نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الاثنين، 31 أكتوبر 2011

القيم الروحية (23) حياة الشكر

القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح

(23) حياة الشكر

للأب القمص أفرايم الأورشليمى

الشكر شعور بنعمة الله علينا .. الانسان الشاكر لله هو الذى يشعر بنعم الله عليه ورعايته له فى مختلف ظروف الحياة ، وهو إنسان متواضع طيب القلب قنوع ، يشعر ان الله صانع الخيرات حتى وان سمح الله بضيقات تأتى عليه فهى لفائدته الروحية ، فالله قادر ان يغير ما يصنعه ضدنا الاشرار الي خير لنا كما قال يوسف الصديق { انتم قصدتم لي شرا اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا كثيرا }(تك 50 : 20). وهكذا كان يوسف نبيلا مع اخوته الذين تأمروا على قتله وبعد ذلك باعوه عبدا، وكان شهماً ستر على اخوته وعلى امرأة سيده عندما أتهمته ظلما { لاني قد سرقت من ارض العبرانيين وهنا ايضا لم افعل شيئا حتى وضعوني في السجن} تك 15:40. ومن أجل طهارته وتواضع قلبه وهبه الله الحكمة والنعمة واستطاع ان يفسر حلم فرعون ويدير احوال مصر فى المجاعة وينقذ شعبها واهله من الجوع والغلاء والفناء .من اجل ذلك يدعونا الإنجيل الى حياة الشكر كابناء محبين لله { فكونوا متمثلين بالله كاولاد احباء. واسلكوا في المحبة كما احبنا المسيح ايضا واسلم نفسه لاجلنا قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة. شاكرين فى كل حين، على كل شئ} ( أف 1:5- 2، 20 )

الشكر هو عرفان بالجميل .. لكل من قدم لنا عطية او خدمة من البشر. ونحن نقدم الشكر والحمد لله على نعمة التى منحها لنا وعلى كل شيء لم يمنحه ومنعه عنا لخيرنا حتى لو كان الإنسان يشعر باحتاج اليه وهذا ما يقوم به العامة من تقبيل ايديهم من داخل ومن خارج حينما يشكروا الله . فنحن نشكر الله على جميع العطايا التى منحها الله لنا وكذلك على كل ما قد حجبه الله عنا حتى ولو كنا فى احتياج لذلك الشئ الذى حجبه الله واثقين ان ذلك من اجل خيرنا .

الشكر على عطايا وهباته .. اننا نشكر الله على نعمة الوجود وعلى ما لدينا من صحة وحتى من مرض فالمرض هبة من الله لنعرف ضعفنا ونجلس مع ذواتنا ونتقابل مع الله . اننا يجب ان نشكر الله على رعايته ونصرته لنا فى حروبنا ونتعلم من أخطائنا ونتوب عنها، يقول قداسة البابا شنوده الثالث (لا شك أن الشيطان يبذل قصارى جهده من أجل ضررنا وأسقاطنا، فاٍن كنا الآن بخير ، فذلك لأن الله قد منع الضررعنا، الضرر الذى نعرفه او لا نعرفه، ونحن نشكر الله على هذا الحفظ، اٍننا اٍذا شكرنا على النعم فقط ، يكون حبنا هو للنعم، وليس لله معطيها ! أما اٍن شكرنا الله حتى على الضيقة ، فاٍنما نبرهن على أننا نحب الله لذاته وليس لعطاياه ). كتبت احدى المجالات البريطانية مقالاً موثراً عن احد الجنود الذي أصيب بشظية استلزمت اجراء سبع عمليات جراحية له وعندما أتاه الطبيب بعد ان استفاق سأله الجندي : هل سأعيش ؟ فاجابه نعم . فسأله مره اخري : هل ساستطيع ان أزاول حياتى العادية من جديد؟ فأجابه الطبيب نعم . عند ذلك رد الجريح قائلاً : انني احمق ! علام القلق أذاً ! .

لدينا الكثير والكثير من الاشياء التي تستحق الشكر، عزيزى هل شكرت الله على انك لك عينين ترى بهما . وعلى نعمة القراءة وعلى ضوء الشمس والكهرباء ؟ يقول الشاعر الراحل أمل دنقل : ترُي حين افقأ عينيك ، واثبت مكانهما جوهرتين . ترُي هل ترى ؟ هى أشياء لا تشترى . فهل شكرنا الله على نعمة البصر. وكم من أناس لم تتاح لهم فرصة التعليم ولا يستطيعوا القراءة .فهل شكرت الله على ذلك . وكم يكفي من المال مقابل ساقيك ؟ ان لدينا نعم كثيرة تكفى للشكر الدائم ، والإنسان القنوع بما لديه ، الشاكر الله على نعمه يحيا سعيدا ويقبل نفسه كما هو ساعيا الي الكمال المسيحي والنمو الروحي والعملى فى تواضع ورضا بما لديه فى غير تذمر او تمرد او عصيان بدلا من السعى للوصول الى اهداف زائفة تقوده الى هلاك النفس والروح {لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه }(مت 16 : 26). {واما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة } (1تي 6 : 6) الإنسان الشاكر لله والأخرين يحيا حياة الرضا والسعادة بما لديه فالسعادة ليس بمقدار

ما نملك ونستهلك بل السعادة تأتي من القناعة بما بين ايدينا وما في مقدورنا عمله لادخال البهجة والفرح لحياتنا وحياة من حولنا . وكما يقول أحد القديسين (لا موهبة بلا زيادة الا التي هي بلا شكر) . فلنعود أنفسنا يا أحبائي على حياة الشكر لله وكذلك نقدم الشكر لكل من يساهم فى تقديم خدمة لنا ولاحبائنا .

السيد المسيح وحياة الشكر ..

+ نتعلم الشكر والاحسان والوفاء من الله . اننا نتعلم الوفاء والشكر من الله {فاجتاز الرب قدامه "موسي" ونادى الرب الرب اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء }(خر 34 : 6). وعندما شفى السيد المسيح له المجد العشرة البرص. رجع واحد فقط ليقدم الشكر لله وكان رجلا سامري غريب { فواحد منهم لما راى انه شفي رجع يمجد الله بصوت عظيم. وخر على وجهه عند رجليه شاكرا له وكان سامريا. فاجاب يسوع وقال اليس العشرة قد طهروا فاين التسعة. الم يوجد من يرجع ليعطي مجدا لله غير هذا الغريب الجنس} لو 15:17-18.

من اجل هذا تعلمنا الكنيسة فى كل صلاة نصليها ان نبتدى بالشكر لله صانع الخيرات الرحوم لانه سترنا واعاننا وحفظنا وقبلنا اليه واشفق علينا وعضَددنا ووهبنا نعمة الحياة لنقف أمامه ونشكره . عرف داود النبي مراحم الله واختبرها لذلك رايناه يبارك الله دائما { باركي يا نفسي الرب و كل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس.باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل امراضك.الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرافة. الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك. الرب مجري العدل والقضاء لجميع المظلومين. الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة. لا يحاكم الى الابد ولا يحقد الى الدهر. لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب اثامنا} مز1:103-10. فياليتنا نتعلم من رجال الله القديسين ونشكر الله على نعمه المتنوعة .

+ تذكر أحسانات الله لنا وصية من الله .. عندما كان الشعب قديماً فى البريه واطعمهم الله المن فى البرية أمر موسى ان يحتفظ منه بالقليل في بيت الرب ليكون مجال للتذكر والشكر { وقال موسى هذا هو الشيء الذي امر به الرب ملء العمر منه يكون للحفظ في اجيالكم لكي يروا الخبز الذي اطعمتكم في البرية حين اخرجتكم من ارض مصر. وقال موسى لهرون خذ قسطا واحدا واجعل فيه ملء العمر منا وضعه امام الرب للحفظ في اجيالكم.كما امر الرب موسى وضعه هرون امام الشهادة للحفظ} خر32:16-34. وهكذا نحن فى العهد الجديد نشكر الله فى كل صلاة ولاسيما فى الصلاة اللليتروجية فى القداس التي هي بحق سر الشكر لله على عطيته التى لا يعبر عنها بكلمات.

الكتاب المقدس وحياة الشكر .. ان الكتاب المقدس وتعاملات الله عبر التاريخ تعلن لنا عطايا الله وغنى نعمتة المجانية وهي تفيض على البشر. وفعل الشكر هو جواب الإنسان لهذه النعمة المتدفقة والمتواصلة التي ستجد كمالها في المسيح. فالشكر وعي بعطايا الله. واندفاع لا شائبة فيه للنفس التي سبيت من الدهش بهذا الجود. وعرفان بالجميل أمام العظمة الإلهية وهو ياتى في الكتاب المقدس كرد فعل عميق للخليقة التي تكتشف عظمة الله ومجده. فخطيئة الوثنيين الرئيسية في نظر القديس بولس تكمن في أنهم عرفوا الله ولم يمجدوه ولا شكروه {لان اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى انهم بلا عذر.لانهم لما عرفوا الله لم يمجدوه او يشكروه كاله بل حمقوا في افكارهم واظلم قلبهم الغبي. وبينما هم يزعمون انهم حكماء صاروا جهلاء} رو 20:1-22 .

حياة الشكر تقود إلى استعادة روح الفرح والحمد والتهليل.. { اهتفوا ايها الصديقون بالرب بالمستقيمين يليق التسبيح. احمدوا الرب بالعود بربابة ذات عشرة اوتار رنموا له. غنوا له اغنية جديدة احسنوا العزف بهتاف. لان كلمة الرب مستقيمة وكل صنعه بالامانة. يحب البر والعدل امتلات الارض من رحمة الرب} مز 1:33-5. ولان الرب صالح والى الابد رحمته فيجب ان نحمده ونشكره { وغنوا بالتسبيح والحمد للرب لانه صالح لان الى الابد رحمته على اسرائيل وكل الشعب هتفوا هتافا عظيما بالتسبيح للرب لاجل تاسيس بيت الرب. وكثيرون من الكهنة واللاويين ورؤوس الاباء الشيوخ الذين راوا البيت الاول بكوا بصوت عظيم عند تاسيس هذا البيت امام اعينهم وكثيرون كانوا يرفعون اصواتهم بالهتاف بفرح}(عز 3: 11-12) . وكما هتف المرنم شاكراً الرب { احمدك يا رب الهي من كل قلبي وامجد اسمك الى الدهر.لان رحمتك عظيمة نحوي وقد نجيت نفسي من الهاوية السفلى}(مز 86: 12-13). وبكلام أكثر دقّة يقوم فعل الشكر على أنه اعتراف عملي بفضل الله . فحمد الله يودي إلى إعلان العظائم التي يجريها معنا وإلى الشهادة لأعماله. أما فعل الشكر، فإنه يسير كصدى له في القلوب. ولهذا السبب، فهو يتضمن غالباً الإشارة إلى جماعة الصديقين التي دُعيت لتسمع وتشارك في الشكر{ احمدك في الجماعة الكثيرة في شعب عظيم اسبحك} (مز 35: 18). { حسن هو الحمد للرب والترنم لاسمك ايها العلي. ان يخبر برحمتك في الغداة وامانتك كل ليلة. على ذات عشرة اوتار وعلى الرباب على عزف العود. لانك فرحتني يا رب بصنائعك باعمال يديك ابتهج. ما اعظم اعمالك يا رب واعمق جدا افكارك} (مز 92: 1-5). أما اللفظ العبري الذي يعبر عن نوعية هذا الاعتراف المندهش والمعترِف بالجميل، أو "توداه" بالعبرية ، ويوازيه في اللغة العربية شكرا ، فهو لا يفي اللفظ العبريً حقّه. أما اللفظ الذي يبدو أنه يجسم فعل الشكر في العهد القديم ويترجم بصورة دقيقة الموقف الديني المقصود، فهو عبارة " مبارك الرب الاله " ففي العبرية "باروخ اته ادوناى " هى تفصح عن " التبادل الجوهري " بين الله والإنسان. فصدى بركة الله الذي يهب خليقته الحياة والخلاص هو البركة التي يشكر الإنسان بواسطتها خالقه { باركوا الرب يا كهنة الرب سبحوا وارفعوه الى الدهور. باركوا الرب يا عبيد الرب سبحوا وارفعوه الى الدهور. باركوا الرب يا ارواح ونفوس الصديقين سبحوا وارفعوه الى الدهور. باركوا الرب ايها القديسون والمتواضعو القلوب سبحوا وارفعوه الى الدهور. باركوا الرب يا حننيا وعزريا وميشائيل سبحوا وارفعوه الى الدهور لانه انقذنا من الجحيم وخلصنا من يد الموت ونجانا من وسط اتون اللهيب المضطرم ومن وسط النار.اعترفوا للرب لانه صالح لان الى الابد رحمته} (دا3: 84-89}. الضيقة والصلاة والشكر .. فى الكتاب المقدس تقليد خاصّ بالشكر، يظهر بوجه خاص في المزامير ويكشف بشكل دقيق عن طبيعة الشكر كردة فعل على خلاص الله وانقاذه لابنائه وشعبه . فالاعتراف والعرفان بالجميل على الخلاص نرى فيه وصف لخطر يستهدف الانسان او الشعب { اكتنفتني حبال الموت اصابتني شدائد الهاوية كابدت ضيقا وحزنا} (مز116: 3)، ثم يشتمل على صلاة قلقة او عميقة لله { احببت لان الرب يسمع صوتي تضرعاتي. لانه امال اذنه الي فادعوه مدة حياتي... وباسم الرب دعوت اه يا رب نج نفسي}(مزمور 116: 1-2-4). ثم تذكير بتدخل الله الرائع{ الرب حافظ البسطاء تذللت فخلصني. ارجعي يا نفسي الى راحتك لان الرب قد احسن اليك. لانك انقذت نفسي من الموت وعيني من الدمعة ورجلي من الزلق. اسلك قدام الرب في ارض الاحياء} (116: 6-9). نعمة العهد الجديد وحياة الشكر .. اما فى العهد الجديد هو فنحن اخذنا من ملء نعمة الله المفاضة علينا بالمسيح يسوع ربنا {ومن ملئه نحن جميعا اخذنا ونعمة فوق نعمة. لان الناموس بموسى اعطي اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا} (يو1: 17-18) انه إعلان للشكر غير المنقوص الذي يرفعه الابن للآب في الروح القدس فى وحدة غنية . الشكر المسيحي هو جواب ورد عملى على نعمة الله الغنية والتعبير النهائي عنها يكمن في الأفخارستيا السرية، وهي شكر الرب،. ففي العشاء السري وعلى الصليب، يكشف يسوع عن هدف حياته وموته، ألا وهو الشكر من قلبه لتتميم عمل الخلاص والفداء ، وصلاة القداس هى أمتداد لعمل المسيح الخلاصى على الصليب. حياة المخلص كلها تعدُّ فعل شكر متواصل، يظهر أحياناً بصورة جلية ومهيبة لكي يحمل البشر على الإيمان وعلى مشاركته في الشكر { قال يسوع ارفعوا الحجر قالت له مرثا اخت الميت يا سيد قد انتن لان له اربعة ايام. قال لها يسوع الم اقل لك ان امنت ترين مجد الله. فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا ورفع يسوع عينيه الى فوق وقال ايها الاب اشكرك لانك سمعت لي. وانا علمت انك في كل حين تسمع لي ولكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا انك ارسلتني. ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجا. فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات باقمطة ووجهه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب} (يو11: 39-44).السيد المسيح هو الذي رفع أولاً الشكر إلى الآب ونحن "به ومعه وفيه" نقدم شكرنا وتسبيحنا للاب القدوس . فبعد أن أدرك المسيحيون معنى النعمة التى حصلوا عليه، وبعد أن اجتُذِبوا منه ، { وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع }(يو 12 : 32) . جعلوا من الشكر حياتهم المتجددة والمستمرة فنشكر الله على كل حال وفى كل حال ومن اجل كل حال .

أمثلة لحياة التسبيح والشكر ..

فى تسبحة العذراء مريم.. نري بدء تسابيح شكر العهد الجديد بانفتاح نعمة الله نحو البشر واعلان رئيس الملائكة غبريال للعذراء مريم بالتجسد الإلهى { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي. لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس. ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه.صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم.انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين.اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين.عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة. كما كلم اباءنا لابراهيم ونسله الى الابد} لو 47:1-55.

ثم راينا شكر سمعان الشيخ وحنة النبية وزكريا الكاهن وكلها تشكر على خطة الله لخلاص البشر . وقد أوحاها التأمل المتأني للأحداث، على مثال ما كان يحصل في العهد القديم.

الشكر فى حياة الرسل ... هكذا كان الرسل يواظبون مع المؤمنين على ليتروجية الشكر كجماعة بقلب واحد ويقدمون الشكر لله كل حين { كانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبزوالصلوات} (اع 2 : 42). {وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة واذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب} (اع 2 : 46) . ويعَبر عن الشكر والتسبيح لدى الرسل والجماعات المسيحية الأولى حتى بعد القيامة والصعود وفى كل خدمتهم وحياتهم { واخرجهم خارجا الى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم انفرد عنهم واصعد الى السماء. فسجدوا له ورجعوا الى اورشليم بفرح عظيم.وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله امين} لو 50:24-53 . { ولكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان.لاننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون. لهؤلاء رائحة موت لموت ولاولئك رائحة حياة لحياة ومن هو كفوء لهذه الامور} 2كو14:2-16. ويعلمنا الانجيل ان نشكر كل حين { اشكروا في كل شيء لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم} 1تس 18:5. {فشكرا لله على عطيته التي لا يعبر عنها} (2كو 9 : 15).{فاطلب اول كل شيء ان تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لاجل جميع الناس} (1تي 2 : 1).

الهدف من الشكر خلال كل الأحداث هو قبول ملكوت الله والاحساس بمحبته وقيادته للانسان. والعيش كما يحق لإنجيل المسيح، انه ثمرة الفداء المنتشر في الكنيسة { لنكون لمدح مجده نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح. الذي فيه ايضا انتم اذ سمعتم كلمة الحق انجيل خلاصكم الذي فيه ايضا اذ امنتم ختمتم بروح الموعد القدوس. الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده . لذلك انا ايضا اذ قد سمعت بايمانكم بالرب يسوع ومحبتكم نحو جميع القديسين. لا ازال شاكرا لاجلكم ذاكرا اياكم في صلواتي. كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح ابو المجد روح الحكمة والاعلان في معرفته. مستنيرة عيون اذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين. وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته} (أفس 1: 12- 19).

أما سفر الرؤيا فإنه يوسع آفاق الشكر إلى حدود الحياة الأبدية، ففي أورشليم السماوية، وبعد أن يكتمل العمل المسياني، يصبح الشكر حمداً خالصاً لله ومشاهدة منبهرة لله وعظائمه الأبديَة { والاربعة الاحياء لكل واحد منها ستة اجنحة حولها ومن داخل مملوة عيونا ولا تزال نهارا وليلا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الاله القادر على كل شيء الذي كان والكائن والذي ياتي. وحينما تعطي الحيوانات مجدا وكرامة وشكرا للجالس على العرش الحي الى ابد الابدين. يخر الاربعة والعشرون شيخا قدام الجالس على العرش ويسجدون للحي الى ابد الابدين ويطرحون اكاليلهم امام العرش قائلين.انت مستحق ايها الرب ان تاخذ المجد والكرامة والقدرة لانك انت خلقت كل الاشياء وهي بارادتك كائنة وخلقت} رؤ 8:4-11. {والاربعة والعشرون شيخا الجالسون امام الله على عروشهم خروا على وجوههم وسجدوا لله. قائلين نشكرك ايها الرب الاله القادر على كل شيء الكائن والذي كان و الذي ياتي لانك اخذت قدرتك العظيمة و ملكت} رؤ 16:11-17.

مجالات وأسباب الشكر ..

+ اذ نعدد المجالات والاسباب التى تستوجب تقديم الشكر لله فاننا نستمر فى حياة الشكر الدائم لله على كل شى ، نشكره على انه اعطانا واحبائنا نعمة الوجود كخالق ومحب للبشر ، وعلى نعمة البنوة لله { فشكرا لله انكم كنتم عبيدا للخطية و لكنكم اطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها }(رو 6 : 17) ونشكره على انه عبر بنا تجارب كثيره تعلمنا منها الكثير { شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح. اذا يا اخوتي الاحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين ان تعبكم ليس باطلا في الرب} 1كو 57:15-58. نشكره على كل ما لدينا من أمكانيات ومواهب { فشكرا لله على عطيته التي لا يعبر عنها }(2كو 9 : 15). نشكر الله على الإيمان وعلى الفرص المتجدده للتوبه والعمل. لكن علينا ان نعلم ان حياة الشكر لا تعني الاستكانة وعدم الجهاد فى تحسين أوضاعنا سواء فى الدراسة او المعيشة او العمل او العلاقات . بل علينا ان نجلس مع الله وأنفسنا ونحاسبها او نعاتبها ونتخذ القرارات اللازمة لتصحيح اوضاعنا ونقوم بتنفيذ الخطوات العملية للوصول الى الأفضل . علينا ان نتعلم من أخطائنا ونصححها لا ان نبكى على اللبن المسكوب وعندما نسقط علينا ان نبادر بالقيام عالمين ان النجاح يأتى من حسن التقدير وحسن التقدير يأتى من التجربة والسقوط ما هم الا سوء تقدير . فمع كل يوم جديد نشكر الله الذى اعطانا فرصة جديده للحياة والعمل والقيام والنجاح ولا ندع شئ يفصلنا عن الله حتى التجارب التى نواجهها فى حياتنا هى فرص نرى يد الله العاملة معنا ، ونجاهد لنكلل. ان الجهاد والتعب ومواجهة متاعب الحياة تخلق فينا التحدى والعمل على تخطى الصعاب { اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني } (نح 2 : 20). اننا لله نثق ان ما يحدث لنا سواء بارادة الله او بسماح منه لابد ان ينتهى لخيرنا { ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده }(رو 8 : 28). فلهذا نقدم الشكر لا على السعة فقط ولكن حتى فى الضيقات { بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا. والصبر تزكية و التزكية رجاء. والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} رو 3:5-5. فلنحيا دائما شاكرين فى كل حين {شاكرين الآب الذى أهلنا لشركة ميراث القديسين فى النور ، الذى لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا } ( كو 1 13 – 14 ).

معوقات لحياة الشكر ..

+ التركيز على المتاعب .. هناك من يضع المتاعب التى تواجهه امامه كل حين ويضخم المشاكل والضيقات ويجعلها تحصره وتحزن قلبه وتدعه نهباً للقلق والحزن والتذمر مما لا يجعل الانسان يشكر او يذوق طعم السعادة . يجب ان نعيش الحياة بحلوها ومرها وندع المرة تمر لكى لا تمرر حياتنا وتتعبنا . لنعيش فى حدود يومنا ونقدس الحاضر، الذى نملكه فالأمس قد ذهب بكل ما فيه والغد لا نملكه لأنه فى يد الله وحده.. ولكننا أمام واجب اليوم ، وواجب اللحظة الحاضرة. وفى تقديس الحاضر تقديس للحياة كلها، واليوم هو أجمل وأروع من الأمس والغد، ليتنا نفرح بكل ما في اليوم من خير، لئلا تتبدد طاقتنا بين التفكير فى الأمس والقلق على الغد. فلنشكر الله على نعمة الحياة ونعمل من اجل يوماً طيباً وغداً سيكون أفضل .

+ نسيان عمل الله وعدم الشعور بنعمته .. ونحن أحياناً لا نشكر لأننا ننسب الأشياء الحلوة في حياتنا، لغير الله ، إذا نجحنا ننسب ذلك إلى ذكائنا، أو إلى مجهوداتنا . وتختفى معونة الله من عقولنا وكذلك إن شفينا ننسب ذلك إلى الأطباء. وإن وفقنا في عملنا، ننسب ذلك إلى قدراتنا وكفاءتنا. وإن نجونا من حادثة، نرجع ذلك إلى مهارة السائق. وبالتالي يختفي الله من أسباب أفراحنا، فلا نشكره على شيء. واحياناً اخرى لا نشكر على شيء، إلا إذا فقدناه أو حرمنا منه، لا نحس النعمة التي نحن فيها، إلا إذا ضاعت منا، فلا نشكر الله على وجود الوالدين ولا نشعر ببركاتهما إلا إذا توفي أحدهما. ولا نشكر على ما نحن فيه من صحة، ولا نعرف قيمتها إلا إذا مرضنا. بل لا نشعر ببركة وجود النور في الحجرة، إلا إذا انقطع النور في الحجرة، إلا إذا انقطع التيار الكهربائي.

+ الانانية والتعود على الاخذ ..

هناك من لا يفكر إلا في ذاته، فإن اخذ لا يفكر في اليد التي أعطته. كإنسان جائع، يوضع أمامه طعام، فيأخذ في التهامه، دون أن يفكر فيمن قدمه له، أو في شكره على ذلك. كذلك قد ينشغل الانانى بذاته في أخذها، دون أن يتطلع إلى وجه المعطي. كإنسان فتح له الله أبواب الرزق، فتراه ينشغل بالرزق، وبجمعه وتكويمه وإنمائه، ولا يتفرغ ولو لحظة لكي يشكر من وهبه الرزق. واحياناً لا يشكرالانسان لأنه لم يتعود ذلك في حياته. لذلك يجب ان نعود انفسانا وابنائنا أن نشكر غيرنا على كل أمر يعملوه من أجلنا مهما كان ضيئلاً ثم بعد ذلك نشكرك الله لأنه يرسل لنا من يساعدنا، ويمنحهم القدرة على خدمتنا . إن كل خير نعيش فيه هو عطية من الله، الحياة والصحة، والعمل والمال، وكل شيء. ومادام كذلك فلنشكر الله المعطي. احياناً لا نشكر، لأننا نظن ان الأمر أصغر من أن نشكر عليه، أو هكذا نراه. يقول احد الاباء "الذي لا يشكر على القليل، كاذب هو إن قال إنه يشكر على الكثير كما ان الامين فى القليل أمين فى الكثير".

+ لا نشكر لعدم ادراك حكمة الله...أمور كثيرة تمر بنا، ولا نشكر عليها، بل على العكس قد نتضايق منها، أو نتذمر بسببها. وكل ذلك لا ندرك حكمة الله فيه. ولو أدركناها لشكرنا الله كثيراً.العيب فينا إذن. لنا عيون ولكنها لا تبصر في كل ما يمر بنا من أحداث ومن أمور. قد لا نشكر على ما أعطانا الله، لأننا نرى أن غيرنا عنده أكثر منا، أو ما هو أفضل أو لأن غيرنا أخذ مثلنا ونظن انه لا يستحق. وهذا خطأ ينم عن عدم محبة وكبرياء داخل النفس يجب ان نتخلص منها . هناك من لا يشكر، بسبب الطموح ورغم ان الطموح جيد لكن علينا ان لا نرتئى فوق ما ينبغى بل الى التعقل . وتكون تطلعاتنا ليس أعلى من المستوى الممكن، الطموح في حدود الاعتدال، وفي عدم شهوة العالم ليس هو خطية لكن لا يمنع الشكر. اشكر الله على ما معك، فيعطيك أكثر. كذلك لا يجوز أن الطموح يجعلك تحتقر ما وهبك الله إياه. الطموح الروحي فليس له ضحايا، إن عاش أصحابه في حياة الإتضاع شاكرين الله، وراغبين في الامتلاء من حبه.

+ التذمر أو الطمع والبعد عن الله ... هناك اناس يعيشون في الخطية، وليست لهم صلة بالله، ولا يعترفون بفضله عليهم. إنما كل همهم هو متعة العالم. وكما قال الكتاب " كل الأنهار تجري إلى البحر. والبحر ليس بملآن" (جا1: 7). ان لم يتعود الإنسان حياة القناعة فمن الصعب عليه أن يصل إلى حياة الشكر . كما ان البعد عن الله يبعد الانسان عن ان يشكره لأنه لا علاقة له بالله إطلاقا، فلا شكر، ولا صلاة، ولا قراءة كتاب، ولا حضور اجتماعات روحية، ولا شركة مع الله في شيء. ويحتاج هؤلاء إلى أن يدخلوا في الحياة مع الله. وحينئذ، حينما يشكرونه .

فلنشكر صانع الخيرات الرحوم ..

+ ايها الاله الرحوم محب البشر الصالح نشكرك يارب لانك خلقتنا ووهبتنا علم معرفتك ووهبتنا كل مقومات الحياة من شمس وماء وهواء وغذاء وكساء ولم تدعنا معوزين لشئ بل تقودنا كراعي صالح كل الأيام وتعبر بنا تجارب وضيقات الحياة لنتعلم ويشتد عودنا ويتقوى ايماننا ويزداد رجائنا وتنمو محبتنا لك .

+ نشكرك يارب على كل حال لانك تغفر خطايانا وتعيننا وتحفظنا وتقبلنا اليك كأب صالح وتشفق علينا كالأم الحنون. انت يارب تبحث عن الضال لترده وتعصب الجريح وتُجبر الكسير ولاترفض الراجعين اليك بكل قلوبهم مانحا ايانا سلامك ، واهباً لنا شفاء النفس والروح والجسد . فكيف نعبر عن محبتنا لك الا بشكرنا لنعمك وتسبيحنا بحمدك وطاعتنا لوصيتك وتقديم محبتك لكل محتاج الى أعلان محبتك للجميع .

+ ايها الرب الاله الذي قاد الكنيسة عبر تاريخها الطويل ، وعبر بها بحار ورياح التجارب والضيقات منتصراً على قوى الشر . نسالك يا ملك السلام ان تقودنا رعاة ورعية هذه الايام الصعبة وكل أيام حياتنا بكل سلام ونحن نامين فى محبتك وسائرين فى مخافتك . وأبطل عنا كل فخاخ ابليس المنصوبة حولنا وبدد مشورة الاشرار مقدما كل يوم وعلى مدى الأيام كل خير وصلاح وبركة لشعبك مسددا احتياجات رعيتك ايها الراعي الصالح . لنصل بك ومن خلال قيادتك الى ملكوتك السماوي . أمين

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

3 قصص قصيرة .. سافر طويلاً

للأب القمص أفرايم الاورشليمى

سافر طويلاً

أعلن بين أصحابة انه مسافر الى بلد الاحلام .

ظن البعض انها أمريكا ولم يجب بنعم او لا !

اعلن تاريخ السفر وأعدّ العدة ، وودّع الاقارب والاحباب.

وقال لاسرته انه سيجهز لهم هناك البيت السعيد.

وسيأتى وياخذهم متى حان الوقت .

لم يكن كثير الكلام مع الناس بل كان يتحدث كثيراً مع الله.

أقترب وقت الرحيل ولكنه لم يعد شنطة السفر..

اعلن باكر يوم السفر خبر وفاته !

ولادة متعثرة

انا مثلك يا صديقي حلمت بربيع قادم ، وبشمس الحرية تشرق علينا من جديد. وصحوت يا صديقي ..

لا على ربيع بل خريف يترك الاشجار عارية،

وشتاء نبحث فيها عن الدفء والامان ،

وصيف حارّ تهرب منه الابدان بحثًا عن ظلّ الحرية،

وبدلا من اشراق الشمس يا صديقي

وجدت نيران الكراهية تهدم معبدي وتقتل أخي واختي. انا مثلك يا صديقي ..

ارفع غصن الزيتون واصلي لبلادي لتكون.

انا اصرخ لله فمصر بلادي لا ، لا ، ابداً لن تهون.

انا حالم بغدٍ أفضل .. فهل يأتي.. قد يأتي متأخرًا .

وان كانت الولادة متعثرة فقد يموت الجنين .

انا مثلك يا صديقي اريد للجنين المستقبل السعيد.

الحلم وتفسيره

يوما ما حلم الفرعون الصغير ، حلمًا ازعجه وذهب لمفسرى الاحلام .

وقال لحكيم بينهم ، حلمت ان زوجتى تركتنى..

والاولاد الاوغاد تبعوها من بقى منهم فى بيت ابيها يستجدى، ومن تفرق الى بلاد الله الواسعة يعانى الغربة والضياع.

قال له الحكيم .. لقد ضاع الحكم منك يا سيدى ، والحزن الان لن يجدي . فاطاح الفرعون برأسه. واخذ يضيق على زوجته ،

وبعد أربعين يوماً . هبت ثورة الجياع ، فاطاحت بالفرعون

واختلف الابناء على تقسيم التركة . ولم تجد الزوجة للأن من يداوى احزانها ،

او من ينزع عنها الترمل ويعيد لحضنها الابناء .

وحلم البعض أحلاماً ولم يجدوا من يفسرها

فالحكيم بينهم قد أطاح الفرعون برأسه لانه كان حكيمًا .

قصة قصيرة ... الحلم وتفسيره

الحلم وتفسيره

للأب القمص أفرايم الاورشليمى

يوما ما حلم الفرعون ، حلما ازعجه وذهب لمفسر الاحلام الحكيم.

وقال حلمت ان زوجتى تركتنى..

والاولاد الاوغاد تبعوها من بقى منهم فى بيت ابيها يستجدى، ومن تفرق الى بلاد الله الواسعة يعانى الغربة والضياع.

قال له الحكيم .. لقد ضاع الحكم منك يا سيدى ، والحزن الان لن يجدى . فاطاح الفرعون برأسه. واخذ يضيق على زوجته ، وبعد أربعين يوماً . هبت ثورة الجياع ، فاطاحت بالفرعون .

واختلف الابناء على تقسيم التركة . ولم تجد الزوجة للأن من يداوى احزانها ،

او من ينزع عنها الترمل ويعيد لحضنها الابناء .

وحلم البعض أحلاماً ولم يجدوا من يفسرها فالحكيم بينهم قد طارت رأسه لانه كان حكيم .

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

قصة قصيرة .. ولادة متعثرة

ولادة متعثرة

للأب القمص أفرايم الاورشليمى

انا مثلك يا صديقى حلمت بربيع قادم ، وبشمس الحرية تشرق علينا من جديد. وصحوت يا صديقى ..

لا على ربيع بل خريف يترك الاشجار عارية،

وشتاء نبحث فيها عن الدفء والامان ،

وصيف حار تهرب منه الابدان بحثا عن ظل الحرية،

وبدلا من اشراق الشمس يا صديقى

وجدت نيران الكراهية تهدم معبدى وتقتل أخى واختى. انا مثلك يا صديقى ..

ارفع غصن الزيتون واصلى لبلادى لتكون. انا اصرخ لله فمصر بلادى لا ، لا ، ابداً لن تهون. انا حالم بغداً أفضل .. فهل يأتى .. قد يأتى متأخر .

وان كانت الولادة متعثرة فقد يموت الجنين . انا مثلك يا صديقى اريد للجنين المستقبل السعيد.

القيم الروحية (22) الشجاعة

القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح

(22) الشجاعة وعدم الخوف

للأب القمص أفرايم الأورشليمى

مفهوم الشجاعة وأشكالها ...

الشجاعة والشهادة للحق واقتحام الصعاب ... تُطلق كلمة شجاعة على شدة القلب وجرائته فى الاقدام أو قدرته في مقاومة الخصم، والتغلّب عليه ، هى صفة قد يتميز بها بهذا حتى الأشرار. أمّا الشجاعة فى المؤمن، فهي فضيلة خلقية، يكتسبها الإنسان بالتمرّن على الشهادة للحق دون خوف أو خنوع ويتدرب على الصبر والتضحية، في سبيل تحقيق مشيئة الله. ومن شأن فضيلة الشجاعة بهذا ان تسيطر على الشعور بالخوف من المكاره ، وأن تثبّت الإرادة في تحمّل التجارب والضيقات أو حتى الموت متى لزم الامر فلن نحيا الإ حياة واحدة ، ويجب ان نحيا حياة كريمة أمام الله وفى صدق مع النفس والناس ، الشجاعة تدفعنا الى مقاومة الشر والظلم بالطرق السليمة والقانونية .

إن طريق الكمال يحاج الى شجاعة للسير فيه فهو دخول من الباب الضيّق والطريق الصعب {ادخلوا من الباب الضيق لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما اضيق الباب واكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه} (مت 13:7-14). فلابد للسائرين من الباب الضيق، من شجاعة العزيمة وشجاعة القلب لاقتحام المصاعب التي تواجههم في حياتهم لدى قيامهم بواجباتهم. الشجاعة فضيلة أدبية تميل بصاحبها إلى تحمّل المكاره والموت متى اقتضى الأمر من اجل الايمان او الفضيلة دون تعدى وفى تقدير واحترام للغير. إنها الفضيلة التي تبعث في المرء النشاط والإقدام؛ ولكنها أيضاً تنظّم قوة نشاطه واندفاعه، لئلا يحمله حماسه إلى الطيش والتهوّر. فالشجاعة هي قوة الإرادة في مواجهة الصعاب والتغلّب عليها. فإذا كانت الغاية من الشجاعة أرضية زمنية، كانت الشجاعة فضيلة أرضية طبيعية. أما إذا كانت الغاية منها إكرام الله أو القيام بواجب من أجل الخير العام أو الخير الروحي فتكون الشجاعة فضيلة فائقة الطبيعة.

الشجاعة والثبات فى الجهاد .. الشجاعة تعني الإقدام على صعاب الأمور والثبات في ذلك الإقدام والاستمرار على الصبر في الشدة. فالامر يحتاج الى الحكمة والافراز والتمييز. قد يكون احتمال الشدائد شجاعة لأنه يتطلب عزيمة أقوى. التصبّر قد يكون أصعب من المهاجمة والاقتحام، الاستشهاد أحياناً أسهل من الجهاد المتواصل في جو من سوء الفهم والتهديدات ولكن من يثبت في مثل هذه الظروف يكون على أتمّ الاستعداد ليتقبّل الاستشهاد. وليس معنى ذلك القبول بالظلم او الرضي بحياة غير كريمة فالسيد المسيح جاء ليهبنا حياة أفضل {واما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل} (يو 10 : 10) .الشجاعة وسط بين نقيضين الخوف من جهة والتجرؤ والطيش المتسرع من جهة أخرى. فهي الفضيلة التي تقوّي ارادة المؤمن لكي يضبط الانفعالات فيما يخصّ هاتين النزعتين: الخوف والتجرؤ. فدور الشجاعة هو تجاوز الخوف غير المعقول أمام شر يهدّد الإنسان، وضبط الفرد من المهاجمة غير المعقولة لشر قادم. وبما أن أعظم شرّ طبيعي هو أن يخسر الإنسان حياته، فإن فضيلة الشجاعة تعالج حتى الخوف من الموت.

الشجاعة ومقاومة الشر وعدم الرضى بالسقوط .. إن من بين صور الشجاعة ، المقاومة أو التحمّل وكلاهما يحتاج الى الحكمة. من الناحية النفسية فإنه من الأسهل الهجوم على شر خصوصاً عندما يثيرك احد وتثور فيك نزعة الغضب. ولكن المعاناة من المرض أو الاضطهاد او الضيق أو حتى الموت بروح مطمئنة قوية يتطلب شجاعة الأبطال. عندما اراد تلاميذ الفيلسوف سقراط تهريبه من السجن الذى كان ينتظر فيه حكم الموت بتجرع السم رفض ذلك قائلا ليس الموت ما نخشاه انما نخشى الموت ونفوسنا ليست نقية ، لقد اعتبر المسيحيون دائماً الشهداء أمثلة رائعة للشجاعة المسيحية. والشهادة فى المسيحية ليست هى الهجوم على الغير او ازهاق اروح الابرياء بل هى شهادة للإيمان المسيحى والاقرار به وتقديم الحياة ذاتها متى اجبر الانسان على أنكار أيمانه أو تقديم حياته . وتقوم الشجاعة بنشاطها فى مقاومة الشر في الحياة الروحية. ولكي ننجح في الوصول إلى الكمال المسيحى يجب علينا أن نبدأ الرحلة بقوة نحو الكمال، ولا يجب أن نفاجأ بحروب الشيطان وهجومه ، ويجب أن تكون عندنا الشجاعة للهجوم والتصدى لحيل أبليس {اصحوا واسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الايمان عالمين ان نفس هذه الالام تجرى على اخوتكم الذين في العالم. واله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح يسوع بعدما تالمتم يسيرا هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم} 1بط 8:5-10. ، ويجب أن يكون عندنا الثبات والمثابرة للمضي قُدماً بدون الاستسلام إلى العدو. وحتى إذا قمنا بتقدّم كبير في الحياة الروحية وحققنا نصراً معنوياً على الشيطان ، ستظل الشجاعة ضرورية لنتحمّل التجارب التي يسمح الله بها لاختبار وتقوية وصفاء الروح.

الشجاعة ثورة على الخوف .. الإنسان يخاف المجهول ويخاف من المستقبل ويخاف مما هو غير منظور بل إن الإنسان قد يخاف من ذاته .وهناك خوف طبيعى كالخوف من النار والسيارات المسرعه والبعد عنها وهذا درباُ من الشجاعه للبعد عن الشر . وأما الخوف المرضى هو الذى يقود الى الجبن والنفاق ومحاباة الشر {ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا الجاعلين الظلام نورا و النور ظلاما الجاعلين المر حلوا و الحلو مرا }(اش 5 : 20). فهذا ضد الحق والشجاعة . في حياة المسيح نرى انه كان ثورة على كل المفاهيم الخاطئة والتي قتلت فى الانسان الحياة السليمة كعشرة محبة لله . لان الشعب في زمن المسيح ظن بإن العلاقة هي بين الإنسان والشريعة، والقانون والفروض. ولم يعرف إن هدف ذلك كله هو الرحمة والمحبة. ولهذا قال المسيح لهم { فقد ابطلتم وصية الله بسبب تقليدكم} (مت 15 : 6). هذا التقليد البشري النابع من تفكير الإنسان المحدود روحياً والمتزمت دينياً جعلهم كالقبور لا حياة فيهم. الفريسية جعلت الأمة تعيش تحت نير الخوف من الشريعة وجعلتها أمة مستعبدة لهذا الخوف. لذلك أتى المسيح وحرر الإنسان من هذا الخوف القاتل { اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب} (رو 8 : 15).

المسيحية هي رسالة تحرير الإنسان من العبودية للخوف ليهبنا حرية مجد ابناء الله . لا ينبغي على الإنسان المسيحى الذى يسكن داخله المسيح أن يخاف خوفا مرضيا لان الكتاب المقدس مملوء بوعود الله الصادقة والمعزية واعماله القوية مع ابنائه والتى تعطي الاطمئنان والسلام الداخلى وعدم الخوف . لقد تكررت كثيراً عبارة "لا تخف" فى الكتاب المقدس مرات كثيرة جداً لكى نحيا فى سلام وعدم خوف ، لان الله كاب لنا يرعى ابنائه ولن ينسانا حتى ان نسيت الام رضيعها . وحتى فى الظروف والاحداث الصعبة فان المؤمن لا يخاف فمادام الله معنا فمن علينا، انه الذى جاز بالفتية فى اتون النار وسد افواه الاسود وقاد الكنيسة عبر تاريخها الطويل يجعل كل الاشياء تعمل معنا للخير للذين يحبون الله. مع الإيمان لا خوف من مستقبل او مرض او اضطهاد او حتى استشهاد فالله ربنا القادر على كل شئ سيقودنا فى موكب نصرته. لن يستطيع شئ ان يؤذينا الا بسماح منه ولفائدتنا ومهما حصل من احداث لا تؤثر على سلام المؤمن الداخلى لانه يأخذه من الله { سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو 14 : 27). ان الله ليس عنا ببعيد بل به نحيا ونتحرك ونوجد وهو قادر ان يدافع عنا ويعطينا الشجاعة والقوة والنجاح { لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح (2تي 1 : 7) . ولنا وعوده الصادقة { لا تخف لاني معك لا تتلفت لاني الهك قد ايدتك واعنتك وعضدتك بيمين بري. انه سيخزى ويخجل جميع المغتاظين عليك يكون كلا شيء مخاصموك ويبيدون. تفتش على منازعيك ولا تجدهم يكون محاربوك كلا شيء وكالعدم.لاني انا الرب الهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف انا اعينك} اش 10:41-13.

السيد المسيح فى شجاعة وحزمه وتعاليمه... السيد المسيح يعلمنا الثقة فى الله .. لقد عمل السيد المسيح على تقوية إيماننا لنتحرر من الخوف ونثق فى الله وفى شدة قوته { سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو 14 : 2). اننا نثق فى الله كآب لنا ونصلى فنقول ابانا الذى فى السماوات ، فحينما نقيم علاقتنا مع الله على اساس الأبوة نأمن له ونطمئن لرعايته الأبوية ولتدبيره لحياتنا ، وأكد لنا أن الله يهتم بنا اهتمام الاّب بابنائه . ودعانا أن لا نخاف من الحياة ، ولا نعول الهم فى الحياة مهما كانت الاحوال ، ولا نقلق مهما كانت الظروف ضاغطة ، وأكد لنا أن الكوارث الطبيعية والامراض ومصاعب الحياة ليست مظهرا للغضب الالهى ، والله ليس مخيف ومنتقم الا للاشرار والظالمين ، فهو أب يرعى ويعتنى ويحب الانسان ، وينبغى ان نتعامل معه من مدخل الثقة فى وجوده معنا وفى محبته ورعايته لنا . دعانا الا نخاف من يوم الدينونة مادمنا نستعد ونتوب اليه ، ووستكون لنا هى يوم المجازاة والدخول للفرح السمائى، فالخشية من يوم الدينونة هو خوف يدعو للخلاص، وان كانت المخافة طريق الحكمة، ومخافة الله رأس كل حكمة روحية . فانها المخافة التى تعلم الحذر والانتباه وتقلل من الكسل والاستهتار، لذلك دعانا للسهر الروحى على خلاص نفوسنا. ومن االحكمة ان نكون حذرين مداومين على الصلاة والسهر الروحى. لقد علمنا ان نستعد للقاء الله المفرح بأعمال التقوى ، ورمز لذلك بلبس ثياب العرس، وحفظ الزيت فى الاّنية ، واستثمار الوازنات.

السيد المسيح في وداعته وشجاعته .. فى السيد المسيح راينا التكامل فى الفضائل فليس الشجاعة هى الطيش او التهور بل الحزم متى استوجب الامر والقوة الروحية التى لا تلين ولا تهادن الشر متى وجب مقاومة الشر . السيد المسيح الذى جاء عنه { لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع احد في الشوارع صوته (مت 12 : 19). رايناه حازماً مع هؤلاء الذين حولوا بيت الصلاة الى مغارة للصوص { وكان فصح اليهود قريبا فصعد يسوع الى اورشليم. ووجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقرا وغنما وحماما والصيارف جلوسا. فصنع سوطا من حبال وطرد الجميع من الهيكل الغنم والبقر وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم. وقال لباعة الحمام ارفعوا هذه من ههنا لا تجعلوا بيت ابي بيت تجارة. فتذكر تلاميذه انه مكتوب غيرة بيتك اكلتني} يو 13:2-17. كما كان قويا شجاعاً فى تبكيته للكتبة والفريسيين المراؤون { لكن ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس فلا تدخلون انتم ولا تدعون الداخلين يدخلون. ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تاكلون بيوت الارامل ولعلة تطيلون صلواتكم لذلك تاخذون دينونة اعظم. ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلا واحدا ومتى حصل تصنعونه ابنا لجهنم اكثر منكم مضاعفا.ويل لكم ايها القادة العميان} مت 13:23-16.

كان قوياً شجاعاً فى حجته واقناعه كما راينا يقنع هؤلاء الذين فى حرفية قاتله منعوا عمل الخير فى السبوت تحت حجة عدم كسر السبت { ثم انصرف من هناك و جاء الى مجمعهم. و اذا انسان يده يابسة فسالوه قائلين هل يحل الابراء في السبوت لكي يشتكوا عليه. فقال لهم اي انسان منكم يكون له خروف واحد فان سقط هذا في السبت في حفرة افما يمسكه و يقيمه.فالانسان كم هو افضل من الخروف اذا يحل فعل الخير في السبوت. ثم قال للانسان مد يدك فمدها فعادت صحيحة كالاخرى.مت 9:12-13.

شجاعة البذل والعطاء المسيحى .. الصليب هو علامة قوة المحبة والبذل والفداء فى المسيحية ، وليس علامة ضعف او تخاذل ، ولقد اعلن السيد المسيح لتلاميذه انه سيسلم ليد الامم ويستهزء به ويقوم فى اليوم الثالث . وقال عن حياته { ليس احد ياخذها مني بل اضعها انا من ذاتي لي سلطان ان اضعها و لي سلطان ان اخذها ايضا} (يو 10 : 18) . ففي شخص السيد المسيح التقى الحبُّ بالشجاعة والبذل والتضحية . وفيه التقيا العدل والرحمة ومات البار عن الخطاة والأثمة . وهذا ما اعلنه لنا السيد فى بدء خدمته { وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان. لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية .لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان و الذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. وهذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم و احب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة} يو 14:3-19.

لهذا عبر الشهداء عن قوة ايمانهم ولم يخافوا الامبراطورية الرومانية بجيوشها واسودها وكل عذاباتها للمسيحيين، ولقد انتصر الايمان علي الوثنية . والاشخاص العزل على قوة السلاح حتى اعلنت المسيحية ديانة للدوله فى عهد قسطنطين قبيل منتصف القرن الرابع وان استمرت موجهات الاضطهاد للمؤمنين من اعداء المسيح من جيل الى جيل برهاناً على قوة المحبة الباذلة واظهاراً لفضائل اتباع المسيح . روت دماء الشهداء بذار الايمان ليصبح شجرة عظيمة ، كان لسان حال الشهداء كما هو حالنا ايضا ان نقول كما نؤمن ونحيا شهود لايماننا فى شجاعة ومحبة { لاننا نعلم انه ان نقض بيت خيمتنا الارضي فلنا في السماوات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد ابدي. فاننا في هذه ايضا نئن مشتاقين الى ان نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء. وان كنا لابسين لا نوجد عراة. فاننا نحن الذين في الخيمة نئن مثقلين اذ لسنا نريد ان نخلعها بل ان نلبس فوقها لكي يبتلع المائت من الحياة. لان محبة المسيح تحصرنا اذ نحن نحسب هذا انه ان كان واحد قد مات لاجل الجميع فالجميع اذا ماتوا. وهو مات لاجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لانفسهم بل للذي مات لاجلهم وقام. } 2كو 1:5-4 ، 14-15. لقد تغير مفهوم الالم وأصبح شركة حبٍّ مع الرب المتألِّم ، وارتفع إلى مستوي الهِبة الروحية ، والموت متى يشاء الله أصبح انتقال للمجد والسماء ويستقبله المؤمن سعيداً راضياً . وليس في هذا عجب؛ فقد تحوَّل الموت من شئ مُرعب إلى جسرٍ ذهبي ومَعبر يَعبر بنا من حياة قصيرة وغُربة مؤقتة وثوبٍ بالٍ إلى سعادة أبدية دائمة.

شجاعة السيد المسيح فى مواجهة الصليب ..

عندما جاءت الساعه التى يتعين على السيد المسيح ان يُسلم ذاته ليصلب بدلا من الخطاة، وهو عالم بكل ماياتى عليه من عذابات واهانات وكان قد اخبر تلاميذه بها وانه يضع ذاته بسلطانه وحده { وفيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع ابن الانسان سوف يسلم الى ايدي الناس. فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم فحزنوا جدا} مت 22:17-23. لننظر كم كانت شجاعة السيد المسيح واثرها حتى على اعدائه { وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع لان يسوع اجتمع هناك كثيرا مع تلاميذه. فاخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء الى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح. فخرج يسوع وهو عالم بكل ما ياتي عليه وقال لهم من تطلبون. اجابوه يسوع الناصري قال لهم يسوع انا هو وكان يهوذا مسلمه ايضا واقفا معهم. فلما قال لهم اني انا هو رجعوا الى الوراء وسقطوا على الارض. فسالهم ايضا من تطلبون فقالوا يسوع الناصري. اجاب يسوع قد قلت لكم اني انا هو فان كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون. ليتم القول الذي قاله ان الذين اعطيتني لم اهلك منهم احدا. ثم ان سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى وكان اسم العبد ملخس. فقال يسوع لبطرس اجعل سيفك في الغمد الكاس التي اعطاني الاب الا اشربها. ثم ان الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع واوثقوه} يو 2:18-9 . راينا كيف رجعوا الجنود وسقطوا الى الخلف بل كان بامكان السيد المسيح ان ياتى بجيش من الملائكة كما قال لبطرس { فقال له يسوع رد سيفك الى مكانه لان كل الذين ياخذون السيف بالسيف يهلكون. اتظن اني لا استطيع الان ان اطلب الى ابي فيقدم لي اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة. فكيف تكمل الكتب انه هكذا ينبغي ان يكون.في تلك الساعة قال يسوع للجموع كانه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتاخذوني كل يوم كنت اجلس معكم اعلم في الهيكل ولم تمسكوني} مت 52:26-55.

لم يستعمل السيد المسيح قوته التى بها اسقط الجند على الارض والتى بها ارجع اذن العبد المقطوعه سالمة بل اسلم ذاته بارادته ليصلب. لم يستطع اى احد ان يمد يده على السيد المسيح قبل ذلك ولكن هذه هى ساعة سلطان الظلمة فقد وضع نفسه بارادته. بل انه قال الحق فى هيرودس ولم يخشى شئ واصفا اياه بالثعلب { في ذلك اليوم تقدم بعض الفريسيين قائلين له اخرج و اذهب من ههنا لان هيرودس يريد ان يقتلك.فقال لهم امضوا و قولوا لهذا الثعلب ها انا اخرج شياطين و اشفي اليوم وغدا و في اليوم الثالث اكمل. بل ينبغي ان اسير اليوم وغدا وما يليه لانه لا يمكن ان يهلك نبي خارجا عن اورشليم} لو 31:13-33. بل انه عند الصلب وامام بيلاطس احب بيلاطس ان يفتخر امامه عليه بسلطانه فقال له يسوع ليس لك سلطان على ان لم تكن قد اعطيت من فوق بل ان بيلاطس نفسه كان يخاف منه { فقال له بيلاطس اما تكلمني الست تعلم ان لي سلطانا ان اصلبك وسلطانا ان اطلقك. اجاب يسوع لم يكن لك علي سلطان البتة لو لم تكن قد اعطيت من فوق لذلك الذي اسلمني اليك له خطية اعظم} يو10:19-11 .هذا هو السيد المسيح الشجاع الذى لم يهاب اى احد طوال فترة وجوده على الارض وقدم ذاته بارادته للموت من أجل خلاصنا وقد شهد له بذلك حتى اعدائه { فارسلوا اليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين يا معلم نعلم انك صادق وتعلم طريق الله بالحق ولا تبالي باحد لانك لا تنظر الى وجوه الناس} (مت 22 : 16).

السيد المسيح فى مجده ومجيئه الثانى ..

لقد قام السيد المسيح من الموت فى اليوم الثالث وظهر للتلاميذ والرسل وللكثيرين مثبتاً ايمانهم ومبدداً خوفهم { وقال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وانا بعد معكم انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والانبياء والمزامير. حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب.وقال لهم هكذا هو مكتوب و هكذا كان ينبغي ان المسيح يتالم ويقوم من الاموات في اليوم الثالث.وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم. وانتم شهود لذلك. وها انا ارسل اليكم موعد ابي فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي. واخرجهم خارجا الى بيت عنيا و رفع يديه و باركهم. وفيما هو يباركهم انفرد عنهم و اصعد الى السماء. فسجدوا له و رجعوا الى اورشليم بفرح عظيم. وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله امين} لو 44:24-53.

ولقد حقق السيد المسيح له المجد وعده للرسل بعد صعوده بعشرة أيام وحل الروح القدس عليهم واعطاهم القوة والحكمة وشجاعة الإيمان ليبشروا باسمه فى كل الارض { ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة. وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملا كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار و استقرت على كل واحد منهم. وامتلا الجميع من الروح القدس وابتداوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا} أع 1:2-4.

وكما راى التلاميذ السيد المسيح صاعدا الى السماء بمجد عظيم ، هكذا راه يوحنا الحبيب فى السماء وله تسجد كل ارواح القديسين والملائكته { بعد هذا نظرت واذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعده من كل الامم و القبائل و الشعوب والالسنة واقفون امام العرش وامام الخروف ومتسربلين بثياب بيض وفي ايديهم سعف النخل. وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف. وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ و الحيوانات الاربعة وخروا امام العرش على وجوههم وسجدوا لله. قائلين امين البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لالهنا الى ابد الابدين امين. واجاب واحد من الشيوخ قائلا لي هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض من هم ومن اين اتوا. فقلت له يا سيد انت تعلم فقال لي هؤلاء هم الذين اتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف. من اجل ذلك هم امام عرش الله ويخدمونه نهارا وليلا في هيكله والجالس على العرش يحل فوقهم. لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر. لان الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم الى ينابيع ماء حية ويمسح الله كل دمعة من عيونهم} رؤ 9:7-17.

وهكذا سيأتى فى المجئ الثانى فى بقوة ومجد عظيم تسبقه علامة الصليب المنير ليجمع مختاريه الى الملكوت والاشرار الى العذاب الابدي { وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها} مت 30:24-30 . من اجل هذا فاننا نحيا فى الايمان القويم على رجاء المجد { اما انت فاصح في كل شيء احتمل المشقات اعمل عمل المبشر تمم خدمتك. فاني انا الان اسكب سكيبا ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان. واخيرا قد وضع لي اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره ايضا} 2تيم 5:4-8.

أشكال من الشجاعة

الشهامة ... تميل هذه الفضيلة بالإنسان إلى إتمام فعل ما هو واجب حتى ان كان صعباً ومتعباً. وبهذا المعنى هي فضيلة جديرة بأقصى مديح. وتفترض فضيلة الشهامة مُسبقاً النفس السامية النبيلة. وغالباً ما توصف أنها عظمة النفس أو نبل الخلق. فالأشخاص المتسمون بالشهامة هم نمط متميز من الأشخاص. فهم لا يحسدون ولا يُنافسون الآخرين ولا يشعرون بالإحراج أمام فضائل الآخرين. فهم هادئون في أعمالهم. وهم صادقون ومخلصون ولبقون فى حياتهم وحتى في كلامهم يعرفون متى يتكلمون ومتى يصمتون ، يعبرون عن ارائهم فى الوقت المناسب وبطريقة حكيمة لا تجرح احد ولكن دون خوف من احد ، كما أنهم أصدقاء أوفياء. وهم لا يكذبون. وهم صريحون وغير متحفظين وهم ليسو مُرائين بل اناس موضوعيون . وهم لا يبالغون ولا يغالون فى تقدير الامور أكبر من حجمها . بل كما يقول الشاعر : وتكبر فى عين الصغير صغارها . وتصغر فى عين العظيم العظائم . من الشجاعة والشهامة ايضا الاعتذار عند الخطأ والسعى الى تصحيح الاخطاء ومن الشهامة ايضا قبول الاعتذار والنسيان والصفح عمن يسئٌ الينا .

الانسان الشهم ينظر مبدئياً إلى الفضيلة ولما هو نبيل. أما العواطف الدنيئة والخلافات والمجادلات الغبية فيبتعد عنها { والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها عالما انها تولد خصومات. وعبد الرب لا يجب ان يخاصم بل يكون مترفقا بالجميع صالحا للتعليم صبورا على المشقات. مؤدبا بالوداعة المقاومين عسى ان يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق. فيستفيقوا من فخ ابليس اذ قد اقتنصهم لارادته} 2تيم 23:2-26. الشهم يتميز بالعفو عند المقدرة وإذا أضرّ به احد فسرعان ما ينسي ويصفح. ولا يبالغ في الشعور بالفرح عندما يمدحه الآخرون ، كما أنه لا يحزن للنقد الذي قد يلتقيه من الآخرين بل يقيسه بالمنطق فان وجده حق يعالج أخطاءه وان وجده حسدا وذماً تجاوزه . الشهم لا يتذمّر لاحتياجه إلى الأشياء غير متاحة له بل فى شهامة يشكر الله على ما لديه من قناعة وايمان ، يتعلّم كيف يستغني { ليس اني اقول من جهة احتياج فاني قد تعلمت ان اكون مكتفيا بما انا فيه. اعرف ان اتضع واعرف ايضا ان استفضل في كل شيء وفي جميع الاشياء قد تدربت ان اشبع وان اجوع وان استفضل وان انقص.استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني} في 11:4-13

الصبر... الصبر على التجارب التى لا مفر منها والمكاره التى تقابلنا هو ضرب من ضروب الشجاعة. الصبر فضيلة تمكننا من تحمّل المعاناة الجسدية أوالمعنوية بدون حزن في الروح أو كآبة في القلب. المؤمن القوى يحيا هادئا لا يتذمر على المرض او الضيق او الفقر او الضيق لاي سبب بل تراه يحيا فى سلام وفرح وشكر. الشجاعة تعطيه حكمة وصبر وجلد وتحمل وتواضع ، أن المحن والمعاناة التي لابد منها في هذه الحياة تحتاج للشجاعة لإبقائنا أقوياء أو حازمين، لا نخضع للإحباط أوالحزن. ويفقد العديد من البشر استحقاق معاناتهم لأنهم يخفقون في ممارسة فضيلة الصبر. الشجاعة الروحية تعلمنا ان نكون متوافقين مع ارادة الله وصابرين على الضيقات كاشياء مفيدة لنا من الله ونأخذ ونتعلم من شجاعة السيد المسيح فى حمل الصليب طوعا {ناظرين الى رئيس الايمان و مكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله} (عب 12 : 2). ان الآم والمعاناة تنشئ لنا ثقل مجد ابدى {فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله و وارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه} (رو 8 : 17).

المثابرة والثبات...الشجاعة تظهر فى المثابرة والثبات على المبادئ ، يثابر الانسان في عمل الخير بالرغم من المصاعب التي يترتب عليها ذلك. الاستمرار في ممارسة الفضيلة يوماً بعد يوم، يتطلّب شجاعة في الروح. إن الفضائل جميعها تحتاج إلى مساعدة المثابرة والاستمرارية ، لأنه لولاها لا يمكن المحافظة على الفضيلة وممارستها لفترة طويلة من الزمن، ولن تبلغ أية فضيلة في النهاية إلى كمالها. وبالرغم من أن كل فضيلة هي، بالتعريف، عادة صعب إزالتها، ولذلك فهي في حدّ ذاتها صفة ثابتة، فإن الصعوبة الخاصّة التي تنشأ من إخلاص طويل في ممارسة فضيلة معيّنة تحتاج إلى فضيلة المثابرة الخاصة. نحن نحتاج الى عمل النعمة لضمان مثابرتنا وشجاعتنا فى عمل الخير بتواضع قلب الى النفس الاخير كى لا نخطئ ونحيا حياة الفضيلة والبر . فمهما كنّا عادلين ومهما كنّا كاملين، فإننا دائماً معرضون الى الوقوع فى الخطيئة مما يستدعى الشجاعة فى مقاومة الاغراء ، ولذلك السبب، فنحن نحتاج فوق فضيلة المثابرة المُفاضة بالنعمة. المثابرة والثبات شكل من أشكال الشجاعة تعطى الانسان القوة والحزم والارادة أمام الصعوبات والتحديات والاغراءات سواء خارجية من البيئة الخاطئة او حروب الشيطان او التى تأتى من داخل الانسان وشهواته .

العوامل تساعد على تنمية فضيلة الشجاعة ..

الإيمان والثقة فى الله ومحبة الله الحقيقية وطاعته والاحتمال من اجله كلها وسائل تعطى الانسان شجاعة وقوة وحزم فى مواجهة مصاعب الحياة .

الإيمان وعدم الخوف ... اننا نومن بالله رعايته وحفظه لنا وانه قادر ان يحفظ حياتنا ومن معنا ويقودنا فى موكب نصرته. حتى ان واجهت سفينة حياتنا التحديات فان الرب قادر وقاهر التحديات { واما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج لان الريح كانت مضادة. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر. فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا} مت 24:14-27 . الإيمان قوة تمنح الشجاعة والاقدام { امنوا بالرب الهكم فتامنوا ، امنوا بانبيائه فتفلحوا }(2اخبار 20 : 20). { لذلك اقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فامنوا ان تنالوه فيكون لكم} (مر11 : 24).

نحن نؤمن ان الله قادر على كل شئ. وفي ظل هذه القدرة، نحن نطلب منه، وكل ما نعجز أمامه نحن، نري قوة الله قادرة عليه. فنتغنى بقول الكتاب {غير المستطاع عند الناس، مستطاع عند الله}. الله القوى القادر على كل شئ يمنح القوة لابنائه وبناته. الله يستطيع كل شيء، ولا يعسر عليه أمر. وهو وعدنا ان { كل شيء مستطاع للمؤمن} مر 23:9. أذن لنحيا فى شجاعة قوة الله رغم همجية العدو وكبريائه فالله على كل متكبر وعال وكل ظالما قادر الله ان يذله { لانها ليست قوتك بالكثرة يا رب ولا مرضاتك بقدرة الخيل ومنذ البدء لا ترضى من المتكبرين بل يسرك دائما تضرع المتواضعين الودعاء} (يهو 9 : 16). كل من يتبع الله بتواضع ووداعة يقوى بقوة الله وينتصر بعزته .لانه يحتمي في قوة القادر علي كل شيء. اننا فى إيماننا نثق تماما فى حماية ورعاية الراعى الصالح .

الايمان مدرسة ايضا للصلاة بثقة لناخذ من الله قوة ورجاء وشجاعة. وامامنا وعود الرب الصادقة { تشددوا و تشجعوا لا تخافوا ولا ترهبوا وجوههم لان الرب الهك سائر معك لا يهملك و لا يتركك } (تث 31 : 6).اننا اذ نثق فى الله لا نخاف شئ وبالصلاة والثقة يجدد لنا الرب القوة اللازمة للتغلب على كل تحديات الحياة { اما عرفت ام لم تسمع اله الدهر الرب خالق اطراف الارض لا يكل ولا يعيا ليس عن فهمه فحص. يعطي المعيي قدرة ولعديم القوة يكثر شدة. الغلمان يعيون ويتعبون والفتيان يتعثرون تعثرا. واما منتظروا الرب فيجددون قوة يرفعون اجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون} اش 28:40-31. المؤمن يعرف ان هناك صعوبات فى طريق الفضيلة والبر لكن يدرك ايضا معونة السماء والأكاليل المعدة للفائزين { من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس من يغلب فساعطيه ان ياكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله }(رؤ 2 : 7).{ومن يغلب ويحفظ اعمالي الى النهاية فساعطيه سلطانا على الامم} (رؤ 2 : 26). {من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضا ولن امحو اسمه من سفر الحياة وساعترف باسمه امام ابي وامام ملائكته} (رؤ 3 : 5). {من يغلب فساعطيه ان يجلس معي في عرشي كما غلبت انا ايضا وجلست مع ابي في عرشه }(رؤ 3 : 21).

جاء السيد المسيح ليحررنا من كل خوف مرضى يقيد الانسان ، سواء من الشيطان او جنوده او حروبهم او من الضيقات او المجهول او حتى من الموت . نحن نعمل فى شجاعة وسعى لخلاص انفسنا . نخاف فقط ان نبتعد عن الله وعن محبته واثقين ان ارادته هى قداستنا . ولا شئ يبعدنا أو يفصلنا عن محبة الله التى فى المسيح يسوع . لا نخاف من أضطهاد أوا استشهاد فحياتنا فى يد الله وان عشنا فله نعيش وان متنا فللرب نموت . ولن نحيا الا حياة واحدة وحيدة فلنحيا حياة كريمة ترضى الله أو نموت فى كرامة القديسين والشهداء غير هيابين من الموت {ولكن اقول لكم يا احبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر. بل اريكم ممن تخافون خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان ان يلقي في جهنم نعم اقول لكم من هذا خافوا. اليست خمسة عصافير تباع بفلسين وواحد منها ليس منسيا امام الله. بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة. واقول لكم كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله. ومن انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله.لو 4:12-9

المحبة الطاعة والاحتمال ... المحبة قوية اقوى حتى من الموت . ومن اجل ان نعلن محبتنا للملك المسيح يجب ان نطيع وصاياه ونحتمل بصبر وشجاعة كل ما يأتى علينا من اجل محبته { يا بني ان اقبلت لخدمة الرب الاله فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتجربة. ارشد قلبك واحتمل امل اذنك واقبل اقوال العقل ولا تعجل وقت النوائب. انتظر بصبر ما تنتظره من الله لازمه ولا ترتد لكي تزداد حياة في اواخرك. مهما نابك فاقبله وكن صابرا على صروف اتضاعك. فان الذهب يمحص في النار والمرضيين من الناس يمحصون في اتون الاتضاع} سير1:2-5. هذه المحبة أعطت القدّيس بولس وتهبنا نحن ايضاً الشجاعة الفائقة الطبيعة التى بها نعبر كل المصاعب والاضطهادات ، والخطر، والسيف كما قال القديس بولس {من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح.ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. فاني متيقن انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا امور حاضرة ولا مستقبلة. ولا علو ولا عمق و لا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا (رو 8 :35- 39).

ان قبولنا بصبر ورضى إزعاجات الحياة اليومية بروح شجاعة قوية. تُصاحب كل مهنة في الحياة بصعوباتها الخاصّة، حتى ولو كان ذلك مجرّد الرتابة والملل الكائنين في نشاطات الفرد اليومية. فإذا لم نتعلّم قبول المنغصات والمحن الصغيرة التي لابد منها في الحياة اليومية، مثل البرد والحرارة، والألم والمشقة، والأمراض والأوجاع الصغيرة والتناقضات، فإننا لن نحقق أي تقدّم في اكتساب فضيلة الشجاعة المسيحية.

اننا نصلى لله ليهبنا المحبة الكاملة والصبر التام وطاعة المسيح وصبره وهو الذى فى تجسده بقى راسخاً فى أمانته لمشيئة الآب . نصلى لتكون لنا شجاعة وقوة السيد المسيح سنداً فى جهادنا اليومى والشهادة لإيماننا المسيحى والحفاظ على حضورنا كاعضاء حية فى جسد المسيح السرى . ان ذلك يقتضى منا شجاعة العمل والتعاون مع الاخوة لنا فى الوطن بماضيه وما فيه وحاضره وما لنا من ملاحظات عليه ومستقبلنا وما لنا من أمل متجدد به . نصلى ليهبنا الله الشجاعة الاحتمال والتضامن مع الفقراء والمحتاجين والمضطهدين والفرح بحمل الصليب والثقة فى انتصار المحبة على البغضة والله على قوات الشر الروحية والثقة فى قيادة الراعى الصالح لكل النفوس المتعبة نحو المراعى الخضراء ومياة الراحة. ونثق انه قادر علي يرد النفوس المتعبة والضاله الى حظيرته . ونحن سائرين فى وادى ظل الموت واثقين وغير خائفين لان لنا الله ملجأ امين .