نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الاثنين، 30 مايو 2016

الشكر كل حين


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

الشكر شعور بنعمة الله علينا.. الانسان الشاكر لله هو الذى يشعر بنعم الله عليه ورعايته له فى مختلف ظروف الحياة ، وهو إنسان متواضع طيب القلب قنوع ، يشعر ان الله صانع الخيرات حتى وان سمح الله بضيقات تأتى عليه فهى لفائدته الروحية ، فالله قادر ان يغير ما يصنعه ضدنا الاشرار الي خير لنا كما قال يوسف الصديق { انتم قصدتم لي شرا اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا كثيرا }(تك 50 : 20). وهكذا كان يوسف نبيلا مع اخوته الذين تأمروا على قتله وبعد ذلك باعوه عبدا، وكان شهماً ستر على اخوته وعلى امرأة سيده عندما أتهمته ظلما { لاني قد سرقت من ارض العبرانيين وهنا ايضا لم افعل شيئا حتى وضعوني في السجن} (تك 15:40). ومن أجل طهارته وتواضع قلبه وهبه الله الحكمة والنعمة واستطاع ان يفسر حلم فرعون ويدير احوال مصر فى المجاعة وينقذ شعبها واهله من الجوع والغلاء والفناء .من اجل ذلك يدعونا الإنجيل الى حياة الشكر كابناء محبين لله { فكونوا متمثلين بالله كاولاد احباء. واسلكوا في المحبة كما احبنا المسيح ايضا واسلم نفسه لاجلنا قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة. شاكرين فى كل حين، على كل شئ} ( أف 1:5- 2، 20 ).
لدينا الكثير والكثير من الاشياء التي تستحق الشكر، عزيزى هل شكرت الله على انك لك عينين ترى بهما. وعلى نعمة القراءة وعلى ضوء الشمس والكهرباء ؟ يقول الشاعر الراحل أمل دنقل : ترُي حين افقأ عينيك ، واثبت مكانهما جوهرتين . ترُي هل ترى ؟ هى أشياء لا تشترى. فهل شكرنا الله على نعمة البصر. وكم من أناس لم تتاح لهم فرصة التعليم ولا يستطيعوا القراءة. فهل شكرت الله على ذلك. وكم يكفي من المال مقابل قدميك ؟ ان لدينا نعم كثيرة تكفى للشكر الدائم ، والإنسان القنوع بما لديه ، الشاكر الله على نعمه يحيا سعيدا ويقبل نفسه كما هو ساعيا الي الكمال المسيحي والنمو الروحي والعملى فى تواضع ورضا بما لديه فى غير تذمر او تمرد او عصيان بدلا من السعى للوصول الى اهداف زائفة تقوده الى هلاك النفس {لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه } (مت 16 : 26). {واما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة } (1تي 6 : 6) الإنسان الشاكر لله والأخرين يحيا حياة الرضا والسعادة بما لديه فالسعادة ليس بمقدار ما نملك ونستهلك بل السعادة تأتي من القناعة بما بين ايدينا وما في مقدورنا عمله لادخال البهجة والفرح لحياتنا وحياة من حولنا . وكما يقول أحد القديسين (لا موهبة بلا زيادة الا التي هي بلا شكر) . فلنعود أنفسنا يا أحبائي على حياة الشكر لله وكذلك نقدم الشكر لكل من يساهم فى تقديم خدمة لنا ولاحبائنا .
+ الشكر هو عرفان بالجميل .. نحن نقدم الشكر والحمد لله على نعمة التى منحها لنا وعلى كل شيء لم يمنحه ومنعه عنا لخيرنا حتى لو كان الإنسان يشعر باحتاج اليه وهذا ما يقوم به العامة من تقبيل ايديهم من داخل ومن خارج حينما يشكروا الله. فنحن نشكر الله على جميع العطايا التى منحها الله لنا وكذلك على كل ما قد حجبه عنا حتى ولو كنا فى احتياج لذلك الشئ الذى حجبه الله واثقين ان ذلك من اجل خيرنا. نشكر الله على نعمة الوجود وعلى ما لدينا من صحة وحتى من مرض فالمرض هبة من الله لنعرف ضعفنا ونجلس مع ذواتنا ونتقابل مع الله . اننا يجب ان نشكر الله على رعايته ونصرته لنا فى حروبنا ونتعلم من أخطائنا ونتوب عنها، يقول قداسة البابا شنوده الثالث (لا شك أن الشيطان يبذل قصارى جهده من أجل ضررنا وأسقاطنا، فاٍن كنا الآن بخير، فذلك لأن الله قد منع الضررعنا، الضرر الذى نعرفه او لا نعرفه، ونحن نشكر الله على هذا الحفظ، اٍننا اٍذا شكرنا على النعم فقط ، يكون حبنا هو للنعم، وليس لله معطيها! أما اٍن شكرنا الله حتى على الضيقة ، فاٍنما نبرهن على أننا نحب الله لذاته وليس لعطاياه ).
الشكر في التجارب والضيقات ... الشكر فى التجارب وصية الكتاب وطريق سلكه قبلنا رب المجد الذى من أجل السرور الموضوع أمامه أحتمل موت الصليب { اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ} ( يع 2:1-4). التجارب المتنوعة التي تحيط بالمؤمن من خسائر مادية أو مرض أو موت أو إضطهاد ، هي شركة مع الآم السيد المسيح ومن يشترك فى الألم والصليب يشترك معه فى مجده (2كو 6: 9). علينا أن نقبلها بكل فرح لاننا بها نشترك مع من أحبنا فى ألامه. ونسلم حياتنا فى يد من أحبنا ومنه نجد العزاء والصبر. التجارب لا تعني عدم رضا أو غضب من الله وكراهية وإلا فهل كان الله غاضباً على بولس وعلى الشهيد أبانوب. الألم يكملنا وينقينا ويجملنا ويكللنا { وبضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل ملكوت الله} (أع 14: 22).
قد يسمح الله بالضيقات لفائدتنا، بالضيقات نزهد فى محبة العالم. فهى فطام عن العالم، هى كأم تضع مراً على إصبع طفلها حتى لا يضعه فى فمه. أن الله لا يتركنا وسط التجارب، بل يعطينا عزاء وصبراً لنتحمل، وهذا ما قالته عروس النشيد شماله (التجارب) تحت رأسى ويمينه (تعزياته) تعانقنى} (نش 2 : 6). نرتمى فى حضن المسيح فيطهرنا دمه من كل خطية ويهبنا تعزياته ويغدق علينا بمراحمخ والتجارب علامة محبة من الله فمن يحبه الرب يؤدبه (عب 12 : 6). وبهذا يجذبنا الله من محبة العالم وطالما سمح الله بالتجارب فهو ينوى أن يخلصنى من طبيعتى الساقطة والإنحرافات التى فى داخلى. فالفرح هو لأننى سأكمل بها وهى طريقى للسماء. وطالما الآلام شركة مع المسيح فهى شركة مجد. إذا هى طريقى للمجد. وبها نكتشف يد الله القدير. ربما بالخيرات المادية والروحية نكتشف الله الحنون، ولكن بالتجارب نكتشف يد الله القوية التى تستطيع أن تخرجنا من الضيقة كما الفتية فى آتون النار ودانيال فى جب الأسود لهذا قال القديس الأنبا بولا " من يهرب من الضيقة يهرب من الله ". وعلينا أن لا نتذمر وسط التجربة بل نشكر عالمين أن كل ما يسمح به الله هو للخير ولبنياننا وحتى نتزين بالفضائل وحتى ننال إكليلاً أبدياً، أما التذمر فهو يوقف ويعطل عمل الله ويوقف تعزيات الله التى بها نحتمل التجربة.
السيد المسيح وحياة الشكر ..
تذكر أحسانات الله لنا وصية من الله .. عندما كان الشعب قديماً فى البريه واطعمهم الله المن فى البرية أمر موسى ان يحتفظ منه بالقليل في بيت الرب ليكون مجال للتذكر والشكر { وقال موسى هذا هو الشيء الذي امر به الرب ملء العمر منه يكون للحفظ في اجيالكم لكي يروا الخبز الذي اطعمتكم في البرية حين اخرجتكم من ارض مصر. وقال موسى لهرون خذ قسطا واحدا واجعل فيه ملء العمر منا وضعه امام الرب للحفظ في اجيالكم. كما امر الرب موسى وضعه هرون امام الشهادة للحفظ} (خر32:16-34). وهكذا نحن فى العهد الجديد نشكر الله فى كل صلاة ولاسيما فى الصلاة الليتروجية فى القداس التي هي بحق سر الشكر لله على عطيته التى لا يعبر عنها بكلمات.
وعندما شفى السيد المسيح له المجد العشرة البرص. رجع واحد فقط ليقدم الشكر لله وكان رجلا سامري غريب { فواحد منهم لما راى انه شفي رجع يمجد الله بصوت عظيم. وخر على وجهه عند رجليه شاكرا له وكان سامريا. فاجاب يسوع وقال اليس العشرة قد طهروا فاين التسعة. الم يوجد من يرجع ليعطي مجدا لله غير هذا الغريب الجنس}( لو 15:17-18). من اجل هذا تعلمنا الكنيسة فى كل صلاة نصليها ان نبتدى بالشكر لله صانع الخيرات الرحوم لانه سترنا واعاننا وحفظنا وقبلنا اليه واشفق علينا وعضَددنا ووهبنا نعمة الحياة لنقف أمامه ونشكره . عرف داود النبي مراحم الله واختبرها لذلك رايناه يبارك الله دائما { باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل امراضك.الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرافة. الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك. الرب مجري العدل والقضاء لجميع المظلومين. الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة. لا يحاكم الى الابد ولا يحقد الى الدهر. لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب اثامنا} (مز1:103-10. ) فياليتنا نتعلم من رجال الله القديسين ونشكر الله على نعمه المتنوعة .
نحن اخذنا من ملء نعمة الله المفاضة علينا بالمسيح يسوع ربنا {ومن ملئه نحن جميعا اخذنا ونعمة فوق نعمة. لان الناموس بموسى اعطي اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا} (يو1: 17-18) الشكر هو جواب ورد عملى على نعمة الله الغنية والتعبير النهائي عنها يكمن في الأفخارستيا. ففي العشاء السري وعلى الصليب، يكشف يسوع عن هدف حياته وموته، ألا وهو الشكر من قلبه لتتميم عمل الخلاص والفداء ، وصلاة القداس هى أمتداد لعمل المسيح الخلاصى على الصليب. السيد المسيح هو الذي رفع أولاً الشكر إلى الآب ونحن "به ومعه وفيه" نقدم شكرنا وتسبيحنا للاب القدوس . فبعد أن أدرك المسيحيون معنى النعمة التى حصلوا عليه، وبعد أن اجتُذِبوا منه ، { وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع }(يو 12 : 3) . جعلوا من الشكر حياتهم المتجددة والمستمرة فنشكر الله على كل حال وفى كل حال ومن اجل كل حال. وتعاملات الله عبر التاريخ تعلن لنا عطايا الله وغنى نعمتة المجانية وهي تفيض على البشر. وفعل الشكر هو جواب الإنسان لهذه النعمة المتدفقة والمتواصلة التي ستجد كمالها في المسيح. فالشكر وعي بعطايا الله. واندفاع لا شائبة فيه للنفس التي تعترف بهذا الجود. وعرفان بالجميل أمام العظمة الإلهية وهو ياتى في الكتاب المقدس كرد فعل عميق للخليقة التي تكتشف عظمة الله ومجده. فخطيئة الوثنيين الرئيسية في نظر القديس بولس تكمن في أنهم عرفوا الله ولم يشكروه {لان اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى انهم بلا عذر.لانهم لما عرفوا الله لم يمجدوه او يشكروه كاله بل حمقوا في افكارهم واظلم قلبهم الغبي. وبينما هم يزعمون انهم حكماء صاروا جهلاء} (رو 20:1-22).
الفرح بالرب رغم صعوبة الظروف .. { اهتفوا ايها الصديقون بالرب بالمستقيمين يليق التسبيح. احمدوا الرب بالعود بربابة ذات عشرة اوتار رنموا له. غنوا له اغنية جديدة احسنوا العزف بهتاف. لان كلمة الرب مستقيمة وكل صنعه بالامانة. يحب البر والعدل امتلات الارض من رحمة الرب} (مز 1:33-5) ولان الرب صالح والى الابد رحمته فيجب ان نحمده ونشكره رغم كل الظروف المحيطة بنا والأعداء أو الظروف الأقتصادية أو الأمنية الصعبة كما جاء فى حبقوق النبي { فَمَعَ أَنَّهُ لاَ يُزْهِرُ التِّينُ وَلاَ يَكُونُ حَمْلٌ فِي الْكُرُومِ يَكْذِبُ عَمَلُ الزَّيْتُونَةِ وَالْحُقُولُ لاَ تَصْنَعُ طَعَاماً. يَنْقَطِعُ الْغَنَمُ مِنَ الْحَظِيرَةِ وَلاَ بَقَرَ فِي الْمَذَاوِدِ .فَإِنِّي أَبْتَهِجُ بِالرَّبِّ وَأَفْرَحُ بِإِلَهِ خَلاَصِي. اَلرَّبُّ السَّيِّدُ قُوَّتِي وَيَجْعَلُ قَدَمَيَّ كَالأَيَائِلِ وَيُمَشِّينِي عَلَى مُرْتَفَعَاتِي. لِرَئِيسِ الْمُغَنِّينَ عَلَى آلاَتِي ذَوَاتِ الأَوْتَارِ.} ( حب 17:3-19) وكما هتف المرنم شاكراً الرب الذى ينجي حتى من الموت { احمدك يا رب الهي من كل قلبي وامجد اسمك الى الدهر.لان رحمتك عظيمة نحوي وقد نجيت نفسي من الهاوية السفلى}(مز 86: 12-13). وبكلام أكثر دقّة يقوم فعل الشكر على أنه اعتراف عملي بفضل الله . فحمد الله يودي إلى إعلان العظائم التي يجريها معنا وإلى الشهادة لأعماله. أما فعل الشكر، فإنه يسير كصدى له في القلوب. ولهذا السبب، فهو يتضمن غالباً الإشارة إلى جماعة الصديقين التي دُعيت لتسمع وتشارك في الشكر{ احمدك في الجماعة الكثيرة في شعب عظيم اسبحك} (مز 35: 18). اللفظ الذي يبدو أنه يجسم فعل الشكر في العهد القديم ويترجم بصورة دقيقة الموقف الديني المقصود، هو عبارة " مبارك الرب الاله " ففي العبرية "باروخ اته ادوناى " يفصح عن صدى بركة الله الذي يهب خليقته الحياة والخلاص بالشكر من الإنسان لخالقه { باركوا الرب يا كهنة الرب سبحوا وارفعوه الى الدهور. باركوا الرب يا عبيد الرب سبحوا وارفعوه الى الدهور. باركوا الرب يا ارواح ونفوس الصديقين سبحوا وارفعوه الى الدهور. باركوا الرب ايها القديسون والمتواضعو القلوب سبحوا وارفعوه الى الدهور. باركوا الرب يا حننيا وعزريا وميشائيل سبحوا وارفعوه الى الدهور لانه انقذنا من الجحيم وخلصنا من يد الموت ونجانا من وسط اتون اللهيب المضطرم ومن وسط النار.اعترفوا للرب لانه صالح لان الى الابد رحمته} (دا3: 84-89}.
أمثلة لحياة التسبيح والشكر ..
فى تسبحة العذراء مريم.. نري بدء تسابيح شكر العهد الجديد بانفتاح نعمة الله نحو البشر واعلان رئيس الملائكة غبريال للعذراء مريم بالتجسد الإلهى { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي. لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس. ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه.صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم.انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين.اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين.عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة. كما كلم اباءنا لابراهيم ونسله الى الابد} (لو 47:1-55). ثم راينا شكر سمعان الشيخ وحنة النبية وزكريا الكاهن وكلها تشكر على خطة الله لخلاص البشر .
الشكر فى حياة الرسل ... هكذا كان الرسل يواظبون مع المؤمنين على ليتروجية الشكر كجماعة بقلب واحد ويقدمون الشكر لله كل حين { كانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبزوالصلوات} (اع 2 : 42). وعندما سجنوهم وضربوهم لتبشيرهم باسم المسيح رايناهم فرحين { وَأَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ }(اع 5 : 41) وكانوا يواظبوا على الصلاة والتناول بفرح وشكر {وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة واذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب} (اع 2 : 46) . ويعَبر عن الشكر والتسبيح لدى الرسل والجماعات المسيحية الأولى حتى بعد القيامة والصعود وفى كل خدمتهم وحياتهم { واخرجهم خارجا الى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم انفرد عنهم واصعد الى السماء. فسجدوا له ورجعوا الى اورشليم بفرح عظيم.وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله امين}( لو 50:24-53) . { ولكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان.لاننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون. لهؤلاء رائحة موت لموت ولاولئك رائحة حياة لحياة ومن هو كفوء لهذه الامور} 2كو14:2-16. ويعلمنا الانجيل ان نشكر كل حين { اشكروا في كل شيء لان هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم} 1تس 18:5. {فشكرا لله على عطيته التي لا يعبر عنها} (2كو 9 : 15).{فاطلب اول كل شيء ان تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لاجل جميع الناس} (1تي 2 : 1). والهدف من الشكر خلال كل الأحداث هو قبول ملكوت الله والاحساس بمحبته وقيادته للانسان. والعيش كما يحق لإنجيل المسيح، انه ثمرة الفداء المنتشر في الكنيسة { لنكون لمدح مجده نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح. الذي فيه ايضا انتم اذ سمعتم كلمة الحق انجيل خلاصكم الذي فيه ايضا اذ امنتم ختمتم بروح الموعد القدوس. الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده . لذلك انا ايضا اذ قد سمعت بايمانكم بالرب يسوع ومحبتكم نحو جميع القديسين. لا ازال شاكرا لاجلكم ذاكرا اياكم في صلواتي. كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح ابو المجد روح الحكمة والاعلان في معرفته. مستنيرة عيون اذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين. وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته} (أفس 1: 12- 19). أما سفر الرؤيا فإنه يوسع آفاق الشكر إلى حدود الحياة الأبدية، ففي أورشليم السماوية، وبعد أن يكتمل العمل المسياني، يصبح الشكر حمداً خالصاً لله ومشاهدة منبهرة لله وعظائمه الأبديَة { والاربعة الاحياء لكل واحد منها ستة اجنحة حولها ومن داخل مملوة عيونا ولا تزال نهارا وليلا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الاله القادر على كل شيء الذي كان والكائن والذي ياتي. وحينما تعطي الحيوانات مجدا وكرامة وشكرا للجالس على العرش الحي الى ابد الابدين. يخر الاربعة والعشرون شيخا قدام الجالس على العرش ويسجدون للحي الى ابد الابدين ويطرحون اكاليلهم امام العرش قائلين.انت مستحق ايها الرب ان تاخذ المجد والكرامة والقدرة لانك انت خلقت كل الاشياء وهي بارادتك كائنة وخلقت} (رؤ 8:4-11). {والاربعة والعشرون شيخا الجالسون امام الله على عروشهم خروا على وجوههم وسجدوا لله. قائلين نشكرك ايها الرب الاله القادر على كل شيء الكائن والذي كان و الذي ياتي لانك اخذت قدرتك العظيمة و ملكت} (رؤ 16:11-17).
مجالات وأسباب الشكر ..
+ اذ نعدد المجالات والاسباب التى تستوجب تقديم الشكر لله فاننا نستمر فى حياة الشكر الدائم لله على كل شى ، نشكره على انه اعطانا واحبائنا نعمة الوجود كخالق ومحب للبشر ، وعلى نعمة البنوة لله { فشكرا لله انكم كنتم عبيدا للخطية و لكنكم اطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها }(رو 6 : 17) ونشكره على انه عبر بنا تجارب كثيره تعلمنا منها الكثير { شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح. اذا يا اخوتي الاحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين ان تعبكم ليس باطلا في الرب} (1كو 57:15-58. نشكره على كل ما لدينا من أمكانيات ومواهب { فشكرا لله على عطيته التي لا يعبر عنها } (2كو 9 : 15). نشكر الله على الإيمان وعلى الفرص المتجدده للتوبه والعمل. لكن علينا ان نعلم ان حياة الشكر لا تعني الاستكانة وعدم الجهاد فى تحسين أوضاعنا سواء فى الدراسة او المعيشة او العمل او العلاقات. بل علينا ان نجلس مع الله وأنفسنا ونحاسبها او نعاتبها ونتخذ القرارات اللازمة لتصحيح اوضاعنا ونقوم بتنفيذ الخطوات العملية للوصول الى الأفضل. علينا ان نتعلم من أخطائنا ونصححها لا ان نبكى على اللبن المسكوب وعندما نسقط علينا ان نبادر بالقيام عالمين ان النجاح يأتى من حسن التقدير وحسن التقدير يأتى من التجربة والسقوط ما هم الا سوء تقدير . فمع كل يوم جديد نشكر الله الذى اعطانا فرصة جديده للحياة والعمل والقيام والنجاح ولا ندع شئ يفصلنا عن الله حتى التجارب التى نواجهها هى فرص نرى فيها يد الله العاملة معنا ، ونجاهد لنكلل. ان الجهاد والتعب ومواجهة متاعب الحياة تخلق فينا التحدى والعمل على تخطى الصعاب { اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني } (نح 2 : 20). اننا نثق ان ما يحدث لنا سواء بارادة الله او بسماح منه لابد ان ينتهى لخيرنا { ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده }(رو 8 : 28). فلهذا نقدم الشكر لا على السعة فقط ولكن حتى فى الضيقات { بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا. والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا}( رو 3:5-5). فلنحيا دائما شاكرين فى كل حين {شاكرين الآب الذى أهلنا لشركة ميراث القديسين فى النور ، الذى لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا } ( كو 1 13 – 14 ).
معوقات لحياة الشكر ..
+ التركيز على المتاعب .. هناك من يضع المتاعب التى تواجهه امامه كل حين ويضخم المشاكل والضيقات ويجعلها تحصره وتحزن قلبه وتدعه نهباً للقلق والحزن والتذمر مما لا يجعل الانسان يشكر او يذوق طعم السعادة . يجب ان نعيش الحياة بحلوها ومرها وندع المرة تمر لكى لا تمرر حياتنا وتتعبنا . لنعيش فى حدود يومنا ونقدس الحاضر، الذى نملكه فالأمس قد ذهب بكل ما فيه والغد لا نملكه لأنه فى يد الله وحده.. ولكننا أمام واجب اليوم ، وواجب اللحظة الحاضرة. وفى تقديس الحاضر تقديس للحياة كلها، واليوم هو أجمل وأروع من الأمس والغد، ليتنا نفرح بكل ما في اليوم من خير، لئلا تتبدد طاقتنا بين التفكير فى الأمس والقلق على الغد. فلنشكر الله على نعمة الحياة ونعمل من اجل يوماً طيباً وغداً سيكون أفضل .

+ نسيان عمل الله وعدم الشعور بنعمته .. ونحن أحياناً لا نشكر لأننا ننسب الأشياء الحلوة في حياتنا، لغير الله ، إذا نجحنا ننسب ذلك إلى ذكائنا، أو إلى مجهوداتنا . وتختفى معونة الله من عقولنا وكذلك إن شفينا ننسب ذلك إلى الأطباء. وإن وفقنا في عملنا، ننسب ذلك إلى قدراتنا وكفاءتنا. وإن نجونا من حادثة، نرجع ذلك إلى مهارة السائق. وبالتالي يختفي الله من أسباب أفراحنا، فلا نشكره على شيء. واحياناً اخرى لا نشكر على شيء، إلا إذا فقدناه أو حرمنا منه، لا نحس النعمة التي نحن فيها، إلا إذا ضاعت منا، فلا نشكر الله على وجود الوالدين ولا نشعر ببركاتهما إلا إذا توفي أحدهما. ولا نشكر على ما نحن فيه من صحة، ولا نعرف قيمتها إلا إذا مرضنا.
+ الانانية والتعود على الاخذ ..
هناك من لا يفكر إلا في ذاته، فإن اخذ لا يفكر في اليد التي أعطته. كإنسان جائع، يوضع أمامه طعام، فيأخذ في التهامه، دون أن يفكر فيمن قدمه له، أو في شكره على ذلك. كذلك قد ينشغل الانانى بذاته في أخذها، دون أن يتطلع إلى وجه المعطي. كإنسان فتح له الله أبواب الرزق، فتراه ينشغل بالرزق، وبجمعه وتكويمه وإنمائه، ولا يتفرغ ولو لحظة لكي يشكر من وهبه الرزق. واحياناً لا يشكرالانسان لأنه لم يتعود ذلك في حياته. لذلك يجب ان نعود انفسانا وابنائنا أن نشكر غيرنا على كل أمر يعملوه من أجلنا مهما كان ضيئلاً ثم بعد ذلك نشكرك الله لأنه يرسل لنا من يساعدنا، ويمنحهم القدرة على خدمتنا . إن كل خير نعيش فيه هو عطية من الله، الحياة والصحة، والعمل والمال، وكل شيء. ومادام كذلك فلنشكر الله المعطي. احياناً لا نشكر، لأننا نظن ان الأمر أصغر من أن نشكر عليه، أو هكذا نراه. يقول احد الاباء "الذي لا يشكر على القليل، كاذب هو إن قال إنه يشكر على الكثير كما ان الامين فى القليل أمين فى الكثير".
+ لا نشكر لعدم ادراك حكمة الله... أمور كثيرة تمر بنا، ولا نشكر عليها، بل على العكس قد نتضايق منها، أو نتذمر بسببها. وكل ذلك لا ندرك حكمة الله فيه. ولو أدركناها لشكرنا الله كثيراً. قد لا نشكر على ما أعطانا الله، لأننا نرى أن غيرنا عنده أكثر منا، أو ما هو أفضل أو لأن غيرنا أخذ مثلنا ونظن انه لا يستحق. وهذا خطأ ينم عن عدم محبة وكبرياء داخل النفس يجب ان نتخلص منها . هناك من لا يشكر، بسبب الطموح ورغم ان الطموح جيد لكن علينا ان لا نرتئى فوق ما ينبغى بل الى التعقل . وتكون تطلعاتنا ليس أعلى من المستوى الممكن، الطموح في حدود الاعتدال، وفي عدم شهوة العالم ليس هو خطية لكن لا يمنع الشكر. اشكر الله على ما معك، فيعطيك أكثر. كذلك لا يجوز أن الطموح يجعلك تحتقر ما وهبك الله إياه. الطموح الروحي فليس له ضحايا، إن عاش أصحابه في حياة الإتضاع شاكرين الله، وراغبين في الامتلاء من حبه.
+ التذمر أو الطمع والبعد عن الله ... هناك اناس يعيشون في الخطية، وليست لهم صلة بالله، ولا يعترفون بفضله عليهم. إنما كل همهم هو متعة العالم. وكما قال الكتاب { كل الأنهار تجري إلى البحر. والبحر ليس بملآن}(جا1: 7). ان لم يتعود الإنسان حياة القناعة فمن الصعب عليه أن يصل إلى حياة الشكر . كما ان البعد عن الله يبعد الانسان عن ان يشكره لأنه لا علاقة له بالله إطلاقا، فلا شكر، ولا صلاة، ولا قراءة كتاب، ولا حضور اجتماعات روحية، ولا شركة مع الله في شيء. ويحتاج هؤلاء إلى التوبة وأن يدخلوا الله في حياتهم . وحينئذ يشكرونه .

فلنشكر صانع الخيرات الرحوم ..
+ ايها الاله الرحوم محب البشر الصالح نشكرك يارب لانك خلقتنا ووهبتنا علم معرفتك ووهبتنا كل مقومات الحياة من شمس وماء وهواء وغذاء وكساء ولم تدعنا معوزين لشئ بل تقودنا كراعي صالح كل الأيام وتعبر بنا تجارب وضيقات الحياة لنتعلم ويشتد عودنا ويتقوى ايماننا ويزداد رجائنا وتنمو محبتنا لك .
+ نشكرك يارب على كل حال لانك تغفر خطايانا وتعيننا وتحفظنا وتقبلنا اليك كأب صالح وتشفق علينا كالأم الحنون. انت يارب تبحث عن الضال لترده وتعصب الجريح وتُجبر الكسير ولاترفض الراجعين اليك بكل قلوبهم مانحا ايانا سلامك ، واهباً لنا شفاء النفس والروح والجسد. فكيف نعبر عن محبتنا لك الا بشكرنا لنعمك وتسبيحنا بحمدك وطاعتنا لوصيتك وتقديم محبتك لكل محتاج الى أعلان محبتك للجميع .
+ ايها الرب الاله الذي قاد الكنيسة عبر تاريخها الطويل ، وعبر بها بحار ورياح التجارب والضيقات منتصراً على قوى الشر . نسالك يا ملك السلام ان تقودنا رعاة ورعية هذه الايام الصعبة وكل أيام حياتنا بكل سلام ونحن نامين فى محبتك وسائرين فى مخافتك . وأبطل عنا كل فخاخ ابليس المنصوبة حولنا وبدد مشورة الاشرار وسدد احتياجات رعيتك ايها الراعي الصالح . لنصل بك ومن خلال قيادتك الى ملكوتك السماوي . أمين

الاثنين، 23 مايو 2016

خزف بين يدي الله



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

{ لَنَا هَذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلَّهِ لاَ مِنَّا}
(2كو 4 : 7)
+ الله هو الفخاري الأعظم القادر أن يشكلنا كما يريد لاسيما أن كنا عجينة خاضعة وطيعة بين يديه ليشكل منا أوان خزفية للمجد والكرامة ويزينها بكل فضيلة روحية لتصلح أن تكون لزينة وجمال بيت الرب، ولكي يكون فضل القوة لله لا منّا. وعلينا أن نصلي ونعمل ليحقق الله خطته بنا ولأعادة التشكيل { الْكَلاَمُ الَّذِي صَارَ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ الرَّبِّ: «قُمِ انْزِلْ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَهُنَاكَ أُسْمِعُكَ كَلاَمِي». فَنَزَلْتُ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَإِذَا هُوَ يَصْنَعُ عَمَلاً عَلَى الدُّولاَبِ. فَفَسَدَ الْوِعَاءُ الَّذِي كَانَ يَصْنَعُهُ مِنَ الطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ فَعَادَ وَعَمِلَهُ وِعَاءً آخَرَ كَمَا حَسُنَ فِي عَيْنَيِ الْفَخَّارِيِّ أَنْ يَصْنَعَهُ. فَصَارَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: «أَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ كَهَذَا الْفَخَّارِيِّ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ هُوَذَا كَالطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ أَنْتُمْ هَكَذَا بِيَدِي} ( أر 1:18-6). أن الخزاف الأعظم يريد يجعلنا علي صورته ومثاله. لقد أتي بنا الي العالم لهدف وخطة في فكره يريد أن يتممها بنا ويجب علينا أن نستلهم منه وأجباتنا ونؤديها بامانة واخلاص. فليس أعتباطا ان نولد وننشأ في هذا المكان أو ذاك وأن تكون لنا هذه المعرفة أو تلك ولكن الله يريد أن يستخدم كل وأحد وواحدة منا لخدمة مجيدة وعمل صالح ويشكلنا كأوان خزفية لعمل أرادته الصالحة المرضية فيكون فضل القوة لله لا منّا.
+ لكي يشكل الخزاف الأنية الخزفية فانه يضعها علي دولاب الفخار ويضغط عليها بكلتا يديه، ويحرك العجلة برجليه فتدور تارة ببطء وتارة بسرعة حسب ما يراه بلمسات مختلفة حتى يشكلها ثم يعرضها للشمس لتجف وتنشف ثم يضعها في الأتون لتحرق وقد يضع عليها الفنان رسوماته الفنية لتبدوا في غاية الروعة، وهذا ما يفعله الله ليشكلنا بالظروف السهلة والصعبة والتجارب التي نظنها قاسية ويعمل الروح القدس فينا للتأديب والتقويم والتعليم وكل ذلك ليعدنا لنكون نافعين للخدمة ولمجد أسمه القدوس. علينا نخدم الله خدمة مرضية { لِذَلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتاً لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى} (عب 12 : 28). السيد المسيح كراعي صالح يستخدم ظروفنا وعملنا وخدمتنا وحتى المرض والأخفاق والنقد والضيقات من أجل تشكيلنا لنكون لمجد أسمه وقد نعترض علي بوتقة الضيقات التى تحررنا من الأنانية والذات ومن التعلق بالناس والأشياء وتحررنا من الخطية ومحبة العالم. وعلينا أن نقبل في شكر تاديبات القدير ولا نعترض على حكمته { وَيْلٌ لِمَنْ يُخَاصِمُ جَابِلَهُ. خَزَفٌ بَيْنَ أَخْزَافِ الأَرْضِ. هَلْ يَقُولُ الطِّينُ لِجَابِلِهِ: مَاذَا تَصْنَعُ؟ }(اش 45 : 9). وعلينا أن نطلب أرادة الله في حياتنا لنعرفها ونتممها وندعوه ليشترك معنا في كل عمل صالح.
+ لقد أشترانا الله بالدم الكريم لنكون أبناء وبنات له ويعمل بنا عمل مجيد ونكون نور فى العالم وسفراء له على الأرض ونثمر ويدوم ثمرنا. فلا يقل أحد أنه كشجرة غير مثمرة فى حقل غير مفلح. بل نضع حياتنا وأمكانيتنا وقدراتنا ووقتنا فى يد الله ونحبه ونطيع وصاياه ونطلب منه أن يصنع منا أنية للكرامة والمجد. نصلي ليقودنا الله معلمنا ايانا ماذا يريد أن نفعل؟ ويملائنا بثمار البر والتقوى { لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا}(اف 2 : 10). نحن عمل الله وخليقته، خلقنا على صورته ومثاله وأعطانا نعمة العقل والأرادة و أختارنا للبنوة وليتمم بنا مقاصده المقدسة وهو قادر ان يأخذ بيد كل واحد منا حتى لو تعثرنا لنعود بقوة أعظم ويتمم بنا أرادته المقدسة، أمين.

الأحد، 15 مايو 2016

شعر قصير 25 - يا أبتاه أغفر لهم

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
"كن مستعد"
كن مستعد للقاء الهك ولمجئ العريس
أسهر علي خلاص نفسك مصلي وحريص
خليك أمين على وزناتك ككنز عندك نفيس
فكرك وعملك وكل مالك قدسهم لله تقديس
سير فى النور الزمان اليسير كابن لله قديس
ما نعمله من محبة سنجده وبه مكاننا نقيس
دي حياة أبدية تحيا فيها فرحاً أو تحيا تعيس
.....
(2)
" يا أبتاه أغفر لهم "
يا أبتاه أغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون
هم يفعلون الأثم عن جهل او ضعف او جنون
وأنا يا أبتي تجسدت لاخلصهم وبمحبتهم مفتون
ومسرتي بهم ومن أجلهم أتالم وأرضي بالمنون
أنتظر أن يقابلوا محبتى بمحبة بها آلامي تهون
أحبك يارب ياقوتي وتسبحتى وفى خطاك سائرون
علي الصليب أكملت خلاصنا ولمحبتك نحن مقدرون
نؤمن بك فاذكرنا متى جئت فى ملكوتك أيها الحنون
.....
(3)

" حياة الإيمان"
طوبي للإنسان الليّ بيحيا قوى الإيمان
واثق بقيادة وحفظ الله عبر تقلب الأزمان
عايش في سلام وبمحبته لله سعيد فرحان
لايخاف من شر ولا يخشي غدر أي إنسان
يحيا شبعان بالروح كالنهر دائم الجريان
إنسان الله كجبل راسخ قوى في عالم فان
عنيه وقلبه على الأبدية لاتقوي عليه أحزان
.....
(4)
"بشري القيامة "
كانت بتبكي وقلبها حزين موجوع
حاملة الطيب وماشيه في خشوع
للقبر تزوره وهناك تزرف الدموع
لقيت الحجر دحرج عن باب القبر
وملاك بيبشرها بقيامة الرب يسوع
ليس هو هنا لكنه قام كقوله للجموع
التفت لقت راجل نظره نحوها مرفوع
ظنته البستاني قالت له أين جسد يسوع؟
نادها يامريم عرفته من صوته المسموع
أخبرى التلاميذ اني قمت وأعلنى للجموع
رئيس الحياة لا يمكن أن يقدر عليه الموت
صلب ومات وقام لاجل خلاصنا دا الموضوع
.....

(5)
" قام ليقيمني "
بذل ذاته عني خلاصا فوق الصليب
وقام ليقيمني ويبررنى فهو الحبيب
منحني سلاماً وإيماناً وصفحاً عجيب
وهبني الفرح وأزال عنى حزنى الكئيب
أنتى الهي، لدعوة حبك ليّ أنا أستجيب
أشكر فضلك من كل قلبي الهي القريب
فقودنى يارب معك لمجد القيامة المهيب

السبت، 14 مايو 2016

(129) فكرة لكل يوم - خبز الحياة

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ يقدم السيد المسيح نفسه لنا بانه المشبع والمروي ومعطي الحياة للنفس البشرية فيقول { أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً.} (يو 35:6). بالمسيح يسوع نشبع ونرتوي ونحيا ونتحرك ونوجد وبدونه نجوع ونعطش ونموت فمهما نأكل ونتلذذ باطايب العالم ستظل نفوسنا جوعى بدونه ومهما نشرب من آبار العالم التي لا تضبط ماء فاننا نعطش ايضا. المسيح الرب فى إشباعه ليس قاصرا على تنوع احتياجات الإنسان، ومطالبه الجسدية والنفسية والروحية، بل هو يشبع باستمرار وبلا نهاية، هو يقودنا الى الحياة الأبدية فهو شجرة الحياة التى لا يموت أكلوها، ولابد أن نأتي اليه فهو لا يجبر أحد علي قبوله بل يقف ويقرع علي باب قلبنا، دون أن يفتحه عنوة، حتى يكون للإنسان الإرادة الحرة فى الاختيار، لكن من لا يقبل إلى المسيح، لا يلوم الإ نفسه عدما يهلك جوعا وعطشا. وعلينا أن نأتي اليه ونؤمن به ونثق فيه ونطلب منه أن يسدد كل أحتياجاتنا حسب غناه فى المجد.
+ المسيح مشبع بمحبته للنفس البشرية، محبته جعلته يموت حبا بنا ويقوم ليقيمنا معه ويحيينا حياة أبدية، وهو يجذبنا اليه بربط المحبة ويقطع عنا كل ربط الخطية {كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِماً إِيَّاهُ} (هو 11 : 4). لقد بين لنا الله محبته بابنه الوحيد يسوع المسيح الذى وهبنا بالإيمان به الحياة الأبدية {بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا (1يو 9:4-10). أن محبة الله تحصرنا وبها نموت عن شهوات العالم وندفن معه فى المعمودية لنقوم معه فى جدة الحياة المقامة كابناء لله وللقيامة {لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هَذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ. فَالْجَمِيعُ إِذاً مَاتُوا }(2كو 5 :14). أن محبة المسيح أقوى حتى من الموت وتنتصر عليه {اِجْعَلْنِي كَخَاتِمٍ عَلَى قَلْبِكَ كَخَاتِمٍ عَلَى سَاعِدِكَ. لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ.} (نش 8 : 6). علينا أن نثبت فى محبته ونشبع به وبكلامه ونحب بعضنا بعض { وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي لِلَّهِ فِينَا. اللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ }(1يو 4 : 16).
+ الصلاة والحديث مع المسيح وقراءة كلامة في الكتاب المقدس تشبع النفس البشرية وعلينا أن نقيم معه علاقة شخصية مشبعة مع الرب يسوع المسيح كمريم التى أختارت النصيب الصالح الذى لا يستطيع أحد أن ينزعه منا. وقديما قال المرنم { بِاسْمِكَ أَرْفَعُ يَدَيَّ. كَمَا مِنْ شَحْمٍ وَدَسَمٍ تَشْبَعُ نَفْسِي وَبِشَفَتَيْ الاِبْتِهَاجِ يُسَبِّحُكَ فَمِي} (مز4:63-5). عندما كلم السيد المسيح تلاميذه القديسين عن التناول من جسده ودمه الأقديسين رجع الكثير من اليهود من ورائه { فَقَالَ يَسُوعُ لِلاِثْنَيْ عَشَرَ: «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا؟» فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: « يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ، وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ».}(يو67:6-69). أن كلام الله ينقى الإنسان ويقدسة ويهبه روح وحياة كما قال لنا { اَلْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ}(يو 6 : 63).
+ التناول من الأسرار المقدسة بانسحاق وإيمان وتوبة يهبنا حياة وشبع وخلاص وغفران للخطايا وحياة أبدية. لقد قدم السيد المسيح نفسه خبزاً لنوال الحياة الأبدية فهو حي وواهب الحياة من يأكله يثبت فيه ويحيا الي الأبد، وحتى إن مات جسده تكمل حياته التي بدأها على الأرض بالروح فى السماء حتى القيامة العامة لنقوم باجساد روحانية نورانية ممجدة. لكن بدون التناول تموت الروح حتى وإن كان الجسد حي وكما أن الجسد يموت إن لم يأكل الخبز المادي هكذا تموت الروح إن لم تأكل هذا الخبز الحي الذي هو جسد المسيح وتشرب من كأس دمه. الخطية مفعولها في الإنسان هو الموت والتناول من جسد المسيح ودمه هو عملية نقل حياة لهذا الميت روحياً بسبب الخطية. { فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: « الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ. مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي.} ( يو 53:6-57) بالتناول نتحد بالمسيح ويحل بالإيمان فينا وننال الحياة الأبدية.
+ شركة الروح القدس المُروي.. الروح القدس هو روح الشركة الذى يعطينا من فيض نعمته الغزيرة وثماره ومواهبة لنرتوي ونشبع بل ويكون فينا كنهر دائم الجريان لذلك قال السيد الرب { مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». قَالَ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ} (يو 38:7-39). الروح القدس يعلمنا ويرشدنا ويعزينا { وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ} (يو14 :26). والروح القدس يسكب فينا محبة الله ويهبنا الرجاء الصالح { وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا} (رو 5 :5). الروح القدس يملأ حياتنا بالسلام ويقودنا فى حياة الفضيلة والبر ويهبنا فرحا سمائيا لا يشوبه كدر { لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْباً بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ (رو 14 : 17). ونذداد فى الرجاء بقوة الروح لنمتلي بالسلام وننمو فى الإيمان {وَلْيَمْلَأْكُمْ إِلَهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ} (رو 15 : 13). ومن يقبل الي المسيح لا يخرجه خارجا ومن يحيا بالإيمان يتبرر بدمه ويخلص بحياته ولا يعطش أبدا بل يكون له الشبع والأرتواء والحياة الأبدية.

الخميس، 12 مايو 2016

شعر قصير -24 سلم حياتك لله

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" سلم حياتك لله "
سعادتنا مش بناخدها أبداً من الظروف
فرحنا لا يعتمد علي الناس اللي بنشوف
سلامنا ناخده من إيماننا بالله الرؤوف
نحكي ونبوح له بضعفنا من غير كسوف
سلم حياتك لله وهو يذيل الحزن والخوف
أنت فى حضن الله وعنده كل شئ مكشوف
فرحنا وراحتنا فى ربنا وشعرنا له معروف
يقودنا للسماء ومنه بالإيمان عجايب نشوف
.....
(2)
" بالإيمان المهلك يعبر"
يا اللي أقمت لعازر زمان بعد أن أنتن بالموت
أديته حياة وفرحت قلوب أهله بقوة اللأهوت
أدينا خلاص وقيامة ونجاة ولو بكلمة وصوت
أقمنا من موت الخطية وأحفظنا وقودنا للملكوت
بالإيمان المهلك يعبر عنا وننجو والشر يفوت
رجائنا وفرحنا وسلامنا راسخ وفيك نحيا بثبوت
نثمر ونعاين مجدك ولا يقوى علينا حتي الموت
.....
(3)

"هياكل مقدسة لله"
أيها الرب الهنا الملك العادل المنصور الوديع الديان
يامن أستقلبته قديما أورشليم بسعف النخل والأغصان
هاتفين يارب خلصنا وهم ينشدون لك باجمل الألحان
نحن نكرس لك حياتنا ونقول خلصنا يا رب يارحمان
أملك علينا وخلصنا من الخطية والشر وأعطنا الإيمان
طهر قلوبنا وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا من قوى الشيطان
بيتك بيت الصلاة فلا يتحول لمغارة لصوص ذلك المكان
لنكون هياكل مقدسة ونقدم لك السجود علي مر الأزمان
.....

(4)

" درب الصليب"
في أسبوع الآلام نتبعك أيها المسيح الحبيب
وأنت تعلم وتعمل وتقدم لنا بذلاً وحباً عجيب
أنت القدوس تسير كمذنب حاملا عار الصليب
تصبر على ظلم الأشرار بصفح وأنت المهيب
تغسل الأقدام وتمحو عنا الخطايا أفلا نستجيب؟
نتوب ونرجع ونتبع خطاك بحب فلكل منا صليب
وبعد الصليب نعاين مجد ونور القيامة عما قريب
.......

(5)

" التوبة والأستعداد"
أوعي تكون في حياتك كشجرة التين
مورقة وخضراء لكن بدون ثمر ثمين
بالرياء والكبرياء والشرعايش لسنين
ولا يجد فيك الرب هيكل مقدس وأمين
ويأمر أقطعوه لا نبطل الأرض بما يشين
فلنتوب ونثمر بسرعة ونتمثل القديسين
ونكون دائما لملاقاة الله ومجيئه مستعدين
.....

الأربعاء، 4 مايو 2016

قوة القيامة المجيدة فى حياتنا


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ قيامة الرب يسوع المسيح من بين الاموات هى حجر الزاوية الإيمان المسيحي فهى سر رجاء المؤمن وقوته وسلامه وفرحه وتبريره وهى نافذتنا الى الأبدية السعيدة فكما قام المسيح سنقوم معه باجساد روحانية نورانية ممجدة { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات (1بط 1 : 3). لهذا يؤكد القديس بولس الرسول على أهمية القيامة قائلا { ان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم انتم بعد في خطاياكم.اذا الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا.ان كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فاننا اشقى جميع الناس. ولكن الان قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين.} (1كو 17:15- 20). وفى كل أيام حياتنا على الأرض، يجب أن نحيا إيماننا الأقدس كابناء القيامة ونعيش فى محبة لله والغير وعمل الغير. نعيش حياة الرجاء الراسخ كسفراء لله والسماء واثقين أن الله يراقب جهادنا ويقوى إيماننا ويعين ضعفنا ويجدد شبابنا الروحي ويكافأنا بالأبدية السعيدة لنحيا مع الله كل حين.
+ التوبة هي إختبار لقوة القيامة وقطع لربط الخطية والبعد عنها بقوة المسيح القائم منتصر على الخطية والعالم والشيطان والموت. التوبة تجدد بنوتنا لله وتلبسنا ثوب البر وكما فعل الأبن الضال عندما قال { اقوم واذهب الى ابي واقول له يا ابي اخطات الى السماء وقدامك} (لو 15 : 18). بالتوبة يقوم التائب من الموت الروحي ويفرح قلب الله ويرجع الي أحضانه الأبوية { لان ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد فابتداوا يفرحون }(لو 15 : 24). فالتوبة هى قيامة مفرحة سعيدة. والخاطئ هو إنسان ميت روحيا لم يختبر قوة القيامة التي تغلب الخطية والموت {مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الاولى هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم}(رؤ20 : 6) هنا نقراء عن موتان وقيامتان فالموت الأول هو موت الخطية. فكل خاطىء هو ميت فى نظر الله. والموت الثانى هو الموت الأبدى أى الهلاك والإنفصال عن الله والدينونة أما موت الجسد للمؤمن ليس هو موت بل إنتقال. القيامة الأولى هى القيامة من موت الخطية أى التوبة { تأتى ساعة وهى الآن حين يسمع الأموات (روحيا) صوت إبن الله والسامعون يحيون} (يو25:5) أما القيامة الثانية فقال عنها الرب { تأتى ساعة فيها يسمع جميع الذين فى القبور صوته فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة} (يو29:5). التوبة تقيم الإنسان من موت الخطية وتهبه حياة أبدية والإيمان العامل بالمحبة يجعلنا أبناء للقيامة نغلب الموت وننتصر على الشيطان والخطية والضعف ونحيا فى سلام وقوة القيامة المنتصرة.
+ لقد جاء السيد المسيح ليعطينا أن ننتصر على الخطية بالإيمان بالمسيح وقوة قيامته فنقوم من الخطية ونتوب عنها ولا نرجع اليها ونموت عن شهوات العالم لنحيا الحياة المقامة فى المسيح يسوع وناخذ قوة للإنتصار على الخطية. إن النفس التائبة تشع منها قوة من قوة قيامة الرب يسوع كما ظهر ذلك فى حياة التائبين في الكتاب المقدس وسير القديسين كما فى حياة القديس موسي الأسود بعد توبته ومريم المصرية وغيرهم من التائبين كل يوم. أننا بالتوبة نرتل فى موكب القيامة " المسيح قام من بين الأموات، بالموت داس الموت، ووهب الحياة للذين فى القبور" لهذا يدعونا الكتاب لليقظة الروحية والتوبة { استيقظ ايها النائم وقم من الاموات فيضيء لك المسيح. فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لان الايام شريرة.} (أف 14:5-16).
+ بايماننا بالقيامة نبتعد عن كل شر فى حرص على أبديتنا، ونحيا فى محبة الله فى تقوى وبر واثقين ان الله لا ينسي تعب المحبة. نحمل الصليب برضا وفرح وشكر وثقين ان الآم الزمان الحاضر لابد ان تنهي مهما طال العمر أو قصر، فبعد حمل الصليب وتبعية المصلوب هناك مكافاة للأبرار وقيامة مجيدة وافراح فى السماء. فنحن ابناء القيامة والحياة الأبدية نحيا فى فرح وقوة لا تهاب حتى الموت بل تشهد للمسيح القائم منتصرا على الشيطان والموت وهو قادر أن يقودنا فى موكب نصرته ويظهر بنا رائحته الذكية فى كل مكان.