد التي طردا منها، ويوجد بها مقاومون كثيرون لهما. عادا يثبتان ويشددان أنفس التلاميذ غير مبالين بالموت، بل بقوة الروح يتحدونه، وكأنهما ليس فقط احتملا شدائد المسيح، بل كان يسعيان إليها. لقد انتخبوا قسوس لخدمة الكنائس هناك وبمشاركة الشعب كله في الصوم والصلاة. وبعدما استراحت نفس الرسولين بسيامة قسوسٍ، واستودعا الشعب في كل مدينة فى يد الرب، فهو الراعي الحقيقي الخادم لكنيسته والمهتم بكل احتياجاتها والحافظ لها. ثم عادا في نفس خط السير الذي جاءا خلاله لافتقاد الكنائس والمؤمنين حتى عادا إلى أنطاكيا فتمت أول رحلة كرازية للقديس بولس مع القديس برنابا. ثم حدثا الكنيسة عن نعمة الله العجيبة التي اقتحمت المدن الوثنية لكي تشرق بنور إلهي في مناطق سادها الفساد وارتبطت بالعبادة الوثنية. وجاء الكل إلى الكنيسة يسمعون عن قبول الإيمان بين الامم.

الجمعة، 29 مارس 2013

آية وقول وحكمة ليوم 3/30


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ قَدْ أَقَمْتُكَ نُوراً لِلأُمَمِ لِتَكُونَ أَنْتَ خَلاَصاً إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ}(أع 13 : 47)
قول لقديس..
( يوجد نور هو خالق لنور الشمس. لنحب هذا النور، ونشتاق أن ندركه، ونعطش إليه، حتى يقودنا ويبلغ بنا إليه، وهكذا نعيش فيه فلن نموت. الذي يشرق عليك لكي تنظره، هو بعينه الينبوع الذي يفيض عليك فترتوي. حتى عندما لا يُعلن ربنا يسوع المسيح للكل خلال سحابة جسده، لكنه هو كما هو ممسك بكل الأشياء بقوة حكمته. إلهك حال بكامله في كل موضع، إن كنت لا تتركه لن يتركك) القديس اغسطينوس
حكمة للحياة ..          
+ يا رب اله الجنود ارجعنا انر بوجهك فنخلص (مز  80 :  19)
Restore us, O God; cause Your face to shine, And we shall be saved. Psa 80:19
من صلوات الاباء..
" ايها النور الحقيقى الذى يضئ علينا بنور المعرفة والمحبة والايمان. انر علينا يارب بنور معرفتك لكي ما بنورك نسير فى نور الايمان واذ تستنير الروح وينفتح القلب بالمحبة اليك، نرجع اليك بالتوبة والايمان ونسير فى مخافتك كل الايام وتشرق علينا وتحل بالايمان فينا  فتهرب ظلمة قلة الايمان ويشتعل القلب بالحرارة الروحية ونعرف اسرار ملكوت السموات ونستضئ بنورك. وينير نورك فينا للذين فى الظلمة  فيسيروا فى النور ويرى الجميع خلاصك العجيب، أمين"  

من الشعر والادب
"الرب نوري " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
الرب نورى وخلاصى ممن أخاف،
شمس حياتى به استنير،
 اسير خلفه اينما يسير.
ومعه وبه نور انا اصير
يسترنا بثوب بره فهو النصير
معه للإيمان والقداسة نصير
نتبعه من كل القلب وهو القدير
فيه الكفاية والشبع وبه التبرير
بنور حبه نفرح وبروحه نستنير

قراءة مختارة  ليوم
الثلاثاء الموافق 3/30
الإصحَاحُ الثالث عشر (3)
أع 42:13- 52
وَبَعْدَمَا خَرَجَ الْيَهُودُ مِنَ الْمَجْمَعِ جَعَلَ الأُمَمُ يَطْلُبُونَ إِلَيْهِمَا أَنْ يُكَلِّمَاهُمْ بِهَذَا الْكَلاَمِ فِي السَّبْتِ الْقَادِمِ. وَلَمَّا انْفَضَّتِ الْجَمَاعَةُ تَبِعَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ وَالدُّخَلاَءِ الْمُتَعَبِّدِينَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا اللَّذَيْنِ كَانَا يُكَلِّمَانِهِمْ وَيُقْنِعَانِهِمْ أَنْ يَثْبُتُوا فِي نِعْمَةِ اللهِ. وَفِي السَّبْتِ التَّالِي اجْتَمَعَتْ كُلُّ الْمَدِينَةِ تَقْرِيباً لِتَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ. فَلَمَّا رَأَى الْيَهُودُ الْجُمُوعَ امْتَلأُوا غَيْرَةً وَجَعَلُوا يُقَاوِمُونَ مَا قَالَهُ بُولُسُ مُنَاقِضِينَ وَمُجَدِّفِينَ. فَجَاهَرَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَقَالاَ: «كَانَ يَجِبُ أَنْ تُكَلَّمُوا أَنْتُمْ أَوَّلاً بِكَلِمَةِ اللهِ وَلَكِنْ إِذْ دَفَعْتُمُوهَا عَنْكُمْ وَحَكَمْتُمْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُسْتَحِقِّينَ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ هُوَذَا نَتَوَجَّهُ إِلَى الْأُمَمِ. لأَنْ هَكَذَا أَوْصَانَا الرَّبُّ: قَدْ أَقَمْتُكَ نُوراً لِلأُمَمِ لِتَكُونَ أَنْتَ خَلاَصاً إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ». فَلَمَّا سَمِعَ الأُمَمُ ذَلِكَ كَانُوا يَفْرَحُونَ وَيُمَجِّدُونَ كَلِمَةَ الرَّبِّ وَآمَنَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا مُعَيَّنِينَ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ وَانْتَشَرَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ فِي كُلِّ الْكُورَةِ. وَلَكِنَّ الْيَهُودَ حَرَّكُوا النِّسَاءَ الْمُتَعَبِّدَاتِ الشَّرِيفَاتِ وَوُجُوهَ الْمَدِينَةِ وَأَثَارُوا اضْطِهَاداً عَلَى بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَأَخْرَجُوهُمَا مِنْ تُخُومِهِمْ. أَمَّا هُمَا فَنَفَضَا غُبَارَ أَرْجُلِهِمَا عَلَيْهِمْ وَأَتَيَا إِلَى إِيقُونِيَةَ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مِنَ الْفَرَحِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.
تأمل..
+ التوجّه بالكرازة  إلى الأمم ... ترجى الاتقياء من الأمم  بولس وبرنابا أن يعودا في السبت التالي ليقدما لهم المزيد من الأخبار الإنجيلية المفرحة ولم تتحرك قلوب بعض اليهود لقبول كلمة الخلاص، لكن جاءوا لممارسة العبادة في شكلياتها إرضاء لضمائرهم، أما الذين من الأمم فان كثيرون انفتحت قلوبهم لكي يتمتعوا بكلمة الله المفرحة. ولان كلمة الله لا ترجع فارغة بل تسحب قلوب الناس الجادة في خلاصها وتدخل بهم إلى فرح الملكوت. لقد شعر رؤساء المجمع بخطورة كلمات القديس بولس على المجمع فأنهوا الاجتماع بسرعة. لكن تجمهر الذين تأثروا بكرازة الإنجيل من اليهود والأمم حول الرسولين، وقد اشتعلت قلوبهم بحب الإنجيل والتمتع بمعرفة الحق الإلهي. فكادت المدينة كلها أن تجتمع في السبت التالي لتتمتع بالكلمة الإلهية من الرسولين. ولم يحتمل اليهود هذه الجمهرة، فامتلأوا حسدًا، وحسبوا أن من واجبهم ان يقاوموا الرسولين لقد كان شاول الطرطوسي قبلاً مقاومًا للحق الإنجيلي ومجدفًا، وها هم يقاومون ما قاله بولس مناقضين ومجدفين. كانت نظرات الرسول نحوهم مملوءة شفقة. هنا يعلن الرسول أسلوبه الكرازي، فقد وضع في قلبه منذ تمتع بسرّ الاستنارة أن يبدأ في كل موضع بعرض بشارة الإنجيل المفرحة على اليهود أولاً بكونهم ورثة للوعود الإلهية ومنهم خرج الأنبياء ، وبعد ذلك ينطلق إلى الأمم مع القلة القليلة من اليهود الذين يقبلون الإيمان.
+ المسيح نورا لايمان للامم... اقتبس الرسول بولس هذه الآية عن إشعياء النبي: {قد جعلتك نورًا للأمم، لتكون خلاصي إلى أقصى الأرض}(إش ٤٩: ٦). فقد جاء السيد المسيح "نور العالم" (يو ٨: ١٢). أضاء في قلوب تلاميذه وأقامهم "نور العالم" (مت ٥: ١٤) لا يحملوا نورهم الذاتي، بل شعلة المسيح التي في داخلهم، لتضيء في وسط ظلمة العالم الوثني. فيهبوا للمؤمنين حكمة وفهمًا ومعرفة لأسرار ملكوت الله بالروح القدس والايمان. لتصل الي كل البشريَّة وإلى أقصى الأرض ، الايمان لا يُحدّ بشعب معيّن أو جيلٍ محدد. وإذ قدم الرسول بولس شهادات نبوية من أسفار العهد القديم فى المجمع اليهودى فلم يستطيعوا أن يقاوموه بالحجة، لكنهم امتلأوا غيرة وغضبًا، وصاروا يقاومون ويجدفون بغير منطق. أما الأمم فإذ سمعوا كانوا يفرحون ويمجدون كلمة الرب وقبلوا الإيمان. قام اليهود بالعمل من وراء الستار لطرد بولس وبرنابا.  أما هما فنفضا غبار أرجلهما عليهم، وأتيا إلى أيقونية. فعند طردوهما نفذا وصية الرب: {ومن لا يقبلكم ولا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجًا من ذلك البيت أو من تلك المدينة وانفضوا غبار أرجلكم } (مت ١٠: ١٤). وانطلق الرسل الى أيقونية . أما الذين امنوا  فكانوا يمتلئون من الفرح والروح القدس فكلما اشتدت الضيقة يملأ الروح القدس نفوس المؤمنين بالفرح السماوي والتهليل فمع كل حركة اضطهاد يصاحبها عمل الروح القدس مفرِّح القلوب ومعزي النفوس. وكما يقول الكتاب عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي.

الخميس، 28 مارس 2013

آية وقول وحكمة ليوم 3/29


 
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها}(مر  16 :  15)
قول لقديس..
(لا يتوقّف عمل الله بسبب عدم إيمان البعض؛ إنّه الحياة الأبديّة لمؤمنيه، هذه التي وعد أن يهبها للذين يؤمنون بالمسيح. فإن الذين لا يؤمنوا يحرموا أنفسهم من المكافأة دون أن يُصاب البقيّة بأي ضرر.) القديس امبروسيوس
حكمة للحياة ..          
+ بنفسي اشتهيتك في الليل ايضا بروحي في داخلي اليك ابتكر لانه حينما تكون احكامك في الارض يتعلم سكان المسكونة العدل (اش  26 :  9)
With my soul I have desired you in the night, Yes by my spirit within me I will seek You early. For when Your judgments are in the earth, the inhabitants of the world will learn righteousness. Isa 26:9

من صلوات الاباء..
" يا اله الاباء والانبياء الذى كلمنا قديما بطرق متنوعة وفى ملء الزمان كلمنا فى ابنه وكلمته المتجسد مقدما لنا الفداء والخلاص. يا من بشر باسمه القدوس الرسل القديسين فى كل مكان نورا للامم وخلاصا الى أقصى الارض، نسألك ونطلب من صلاحك يا محب البشر الصالح ان تغرس فينا نعمة روحك القدوس لنفهم كلامك ونأتى بثمر كثير ويدوم ثمرنا واهبنا لنا خدمه المصالحه لنطلب عن المسيح قائلين تصالحوا بالتوبة والإيمان مع الله ولتعمل فى قلوب الجميع ليؤمنوا ويخلصوا، أمين"

من الشعر والادب
"يقدر يغير ويحرر" للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ياللى غير شاول لبولس غيرني
وبنعمة غزيره وقوة منك حررني
وبروح قدسك  املاني وطهرني
وبحكمه منك يا الهى اشملني
اذوق كلامك واعيشه والهج بيه
اشهد لحبك واعلم وابشر واحكيه
قوة خلاص للي يؤمن تسكن فيه
يقولك يا ابى  الهى وابنك  تدعوه

قراءة مختارة  ليوم
الجمعة الموافق 3/29
الاصحاح الثالث عشر (2)
أع 13:13- 41

ثُمَّ أَقْلَعَ مِنْ بَافُوسَ بُولُسُ وَمَنْ مَعَهُ وَأَتَوْا إِلَى بَرْجَةَ بَمْفِيلِيَّةَ. وَأَمَّا يُوحَنَّا فَفَارَقَهُمْ وَرَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَأَمَّا هُمْ فَجَازُوا مِنْ بَرْجَةَ وَأَتَوْا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ بِيسِيدِيَّةَ وَدَخَلُوا الْمَجْمَعَ يَوْمَ السَّبْتِ وَجَلَسُوا. وَبَعْدَ قِرَاءَةِ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ رُؤَسَاءُ الْمَجْمَعِ قَائِلِينَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ إِنْ كَانَتْ عِنْدَكُمْ كَلِمَةُ وَعْظٍ لِلشَّعْبِ فَقُولُوا». فَقَامَ بُولُسُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ وَالَّذِينَ يَتَّقُونَ اللهَ اسْمَعُوا.  إِلَهُ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ هَذَا اخْتَارَ آبَاءَنَا وَرَفَعَ الشَّعْبَ فِي الْغُرْبَةِ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَبِذِرَاعٍ مُرْتَفِعَةٍ أَخْرَجَهُمْ مِنْهَا.  وَنَحْوَ مُدَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً احْتَمَلَ عَوَائِدَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ.  ثُمَّ أَهْلَكَ سَبْعَ أُمَمٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَقَسَمَ لَهُمْ أَرْضَهُمْ بِالْقُرْعَةِ.  وَبَعْدَ ذَلِكَ فِي نَحْوِ أَرْبَعِمِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً أَعْطَاهُمْ قُضَاةً حَتَّى صَمُوئِيلَ النَّبِيِّ.  وَمِنْ ثَمَّ طَلَبُوا مَلِكاً فَأَعْطَاهُمُ اللهُ شَاوُلَ بْنَ قَيْسٍ رَجُلاً مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.  ثُمَّ عَزَلَهُ وَأَقَامَ لَهُمْ دَاوُدَ مَلِكاً الَّذِي شَهِدَ لَهُ أَيْضاً إِذْ قَالَ: وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي الَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ مَشِيئَتِي.  مِنْ نَسْلِ هَذَا حَسَبَ الْوَعْدِ أَقَامَ اللهُ لِإِسْرَائِيلَ مُخَلِّصاً يَسُوعَ.  إِذْ سَبَقَ يُوحَنَّا فَكَرَزَ قَبْلَ مَجِيئِهِ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ.  وَلَمَّا صَارَ يُوحَنَّا يُكَمِّلُ سَعْيَهُ جَعَلَ يَقُولُ: «مَنْ تَظُنُّونَ أَنِّي أَنَا؟ لَسْتُ أَنَا إِيَّاهُ لَكِنْ هُوَذَا يَأْتِي بَعْدِي الَّذِي لَسْتُ مُسْتَحِقّاً أَنْ أَحُلَّ حِذَاءَ قَدَمَيْهِ.  «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ بَنِي جِنْسِ إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ بَيْنَكُمْ يَتَّقُونَ اللهَ إِلَيْكُمْ أُرْسِلَتْ كَلِمَةُ هَذَا الْخَلاَصِ.  لأَنَّ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَرُؤَسَاءَهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا هَذَا. وَأَقْوَالُ الأَنْبِيَاءِ الَّتِي تُقْرَأُ كُلَّ سَبْتٍ تَمَّمُوهَا إِذْ حَكَمُوا عَلَيْهِ.  وَمَعْ أَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا عِلَّةً وَاحِدَةً لِلْمَوْتِ طَلَبُوا مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ يُقْتَلَ.  وَلَمَّا تَمَّمُوا كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ أَنْزَلُوهُ عَنِ الْخَشَبَةِ وَوَضَعُوهُ فِي قَبْرٍ.  وَلَكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.  وَظَهَرَ أَيَّاماً كَثِيرَةً لِلَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ هُمْ شُهُودُهُ عِنْدَ الشَّعْبِ.  وَنَحْنُ نُبَشِّرُكُمْ بِالْمَوْعِدِ الَّذِي صَارَ لآبَائِنَا  إِنَّ اللهَ قَدْ أَكْمَلَ هَذَا لَنَا نَحْنُ أَوْلاَدَهُمْ إِذْ أَقَامَ يَسُوعَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَيْضاً فِي الْمَزْمُورِ الثَّانِي: أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ.  إِنَّهُ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ غَيْرَ عَتِيدٍ أَنْ يَعُودَ أَيْضاً إِلَى فَسَادٍ فَهَكَذَا قَالَ: إِنِّي سَأُعْطِيكُمْ مَرَاحِمَ دَاوُدَ الصَّادِقَةَ.  وَلِذَلِكَ قَالَ أَيْضاً فِي مَزْمُورٍ آخَرَ:لَنْ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَاداً.  لأَنَّ دَاوُدَ بَعْدَ مَا خَدَمَ جِيلَهُ بِمَشُورَةِ اللهِ رَقَدَ وَانْضَمَّ إِلَى آبَائِهِ وَرَأَى فَسَاداً.  وَأَمَّا الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ فَلَمْ يَرَ فَسَاداً.  فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ أَنَّهُ بِهَذَا يُنَادَى لَكُمْ بِغُفْرَانِ الْخَطَايَا  وَبِهَذَا يَتَبَرَّرُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ مَا لَمْ تَقْدِرُوا أَنْ تَتَبَرَّرُوا مِنْهُ بِنَامُوسِ مُوسَى.  فَانْظُرُوا لِئَلاَّ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ مَا قِيلَ فِي الأَنْبِيَاءِ:  اُنْظُرُوا أَيُّهَا الْمُتَهَاوِنُونَ وَتَعَجَّبُوا وَاهْلِكُوا لأَنَّنِي عَمَلاً أَعْمَلُ فِي أَيَّامِكُمْ عَمَلاً لاَ تُصَدِّقُونَ إِنْ أَخْبَرَكُمْ أَحَدٌ بِهِ».  

تأمل..
+ الكرازة  في أنطاكية بيسيديّة.. انطلق بولس وبرنابا ومرقس من قبرص عبر سفينة واتجهوا إلى الشمال ودخلوا أول مقاطعة على الساحل التي في مقابل شمال قبرص، وهي مقاطعة بمفيلية. وقد برزت أخلاقيات برنابا الكارز التقِي فإنه لما نال بولس الرسول نعمة فائقة أعطاه الأولوية مع أنه أكبر منه سنًا وأقدم في الإيمان والخدمة، فاعتبر نفسه ممن مع بولس، وليس هو القائد. اختار المتكأ الأخير بفرحٍ حين رأى نعمة الله ومواهبه المقدمة لبولس الرسول. ذهبوا الى برجة وكانت عاصمة مقاطعة بمفيلية التى تقع بين طرسوس وساحل البحر في تركيا حاليا. ويرى البعض أن القديس مرقس أُصيب بمرض الملاريا  لهذا أصر على العودة إلى أورشليم. ثم أتوا إلى إنطاكية عاصمة اقليم بيسيدية،  كانت هذه المناطق يقطنها كثرة من اليهود، وبالتالي كانت بها مجامع كثيرة لهم، بل واستطاع اليهود في أنطاكية بيسيدية أن يكَّونوا مهجرًا مستقلاً لهم.
+ خطاب بولس فى مجمع أنطاكية بيسيدية.. بعد قراءة الناموس والأنبياء كان اليهود يقسمون الأسفار المقدّسة إلى ثلاثة أقسام: الناموس ويحوي أسفار موسى الخمسة، والأنبياء ويضم يشوع والقضاة وسفريّ صموئيل وملوك الأول والثاني وكل الأنبياء ماعدا دانيال، والقسم الثالث الكتابات الحكمية او الشعرية ويحوي المزامير والأمثال وأيّوب ونشيد الأناشيد، وراعوث والمراثي، والجامعة واستير ودانيال وعزرا ونحميا، دخل الرسولين المجمع يوم السبت وجلسا في صفوف الربيين، وبهذا نبها الرؤساء والقائمين على نظام المجمع والصلاة أنهما قادران على الوعظ. {فقام بولس وأشار بيده وقال: أيها الرجال الإسرائيليون والذين يتّقون الله اسمعوا} خاطب القديس بولس هنا اليهود والأمم المتهودين والذين يدعون أتقياء، وكانوا دومًا أكثر استعدادًا لقبول كلمة الخلاص من اليهود أنفسهم. بدأ القديس بولس حديثه بمدحه لهم كمتقي الله. وقد اعتاد الرسول بولس في أحاديثه مع اليهود أن يفتتح كلماته بإشارة موجزة لعمل الله مع شعب إسرائيل، حتى يجتذبهم للكلمة، إذ يشعروا أنّه مخلص في اهتمامه بوحدة الشعب واستقامة الإيمان الذي تسلّمه الآباء. وابتدأ باختيار الآباء، ثم انتقل بسرعة إلى مؤازرة الشعب في مصر حيث رفع رأسه مع أنه كان في غربة، وأخيرًا إذ سقطوا تحت العبودية والسخرة أخرجهم بذراع رفيعة (خر ٦: ٢؛ ١٣٦: ١١). استعار القديس بولس من سفر التثنية (١: ٣١) تشبيه إسرائيل في البرية بطفلٍ مشاكسٍ يهتم به أبوه فيحمله على ذراعيه. وإذ دخل بهم إلى أرض الموعد، واقام الله قضاه ليحكموا بينهم ومن ثم طلبوا ملكًا، فأعطاهم الله شاول بن قيس رجلاً من سبط بنيامين أربعين سنة. ثم رفض شاول لأن قلبه لم يكن مستقيمًا، وأقام داود الذي كان رجلاً حسب قلبه ويتمم مشيئته. وما قدمه الله لإسرائيل خلال داود الملك هو ظل لما يقدمه ابن داود بالجسد للعالم كله. هكذا عبر بهم بولس الرسول من عصر الآباء إلى مجيء الملك الأبدي، مخلص العالم. وجه أنظار الحاضرين إلى ذاك الراعي الذي تحدث عنه الأنبياء (خر ٣٤: ٢٣–٢٤). فمن نسل داود حسب الوعد جاء المسيح ولكي لا يتشكك المستمعون في يسوع المسيح أنه هو المخلص ابن داود، أورد لهم شهادة القديس يوحنا المعمدان الذي أفصح عن شخصه أنه جاء ليعد الطريق له، وأنه ليس مستحقًا أن يحل سيور حذاء قدميه. ولعل كان من بين الحاضرين من سمع عن القديس يوحنا أو التقى به فما يخبرهم به إنما تحقيق الوعد الإلهي لأبيهم ابراهيم الذي طالما ترقبه وتهلل به. لقد جاء الرسولين إليهما كحاملى كلمة الخلاص، ليتمتعوا بها. فإن كانوا قد فشلوا في معرفة هذا الخلاص فإنهم بلا عذر، لأن كتب الأنبياء بين أيديهم ويقرأونها علانية كل سبت في المجامع، وكان يليق بهم أن يتعرفوا على المخلص. ومن جانب آخر، فإن مقاومتهم له حققت النبوات. ومع أنهم لم يجدوا علة واحدة للموت، طلبوا من بيلاطس أن يُقتل فإن كانت قد تمت فيه النبوات، هذا لن يبرر تصرفاتهم، إنما يعطيهم فرصة لمراجعة أنفسهم والعودة إليه بالتوبة. ان صلب وموت السيد المسيح ودفنه وقيامته من اسس قانون الإيمان المسيحى. فقد سلم الرسول بولس هذه الحقائق مترابطة معًا لتحقيق الخلاص. فالذين عارفوا السيد المسيح  وأحبوه الاحداث الخلاصية يشهدوا له ليصير فرح المؤمنين به كاملاً ونحن نُبشّركم بالموعد الذي صار لآبائنا. بعد هذا العرض التاريخي اللاهوتي انتقل القديس بولس إلى الواقع العملي، فإن هذا الوعد الإلهي مُقدم لكل مستمع، حتى إذ يؤمن يتمتع بقيامة المسيح في حياته. الوعد الذي ثبته الله منذ عصر الآباء وعبر كل الأجيال قد تحقق، لكي يتمتع به الجيل الحاضر. "هذا هو ابن الله" (أع ٩: ١٨–٢٠). هذه العقيدة هي موضوع كرازة الرسول بولس، لقد جاء التعليم الرسولي مركزًا على قيامة السيد المسيح تحقيقًا للمزمور ١٦: ٩–١١. هذا ما أعلنه القديس بطرس في يوم الخمسين، وما يقدمه بولس الرسول هنا. وقد قام هذا التعليم على حديث رب المجد يسوع مع التلميذين الذين كانا في طريقهما إلى عمواس (لو ٢٤: ٢٦–٢٧). وما لم يتحقّق في شخص داود النبي تحقّق في شخص ابن داود، القادر وحده أن يُقيم عهدًا جديدًا ويهب غفران الخطايا. إن كان السيد المسيح قد صُلب عن خطايانا، فالقيامة أكدت قبول الذبيحة فننال الغفران، بل وننعم ببرّ المسيح. ثم يقتبس الرسول بولس الإنذار النبوي الخطير الذي نطق به حبقوق النبي (١: ٥) في حوالي سنة ٦٠٠ ق.م. فإذ أصر شعب الله على العصيان هددهم بأمة الكلدانيين الرهيبة تحطم إسرائيل وقد تحقق ذلك. فقد أسرت أشور إسرائيل، وإذ لم ترتدع يهوذا أسرتها مملكة بابل، والتقى الاثنان في السبي. هنا يحذر رافضي السيد المسيح ومقاومي عمله الخلاصي بأنهم متهاونون لا يكترثون بالكارثة التي تحل عليهم كما حلت على إسرائيل ويهوذا قديمًا بسماح من الله كما يقول: {لأني عامل عملاً في أيامكم، لا تصدقون به إن أُخبر به} (حب ١: ٥). هكذا ختم الرسول بولس عظته بهذا التحذير حتى لا يتهاونوا أو يتراخوا في الإيمان بالسيد المسيح مخلص العالم.