نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 30 يوليو 2015

فكرة لليوم وكل يوم 69- الإيمان وثماره الصالحة

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ الإيمان السليم هو المدخل السليم والأساس الذي نبني عليه حياتنا الروحية وعلاقتنا بالله، { بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود وانه يجازي الذين يطلبونه.} (عب6:11). والإيمان ليس مجرد عقيدة إنما هو أيضًا حياة معاشة. يمكن أن يظهر بثماره في حياتنا {من ثمارهم تعرفونهم.. كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا ردية. ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارًا جيدة. فإذن من ثمارهم تعرفونهم} (متى 7: 16-20). بهذا يمكن إن يختبر الإنسان نفسه. لأنه من ثمارهم تعرفونهم. مع تأكيدنا علي أهمية العقيدة السليمة فهى تقودنا لحياة روحية سليمة مع الله. ويجب إن نؤمن بمحبة الله المعلنة فى أبنه ربنا يسوع المسيح الذى تجسد من أجل خلاصنا وبذل ذاته علي الصليب كفارة لخطايانا وقام من أجل تبريرنا ووهبنا روحه القدوس ليقودنا ويعزينا ويرشدنا ويعامل فى الكنيسة واسرارها لكي ما تظهر ثمار الروح ومواهبه فينا ويكون لنا الإيمان العامل بالمحبة { لانه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة بل الايمان العامل بالمحبة} (غل 5 : 6). الإيمان يقودنا للصلاة المقبولة وحياة التسليم الكامل لمشيئة الله وللشكر والرضا في كل ظروف الحياة، وطاعة الوصية الالهية.
+ البار بالإيمان يحيا مع الله فى عشرة محبة وعلاقة وثيقة، فيثق فى وعود الله وصفاته ويحبه ويطيعه ويقول مع القديس بولس الرسول{ مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي}( عب 20:2). الإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا تري، وهو ضد الشك والارتياب والتزعزع. فتتحول الثقة بالله إلي حياة معاشه وسلوك عملي يعبر عن محبتنا لله وخدمتنا لابنائه ومحبتنا لكنيسته وأحترامنا لخدامه كبرهان على الإيمان الصادق فلكي يكون الإنسان كاملاً يجب أن يتحلى بالإيمان المستقيم والسيرة الصالحة التى تمجد الله.
+ الشك يضعف الإيمان وضعف الإيمان يؤدى إلى الخوف والخوف يسبب السقوط. التلاميذ لما هاجت عليهم الأمواج في السفينة والسيد المسيح كان نائم فيها، جعلتهم يشكون في اهتمام الرب بهم. والشك أضعف إيمانهم، فخافوا. لذلك وبخهم الرب قائلًا {ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان} (متى 8: 26). في كل مرة تخاف، وبخ نفسك على قلة إيمانك. قل لنفسك أين هو إيماني بأن الله موجود، وبأنه ضابط الكل يرى كل شيء وقل لنفسك أين إيماني بمحبة الله، وبتدخله لحل مشاكلنا، وبقدريه على كل شيء؟، وأين إيماني بأن الله صانع الخيرات، هذه الأفكار تقوى إيمانك، وتمنحك سلامًا، وثقة بعمل الله. فالإيمان يريح للنفس ويشعرها بالأمان فى وجود الله معنا.
+ أن حياة الإيمان المسيحى المستقيم والعامل بالمحبة ممكنة مهما كانت ظروف العصر؟ فالله لم يترك نفسه بلا شاهد وفى كل زمان وبكل مكان نرى أناس كثيرين عاشوا بالإيمان وارضوا الله حسب وعد الله الصادق {حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا}(رو2:5). وان كان البعض لقلة إيمانهم يرون صعوبة الحياة مع الله وأن العالم أضحى مثل سدوم وعمورة . ونحن لا ننكر إن هناك بعض المشاكل التي نشأت نتيجة الظروف المتغيرة والتطورات العصرية. ونحن نحيا فى عصر النت والدش والسباق العلمي والتكنولوجي والمادي والصراع والحروب والظروف الاقتصادية الصعبة التى تثقل كاهل العديد من الأسر، فكيف يقوى إيماننا ويذداد رجائنا وتنمو محبتنا لله فى وسط هذه المتغيرات. يجب إن نثق فى الله ولا ننظر الي الظروف بل بعيون الإيمان نتطلع الى الله ونصادق القديسين ونطلب شفاعتهم وصلواتهم ونبعد عن الشك ونصلى ونقول مع القديس بولس { أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني} (في 4: 13). بالإيمان نتغلب على كل قوى الشر والمادية والظروف الصعبة المحيطة ونقول ونختبر قول الرب { كل شيء مستطاع للمؤمن}( مر9: 23).

السبت، 25 يوليو 2015

فكرة لليوم وكل يوم 68- مرمم الثغرة

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ أن أحطت بستانك أو بيتك بسياج ضخم ولكن تركت فيه ثغرة صغيرة غير مكتملة البناء فان ذلك يعطي الفرصة للمتطفلين والعابثين واللصوص للدخول وللعبث أو سرقة ما فيه من خيرات، هكذا حياتنا الروحية تحتاج الى يقظة وترميم ما بها من ثغرات لمنع حتى الثعالب الصغيرة المفسدة للكرم الروحى من التسلل وأفساد كرمنا وحياتنا. فمتى عملنا على ترميم ثغرات حياتنا يتم فينا ما قيل باشعياء النبى { يقودك الرب على الدوام ويشبع في الجدوب نفسك وينشط عظامك فتصير كجنة ريا وكنبع مياه لا تنقطع مياهه. ومنك تبنى الخرب القديمة، تقيم أساسات دور فدور فيسمونك مرمم الثغرة مرجع المسالك للسكنى} (أش 11:58-12). فلنسأل أنفسنا ما هى الخطايا المحبوبة التى يتعلق بها القلب وتبعدنا عن الله؟ هل الكسل وأراحة الجسد أم المشغولية أم محبة العالم وما فيه؟ أو التعرج بين الفرقتين هو الذى يعيق تقدمنا أم حبنا لذواتنا وسعينا للمديح. هل كبرياء القلب تمنع نعمة الله إن تعمل فينا؟.لابد لنا أن نرمم الثغرات ونسير فى طريق الرب من كل القلب ليقودنا الله فى موكب نصرته ويشبع فى الجدوب نفوسنا ويروينا بمحبته فى صحراء الحياة ويحول حياتنا لبستان روحي مزين بالفضائل.
+ ترميم الثغرات فى حياتنا يحتاج منا الى العمل على أكتشاف هذه الثغرات وترميمها والسهر لكى لا يتسلل الينا الشيطان وأعوانه. نحتاج الي يقظة روحية لنبنى انفسنا في الإيمان المستقيم ونتقدم فى الفضيلة ونمنطق ذواتنا بالحق ومحبة الله وطاعة وصاياه لنثبت ضد مكايد إبليس {البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس} (اف 6 : 11). فلنفحص ذواتنا لئلا بكبرياء قلوبنا نشابه الفريسى بل علينا إن نتمثل بالعشار متذكرين خطايانا فى تواضع قلب طالبين المغفرة من الرب وبهذه التوبة والتواضع أمام الله تُقبل صلواتنا ونتبرر من خطايانا. نحتاج الي حياة التوبة المستمرة والاقلاع عن الخطايا المحبوبة لكى لا يجد إبليس مكان او اشياء له فى قلوبنا بل تكون حياتنا كلها مكرسة لله.
+ نحتاج الى قيادة الراعى الصالح الذي يعرف أحتاجاتنا وضعفاتنا وإمكانياتنا ويتكفل بنا على الدوام لا لنصل الى ارض الموعد ولكن لنصل الى الملكوت السماوى. فلنتبع السيد المسيح أذن ونطلب قيادته على الدوام ونجعله سيد وربا لنا ونتعلم منه فيشبع فى صحراء الحياة نفوسنا ويروى عطشنا الروحى والاجتماعى والنفسي. ونلاحظ أنفسنا والتعلم ونداوم على ذلك لخلاص نفوسنا والذين يسمعوننا أيضاً. البناء الروحى للإنسان يحتاج للصبر والأستمرارية والرعاية والسهر لخلاص النفس والثقة بالله ووعوده الصادقة والصلاة بالروح والحق { اما انتم ايها الاحباء فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس مصلين في الروح القدس} (يه 1 : 20).
+ أن الكنيسة فى حاجة ماسة فى هذة الأيام الأخيرة لتقديس حياة كل فرد لكى ما تنهض وتعيد مجدها الأول فقداسة الفرد تقود الى قداسة الجماعة وفساد أحد الأعضاء يعيق تقدم ونمو الجماعة ويشوه الصورة الجميلة لكنيسة المسيح التى أقتناها بدمه الثمين على عود الصليب. فهل تنهض عزيزى من جديد لترمم الثغرة فى بيت الله؟. أننا نصلى لله إن يرمم الثغرات فى كنيسته المقدسة وفى كل عضو فيها لكى لا يتعثر السقيم ولكي تتقوى وتتشدد الركب المخلعة لتكون الكنيسة مقدسة بلا عيب ولا دنس، وتحيا شاهدة لآلام وقيامة وأنتصار مخلصها الصالح على الظلم والظلمة والشر والأشرار والخطية والضعف وتحيا على رجاء القيامة وحياة الدهر الأتي، أمين.

الخميس، 23 يوليو 2015

فكرة لليوم وكل يوم 67- الصلاح


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الصلاح هو ثمرة من ثمار الروح القدس فى قلب وحياة المؤمن، وهى أقتداء بالله كثير الصلاح، صانع الخيرات الرحوم { لانك انت يا رب صالح وغفور وكثير الرحمة لكل الداعين اليك} (مز 86 : 5). الصلاح هو السعى لعمل الخير في أستقامة والتزام وهو يتضمن البعد عن الخطية والضعفات وعمل الخير مع الجميع كوصية الله لنا { اعْمَلِ الصَّالِحَ وَالحَسَنَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لِيَكُونَ لكَ خَيْرٌ}(تث 6 : 18). الله من أجل محبته للصلاح ورغبته في قيادتنا في طريق الصلاح وضع فينا إمكانيات كثيرة للصلاح فخلقنا علي صورته ومثاله في الصلاح والبر والعقل والحكمة، ومنحنا نعمة الضمير للتمييز بين الخير والشر ولما فسدت طبيعتنا بالخطية قام بتجديدها بالفداء والمعمودية. وجعلنا هياكل للروح القدس ليعمل فينا ويقودنا في طريق الصلاح ويرشدنا إلي جميع الحق ويعلمنا كل شيء ويذكرنا بكل ما قاله الرب لنا، كما إن روح الله يبكتنا علي كل خطية نرتكبها ويحثنا على التوبة وعمل الخير متى قصرنا في صنعه.
+ حياة الصلاح تجعل المؤمن ينقي قلبه من الخطية بالإيمان والصلاة ومحبة الله { اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْبِ يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ} (مت 12 : 35). والإنسان الصالح يحمل هموم الآخرين ويعتنى بهم على قدر طاقته حتى وإن حاربه الاشرار يكفى انه يعمل الخير وينال رضي القدير{ الصالح ينال رضى من قبل الرب اما رجل المكايد فيحكم عليه} (ام 12 : 2). وكنتيجة للصلاح يثق الناس بصانعه لصلاحه وأمانته وعمله الخير مع الجميع بدون غش أو رياء. لقد شعر داود النبي قديما بصلاح الله معه، فسعي لعمل الخير حتى إلى عدوه. فإن كنت تشعر بإحسان الله عليك، فستكون حسب قلب الرب، وستفعل مشيئته، وستحمل ثمر الروح، حتى مع أعدائك. هكذا كان بربانا الرسول صالحا ضم للإيمان كثيرين بتعليمه وخدمته ومثاله ولما كان برنابا سبب تشجيع للجميع، اختاره الرسل ليزور أنطاكية ويشجع المؤمنين هناك بوعظه، فذهب وشجَّع المؤمنين فيها أن يثبتوا في الرب بعزم القلب. أن الله يقدر فينا عمل الخير كل حسب طاقته، وقد مدح السيد المسيح المرأة التي ألقت فلسين لا لأن قيمتهما كبيرة، ولكن لانها قدَّمت كل ما عندها.
+ أن الله الاله الصالح يجازى كل واحد حسب عمله ولا ينسي عمل المحبة والصلاح { الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ، فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ.}(رو 2: 6 ،7 ،10( فليساعدنا الله أن نقدّم أنفسنا وكل ما نملك له، فالعبد الصالح هو الذي يستثمر ما منحه له الرب من وزنات، فيصنع الصلاح، ويسمع استحسان سيده: { نِعِمَّا أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ وَٱلأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي ٱلْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى ٱلْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ} (متى 25: 21).

الأحد، 19 يوليو 2015

فكرة لليوم وكل يوم 66- مقياس للعظمة

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ قدم لنا السيد المسيح مثالا لعظمة التواضع والبساطة وأرتقى بنا لنتعامل مع الأطفال باحترام ومحبة وتقدير. لقد قدَّس السيِّد الطفولة إذ صار طفلاً، ولا يزال يقدّسها إذ يجعل الأطفال ابناء وبنات له ويباركهم ويجعل ملائكتهم قريبين منه وضرب بهم المثل للحياة الناضجة الروحيّة القادرة أن ترث الملكوت بمجد عظيم، وكأنه يريد إن ينقلنا من نضوج الجسد والعمر إلى نضوج النفس الداخليّة التي لا ترتبط بزمنٍ معين { فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: «فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؟» فدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَداً وَأَقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. فَمَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ الأَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَمَنْ قَبِلَ وَلَداً وَاحِداً مِثْلَ هَذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي.} ( مت 1:18-5). فيليق بنا أن نتخلّى عن كل كبرياء ونتواضع فبدون التواضع يبقى الإنسان بعيدا عن الله، مهما قدّم من عبادة ونسكيّات فلا يمكنه الدخول، فإنه لا يمكن لقلب متكبّر أن ينعم بالاتّحاد مع ابن الله المتواضع ليعبّر به وفيه إلى حضن أبيه وإن كانت الكبرياء قد طردت الإنسان من الفردوس، فلا عودة إلي الفردوس بغير التواضع.
+ بينما نرى تشريد ما يزيد عن عشرين مليون طفل بسبب الحروب فى العالم المتخلف ومقتل ما يزيد عن المليون وتيتم حوالي 6 مليون وانتهاكات لحقوق الاطفال وأغتصاب الكثيرين والزج بهم كدروع واقية فى الحرب واستخدامهم فى السخرة وأعمال لا انسانية وتعليمهم كيف يمارسوا القتل والحرب، نرى كيف يتعامل الانسان الراقى مع الطفولة وتتوقف حركة السير لعبور طفل للشارع. فى السويد هناك عراقي يعيش منذ سنوات وابنه كان من أوائل المتفوقين دراسيا وقررت إدارة المدرسة تنظيم رحله إلى البرازيل للمتفوقين. طلبت إدارة المدرسة جواز سفر الابن لاستخراج تأشيرة دخول فرفضت سفارة البرازيل أعطاء الابن فيزا بسبب جواز سفره العراقى بعد عدة أيام، اتصلت المديرة بوالد الطفل ثم قابلته بأبتسامة عريضة ومدت يدها وأعطته جواز سفر سويدي لابنه. انبهر الرجل !بادرته المديرة قائلة لقد قمت بمخاطبة رئيس الوزراء بخصوص ابنك والذي وافق على منحه الجواز السويدي لتجنب الصدمة النفسية التي سيتلقاها الطفل والتي قد تنعكس على شخصيته عند الكبر وسافر الطفل مع المتفوقين.
+ لم يقصد السيد المسيح بمدح الطفولة تفضيل سنٍ على آخر، وإلا صار النمو عامل هدّام. وكنا لا نشتهي البلوغ إلى سن النضوج مادام يسلبنا تعبنا في ملكوت السماوات، ولما سمح الله بالنمو الذي ينمِّي الفضيلة، ولما اختار الرب تلاميذه من الرجال الناضجين، فالرب لا يُشير بالطفولة إلى سنٍ، بل إلى المحبّة التي تحمل بساطة الطفولة. فالفضيلة ليست عجزًا عن إتمام الخطيّة لكنها رفض لها، ومثابرة للعودة إلى الطبيعة الخيرة والبساطة والتواضع، قد يتشاجر الأطفال معا لكنهم سرعان ما يعودون ليجتمعوا ويعودوا للالتقاء معا فى صداقة إذ هم لا يعرفون السلوك بمكر وخداع ولا يحملون ضغينة أو أحقاد. أحترم السيد المسيح الأطفال وباركهم كما قدر حتى الخطاة ووالعشارين ودافع عن المرأة الخاطئة. ومنه نتعلم أن نقدر كل أحد لان احتقار النفس البشريّة والاستهانة بخلاصها، سواء كانت نفس طفل صغير أو شخص ناضج، لإنسانٍ عظيمٍ أو فقير، أو حتى ازدراء الإنسان لنفسه وهو غير مبال بخلاصه أو أعثار غيره، إنّما هو ازدراء بعمل المسيح الخلاصي. وأهمال لاخ لنا أو أخت مات المسيح لاجلهم، وعلينا أن نكرم في الإنسان كونه مخلوق على صورة الله ومثاله.

السبت، 18 يوليو 2015

فكرة لليوم وكل يوم (65) الأبتسامة راحة وشفاء


للأب القمص/أفرايم الأنبا بيشوى
+ الأبتسامة الصادقة شفاء للإنسان، بلسم يريح النفس ويزيل الحزن والعناء. الأبتسامة تبعث فينا روح المحبة والفرح والرجاء وتعطي لمن حولنا طاقة أمل متجددة في الحياة. أتعرف ممن تعلمت الأبتسامة الصادقة والترحيب الودود؟. أني تعلمتها من كلبي الوفي منذ صغرى فهو لا يعرف الا لغة الأبتسام من وجهه وأسنانه الي نهاية ذيله الطويل، يلقاني مرحبا ويركض حولي قائلاً اني أحبك وساظل وفياً لك واريد ان أدخل السعادة الي قلبك. الأبتسامة هي أجمل لغة بدون كلمات، انها تضئ وجهك وتهبك الصحة وتُصلح من مزاجك وتشفي عقلك الباطن، إن وجهك في معظم الأحيان لا تراه بل يراه الآخرين فقدم منه ابتسامة صادقة وكلمات طيبة ومحبة بلا رياء فتسعد أنت وتكون نبع لا ينضب من الفرح لمن حولك. فلنفرح بالرب وتبتهح أرواحنا بالله مخلصنا ولا ندع شئ ينزع فرحنا منا{ فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بالهي لانه قد البسني ثياب الخلاص كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها }(اش 61 : 10)
+ لقد أجري بعض الأطباء العديد من الدراسات علي الأبتسامة والضحك وفائدتهما ووجدوا ان الضحكة الواحدة تعادل ممارسة الرياضة لمدة عشرة دقائق وشبهوا مفعول الأبتسامة على الجسم كمفعول رياضة الركض. اننا نحتاج الي الأبتسامة لكي نحافظ علي توازننا العقلي ولامتصاص طاقتنا الغضبية ومن أجل الحصول علي الهدوء والاتزان والتفكر السليم في حل المشكلات، قال العالم الفرنسي"بيير فاشيه" (ان الضحك والأبتسام يوسع الشرايين والاوردة، وينشط الدورة الدموية ويعمق التنفس، ويجعل الأكسجين يصل إلي أبعد أطراف الجسم). الابتسامة للمريض ومعها بث روح الأمل، لها أهمية كبري في شفائه وخاصة لأمراض القلب والسرطان وهي علاج فعال للأمراض العصبية والراحة بعد التعب ومساعد لحل المشكلات المعقدة ولا أنسي ابدا ذلك الاب الروحي الذي يذهب اليه ابنائه في وسط الضيق والآلام والمشاكل فيقابل الضيقة بابتسامة حلوة ويغلف الحل في النكته الخفيفه والمثل والعبرة من أحداث الحياة فيمضي ابنائه وقد فاقوا من الغفلة واحتملوا الآخرين وهانت عليهم المصاعب.
+ إن أبتسامتك الصادقة للآخرين هي ايضاً مصدر لأسعادهم وهي تفوق العطاء المادي في تأثيرها النفسي لذوي الحاجة وطبعا عندما يصحب العطاء المادي المحبة والتعضيد فكم يكون تأثيرها{ كن متهلل الوجه في كل عطية وقدس العشور بفرح} (سير 35 : 11). إن حاجتنا الي الفرح والمحبة والدفء العاطفي بالأبتسامة ربما تفوق حاجتنا الي الطعام. وعندما نكون مع أحباء لنا نمرح ونسعد فاننا ننسي حتي الطعام ونحرص علي استمرار اللقاء. ان ابتسامتنا الصادقة تؤثر علي العقل الباطن لنا ولمن حولنا وتسهل التواصل والتفاهم والأنسجام. وفي مواجهه المواقف الصعبة بالأبتسامة نمتص الصدمات ونبعد عن جو التوتر ونجد قبولا حسنا من الأخرين.
+ علينا أن نبتسم ونفرح مع الناس ونحزن مع الحزاني ونحاول تخفيف أحزانهم. أضحك مع الناس ولكن أياك ان تضحك عليهم او تسخر من ضعفاتهم وأبعد عن الضحكات الزائفة ولتكن صادقا في محبتك، ودوداً في ابتسامتك، مشاركا الناس الآمهم وافراحهم، وليكن لك ثقة ان كل الضيقات والتجارب ستنتهي وان خفة ضيقتنا الوقتية تنشأ لنا ثقل مجد أبدي. في كل يوم قل مع المرنم {هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنتهلل فيه، يارب خلصنا، يارب سهل طرقنا، مبارك الأتي بأسم الرب}. ومع ملائكة الميلاد نرنم فرحا بالخلاص{ المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة}. لا تحمل كراهية او حقداً في قلبك لأحد، ولا تدع تصرفات الأخرين تدمر سعادتك فانت سفير السماء ووطنك الذي تمثله علي الأرض لا يوجد فيه الإ السعادة والفرح فلنكن أذاً سفراء لله وللسماء ونعمل علي جعل حياتنا علي الارض رحلة محبة وفرح وترنم وسعادة.

الجمعة، 17 يوليو 2015

فكرة لليوم وكل يوم 64- الرحمة


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ كونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم} (لو36:6)
+ ليس شيء يجعلنا متشبهين بالله مثل عمل الرحمة. لهذا يطوب السيد المسيح له المجد الرحماء ووعدهم بالرحمة منه على الإرض وفى السماء وهو يطالبنا بان نكون رحماء نحو الجميع { فكونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم }(لو 6 :36). ويقول لنا ان نتعلم منه {فاذهبوا وتعلموا ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم آت لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة} (مت 9 : 13). أن أعمال الرحمة تشتمل على كل خير نقدمة ومد يد المساعدة للمحتاجين سواء بالعطاء المادي او المعنوي أو عدم الإدانة للمخطئين والستر على خطاياهم وضعفاتهم واعلان رحمة الله للخطاة والمنكسرين والمحزونين واحتضان الضالّين وردهم عن ضلالهم بالمحبة والنصح والأرشاد، وأعمال الرحمة تنبع من محبتنا لله وطاعتنا لوصاياه ومحبتنا لاخوتنا ومن الإيمان العامل بالمحبة.
+ عمل الرحمة يمتد ليشمل الاقرباء والغرباء والاعداء فالله الرحوم يريدنا ان نتعلم منه. ولقد مدح الرب السامري الرحيم الذى صنع الرحمة مع الرجل اليهودي الذى كان يُعتبر عدوًا له، ان لعازر البلايا قريب منا وقد يكون فى بيتنا فهل نصنع معه الرحمة أم نتكاسل فى زمن الجهاد؟ ان فعل الرحمة هو عمل محبة يجذب ويربح الناس ويغيرهم وكم نحتاجه في بيوتنا ومجتمعنا، فيري الناس بالرحمة إيماننا. لقد غيرت أعمال الرحمة القديس باخوميوس وهو شاب وثنى فى حمله عسكرية عندما قدم له المسيحيين في صعيد مصر رحمة وخير وعندما عرف انهم يقدمون لهم الطعام بترحاب وفرح لان مسيحهم يعلمهم هكذا، فعقب رجوعه من حملته أمن بالسيد المسيح وأخذ يجاهد بعبادات حارة حتى صار اباً ومعلما ومرشداً للكثيرين واصبح مؤسس لنظام الشركة الباخومية .
+ يوصينا الكتاب المقدس بان نكون رحماء { لا تدع الرحمة والحق يتركانك تقلدهما على عنقك اكتبهما على لوح قلبك }(ام 3 : 3). {لان الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة والرحمة تفتخر على الحكم } (يع 2 : 13). نصنع الرحمة ونصبر فى الضيقات والتجارب {ها نحن نطوب الصابرين قد سمعتم بصبر ايوب ورايتم عاقبة الرب لان الرب كثير الرحمة ورؤوف} (يع 11:5). لقد جعل الرب أعمال الرحمة التى نقدمها على الأرض مقياس للحكم علينا والمكأفاة فى الدينونة فقال لنا بأنه سوف يأتي ويجمع كل الناس أمامه ويقسمهم إلى قسمين، أحدهما إلى اليمين والآخر إلى اليسار، والذين عن اليمين سوف يأخذهم إلى ملكوته الأبدي لأنهم كانوا رحماء، وأما الذين كانوا عن اليسار فإلى العذاب الأبدي لأنهم لم يكونوا رحماء ( مت25: 31- 46).
+ لقد برع الكثيرون فى عمل الرحمة فى كل جيل ونذكر من هؤلاء القديس ابراهيم الجوهرى الذى ضُرب به المثل فى عمل الرحمة والعطاء والانبا ابرام اسقف الفيوم المتنيح الذى كان يتصدق بكل ما يأتي اليه وحتى بعد إنتقاله الى السماء يمدّ يده بالمعجزات على الفقراء والمحتاجين وأم عبد السيد التى انتقلت منذ فترة قريبة وكانت تبحث عن المرضى والمحتاجين لتعمل معهم الرحمة. لقد عرف هؤلاء كيف يربحون بالوزنات المعطاة لهم. ان الله هو قبل كل شيء إله الرحمة والمحبة. وهذا أيضاً هو ما يطلبه الله منا في حياتنا أن تكون أفعالنا كُلها، أعمال رحمة تُظهر رحمة الله للجميع، ومن يعمل الرحمة لابد إن ينال رحمة من الله.`

الأربعاء، 15 يوليو 2015

فكرة لليوم وكل يوم 63- التدرب والفوز

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ يشبه القديس بولس الرسول سعي المؤمن في الحياة الروحية والخدمة للوصول للملكوت السماوي كسعى المتسابق فى ميدان الركض للحصول على الفوز والجوائز فيقول: {أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ وَلَكِنَّ وَاحِداً يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هَكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا. وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولَئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى.} (1كو 24:9-25). ونحن نحتاج لضبط أنفسنا فى كل شئ وتدريبها للسعي للفوز بالاكاليل السمائية لنتقدم فى حياتنا بالتداريب الروحية والصلوات والصوم والسهر والتدقيق فان كان الفوز بسباق رياضى يحتاج الى تلمذة والتزام بالتدريب والتمارين والحفاظ على اللياقة البدنية والتحكم فى الأعصاب فكم يحتاج منا النمو الروحي الى التلمذة والتعلم المستمر لنصل الي النضج الروحي ويكون لنا الحواس الروحية المدربة للتمييز بين الخير والشر {اما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر }(عب 5 : 14).
+ علينا أن نجاهد للتغلب على نقاط ضعفنا والالتزام بالصلاة والخدمة والعمل بممارسات روحية، تتحول الى عادات صالحة لنمونا الروحي ليكون لنا ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس {أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِماً ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ }(اع 24 : 16). نسعى لنكون في أفضل حال باستمرار. نحاسب أنفسنا فى نهاية اليوم أمام الله ونشكره على معونته وحفظه ونطلب منه المغفرة لتقصير وخطايانا ونطلب منه الحكمة والقوة والسلام الداخلي ونبكر للخلود للنوم والراحة، لنستيقظ مبكرين ونصلي طالبين من الله قيادتنا في يومنا لكل عمل صالح، علينا أن نفكر وندون ما علينا القيام به في الايام القادمه ونلتزم بالعمل لبلوغه ونعطي ارواحنا وعقولنا وأجسادنا وعلاقاتنا حقها علينا لنسلك كما يليق بالدعوة المقدسة التى دُعينا اليها.
+ الله والحياة تساعد الذين يساعدون أنفسهم، وكلمنا عملنا بجد، أصبحنا أكثر نجاح وتوفيق. الله أعطنا العقل والوقت والمال والصحة كوزنات يجب ان نتسغلها وننميها وقد أعطانا أيضا الحرية والقدرة على أتخاذ القرارات، والنجاح يتطلب الأستعداد للتضحية وبذل الجهد. العمل الصالح لابد إن تكون له نتائجه الايجابية على الأرض وفي السماء, وبينما نجد الاشخاص العاديين يقضون أوقاتهم في راحة او أمام أجهزة التلفزيون أو مع أصدقائهم، فاننا نجد الأشخاص المتميزين يجدوا ويجتهدوا في القراءة والعمل والتدريب ويخلصون في تادية واجباتهم العملية والروحية والاجتماعية ولهذا قال السيد الرب :{ وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ} (مت 5 : 19).

الاثنين، 13 يوليو 2015

فكرة لليوم وكل يوم 62- حياة التسليم

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ حياة التسليم هو حياة الثقة في يد الله الأمينة التى تقودنا في الحياة بدون قلق ولا هم وتصل بنا الي النجاح وعبور كل تحديات الحياة، التسليم لا يعنى الكسل أو عدم الأجتهاد بل طلب مشيئة الله في حياتنا ومعرفة أرادته والعمل لتحقيقها، فالله يعمل بنا لمجد أسمه. التسليم يعنى أن نطيع وننقاد لله في حياتنا ليحملنا ويصل بنا الى بر الأمان { سَلَّمْنَا فَصِرْنَا نُحْمَلُ } (اع 27 : 15). فلا نتصرف كاطفال في اتوبيس خائفين ويصرخون في كل مطب أو منحنى ويريدوا الأمساك بعجلة القيادة، ولا يدعوا السائق الماهر الذي هو أبينا السماوى يتولى عجلة القيادة. في حياة التسليم يتولي الله حياتنا ويحل مشاكلنا بعنايته وقوته وحكمته. نضع بين يديه كل أفكارنا وحياتنا وأعمالنا وأوقتنا وأموالنا وأختياراتنا ووقتنا وهو يقودنا للخير والنجاة.
+ التسليم يجعلنا نطمئن ونحيا في سلام أمام مشكلات الحياة، فعندما نسلم حياتنا لله يتعهد هو براحاتنا { تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم} (مت 11 : 28). فالسلام يأتي من تسليم حياتنا لله ليحيا المسيح بالإيمان فينا{ مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي }(غل 2 : 20). نصلى ونقول دائما " لتكن مشيئتك" ومشيئة الله كاملة وصالحة ومرضية وتقودنا للخير والحياة الأبدية. بالتسلم يثق المؤمن ويقول "الله صالح ولهذا أثق في معاملاته الطيبة معي، وهو يعرفنى أكثر مما أعرف نفسي، بل ويحبنى أكثر مما أحب نفسي وقد بذل ذاته لخلاصى، ولقد وعدنى أنه سيكون معى ويحمينى من أعدائي ويحارب حروبي وينتصر، الله يعرف ما هو صالح لي وسيحقق من أجلي كل خير وصلاح لهذا فاني أحيا مطمئن وسعيد".
+ في حياة التسليم، لا يحمل المؤمن هم فقد ألقي على الله كل همومه، ومادام أبونا السماوي يعلم جميع احتياجاتنا، ومادام هو يرعانا فلا يعوزنا شيء، إذن لماذا نقلق ؟! وهو القائل {لا تهتموا بما للغد، فإن الغد يهتم بما لنفسه} (مت6: 34). نحن نصنع ارادة الله بدون هم أو قلق ونلقي همومنا علي الله {مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ }(1بط 5 : 7). هذا التسليم لمشيئة الآب رايناه فى صلاة الرب يسوع للآب في بستان جثيماني {ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ»} (مت 26 : 39). وقد تمت ارادة الآب وأدى الصليب الي الخلاص والتبرير والقيامة. فالذين يؤمنون بالله بحق يضعوا حياتهم بين يدي الله ولا يخافون شئ حتى الموت بالنسبة لهم هو أنتقال وعبور الي الأبدية، فلنختار ان نكون ملك الله وحده بكل قلوبنا وحياتنا وما يريده الله لنا بفرح نعمله، ونضع حياتنا في يد الله الأمينة وننساها بين يديه ويكون هو الهنا وربنا نتبعه من كل القلب ونسير وراءه مهما قصر او يطول المسير في الدرب، ونستلهم منه وننقاد الي روحه القدوس فى كل أفكارنا وأقوالنا وأعمالنا ونكون أواني مقدسة في يديه يعمل بها حسب مهارته وعندما تأتى الضيقات والمشاكل، نلجأ اليه ونتركها مشاكلنا بين يديه ونثق أنه يدبر أمورنا.

السبت، 11 يوليو 2015

عيد الاباء الرسل القديسين

الرسل القديسين واعدادهم وخدمتهم ..
+ تعيد كنيستنا القبطية بذكرى استشهاد القديسين بطرس وبولس، وذلك فى يوم 12 من شهر يوليو الموافق 5 أبيب من كل عام. بعدما قضوا حياتهم فى الكرازة ببشارة الملكوت واستشهدا فى روما بأمر من الامبراطور نيرون سنه 64م كقادة للمسيحيين. لقد إختارهم الرب يسوع المسيح وقال لهم { ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر ويدوم ثمركم لكي يعطيكم الاب كل ما طلبتم باسمي} (يو15 : 16). لقد تبع التلاميذ الرب يسوع وتعلموا منه وتتلمذوا على يديه وصحح لهم مفاهيمهم نحو الخدمة والتلمذة والايمان والملكوت. تبعوه فى حياته وراؤه بعد قيامته وامرهم قائلا { اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها} (مر 16 : 15). وحتى بعد صعوده السماء حل الروح القدس عليهم ليهبهم القوة والحكمة واللغات اللازمة للكرازة فى انحاء العالم. وبحلول الروح القدس عليهم اعطاهم المحبة والإحتمال والصبر، والكلمة المناسبة ليبشروا العالم اجمع. {أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم }( مت 19:28). كما اختار سبعين رسولا وتلمذهم ليمثلوا الكرازة للامم وارسلهم اثنين اثنين الى المدن ذات الثقافة اليونانية كركيزة للكرازة ثم جالوا بعد حلول الروح القدس ليبشروا فى العالم وفى حوالي نصف قرن كانت البشارة وصلت الى كل انحاء المعمورة المعروفة فى ذلك الوقت من الهند حتى اسبانيا بفضل هؤلاء الرسل القديسين.
+ كان التلاميذ الاثني عشر على مثال رؤساء أسباط الشعب فى العهد القديم، فكأن المسيح يُعِّدْ شعبا جديدا برئاسة جديدة، ففى المسيح يصير كل شيء جديدا. كان المسيح يعمل بهم وفيهم ليعد شعباً وكنيسة جديدة. أعطى المخلص لرسله القديسين سلطان روحي وقوة روحية لهدم مملكة الشر. وعاشوا معه ليتتلمذوا على يديه، ويسمعوه ويرافقوه فيعرفوا فكره، وينقلوه لمن هم بعدهم وهذا ما نسميه التقليد الرسولي. اي إستلام الفكر بطريقة عملية معاشه وتسليمه من جيل إلى جيل. ولقد إختار السيد تلاميذه من وسط الناس البسطاء ليؤكد أن فضل قوتهم هو لله وليس منهم. لقد وهبهم السيد إمكانياته ليعملوا لا بإسمائهم بل بإسمه ولحساب مملكته بكونه العامل فيهم. والعجيب انه إختار من ضمن التلاميذ يهوذا الذى خانه. لذلك على كل خادم أو راعى أن يحذر لئلا يسقط {اذا من يظن انه قائم فلينظر ان لا يسقط }(1كو 10 : 12). ونلاحظ انه ستبقى الحنطة مع الزوان. ويهوذا كان فى حالة جيدة وقت أن إختاره المسيح ولكنه هلك لمحبته لذاته وشهواته ويأسه بسبب خيانته لمخلصه الصالح.
+ كان التلاميذ خليط من الشخصيات فمنهم العشار جابي الضرائب. وعلى النقيض منهم الغيور الوطني المتحمس ومنهم الصيادين البسطاء مثل بطرس واندراوس ويعقوب ويوحنا. ويوحنا المملوء حباً وعاطفة وتوما الشكاك وكلهم جمعهم المسيح ليقدسهم ويغير طبيعتهم فيصيروا نوراً للعالم. إختارهم المسيح من الناس العاديين الخطاة ليترفقوا بإخوتهم. وظهر التغيير في طبيعتهم بعمل الروح القدس فمثلاً فى يوحنا الذى كان مملوءاً غيرة وحماساً، يطلب نزول نار من السماء لتحرق رافضى المسيح، تغيير الى يوحنا المملوء حباً عجيباً للمسيح، بغيرة وحماس ولكن من نوع آخر. وقد غير الرب أسماء البعض مثل سمعان جعله بطرس، وبطرس معناها صخرة .
+ كانت كرازة الرسل هي التوبة والايمان باقتراب ملكوت السموات وهى نفس كرازة السيد الرب بنفسه. فالسيد قد جاء ليؤسس ملكوته الروحي فى القلوب التائبة. فالقلب التائب يستطيع أن يملك الرب يسوع عليه. لذلك كانت رسالة المعمدان ثم رسالة رب المجد نفسه هي توبوا. واعطى الرب التلاميذ ان يصنعوا الاشفية والايات ويخرجوا الشياطين كامكانيات جبارة للخدمة، تسندهم وتفتح الطريق أمامهم. وبهذا يعلنوا محبة الله للبشر التي تريد لهم الشفاء والحياة، وتريد لهم الحرية من سلطان الشيطان ليملك الرب بنفسه عليهم.
+ كانت وصية الرب لهم "مجانا أخذتم مجانا اعطوا" حتى لا يصبح جمع الأموال هدفاً لهم فيهتموا بالأغنياء ويتركوا الفقراء. ولكن نلاحظ أنه قبل أن يطلب ان يخدموا فقد أعطاهم الإمكانيات الجبارة. وارسلهم للخدمة كتدريب فى وجوده معهم بالجسد. وعلى الخادم ان لا يرتبك بالمقتنيات ليرضى من جنده، فالله سيرسل للخدام ما يكفيهم وقال لنا اطلبوا ملكوت السموات وبره وكل هذه تعطى لكم وتزداد. الله يريد منا الإتكال الكامل عليه وأن لا نجدوا فى المال ضماناً للغد بل نتكل على الله وحده. علم الرب تلاميذه ان يهبوا السلام والبركة لكل بيت يدخلوه. وإن كان أهل البيت مستحقين لهذه البركة ستكون لهم، وإن لم يكونوا مستحقين ورفضوا الرسل فحتى غبار أرجل الرسل ينفضونه كشهادة وشاهد عليهم. بهذا تبدأ كنيستنا صلواتها، بأن يطلب الكاهن البركة والسلام للشعب بقوله "السلام لجميعكم " وهذا ليس مثل السلام العادى بين الأشخاص العاديين وإلاّ ما معنى قول السيد يرجع سلامكم إليكم، إذاً هو بركة تمنح من الله. كما اخبر الرب الرسل مقدماً بالآلام التي ستواجههم فرسالة التلاميذ هي نشر السلام، ولكن العالم الشرير سيواجههم بشره. والسيد يسبق ويخبرهم حتى إذا ما رأوا تحقيق ذلك لا يفزعوا ولا يفاجئوا، بل يطمئنوا ويزداد إيمانهم، فمن يعرف المستقبل هو قادر أن يحميهم.
القديسين بطرس وبولس الرسولين ...
سمعان بطرس كان باكورة التلاميذ، من بيت صيدا وكان صيادا للسمك فى بحيرة طبريه، اختاره الرب ثاني يوم عماده مع إندراوس اخيه وكانا صيادين فقال لهم هلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس فتركا كل شئ وتبعاه. حياة القديس بطرس الرسول شاهداً حياً ومستمراً على نعمة الله المغيرة والقادرة على صنع المعجزات وتغيير رجل عادى من عامة الشعب بلا مؤهلات دراسية او منصب مرموق، له أخطائه وتهوره واندفاعه وطيبة قلبه، عندما سلم حياته للتلمذة على يد النجار الأعظم، حوله الى رسول ورابح للنفوس لملكوت الله السماوي. انه شهادة حيه لعمل النعمة التى أنتشلته من الضعف والإنكار والحزن فى لحظات الضعف ليرده المخلص الذى طلب من الأب السماوي لكي لا يفنى إيمانه. لقد أختبر القديس بطرس قوة الرجاء الغافرة للخطايا من أجل هذا كتب يقول لنا {مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات. لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لاجلكم. انتم الذين بقوة الله محروسون بايمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير.} (ابط 3:1-5). نعم انه رسول الرجاء للخطاة والأمل لمن تعثروا فى الطريق، والإيمان لمن ضعف وأنكر مخلصه، انه الرسول الداعي للقداسة لمن عاشوا فى وحل الخطية، والمبشر بالإيمان والثقة بالله لكل نفس بشرية تعرضت للفشل والإحباط مرارا كثيرة .
كان القديس بطرس ذا إيمان حار وغيرة قوية ولما سأل الرب التلاميذ. ماذا يقول الناس عنه. أجابوا : " إيليا أو إرميا أو أحد الأنبياء " فقال بطرس " أنت هو المسيح ابن الله " وبعد ان نال نعمة الروح المعزي جال في العالم يبشر بيسوع المصلوب ورد كثيرين إلى الإيمان وقد أجرى الله على يديه آيات كثيرة وكتب رسالتين إلى جميع المؤمنين. ولما دخل رومية وجد هناك القديس بولس الرسول، وبكرازتهما آمن أكثر أهل رومية فقبض عليه نيرون الملك وأمر بصلبه. فطلب ان يصلبوه منكسا وأسلم روحه بيد الرب .
+ القديس بولس الرسول ولد بطرسوس قبل ميلاد المخلص بسنتين ، وهو من جنس يهودي من سبط بنيامين ، فريسي ابن فريسي وكان عالما خبيرا بشريعة التوراة شديد الغيرة عليها مضطهدا المسيحيين. ولما رجموا إسطفانوس كان يحرس ثياب الراجمين . وأخذ رسائل من قيافا إلى اليهود في دمشق للقبض على المسيحيين . وبينما هو في طريقه إلى دمشق أشرق عليه نور من السماء فسقط على الأرض وسمع صوتا قائلا له : " شاول شاول لماذا تضطهدني (أع 9 : 4 ) فقال " من أنت يا سيد " . فقال الرب " أنا يسوع الذي أنت تضطهده . صعب عليك ان ترفس مناخس " ثم أمره ان يذهب إلى حنانيا بدمشق وهذا عمده وللحال فتحت عيناه وامتلأ من نعمة الروح القدس المعزي ، وجاهر بالإيمان وجال في العالم كرسول للجهاد الروحي والبشارة بملكوت الله وبشر بالمصلوب وناله كثير من الحبس والقيود وذكر بعضها في كتاب أعمال الرسل وفي رسائله ثم دخل رومية ونادي بالإيمان فأمن على يديه جمهور كثير . وكتب لهم الرسالة إلى أهل رومية وهي أولي الرسائل الأربع عشرة التي له. وأخيرا قبض عليه نيرون وعذبه كثيرا وأمر بقطع رأسه. وبينما هو ذاهب مع السياف التقت به شابه من أقرباء نيرون الملك كانت قد آمنت على يديه فسارت معه وهي باكية إلى حيث ينفذ الحكم . فعزاها ثم طلب منها القناع ولف به وجهه وأمرها بالرجوع وقطع السياف رقبته وتركه. فقابلت الشابة السياف أثناء عودته إلى الملك وسألته عن بولس فأجابها : " أنه ملقي حيث تركته . ورأسه ملفوف بقناعك " فقالت له : " كذبت لقد عبر هو وبطرس وعليهما ثياب ملكية وعلي رأسيهما تاجان وناولني القناع . وها هو " وأرته إياه ولمن كان معه فتعجبوا من ذلك وأمنوا بالسيد المسيح . وقد اجري الله على يدي بطرس وبولس آيات عظيمة حتى ان ظل بطرس كان يشفي المرضى (أع 5 : 15 ) ومناديل ومآزر بولس تبريْ الكثيرين فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة (أع 19 : 12) .
+ اننا نكرم ابائنا الرسل القديسين لاكرامهم لله فى حياتهم وحملهم شعلة الايمان المستقيم لنا بعرقهم وجهادهم ودمائهم، فاننا ننفذ وصيه الكتاب {فاني اكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون} (1صم 2 : 30) واذ نذكرهم ونكرمهم فاننا ننظر الى نهاية سيرتهم ونتمثل بايمانهم {اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم }(عب 13 : 7). بركة ابائنا الرسل القديسين وخاصة القديسين بطرس وبولس فلتكن معكم، أمين.

فكرة لليوم وكل يوم 61- اللطف

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ اللطف هو الوداعة والرقة والبشاشة والشفقة والترفق بالآخرين والبعد عن الفظاظة والقسوة. وينصحنا معلمنا بولس الرسول بقوله { كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين} (أف 2:4) ويدعونا الله لنكون ذوى رحمة ولطف ووداعة {البسوا كمختارى الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولطفاً وتواضعاً ووداعة وطول أناة}(كو12:3). وكما يعاملنا الله باللطف علينا إن نعامل أخوتنا باللطف والوداعة { حين ظهر لطف الله مخلصنا وإحسانه لا بأعمال بر عملناها بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس}(تى 4:3). الإنسان اللطيف يتشبه بالله في لطفه ومحبته وشفقته وإحسانه. وفي مثل الابن الضال (لو15) راينا كم كان الأب لطيفاً مع ابنه الذي بدد ماله في عيش مسرف في عالم الخطية ثم رجع تائبا كما كان وديع وعامل ابنه الأكبر الذي تذمر وغضب عليه باللطف حتى كسب الاثنين. الإنسان اللطيف لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته، ويكتشف النقاط البيضاء في الآخرين ويركز عليها ويظهرها ويمتدحها حتى يشجع الناس للسير في طريق الخير مثلما عمل الرب مع المرأة السامرية. الإنسان اللطيف لا يحتقر الضعفاء والفقراء بل يسندهم ويشفق عليهم. بالعنف قد يخسر الإنسان أحباءه بينما باللطف يكسب حتى أعدائه.
+ اللطف يجعل الانسان يتصرف بلباقة وحكمة ورقة ويجعل الإنسان يبقى دائما وابدا محبوبا ومرغوبا من الناس { الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط} (ام 15 : 1). فعليك باللطف والكلام اللين وطول البال مع الناس لتربحهم وتريحهم. قابل الناس بالابتسامة وكأنك تقول لهم: "انى أحبكم، انتم تمنحوني السعادة". وهذه السعادة تنتقل اليك ايضا عندما تقدمها للاخرين، فكن بشوشا وتذكر ان وجهك لا تراه الا فى المرآة أما الناس فيرونه دائما. قدم لهم منه ابتسامة طيبة وقدم لهم الكلمة الطيبة وقدم من القلب المحبة الصادقة ان اردت ان تكون محبوبا وتذكر ان { حديث الاحمق كحمل في الطريق وانما اللطف على شفتي العاقل} (سير 21 : 19).
+ اللطف في التعامل يجعلنا نعمل علي أسعاد الآخرين والتعامل معهم بروح العطاء والقبول والأحترام والعطاء وبكلمات التقدير الصادق التى لها مفعول السحر فى تغيير القلوب. ومن اللطف أن تتذكر اعياد ميلاد اصدقائك وأحبائك ومناسباتهم الخاصة وفي الأعياد ان تهنئهم وتعبر لهم عن أمتنانك وسعادتك بمعرفتهم وتقديم ولو هدية بسيطة فى وقتها المناسب شئ لتعبر عن محبتك وتقديرك وأهتمامك { الهدية حجر كريم في عيني قابلها حيثما تتوجه تفلح} (ام 17 : 8). ان خدمتك للأخرين وقت حاجتهم اليها عمل رحمة تأخذ عليه الأجر السمائي وتربح به النفوس وكن كسيدك الذى{ جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس } (اع 10 : 38).
+ ومن اللطف والمعاملة الرقيقة أن تغفر وتسامح المسيئين ومن يخطئوا في حقك وتلتمس لهم الأعزار ولنتذكر قول الإنجيل {ومتى وقفتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السماوات زلاتكم }(مر 11 : 25)، {لا تدينوا فلا تدانوا لا تقضوا على احد فلا يقضى عليكم اغفروا يغفر لكم} (لو 6 : 37). من شيم العظماء ان يلتمسوا الاعذار للمخطئين ويقبلوا أعتذارهم، ومن صفات المتواضعين ان يلقوا باللوم على أنفسهم متي أخطئوا ويعتذروا وهذا التواضع يرفعهم فى أعين الله واعين الناس. ان أحوج الناس الى التعامل باللطف واللين من فقد أعصابه ومن ضاقت به السبل واحوج الناس الى الإبتسامة هو الإنسان المحزون الذى يحتاج للتعزية والمشاركة الوجدانية الصادقة والتشجيع والمعاملة الرقيقة.

الخميس، 9 يوليو 2015

القديس بولس الرسول الخادم والكارز الأمين


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
نشأته ويمانه بالسيد المسيح ..
+ وُلد شاول في طرسوس كيليكية التي تقع فى تركيا حالياً والتى كانت مركزا فلسفياً هامًا بعد أثينا والأسكندرية، لأب يهودى من سبط بنيامين ومن عائلة غنية وحاصل على الجنسية الرومانية ودُعي اسمه شاول أي المطلوب. وهناك قضى طفولته حتى صار يافعًا وبعد أن تعلم اليونانية واللاتينية وثقافة بلده. جاء إلى اورشليم ليتعلم الناموس كفريسي مدقق عند قدمى أعظم معلمى عصره " غمالائيل " فدرس العهد القديم والتقليد اليهودى مما أهَّله للتبشير بين اليهود والأمم وتعلم حرفة صنع الخيام كما يأمر التلمود " فإن من لا يعلم ابنه حرفة فإنه يقوده للسرقة" وقد اعتمد على حرفته هذه كعمل اليدين له فى بادية الشام وأثناء تنقلاته حتى لا يكون ثقلاً على أحد { أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان} (أع 20 : 34). وهكذا دعى الخدام للتعلم منه فيما بعد { في كل شيء أريتكم أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ} (اع 20 : 35).
+ كان أولاً مضطهِداً لكنيسة الله { واضطهدتُ هذا الطريق حتى الموت مقيِّدًا ومسلمًا إلى السجون رجالاً ونساء (اع 22 : 4){ أنا الذي لست أهلاً لأن اُدعىَ رسولا لأني اضطهدتُ كنيسة الله }(1كو 15 : 9) . شَهد فى أورشليم استشهاد القديس استفانوس وكان حارساً لثياب الذين رجموه ولقد أثر فيه بالتأكيد مشهد مغفرة استفانوس شهيد المسيحية الأول لراجميه وسلامه العجيب وهذا ما اختبره بنفسه فى تعرضه للرجم فيما بعد والاضطهاد من أجل اسم المسيح الحسن { فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه. وأما هو (استفانوس) فشخص الى السماء و هو ممتلئ من الروح القدس فراى مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله. فقال ها أنا انظر السماوات مفتوحة وابن الانسان قائما عن يمين الله. فصاحوا بصوت عظيم وسدوا آذانهم وهجموا عليه بنفس واحدة. وأخرجوه خارج المدينة ورجموه والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول. فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول ايها الرب يسوع اقبل روحي. ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تُقِم لهم هذه الخطية واذ قال هذا رقد} (أع 54:7-60).
+ شاول، بولس الرسول وان كان لم يتقابل مع الرب يسوع أثناء خدمته على الأرض، مع هذا دُعي ثالث عشر الرسل. بل وكان مقاوماً لتلاميذ المسيح والمؤمنين به كخطر على ديانته { وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم الى السجن}( أع 3:8 ). ولما علم ان الكنيسة فى دمشق نمت وكثر عدد المؤمنين فيها { اما شاول فكان لم يزل ينفث تهديدًا وقتلا على تلاميذ الرب فتقدم الى رئيس الكهنة. وطلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى اورشليم}( أع 1:9-2). وفى الطريق الى دمشق ظهر له الرب يسوع المسيح وغير مجرى حياته ليصبح رسولا للجهاد والكرازة باسم المسيح (أع 3:9-19). وبعد ان قضى بعد الوقت فى بادية الشام أخذ يبشر بالإيمان بيسوع المسيح ربا ومخلصاً { ثم خرج برنابا الى طرسوس ليطلب شاول ولما وجده جاء به الى انطاكية. فحدث انهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلّما جمعا غفيرا ودُعي التلاميذ مسيحيين في انطاكية اولا} (اع 11 : 26) . ثم ذهب الى أورشليم وتقابل هناك مع المعتبرين أعمدة من الرسل، بطرس ويوحنا ويعقوب { فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم وأما هم فللختان }(غل 2 : 9).

خدمة القديس بولس الرسول ..
+ على مدى حوالى الثلاثة عقود جال القديس بولس الرسول ومنذ اهتدائه للإيمان وحتى استشهد فى روما على يد نيرون فى 67 م، جال مبشرا وكارزاً بإنجيل المسيح فى أسيا واوربا من قرية ومدينة الى أخري باسفاراً واخطاراً مراراً كثيرة وكان منهجه الروحى {أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ}(غلا2:20). {كونوا متمثلين بي ، كما أنا أيضاً بالمسيح } ( 1كو11 : 1). كان منقادا وممتلئا من روح الله القدوس {أما شاول الذى هو بولس أيضاً فامتلأ من الروح القدس} (أع 13)‏. وكان الروح يقوده فى كل تحركاته إذ نقرأ فى سفر الأعمال دعوة الروح القدس له للخدمة، {افرزوا لى برنابا وشاول} (أع 13). وكان الروح القدس يدعوه للكرازة والخدمة في الأماكن المحتاجة اليه ‏‎{ وظهرت لبولس رؤيا في الليل رجل مكدوني قائم يطلب اليه ويقول اعبر الى مكدونية واعنا. فلما راى الرؤيا للوقت طلبنا ان نخرج الى مكدونية متحققين ان الرب قد دعانا لنبشرهم} (أع 9:16-10) وفى التعليم كان مسوقاً بالروح القدس إذ يقول { وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة. لكي لا يكون ايمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله. لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر الذين يبطلون. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله. التي نتكلم بها ايضا لا بأقوال تُعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات} (1كو 4:2-5،13،14) وهكذا نتعلم كخدام المسيح لا إن ندرس الإنجيل فقط ولكن يجب أن نكون مثل بولس الرسول عاملين بالانجيل فى حياتنا منقادين لروح الله القدوس { لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله }(رو 8 : 14) .‏
+ قضى القديس بولس كل حياته في الخدمة بأمانة واجتهاد فى الأسفار فى جميع الأجواء والأراضى والظروف.‏ لذلك يجب أن يعرف الخادم أنه لا يوجد خدمة مريحة. لنسمع لعينة من الأتعاب التى واجهها القديس بولس الرسول برضى وفرح من أجل الكرازة { من اليهود خمس مرات قبلتُ أربعين جلدة إلا واحدة. ثلاث مرات ضُربت بالعِصِي، مرة رُجمت، ثلاث مرات انكسرت بي السفينة ليلا ونهارا قضيت في العمق. باسفار مرارا كثيرة باخطار سيول باخطار لصوص باخطار من جنسي باخطار من الامم باخطار في المدينة باخطار في البرية باخطار في البحر باخطار من اخوة كذبة. في تعب وكد في اسهار مرارا كثيرة في جوع وعطش في اصوام مرارا كثيرة في برد وعُري. عدا ما هو دون ذلك التراكم عليّ كل يوم الاهتمام بجميع الكنائس. من يضعف وانا لا اضعف من يعثر وانا لا ألتهب} (2كو 24:11-29). الخادم يثبت على البر والتقوى ويعد نفسه للتجربة {يا إبني إن أقبلت لخدمة الرب الإله فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتجربة} (سير 2: 1)، لقد تحقق في القديس بولس الرسول قول السيد ‏المسيح لحنانيا عن بولس الرسول سأريه كم ينبغي ان يتألم من اجل اسمي. ومع كل هذه الأتعاب كان القديس بولس فرحاً فى الرب ودعانا للفرح الروحي { كحزانى ونحن دائما فرحون كفقراء ونحن نغني كثيرين كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء }(2كو 6 : 10). ولقد لخص مدى اخلاصه فى الكرازة فى أجتماعه بقسوس وخدام الكنائس في افسس وما حولها { ومن ميليتس ارسل الى افسس واستدعى قسوس الكنيسة. فلما جاءوا اليه قال لهم انتم تعلمون من اول يوم دخلت اسيا كيف كنت معكم كل الزمان.اخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب اصابتني بمكايد اليهود. كيف لم اؤخر شيئا من الفوائد الا واخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت. شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة الى الله والايمان الذي بربنا يسوع المسيح. والان ها انا اذهب الى اورشليم مقيدا بالروح لا اعلم ماذا يصادفني هناك.غير ان الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلا ان وثقا و شدائد تنتظرني. ولكنني لست احتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى اتمم بفرح سعيي والخدمة التي اخذتها من الرب يسوع لاشهد ببشارة نعمة الله } (أع 17:20-24).
القديس بولس الكارز الأمين..
+ عاش علم القديس بولس رسالة الإيمان وكرز بها بامانة كما تسلمها من الرب يسوع وروحه القدوس إذ يقول لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضاً (1كو 11: 23)‏ وكانت تعاليمه لها نفس روح تعاليم السيد المسيح فمن المخلص وبوحى روحه القدوس تعلمها وكان أميناً فى تسليمها { إذ يقول ‏لذلك انت بلا عذر ايها الانسان كل من يدين. لانك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك} (رو 2: 1) والتى تقابل {لا تدينوا لكي لا تدانوا. لانكم بالدينونة التي ‏بها تدينون تدانون . وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم }(مت 7: 1، 2). ويقول أيضاً {لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال ‏الجسد فستحيون } (رو 8: 13) والتى تقابل من تعاليم السيد {فان من اراد ان يخلّص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من اجلي يجدها} (مت 16: 25).‏ { لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضا ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا. وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لاجلكم اصنعوا هذا لذكري.كذلك الكاس ايضا بعدما تعشوا قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري. فانكم كلما اكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكاس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء} (اكو23:11-26). إن القديس بولس الرسول كتب 109 إصحاحاً فى 14 رسالة شاهداً ومفصلاً لكلمة الله المقدسة. وما تسلمه من الرب سلمه لمن أمنوا علي يديه لاسيما لتلاميذه الذين اوصاهم بان ان يكونوا أمناء فى تسليم شعلة الإيمان لغيرهم { وما سمعته مني بشهود كثيرين اودعه اناسا امناء يكونون اكفاء ان يعلموا اخرين ايضا }(2تي 2 : 2).
+ كان القديس بولس قلباً ملتهباً بمحبة الله { من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. فاني متيقن انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا امور حاضرة ولا مستقبلة.ولا علو ولا عمق ولا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا}(رو 35:8-39). ولقد قدم حياته قربانا لله الذى أحبه ومنذ ان تقابل مع الرب فى الطريق الى دمشق والى ان قدم دمه الطاهر شهادة لأيمانه كانت حياة صلاة حب لله من اجل الكنيسة وبنيانها { متضرعا دائما في صلواتي عسى الان ان يتيسر لي مرة بمشيئة الله ان اتي اليكم} (رو 1 : 10). { نشكر الله كل حين من جهة جميعكم ذاكرين اياكم في صلواتنا} (1تس 1 : 2). وطلب منا كما تعلم من سيده ان نصلى ولا نمل { صلوا بلا انقطاع }(1تس 5 : 17) . { فاطلب اول كل شيء ان تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لاجل جميع الناس} (1تي 2 : 1).
+ ان القديس بولس هو مدرسة للفضائل عاش ما علم به تحقيقا لدعوة الله المقدسة له { فقلت انا من انت يا سيد فقال انا يسوع الذي انت تضطهده.ولكن قم وقف على رجليك لاني لهذا ظهرت لك لانتخبك خادما وشاهدا بما رايت وبما ساظهر لك به. منقذا اياك من الشعب ومن الامم الذين انا الان ارسلك اليهم.لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات الى نور ومن سلطان الشيطان الى الله حتى ينالوا بالايمان بي غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين} (أع 15:26-18). ولهذا دعانا للثبات فى الإيمان { اسهروا اثبتوا في الايمان كونوا رجالا تقووا }(1كو 16 : 13). { مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي }(غل 2 :20). كما دعانا للجهاد الروحي حاملين ترس الإيمان {حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة }(اف 6 : 16).
+ القديس بولس الرسول، رجل الغيرة الملتهبة من أجل خلاص البعيدين والقريبين ومن غيرته على خلاصنا يقول { فإني أغار عليكم غيرة الله، لانى خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح . ولاكننى أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التى للمسيح} (2كو2:11-3).ومن أجل غيرته على خلاص بني جنسه يقول { فإنى كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل أخوتى وانسبائي حسب الجسد} (رو 3:9). لقد تعب وجاهد وعاش حياة التواضع وانكار الذات { وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل اجمعين. واخر الكل كانه للسقط ظهر لي انا.لاني اصغر الرسل انا الذي لست اهلا لان ادعى رسولا لاني اضطهدت كنيسة الله.ولكن بنعمة الله انا ما انا ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة بل انا تعبت اكثر منهم جميعهم ولكن لا انا بل نعمة الله التي معي.فسواء انا ام اولئك هكذا نكرز وهكذا امنتم} (1كو 7:15-11).
+ يلخص القديس بولس حياته بالنصيحة لتلميذه تيموثاوس { نا اناشدك اذا امام الله والرب يسوع المسيح العتيد ان يدين الاحياء والاموات عند ظهوره وملكوته. اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب وبخ انتهر عظ بكل اناة وتعليم.لانه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم. فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون الى الخرافات. واما انت فاصح في كل شيء احتمل المشقات اعمل عمل المبشر تمم خدمتك. فاني انا الان اسكب سكيبا ووقت انحلالي قد حضر.قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان. واخيرا قد وضع لي اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره ايضا} (2تي 1:4-8).
أذكروا مرشديكم ..
+ اليك يا الهنا الصالح نقدم الشكر والتسبيح على نعمة الإيمان التى تسلمناها من أبائنا الرسل القديسين ومن بينهم قديسنا وكارزنا القديس بولس الرسول شاكرين محبته وذاكرين اتعابه من أجل نشر الإيمان . وكما علمنا هذا الكاروز العظيم {اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم} (عب 13 : 7). فاننا ننظر الى نهاية سيرته الطاهرة ونتمثل بإيمانه وغيرة وجهاده ومحبته.
+ السلام لك يا رسول الجهاد ومدرسة الفضائل، ايها الكارز بالأيمان الأقدس الذى دعوتنا اليه. داعيا ايانا ان نخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحتة النور ونجاهد الجهاد الحسن من أجل الرجاء الموضوع أمامنا ناظرين الى رئيس الإيمان ومكمله. السلام لك يا ابانا القديس يا من لم يفتر بدموع ان ينذر كل أحد لكى نسلك بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء، مفتدين الوقت فى هذه الأيام الشريرة.
+ السلام لك يا معلم الفضيلة وكاروز الجهاد يا من دعانا للجهاد والانتصار الروحى { اخيرا يا اخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته. البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس. فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات. من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا. فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر. وحاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام. حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح و ساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لاجل جميع القديسين}( أف 10:10-18).
+ السلام لك يا من دعانا الى حياة المحبة والايمان والرجاء { المحبة تتانى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ. ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء.ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط ابدا ، اما الان فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن اعظمهن المحبة}(1كو 4:13-13). أطلب من الرب عنا ايها الرسول القديس بولس الرسول ان يقوى إيماننا ويلهب قلوبنا بالمحبة ويملأ حياتنا بالرجاء ويغفر لنا خطايانا.

الأربعاء، 8 يوليو 2015

رسول الرجاء ورابح النفوس بطرس الرسول


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
رسول الرجاء
+ ان حياة القديس بطرس الرسول شاهداً حياً ومستمراً على نعمة الله المغيرة والقادرة على صنع المعجزات وتغيير رجل عادى من عامة الشعب بلا مؤهلات دراسية او منصب مرموق، له أخطائه وتهوره واندفاعه وطيبة قلبه، عندما سلم حياته للتلمذة على يد النجار الأعظم، حوله الى رسول ورابح للنفوس لملكوت الله السماوي. حياة القديس بطرس شهادة حيه لعمل النعمة التى تنشل من الضعف والأنكار والحزن الي حياة القوة والإيمان والرجاء والفرح بالله. لقد أختبر القديس بطرس قوة الرجاء الغافرة للخطايا من أجل هذا كتب يقول لنا {مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات. لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لاجلكم . انتم الذين بقوة الله محروسون بايمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير.الذي به تبتهجون مع انكم الان ان كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة. لكي تكون تزكية ايمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح}( ابط 3:1-7). القديس بطرس رسول الرجاء للخطاة والأمل لمن تعثروا فى الطريق، والإيمان لمن جاء عليه زمان ضعف وأنكر مخلصه، انه الرسول الداعى للقداسة لمن عاشوا فى وحل الخطية ، والمبشر بالإيمان والثقة بالله لكل نفس بشرية تعرضت للفشل والأحباط مراراً كثيرة .
+ كان سمعان، بطرس صياد السمك يتكل على الله والاحوال الجوية لكسب رزقه ولا يملك الا القيل . ترك القليل الذي يملكه ليخدم ويتتلمذ على المعلم الصالح ، وربح نفسه والجوهرة الكثيرة الثمن "الإيمان" الذى يصنع المعجزات ويقيم الأموات ويجعل الجاهل حكيم والخاطئ قديس. في حديث بطرس الرسول مع الشحاذ الأعرج المقعد عند باب الجميل طلب الأعرج صدقة {فتفرس فيه بطرس مع يوحنا وقال انظر إلينا، فلاحظهما منتظرًا أن يأخذ منهما شيء}(أع 3: 4).. لقد قدم له الشيء الذي لا يملكه آخر، وهو أعظم شيء يمكن أن يقدم للإنسان البائس {فقال بطرس ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك. باسم يسوع المسيح الناصري قم وأمش. وأمسكه بيده اليمنى وأقامه ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه، فوثب ووقف وصار يمشي ودخل معهما الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله} (أع 3: 6-8) كان اسم المسيح عند بطرس أعظم وأجل من كل كنوز العالم،وقد قدمه للرجل المريض فشفاه، وأعطاه الرجاء في حياة حرة كريمة نافعة مناضلة متحركة. وأعطاه أكثر من ذلك إيمانًا قويًا بسر الحياة في الاسم العجيب المبارك اسم المسيح. ما أحوج عالمنا اليوم الى من يشفى عجزه وحاجته وضعف إيمانه بالله .
+ كان بطرس ممتلئا من العواطف البشرية ويعلن عنها فى مواقف حياته ولا يخبائها ، أليس هو الصارخ في إحدى المناسبات: {أخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطيء}(لو 5: 8) وفي قيصرية فيلبس عندما تكلم السيد المسيح عن الآمه وصلبه {فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلاً حاشاك يارب لا يكون لك هذا} (مت 16: 22). بل قال {إني أضع نفسي عنك} (يو 13: 37). وعندما خرج في تلك الليلة الرهيبة يوم ان أنكر معرفته بسيده {بكي بكاء مرًا} (لو 22: 62). وأكثر من ذلك كان يملك قوة إرادة هائلة، لقد ترك كل شيء ليتبع المسيح، وترك القارب ليمشي إليه على الماء، وجرؤ على أن يحتج على المسيح علنًا، وجرد سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة. ان الفحم الهش الذي يسهل أن تتفكك عناصره يتحول إلى الماس الصلب الصلد الثمين، والذي يعتبر من أقوى العناصر تماسكًا وصلادة، إنهم يقولون إن السبب يرجع إلى وقوع الفحم تحت ضغط وحرارة شديدين، وقد أمكن للإنسان على هذا الأساس أن يصنع الماس الصناعى من الفحم الأسود! وان كان الأمر في الطبيعة هكذا، فإن نعمة الله الغنية التي للفخاري العظيم، يأتي إلى وعائنا الفاسد ليعيد صنعه من جديد اناءاً للكرامة والمجد وان احتاج الى الثقل والتهذيب .
+ لقد منح السيد المسيح القديس بطرس الثقة، قبل أن يؤمن بطرس به، وقد يكون هذا التعبير غريبًا، ولكنها الحقيقة الواقعة. نحن نؤمن بالسيد لأنه هو وضع ثقته فينا وانتظر منا ثمر الحياة الجديدة التي وهبنا إياها، نظر السيد المسيح إلى بطرس وراي فيه اناءاً مختاراً. انها حكمة الله المشجعة لنا وهي التي ترى فينا الإمكانيات التي قد لا يراها فينا الناس أو لا نراها نحن في أنفسنا، ومن الواضح أن السيد وثق ببطرس، في وقت فقد فيه بطرس الثقة بنفسه حتى أوشك على الضياع: {طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك، وأنت متى رجعت ثبت إخوتك} (لو 22: 32). عندما قال مدرس أديسون له : " انت كالبيض الفاسد لن تفيد شئيا واخرجه من المدرسة " كانت أم توماس أديسون مؤمنة بقدرة ابنها، ورفضت رأى المدرس في ولدها العبقري، الذي أصبح من أعظم عباقرة الأمريكيين في الاختراع والصناعة. قد يفقد الإنسان الثقة في نفسه، وقد يفقدها فيه الناس ، لكن هناك واحد عظيم لم يفقد الثقة في عودتنا إليه ويعمل على رجوعنا اليه ويخلق فينا الإنسان الجديد الذى يتجدد يوماً فيوم على صورة خالقه. انه راعى نفوسنا ومخلصها الصالح الذي بذل ذاته على الصليب من أجل خلاصنا. الإيمان يرفع الإنسان فوق نفسه إلى أعلى الذري ويفجر فيه الطاقات الساكنة، ويفجر فيه قوى غير مألوفة للبشر، وهذا ما حدث مع بطرس بالذات، لقد رأى المسيح ماشيًا على الماء، وكان المنظر أمامه مثيرًا وعجيبًا ومذهلا، فلماذا لا يفعل مثلما فعل سيده، ولماذا لا يرتفع بمعونة سيده، وعلى مثاله، ليفعل الشيء الذي لا يجرؤ آخر على تقليده ومحاكاته؟ ورغم تعثر بطرس فوق الماء، إلا أن الإيمان بالمسيح علمه أن يكون محاكيًا للسيد، ويكفي أن نذكر أنه كان مع سيده عند إقامة ابنة يايرس وأنه دخل إلى غرفة الصغيرة مع يعقوب ويوحنا وأبويهما، ورأى المسيح وهو يمد يده ليقول لها {طليثا قومي} (مر 5: 41) ومرت سنوات على هذا المشهد الذي ترك أثره العميق في نفسه، ودعى هو إلى يافا ليرى مشهدًا مماثلاً، لفتاة قد ماتت، وهي تلميذة للرب، وإذا به يفعل ذات الشيء مع فارق وحيد أنه جثا على ركبتيه، لأنه أقل من سيده العظيم ثم التفت إلى الجسد وقال: {فقام بطرس وجاء معهما فلما وصل صعدوا به الى العلية فوقفت لديه جميع الارامل يبكين ويرين اقمصة وثيابا مما كانت تعمل غزالة وهي معهن.فاخرج بطرس الجميع خارجا وجثا على ركبتيه وصلى ثم التفت الى الجسد وقال يا طابيثا قومي ففتحت عينيها ولما ابصرت بطرس جلست} (أع 9: 39،40). إن مجد الإيمان المسيحي هو إضافة شخص السيد إلينا، أو بتعبير أصح وأصدق، هو إضافتنا نحن إلى شخص السيد لتجعلنا نعمل المعجزات باسمه القدوس.
من صيد السمك الى ربح النفوس ..

+ سمعان ابن يونا ، ولد في قرية بيت صيدا الواقعة علي بحيرة طبرية قبل ميلاد المخلص بحوالي عشرة سنين. وكان يشتغل بصيد الأسماك فى بحيرة طبريه شأنه في ذلك شأن الكثيرين من سكان قريته. يحتمل انه كان مع أندراوس أخيه تلاميذ ليوحنا المعمدان بعض الوقت وكان لقاؤه الأول بالرب يسوع، عن طريق اندراوس أخوه { وفي الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه. فنظر الى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله. فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع. فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان فقالا ربي الذي تفسيره يا معلم اين تمكث.فقال لهما تعاليا وانظرا فاتيا ونظرا اين كان يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم وكان نحو الساعة العاشرة. كان اندراوس اخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه.هذا وجد اولا اخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح. فجاء به الى يسوع فنظر اليه يسوع وقال انت سمعان بن يونا انت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس}(يو 35:1-42). أما دعوته للتلمذة فكانت عقب معجزة صيد السمك الكثير، حينما طمأنه الرب بقوله { فقال يسوع لسمعان لا تخف من الان تكون تصطاد الناس (لو 5 : 10) وحالما وصل بالسفينة إلى البر ترك كل شيء وتبعة هو واخوة وابنى زبدي (لو 5: 1-11).

+ لقد شرفة الرب بدرجة الرسولية ودعاه " بطرس ". وكان من المقربين للرب فهو احد التلميذين الذين ذهبا ليعدا الفصح الاخير، واحد الثلاثة الذين عاينوا اقامة ابنة يايروس بعد موتها، وتجلى السيد المسيح على جبل طابور وصلاته في جثيماني ، واحد الاربعة الذين سمعوا نبوته عن خراب اورشليم وهيكلها. كان بطرس ذا حب جم لسيده وغيرة ملتهبة ولكنه كان متسرعا ومندفعا. فهو الاول الذي اعترف بلاهوت السيد المسيح والاول الذي بشر بالمسيح بعد حلول الروح القدس. لكنه كان مندفعا ومترددا ومتبدل المواقف قبل ان يعمل الروح القدس فيه ويغيره . حاول ان يمنع المسيح ان يموت (مر 8: 31: 33) ولما قال له المسيح انه سينكره ثلاثة مرات قبل ان يصيح الديك مرتين، اجاب في تحد {لو أ ضطررت أن أموت معك لا انكرك}. وفي لحظة القبض علي المسيح استل سيفة ليدافع عن ذاك الذي مملكته ليست من هذا العالم! كان بطرس والحال هذه بحاجة إلى تجربة مره تعرفة ضعفه. انكر سيده ومعلمه بتجديف ولعن واقسم وأنكر أمام الجوارى انه لا يعرف السيد المسيح . لكنه عاد الى رشده وندم وندماً شديداً وبكي بكاء مراً وقصد قبر معلمه باكراً جدا فجر القيامة .
+ عند بحر الجليل أصطاد المسيح بطرس، وقد ظن بطرس أنه هو الذي ترك كل شيء وأمسك بالمسيح ولم يدر أن المسيح، هو الذي جذبه ، وأتي به وباصدقائه إلى مجده السماوي العتيد، كان يمكن لبطرس أن يذهب بحماقاته المتكررة، كان يمكن أن يذهب عندما انتهر المسيح واراد أن يبعده عن الصليب مأخوذًا بما للناس، وليس بما لله فقال له : {أذهب عني ياشيطان، أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس،} (مت 16: 23).. وعاد الشيطان مرة أخرى ليهزه هزا بالتجربة القاسية لينكر السيد، ومع ذلك فنظره المسيح، وظهوره الانفرادي له بعد القيامة. جعلته كارزا للرجاء الذى فى الإيمان بالمسيح . لقد أدرك من الدقيقة التي ترك فيها شباكه القديمة، أنه أصبح صيادًا من نوع آخر، صيادًا لنفوس الناس، كان رجلاً لا يتعب في استخدام الشبكة، ولكنه أدرك بأن شبكته مرتبطة بكلمة المسيح، لقد تعب ذات مساء الليل كله، ولكن المسيح أمره على غير المألوف أن يبعد الى العمق ويلقي الشبكة على الجانب الأيمن، وأطاع، وصرخ مذهولاً لكثرة الصيد {اخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطيء} (لو 5: 8). وما أكثر ما نطق في حضرة المسيح بما لا يعي من فرط ذهوله واندهاشه، ولم يخرج المسيح من سفينة حياته قط، بل سار بها في بحر العالم يرفع علم الصليب فوقها، لأن {ليس بأحد غيره الخلاص}(أع 4: 12).. وكان المحصول وفيراً ، حصد يوم الخمسين مابدا مذهلاً أمامه، إذ كان فوق كل تصور وخيال، لقد كانت الباكورة ثلاث آلاف نفس في يوم واحد أمنت بعظة واحدة للقديس بطرس الرسول.
+ بعد قيامة السيد المسيح من الموت ظهر للتلاميذ عدة مرات وعلي بحر طبرية حيث ذكريات بطرس مع مخلصه ظهر له وعاتبه في رفق مخاطبا اياه بأسمه القديم قائلاً له " يا سمعان بن يونا أتحبني .وقد وجه إلية هذه الكلمات ثلاث مرات ورده إلى رتبته الرسولية ثانية بقوله " ارع غنمي " وعقب تأسيس الكنيسة يوم الخمسين بدأ خدمته بين اليهود من بني جنسه في اليهودية والجليل والسامرة. وكان الرب يتمجد علي يديه بالمعجزات كشفاء المقعد عند باب الهيكل الجميل (أع 3)، وشفاء أينياس في مدينه اللد وإقامة طابيثا بعد موتها في يافا (أع 9)... وقد فتح الرب باب الأيمان للأمم علي يديه في شخص كرنيليوس قائد المئة اليونانى عقب رؤيا أعلنت له بخصوصه (أع 10). فلما خاصمة أهل الختان لقبول الأمم فى الايمان المسيحى ، شرح لهم الأمر وقال { بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه. بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده } (أع 10: 34، 35) ومع ذلك فقد ظل ميدان العمل الأساسي لهذا الرسول هو تبشير اليهود (غل 2: 7-9) .
الأعتراف المبكر بلاهوت السيد المسيح ..
+ الاعتراف العظيم الذي اعترف فيه بطرس بلاهوت المسيح، عندما ألقى المسيح سؤاله الخالد{من يقول الناس إني أنا} وقد أوقف السؤال التلاميذ أمام أعمق تأمل يمكن أن يواجهوه، وعليه تبني المسيحية بأكملها، إلى كل الأجيال، وهنا يأتي اعتراف بطرس عجيبًا ومثيرًا واعلاناً اعُطى له من الاب السماوى . وقد صعد بطرس بهذا الاعتراف إلى ما وراء العقل البشري الذي لا يمكن مهما أوتى من حكمة أو إدراك أن يبلغ كنه المسيح العجيب. { فاجاب يسوع و قال له طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما و دما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات} (مت 16 : 17)، ليس بحكمة بشرية ، أو فلسفتها العميقة أجاب بطرس الرسول، فالمسيح بالنسبة للبعض يوحنا المعمدان على حد ما اتجه هيرودس الملك الذي قتله، أو هو واحد من أعظم الأنبياء القدامي كإيليا الذى ينتظر البعض إلى اليوم عودته من السماء، أو إرميا وكان الشبه عظيمًا بين نبي الأحزان والمسيح المتألم، أو أنه نبى الله . لكن بطرس شهد وشهادة حق ، إذ لمع أمام عينيه الإعلان الإلهي البعيد العميق الغائر في بطن الأزل، وصاح {أنت هو المسيح ابن الله الحي} (مت 16: 16). ومن الواجب أن نشير إلى أن هذا ليس أول حديث عن المسيا، فقد قال نثنائيل من قبل عن السيد: «أنت ابن الله، أنت ملك إسرائيل» لكن إعلان الله لبطرس كان أول وأعظم ومضة من النور عن شخص ابن الله العجيب، وكان أشبه بالشعاع الأول من نور الشمس، وهي تأخذ سبيلها إلى الشروق لتخرج الإنسان من الظلام إلى نور النهار الباهر. لقد رأى بطرس النور واستقبله بالفرح العميق، وتوالت بعد ذلك الأشعة الساطعة حتى جاء بولس ليقول: {عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد} وما من شك في أن بطرس بلغ القمة هناك، وكانت كلماته هتاف المسيحي في كل العصور والأجيال .وتأكيد على قول الرب يسوع { انا والاب واحد. ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي. و لكن ان كنت اعمل فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الاب في و انا فيه}( يو 30:10،38،37).
+ مع أعترافنا بدور القديس بطرس الرائع فى نشر الأيمان وتطويب السيد المسيح له { وانا اقول لك ايضا انت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها} (مت 16 : 18). فانى اذكر أن المسيح استعمل لفظ بطرس «بتروس» بمعنى حجر او قطعة من الصخر ولكن لفظ صخرة هنا "بترا" فعلى صخرة الأيمان بلاهوت المسيح يبنى الرب الإيمان . كما يذكر ذلك القديس بولس {وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح }(1كو 10 : 4) وقد قال القديس أوغسطينوس إن الصخرة تشير إلى المسيح . فالله هو الصخر الوحيد: {هو الصخر الكامل صنيعه}(تث 32: 4)..{وليس صخرة مثل إلهنا} (1صم 2: 2). إن بطرس الرسول يمكن أن يكون حجرًا في هذه الكنيسة، ولكنه لا يمكن ولا يقبل مطلقاً "حتى القديس بطرس نفسه" ان يأخذ مركز الله في الكنيسة ولا تبنى الكنيسة الا علي ربها والهها {فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا آخر غير الذي هو يسوع المسيح}(1كو 3: 11). وعندما قال المسيح لبطرس: {وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطًا في السموات، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السموات} (مت 16: 19).. قال نفس الشيء للرسل جميعا : {الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء» (مت 18: 18) { و لما قال هذا نفخ و قال لهم اقبلوا الروح القدس.من غفرتم خطاياه تغفر له ومن امسكتم خطاياه امسكت}( يو 22:20-23). لم يكن سلطان الحل والربط جديدًا على أذهان التلاميذ إذ كان تعبيرًا شائعًا في حكم الكاهن على النجس والطاهر عندما يتقدم إليه الأبرص مثلا ليحكم بطهارته أو نجاسته، وهو ما تحكم به الكنيسة المسيحية ، كما حكمت في مجمع أورشليم فرفعت نير الناموس الطقسي عن أعناق المؤمنين، والامتناع فقط {عما ذبح للأوثان وعن الدم والمخنوق والزنا}(أع 15: 29).. وهو ما يحكم به في قبول التائبين انه في لغة أخرى إنه حكم تقرير، وليس حكم إنشاء، فالكاهن قديمًا لم يكن حرًا ليحكم في ضربة البرص كما يشاء، بل هو مأمور بأن يفحص الضربة ليراها تنتشر أو تأخذ في الشفاء إذ هي لسعة كمدت وليست برصًا،. وخادم الله لهذا ليس حرًا في أن يفتح السماء أو يقفلها في وجه الإنسان، بل هو مأمور أن يطبق قاعدة الإنجيل على كل ما يرى، ويحكم إذا كان متمشيًا مع الحق الإلهي أو مناقضًا له. على اى حال نحن كشرقيين نفهم دور القديس بطرس حتى عندما يتقدم فى الكلام على أعتبار انه الأكبر والمعبر عن لسان حال الرسل ولا رئاسة له او لبابا روما كخليفة له على كنائس العالم الأمر الذى يتمشى مع جوهر المسيحية وتعاليم السيد المسيح { فدعاهم يسوع وقال لهم انتم تعلمون ان الذين يحسبون رؤساء الامم يسودونهم وان عظماءهم يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم بل من اراد ان يصير فيكم عظيما يكون لكم خادما. ومن اراد ان يصير فيكم اولا يكون للجميع عبدا.لان ابن الانسان ايضا لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين}(مر 42:10-45).
أتحبنى أكثر من هؤلاء
+ نحن نعلم أن بطرس أحب المسيح من كل قلبه، وأجاب بعمق على السؤال القائل: {أتحبني أكثر من هؤلاء} {وكان الجواب: أنت تعلم يارب كل شيء، أنت تعرف أني أحبك}(يو 21: 15 و17)، ومع أن بطرس ارتكب الأخطاء وكان فيه بعض الضعفات والعيوب كواحد منا ، لكن حبه لم يخنه وهو يخرج إلى خارج ليبكي كأعظم ما يكون المحبون في الأرض. كانت أزمته يوم الصليب، نوعًا من الغيبوبة وفقدان الوعي الذي قلبه رأسًا على عقب، فأنكر محبه وحبيبه، ولكنه ما إن استعاد وعيه حتى غسل بدموعه الغزيرة فعلته الشنعاء. على أن حب السيد كان أوفى وأعلى إذ في قلب الأزمة نظر إليه، ومن المؤكد أن النظرة وإن كانت تعبر عن قلب المسيح المجروح، إلا أنها كانت ممتلئة بالحنان والعطف والرقة والرحمة. وفي الحقيقة إن بطرس الرسول في حياته وموته قد بادل سيده حبًا بحب من أعظم وأشرف وأجل ما يمكن أن يتبادله المحبين، محبا لسيد فى كل ظروف حياته، عندما راه فوق جبل التجلي، وقد تغيرت هيئته، وبدا منظره على الصورة التي تتجاوز الخيال البشري، ومعه موسى وإيليا، وإذا ببطرس ينسى الأرض وما عليها ومن عليها، فلا يعود يذكر بيته وزوجته والعالم بأكمله ويصبح صارخًا: {يارب جيد أن نكون ههنا} انه لا يرضى بالمسيح بديلا، ويقول: {إلى من نذهب كلام الحياة الأبدية عندك} إنه الرجل الذي تبع سيده، سواء في أعلى الجبل أو في البحر أو في الطريق،أو عندما راه في ضعفه وأنكره وبكي بكاء مر لذلك الضعف. وصبح المسيح كنزه الوحيد: {ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك} (مت 19: 27) إنه مثل القديس بولس الرسول الذي عندما أراد أن يعبر عن الحياة والموت قال: {لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح}(في 1: 21).
+ ان المسيحية منذ تاريخها الأول تذخر بالشجعان الأبطال الذين لا يخيفهم سجن أو اضطهاد أو تعذيب بل يقولون مع بطرس ويوحنا {لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا} (أع 4: 20).. {فأجاب بطرس والرسل وقالوا ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس، إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة هذا رفعه الله بيمينه رئيسًا ومخلصًا ليعطي إسرائيل التوبة وغفران الخطايا. ونحن شهود له بهذه الأمور والروح القدس أيضًا الذي أعطاه الله للذين يطيعونه} (أع 5: 29-32).. ومع أننا لا نعلم بالضبط الأماكن التي تنقل فيها بطرس كارزًا وشاهدًا ليسوع المسيح، ولكن من الواضح أنه وعظ في أورشليم وأنطاكية، ومن المعتقد أيضًا أنه ذهب إلى روما، والكنيسة الكاثوليكية تعتقد أنه أول أسقف لروما، ولكن الفكر الارثوزكسي لا يشاطرها هذا الرأي إذ أن بولس كان تواقًا إلى الذهاب إلى روما، وكان من عادة بولس الأكيدة أنه لا يعمل على أساس آخر، ومن غير المتصور أن يذهب بولس إلى كنيسة يؤسسها بطرس وبولس هو رسول الأمم .
+ لكن من المؤكد إن بطرس صلب في روما ، وكان ذلك إبان اضطهاد نيرون القاسي الشديد، قيل أيضًا إن المسيحيين شجعوه على الابتعاد عن روما، وإنه أخذ سبيله ذات مساء إلى طريق ابيان الشهير، وظل سائرًا الليل كله، ولكنه في الصباح الباكر، عند شروق الشمس، أبصر شخصًا مهيبًا أمام عينيه، وإذ عرف أنه المسيح صاح: "إلى أين يا سيد" وجاءه الجواب: "إن لي تلميذًا كان هناك ثم هرب، وأنا ذاهب لأخذ مكانه، وأصلب مرة ثانية نيابة عنه" وصرخ بطرس: "لا ياسيد أنا عائد". وعاد ليموت مصلوبًا، وعندما أرادوا أن يصلبوه قال إنه شرف لا أستحقه أن أموت مصلوبًا مثل سيدي، ولكني أرجو أن أصلب وقدماي إلى أعلى ورأسي إلى أسفل، لأني أقل من أن أكون كسيدي. ويقال انه نظر إلى روما وهو يقول "عما قريب تتحولين أيتها الهياكل الوثنية المتعالية إلى معابد للمسيح" وقال للجماهير المحتشدين "إن أولادكم سيكونون خدامًا للمسيح.. ها نحن نموت يا روما من أجل أن تخلصي، ويسيطر عليك روح المسيح. ولسوف يجيء قياصرة ويذهبون ولكن مملكة المسيح ستظل ثابتة صامدة على مدى الأجيال" .

الثلاثاء، 7 يوليو 2015

فكرة لليوم وكل يوم 60- الأحترام والقبول

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ اننا نختلف فيما بيننا فى الميول والثقافات والاراء وقد نختلف فى الاعراق أو الاديان والأذواق ونتيجة لذلك قد نختلف فى نظرتنا الى الأمور ومعالجتنا للمشكلات ولكن يجب ان نقبل بعضنا البعض ونحترم الآخر مهما كان رايه أو جنسه او معتقده الديني او السياسي . لابد ان نحترم الغير وندعهم يعبرون عن رايهم وليس معنى هذا ان نتبنى اراء الاخرين او نوافقهم عليها لاسيما إن كانت تخالف قيمنا ومعتقداتنا ولكن علينا ان نصل معهم بالحوار والاحترام والقبول الى القواسم المشتركة التي نتفق عليها بدون تعصب او انغلاق مما يصل بنا الى فهم أشمل وأعم للغير، يثرى حياتنا بتبادل وتنوع الاراء. ان القبول يمتد بنا الى بناء جسور من الإحترام والتعاون المشترك بيننا لنصل لحلول مرضية لكل المعضلات التي تواجهنا. نتعلم ان نقبل الناس كما هم لا كما نريد ان يكونوا فالانسان لن يكون الا نفسه وعندما ننطلق من مبدأ أحترام كل إنسان لانسانيته نصل الى التفاهم والتعاون ونكسب الناس ونؤثر فيهم.
+ الإحترام المتبادل بين الناس دليل على رقي المجتمع وتحضر الإنسان. أن الله لا يجبر الإنسان على عبادته بل منحه العقل ليعبده بحرية والتزام ومسئوليه او حتى ينكر وجود الله. ولكن صرنا نجد البعض يجعلوا من أنفسهم الهه ويعطى البعض نفسه ان يكون الها وقاضي ومنفذ لاحكام الله كما يتصورها هو طبعا والله من هؤلاء براء . وتتفشى فى المجتمعات المتخلفة النظرة الضيقة المتعصبة التي لا تقبل من هو مختلف وغياب العدالة والقانون وتفشي ظواهر العنف. الاحترام ينبع من إحترام الإنسان لنفسه وايمانه بكرامة الإنسان بغض النظر عن معتقده الديني او رايه السياسي او عرقه او جنسه. ان إحترامنا للاخرين يجعلنا نكرمهم ونستمع اليهم حتى ان إختلفنا فى وجهات النظر لا نسفه او نستهزئ بارائهم، نحترم الكبار كاباء وامهات والتي هي أول وصية بوعد لكي تطول ايامنا على الارض ويكون لنا الخير، نحترم الصغير لينشأ سليم النفس يتلقى الاحترام ويمنحه. نحن جميعا وان تعددت أجناسنا وأعراقنا ومعتقداتنا من اب واحد هو أدم وأم واحدة هي حواء، وتقاس عظمة الإنسان بخلقه وتقواه وحسن معاملته وإحترامه لنفسه والغير، ويتقدم بنا الاحترام الى معرفة أعمق بالاخرين وتقديرهم واكرامهم لنصل الى محبتهم وخدمتهم.
+ ان رسالتنا كمؤمنين هي ان نحترم ونحبهم محبة روحية مقدسة { وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا} (يو 13 : 34). لقد جاء مسيحنا القدوس ليقدم للبشرية الله المتسع قلبه بالمحبة لكل البشرية. وكل من يلتقى مع الله ويختبر محبته يتسع قلبه فيحترم ويحب الجميع دون تمييز ويشعر بحاجة البعيدين عن دائرة المحبة الإلهية للقلب المتسع بالمحبة والترفق حتى لو أظهر البعض منهم عنفاً أو متاعب له أو لاحبائه. { اما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء} (1تي 1 : 5). ويسعى لخلاص وخدمة الناس وتقربهم الى الله. وروح الله القدوس يستطيع ان يقدس دوافعنا وينميها ويوجهها متى أطعنا عمله داخلنا فينا.

الأحد، 5 يوليو 2015

فكرة لليوم وكل يوم 59- طـــــــــــول الأنــــــاة

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ طول الأناة هو التأني وسعة الصدر والحلم والصبر وطول الروح والبال. الله اله طويل الأناة رحيم ورءوف وكثير الرحمة {اما انت يا رب فاله رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة والحق}(مز 86 : 15). الله من صلاحه يطيل أناته علينا ويحتمل ضعفاتنا وهو يدبر الكل بحكمته وعلينا أن نتعلم من صبره علينا{ وانت يا الهنا ذو صلاح وصدق طويل الاناة ومدبر الجميع بالرحمة} (حك 15 :1). وطول اناة الله يجب أن تقودنا الي التوبة والرجوع اليه. وطول أناتنا على الناس تجعلنا نكسبهم وصبرنا علي أنفسنا يصلح حالنا ويمنحنا حكمة ونعمة لدى الله والناس.
+ طول الأناة يجعل المؤمن يواجه الحياة وتحدياتها فى هدوء ووداعة ولا يخسر الناس بغضبه وتسرعه سواء بالقول أو بالفعل بل يلتمس لهم الاعذار والمبررات. حتى إن تعرض المؤمن الى أوقات صعبة فعليه أن يتحلى باللطف وطول البال الى أن تعبر الضيقة { الطويل الاناة يصبر الى حين ثم يعاوده السرور} (سير 1 : 29). طويل البال يقوم باداء مهامه فى نجاح وسلام بعيدا عن الامراض النفسية والعصبية ويلجأ الي الله بالصلاة وطلب الحكمة فى أوقات نفاذ الصبر ويبتعد عن روح التذمر وعن الشكوى ويثق في الله القادر علي كل شئ والذي لديه أكثر من مفتاح لكل باب مغلق وأكثر من حل لكل مشكلة تواجهنا وهو قادر ان يهبنا أكثر مما نطلب أو نفتكر.
+ أحوج الناس الى المعاملة الطيبة وطول الأناة هم المتعبين والبائسين هؤلاء يجب معاملتهم بالمحبة والمساعدة في حل مشكلاتهم على قد طاقتنا لكي ينصلح حالهم {كن طويل الاناة على البائس ولا تماطله في الصدقة }(سير 29 : 11) ولهذا يوصينا الكتاب {شجعوا صغار النفوس. اسندوا الضعفاء. تأنوا علي الجميع }(1تس14:5). ننتظر الرب ونصلى منتظرين خلاصه { فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين احشاء رافات ولطفا وتواضعا ووداعة وطول اناة }(كو 3 : 12). فمن يصبر الي المنتهى فهذا يخلص. علينا أن نعرِض طلباتنا أمام الله، ونعمل ما يجب علينا القيام به وننتظِر بصبر وإيمان قوي تحقيق وعوده الإلهية، بالطريقة التي يراها الله، وفي الوقت المناسب الذي تعيِّنه حكمته ونثق إن للتعب نهاية ولابد أن يمضى الليل ويشرق شمس البر فى حياتنا{ ٱللّٰه أَمِينٌ، ٱلَّذِي لا يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ ٱلتَّجْرِبَةِ أَيْضاً ٱلْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا } (1كو10:13). {نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ ٱلأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ، ٱلَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ} (رو 8: 28).

السبت، 4 يوليو 2015

فكرة لليوم وكل يوم 58- أرادة الحياة

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ جيد ان يسأل الانسان نفسه عن نوعية الحياة التى يريد أن يحياها؟. ويقرر حياته ومستقبله وفقا لمبادئه وقيمه وميوله وأهدافه. فلا يحيا كقشة في مهب الريح تحركه الظروف أو بعض الأشخاص كما يحبوا ولا يصل الي ما هو يشاء. لكن المؤمن الناجح القوى هو الى يحدد ماذا يريد؟ ويثابر لتحقيق ما يحب ويعرف الطريق الي ما يريد ويستخدم قدراته وطاقاته ووقته الأستخدام الأمثل ويستفيد من خبرات الآخرين. كلنا نتقارب في العقول ولدينا نفس الوقت، فاليوم لدينا 24 ساعة، لكن هناك من ينمى قدارته ومهاراته ولا يضيع وقته فيما لا يفيد بل يجاهد للوصول لاهدافه. والموهبة تعتمد على معرفة ميولنا وتنميتها والمثابرة وبذل الجهد المنظم والتدرب المستمر لتحقيق أهدافنا في الحياة.
+ علينا ان نسأل ونطلب في هدوء من الله لنعرف ارادته في حياتنا { يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟} (اع 9 : 6). فلكل منا رسالة فى الحياة وعندما ننصت لصوت الله داخلنا وننقاد لروح الله القدوس وصوته في الكتاب المقدس نعرف مواهبنا ووزناتنا ونستطيع أن نحدد أهدافنا في الحياة ورسالتنا في المجتمع والكنيسة. ونكون مستعدين لبذل المجهود وتنظيم الوقت وتوجيه أفكرنا ومجهوداتنا نحو النجاح والخير لنا وللغير. وليكن لنا إيمان بالله وبانفسنا وبقدرتنا على النمو والنجاح وتحقيق الأهداف مهما كانت المعوقات التى هي بالحقيقة فرصة لتحقيق الذات فكل شئ مستطاع للمؤمن{ إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ فَكُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ}(مر 9 : 23)
+ ان الله قادر ان يهبنا سؤل قلوبنا وهو يسالنا أيضا كما سأل ذاك الأعمي: ماذا تريد إن أفعل بك؟ { مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟ فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ أَنْ أُبْصِرَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَبْصِرْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ». وَفِي الْحَالِ أَبْصَرَ وَتَبِعَهُ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ.} ( لو 41:18-42). فماذا تريد أنت من الله وهل لك الإيمان بقدرة الله ومعونته لك وتعرف الوزنات المعطاة له منه وتتاجر بها وتربح, أم تطمرها أو توجهها التوجيه الخاطئ وتطمع في الوصول لنتائج باهرة؟ ليكن إيماننا بالله ومحبته ومعونته مترجم في حياتنا بطريقة عملية ويظهر فى أقوالنا وأفعالنا. لقد خلقنا الله متميزين بالعقل الواعي القادر على التمييز والمعرفة والقدرة على أتخاذ القرار ولدينا العواطف الجياشة التى تمثل القوة الدافعة ووهبنا الله االروح الخلاقة القادرة على معرفة ارادته وهو قادر إن يعطينا البصيرة الروحية لكى نحقق ارادته لنكون على صورته ومثاله ونحيا كسفراء للمسيح وكنور في العالم نبني أنفسنا علي الإيمان الأقدس ونؤسس برج حياتنا الروحي في طريق الكمال المسيحي والنجاح فى الحياة، نعمل بجد فيعمل الله بنا بقوة لمجد أسمه القدوس{ إِلَهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي.} (نح 2 : 20)

الجمعة، 3 يوليو 2015

فكرة لليوم وكل يوم 57- سعادة العطاء

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ متى اراد المرء ان يسعد ويسعد الآخرين ويترك أثر طيب في من حوله فيجب ان يخدم الناس. العطاء دليل علي الحب فلا يمكنك ان تحب دون ان تعطي وسعيد هو الإنسان الذى يعطى أكثر ممن يأخذ { في كل شيء اريتكم انه هكذا ينبغي انكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع انه قال مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ} (اع 20 : 35). الإنسان الأناني هو الذى يأخذ دون أن يعطي {لا تكن يدك مبسوطة للاخذ مقبوضة عن العطاء} (سير 4 : 36). والعطاء يشمل العطاء المادي والمعنوى والتشجيع وقضاء الوقت المشبع مع الغير والأصغاء اليهم ومنحهم النصيحة المخلصة وتقديم أي أشكال من الدعم المادى أو المعنوى وكل أعمال المحبة مثل إطعام الجوعى وكساء العريا والإنفاق على المرضى ومساعدتهم وإيواء الغرباء ومساعدة الارمل والأيتام والوقوف بجانب من هم في ضيقة.
+ الله هو العاطي والمحسن ورازق كل الخيرات ومن يعطي ويحب ويخدم يتشبه بخالقه، ويحثنا الله للتشبه به فى العطاء فيقول لنا كونوا رحماء كما أن أباكم أيضا رحيم (لو 6: 36). وعمل الرحمة أفضل ذبيحة تقدم لله { اذهبوا وتعلموا ما هو أنى أريد رحمة لا ذبيحة} ( مت 9: 13) والقديس باسيليوس الكبير يقول من أجل أنك لم ترحم الآخرين فلا يصنع بك رحمة أيضا. لأنك أغفلت باب بيتك أمام المساكين فلا يفتح لك الله باب ملكوته. {اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية} (لو 16:9) فما أعظم هذه الفضيلة التي نستطيع بها أن نشترى المظال الأبدية. والكنيسة تصلى من أجل كل من يقدمون لله والمحتاجين وتقول ( اذكر يا رب صعائد وقرابين وشكر الذين يقربون كرامة ومجدا لاسمك القدوس. أصحاب الكثير وأصحاب القليل والذين يريدون أن يقدموا لك وليس لهم.. أعطهم الباقيات عوض الفانيات السمائيات عوض الأرضيات الأبديات عوض الزمنيات. بيوتهم ومخازنهم املأها من كل الخيرات(.
+ المعطى المسرور يحبه الرب ويزيد من بركاته عليه { أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ} (لو 6 : 38). العطاء يضاعف ما تملك ولا ينقصه، فكلما منحت ازداد ما تلقيت وكلما أعطيت فانك تاخذ المزيد { مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ وَعَنْ مَعْرُوفِهِ يُجَازِيهِ }(ام 19 : 17). عندما تتوفر لديك النية للعطاء يهبك الله الأمكانية والقوة والوسيلة وعندما تمنح دون مقابل تجد المكأفاة والمقابل من الله. فأذا شعرت بعدم السعادة والضيق، فكر كيف تسعد من حولك وأخدمهم تجد السعادة تدق باب قلبك وتغمرك وتحصل على المستقبل والأبدية السعيدة {اوص الاغنياء في الدهر الحاضر ان لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع. وان يصنعوا صلاحا وان يكونوا اغنياء في اعمال صالحة وان يكونوا اسخياء في العطاء كرماء في التوزيع. مدخرين لانفسهم اساسا حسنا للمستقبل لكي يمسكوا بالحياة الابدية.} ( 1تيم 17:6-19)

الخميس، 2 يوليو 2015

فكرة لليوم وكل يوم 56- نعم أو لا ؟

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ المؤمن القوى الناضج يعرف ويستطيع أن يقول نعم فى الوقت المناسب لها سواء متى اراد أن يتخذ قرار أو يقضى وقت أو يقيم علاقة أو صداقة أو يؤدى عمل ما أو حتى للاستجابة لأفكار مقدسة، كما أنه يعرف متى وكيف يقول لا ويمتنع عن فكر أو علاقة أو عمل ما. فالشخص الناضج حكيم فى إستجابته وأجوبته في مختلف مواقف الحياة { ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحا بملح لتعلموا كيف يجب ان تجاوبوا كل واحد} (كو 4 : 6). الحكيم يستطيع أن يميز الخير من الشر ويختار الخير ليحيا{ الحكيم عيناه في راسه اما الجاهل فيسلك في الظلام} (جا 2 : 14)
+ عندما تقول نعم لشئ غير مهم فنحن نقول لا لشئ مهم. فلا الوقت ولا الجهد ولا الحياة تسمح لنا بفعل كل الاشياء. عندما تقول نعم لمحبة الله من كل القلب والفكر والنفس والارادة فانت تقول لا لمحبة العالم وشهواته واهوائه. وعندما نقول نعم لاحترام ومحبة الآخرين محبة روحية طاهرة فنحن نقول لا للبغضة والخصام والعداوة والعلاقات الخاطئة. نقول لا للمعاشرات الردئية {لا تضلوا فان المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة} (1كو 15 : 33). عندما نقول لا للغضب والنرفزة فنحن نسعى لاقتناء الوداعة والصبر وطول الأناة والاحتمال وضبط النفس. عندما نعرف أهمية الاتضاع وضرورته فنحن نقول لا للكبرياء والتعصب. عندما نقول نعم للإيمان وحياة البر والتقوى فاننا نرفض الجهل وانكار الله والشك ونعاشر القديسين ونتعلم من إيمانهم وحياتهم وإيمانهم. المؤمن الناضج له قلب حكيم ينجح فى عمل البر ويرفض الشر ويعمل أرادة الله كل حين {القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في اعمال البر} (سير 3 : 32)
+ يحذرنا السيد المسيح من أن نحلف أو نقسم لتأكيد حقيقة ما نقوله {ليكن كلامكم نعم نعم لا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير} (مت 37:5) . الإنسان الكذاب كثيراً ما يسرف في الأقسام، لإخفاء الحق ويقسم لتدعيم قوله الكاذب بكلمات كثيرة لكي تُقبل .أما الإنسان الصادق فلا حاجة له لاقسام بل كلامه ومواقفه واضحة بلا لبس أو تردد. لا يمكنك ان نكون كل شئ لكل الناس ولا تعيش حياتك بحسب أستحسان الناس ورضائهم أو عدمه بل عش حياتك وفق علاقتك بالله وارادته وأولوياتك وأهدافك فى الحياة ولا تكون كقشة تحركها أهواء الناس وميولهم بل كن كالجبل الراسخ المبنى على أساس الإيمان المستقيم تستطيع بقوة أن ترفض الشر وتختار الخير لتحيا وترث الحياة الأبدية { مبنيين على اساس الرسل والانبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية} (اف 2 : 20).

الأربعاء، 1 يوليو 2015

فكرة لليوم وكل يوم 55- فن الأصغاء


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ عندما نرى الحوارات التلفزيونية لاسيما التى نرى فيها ضيوف من مختلف الميول والتى فيها نستمع للرأى والرأى الأخر ونرى كم المقاطعة والتهجم والاراء المسبقة التى يدافع فيها كل عن رأيه دون أعطاء فرصة للاستماع للآخرين. بل عندما نلقى نظرة فاحصة بتأمل عن أحاديثنا نحن فى الأيام القليلة الماضية نتبين أننا لم نجيد فن الأصغاء كما يجب ووقعنا فى أخطاء كثيرة كان يجب ان لا نقع فيها وأهملنا أشياء مهمة كان يجب ان نلتفت اليها وأهمها أحترام الأخرين والأستماع اليهم فى محبة وأهتمام مع ان الكتاب يوصينا قائلا:{ كن سريعا في الاستماع وكثير التاني في احارة الجواب} (سيراخ 5 : 13). قد أستمع قديما أيوب البار الي أصحابه وفحص أقوالهم رغم نقدهم له { هَئَنَذَا قَدْ صَبِرْتُ لِكَلاَمِكُمْ. أَصْغَيْتُ إِلَى حُجَجِكُمْ حَتَّى فَحَصْتُمُ الأَقْوَالَ} (اي 32 :11). وعلينا نحن أن نبدى مشاعر الود والتشجيع والتفهم والتقدير لأهتمامات من حولنا ومشاعرهم.
+ لقد خلق الله لنا فم واحد وأذنين لكي نستمع على الأقل ضعف ما نتكلم. واحق الاصوات بالاسراع للأستماع اليها هو صوت الرب الذي يهرب منه الكثيرين: {هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاِسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ وَالْإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ }(1صم 15 : 22). علينا أن نصغي بكل أهتمام لصوت الله ونقول دائما مع صموئيل النبي: { تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ} (1صم 3 : 10). نستمع الي صوت الله ووصاياه ونعمل بها من أجل سلامنا وبرنا وراحتنا { لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ الْبَحْرِ} (اش 48 : 18)
+ أن اردنا ان نكون متكلمين جيدين فليكون لنا حسن الأستماع للغير، نصغي لهم باهتمام ومحبة ونبادر فى تقديرهم ونصغي الى مشكلاتهم والآمهم ونضمد جراح نفوسهم ونعمل على اراحتهم ولا نهاجمهم أو نجادلهم لمجرد كسب الجدال، ولكننا نخسر قلوبهم ومحبتهم الأبقى لنا والأهم . لهذا يجب على كل منا إن يكون مسرعا فى الأستماع ومبطئاً في التكلم { إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ، (يع 1 : 19). علينا أن نتأني ونصبر وبصبرنا نقتنى أنفسنا ونربح الآخرين { وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ: أَنْذِرُوا الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ. شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ، أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ }(1تس 5 : 14).