نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 31 مارس 2011

انا هو لا تخافوا

أنا هو لا تخافوا

للأب القمص أفرايم الأورشليمى

وسط البحر الهايج

منذ الفى عام كان تلاميذ السيد المسيح يواجهون أمواج البحر تتقاذف سفينتهم ليلاً وهى وسط بحيرة طبرية واذ بهم ينظروا السيد المسيح قادماً اليهم ويأمر الريح ان تسكت والبحر ان يهدأ { اما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج لان الريح كانت مضادة. و في الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر. فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال و من الخوف صرخوا . فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا. فاجاب بطرس و قال يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان اتي اليك على الماء. فقال تعال فنزل بطرس من السفينة و مشى على الماء لياتي الى يسوع. و لكن لما راى الريح شديدة خاف و اذ ابتدا يغرق صرخ قائلا يا رب نجني. ففي الحال مد يسوع يده و امسك به و قال له يا قليل الايمان لماذا شككت. و لما دخلا السفينة سكنت الريح. و الذين في السفينة جاءوا و سجدوا له قائلين بالحقيقة انت ابن الله } مت 24:14-34 قد يسمح الله لرياح التجارب ان تلاطم سفينة حياتك وتظن ان الله عنك كخيال بعيد لا يستطيع ان يسكت الأمواج .. لكنه سياتى فى الوقت المناسب ويهدئ الامواج ويسكت الرياح بل ويجعلك تمشى على المياة وبالإيمان تصل السفينة الى بر النجاة . ما احوجنا فى هذه الايام الى دخول الله الى سفينة حياتنا والثقة فى شدة قوته وفى حفظه وعنايته ، ان الرب يوكد لنا أهتمامه بنا بل وأهتمامه حتى بالعصفور الصغير الذى يتمتع بعناية الله القدير فلماذا نخاف ونحن أفضل من عصافير كثيرة { اليست خمسة عصافير تباع بفلسين وواحد منها ليس منسيا امام الله.بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة.} لو6:12-7 . والمعنى أنه ليست أجسادكم ونفوسكم معروفة ومحسوبة أيامها ومستقبلها أمام الله وحسب، بل وحتى شعور رؤوسكم محصاة. فالذي على دراية دائمة بعدد شعور رؤوسنا، هل يغيب عنه حفظ حياتنا طوال أيام غربتنا على الأرض ؟ وهل لا يقدر ان يحفظنا وهو ضابط الكل مدبر الكون القدير فلماذا اذا الخوف من المستقبل اوالناس الاشرار او من حمل الصليب او المجهول او الخوف حتى من الاضطهاد أومما تحمله لنا الإيام ونحن نثق فى الهنا الصالح الذى لا ينعس ولا ينام .ان الثقة فى الله نتعلمها ونختبرها من خلال مواعيد الله الامينة ومن صفاته المقدسة ومن تعاملات الله مع شعبه ومعنا فى الماضى . يجب أن نتذكر أحسانات الله علينا الذي في الماضي وونثق انه قادر أن يخلصنا من ضيقاتنا الأن وغداً ونتكل عليه مما يهبنا سلامأ وأمن وهدوء ويجعلنا نحيا الرجاء المسيحى فى الهنا القادر على كل شئ .

سلام من الله ..

ان حياة السلام وعدم الخوف هو ثمرة من ثمار الإيمان بالله فى حياة المؤمن . الايمان بالله ضابط الكل وبعنايته وحسن رعايته وصدق وعوده { فان الجبال تزول و الاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك و عهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54 : 10) { سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب }(يو 14 : 27) وحتى ان كان فى العالم ضيقات يجب ان نواجهها بثقة فى غلبة الله على الشيطان وكل حيله الشريرة ونحن لا ننظر ونتطلع الى الضيقات بل نصلى ونطلب من الله ان يحل بسلامه فى قلوبنا وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا وان يهبنا سلامه الحقيقى . وكل الضيقات ستنتهى بل وحتى حياتنا ستنتهى فيا ليتها تنتهى من اجل عمل صالح ، فنحن من التجارب والضيقات نتعلم ونتنقى ونجاهد وننتصر ونرى يد الله فى الاحداث ونثق ان كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله ، المدعوين حسب قصده . نعم قد نواجه متاعب وتجارب لكن نثق ان الله هو المنتصر والغالب {قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). نعم لقد وعدنا بالنصرة على الشر { و اله السلام سيسحق الشيطان تحت ارجلكم سريعا نعمة ربنا يسوع المسيح معكم امين} (رو 16 : 20).

اننا لا نأخذ سلامنا من الظروف المحيطة ولا من الأتكال على مال ولا جمال ولا وظيفة ولا سلطه بل من الله الهنا ومن كوننا ابناء له نسير فى طاعته ومخافته.

اننا نحيا حياة التوبة والاستعداد لان الانسان الشرير او الخاطئ لا يستطيع ان يحيا فى سلام { لا سلام قال الرب للاشرار} (اش 48 : 22) لانه يحيا الخوف والقلق وعدم السلام حتى بدون اعداء له فشره يفقده سلامه { الشرير يهرب و لا طارد اما الصديقون فكشبل ثبيت} (ام 28 : 1). اما الله فيتكلم بالسلام لشعبه وقديسيه وللراجعين اليه بكل قلوبهم { لاني عرفت الافكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر لاعطيكم اخرة و رجاء. فتدعونني و تذهبون و تصلون الي فاسمع لكم. و تطلبونني فتجدونني اذ تطلبونني بكل قلبكم} ار 11:29-13.لنثق اذا فى الله ملك السلام القادر ان يهبنا سلامه الكامل { و ليملاكم اله الرجاء كل سرور و سلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13) ونسعى فى صنع السلام ونصلى ونعمل من أجله {فلنعكف اذا على ما هو للسلام و ما هو للبنيان بعضنا لبعض }(رو 14 : 19). ولنقل مع داود النبى { الرب راعي فلا يعوزني شيء. في مراع خضر يربضني الى مياه الراحة يوردني.يرد نفسي يهديني الى سبل البر من اجل اسمه.ايضا اذا سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شرا لانك انت معي عصاك و عكازك هما يعزيانني. ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي مسحت بالدهن راسي كاسي ريا. انما خير و رحمة يتبعانني كل ايام حياتي و اسكن في بيت الرب الى مدى الايام}مز 23.

لاتخافوا وثقوا فى الله

تأكدوا أن الله معنا وان كان الله معنا فمن علينا . إن صحبة الرب لنا وحضوره الدائم فى عالمنا ووجودنا الدائم في حضرته هو الضمان الأكيد لزوال الخوف، ولهذا يجب أن نتكل عليه "على الله توكلت فلا أخاف} (مز4:56). ولقد إختبر داود النبي ذلك حين قال {إلهنا ملجأنا وقوتنا، ومعيننا في شدائدنا التي أصابتنا جداً. لذلك لا نخشى إذا تزحزحت الأرض، وإنقلبت الجبال إلى قلب البحار} (مز 2،1:46).

- الخوف من الناس . فهناك نوعيات مختلفة من الناس، بعضهم صالح وبعضهم عدوانى او شرير ولكن الله قال لنا {أحبوا أعدءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم} (مت44:5). هو قادر ان يحفظنا من مؤامرات الاشرار ويرد عنا ظلمهم {إن أرضت الرب طرق إنسان، جعل أعداءه أيضاً يُسالِمونه} (أم 7:16). قد يخاف البعض من بعض الرؤساء الظالمين في العمل، ولكن يجب عليك الشهادة للحق مهما حدث. وها هو الرب يهمس في آذاننا{الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون}(خر14:14). {من يؤذيكم إن كنتم متمثلين بالخير؟ ولكن وإن تألمتم من أجل البر فطوباكم. أما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا} (1بط 14،13:3). فلا تخافوا الأقوياء والرؤساء اوالمعاندين،. فتهديدهم ووعيدهم دينونة لهم وطوبى للمضطهدين من أجل البر لان لهم ملكوت السموات {وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ}.

- الخوف من الصليب: والصليب هنا يعني المضايقات والمشاكل والإضهادات التي هي فوق إحتمالنا، ولكن قال الله {إن نيري هيِّن وحِملي خفيف} (مت30:11). وضع أمامك بعض الآيات الهامة في هذا الأمر مثل: {غير مخوفين بشيء من المقاومين، الأمر الذي هو لهم بينة للهلاك، وأما لكم فللخلاص وذلك من الله} (فى 28:1). { لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضاً} (2كو 5:1). { مبارك الرب أبو ربنا يسوع المسيح الذي يعزينا في كل ضيقتنا} (2كو4،3:1).{لا تخف بل تكلم ولا تسكت، لأني أنا معك ولا يقع بك أحد ليؤذيك} (أع 10،9:18). لقد حمل الكثيرين صليبهم بفرح ووجدوا فيه التعزية والفرح والرجاء فالوجه الاول للصليب سواء فى المرض او الفقر او الاضطهاد هو الآلم والوجه الأخر هو المجد والقيامة والتعزية والرجاء والفرح .

- الخوف من الطبيعة أو المستقبل : تذكر من إنتهر الرياح (مت26،25:8)، "فإذا سمعتم بحروب وبأخبار حروف فلا ترتاعوا لأنها لابد أن تكون" (مر7:13). عندما نرى ثورات البشر او الطبيعة او الحروب او الكوارث حولنا نرفع عقولنا وقلوبنا لله ونصلى اليه ان ينجى العالم من المخاطر والاهوال والضيقات وان يحفظ الله أتقيائه من ساعة التجارب التى تحل على العالم كله . ولاتقلقوا من أجل المستقبل { لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون. ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس..؟ فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ فان هذه كلها تطلبها الأمم. لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم. فلا تهتموا للغد. لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره} (مت25:6-34). { كنت فتى وقد شخت، ولم أر صدِّيقاً تُخُلِّيَ عنه، ولا ذرية له تلتمس خبزاً} (مز25:37).

- الخوف من أخطاء الماضي: البعض منا يخشى من أخطاء ماضيه ولكن نحن نثق فى غافر الخطايا الذى اذ نتوب اليه يغفر خطايانا ويطرحها فى بحر النسيان ويعلمنا ان نغفر وننسى وهو أب صالح وليس ضابط بوليس او قاضى ظالم { ولكني أفعل شيئاً واحداً؛ إذ أنا أنسى ما هو وراء، وأمتد إلى ما هو قدام}(فى 13:3). نحن نتوب ونعرف ارادة الله الصالحة والكامله والمرضية ونعملها {إن إعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم}(1 يو9:1).ثقوا فى الله الذى غفر للص والمرأة الخاطئة وقبل اليه توبة داود النبى ونكران بطرس وشك توما وتوبة أغسطينوس ومريم المصرية وهو يقول لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم أتى لادعو ابرار بل خطاة الى التوبة .

- الخوف من المجهول .. يخاف البعض من الغد وما يحمله لهم من مخاطر ويقلقوا وما علينا الا ان نحيا يومنا بسلام وثقة فى الله ونعمل ما يجب علينا القيام به ، وندع الغد لمن يهمه مستقبلنا وفى يده حياتنا وهو لا يسمح ابداً بتجربة ً تفوق قدرتنا على الأحتمال وعندما يسمح بتجربة يعطى معها المخرج. لقد خاف يوسف النجار مما حدث لخطيبته لما رآها حُبلى، فكان السبب مجهولاً، ومجهولاً في كيفية مواجهته، ومجهولاً في نتيجته، فظهر له ملاك الرب قائلاً: {لا تخف أن تأخذ مريم إمرأتك،لأن الذي حُبِلَ به فيها هو من الروح القدس } (مت29:1). فالله يعرف ويرى كل شيء، وهو الذي سيبدد مخاوفك من المجهول ومن كل تغيير يطرأ في حياتك الإجتماعية والوظيفية.

الخوف من الشيطان وحروبه .. البعض يخشى الحروب الروحية والسقوط لكن يجب ان نعلم ان الرب الذى انتصر على الشيطان وكل قواته أعطانا السلطان ايضاً ويهبنا النصرة ومادمنا نحيا حياة التواضع ونطلب العون من رب السماء فهو يهبنا الحكمة والقوة والنعمة لنقوم وننتصر {و اله السلام سيسحق الشيطان تحت ارجلكم سريعا نعمة ربنا يسوع المسيح معكم امين} (رو 16 : 20). {فاخضعوا لله قاوموا ابليس فيهرب منكم} (يع 4 : 7).

يا ملك السلام أعطينا سلامك

ايها الرب الهنا يا ملك السلام أعطنا سلامك ، قرر لنا سلامك وأغفر لنا خطايانا . وعندما تواجه سفينة حياتنا المخاطر والأمواج أو يهيج علينا العدو نتطلع اليك يا كلى الحكمة ودائم الوجود وضابط كل الاشياء لكى ما تأتى وتملك وتقود السفينة ومن فيها لتصل الى بر النجاة .

ان وعودك الصادقة وحفظك الدائم وعنايتك ورعايتك المستمرة وتعاملاتك عبر التاريخ تهبنا ثقة فيك وإيمان فى قوتك وكما كنت مع دانيال النبى فى جب الأسود وحفظت الفتية فى أتون النار انت يارب قادر تحفظ ابنائك من سهام أبليس المتقدة ناراً ومن مؤامرات الاشرار .

لا خوف مع المحبة لان محبتك لنا تطرد الخوف خارجا ، ونحن نحبك ونسير فى هدى تعاليمك ونصلى من أجل المسئين الينا والذىن يضطهدوننا ، لكى تحررهم من الكراهية والظلم والشر ، ونصلى اليك من أجل بلادنا وعالمنا لتنعم علينا بالسلام وتهب الحكمة للكل حكام ومحكومين ، رعاه ورعية ، لكى ما تهدى ارجلنا وحياتنا الى طرق السلام .

السبت، 26 مارس 2011

السيد المسيح والمرأة السامرية

السيد المسيح والمرأة السامرية

للأب القمص أفرايم الأورشليمى

المسيح المحرر ...

- جاء السيد المسيح له المجد لكى ما يحررنا من التمييز العنصرى البغيض على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو الرأى أوتصنيف الناس بين خطاة وابرار فى كبرياء ورياء وفى أغتصاب لحق الديان العادل .

لقد كان السامريين يهودا اختلطوا فى السبى الأشورى بالأمم وتزاوجوا من بعضهم البعض وأقتصر أيمانهم على اسفار موسى الخمسة دون بقية كتب الانبياء . كما تاثروا بالامم فلم يؤمنوا بالقيامة ولا الحياة الاخرى او الملائكة وكان اليهود فى عداوة مع السامريين {فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب و انت يهودي و انا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين} (يو9:4). هذا التمييز الدينى الذى نراه فى صراعات عالم اليوم جاء المخلص الصالح ليحررنا منه ويعلمنا ان نحترم الجميع كما هم لا كما نريد ان يكونوا . اننا ابناء اب واحد هو أدم وام واحده هى حواء ويجب ان نحترم كل أنسان كخليقة الله العاقلة الحرة ، وكما نريد ان يفعل الناس بنا نفعل بهم نحن أيضاً لابد ان نحترم الاخرين ونقدرهم ان اردنا ان يحترموا ويستمعوا الينا . لابد ان نقبلهم كما هم لا كما نعتقد نحن عنهم عالمين ان الله يحترم الارادة الانسانية ولا يغصب أحد حتى على الإيمان به فلماذا ينصب البعض أنفسهم محل الله ؟ فى المجتمعات الغربية كما نرى ونعيش ، فى كل مجالات الحياة يُحترم الإنسان كأنسان بغض النظر عن دينه أو معتقده او عرقه او جنسه فمتى يحترم الإنسان منا كانسان فى وطننا العربى وبين أهله ومواطنى بلده بغض النظر عن دينه وجنسه او مركزه المالى او رايه السياسى . اننا نصلى من اجل الذين أظلم قلبهم وعيونهم وعقولهم بدوافع الكراهية والعنصرية والتعصب الأعمى ليدركوا أتساع محبة الله للجميع وحسن رعايته لكل الخليقة ويتعلموا من الله لننهض من التخلف والجهل والكراهية وظلم الإنسان لاخيه الانسان وباسم الله والدين ! .

ذهب المخلص الصالح الى السامرة خصيصاً ساعياً لخلاصهم والانفتاح على هؤلاء المنبوذين من اليهود ، بل ومدح السامرى الصالح الذى تحنن على اليهودى المجروح { و لكن سامريا مسافرا جاء اليه و لما راه تحنن} (لو 10 : 33). وكذلك مدح السامرى الذى شفاه المخلص الصالح من برصه فاتى ليقدم الشكر على الشفاء دون التسعة اليهود الباقين الذين ذهبوا ولم يعودا فى عدم عرفان بالجميل . لقد احب الله العالم وجاء المسيح ليعلن هذه المحبة للجميع { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم} يو16:3-17.

- وفى السامرة التى هى نابلس بفلسطين الان وعند بئر يعقوب أبو الاباء تقابل الرب يسوع المسيح مع المرأة السامرية وكانت خاطئة وفى هذا نرى مخلص العالم يخلصنا من النظرة الدونية للمرأة وكذلك من النظرة المتعالية نحو الخطاة . نعم تعجب التلاميذ عندما وجدوا معلمهم يتحدث مع أمرأة { و عند ذلك جاء تلاميذه و كانوا يتعجبون انه يتكلم مع امراة و لكن لم يقل احد ماذا تطلب او لماذا تتكلم معها} يو 27:4 لقد كان التقليد اليهودى يقلل من شأن المرأة ويمنع من التحدث معها فى الطرق ولكن عندما تعلم التلاميذ من سيدهم رايناهم يعُلموا بالمساواه بين الناس بغض النظر عن الجنس او الدين او العرق { ليس يهودي و لا يوناني ليس عبد و لا حر ليس ذكر و انثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع} (غل 3 : 28) . {غير ان الرجل ليس من دون المراة و لا المراة من دون الرجل في الرب} (1كو 11 : 11). هكذا نرى المخلص يدافع عن المرأة الخاطئة أمام طالبوا رجمها { و لما استمروا يسالونه انتصب و قال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر} (يو 8 : 7) ثم قال لها اذهبى بسلام ولا تعودى تخطئى ايضا . وهنا نراه يسير من الصباح الباكر حتى الظهر ليلتقى مع السامرية الخاطئة ليحررها من مستنقع الشهوات ويقودها لتكون شاهدة لنعمة الله المحررة والمغيرة والقادرة على كسر قيود الشر والتى تعلمنا ان نسجد لله بالروح والحق .

- راينا كيف سعى الراعى الصالح فى طلب الخروف الضال وكيف يستقل الابن الضال ليرده الى بيته الأبوى ويكسوه بثوب الفضيلة والبر فى مثل الأبن الضال وهنا نراه يسعى فى أثر المرأة الخاطئه لينعم لها بالتوبه والخلاص وكان الكتبة والفريسيين يعتزلون عن مخالطة الخطاة وغير الملتزمين والعامة فى كبرياء ولكن نرى المخلص يفتح لهم باب الرجاء ويعلن لهم محبته ليحررهم من الضعف والخوف والشيطان والخطية والشهوات حتى دعى محباً للعشارين والخطاة لدفاعه عنهم وسعيه لخلاصهم { فلما راى الجميع ذلك تذمروا قائلين انه دخل ليبيت عند رجل خاطئ. فوقف زكا و قال للرب ها انا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين و ان كنت قد وشيت باحد ارد اربعة اضعاف.فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم. لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب و يخلص ما قد هلك} لو7:19-10.

نعم ان المسيح هو أمس واليوم والى الابد { صادقة هي الكلمة و مستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا} (1تي 1 : 15). الله يسعى لخلاصنا وتحريرنا من كل أشكال التمييز والبغضة والعداوة ومن يعرف قلب الله الأبوى لابد ان يتعلم منه فغاية الوصايا من الله هى المحبة { و اما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر و ضمير صالح و ايمان بلا رياء} (1تي 1 : 5) والله يريد خلاص الجميع من كل الأمم والقبائل والشعوب { الله يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4). وعلينا ان نسير على هدى تعاليم الأنجيل فى نشر رسالة المحبة والاحترام والتقدير والخلاص لكل أحد ان اردنا بالحقيقة ان نكون تلاميذ لمعلمنا الصالح ونحيا إيماننا الأقدس الذى اليه دُعينا.

المسيح المشجع ..

- نحن فى حاجة دائمة الى الله ولكن نرى الله فى محبة لنا يعلن لنا حاجته الينا ولخدماتنا وفى مقابلته مع السامرية { جاءت امراة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع اعطيني لاشرب } (يو 4 : 7).{ قالت له فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب و انت يهودي و انا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين.اجاب يسوع وقال لها لو كنت تعلمين عطية الله و من هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا (يو 4 : 9- 10). وعندما طلبت منه ان يعطيها من هذا الماء الحى لكى لا تتعب وتأتى الى البئر لتستقى قال لها يسوع أذهبى وأدعى زوجك ؟ قالت له ليس لى زوج . فمدح المخلص صراحة المرأة { اجابت المراة و قالت ليس لي زوج قال لها يسوع حسنا قلت ليس لي زوج.لانه كان لك خمسة ازواج و الذي لك الان ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق} يو17:4-18. نعم ان المخلص يريد ان يشجعنا ويعلمنا ان نشجع صغار النفوس { شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تانوا على الجميع} (1تس 5 : 14)

- ان الرب فى حنانه مدح المرأة التى القت فلسين فى خزانة الهيكل { و تطلع فراى الاغنياء يلقون قرابينهم في الخزانة.و راى ايضا ارملة مسكينة القت هناك فلسين. فقال بالحق اقول لكم ان هذه الارملة الفقيرة القت اكثر من الجميع.لان هؤلاء من فضلتهم القوا في قرابين الله و اما هذه فمن اعوازها القت كل المعيشة التي لها} لو1:21-4. بل مدح السيد وكيل الظلم {فمدح السيد وكيل الظلم اذ بحكمة فعل لان ابناء هذا الدهر احكم من ابناء النور في جيلهم }(لو 16 : 8).ومدح السيد مريم أخت لعازر لانها جلست لتستمع اليه{ فاجاب يسوع و قال لها مرثا مرثا انت تهتمين و تضطربين لاجل امور كثيرة.و لكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها} لو 41:10-42. بل ان الله يعد بالأجر السمائى لمن يقدم كأس ماء بارد لمحتاج صغير { و من سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره} (مت 10 : 42). من أجل هذا يعلمنا الإنجيل ان نقدر ونشجع الأخرين { بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء و اختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء و اختار الله ادنياء العالم و المزدرى و غير الموجود ليبطل الموجود} (1كو 1 : 27، 28). ويعلمنا ان نُكرم الفقراء {اسمعوا يا اخوتي الاحباء اما اختار الله فقراء هذا العالم اغنياء في الايمان و ورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه} (يع 2 : 5).

- ان الله يشجع الضعفاء ويقويهم بروحه القدوس { لا بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود} (زك 4 : 6).ويقدر الخطاة ويحررهم ويرفع من نفسية المتواضعين {لانه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الابد القدوس اسمه في الموضع المرتفع المقدس اسكن و مع المنسحق و المتواضع الروح لاحيي روح المتواضعين و لاحيي قلب المنسحقين} (اش 57 : 15). وهو اله الكل الذى يريد ان الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون . يشجع المخلص الصالح قطيعة الصغير فى برية هذا العالم { لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت} (لو 12 : 32).ويطمئن كل مضطهد قائلاً { لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتالم به هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا و يكون لكم ضيق عشرة ايام كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة} (رؤ 2 : 10).

المسيح المشبع ...

ان الإنسان بئر من الرغبات تحتاج الى الاشباع ، ويسعى كل منا الى حياة الشبع الروحى والعاطفى والنفسى والى الاحساس بالأمن والأمان والمحبة ولكن لن يشبع النفس ويغيرها للأفضل الإ محبة الله المشبعة والمحررة والمغيرة التى تعطينا الشبع الروحى ، نعم كل من يشرب من أبارهذا العالم المشققة التى لا تضبط ماء يعطش ايضاً { و لكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية} يو 14:4. ان الله يعطينا من نبع الروح القدس المتدفق دائما {و في اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع و نادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي و يشرب.من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لان الروح القدس} يو 37:7-39 . نعم التقت السامرية بالمسيح المشبع فتركت جرتها عند البئر كرمز لشهوات العالم وذهبت تعلن عن المسيا المخلص لأهل السامرة . وتغيرت من امرأة تجادل فى حرفية الناموس والعبادة الى أنسانه تعبد الله بالروح والحق { الله روح والساجدين له بالروح والحق ينبغى ان يسجدوا} يو42:4.

- ما احوجنا يا أحبائى لهذه الروح التى تجمع ولا تفرق ، والتى تبعد عن شكلية ومظهرية العبادة لتنحنى بالسجود لله بالروح والحق . نريد ان نعرف ارادة الله الصالحة نحو كل أحد { لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة }(رو 12 : 2). وان نعلن للجميع ان يذوقوا ما أطيب الرب { ذوقوا و انظروا ما اطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه} (مز 34 : 8). حقا ان مراحم الله علينا جديدة كل صباح واحساناته ومراحمه ما أكثرها { اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو.انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول.هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه} مر21:3-25.

لقد كان شاول يضطهد الكنيسة ويقاوم الإيمان ولكن الله سعى لخلاصه وابرق حوله نور من السماء معلناُ له عن خلاصه العجيب وتحول شاول الى القديس بولس الرسول الذى جال يبشر بفضل من دعاه من عالم الظلمة الى نوره العجيب ، وهكذا تقابلت مريم المجدليه مع المخلص فاخرج منها سبعة شياطين لتتحول الى مبشرة بالقيامة للجميع حتى أمام الأمبراطور . وتقابلت مريم المصرية مع محرر الخطاة فتحولت الى مريم المصرية القديسة السائحه . وهذه النعمة الغنية تنتظرنى وتنظرك لتروينا وتحررنا وتغيرنا للأفضل ، هى نعمة غنيه تعمل مع الجميع لياتوا الى الله ويشهدوا لمحبته ، وسيبقى المخلص فاتحا ذراعيه قائلاُ {تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال و انا اريحكم} (مت 11 : 28) .اننا نصلى من أجل خلاص الضالين والخطاة ومن أجل الضعفاء والمنكسرى القلوب .

ها صرختى اليك ياالله ..

نعم نحن نصلى اليك يارب الكل ومخلص الجميع .لكى ما تعمل معنا من أجل خلاصنا وارتوائنا وتحريرنا .. لقد فرقتنا الأنقسامات واحنت ظهورنا الخطية بل طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء .

انت يالله تسعى من جل خلاصنا وتبحث عن الضالين وترد الخاطئين وتحرر منكسرى القلوب وتنادى بالعتق للمأسورين والرازحين تحت ثقل الخطية فردنا اليك يا مخلص العالم ، لنعبد بالروح والحق ونسجد لك وحدك يا سيد الكل .

حررنا من كل عنصرية بغيضة وبعيدة عن روحك ، لنحب الكل كاخوة واخوات ، علمنا ان نحترم الجميع صغاراُ وكباراُ ، رجالاً ونساء ، من كل لون وعرق وراى ودين ، فنكون بالحقيقة للحق عارفين ولمشيئتك طاعين و بالمحبة والاحترام نتعامل مع الجميع .

ربى علمنا ان نصنع السلام فى عالم يسوده البغضة والأنقسام ، وان نزرع الحب حيث أشواك الكراهية ، وان نضئ ولو شمعة فى الطريق بدلاً من ان نلعن الظلام .

ربى ان نسيناك فانت الاب الحنون لن تنسانا ، وان أخطائنا اليك فانت الرحوم أغفر لنا خطايانا، وان بعدنا عنك فانت بمحبتك أجذبنا اليك ومن نبع نهر محبتك اروينا لنحيا على شاطئ نعمتك حتى نكون معك فى السماء كملائكة كل حين .

الخميس، 24 مارس 2011

الصبر والاحتمال

الصبر والإحتمال

للأب القمص أفرايم الأورشليمى

مفهوم الصبر

توجد لكلمة الصبر في اللغة العربية مرادفات ومعاني عديدة منها :المثابرة، الأناة، التأني، التسامح، التجلّد، المجالدة، ضبط النفس، تمالك النفس والأعصاب، كظم الغيظ ، سعة الصدر، التروي . والصبر ثمرة من ثمار الروح القدس التي تحتاج الي جهاد ومعرفة في أقتنائها ،كما انها لا تعني عدم العمل او الركون لتدخل الله في حل المشكلات دون البحث في حلها واتخاذ افضل الوسائل للوصول للحل او علاج وانهاء المشكلات التي نواجهها في حكمة وقوة وجهاد وعمل بتأنى .

وذلك يعني انه يجب أن نفكر قبل كلّ عمل نُقدم عليه. نفكر أولا ثمّ نعمل.من أجل ان يدرك الإنسان ما يدور حوله ويعرف ما الذي يساعده وما الذي يعيقه، ما الربح وما الخسارة من وراء كلّ عمل يقوم به. قد نجد البعض يستعجل في الردّ على كلّ كلمة أو نظرة أو حركة من الغير. وردّهم هذا يمكن أن يكون وبالاً عليهم. وبالصبر ينبغي أن يترووا وأن يفكّروا قبل القيام بأي عمل وأن يتعوّدوا ضبط أعصابهم وكبح جماح أنفسهم حتى ان سمعوا ما لا يرضيهم فيكون تعاملهم بروح التسامح وسعة الصدر.

الله يطيل أناته ويصبر عليك لتتعلم

عزيزى .. الله يطيل أناته ويصبر على أخطائك فهل تطيل أناتك وتصبر على أخطاء الآخرين أليك . ان الله يُطيل أناته على الخطاة والجاحدين ، ومن أجل طول أناته لم يهلك البشر ولم يفنى العالم بكثرة شره بل أرتفع على الصليب ليحمل عقاب خطايانا وفتح ذراعية قائلاً { تعالوا إلى يا جميع المتعبين وثقيلى الأحمال وأنا أريحكم} لقد قاد الله بصبرة وطول أناته كثيرين إلى التوبة ومن أجل طول أناته يشرق شمسه على الأبرار والأشرار.

وانت عندما تواجه آخرين فيتصرفوا معك بدون لياقة وبعدم احترام فأضبط نفسك ولا تفقد رجاءك فيهم ، بل بطول أناتك أكسبهم وأعلم أن رابح النفوس حكيم ، والمثل يقول "أن قطرات من العسل تصطاد من الذباب أكثر مما يصطاده برميل من العلقم" فليكن لك الروح الوديع وسعه الصدر ولا تتبرم وتتذمر وأصبر . عندما كان داود النبى مطارداً من أمام أبنه أبشالوم أخذ أحد العامة يسبه وهو يلقى عليه بالأحجار فقال قائد جيش لداود : دعنى أقتله فرفض داود فى صبر وتواضع قائلاً : لا.. دعه لينظر الله إلى أتضاع عبده. ومن أجل تواضع داود رده الله إلى مملكته وأهلك أعدائه. وأنت أعلم أن الله يقاتل عنك وأنت صامت فلا تقابل الأخطاء بالأخطاء فالنار لا تطفأ بالنيران بل بالماء.أحتمل الافتراءات ولا تنتقم لنفسك والتمس الأعذار للناس كضعف بشرى يحتاج إلى العلاج والوقوف مع من يسئ إليك في خندق المحبة والتأنى والترفق به ولا تفقد الأمل في الإصلاح وسيأتى اليوم وستجنى ثمر الصلاح.

ثمار الصبر فى حياتنا

الصبر أساس الصداقات الناجحة والدائمة والدرع الواقى لمنع الخصومات ولذلك قال سليمان الحكيم "الرجل الغضوب يهيج الحقد ، وبطء الغضب يسكن الخصام" (1م 5 : 19). فإن أردت أن تحيا سعيداً وتعمر مديداً لا تغضب وكن صبوراً لكى لا تحطم سعادتك بيديك فالإنسان الهادئ يجلب السعادة لنفسه ، ولمن حوله ،ولمن يتعاملوا معه ويكون قوياً يستطيع أن يتعلم ويعطى من نفسه قدوة تبنى الآخرين. وثق صديقى أن مالك نفسه خير من مالك مدينه وضع أمامك أن طول الأناة والصبرمن صفات الله التى يجب أن نتعلمها. {بصبركم اقتنوا أنفسكم} (لو21: 19).وقال ميخا النبي {أصبر لإله خلاصي} (مي7: 7).وقال داود النبي {انتظر الرب واصبر له} (مز37: 7)وقال يشوع ابن سيراخ { انتظر بصبر ما تنتظره من الله لازمه و لا تتردد لكي تزداد حياة في اواخرك}(سيراخ 2 : 3)وقد صبر داود على حروب شاول 39 سنة، حتى مات واستراح من رذائله وحل محله.وقال القديس يعقوب الرسول: { قد سمعتم بصبر ايوب ورأيتم عاقبة الرب} (يع 5: 11) لقد صبر أيوب على التجربة فاسترداد ماله وابنائه وصحته وسمعته وباركه الله .وقال القديس بولس الرسول {أنا أصبر على كل شيء}(2تي2: 10).كما قال للكل: {إنكم تحتاجون إلى الصبر} (عب10: 36). وأيضاً {صابرين في الضيق} (رو12: 12) . ومع الصبر ستنتهى الضيقة بالانتصار والفرج .

وامتدح فضيلة الصبر لشعب كنيسة تسالونيكي وقال: {متذكرين عمل ايمانكم، وتعب محبتكم، وصبر رجائكم في ربنا يسوع المسيح} (1تس1: 3) وأكد الرسول على أن الإنسان المحب والمتضع يصبر على ضعفات الناس ملتمساً لهم العذر كبشر (1كو13).وتحدث سفر الرؤيا عن صبر القديسين والشهداء، على ظلم الأشرار، واضطهاداتهم الظالمة حتى نالوا أكاليلهم في النهاية (رو5: 3)، (يع1: 3) وينبغي علينا أن نصبر مثلهم (1بط2: 20) لنكون معهم، كما قال القديس بولس {بالإيمان والأناة (الصبر) يرثون المواعيد} (عب6: 12). { إنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله (الصبر) تنالون المواعيد} (عب10: 36). فالله يسند الصابر الشاكر، ويغضب من المتذمر.وشدد بولس الرسول على أن يكون كل الخدام – على كافة درجاتهم – صبورون في التعامل مع مرضى الروح (الخطاة) (1تي6: 11). وأن يرتضوا باحتمال الآلام والضيقات بصبر وشكر (2كو6: 4، 12: 12) حتى تعبر. ويكفينا وصية الرب نفسه لنا {بصبركم تقتنون أنفسكم } (لو19:21)

أبونا إبراهيم وعابد الأصنام

جاء عن اب الأباء ابراهيم فى التقليد اليهودى أن ضيفاً قدم اليه يوماً فرحب أبينا إبراهيم بالضيف وذبح له عجلاً وأعد الأطعمة.وقبل ان يأكلا ويبيتا طلب منه الصلاة معاً ، فالسفر في الغابات خطر ويعرض الضيف للحيونات المتوحشة .. وقبِل الشيخ ذو الستين ربيعاً وعندما طلب أبينا إبراهيم من الضيف أن يصليا أخرج الضيف وثناً من جيبه وأخذ يصلى إليه ويسجد له ! هنا قال له أبينا إبراهيم إن هذا خطأ لأن هناك الله خالق السماء والأرض له نسجد ونصلى هنا لم يقبل الضيف نصيحة رجل الإيمان وأستمر في صلاته وإذ بأبينا إبراهيم يحتد عليه ويطرد الشيخ من عنده لأنه عابد وثن وفي ذات الليلة كلم الله أبينا إبراهيم معاتباً قائلاً "يا إبراهيم ستون سنه وأنا محتمل الرجل صابراً عليه .. أما قدرت أن تصبر عليه ليلة واحدة".

أن الحب والصبر يصنع المعجزات والاحتمال يقيم الأموات والغضب لا يصنع بر الله.

ولو صبر أبينا إبراهيم على الرجل وقدم له حباً لربما تغير الرجل وعبد الرب اله إبراهيم من أجل محبة إبراهيم وكرم ضيافته وحسن استقباله.

هنا واذكر ما ورد في بستان الرهبان عن الأنبا مقاريوس وتلميذه عندما قابلهم كاهن وثن في إحدى المرات وكان التلميذ يتقدم معلمة في الطريق عندما قابل كاهن الوثن فلعنه بأوثانه وهنا أمسك كاهن الوثن التلميذ وضربه وتركه، وعندما قابل كاهن الوثن القديس ابو مقار قال له القديس تصحبك الشدة يارجل النشاط وكلمة كلام طيب تغير كاهن الوثن من معاملة القديس مقاريوس وامن بالمسيح علي يد القديس مقاريوس فلنطل أناتنا علي الآخرين وليكن لنا صبر علي اخوتنا وطوبي للرحماء فانهم يرحمون .

الصبر فضيلة نجاهد لاقتنائها..

الصبر عطية إلهية، منحة من الآب السماوي لكنه ايضا فضيلة نحتاج ان نكتسبها بالتعلم والجهاد الروحى لنكون حلماء ودعاء لا نثور ولا نغضب ونفكر قبل ان نتكلم ونتصرف ، فبالصبر ومحبة الإخوة تنتصرون على تجارب الحياة المستمرّة. عندما يُفتَقَد الصبر، يخمد صلاح النفس وتنمو الخطيئة. الصبر يزيّن النفس بماسات ليست من الأرض بل من أورشليم العلوية. الصبر يزيد من طاعة الكلمات الإلهية التي كُتِبَت في الماضي، وتُكتَب الآن، وسوف تكتَب في المستقبل. الصبر هو المحبة والطاعة. مارسْ الصبر بمحبة أخيك. مارسْ الصبر لتنفع نفسك. يزيد الصبر عندما يهتمّ الإنسان بالله . الصبر هو كلمة عذبة، نَفَس لطيف، سلاح لا يُغلَب، زينة لا تُقَدَّر للرجل، بركة من الله ، الإنسان الصابر، ينتظر بإيمان تدخل الرب في المشاكل وحلها في الوقت المناسب. فالإيمان يقود إلى الإنتظار، وتسليم الأمر لله إلى أن يشاء الله، ويقدم الشكر مقدماً، ويحصل المؤمن على الرجاء (رو15: 4) الذي يجعله لا يتذمر، بل يشكر باستمرار، فينال ثمر صبره (لو8: 15).ويؤيد هذا الكلام الأمثال الشعبية القائلة "اصبر تنول" ، "الصبر طيب"، "الصبر مفتاح الفرج". والصبر دعا إليه الرب يسوع الذي كان مثالاً للصبر العملي والطويل وقال: "الذي يصبر إلى المنتهى، فهذا يخلص" (مت 10: 22)،

ويمتليء الكتاب المقدس بنماذج رائعة من الصابرين الشاكرين المنتظرين لوعود الله مهما طال الزمن. مثل أيوب الصديق (يع5: 11) وسمعان الشيخ (لو2: 25) وبولس الرسول وغيرهم كثيرين. فهل نكون مثلهم؟ أم نتذمر ونتعب نفسياً وروحياً وبدنياً؟

وما أكثر أضرار عدم الإحتمال الناتج من عدم فهم الطبيعة البشرية الضعيفة وعدم اللجوء إلى الوسائط الروحية الفعالة لتهدئة الأعصاب (غل5: 22-23)وعلينا ان نعرف جميعاً أن الصبر مُر. ولكن نهايته راحة وفرح، بينما نفاذ الصبر، وعدم الإحتمال، مدعاة لغضب الله، ومجلبة لأمراض كثيرة نفسية وعصبية وبدنية، واسأل عديمي الصبر، وما أصابهم من عدم احتمالهم وتذمرهم وغضبهم . وتذكر قول يعقوب الرسول: "ها نحن نطوب الصابرين، قد سمعتم بصبر أيوب، ورأيتم عاقبة الرب" (يع5: 11).فأصبر واشكر وانتظر فرج الرب، الذي سوف يأتي في الوقت المناسب.

الأربعاء، 23 مارس 2011

مُعين من ليس له مُعين

مُعين من ليس له مُعين

للأب القمص أفرايم الاورشليمى

صفات الراعى الصالح ..

من صفات الراعى الصالح انه يهتم برعاية قطيعه ويحافظ عليه ويهتم بكل أموره ، ويهتم بتغذيته وحمايته ونموه وهو يسهر ولاينام ليوفر لقطيعه الرعاية والاهتمام بل يبذل نفسه عن قطيعه وقت الأخطار ، ولقد دعى مخلصنا يسوع المسيح بالراعى الصالح وقال عن نفسه {انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف} (يو 10 : 11). ولانه الراعي الصالح فانه يعرف خاصته ويهتم بخلاصهم {اما انا فاني الراعي الصالح و اعرف خاصتي و خاصتي تعرفني} (يو 10 : 14) . وهو لا يمل ان يذكرنا بوعوده الصادقة قائلاً لنا { لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت} (لو 12 : 32). وهو يقول الان لكل واحد منا { لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي }(اش 43 : 1). ويقول لكل المحتاجين الى العون والرعاية {أنا أعينك ، يقول الرب } ( إش 41 : 14 ) . وامامنا فى كل الظروف وامام التحديات والأخطار التى تواجهنا نضع وعده الصادق { لا تخف لاني معك لا تتلفت لاني الهك قد ايدتك و اعنتك وعضدتك بيمين بري} (اش 41 : 10). لقد كان الرب مع ابائنا وشهدوا بحسن رعايته وحفظه ، كان الرب مع يعقوب المتغرب الخائف من اخيه عيسو وشهد فى نهاية ايامه بحسن رعايته الرب له {و قال الله الذي سار امامه ابواي ابراهيم و اسحق الله الذي رعاني منذ وجودي الى هذا اليوم.الملاك الذي خلصني من كل شر } تك 15:48-16. وحفظ الرب داود النبى من كل مؤمرات شاول الملك ومن العديد من المخاطر ، ورعى الله القديس اثناسيوس وحفظه من غطرسة الاباطره الاريوسيين وأتباعهم وهكذا على المستوى الجماعى رعى الشعب قديما فى البرية كما خلصهم من مؤامرة هامان لابادتهم فى السبى والله هو هو أمس واليوم والى الابد قادر ان يحفظ الكنيسة وسط المتغيرات المتسارعه فى عالمنا المعاصر لاسيما ونحن نسرع اليه ونطلب حماية من المخاطر والاعداء . فى عصر الحماية للأقليات تحت المظله العثمانية جاء سفير روسيا للبابا البطريرك بطرس الشهير بالجاولى وقال له ان روسيا والقيصر تريد ان تطلبوا حمايتها ككنيسة اورثوزكسية . قال له البابا وهل قيصركم يموت ؟ فاجابه نعم .. قال له الأب البطريرك نحن فى حمى ملك الملوك الذى لا يموت . نعم يا أحبائى قد نمر بظروف صعبه لكن الله ضابط الكل لم ولن يتركنا لحيظة ولا طرفة عين ويدبر كل الأمور لخير الكنيسة وابنائها لانها كنيسته ولاننا ابنائه .

الله الملجأ والمعين

الي كل النفوس التي تحتاج الي المعونة يقول الرب: أنا اعينك لا تخف تشدد وتقوي في الرب، الراعي الصالح والامين يناجي نفوسنا.أيها الوحيد ، أيها المريض ، أيها الكهل ، أيها العجوز ، أيها الضعيف ، أيها المسكين ، أيها اليتيم ، أيتها الأرملة .هذا وعد أكيد من الله لك : " وهو المُعين لكل من ليس له مُعين ، ورجاء لكل من ليس له رجاء ، ميناء الذين فى العاصف " فعندما ينفض الكل من حولك ، وعندما يتركك الشريك ويرحل إلى العالم الآخر ، أو يغضب .وعندما يتزوج كل الأبناء ، وتعيش وحدك ، ثق أنك لستَ وحدك ، لأن مُعينك القوى والدائم موجود معك ، وإلى جوارك فى وحدتك وآلامك ، ويشاطرك الرب أحزانك ، فتزول أو تخف .

وقال القديس بولس الرسول : {إن كان الله معنا ، فمن علينا } ( رو 8 : 31 ) ؟وقد شاهد وشهد داود ، لمعونة الرب ، بعدما تخلّى عنه الأهل ، والأبناء ، والأصدقاء والأقرباء والزملاء ، وقال : { الرب حصن حياتى ممن أرتعب ؟إن نزل علىّ جيش ، لا يخاف قلبى ، إن قامت علىّ حرب ، ففى ذلك أنا مُطمئن .. إن أبى وأمى قد تركانى ، والرب يضُمنى }( مز 27 : 1 – 10 ) . فلنقل نحن ايضاً فى كل حين مع المرتل داود النى {معونتى من عند الرب }( مز 121 : 2 ) . { وأنت يارب أعنتنى وعزّيتنى } ( مز 16 : 17 ) .ولنتمسك بوعود الرب لنا وهو الصادق والأمين والذي لا يخزى طالبوه وهذه وعود الرب لكل قلب مُحب له {يرسل لك عوناً من قدسه }( مز 20 : 2 ) .{ يذخّر معونة للمستقيمين } ( أم 2 : 7 ) . { لا تخف لأنى معك ، قد أيدتك ، وعضدتك.. يكون محاربوك كلاشئ وكالعدم ، لأنى أنا الرب إلهك ، القائل لك : لا تخف أنا أعينك }( إش 41 : 10 – 13 ) . { الرب مُعين لى ، فلا أخاف ماذا يصنع بى الإنسان } ( عب 13 : 6 ) . {إنى أنا معك ، فلن يقع بك أحد ليُؤذيك } ( أع 18 : 10 ) {معه أنا فى الضيق ، أُنقذه وأمجده } ( مز 91 : 15 ) .

ليكن لنا إيمان بالله

يسأل الرب الذين لا يلجأون إليه ، طلباً للمعونة اللازمة فى الشدة ، فيقول : { إلى من تهربون طلباً للمعونة ؟} ( إش 10 : 3 ) . فالبشر ليس عندهم عون حقيقى لنا ، وقد يسمعون شكواك ، وربما يسخرون أو ينتقدون أو يوبخون فقط .ولكن كل من إلتجأ إلى الرب ، وجد عنده المعونة العاجلة ، أو الآجلة ، ووجد عنده الحلول الكاملة لأصعب المشاكل ، لأنه لا يعسُر عليه شئ بالطبع . { وطوبى لمن إله يعقوب مُعينه }( مز 146 : 5 ) . ونحن نؤمن برعاية وأبوة الله لنا لهذا نلجأ اليه فى ضيقاتنا ونتكل عليه فى حلول مشكلاتنا ولكن ليس معنى هذا اننا لا نقوم بما يجب علينا القيام به من عمل وجهاد بل نجتهد فيما نراه لصالحنا ولصالح كنيستنا واوطاننا ولا ننام وقت الجهاد والعمل والبناء { اله السماء يعطينا النجاح و نحن عبيده نقوم و نبني} (نح 2 : 20) اننا نسعى كسفراء على الارض ونسعى الى السلام وصنعه ولا نتوانى فيما نراه يعود بالفائدة علينا ونثق ان الله يدبر ما هو لخيرنا والله الذى بدد خوف التلاميذ وقت هياج البحر عليهم ليلاً قادر ان يسكت على عواصف العالم ويُبطل كل حيل الشيطان المنصوبة ضدنا { فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الايمان ثم قام و انتهر الرياح و البحر فصار هدو عظيم (مت 8 : 26). { و ليملاكم اله الرجاء كل سرور و سلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس (رو 15 : 13).

وسط البحر الهايج

وسط الآلم وفى وقت الضيق انت يارب الراعى الصالح وانت لنا ملجأ ومينا وأحن رفيق . انت قادر ان تقود السفينة ومن فيها الى بر النجاة ، نصلى اليك ياسامع الصلاة ونلتجا اليك ياضابط الكل لنستريح من أتعاب الحياة ونحتمى من مؤامرات الاشرار .

انت تهبنا الحكمة والقوة والنعمة لنسير بك من قوة الى قوة فنجدد اجنحة كالنسور لكى لا نتعب ولا نخور بل نثق فى رعايتك ونؤمن بحمايتك ونؤمن ان كل الاشياء تعمل معنا للخير لاننا نحبك ونطلب أسمك القدوس .

نطلب منك القوة والمعونة والنصرة والسلام لنا ولكنيستنا ولبلادنا . نثق انك تقودنا رعاة ورعية ،مسئولين وشعب وانت القائل مبارك شعبى مصر . فيا من أتيت الى مصر طفلاً مع القديسة مريم وتجولت فى ربوعها هلم الان ايضاً وانظر بعين الرحمة والحنان والرعاية الى بلادنا وأهلها وليكن سلامك حصناً لشعبك .

الاثنين، 21 مارس 2011

الام فى عيدها

الأم فى عيدها

للأب القمص أفرايم الأورشليمى

كانسان تعزيه امه هكذا اعزيكم انا و في اورشليم تعزون (اش 66 : 13)

الأم مدرسة الفضيلة ..

من كرامة وحنان الأم لدي الله شبة نفسة بالأم التي تعزي ابنائها وتهتم به واهتم ان ينفي عن الأم الاهمال لابنائها وبناتها (هل تنسى المراة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين و انا لا انساك). (اش 49 : 15) بل أوجب علينا أكرامها (اكرم اباك و امك التي هي اول وصية بوعدٍ) (اف 6 : 2).

اكرام الوالدين وصية الهية وواجب وفاء ودين علي الابناء ويكفي اننا مديونين للوالدين بنعمة الوجود والتعَلم فى الحياة ، الأم هى مدرسة الفضائل والمعلمة الاولى ومنها نأخد الإيمان والإمان ، وبفضل رعايتها ننمو ونتعلم كيف نواجه تحديات الحياة .نحن نكرم في عيد الأم ، امهاتنا ومن هن في مقام الأمهات ونكرمهن من أجل كل أعمالهن والطيبة وأتعابهن وفضائلهن وكل القيم الطيبة التى تمثلها الأمومة . وان كان الرب قد سأل عن هؤلاء الذين شفاهم عندما شفى العشرة البرص لماذا لم ياتوا و يقدموا له الشكر فهو يحثنا علي الوفاء وأكرام امهاتنا علي محبتهم وتعبهم وعطائهم غير المحدود. ففى عيد الأم التى هى ربيع حياتنا نقدم باقات الورود وارق كلمات التقدير والوفاء لكل أم مصلين ان يهب الله لهن كل صحة وسعادة وسلام وبركة ويعوضهن عن أتعابهن خيراً وحكمةً ونعمةً وأجراً سمائياً . اننا نكرم كل أم تعبت وأنجبت وربت وكل أم لم تنعم بانجاب البنين فصارت بحنانها اماً للكثيرين ونكرم كل الذين تبتلوا وعاشوا من أجل الله حياة الجهاد والعفة والقداسة ومن أنتقلوا من أمهاتنا نطلب لهم الراحة والسعادة في فردوس النعيم .

البعض يفضل أن يسمى هذا اليوم " عيد الأسرة " لأنه إذا كنا نتذكر فضل الأم ، والآمها وتعبها من أجل أبنائها ، فإن الأب له دوره أيضاً فى رعاية الأسرة ، مادياً وروحياً واجتماعياً واقتصادياً ونفسياً ونتذكر كم الضغوط التى يتعرض لها الاباء فى توفير فرص حياة كريمة لابنائهم ، وغيرها من الأتعاب المختلفة طول أعمارهم فى الدنيا فحتى يكبر الابناء ويتزوجوا وينجبوا لا يتخلى الاباء عن مشاعر الابوة والاهتمام بهم :" أكرم أباك وأمك ، كما أوصاك الرب إلهك ، لكى تطول أيامك ، ولكى يكون لك خير على الأرض " ( تث 5 : 16 ). وأعاد الرب يسوع التأكيد على ضرورة إكرام الوالدين والإهتمام بهما ويعاقب الله الأبناء الجاحدين للأهل وقال : " إن الله أوصى ( فى التوراة ) قائلاً : " أكرم أباك وأمك ، ومن يشتم أباً أو أماً ، فليمت موتاً " ( مت 15 : 4 ) .وأعتبر رب المجد يسوع أكرام الوالدين من ضمن الوصايا التى إذا ما نفذها المؤمن ، يدخل الحياة الأبدية ( مت 19: 19 ) وقال القديس بولس الرسول : " إن كان أحد لا يعتنى بخاصته ، ولاسيما أهل بيته ، فقد أنكر الإيمان ، وهو أشر من غير المؤمن " ( 1 تى 5 : 8 ) . إلى هذا الحد يصف الإنجيل جحود بعض الابناء فمن يرفض مساعدة الوالدين يعتبر أشر من غير المؤمن .فيا ليتنا نكون اوفياء بارين باهلنا .

ليتنا نكرم والدينا طوال حياتهما ، أما اليوم – على وجه الخصوص ( يوم عيد الأسرة ) نسرع بتقديم الهدية لأمهاتنا ونعبر لهن عن شكرنا وعرفاننا ووفائنا ، معترفاً بجميلهن ، او التحدث اليهم وشكرهم ( إن كنا بعيداً عنهما ) ، أو أن تقيم لهما قداساً خاصاً ، وصدقات باسمائهم ، إن كانوا قد رحلوا إلى عالم المجد ، لكى يصلوا عنا ولنا أمام عرش النعمة عند مخلصنا الصالح .

القديسة مريم أمنا الشفيعة ..

اننا نكرم أمنا القديسة العذراء ونطوبها في يوم عيد الأم وهي التي ولدت لنا الله الكلمة المتجسد وصارت لنا شفيعه ومعينة وأما للكنيسة وأما للرسل { ثم قال للتلميذ هوذا امك و من تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته } (يو 19 : 27) فنكرم سيدتنا وأمنا العذراء ونطوبها ونطلب شفاعتها عنا. فالعذراء أم المؤمنين والشفيعة المؤتمنة وستبقى العذراء امنا تشفع فى اولادها وبناتها وتطلب منا ان نعمل كل ما يوصينا الله ان نفعله .

الكنيسة أم المؤمنين ..

ونكرم ايضا امنا الكنيسة التي من جرن معموديتها ولدنا وصرنا ابناء لله وشعبا مقدسا ،ففى الكنيسة ننمو ونشب في الأيمان ونأخد الأسرار المقدسة وترعانا من المهد للحد. وما أجمل قول أحد الاباء القديسين ( لا يستطيع احد ان يقول ان الله ابوه مالم تكن الكنيسة هى أم روحية له ) فمن الوفاء للكنيسة ان نهتم باحتياجاتها ونشارك فى صلواتها ونتغذى باسرارها ونحب ونحترم كهنتها وخدامها والعاملين فيها.

مصر وطننا الأم..

فى عيد الأم أيضاً نصلى من أجل مصر بلادنا الحبيبة وسلامها واستقرارها ومستقبلها .فعلى هذا الثرى الطيب حبونا ونمينا وكبرنا ، ومن شمسها نلنا الدفء ومن نيلها أرتوينا ومن خيرات ارضها تغذينا . علينا دين وواجب ان نكون أوفياء لبلادنا ومرقد أجدادنا وجداتنا القديسين والقديسات ، فبلادنا حتى وان جارت علينا فهى عزيزة ، نعمل على رقيها وازدهارها وحريتها وسلامها ونسعى لتنعم بلادنا بالحرية والديمقراطية والأمن والأمان . ونصلى من كل قلوبنا ان يشعر كل واحد وواحدة منا بانسانيته وأحترامه فيها . انى عندما ارى كيف تهتم الدول الغربية باطفالها وشبابها ونسائها وشيوخها ويتمتع فيها كل أحد بالرعاية الصحة والأجتماعية والنفسية والأحترام اتحسر حزناً على مصر الحضارة ومعلمة العالم وفجر الضمير عندما ارى الاهمال يدب فى ارجائها وسوء التعليم والنظافة والرعاية الصحة وعدم تقدير المواطن وانسانيته فيها . واننا نصلى وعلينا ان نعمل جميعا فى ظل الدعوة لنظام جديد يستيقظ فيه الضمير ويبعث في مصر الامل والاحترام والمساواة والديمقراطية من جديد ، حفظ الله مصر أمنا لتبقى بلد الخير والرخاء وليمتع الله كل مواطن فيها بالسلام والأمان والمستقبل المزدهر .

ياسامع الدعاء

نضرع اليك من أجل أمهاتنا وابائنا لتهبهم الحكمة والنعمة والقوة والصحة. طالبين الرحمة والسعادة لمن رحلوا عنا من أحباء ذاكرين لهم أتعابهم ومحبتهم .

نصلى من أجل أمنا الكنيسة طالبين لها السلام والقوة لتظل أمنا نرضع منها الإيمان منذ الصغر ، نعمل معاً من أجل ان يتقدس كل عضو فى الكنيسة ونشارك فى صلواتها وكل أنشطتها فالكنيسة تحتضننا وتهبنا الرعاية منذ الولادة من الماء والروح وحتى تنقلنا للأحضان الإلهية قديسين وقديسات .

نصلى من أجل بلادنا مصر وسلامها واستقرارها والامن والامان لكل مواطنيها لتصل الى ما نصبوا اليه من رقى وديمقراطية وتقدم . نطلب ونصلى طالبين من أمنا العذراء القديسة مريم ان تشفع من أجل أمهاتنا وكنيستنا ومصرنا بل وسلام ومستقبل الشرق الاوسط والعالم كله .