نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 31 أكتوبر 2013

سلام وسط الأتون

سلام وسط الأتون
للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى

حضور الله وسلامه خلال الضيقات ...
+ قد يتسأل المؤمن لماذا تحدث الامور الرديئة للصالحين؟، ولماذا الظلم والاعتداء؟ واين هو الله من كل ما يحدث فى العالم من شرور؟ وهل يستطيع الله ان ينجى؟ أم هو اله لا يبالى بما يحدث لنا؟!. وهل للامانة أجر عند الله؟. ان قصة الثلاثة فتية فى بابل قديما تتكرر فى كل جيل بصور شتى، فهناك الذين يعانون من الظلم والاضطهاد الديني والعرقي والجنسى، ومن يقعون تحت نير مع شريك حياة قاسى او لامبالي، وهناك من يعانى الآلم والضيق المرضى او النفسي والوحدة والقلق والاكتئاب، وهناك من يقع تحت نير الفقر والحاجة والضيق المالي والاجتماعي وعدم الأمان. وهناك من يفقد عزيزا لديه فى حادث او نتيجة مرض صعب. فهل يمكن ان نحيا السلام فى وسط الاتون ؟.
يجب ان نتذكر ان الله لم يعدنا بحياة هادئة مترفة بل وعدنا بالسلام فى وسط الضيق { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم }(يو 16 : 33). وقد يستخدم التجارب والضيقات كجزء من عمله الحكيم لخلاصنا واعلان مجده، وتتحد الأمنا بالآم المسيح المخلصة لتتجلى فى نفوسنا نعمته الغنية ونحيا سلام الله وسط اتون النار المتقدة للتطهير والتنقية ونسبح الله على عنايته وقيادته لنا عبر رحلة الحياة لنرث أكاليل المجد.
+ سلام وتسبيح وسط اتون النار.. كان الثلاثة فتيه امناء لله وفى عملهم وحسدهم الاشرار وامر الملك ان يلقوا فى الاتون، فكانوا يتمشون في وسط اللهيب مسبحين الله ومباركين الرب. (دا15:3 -27). لقد نجا الله الفتية لانهم وثقوا به ورفضوا ان يسجدوا للاصنام من أجل مجد عالمي زائل لا محاله، وكان الله معهم وسط الاتون فتحول الى ندى بارد بل ورايناهم يمشون وسط النيران مسبحين الله فى حضوره معهم. فمتى كان الله فى حياتنا تختفى الضيقة ويحل مجد الله وسلامه وفرحه فى قلوبنا ويشع على من حولنا ونجد التعزية والسلام { سلاما اترك لكم، سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو 14 : 27). ان الله يطمئننا بوعوده الامينة { لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي. اذا اجتزت في المياه فانا معك وفي الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك. لاني انا الرب الهك قدوس اسرائيل مخلصك} (نش 1:43- 3). لقد أعترف الملك باله الفتية الثلاثة وانقاذه لهم ومن يستطيع ان ينجى من النار سوى الله القادر على كل شئ { فاجاب نبوخذ نصر وقال تبارك اله شدرخ وميشخ وعبد نغو الذي ارسل ملاكه وانقذ عبيده الذين اتكلوا عليه وغيروا كلمة الملك واسلموا اجسادهم لكيلا يعبدوا او يسجدوا لاله غير الههم}( دا 95:3)
+ حاجتنا للسلام .. اننا نحيا وسط عالم ملئ بالحروب والقلاقل والنزاعات الداخلية والخارجية وتضارب المصالح والاهداف فى حياة الشعوب كما الافراد نسمع كثيرا عن الخلافات حتى بين الاخوة والاقارب، وعن الخصومات والحوادث الماسأوية التي تحزن كل من له ضمير حي، ونجد البعض يعطى للبغضة والكراهية طابع ديني وينسب لله صفات تنفر الناس من الله والتدين، واصبح عالمنا يفتقر الى السلام على المستوى الجماعي كما هو الحال على المستوى الفردي، وعندما يغيب الأيمان السليم يغيب الأمان والطمأنينة والهدوء. وكيف لمن يمجد القتال والكبرياء ويحيا حياة الخطية والشر ان يحيا فى سلام؟. أن الله المحب يتعجب ويقول للظالم كما قال لقايين قديما {ماذا فعلت صوت دم اخيك صارخ الي من الارض} (تك 4 : 10) وهكذا تصرخ الدماء البريئة ولن يهرب الظالم من يد الله القوية.
+ المؤمن يحيا فى سلام داخلي عميق لان الرب حصنا وملجا له ومع داود النبي يترنم { الرب نوري وخلاصي ممن اخاف الرب حصن حياتي ممن ارتعب. عندما اقترب الي الاشرار لياكلوا لحمي مضايقي واعدائي عثروا وسقطوا. ان نزل علي جيش لا يخاف قلبي ان قامت علي حرب ففي ذلك انا مطمئن. } (مز1:27-3). نحن نحتاج للسلام الداخلي لنستطيع ان نعطى سلاما لبعضنا البعض وكم يحتاج العالم لقلوب صافية لا تكره وافكار سلام نحو الجميع وسعي حقيقي لصنع السلام. لقد دعى اسم الله "عمانوئيل" اي الله معنا وهو يقول لنا النار " انا معكم" لنثق فى محبته وانه امس واليوم والى الابد ويستطيع ان يخلص من الاتون المتقدة نار ومن فخ المكائد الشيطانية والمجد الباطل ونراه أكثر قوة وحضورا وسط الضيقة والتجارب وعبر درب الآلام وفوق الجلجثة . فالتجربة والمحنة فى حياتنا ليست هزيمة او تخلى من الله بل هي مراهم وادوية علاجية لخلاصنا ومجدنا وبها يختبر الايمان ونرى الله خلال المحنة معنا عبر الزمان والمكان وفى قلب وحياة الانسان المؤمن.
+ فى بذل السيد المسيح ذاته على الصليب راينا مؤامرات الاشرار وتحالف رجال الدين والسياسة مع الرعاع والغوغاء واعوجاج القضاء وكل هؤلاء لم يهربوا من الدينونة العادلة لله، لكن راينا ايضا مشورة الآب السماوي وطاعة ومحبة الكلمة المتجسد وانتصار المحبة الباذلة وسحق الشيطان وفداء العالم، لقد اراد بطرس الرسول ان يدافع عن سيده { فقال يسوع لبطرس اجعل سيفك في الغمد الكاس التي اعطاني الاب الا اشربها} (يو 18 : 11). كما صلى القديس بولس الرسول من اجل شوكة المرض ولكن الله كان له راي أخر فقال له { فقال لي تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل فبكل سرور افتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح} (2كو 12 : 9). ان الكأس المرة التي تقدم لك يجب ان لا تعتبرها مقدمة بيد أحد من الناس بل من يد الآب السماوي وبهذا تشربها وانت واثق انها لخيرك وصالح ابديتك وان شاء الله ان تعبر عنك او تشربها حتى النهاية فكن مطمئن لانها ستكون كأس الخلاص { لانه قد وهب لكم لاجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل ايضا ان تتألموا لاجله} (في 1 : 29).
السلام الداخلي فى التجارب..
+ الإيمان والصلاة ... نحن لا نستطيع ان نغير العالم من حولنا ولكننا نستطيع ان نغير من أنفسنا ونحيا فى سلام قلبي وفى سلام مع من حولنا وعلى قدر طاقتنا نسالم جميع الناس، السلام عطية من الله يهبها للإنسان المؤمن الذى يحيا فى ثقة بوعود الله ويحيا فى مخافته. من أجل هذا السلام نصلي ونطلب ان يمنحه لنا ونقول يا ملك السلام أعطينا سلامك، قرر لنا سلامك وأغفر لنا خطايانا وهو يعطينا الوعود بان لا نخاف { فان الجبال تزول والاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54 : 10). ورغم الضيقات التي نمر بها فان الله أمين، لقد نجا الله يونان قديما من بطن الحوت وأنقذ دانيال من جب الأسود، وكان القديس بطرس الرسول فى السجن مقيدا وهو نائم فى سلام رغم المصير المحقق الذى كان ينتظره والكنيسة تصلى من اجله فارسل الله ملاكه وفك قيوده وفتح ابواب السجن وخلصه من موت محقق فمتى سمح لنا بتجربة او اضطهاد فنحن لا نخاف شراً ولا نجزع من الموت حباً فى من مات من أجلنا لقد واجه اجدادنا القديسين كل ظروف الحياة سلام داخلي عميق لانهم وثقوا في الله وأمنوا بكلامه وهو قادهم فى موكب نصرته. السلام الحقيقي يبدأ فى القلب لا في ساحات المعارك وهو انتصار المحبة وسيطرتها على حياة الإنسان المؤمن الواثق فى الله والمصلى اليه كل حين والذى يسلم حياته بين يد القدير.
+ التوبة وحياة السلام ... الإنسان الشرير لا ينعم بالسلام من اجل هذا قال الإنجيل { لا سلام قال الرب للاشرار }(اش 48 : 22). ولما كان الله رؤوف ورحيم لذلك هو يدعونا الى التوبة {من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم }(ام 28 : 13). وجاء ليهبنا التوبة لغفران الخطايا { فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة} (مر 2 : 17). ولقد أشار الرب الى اهمية التوبة لحياة السلام الداخلي عندما غفر للمراة الخاطئة {فقال للمراة ايمانك قد خلصك اذهبي بسلام }(لو 7 : 50). ولهذا يجب علينا ان نسرع فى التوبة والإقلاع عن الخطية {لا تؤخر التوبة الى الرب ولا تتباطأ من يوم الى يوم } (سير 5 : 8) نحن نعترف بخطايانا ونقترب من الله ونعمل على إصلاح سيرتنا وقبول الغفران منه وحينئذ نستطيع ان نسامح ونحيا فى سلام { ومتى وقفتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السماوات زلاتكم } (مر11 : 25). عندما نعلم ان الله يقبلنا كما نحن لنصير الى حال أفضل نستطيع ان نقبل الآخرين كما هم ونغفر لهم زلاتهم نحونا ونقول مع السيد المسيح {يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون }(لو 23 : 34).
+ الجهاد وعمل النعمة .. لابد ان نجاهد لكي ما نحصل على حياة السلام الداخلي، ونبتعد عن الغضب والكراهية والشهوات التي تحارب النفس وعلينا بالصلاة طالبين عمل نعمة الله فينا. توجد حروب ومعوقات خارجية او داخلية للسلام لكن ما نريده نقرره نحن لا الظروف، علينا ان نلتصق بمصدر النعمة وننقاد بروح الله ونوجه نحوه أفكارنا وارواحنا ومشاعرنا لنقهر الاضطراب الداخلي. نجاهد بروح الصلاة الواثقة بعمل نعمة الروح القدس فينا، ليحول الاضطراب الى هدوء والحزن الى فرح واليأس الى رجاء.
+ الهدوء والسلام الداخلي .. يجب ان يكون لنا هدوء ورقة اللسان {هدوء اللسان شجرة حياة واعوجاجه سحق في الروح }(ام 15 : 4).{كلمات الحكماء تسمع في الهدوء اكثر من صراخ المتسلط بين الجهال} (جا 9 : 17) وعندما تحاربنا أفكار الغضب او المرارة من اساءة أحد ما فيجب ان نهدأ ولا نسرع الى الحديث او الرد {ان صعدت عليك روح المتسلط فلا تترك مكانك لان الهدوء يسكن خطايا عظيمة }(جا 10 : 4) كم مرة تكلمنا ونحن فى لحظات الثورة والغضب فخسرنا أحباء لنا {انه هكذا قال السيد الرب قدوس اسرائيل بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم فلم تشاءوا }(اش 30 : 15). ان كنا لا نستطيع ان نتحكم فى الظروف الخارجية او الضجيج فيجب ان نسرع لاقتناء الهدوء الداخلي كهدوء الحواس والفكر والقلب وعدم التقلب فى الاراء او السير وراء الاهواء وفى الهدوء نتحدث الي الله ونصغى لصوته الحنون ونقتنى بالإيمان نعمة الروح الوديع الهادئ ليقودنا فى سلام عبر أمواج وتيارات العالم.
+ المحبة طريقنا للسلام ... المحبة تجعلنا نحيا فى تناغم وانسجام مع الله والناس، فالله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. ان محبة الله اذ تدخل القلب تطرد الخوف المرضي الي خارج وتجعلنا نحيا فى سلام. الله يقدر ان يحررنا من الخوف والضعف والإضطراب والقلق { فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا }(يو 8 : 36). أن ارضى الإنسان ربه جعل حتى أعدائه يسالمونه. المحبة تجعلنا ودعاء ولطفاء وتعطينا القدرة والحكمة للعيش فى هدوء { البغضة تهيج خصومات والمحبة تستر كل الذنوب }(ام 11 :12). { المحبة تتأنى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ }(1كو 13 : 4) المحبة لا تسقط ابداً.
+ التطلع الي الأبدية .. اننا نحيا الان كغرباء على الأرض وكسفراء للسماء يجب ان نحيا وعيون قلوبنا ناظرة الى رئيس ايماننا ومكمله { لذلك لا نفشل بل وان كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما. لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا. ونحن غير ناظرين الى الاشياء التي ترى بل الى التي لا ترى لان التي ترى وقتية واما التي لا ترى} (2كو 12:4-16). ومن أجل الابدية السعيدة نحيا فى حياة التواضع وانكار الذات والمحبة نحو الجميع وعدم التعلق بمقتنيات العالم. ان كثيرا من الصراعات الفردية والجماعية تنشأ من الأنانية ونزعات السيطرة ومحبة الذات واللذات ولهذا نجاهد ونفرح لا لشهوة ننالها ولكن لرغبة غير مقدسة نخضعها ونسيطر عليها وضابط نفسه خير من مالك مدينة. ان مفعول القيامة لا نناله بعد الموت فقط بل هو حقيقة يومية تنشط النفس والروح والجسد وتغفر الخطايا وتنير الذهن وتطهر القلب وتهب القوة للصبر فى الضيقات والانتصار فى التجارب والسلام وسط المتاعب { لان كل من ولد من الله يغلب العالم وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا}(1يو 5 : 4).
ياملك السلام أعطينا سلامك..
+ ايها الرب الاله ياملك السلام، وسط عالم يسوده الإنقسام والصراعات والأنانية وعدم الهدوء. انت هو سلامنا وقوتنا، منك نستمد السلام ونحيا فى هدوء وإنسجام، نسعى فى أثر السلام ونتصالح معك بالتوبة والرجوع اليك ومحبتك من كل القلب والفكر والنفس والقدرة ونصلى طالبين ان يحل سلامك فى قلوبنا وحياتنا وبيوتنا وكنسيتنا وبلادنا.
+ علمنا يارب كيف نحيا متواضعين ولوصاياك طائعين، نحيا فى إنسجام ووئام فلا يكون لدينا إنقسام بين مطالب الروح وشهوات الجسد بل نضبط ذواتنا فى كل شئ مستأسرين كل فكر الى طاعتك، وعندما يهيج علينا العدو فاننا بك نحتمى وفى أحضانك الإلهية نرتمى وبروحك القدوس نجد الرائحة والامن والإيمان الواثق.
+ الهى ومخلصي علمنا ان نكون رسل سلام ووحدة ومحبة، وارشدنا فى دروب السلام ومسالك الحق والعدل والفضيلة، انت الهنا القوى وقادر ان تسكت أمواج بحر العالم الهائجة ضدنا وتسد أفواه الأسود وتطفئ سهام إبليس المتقدة نارا واشملنا بعطفك ورحمتك لنحيا فى سلام ومحبة وهدوء وليجرى السلام كينبوع متجدد فى قلوبنا لمجد اسمك القدوس، أمين.

آية وقول وحكمة ليوم الجمعة الموافق 11/1

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ} (1بط 3:1)
قول لقديس..
( الله يُظهر لنا أننا نسير نحو حياة أخرى، وأن هناك حياة أفضل للأبرار ينالون فيها المكافآت والأكاليل، فهابيل البار الأول الذي تبرهن على أنه بار، لم يُكافأ هنا عن أتعابه ورحل دون أن ينال مكافأة. لكن بعد هذه الحياة هناك يكون الأجر وتكون المكافأة. لهذا فإن أخنوخ وإيليا اختُطفا معلنين لنا حقيقة القيامة فهما مثالان لقيامة الموتى.) القديس يوحنا ذهبى الفم
حكمة للحياة ..
+ اما المستمع لي فيسكن امنا ويستريح من خوف الشر.أم 33:1
Whoever listens to me will dwell safely, And will be secure without fear from evil. Pro 1:33
صلاة..
" ايها الرب يسوع المسيح الاله المتجسد من اجل خلاصنا والذى اخلى ذاته وتواضع من اجل ان يرفعنا وجال يصنع خيرا لكى يكون لنا قدوة ومثال فى طريق الكمال المسيحى، لقد اخطأنا وعملنا الشر وحدنا عن وصاياك، وانت ايها القدوس احتملك الألم حتى الصليب لكى ما تقدم لنا الفداء الثمين وتقوم وتجعلنا مبررين، فلتجعلنا يارب نحيا لك شاكرين ولصليب محبتك مقدرين وعلى خطاك سائرين لنعاين مجدك ونرى القيامة والحياة تشرق خلف جلجثة الآلام والتجارب والضيقات، وعلى هذا الرجاء نحيا فرحين، أمين"
من الشعر والادب
"الرجاء الحي"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
الرجاء فى الهى الحي
يغفر ذنوب ما مضى
ويبارك اليوم عمل أيدي
ويقود المستقبل اللى جاى
مهما تضلم الدنيا من حواليّ
يقولى انا نورك وبرك
وضامن سلامك وفرحك
أقوله طب ليه وأزي؟
يقولى دا انت غالى عليّ
بدمى أفديك وسمايا أهديك
من الموت أنجيك، دا وعد علي.
مخاوفى تتبدد وأفراحى تتجدد
وتشوف عمله ومجده عيني.
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 11/1
الإصحَاحُ الأَوَّلُ
1بط 1:1- 12
بُطْرُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى الْمُتَغَرِّبِينَ مِنْ شَتَاتِ بُنْتُسَ وَغَلاَطِيَّةَ وَكَبَّدُوكِيَّةَ وَأَسِيَّا وَبِيثِينِيَّةَ، الْمُخْتَارِينَ بِمُقْتَضَى عِلْمِ اللهِ الآبِ السَّابِقِ، فِي تَقْدِيسِ الرُّوحِ لِلطَّاعَةِ، وَرَشِّ دَمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لِتُكْثَرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ. مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِمِيرَاثٍ لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِكُمْ، أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ. الَّذِي بِهِ تَبْتَهِجُونَ، مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ - إِنْ كَانَ يَجِبُ - تُحْزَنُونَ يَسِيراً بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذَلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لَكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ، نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ. الْخَلاَصَ الَّذِي فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِي لأَجْلِكُمْ، بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا. الَّذِينَ أُعْلِنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ لَيْسَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لَنَا كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهَذِهِ الأُمُورِ الَّتِي أُخْبِرْتُمْ بِهَا أَنْتُمُ الآنَ بِوَاسِطَةِ الَّذِينَ بَشَّرُوكُمْ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُرْسَلِ مِنَ السَّمَاءِ. الَّتِي تَشْتَهِي الْمَلاَئِكَةُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهَا.
تأمل..
+ مقدمة الرسالة ... كتبها القديس بطرس الرسول الملقب سمعان ابن يونا مابين 63م. وسنة 67م. إلى المتشتتين من المؤمنين فى بنتس وغلاطية وكبدوكية وبيثينية ولكل لمؤمنين لاسيما المتألمين، فهي من الرسائل الجامعة. وتتفق الرسالة مع أسلوب عظات بطرس الواردة فى سفر الأعمال فيشير إلى الله كديان يحكم بغير محاباة (17:1) مع (أع 34:10). الآب الذى أقام المسيح (21:1) مع (أع 32:2) + (أع 15:3) + (أع 40:10). السيد المسيح رأس الزاوية (7:2) مع (أع 11:4). ويكتب الرسول رسالته أثناء اضطهاد الرومان للمسيحيين لهذا نراه يشجع المؤمنين على إحتمال الألم والإضطهاد، لذلك تعتبر رسالة تعزية ورجاء وتربط الرسالة بين الألم والمجد وتحدثنا عن الحياة المقدسة حتى لو إفترى علينا لا يكون لهذه الشكايات أساس من الصحة فالحياة المقدسة تظهر فى العلاقات داخل العائلة وفى علاقتنا بمن حولنا فى المجتمع.
+ التحية الرسولية .. يوجه بطرس الرسول رسالته إلى اليهود المتنصرين الذين تشتتوا فى بلاد آسيا الصغرى وأيضًا إلى كل المؤمنين فى العالم الذين يعانون من اضطهادات بسبب مسيحيتهم. فقد أختارنا الله الآب بمقتضى علمه السابق ويظهر محبته واهتمامه بالمؤمنين منذ الأزل ويقدسهم بالروح القدس ويكرِّس قلوبهم ليطيعوا وصايا الله ويطهرهم بدم الرب يسوع المسيح الذى يخلُص المؤمنين به من خطاياهم ويعطيهم الملكوت السماوى. وقد استخدم تعبير "رش دم" وهو تعبير من الشريعة اليهودية التى كانت ترش دم الحيوانات التى ترمز إلى دم المسيح الفادى. فالقدس بطرس يرسل محبة الثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الذى يعمل فى المؤمنين ويهبهم نعمته وسلامه التى يتمناها لهم بطرس الرسول.
+ القيامة والرجاء الحي... ينبغى ان نشكر ونبارك الله الآب الذى قدم لنا برحمته الغنية الميلاد الجديد بقيامة المسيح من الاموات وبالمعمودية نولد حسب الروح لرجاء حى فى الأبدية بقيامة الرب من بين الأموات لميراث روحى باقى إلى الأبد لا يتنجس بالخطايا بل فى توبة صادقة نحيا مع الله وهو ميراث لا يزول فيحرسه الله وينتظرنا فى السماء بعد إكمال جهادنا على الأرض. هذا الخلاص يفرح قلوبنا، مع أن المؤمنين يواجهون تجارب واضطهادات من العالم تحزنهم مؤقتًا أثناء حياتهم على الأرض، ولكنها لا تنزع فرحهم وسلامهم الذى سيكمل فى السماء، فايمانهم يشبه الذهب الذى يتنقى من شوائب الضعف والخطية من خلال التجارب التى ترمز إليها النار، فيصير عظيمًا ويمدحه الله فى يوم الدينونة وبسببه يدخلنا إلى أمجاد السماء. الإيمان بالمسيح يجعل المؤمنين يحتملوا الضيقات وتفرح قلوبهم بعشرة الله إذ يؤمنوا بوجود الله معنا، وإن كنا لا نراه بعيوننا المادية ولكن نشعر بعمله فينا، فنفرح فرحًا لا يُعَبَّر عنه.
+ الخلاص ونبؤات الأنبياء.. لقد تنبأ انبياء العهد القديم عن الإيمان بالمسيح والفداء والقيامة من أجل الخلاص الأبدى والرجوع الى ملكوت السموات من خلال اسرار الكنيسة ووسائط النعمة. وقد كشف الروح القدس للأنبياء حياة المسيح وآلامه وقيامته ولكنهم لم يعرفوا بالضبط ميعاد إتمام هذا الخلاص، وحتى دانيال النبى الذى أُعْلِنَ له الوقت لم يستوعب ويفهم هذه المعانى لأجل عظمة هذا الخلاص. فتوجد نبوات كثيرة عن ميلاد وحياة وآلام السيد المسيح مثل (إش53، دا9: 27)، وكذلك نبوات كثيرة عن قيامته وصعوده مثل (مز16: 8-11، إش38: 11). هذا الخلاص كانت تشتهى الملائكة أن يتم، ويناله المؤمنين فى العهد الجديد.

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 10/31

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ.} (يع 11:5)
قول لقديس..
( النفس التي وجدت الرب الذي هو الكنز الحقيقي فإنها بواسطة طلب الروح، وبالإيمان والثقة، وبصبر كثير، تثمر ثمار الروح بسهولة وراحة، وتعمل كل وصايا الرب، التي أوصى بها الروح، هذه كلها تعملها في داخلها، وبنفسها، بنقاوة وكمال وبلا لوم.) القديس مقاريوس السكندرى
حكمة للحياة ..
+ انتظر الرب واصبر له ولا تغر من الذي ينجح في طريقه من الرجل المجري مكايد (مز 37 :7)
Rest in the LORD, And wait patiently for Him; Do not fret because of him who prospers in his way, because of the man who brings wicked schemes to pass. Psa 37:7
صلاة..
" يستجيب لنا الرب ويرحمنا، لانه قدوس وبار والهنا يرحم، الرب يستمع لطلبات شعبه وقديسيه والراجعين اليه من كل قلوبهم، من ضيقاتنا نجنا الرب، وخلصنا من أعدائنا، فنقدم له الشكر والتسبيح كل حين. الله صالح وأمين وسيبقى أمينا للمنتهى، نظر الرب الي صبر أيوب وشفاه من بلاياه، وسمع صلاة ايليا النبى ورد قلب الشعب للإيمان ورحمهم من الشدة والقحط ، والان ياسيد أسمع طلبه شعبك وانظر الى تنهد عبيدك، وأنعم علينا بمراحمك من السماء ورد الخطاة وأهدى الضالين، وثبت شعبك فى الإيمان المستقيم، وأعنا أجميعن معطيا شعبك أكثر مما يطلب او يفتكر كارادتك الصالحة، أمين"
من الشعر والادب
"الصبر والرجاء "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
نصبر وأمامنا صبر أيوب
نرجع الى الله واليه نتوب
نصلى يغفر لينا كل ذنوب
يرحمنا وينصفنا دابت القلوب
يقوينا ويرافقنا فى الدروب
يدينا سلامه كوعده المكتوب
رجائنا وثقتنا فيك يا محبوب
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 10/31
الإصحَاحُ الْخَامِسُ
يع 1:5- 20
هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ الْقَادِمَةِ. غِنَاكُمْ قَدْ تَهَرَّأَ، وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا الْعُثُّ. ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ، وَيَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ! قَدْ كَنَزْتُمْ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ. هُوَذَا أُجْرَةُ الْفَعَلَةِ الَّذِينَ حَصَدُوا حُقُولَكُمُ الْمَبْخُوسَةُ مِنْكُمْ تَصْرُخُ، وَصِيَاحُ الْحَصَّادِينَ قَدْ دَخَلَ إِلَى أُذْنَيْ رَبِّ الْجُنُودِ. قَدْ تَرَفَّهْتُمْ عَلَى الأَرْضِ وَتَنَعَّمْتُمْ وَرَبَّيْتُمْ قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي يَوْمِ الذَّبْحِ. حَكَمْتُمْ عَلَى الْبَارِّ. قَتَلْتُمُوهُ. لاَ يُقَاوِمُكُمْ! فَتَأَنَّوْا أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ. هُوَذَا الْفَلاَّحُ يَنْتَظِرُ ثَمَرَ الأَرْضِ الثَّمِينَ مُتَأَنِّياً عَلَيْهِ حَتَّى يَنَالَ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ. فَتَأَنَّوْا أَنْتُمْ وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لأَنَّ مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ. لاَ يَئِنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ أَيُّهَا الإِخْوَةُ لِئَلاَّ تُدَانُوا. هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ. خُذُوا يَا إِخْوَتِي مِثَالاً لاِحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاةِ: الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ. وَلَكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي لاَ تَحْلِفُوا لاَ بِالسَّمَاءِ وَلاَ بِالأَرْضِ وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ. أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ. أَمَسْرُورٌ أَحَدٌ؟ فَلْيُرَتِّلْ. أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ، وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ. اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالّزَلاَّتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ لِكَيْ تُشْفَوْا. طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا. كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَاناً تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ صَلَّى أَيْضاً فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَراً وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا. أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ ضَلَّ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَرَدَّهُ أَحَدٌ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئاً عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ يُخَلِّصُ نَفْساً مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا.
تأمل..
+ محبة المال أصل الشرور.. يدعو القديس يعقوب الرسول الأغنياء المتكلين على أموالهم للتوبة والبكاء ليرحمهم الله من الشقاء والعذاب. وان لا ينشغلوا بجمع الكنوز الأرضية أو التعلق بالفانيات. الاموال تتبدَّد والثياب تفسد ويأكلها العث. وحتى المعادن الثمينة تصدأ ويذهب لمعانها ويكون هذا كله شاهدًا علي ظلم الاغنياء للفقراء وسبب فى عذابهم لأنهم نظروا الفقير محتاجًا ولم يعطوه، واستمروا حتى الأيام الأخيرة من حياتهم مشغولين ومتكلين على غناهم وبالجمع بدلاً من أن ينشغلوا بالكنز السماوى، فخسروا كل شئ على الأرض وفى السماء وفى النهاية خسروا أنفسهم. محبة المال تقود للأنانية والقسوة وظلم العاملين لحساب اصحاب العمل ويصرخ أولئك المظلومين ويسمع الله رب الجنود القادر على كل شئ ويدافع عن المظلومين. عندما نؤمن أن كنوز الدنيا تفنى وتتلاشى أو نتركها بغير ارادتنا، يجب أن نكنز لنا كنزًا فى السماء كما قال السيد المسيح.
+ الصبر والثمر الروحي... علينا أن نثبت فى الإيمان بصبر ونأخذ العِبرة من الفلاح، فهو يزرع ويفلح ويصبر على الزرع حتى يرتوى من مطر الخريف المبكر ومطر الربيع المتأخر، ويجب ان ننتظر خلاص الرب ومجيئه الذى سيكافئ الصابرين فى الأبدية، فمَن ينتظر السيد المسيح فى مجيئه تهون عليه الآلام ولا يتذمر الفقير والمظلوم على الغنى ولا يدينه أو يطلب الإنتقام منه واثق ان الرب سيأتى ديانًا ليعطى كل واحد حسب أعماله (مت7: 1). وهو لا يدعنا نجرب فوق ما نحتمل، نوضع أمامنا إحتمال الأنبياء للآلام بصبر لنقتدى بهم. وصبر "أيوب" مثال أمامنا ومكافأة الله له لأنه احتمل موت الأبناء والمرض والفقر والسخرية، فمدحه الله ثم أعطاه ضعفىّ ما كان عنده. لنتعلم قول الصدق ولا نحلف أو نقسم ؟ فالإنجيل ينهانا عن القسم، لأنه كيف نحلف بشئ ونحن لا نملكه ؟. فكل ما نملكه هو ملك لله ونحن وكلاء عليه. فليكن كلامنا دائمًا بالصدق لأن اللسان المستقيم ينطق بكلمة واحدة من غير تأويل ولا تحوير. فالمسيحى الحقيقى الصادق دائمًا فى كلامه لا يحتاج للحلفان لكى يصدقه الناس كما قال السيد المسيح "لا تحلفوا البتة"(مت5: 34).
+ قوة الصلاة والشفاء .. يجب أن نقابل الضيقات والتجارب بالصلاة ورفع القلب لله الذى يسمع ويستجيب للصلاة ويعزى المتضايقين وينجى من التجارب ويفرح قلوبنا فنسبحه مرتلين له بالشكر والعرفان. ومتى مرض المؤمن فليدعو قسوس الكنيسة ليصلّوا عليه خاصة صلاة سر مسحة المرضى ويدهنوه بالزيت وصلاة الإيمان تشفى المريض وينال بالتوبة غفران خطاياه بالإضافة إلى الشفاء من ألامراض الجسدية فالصلاة الصادرة من قلب نقى أمام الله، قادرة على شفاء الأمراض. صلاة البار قادرة على أفعال كثيرة والله يفرح بها لأن من يتمسك بها يظهر اتضاعه وإيمانه وكذا محبته للقديسين. كان إيليا النبى إنسانًا بشريًا مثلنا مُعرَّضًا للآلام والضيقات، وصلَّى بإيمان ألا تمطر السماء فانقطع المطر ثلاث سنوات ونصف وذلك حتى يدعو الناس للتوبة وعبادة الله وترك عبادة الأوثان، وعندما رجع الكثيرون منهم إلى الله صلَّى مرة ثانية فنزل المطر وأنبتت الأرض وأثمرت وزالت المجاعة. وهكذا تظهر أهمية صلوات القديسين واهتمام الله بالإستجابة لها. وفى محبة علينا أن نهتم بخلاص بعضنا البعض، فلو ابتعد أحد عن الإيمان أو انحرف ووقع فى خطايا فعلينا الإهتمام به ودعوته للتوبة باتضاع ومحبة فيخلص من الهلاك الأبدى يكون عضوًا حيًا مثمرا فى ملكوت الله.

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الأربعاء الموافق 10/30


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ يُقَاوِمُ اللَّهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَة.اِتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ.} (يع 6:4، 10)
قول لقديس..
(إن كنت متضع القلب بالحق، فالله يكشف لك عن مجده) القديس مار اسحاق السرياني
حكمة للحياة ..
+ قد اخبرك ايها الانسان ما هو صالح وماذا يطلبه منك الرب الا ان تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك (مي 6 : 8)
He Has shown you, O man what is good; And what does the LORD require of you but to do justly, to love mercy, and to walk humbly with your God. Mic 6:8
صلاة..
" ايها الرب الاله القدوس ضابط الكل ورازق جميع الخيرات، الذى شاء برحمته ان يقترب الينا ويعلن لنا عن محبته المتجسدة فى أبنه الحبيب يسوع المسيح ربنا الذى جال يصنع خير ويشفى كل مرض وضعف فى الشعب وعلمنا الناموس والوصايا المكتوبة فى الإنجيل المقدس، وعرفنا مجد التواضع والوداعة وقوة المحبة والرحمة، وعرفنا طريق الخلاص وأنعم علينا بمجد البنوة لله وعطية الروح القدس ليروى عطش النفس البشرية وحاجتها للشبع والارتواء، وعوض ان نشبع بك كعريس لنفوسنا يبحث البعض فى أبار العالم المشققة وراء السعادة والشبع فى شهوات العالم، فارحمنا يا الله وأفتح قلوبنا وعيوننا وارواحنا للاقتراب اليك والسعادة بك والشبع بمحبتك والنمو فى النعمة لنصل الى الكمال المسيحي الذى تدعونا اليه، أمين"
من الشعر والادب
"أرجع وأقرب الى الله "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أوعى الدنيا تغريك،
وإبليس ببريقها يغشك!
تجرى وراء بخار وسراب،
والخطية تضحك فى وشك!
تفوق على الندم والآه،
واليأس يبلغ معاك مداه،
ولا ينفعك مال ولا جاه،
ولا صديق جنبك هتلاقاه،
يضع العمر منك يا ولداه،
أرجع سريعا وأقترب الى الله،
وقول أرحمنى، جنبك هتلاقاه.
قراءة مختارة ليوم
الأربعاء الموافق 10/30
الإصحَاحُ الرَّابعُ
يع 1:4- 17
من اين الحروب والخصومات بينكم اليست من هنا من لذاتكم المحارِبَةِ فِي أَعْضَائِكُمْ؟تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ. تَقْتُلُونَ وَتَحْسِدُونَ وَلَسْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنَالُوا. تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ. تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيّاً لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ. أَيُّهَا الّزُنَاةُ وَالّزَوَانِي، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبّاً لِلْعَالَمِ فَقَدْ صَارَ عَدُّواً لِلَّهِ. أَمْ تَظُنُّونَ أَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ بَاطِلاً: الرُّوحُ الَّذِي حَلَّ فِينَا يَشْتَاقُ إِلَى الْحَسَدِ؟وَلَكِنَّهُ يُعْطِي نِعْمَةً أَعْظَمَ. لِذَلِكَ يَقُولُ: «يُقَاوِمُ اللَّهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً».فَاخْضَعُوا لِلَّهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. اِقْتَرِبُوا إِلَى اللَّهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ. اكْتَئِبُوا وَنُوحُوا وَابْكُوا. لِيَتَحَوَّلْ ضِحْكُكُمْ إِلَى نَوْحٍ وَفَرَحُكُمْ إِلَى غَمٍّ. اِتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ. لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ. الَّذِي يَذُمُّ أَخَاهُ وَيَدِينُ أَخَاهُ يَذُمُّ النَّامُوسَ وَيَدِينُ النَّامُوسَ. وَإِنْ كُنْتَ تَدِينُ النَّامُوسَ فَلَسْتَ عَامِلاً بِالنَّامُوسِ، بَلْ دَيَّاناً لَهُ. وَاحِدٌ هُوَ وَاضِعُ النَّامُوسِ، الْقَادِرُ أَنْ يُخَلِّصَ وَيُهْلِكَ. فَمَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تَدِينُ غَيْرَكَ؟ هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الْقَائِلُونَ: «نَذْهَبُ الْيَوْمَ أَوْ غَداً إِلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ أَوْ تِلْكَ، وَهُنَاكَ نَصْرِفُ سَنَةً وَاحِدَةً وَنَتَّجِرُ وَنَرْبَحُ». أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. عِوَضَ أَنْ تَقُولُوا: «إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هَذَا أَوْ ذَاكَ». وَأَمَّا الآنَ فَإِنَّكُمْ تَفْتَخِرُونَ فِي تَعَظُّمِكُمْ. كُلُّ افْتِخَارٍ مِثْلُ هَذَا رَدِيءٌ. فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَناً وَلاَ يَعْمَلُ، فَذَلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ.
تأمل..
+ الخطية ونتائجها المهلكة... الشهوات الشريرة تجذب أعضاء الجسد للذة الخطية وتسبب نتائج مدمرة فى حياة الإنسان فهى تجعل الناس يختلفوا ويتخاصموا ويتقاتلوا ويسيروا وراء أطماعهم وشهواتهم ويستخدموا كل طاقتهم فى الشر ولكنهم يظلوا جوعى وعطشى كمن يجرى وراء السراب فلا يرتوا بل يتوهوا فى برية العالم لأنهم لا يطلبوا الله والروحيات بل شهواتهم المادية التى تزيدهم عطشا. والاخطر ان الشهوات تفسد العلاقة المقدسة بالله، فحتى ان صلوا فمن أجل طلباتهم المادية وتحقيق اغراضهم الخاطئة ولذا لا يستجيب الله لهم، فلا ينالون شيئًا مما طلبوه.
+ علاقتنا الوثيقة بالله .. العلاقة بين الله وشعبه يشبهها الإنجيل برباط العريس بعروسه ويعتبر محبة المؤمن للعالم زنا روحى، فيعلن بوضوح أنها عداوة لله، لأنها تأخذ الإنسان بعيدًا عنه فينشغل بمحبة العالم الذى كان ينبغى أن يكون مجرد قنطرة للعبور إلى العرس السماوى. فالله يطلب منا المحبة من كل قلوبنا باعتباره عريسا يريد محبة واخلاص عروسه كل قلبها. لذلك يقول بولس الرسول "فإنى أغار عليكم غيرة الله لأنى خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو 11: 2)، أى أن كل إنسان له حرية الإرادة ليختار إما أن يحب الله ويبغض العالم أو يحب العالم ويبغض الله. ومن يحب العالم ويتعلق بالماديات يعادى الله، والكتاب المقدس كله يعلن محبة الله لنا وغيرته علينا، والروح القدس الذى حل فينا بسر الميرون يغير علينا إذا تعلقنا بالشهوات والماديات، فلا يقف ضدنا إذا عاديناه بل بحبه يريد إرجاعنا إليه ويخلصنا من قبضة إبليس ويعطينا نعمة لكى نقاوم حروب الشيطان.
+ التوبة وعمل الخير ... من يتضع أمام الله يخلصه من خطاياه ويحيا فى سلام فلنتضع أمام الله لنجد نعمة ويرفع الحروب عنا. التوبة والاتضاع والخضوع لله وطاعة وصاياه يسندان الإنسان بقوة ليقاوم حروب إبليس وكلما إقتربنا إلى الله بالصلاة وقراءة كلامه المقدس والتناول من الأسرار المقدسة، حينئذ نشعرون بقربه منا ونتمتع برعايته وعنايته. فلننقى ايدينا ونطهر قلوبنا بالتوبة والدموع والاعتراف والصلاة الى الله بدلاً من الإنغماس فى الشهوات ولذاتها الفاسدة ولنبتعد عن الادانة لانها ضد الناموس الذى يوصى بمحبة القريب. الله هو واضع الناموس وهو وحده ديَّان العالم كله. الأدانة هى أغتصاب لمكان الله الديان، فلنطرح عنا الادانة ونثق فى الله ونتكل عليه ونسهر على خلاص نفوسنا لاننا لا نعرف متى ينتهى عمرنا لأن حياة الإنسان قصيرة كبخار الماء الذى سرعان ما يتبدد. فلذا ينبغى انتهاز فرصة العمر للتوبة عن محبة المال وكل الخطايا والإهتمام بخلاص النفس، فى عملنا ينبغى الإتكال على الله وليبقى الله هو الهدف الوحيد للحياة ونحيا أمناء لله فى حياتنا وأموالنا واقوالنا ولئلا يتكاسل البعض عن العمل، ينبهنا الكتاب الى أهمية القيام بجميع الواجبات الحسنة، فكل شئ صالح ومفيد لابد من الإلتزام به سواء فى الأعمال المادية أو الروحية مع الإتكال على الله فيها، بل ينبغى انتهاز كل فرصة لعمل الخير لأن العمر قصير وسينتهى سريعًا، ولأن الله أعطانا فرصة وزنات فكيف نهملها؟.

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الثلاثاء الموافق 10/29

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ.} (يع 13:3)
قول لقديس..
( لا تتشامخ بسبب فضائلك، ولا تنتفخ من أجل ما بلغته من روحيات، منحرفًا نحو اليمين. ولا تتمايل نحو طريق الرذائل، نحو اليسار، مفتخرًا بما هو عار) القديس هيبوليتس
حكمة للحياة ..
+ العقلاء في الكلام يتممون اعمالهم بالحكمة ويفيضون الامثال السديدة (سي 18 : 29)
Those who understand sayings become skilled themselves and pour forth apt proverbs. Ser 18:29
صلاة..
" ايها الرب الهنا المذخر لنا فيه كل كنوز الحكمة والمعرفة والعلم، الذى اختار رسله القديسين وعلمهم بالقدوة والحياة الاختبارية ليكونوا شهودا للإيمان الاقدس الذى دُعينا اليه وحل الروح القدس عليهم ليهبهم حكمة وثمار الروح ومواهبه ليحملوا بشرى الخلاص للعالم كله، نسأل ونطلب من صلاحك ان تنعم علينا بثمار ومواهب الروح القدس لنسير على خطي الرسل القديسين منقادين لروحك القدوس بالتصرف الحسن فى وداعة الحكمة، لنكون كنيسة مقدسة ونحيا ونشهد للرجاء الحي الذى فينا حافظين أنفسنا من دنس الحواس والفكر والروح، مكملين القداسة فى مخافتك الى الأنقضاء، أمين"
من الشعر والادب
"قدس حواسى "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
قدس حواسى وفكرى يارب
لسانى ينطق بكل بركة وحب
تحل وتملك أنت فى كل القلب
تقودنى بروحك يا نعم الآب
بقوتك ونعمتك يهون الصعب
نسعد معاك ولو يطول الدرب
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 10/29
الإصحَاحُ الثَّالِثُ
يع 1:3- 18
لاَ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ كَثِيرِينَ يَا إِخْوَتِي، عَالِمِينَ أَنَّنَا نَأْخُذُ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ! لأَنَّنَا فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ نَعْثُرُ جَمِيعُنَا. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضاً. هُوَذَا الْخَيْلُ، نَضَعُ اللُّجُمَ فِي أَفْوَاهِهَا لِكَيْ تُطَاوِعَنَا، فَنُدِيرَ جِسْمَهَا كُلَّهُ. هُوَذَا السُّفُنُ أَيْضاً، وَهِيَ عَظِيمَةٌ بِهَذَا الْمِقْدَارِ، وَتَسُوقُهَا رِيَاحٌ عَاصِفَةٌ، تُدِيرُهَا دَفَّةٌ صَغِيرَةٌ جِدّاً إِلَى حَيْثُمَا شَاءَ قَصْدُ الْمُدِيرِ. هَكَذَا اللِّسَانُ أَيْضاً، هُوَ عُضْوٌ صَغِيرٌ وَيَفْتَخِرُ مُتَعَظِّماً. هُوَذَا نَارٌ قَلِيلَةٌ، أَيَّ وُقُودٍ تُحْرِقُ؟فَاللِّسَانُ نَارٌ! عَالَمُ الإِثْمِ. هَكَذَا جُعِلَ فِي أَعْضَائِنَا اللِّسَانُ، الَّذِي يُدَنِّسُ الْجِسْمَ كُلَّهُ، وَيُضْرِمُ دَائِرَةَ الْكَوْنِ، وَيُضْرَمُ مِنْ جَهَنَّمَ. لأَنَّ كُلَّ طَبْعٍ لِلْوُحُوشِ وَالطُّيُورِ وَالّزَحَّافَاتِ وَالْبَحْرِيَّاتِ يُذَلَّلُ، وَقَدْ تَذَلَّلَ لِلطَّبْعِ الْبَشَرِيِّ. وَأَمَّا اللِّسَانُ فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُذَلِّلَهُ. هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُّوٌ سُمّاً مُمِيتاً. بِهِ نُبَارِكُ اللَّهَ الآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ اللَّهِ. مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الأُمُورُ هَكَذَا! أَلَعَلَّ يَنْبُوعاً يُنْبِعُ مِنْ نَفْسِ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ الْعَذْبَ وَالْمُرَّ؟ هَلْ تَقْدِرُ يَا إِخْوَتِي تِينَةٌ أَنْ تَصْنَعَ زَيْتُوناً، أَوْ كَرْمَةٌ تِيناً؟ وَلاَ كَذَلِكَ يَنْبُوعٌ يَصْنَعُ مَاءً مَالِحاً وَعَذْباً! مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَتَحَّزُبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ. لَيْسَتْ هَذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَّزُبُ هُنَاكَ التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ. وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَاراً صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ. وَثَمَرُ الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي السَّلاَمِ مِنَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّلاَمَ.
تأمل..
+ أهمية ضبط اللسان.. علينا ان نهتم فى تواضع وصلاة وحكمة بضبط السنتنا ولا ناخذ دور المعلمين ولا نغتر أو نتكبر لئلا نقع فى الدينونة أو نعثر لأنه يجب أن نعمل أولاً بما نعلم، ولا يستطيع الانسان أن يضبط لسانه تمامًا إلا من يجاهد ويقوده الله بروحه القدوس ومن يضبط لسانه يستطيع أن يضبط كل مشاعرة وأفكاره وحواسه. وحيث أن الإنسان يجاهد ويضبط نفسه بنعمة الله إلى حد ما، فينبغى أن يكون حريصًا فى عدم الإندفاع إلى تعليم الآخرين ويشبه الرسول اللسان باللجام الذى يوضع فى فك الخيل ليديرها الفارس فى الإتجاه الذى يريده، فاللسان كدفة السفينة، رغم صغرها يستطيع الربان أن يدير بها سفينة ضخمة إلى الجهة التى يريدها ولهذا يجب أن نتعامل معه بحذر فى كل كلمة ننطق بها، "لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان" (مت 12: 37)، اللسان يشبه بشرارة نار صغيرة تستطيع أن تشعل حرائق ضخمة فتحدث الإنشقاقات والبغضة والكراهية بين الناس. اللسان قد ينطق بكلمة صعبة فتخرج كسم الثعبان المميت وتقضى على علاقة استغرق بناؤها سنينًا طويلة. لذلك يقول داود فى المزمور " ضع يا رب حارسًا لفمى وبابا حصينا لشفتىّ" (مز141: 3). يحذر الرسول من يشتموا غيرهم، فكيف بلسانهم يباركون الله فى صلوات ثم يضايقون الناس المخلوقين على صورة الله بكلماتهم الصعبة.. فماذا يفعلون، هل يباركون الله أم يلعنونه؟
ويعلن أن هذا خطأ شديد لا يصح أن يكون أبدًا. هل من عين الماء الواحدة يخرج نوعان من الماء أحدهما عذب والآخر مر ؟!. وهذا سؤال استنكارى أى لا يمكن أن يحدث ذلك، وبالتالى لا يصحّ أن يخرج من نفس اللسان صلوات وكلمات ردية. وهكذا يدعونا يعقوب الرسول للتوبة عن الكلام الردئ. فهل يمكن أن تعطى الشجرة ثمرًا مخالفًا لنوعها؟ بالطبع لا. هكذا لسان أولاد الله لابد أن يتكلم بكلمات بركة فقط سواء مع الله أو مع الناس.
+ الحكمة السماوية والأرضية.. فمن له حكمة ومعرفة وعلم حتى يُعلِّم غيره يلزمه أن يظهر حكمته بالتصرف السليم فى مواقف الحياة المختلفة ويعقد الرسول مقارنة بين الحكمة الأرضية والحكمة السماوية. فالحكمة الأرضية نابعة من محبة العالم فيدوس الأخ على أخيه من أجل المال، وهى نفسانية أى صادرة عن الأنا كالتعاليم التى تاخذ شكلاً دينيًا ولها تأثير عاطفى إنفعالى وإيحاء للنفس بالقداسة والتقوى ولكنها بعيدة عن الروحيات والحكمة الأرضية أيضًا "شيطانية" أى باعثها الخفى هو الشيطان، الذى يوحى للإنسان أنه وحده حكيم فيدخله روح الكبرياء والغيرة وتحدث الإنقسامات والتشويش والإنحرافات والتحزب والمحاباة، وتقوم الهرطقات تحت ستار هذه الحكمة.
أما الحكمة السماوية التى يمنحها الله فهى طاهرة : أى نقية بلا غرض ملتوى، بعيدة عن المحاباة، ومسالمة لأن مصدرها ملك السلام فهى صانعة سلام تصنع السلام والهدوء بين الإنسان ونفسه وبينه وبين الله وبينه وبين الناس. وهى حكمة مترفقة بضعفات الآخرين تحتضنهم وتتحمل ضعفهم وتشجعهم على التوبة، مثل ترفق المسيح وتشجيعه لزكا رئيس العشارين (لو19: 1-10) وبالمرأة الخاطئة فى بيت سمعان الفريسى (لو7: 36-50). ومطيعة للوصية الإلهية والكنيسة والوالدين، وهى تستمع للآخرين ولكن بتمييز دون انقياد وخضوع للآراء الخاطئة ومملوَّة رحمة وأثمارًا صالحة على الضعفاء والخطاة والمحتاجين والفقراء والمرضى وصغار النفوس، مستندة على الإيمان الحى العامل بالمحبة. وهى عديمة الريبة أى ثابتة فى محبة الله والإيمان به، بعيدة عن الشك والتردد والرياء وتهب ثمر البر وأعمال صالحة.

الأحد، 27 أكتوبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الأثنين الموافق 10/28

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ.} (يع 26:2)
قول لقديس..
( الإيمان والأعمال أختان مرتبطتان ببعضهما البعض. فمن يؤمن بالرب يكون نقيًا، ومن يكون نقيًا فهو مؤمن بالأكثر. لهذا فمن هو شرير يكون بلا شك ضالاً عن الإيمان، ومن يترك التقوى يتخلى عن الإيمان الحقيقي. وكما أنه عندما يساعد الأخ أخاه يصيران حصنين لبعضهما البعض، هكذا أيضًا الإيمان والصلاح، إذ ينموان متشابهين مُمْسِكَيْن ببعضهما البعض، فمن يختبر أحدهما يتقوى بالآخر. لذلك إذ يرغب الرسول في أن يتدرب التلميذ على الصلاح حتى النهاية وأن يجاهد من أجل الإيمان نصحه قائلاً: {جَاهِدْ جهاد الإيمان وأمسك بالحياة الأبديّة}"١ تي ٦: ١٢") القديس أثناسيوس الرسولى
حكمة للحياة ..
+ النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مر حلو.أم 7:27
A satisfied soul loathes the honeycomb, But to a hungry soul every bitter things is sweet. Pro 27:7
صلاة..
" ايها الرب الهنا الداعى الكل الى الإيمان والخلاص من عبودية إبليس والخطية والشر. يا من يريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون. نسائلك من أجل شعبك وكنيستك ليكون لنا الإيمان العامل بالمحبة، فينمو بر الإيمان فى قلوبنا بعمل نعمة روحك القدوس لنقاوم وننتصر على حيل إبليس وميول النفس للشهوات ونجنا من مؤامرات الأشرار. وأملك على حياتنا وبيوتنا وبلادنا فنحن نثق فى حسن رعايتك الأمينة وقوتك المقتدرة ومحبتك الأبدية، ونصلى من أجل ان ينتشر الإيمان ويكرز ببشارة الخلاص فى كل الأرض لكي تتفتح أعين العميان ويرى كل بشر خلاصك يارب،أمين"
من الشعر والادب
"أحفظ بلادى "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أحفظ بلادي وأحميها يارب
من الفتن والارهاب والكرب
أدي الامان لشعبها فى الدرب
نمى الإيمان والخير فى القلب
نصون العيش والملح والقرب
نتعاون بدون خصام أو حرب
أهدينا للحكمة والخلاص يارب
حرية وعدل وخير لكل الشعب
قراءة مختارة ليوم
الأثنين الموافق 10/28
الإصحَاحُ الثَّانِي
يع 14:2- 26
مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: «امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟ هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ. كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟ لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ.
تأمل..
+ الإيمان العامل بالمحبة.. لابد ان يكون لنا الإيمان العامل بالمحبة. فحتى الشياطين تقر بوجود الله لكنها تعصاه وتقاوم ارادته. الإيمان بدون أعمال هو إيمان خامل وميت كما ان الجسد بدون روح ميت فالكتاب المقدس يؤكد على ضرورة الإيمان العامل بالمحبة وتحدث عن الجهاد والخدمة والعطاء ويقدم القديس يعقوب أمثلة عملية على ضرورة ارتباط الأعمال الصالحة بالإيمان كشرط لخلاص المؤمن فإن كان لنا أخ أو أخت فقراء فتعطفنا عليهم بالكلام دون أن نقدم عملاً ايجابيًا، فأننا لا نسد احتياجاتهم. والمثال الثانى.. الإيمان بدون أعمال يشبه جسدًا ميتًا ليس به روح، فالروح هى الأعمال والتى تدل على أن الإيمان حى. فالإيمان الذى ليس له أعمال هو إيمان نظرى ميت فى ذاته ويقود للموت. فانسان له إيمان بدون أعمال واخر له أعمال صالحة ناتجة عن إيمانه، الثانى بأعماله الصالحة يظهر أن إيمانه حقيقى دون الأخر.
+ الأعمال ثمر إلإيمان.. إن كان إنسان له إيمان بالله الواحد ولكن ليس له أعمال صالحة، فهذا لا يفيده شيئًا بل يدينه فى اليوم الأخير لأن إيمانه لم يثمر أعمالاً صالحة، مثل الشياطين الذين يؤمنون بأن الله واحد ويقدِّرون هذا جداً لدرجة الخوف الشديد من الله الذى يعبر عنه بالقشعريرة، ولكنهم مستمرون فى شرورهم، فإيمانهم النظرى هذا الغير مصحوب بأعمال صالحة يدينهم فى اليوم الأخير. وابونا إبراهيم ظهر إيمانه العامل إذ قدم إسحق ابنه ذبيحة وهو يؤمن بأن الله قادر أن يقيمه من الموت (رو4: 3). فقد كان له الإيمان الواثق والعملي وأكمل بعمله إيمانه، وبتقديم إسحق ذبيحة أكمل إيمانه بالله القادر على الإقامة من الأموات. وبهذا صار بارًا أمام الله بل ارتقى إلى درجة صداقة الله. والذين آمنوا قديما من الأمم وليس فقط يهود. فراحاب الزانية الأممية آمنت بقوة إله إسرائيل وخبَّأت الرجلين اللذين أرسلهما يشوع ليتجسسا أرض الموعد حتى لا يُقْتَلا (يش 2: 1-6)، وعلَّقت على بيتها شريطا أحمر، إشارة إلى الإيمان بدم المسيح الفادى، فأنقذها الله من الهلاك مع سكان أريحا لإيمانها العامل بالمحبة. هكذا علينا ان نقرن ايماننا بالثمار الصالحة المعبرة عن الإيمان المستقيم.

السبت، 26 أكتوبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الأحد الموافق 10/27

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ} (يع 13:2)
قول لقديس..
(يقول الرسول: المحبة هي تكميل الناموس. فإذا وجدنا المحبة ماذا نحتاج بعد! وإذا خسرنا المحبة أي ربح يمكننا أن نجنيه؟ لنتمسك بوصية الرب (يو ١٥: ١٢) بأن نحب بعضنا بعضًا وبهذا نُنَفِّذْ كل الوصايا) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ بالرحمة والحق يستر الاثم وفي مخافة الرب الحيدان عن الشر (ام 16 : 6)
In mercy and truth Atonement is provided for iniquity; And by the fear of the LORD one departs from evil. Pro 16:6
صلاة..
" يا اله المحبة ورب الرحمة، الاله الذى يشرق شمسه على الابرار والاشرار ويمطر على الصالحين والطالحين، يا معين لمن ليس له معين، عزاء صغيرى القلوب وميناء الذين فى العاصفة، ايها الاله الرحيم العادل الذى يعطى كل واحد كنحو أعماله، علمنا ان نكون رحماء نحو الخليقة كلها لاسيما نحو أخوتنا الضعفاء والمحتاجين والساقطين، أفتح عيون قلوبنا بالمحبة نحو الكل لاسيما هؤلاء الذين أعمت القسوة عقولهم وسدوا أذانهم عن سماع صوتك الرحيم، ربى أرحمنا وأترك خطايانا فنحن كثيرا ما نفشل فى أختبار المحبة الكاملة والرحمة العاملة، فأعطنا الفرصة لنعدل من سلوكنا ونتوب عن خطايانا ونصنع رحمة مع الجميع،أمين"
من الشعر والادب
"طوبى للرحماء "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
طوبى للرحماء،
فانهم يرحمون.
ومن الله والناس،
يكونوا محبوبين.
أما عديموا الرحمة،
فهم عن الله متغربين،
وعن فعل الخير بعيدين،
فارحموا المحتاجين
يغدق رحمته عليكم
الله الذى لا يبات مديون
قراءة مختارة ليوم
الأحد الموافق 10/27
الإصحَاحُ الثَّانِي
يع 1:2- 13
يَا إِخْوَتِي، لاَ يَكُنْ لَكُمْ إِيمَانُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، رَبِّ الْمَجْدِ، فِي الْمُحَابَاةِ. فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ إِلَى مَجْمَعِكُمْ رَجُلٌ بِخَوَاتِمِ ذَهَبٍ فِي لِبَاسٍ بَهِيٍّ، وَدَخَلَ أَيْضاً فَقِيرٌ بِلِبَاسٍ وَسِخٍ،فَنَظَرْتُمْ إِلَى اللاَّبِسِ اللِّبَاسَ الْبَهِيَّ وَقُلْتُمْ لَهُ: «اجْلِسْ أَنْتَ هُنَا حَسَناً». وَقُلْتُمْ لِلْفَقِيرِ: «قِفْ أَنْتَ هُنَاكَ» أَوِ: «اجْلِسْ هُنَا تَحْتَ مَوْطِئِ قَدَمَيَّ»فَهَلْ لاَ تَرْتَابُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ، وَتَصِيرُونَ قُضَاةَ أَفْكَارٍ شِرِّيرَةٍ؟اسْمَعُوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، أَمَا اخْتَارَ اللَّهُ فُقَرَاءَ هَذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَهَنْتُمُ الْفَقِيرَ. أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ وَهُمْ يَجُرُّونَكُمْ إِلَى الْمَحَاكِمِ؟أَمَا هُمْ يُجَدِّفُونَ عَلَى الاِسْمِ الْحَسَنِ الَّذِي دُعِيَ بِهِ عَلَيْكُمْ؟فَإِنْ كُنْتُمْ تُكَمِّلُونَ النَّامُوسَ الْمُلُوكِيَّ حَسَبَ الْكِتَابِ «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». فَحَسَناً تَفْعَلُونَ. وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ تَفْعَلُونَ خَطِيَّةً، مُوَبَّخِينَ مِنَ النَّامُوسِ كَمُتَعَدِّينَ. لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ. هَكَذَا تَكَلَّمُوا وَهَكَذَا افْعَلُوا كَعَتِيدِينَ أَنْ تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ. لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ.
تأمل..
+ الإيمان بدون محاباة .. المؤمنين يجب ان يكونوا أخوة بلا تمييز أو تحيز أو تفضيل لمؤمن على آخر، فالجميع أعضاء فى جسد المسيح الواحد. والإيمان الحقيقى مرتبط بالمحبة للكل دون تمييز وكل واحد يحاسب بحسب أعماله دون النظر إلى مركزه أو غناه فلا يليق بالأكثر داخل الكنيسة محاباة الأغنياء، ذوى الملابس البهية والخواتم الذهبية بتقديم المكان أو المعاملة الأفضل لهم دون الفقير ذو الملابس البسيطة فالمحاباة خطية بعيدة عن الإيمان إذ تنسى الله وتعتبر الأغنياء هم عماد الكنيسة وفيها إهانة للفقير المخلوق على صورة الله، وهى إهانة للمسيح نفسه الذى افتقر ليغنينا والمحاباة بعيدة عن مخافة الله وتنبع عن أفكار شريرة، فيجب ان نحاسب أنفسنا ونجعل ضمائرنا قاضى عادل لأفكارنا ونتوب عن خطايانا.
الله لا يهمه الغنى المادى بل أن كثير من القديسين كانوا فقراء مثل موسى راعى الغنم الذى دعاه الله من العليقة، وداود راعى الغنم الذى مسحه الله ملكًا، وكذلك تلاميذ المسيح كان معظمهم من الصيادين والفقراء. هؤلاء صاروا ورثة للملكوت السماوى الذى أعدَّه لهم. ويظهر أهمية الغنى الروحى بالإيمان على الأرض وميراث الملكوت، وهذا أفضل من كل الغنى المادى. وليس معنى هذا أن الغنى شر، ولكن الشر هو أن ينسى الإنسان الله بسبب انشغاله بالغنى ويسقط فى الكبرياء. كما ان البعض بسبب غناهم فى شرهم يهينوا اسم المسيح الذى دُعِىَ على جميع المؤمنون.
+ المحبة والرحمة.. المحبة هى شريعة السيد المسيح الذى يدفعنا إلى محبة كل من حولنا تطبيقًا للوصية "تحب قريبك كنفسك" (لا 19: 18)، ويطوِّب الرسول سلوك المحبة نحو الجميع. المحاباة شئ ضد المحبة، وتعدى على قانون المسيحية فى اصرار على الخطية مما يستوجب الموت. فلا يصح الإصرار على فعل خطية ما مع الحرص فى أخرى، فناموس موسى يقضى على القاتل بالموت لأنه كسر هذه الوصية رغم حرصه على باقى الشريعة كذلك فى العهد الجديد يلزم أن نتمسك بكل وصايا الله ولا نصرّ على إهمال أحدها بالإصرار على المحاباة، فهذا يستوجب الهلاك. وان كان العدل يقتضى أن تعطى كل ذى حق حقه، فان الرحمة فى المسيحية هى أن تعطى أكثر من الحق الذى يستحقه الناس ماداموا محتاجين ومن لا يرحم غيره ويحابى الأغنياء ويحتقر الفقراء لا يرحمه الله ويحكم عليه بالهلاك الأبدى. أن قانون المسيحية هو الرحمة خاصة وأن الله يظهر لنا رحمته فى الفداء والغفران لخطايانا كل يوم، مما يدفعنا إلى الإشفاق على الكل ورحمتهم.

الجمعة، 25 أكتوبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم 10/26

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللَّهِ الآبِ هِيَ هَذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ} (يع 27:1)
قول لقديس..
(أن كان الشخص يغضب بكونه إنسانا فإنه يضع حدا للغضب بكونه مسيحيا. إن الكلمة الخارجة من الفم تخرج كحجر مرشوق باليد هيهات عودتها أو ضبطها. فلهذا يلزم التأمل فيما سيقال قبل أن يخرج الكلام لأنه بعد خروجه يكون التأمل فيه باطلا) القديس جيروم
حكمة للحياة ..
+ بعدم الحطب تنطفئ النار وحيث لا نمام يهدا الخصام.أم 20:26
Where there is no wood, the fire goes out; And where there is no talebearer, strife ceases. Pro 26:20
صلاة..
" يا الهي بلاد الحكمة أين موطنها؟ كيف لمولود المرأة أن يقتنيها؟ لقد أخفيت الحكمة عن الفهماء وأعلنتها لمحبى أسمك القدوس، فأعطنا يارب تواضع وبساطة الأطفال، وإيمان بغير فحص ومحبة بلا رياء، وهبنا من كنوز أدويتك الشافية حكمة للتمييز بين الخير والشر، ومعرفة ارادتك الصالحة وهبنا قوة للعمل بها، علمنا ان نضبط حواسنا وأفكارنا وقلوبنا ونسرع فى الاستماع ونبطئ فى الغضب والتكلم ونحفظ أنفسنا من دنس العالم، علمنا ان نسرع فى عمل الخير وتكون لنا الحياة المقدسة التى ترضيك، سالكين لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الايام شريرة، أمين"
من الشعر والادب
"ضابط نفسه "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ضابط نفسه خير،
من ضابط مدينة.
واللى يضبط لسانه،
يكون له العقل زينة.
أصغى باحترام للغير،
وأعمل دوما الخير
حياتك تبقى فى تيسير
وتنال من الولى تقدير
كربان ماهر يقود السفينة
السبت الموافق 10/26
الإصحَاحُ الاول (2)
يع 19:1- 27
إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ، لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ. لِذَلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. وَلَكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعاً لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِراً وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ. وَلَكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ - نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ - وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعاً نَاسِياً بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهَذَا يَكُونُ مَغْبُوطاً فِي عَمَلِهِ. إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هَذَا بَاطِلَةٌ. اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللَّهِ الآبِ هِيَ هَذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ.
تأمل..
+ أداب الحديث وضبط اللسان.. يوصينا الكتاب المقدس بضبط الإنسان لنفسه ومن أداب الحديث المسيحي ان يكون الانسان
1- مسرعًا فى الاستماع .. فالإنسان الذى يسمع جيدًا يفهم أكثر ويجد الفرصة للتفكير ويطلب من الله ان يهبه الحكمة فيما يقول ويكون مريحا للآخرين ويقيم علاقة محبة معهم. فكما يقول سليمان الحكيم "أرأيت إنسانًا عجولاً فى كلامه الرجاء بالجاهل أكثر من الرجاء به" (أم 29 : 20)، إذا ماذا هل نصمت أم نتكلم؟. يقول احد القديسين " إن الكلام من أجل الله جيد والسكوت من أجل الله جيد أيضًا".ولكن علينا ان نصغى للغير ونعمل الخير ونتكلم بما يبنى الغير.
2 - مبطئًا فى الغضب : المؤمن الحقيقى لا يغضب على الآخرين لكنه يتميز بطويل الأناة "لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" وإذ يهدأ الإنسان فى كلامه مع الآخرين، يكون لديه الفرصة للعمل الداخلى وينتبه إلى خلاص نفسه ويرفض كل أنواع النجاسة سواء الأفكار الشريرة والمناظر السيئة والكلام الدنس وكل أفعال الزنا والشرور الكثيرة المرتبطة بها.
3- التامل فى كلمة الله .. علينا ان نقراء ونتأمل ونقبل كلمة الله بوداعة فهى قادرة أن تخلص نفوسنا وتقودنا فى طريق الخلاص ونكون عاملين بالكلمة لأن من يسمع ولا يعمل يخدع نفسه بأنه متدين أو يعرف كثيرًا، فالمقياس ليس المعرفة بل تنفيذ الوصية عمليًا. ويشبه الرسول من يسمع الكلمة ولا يعمل بها برجل ينظر فى مرآة ولم يصلح من منظره بل يمضى وينسى عيوبه. أما المؤمن فيجب أن ينظر بتمعن فى كلمة الله التى هى مرآة تكشف له ضعفه وأخطاءه ونقائصه، فيقبلها بوداعة ويصلح من ذاته ساعيًا إلى القداسة والحق والكمال ليتشبه بأبيه السماوى ويحافظ على صورته التى أخذها بالولادة الجديدة. سالكا بالكمال المسيحي كناموس الحرية التى لأولاد الله فى ضبط للسان كعلامة على التدين السليم
+ عمل الرحمة والتعفف .. يلخص القديس يعقوب الرسول مفهوم الديانة الطاهرة النقية لدى الله الآب بأنها إيمان مستقيم وأعمال رحمة بالأيتام والأرامل الذين ليس لهم أحد يعولهم ويحفظ الإنسان قلبه فى نقاء وقداسة وطهارة الفكر ويضع كلمة الله فى حياته موضع التنفيذ بصبر وحب وفرح ولهذا ينبغى على المؤمن أن يبتعد عن كل مصادر التلوث السمعى والبصرى ليصير مقدسًا لله جسدًا ونفسًا وروحًا وفى ذات الوقت فى شبع روحى بمحبة الله وكتابه المقدس وقديسيه.

الخميس، 24 أكتوبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم 10/25


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. } (يع 5:1)
قول لقديس..
(لا يمكن أن تكون لفضيلة ما كمالها المطلوب، أو تدوم، بدون نعمة التمييز. وكما يقول الطوباوي أنطونيوس كغيره أيضًا من الآباء، بأن التمييز هو الذي يقود الإنسان الشجاع بخطوات ثابتة نحو الله، ويحفظ له دوام سلامة الفضائل المشار إليها بغير سأم، حتى تبلغ أقصى ذروة الكمال. وبدونه لا يمكن الوصول إلى مرتفعات الكمال مهما كان الجهاد بكل رغبة. فالتمييز هو أهم كل الفضائل، وحارسها، ومنظمها.) من مناظرات القديس يوحنا كاسيان مع اباء البرية
حكمة للحياة ..
+ مدينة منهدمة بلا سور الرجل الذي ليس له سلطان على روحه. أم 28:25
Whoever has no rule over his own spirit, Is like a city broken down without walls. Pro 25:28
صلاة..
" ايها الرب الهنا العظيم، القادر على كل شئ، الذى قاد شعبه قديما بقوة واقتدار للخروج من عبودية فرعون، وأطعمة المن فى البرية ورواه من صخرة ماء فى البرية. يا من نجي دانيال من جب الاسود وهو على الكل يسود، يا من نظر الى صبر أيوب البار وشفاه من بلاياه، يا من خلص يوسف الصديق من أمراة سيده ونجي الفتية من آتون النار المتقد، كن حكمة ونجاة ونصرة وقوة وخلاص لكل المجربين والمتألمين والمضطهدين والمحتاجين والمرضى وخلص شعبك وبارك ميراثك وأنقذنا من جميع شدائدنا يا رجاء من ليس لهم رجاء وعون لمن ليس لهم معين، ليس لنا فى شدائدنا وضيقاتنا سواك فكن لنا قوة للإيمان وحصن خلاص وحياة فرح وسلام، لكي نقدم لك الشكر كل حين، أمين"
من الشعر والادب
"الإيمان فى التجربة"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
لما تجيك التجربة من بره
أحتمل، اشكر، اصبر
ربك بيحب الإنسان الشاكر
صلى بإيمان، ثقة ورجاء
أقتدى بالله المحب الغافر
ولما تيجي التجربة من جوه
حاسب نفسك بمروه
وأهرب من الشر بقوة
وخلى عندك محبة لله وتقوى
تواضع وأعمل رحمة
هتلاقى عون الله الساتر
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 10/25
الإصحَاحُ الأَوَّلُ
يع 1:1- 18
يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللَّهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يُهْدِي السَّلاَمَ إِلَى الاِثْنَيْ عَشَرَ سِبْطاً الَّذِينَ فِي الشَّتَاتِ. اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ،عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ. وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. وَلَكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. فَلاَ يَظُنَّ ذَلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ. رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ. وَلْيَفْتَخِرِ الأَخُ الْمُتَّضِعُ بِارْتِفَاعِهِ، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَبِاتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ. لأَنَّ الشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِالْحَرِّ، فَيَبَّسَتِ الْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هَكَذَا يَذْبُلُ الْغَنِيُّ أَيْضاً فِي طُرُقِهِ. طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً. وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمُلَتْ تُنْتِجُ مَوْتاً. لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ. كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ. شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ.
تأمل..
+ مقدمة الرسالة ... كتبها يعقوب الرسول ابن حلفى اسقف اورشليم الملقب بيعقوب البار أو يعقوب أخو الرب، (غل 1: 19) أي ابن خالته، وشقيق يوسي ويهوذا وسمعان. قيل عنه أنه كان نذيرًا للرب من بطن أمه، فكان لا يشرب خمرًا ولا مسكرًا ولا يحلق شعر رأسه ويقتات بالبقول. كان مُحبًا للعبادة ومن كثرة ركوعه للصلاة كانت ركبتاه كركبتي جمل. ويذكر القديس ايرونيموس إن اليهود في بداية الأمر كانوا يهابونه جدًا، ويتهافتون على لمس ثيابه. وفي إحدى المرات جاءوا به إلى جناح الهيكل لكي يشهد ضد المسيح، فقال لهم: "إن يسوع الآن جالس في الأعالي عن يمين الآب... وسيُدين الناس". فلما سمعوه يقول هذا، فحنق عليه الكتبة والفريسيون وثاروا ضده، وهم يقولون: "لقد ضلّ البار"، ثم طرحوه من فوق إلى أسفل. أما هو إذ وقع انتصب على ركبتيه طالبًا الغفران لهم، فأسرعوا برجمه ثم أتى من ضربه بمدقةٍ على رأسه، فاستشهد سنة 62م. وُدفن في موضع استشهاده بالقرب من الهيكل وقد دعاه القديس بولس أحد أعمدة الكنيسة، وهو الذى اعلن قرارات المجمع الرسولى الاول فى اورشليم بخصوص قبول الامم فى الايمان وقد كُتب رسالته الى المؤمنين خارج أورشليم المضطهدين ليشجعهم على أحتمال الضيق ويثبتهم في الإيمان بالرب ويبين مفهوم الإيمان الحي، وارتباطه بالأعمال. ويقدم الوصايا العملية لحياة القداسة المسيحية ويبين أهمية الأعمال المؤسسة على استحقاقات دم المسيح وليس على البرّ الذاتي. وتتناول رسالته موضوعات الإيمان وعلاقته بالتجارب والأعمال واللسان والشهوات الارضية والغنى .
+ أحتمالنا للتجارب .. يرسل القديس يعقوب الرسول سلامه للمؤمنين فى الشتات خارج أورشليم كاخوة له وهو كعبد لله احب الرب ويترك التصرف فى حياته طالبا منهم ان يقابلوا التجارب الخارجية المتنوعة سواء المرض أو الاضطهاد وغيرة بروح الفرح والشكر والسلام فالتجارب هى شركة مع المسيح المتألم ومن يشترك فى الألم والصليب يشترك معه فى المجد فالضيقات تنقى وتهب الأكاليل وتجعلنا نزهد فى محبة العالم ونصرخ الى الله فى صلوات عميقة وترتفع أنظارنا الى السماء وبها تزداد تعزياتنا ونكتشف فى التجارب يد الله القدير التى تستطيع أن تخرجنا من الضيقة. إمتحان ايماننا لا يعنى أن الله لا يعرف إيماننا فهو فاحص القلوب والكلى، لكن نحن لا نعرف ما هى طبيعة إيماننا وبهذا الإمتحان يكشف لنا طبيعة ونوعية إيماننا. مما ينشئ فينا الصبر لنكون تامين وكاملين نصبر على التجربة حتى تأتى بثمارها وتكمل حتى نزهد فى محبة العالم ولا نتعلق به بل نشتاق للسمائيات ونبدأ نتذوق افراحها محتقرين الأرضيات وبهذا نكمل. هذا هو العمل التام للصبر أن نكمل.
+ اقتناء الحكمة والتواضع ... ومتى أحتجنا للحكمة فلنطلب من الله ونتقبل الألام بشكر وصبر وبدون تذمر. والله سيعطى لمن يطلب هذه الحكمة حتى يفهم دون أن يعيره بسبب ضعفه وجهله وخطاياه السابقة ومن يعطيه الله حكمة سيفهم إرادة الله من التجربة ويفرح بها ويعلم أنها للخير. علينا ان نطلب بدون أرتياب أو شك فى وعود الله الأمينة لأن المرتاب يكون متردداً بين حالة الإيمان وعدم الإيمان والإعتماد على حكمته البشرية ويشبه موج البحر تخبطه ريح التجارب فلا يحصل على شىء من الله، وحين يصلى تكون صلاته بلا نفع ويكون متقلقل فى طريقه. التواضع يرفعنا ونجد نعمة وعون من الله العلى وشركة فى الام السيد المسيح وبالتالى فى الأمجاد السمائية وهذا هو الإرتفاع الحقيقى. وأما الغنى فعليه أن لا يفتخر بغناه أو مركزه فى المجتمع، فكل ما فى العالم سيزول أو سنتركه بل علينا ان نفتخر بالرب الذى خلاصنا واعد لنا الأمجاد الحقيقية فى السماء. الغنى يتضع ليشبه سيده الذى أخلى ذاته لأجلنا. (2كو10: 17). أن أمجاد وأموال هذا العالم ستزول وكما ان الشمس التى تعطى حياة للزروع هى نفسها التى تجفف وتفنى جمال زهر العشب. وبنفس المفهوم فالتجارب تزيد المؤمنين بريقاً، ويهلك المتكلين على غناهم ويذبلوا فى طرقهم.
+ التجارب الداخلية ومقاومتها .. يتطرق القديس يعقوب لنوع آخر من التجارب ناشئ عن شهوات داخلية وخطايا. ويقول أنه على الإنسان الذى يجرب من تجارب خاطئة كهذه ألا ينسب هذه التجارب لله، كما لو أن الله هو الذى يدفع الإنسان لإرتكاب الشرور أو الخطيئة فهناك تجارب يسمح بها الله لنمونا وتزكيتنا ووقايتنا من الشرور لنكمل. وهناك تجارب من الشيطان أو من الخطية الساكنة فينا وعلينا مقاومتها والانتصار فيها فالله قدوس وسماوى كله خير. لذلك هو لا يجرب أحداً بالشرور والخطايا. إن الخطايا تأتى من شهوات الانسان أو ابليس وحروبة وإذا حدث أن إنساناً ما قد لحقت به تجارب شريرة، فعليه أن يدرك أن هذا يرجع إليه لا إلى الله، وأن مصدر هذه التجارب هو شهوته التى إنجذب وإنخدع ومال إليها ومن يقبل الخطية ينجذب اليها وقد إستخدم القديس يعقوب هنا صورة رائعة ليشرح ما يحدث. فهو قد صور الشهوة على أنها إمرأة خاطئة تحاول أن تغوي من يقع فى حبائلها. ولو قبل أحد عرضها بالفكر وبدأ يخطط لكيفية تنفيذها فكأنه إتحد بها وبهذا تصير المرأة حبلى. وإذا خرجت الخطية لحيز التنفيذ فكأن المرأة ولدت الموت. كل عطية صالحة مصدرها الله الذى لا يتغير بمعنى أن إرادته نحونا دائماً مقدسة وخير وحب وصلاح وطهارة. إذا لا يعقل أن نرى منه تجارب شريرة. وخلال أشعة محبته المعلنة فى عطاياه الروحية والزمنية يجذب أنظارنا وينير عقولنا فنراه ونحبه وهو شاء فولدنا ولادة جديدة روحية بالمعمودية لنصير باكورة مقدسة.

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم 10/24


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ لاَ تَنْسُوا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هَذِهِ يُسَرُّ اللهُ.} (عب 16:13)
قول لقديس..
( في الفردوس يوجد هناك الجموع الكثيرة من الملائكة الأطهار القديسين، وهناك الأساس المتين لكل الفضائل الروحية، هناك التسبيح الدائم وثماره النقاوة والطهارة، وهناك نهر ماء الحياة .. هذا هو نهر التمتع الدائم برؤيا الله، والشبع الكامل بالتأمل في مجد المسيح وجماله، وفى سلامنا الدائم لاجل تواجدنا في حضرته) القديس باسليوس الكبير
حكمة للحياة ..
+ يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي.أم 26:23
My son, give me your heart, And let your eyes observe my ways. Pro 23:26
صلاة..
" الهنا القدوس الصالح، الذى عمل بنعمته فى حياة القديس بولس الرسول، فحوله من مضطهد للكنيسة ومقاوم للقديسين الى رسول وكارز باسمك القدوس، يجول يخبر بفضل من دعانا من عالم الظلمة الى نوره العجيب وأخيرا يقدم حياته شهادة حب صادقة للإيمان المسيحي لينتقل الى عالم المجد شفيعا مصليا من اجل سلام الكنيسة، نصلى الان وفى كل أوان لتعمل مع شعبك بصلوات قديسيك وتعمل مع كل مضطهدى الكنيسة ومقاومى الإيمان بنعمة روحك القدوس ليعلموا مقدار محبتك لهم، وقدر جحودهم ومقاومتهم للحق وتنقلهم من عالم الجهل والتعصب والكراهية الى نور المعرفة والمحبة والإيمان لينالوا نصيبا وميراثا مع جميع القديسين، أمين"
من الشعر والادب
"الخادم الأمين"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
من هو ياتري الخادم الأمين ؟
الذى على خطى القديسين
يقتدى ويسلك مخلص وأمين
يصلى بتواضع لله فى كل حين
والروح القدس يكون له معين
لخلاص اخوته يسعى ولا يلين
ويلاحظ نفسه والإيمان الثمين
بالروح يحيا صبر طوال سنين
طوباه من الرب فى يوم الدين
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 10/24
الإصحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ (2)
عب 15:13- 25
فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ لِلَّهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ.وَلَكِنْ لاَ تَنْسُوا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هَذِهِ يُسَرُّ اللهُ. أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ. صَلُّوا لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا نَثِقُ أَنَّ لَنَا ضَمِيراً صَالِحاً، رَاغِبِينَ أَنْ نَتَصَرَّفَ حَسَناً فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَلَكِنْ أَطْلُبُ أَكْثَرَ أَنْ تَفْعَلُوا هَذَا لِكَيْ أُرَدَّ إِلَيْكُمْ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ. وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ، لِيُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ لِتَصْنَعُوا مَشِيئَتَهُ، عَامِلاً فِيكُمْ مَا يُرْضِي أَمَامَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَحْتَمِلُوا كَلِمَةَ الْوَعْظِ، لأَنِّي بِكَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ. اِعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أُطْلِقَ الأَخُ تِيمُوثَاوُسُ، الَّذِي مَعَهُ سَوْفَ أَرَاكُمْ، إِنْ أَتَى سَرِيعاً. سَلِّمُوا عَلَى جَمِيعِ مُرْشِدِيكُمْ وَجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّذِينَ مِنْ إِيطَالِيَا. اَلنِّعْمَةُ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ- إِلَى الْعِبْرَانِيِّينَ، كُتِبَتْ مِنْ إِيطَالِيَا، عَلَى يَدِ تِيمُوثَاوُسَ.
تأمل..
+ الشكر والتسبيح والعطاء.. يجب علينا ونحن سائرين فى برية هذا العالم ان نحيا فرحين وشاكرين الله كل حين الذى اعطانا الخلاص حتى رغم الآلام فهى شركة الآم السيد المسيح. لنرفع به ذبيحة التسبيح والشكر للآب القدوس ونعبر عن محبتنا لله بالمحبة العملية لاخوتنا المحتاجين فالتسبيح ليس مجرد كلمات بل أفعال عملية تعبر عن طبيعة المؤمن ومشاعره المملوءة محبة بفعل الخير كذبائح مقبوله تسر الله.
+ طاعة المرشدين الروحيين .. اطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا لكي يفعلوا ذلك بفرح لا بانين وتضجر. الطاعة الواعية لوصية الله من خلال المرشدين الروحيين فى أحترام وتقدير متبادل من الاداب المسيحية فالمرشد مسئول عن نفوس شعبه وخلاصهم. وسيقدم هذا المرشد حساباً أمام الله عنهم. ولهذا لا يجب ان نجعل مرشدينا يحزنوا لعناد او أنحلال البعض لان هذا غير نافع للرعاة والرعية بل يجب ان يفرح المرشدين لنجاح رعيتهم ونصلى بعضنا من اجل بعض بضمير صالح.
+ تحيات وداعية ... نصل الى نهاية تفسيرنا لرسائل القديس الحكيم بولس الرسول، رسول الجهاد الذى ارسل الى العبرانيين ولنا فى كل مكان وهو فى سجنه مقيدا فى روما يرجوا ان نستمع الى كلماته الروحية المشجعة والعملية ونعمل بها وناتي بالثمار الكثيرة وجاءت البركة الرسولية متناغمة مع هدف الرسالة، إذ يطلب القديس بولس من الله الآب أن يهبنا ان نصل الى الكمال المسيحي في كل عملٍ صالح لنصنع مشيئة الله، من خلال نعمة رئيس الكهنة السماوي، راعي الخراف العظيم يسوع المسيح. فإن كان السيد قد تقدم عنا كذبيحة كاملة، خاضعًا لأبيه في طاعة كاملة هكذا يشتهي الرسول أن نحمل سماته فينا. بصلوات القديس العظيم بولس الرسول من أجلنا جميعا رعاة ورعية، أمين.

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم 10/22


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ. فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ لِلَّهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ.} (عب 8:13،15)
قول لقديس..
( لقد اخلي الابن نفسه آخذاً شكل العبد.. وأطاع حتى الموت موت الصليب. هذا كله لكي يصلبك معه فلا تعيش بعد لذاتك بل للذي أحبك ومات لأجلك. هذا هو الصليب هو بالنسبة لك كمؤمن حياة تختبرها باتحادك مع المصلوب تصلب ذاتك عن شهواتك وعن فكرك ليكون لك فكر المسيح ونظرة المسيح واشتياقات المسيح وإمكانيات المسيح الممتازة. هذا ما يؤكده الرسول بولس في لقاءه مع الصليب قائلاً {مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي} "غل20: 2") القديس اغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ ثواب التواضع ومخافة الرب هو غنى وكرامة وحياة.أم 4:22
By humility and the fear of the LORD are riches and honor and life. Pro 22:4
صلاة..
" ربى والهي.. أتقدم لك بالشكر على محبتك وأبوتك وجودك، مقدما لك التسبيح لانك صالح والى الابد رحمتك، ليقل أتقياء الرب إن الرب صالح والى الابد رحمته، بصلاحه يرعانا كل الأيام والى الابد رحمتك، فى ضيقتى صرخت الى الرب فاستجابنى واخرجتنى الى الرحب، قوتى وتسبحتى هو الرب وصار لى خلاصا مقدسا، بمراحم الرب نتغنى فانه غفور والهنا يرحم، أفتقدنا فى شدائدنا والى الابد رحمته، الرب يرفع المتواضعين ويجبر منكسرى القلوب والى الأبد رحمته، يشفى أمراضنا ومن جميع شدائدنا يخلصنا فان الى الابد رحمته. الرب يهب السلام لقديسيه وشعبه والراجعين اليه بكل قلوبهم لان الى الأبد رحمته"
من الشعر والادب
"حياتنا تستحق ان تعاش"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
التوبة ثورة على الخطية
العلم ثورة علي الجهل.
العطاء تمرد علي البخل.
المحبة ثورة علي الأنانية.
الأدب ثورة علي عقم الفكر.
الأبتسام ثورة علي الكآبة.
الوفاء ثورة علي الجحود.
حياتنا تستحق إن تعاش.
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 10/22
الإصحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ
عب 1:13- 15
لِتَثْبُتِ الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ. لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ. اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ، وَالْمُذَلِّينَ كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً فِي الْجَسَدِ. لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ. لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟» اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ. يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ. لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَّوِعَةٍ وَغَرِيبَةٍ، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ، لاَ بِأَطْعِمَةٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا الَّذِينَ تَعَاطَوْهَا. لَنَا «مَذْبَحٌ» لاَ سُلْطَانَ لِلَّذِينَ يَخْدِمُونَ الْمَسْكَنَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ. فَإِنَّ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي يُدْخَلُ بِدَمِهَا عَنِ الْخَطِيَّةِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِيَدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ تُحْرَقُ أَجْسَامُهَا خَارِجَ الْمَحَلَّةِ. لِذَلِكَ يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ. فَلْنَخْرُجْ إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ. لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ. فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ لِلَّهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ.
تأمل..
+ المحبة والتعفف.. يحثنا الكتاب على الثبات فى المحبة والطاعة لننعم بعمل المسيح الكفارى فكلما إتسع قلبنا بمحبة الله أحببنا إخوتنا وأعلن الله بالأكثر حبه فينا. وكغرباء فى العالم علينا أن نهتم بالغرباء وكمتضايقين علينا أن نسند المتضايقين بالإيمان العامل بالمحبة. ولنلاحظ أن محبة الغرباء وإضافتهم هى دليل عملى لطبيعة المحبة. علينا ان نصلى ونهتم بالمسجونين واسرهم والساقطين لنقيمهم.علينا ان نحيا فى التعفف ونكرم الزواج كسر مقدس ونقدس المسيح فى اجسادنا وارواحنا التى هى لله مبتعدين عن الزنا والشذوذ فى تعفف وبعد عن محبة المال مكتفين بما عندنا فى ثقة ان الله لايهملنا أو يتركنا ونثق فى الله فلا سلطان لإى إنسان أن يؤذينا. كما علينا ان نكرم مرشدينا ونتمثل بإيمانهم.
+ ثبات المسيح وحضوره الدائم .. يسوع المسيح ثابت لا يتغير، وحضوره الدائم معنا يطمئننا وهو سيستمر حاضر معنا للأجيال القادمة. المسيح عمل فى أبائنا ويعمل فينا وبنا وسيعمل فى الأجيال القادمة فهو لا يتغير كما كان مع الأباء هكذا سيكون معنا. ويلمح القديس بولس هنا إلى هرطقات أنتشرت فى ايامه وهى تعلم أن الزواج نجس وأن هناك أطعمة نجسة يلزم الإمتناع عنها. وكان البعض يأكلون أنواع لحوم الذبائح ولا يأكلون من بعضها. فذبيحة الكفارة لأنها حاملة لخطايا الشعب لا يأكلون منها. وهنا الرسول يعلم بأنه فى المسيحية لا يوجد طعام يسمى نجساً كما ان الزواج مكرم ومن يحيا البتولية تعففا يؤمن بقدسية الزواج كما لا يوجد طعام يقدس إلا جسد المسيح ودمه. السيد المسيح قدم نفسه على الصليب، كذبيحة كفارة عظمى حملت كل خطايا العالم. وإستمراراً لهذه الذبيحة هيأ لنا سر الافخارستيا لنتناول بشكر من جسده ودمه ونحيا به ولا سلطان لغير المؤمنين أن يتناولوا منها وذبيحة يوم الكفارة هذه التى يدخل بدمها عن الخطية بيد رئيس الكهنة تحرق أجسامها خارج المحلة (لا 16 : 27). وهذا كان رمزاً لصلب المسيح خارج أورشليم. فإن كان مسيحنا قد طردوه وصلبوه فلا نخجل إن طردونا. ولنكن مستعدين أن نقبل التعييرات لأجل إسم المسيح فنحن غرباء على الارض ووطنا الحقيقى هو السماء وعلينا دائماً أن نترك عالم الخطية فالعالم ليس له صفة الدوام بل نتطلع لأورشليم السماوية مسبحين الله ونرفع له ذبائح التسبيح فلا قدوم للأب سوى به.

الأحد، 20 أكتوبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم 10/21


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ لِذَلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتاً لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى.} (عب 28:12)
قول لقديس..
( إن كنت تنفق نفسك وجسدك ساعة بساعة طوال حياتك لأجل الخيرات العظيمة فماذا تكون النتيجة؟.. آه، يا لِعظم تحنّن الله الذي يفوق الوصف، فإنه يعطى نفسه مجاناً لأولئك الذين يؤمنون به حتى أنهم في وقت قليل يرثون الله، ويسكن الله في الإنسان ويتخذ من الإنسان منزلاً حسناً له! وكما أن الله خلق السماء والأرض ليسكن الإنسان فيهما، كذلك فإنه خلق جسد الإنسان ونفسه ليكونا منزلاً له، لكي يسكن ويستريح في جسد الإنسان كما في منزله الخاص، ويتخذ من النفس الحبيبة عروساً جميلة له مخلوقة على صورته. لأن الرسول يقول: {خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح} "2كو2: 11". وأيضاً { وبيته نحن}"عب6: 3".) القديس مقاريوس الكبير
حكمة للحياة ..
+ الصديق يسلك بكماله طوبى لبنيه بعده.أم 7:21
The righteous man walks in his integrity; His children are blessed after him. Pro 21:7
صلاة..
" يالله القدوس الذى تسبحه الملائكة باصوات البركة ويخر ويسجد له رؤساء الملائكة، نسبحك مع القوات السمائية قائلين: قدوس قدوس قدوس رب القوات، السماء والارض مملؤتان من مجدك الاقدس. نسائلك يا الله محب البشر ان تنعم علينا بغفران خطايانا، هبنا حياة مقدسة ترضيك أمامك، واعطنا عفة الحواس، وطهارة الفكر، ونقاوة القلب.وليقودنا روحك القدوس فى حياة الفضيلة والبر. طهر قلوبنا ونفوسنا واجسادنا وارواحنا لكي بقلب طاهر ونفس مستنيرة ووجه غير مخزى نناديك بدالة البنوة قائلين أبانا الذى فى السموات.. الخ"
من الشعر والادب
"شكرا ليك "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
شكرا ليك يا الهنا البار
جيت تدعو للسماء اشرار
بالإيمان يبقوا أبناء أحرار
بالتوبة يصيروا من الابرار
بالجهاد يثمرو افضل ثمار
وتنجيهم من عذاب النار
يرثوا الملكوت مع الابرار
ينشدوا لك تسابيح بوقار
شكرا ليك يا الهنار البار
قراءة مختارة ليوم
الأثنين الموافق 10/21
الإصحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
عب 14:12- 29
اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ. مُلاَحِظِينَ لِئَلاَّ يَخِيبَ أَحَدٌ مِنْ نِعْمَةِ اللهِ. لِئَلاَّ يَطْلُعَ أَصْلُ مَرَارَةٍ وَيَصْنَعَ انْزِعَاجاً، فَيَتَنَجَّسَ بِهِ كَثِيرُونَ. لِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ زَانِياً أَوْ مُسْتَبِيحاً كَعِيسُو، الَّذِي لأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ. فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَيْضاً بَعْدَ ذَلِكَ، لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ الْبَرَكَةَ رُفِضَ، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَاناً، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا بِدُمُوعٍ. لأَنَّكُمْ لَمْ تَأْتُوا إِلَى جَبَلٍ مَلْمُوسٍ مُضْطَرِمٍ بِالنَّارِ، وَإِلَى ضَبَابٍ وَظَلاَمٍ وَزَوْبَعَةٍ، وَهُتَافِ بُوقٍ وَصَوْتِ كَلِمَاتٍ، اسْتَعْفَى الَّذِينَ سَمِعُوهُ مِنْ أَنْ تُزَادَ لَهُمْ كَلِمَةٌ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْتَمِلُوا مَا أُمِرَ بِهِ، وَإِنْ مَسَّتِ الْجَبَلَ بَهِيمَةٌ تُرْجَمُ أَوْ تُرْمَى بِسَهْمٍ. وَكَانَ الْمَنْظَرُ هَكَذَا مُخِيفاً حَتَّى قَالَ مُوسَى: «أَنَا مُرْتَعِبٌ وَمُرْتَعِدٌ!». بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ: أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ: يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ. اُنْظُرُوا أَنْ لاَ تَسْتَعْفُوا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أُولَئِكَ لَمْ يَنْجُوا إِذِ اسْتَعْفَوْا مِنَ الْمُتَكَلِّمِ عَلَى الأَرْضِ، فَبِالأَوْلَى جِدّاً لاَ نَنْجُو نَحْنُ الْمُرْتَدِّينَ عَنِ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، الَّذِي صَوْتُهُ زَعْزَعَ الأَرْضَ حِينَئِذٍ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَعَدَ قَائِلاً: «إِنِّي مَرَّةً أَيْضاً أُزَلْزِلُ لاَ الأَرْضَ فَقَطْ بَلِ السَّمَاءَ أَيْضاً». فَقَوْلُهُ «مَرَّةً أَيْضاً» يَدُلُّ عَلَى تَغْيِيرِ الأَشْيَاءِ الْمُتَزَعْزِعَةِ كَمَصْنُوعَةٍ، لِكَيْ تَبْقَى الَّتِي لاَ تَتَزَعْزَعُ. لِذَلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتاً لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى. لأَنَّ إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ.
تأمل..
+ السلام والقداسة فى التعامل .. يجب علينا ان نسلك باستقامة طبقا للفهم المستقيم لكلام الله ونقتدى بالقديسين ونصير قدوة للضعفاء لكي يتقووا فى الإيمان ويتخلَّصوا من ضعفهم ويصيروا أقوياء فى الإيمان بدلاً من أن ندين الخطاة، يجب ان نهتم بالاخذ بايدي اخوتنا لاصلاح أخطائهم بصلوتنا وقدوتنا الحسنة ونعبر لهم عن محبتنا وان نحتفظ بسلامنا مع الحرص على القداسة والنقاوة التى بدونها لن نرى الله. فبسبب رفض البعض لعمل النعمة فانهم ينحرفوا عن الإيمان المستقيم لاسيما عندما يصروا على الخطية مما يعثر الآخرين. يجب الحذر من التمادى فى الخطية أو الإستهانة بها، كما فعل عيسو عندما استهان ببكوريته وباعها مقابل أكلة عدس لاخيه وسمح الله بأن يأخذ أخوه البركة، إذ لم يجد للندم فاعلية ومكانًا لتغيير موقفه مع أنه طلب البركة بدموع متضرعًا أن يأخذها ولكنه لم يتمكن لأنه لم يبكِ لأجل التوبة بل لأجل البركة المفقودة.
+ مقارنة بين مجد العهدين.. يقارن القديس بولس الرسول بين علاقة الإنسان بالله فى العهدين الجديد والقديم لأن المسيحيين من أصل عبرانى كانوا منشغلين بأمجاد اليهودية عن مجد المسيح والغرض من هذه المقارنة تعزينا فى الآلام التى نحتملها من أجل المسيح بالامجاد السماوية. وأظهار الامجاد العظيمة فى المسيحية ويوضح القديس بولس الرسول لقاء الله مع شعبه فى العهد القديم ليعطيهم الوصايا والناموس، فظهر بنار عظيمة على الجبل المادى الملموس وكان الضباب شديدًا حتى أصبح المكان مظلمًا وأحاط بالجبل رعود ودخان أعلان عن عظمة الله فسمع الشعب صوت ألابواق فخافوا وطلبوا من موسى أن يتكلم مع الله ثم يخبرهم، لأنهم لا يحتملون رؤية أو سماع الله المخوف (خر20: 19). وقال الله لموسى: إن لمس الجبل أى حيوان فلابد أن يموت ولا يلمسوه هم بعد لمسه للجبل بل يُرجَم ويرُمَى من بعيد بسهم (خر19: 13). أنه منظر مخيفًا لدرجة أن موسى قال "أنا مرتعب جدًا ومرتجف". أما مجد العهد الجديد فيظهر عظمة ملكوت السموات المملوء بالملائكة، أفضل من جبل صهيون وكنيسة قديسين أكملوا حياتهم بنعمة الله فوصلوا إلى السماء. فى العهد الجديد افتدانا السيد المسيح بدمة وصنع صلحا بين الإنسان والله. فى العهد القديم كان دم الذبائح الدموية يرش على المذبح فى العهد القديم اما فى العهد الجديد فان دم الرب يسوع المسيح يكفر عنا وننال غفران خطايانا والتبرير والتقديس، فلنحذر من الإرتداد عن الإيمان المسيحى لأنه إن كان الله قد غضب من بنى إسرائيل قديمًا أيام موسى عندما رفضوا كلامه فى الدخول إلى أرض الميعاد وعبدوا العجل الذهبى وسقطوا فى تذمرات كثيرة فهلكوا، فبالأكثر يكون عقاب من يرتد عن الإيمان بالمسيح الآتى من السموات لخلاصنا. فان كان بصوت الله أيام موسى إهتزت الأرض عندما ظهر الله على الجبل أمام كل الشعب، فانه بمجئ المسيح الثانى تهتز وتتغير السماء والأرض المادية لندخل ملكوت السموات. ففيما نحن نستعد للملكوت الأبدى، نشكر الله على نعمته التى بواسطتها نستطيع أن نخدمه، خدمة باتضاع ترضى الله ببر وصلاح ونحن نجول نصنع خيرا فى مخافة ومحبة للرب.

السبت، 19 أكتوبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم 10/20

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ لِذَلِكَ نَحْنُ أَيْضاً إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا}(عب 1:12)

قول لقديس..
( فلنتضرع أن يمنح الله القوة للساكنين على الأرض، لكي يصنعوا مشيئته ويتمثَّلوا بالسلوك الذي يمارسه الملائكة القديسون فوق في السماء، أنهم يُتمِّمون خدمة روحية، مقدِّمين دائمًا التماجيد والتسابيح لخالق الكل، ومكمِّلين البِرَّ اللائق بالأرواح القديسة. إذن فأولئك الذين يتوسلون في صلواتهم أن تتم مشيئة الله على الأرض، ينبغي بالضرورة أن يحيوا هم أنفسهم بلا لوم، وأن لا يبالوا بهذه الأمور الأرضية، بل أن يتحرَّروا من كل دنس، ويقفزوا خارجًا من حفرة الإثم، {مكمِّلين القداسة في خوف الله}"2كو7: 1") القديس كيرلس السكندرى
حكمة للحياة ..
+ لانكم تحتاجون الى الصبر حتى اذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد (عب 10 : 36)
For you have need of endurance, so that after you have done the will of God, You may receive the promise. Heb 10:36
صلاة..
" ايها الرب الهنا الذى قاد الكنيسة وصنع القديسين عبر التاريخ الطويل، ايها الابن الكلمة الذاتى الذى سر ان يتجسد من القديسة مريم العذراء فى مل الزمان ويعلن لنا محبته ورحمته وسار فى طريق الصليب حبنا بنا ومات ليدفن خطايانا وقام لاجل تبريرنا، يا الله الذى دعانا لنعمة البنوة بروحه القدوس ويهبنا اسراره المحيية وكل ما هو للفضيلة والتقوى، قوم سبلنا فى رضاك، واعطنا الحكمة لنتبع وصاياك واجعلنا أوانى مقدسة لحلول نعمتك بصلوات قديسيك، ايها المؤدب الشافى طبيب الأرواح والنفوس والأجساد أقبل صلواتنا وأنظر الى ضعفنا وأرحمنا، لكي نشكرك كل حين ونمجد أسمك القدوس الأن وكل أوان، أمين"
من الشعر والادب
"محتاج أيدك"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
وانا صاعد الى أعلى التل
أيدك تمسكنى لئلا أختل
ويهدينى روحك الأمين
يدينى حكمة يا معين
تشدنى صلوات القديسين
أصلى واقتدى بيك
قصرت أو طالت الرحلة
رحمتك هتوصلنى ليك
قراءة مختارة ليوم
الأحد الموافق 10/20
الإصحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
عب 1:12- 13
لِذَلِكَ نَحْنُ أَيْضاً إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا،نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. فَتَفَكَّرُوا فِي الَّذِي احْتَمَلَ مِنَ الْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هَذِهِ لِئَلاَّ تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ. لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ،وَقَدْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: «يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ. لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ».إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ. ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدّاً لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا؟لأَنَّ أُولَئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّاماً قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هَذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. وَلَكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيراً فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ. لِذَلِكَ قَّوِمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى.
تأمل..
+ الجهاد الروحى والعون الالهى.. فى جهادنا الروحي لنا سحابة من القديسين الشهود يقدمون لنا العون بصلواتهم وهم سحابة بشفاعتهم وصلواتهم تنهمر مراحم الله علينا كالمطر بصلواتهم، وكل من يطرح ثقل الخطية يصير جزءاً من السحابة. لذلك علينا ان نطرح عنا كل ما يثقلنا فى جهادنا الروحى من محبة العالم والشهوات والكسل وعبادة المال والعشرة الرديئة. والخطية المحيطة بنا، حتى لا يسقط الإنسان فى الخطية وبسهولة يتخلص منها. علينا ان نجاهد فى صبر متطلعين لأبطال الإيمان، ناظرين إلى مؤسس ورئيس الإيمان ومكمله الرب يسوع الذي من اجل السرور الموضوع أمامه إحتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس عن يمين عرش الآب. لقد إحتمل المخلص الألام بفرح لأنه يعلم أن الامه ستفرح البشرية فكان خلاص البشرية مصدر سرور له. فلنتأمل ونضع أمام عيوننا المسيح المتألم ليكون لنا مصدر إيمان وإحتمال ومقاومة للخطية مقتدين بابطال الايمان.
+ قبول التأديب الإلهي.. قد يسمح الله بالضيقات لا للإنتقام ولا للدينونة بل لمساندتنا وتأديبنا أى لأجل النفع الروحى فالتأديب هو للخير ولكن طريقة قبولنا نحن للتأديب هى التى تحدد تأثير التأديب علينا. فإحتمالنا التأديب برضى يحول الألم إلى درس منفعة. أما رفض التأديب فهو رفض للتعامل مع الله كأبناء. فلنفرح بالتأديب فهو علامة شرعية بنوتنا لله. وان كنا نقبل تاديب الاباء الجسديين أفلا نحتمل التأديب من الله أبينا الروحى الذى فى يده أجسادنا وأرواحنا؟ لأن اولئك أدبونا اياما قليلة حسب إستحسانهم واما الله فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته. فإن كنا نتألم معه لكى نتمجد معه (رو 8 : 17). وان كان التأديب في الحاضر لا يرى انه للفرح بل للحزن واما اخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام. فالتأديب الإلهى هدفه أن ننال هبة بر الله لحياة السلام فى رضاه للأبد. لذلك علينا ان يساند كل عضو أخيه حتى لا يخور، وهنا تصوير كأن أحد يصعد جبل فهو يحتاج ليديه ورجليه حتى لا يخور ويفشل فى الصعود ونحن نجاهد لنكون فى السماويات، فنحن كمن يصعد جبل وعلى كل منا أن يشد أزر أخوه. والمقصود بالأيادى المسترخية والركب المخلعة هى وصف من يصابون بالخوف نتيجة مجابهتهم للشدائد الناتجة عن التأديب. ولكن إن أدرك الإنسان أن هذا التأديب لنفعه فهذا يملأه إيمان وقوة. فلنتشدد وناخذ بايدى بعضنا البعض فى طرق الله المستقيمة بإيمان راسخ مستقيم.

الجمعة، 18 أكتوبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم 10/19

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ} (عب33:11-34)
قول لقديس..
(الإيمان المستقيم هو رأس الحياة الصالحة التي تحق لها الحياة إلى الأبد. ويقوم الإيمان على القبول بما لا نرى. وجزاؤه ان نرى ما نؤمن به. الإيمان بالله أولى الوصايا؛ وهو بداية الدين والحياة فينا. ثبتوا قلوبكم في الإيمان؛ ثم عيشوا حياة صالحة مترفعين عن كل ما يُغري، متحملين آلام هذا الدهر، حتى إذا غالت في ملاطفتها أو في تهديدها لا يجرفكم تيارها ولا تحطمكم شدتها، بل فلتصمد قلوبكم بوجهها.) القديس اغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ امنوا بالرب الهكم فتامنوا امنوا بانبيائه فتفلحوا (2اخ 20 : 20)
Believe in the LORD your God, and you shall be established; believe His prophets and you shall prosper. 2Ch 20:20
صلاة..
" ايماننا بك يارب وطيد، انت ضابط الكل ونثق انك اله محب للبشر وقادر ان تزيد إيماننا وتقوى ورجائنا وتوطد محبتنا بك للنفس الأخير. فانت هو هو أمس واليوم والى الأبد. لقد كنت مع ابائنا القديسين الأمين والراعي والمعين وعبرت بهم تجارب وضيقات الحياة. فبالإيمان صنعوا بر ونالوا المواعيد وسدوا أفواه أسود، بالإيمان سار الفتية فى أتون النار، وكنت انت العامل في القديسين فتغربوا تائهين فى الجبال والصحارى من أجل عظم محبتهم فيك ولدينا ايمان انه ستكتمل بنا جوقات القديسين فى السماء، نحن الذين انتهت الينا أواخر الدهور، لنسبح معهم كل أسمك القدوس، أمين"
من الشعر والادب
"بالإيمان "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
بالإيمان انا دائما غالب
حتى لو واجهت تجارب
وهاج عليا العدو أو حارب
بالهنا نغلب حيات وعقارب
دا قبلنا عاش اباء قديسين
وعانوا الآم وهما متجربين
فى الضيقات كانوا شاكرين
انطلقوا للسماء وهم فرحين
معاهم هنكون فى المجد،أمين

قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 10/19

الإصحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ
عب 17:11- 40
بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ. قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ الَّذِي قِيلَ لَهُ: «إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضاً، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضاً فِي مِثَالٍ. بِالإِيمَانِ إِسْحَاقُ بَارَكَ يَعْقُوبَ وَعِيسُو مِنْ جِهَةِ أُمُورٍ عَتِيدَةٍ. بِالإِيمَانِ يَعْقُوبُ عِنْدَ مَوْتِهِ بَارَكَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنِ ابْنَيْ يُوسُفَ، وَسَجَدَ عَلَى رَأْسِ عَصَاهُ. بِالإِيمَانِ يُوسُفُ عِنْدَ مَوْتِهِ ذَكَرَ خُرُوجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَوْصَى مِنْ جِهَةِ عِظَامِهِ. بِالإِيمَانِ مُوسَى، بَعْدَمَا وُلِدَ، أَخْفَاهُ أَبَوَاهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ، لأَنَّهُمَا رَأَيَا الصَّبِيَّ جَمِيلاً، وَلَمْ يَخْشَيَا أَمْرَ الْمَلِكِ. بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ، حَاسِباً عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ. بِالإِيمَانِ تَرَكَ مِصْرَ غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ غَضَبِ الْمَلِكِ، لأَنَّهُ تَشَدَّدَ، كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لاَ يُرَى. بِالإِيمَانِ صَنَعَ الْفِصْحَ وَرَشَّ الدَّمَ لِئَلاَّ يَمَسَّهُمُ الَّذِي أَهْلَكَ الأَبْكَارَ. بِالإِيمَانِ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ كَمَا فِي الْيَابِسَةِ، الأَمْرُ الَّذِي لَمَّا شَرَعَ فِيهِ الْمِصْرِيُّونَ غَرِقُوا. بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ. وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضاً؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ، الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ، أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ. رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقّاً لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَالٍ وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ. فَهَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُوداً لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ، إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئاً أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا.
تأمل..
+ إيمان الاباء القديسين.. لقد ظهر إيمان إبراهيم ابو الاباء عندما طلب منه الله تقديم ابنه وحيده إسحق كذبيحة، فأطاع بايمان بان الله قادر على اقامة اسحق من الأموات وتحقيق وعده بالنسل. وقبل أن يذبح ابنه مباشرة أوقفه الله وفداه بحمل وهكذا ظهر إيمان إبراهيم العظيم، وذبح إسحق كان مثالاً ورمزًا للمسيح الفادى على الصليب، فإسحق عاد حيا لأن الله فداه أما المسيح فمات على الصليب وقام حيًا فى اليوم الثالث ليخلصنا من العذاب الابدى. كما آمن إسحق بوعد الله فبارك يعقوب ابنه الصغير رغم ضعفه. بالإيمان يعقوب أبو الأسباط بارك منسى وأفرايم ابنى يوسف، واضعًا يديه متقاطعتين على شكل صليب لكى تكون يده اليمنى على رأس الصغير، لكن يعقوب فعل هذا بالإيمان بإعلان الله له، أن الأخ الصغير سيكون أكبر شعبًا، لذا وضع يديه على شكل صليب لتكون يمينه على رأس الصغير أفرايم ويساره على رأس البكر منسى، ساجدًا لله فى انحنائه وكأنه يرى الله الذى يعلن له هذه الإعلانات. بالايمان يوسف رغم مركزه العظيم فى مصر طلب من إخوته ونسلهم ان ياخذوا عظامه معهم عند إرتحالهم من مصر وعلى خطي الاباء الكبار يجب ان نؤمن بوعود الله لنا فى الكتاب المقدس ولا ننشغل بمباهج العالم الزائلة بل نسعى لخلاص نفوسنا ونؤمن بوعود الله الصادقة.
+ إيمان موسى وراحاب.. لقد أخف موسى ابواه مؤمنين بقدرة الله على حفظ ابنهما فأخفياه ثلاثة أشهر ضد أوامر الملك وتربى موسى فى قصر فرعون وبالايمان موسى لما كبر ترك القصر ونزل ليشارك شعبه فى الذل والعبودية حتى يحررهم الله، عالمًا أن كل الشهوات الأرضية والخطايا زائلة أما الحياة مع الله فتدوم إلى الأبد فالإيمان موسى لم يهتم بالغنى الوقتى بل أهتم بالمجازاة الأبدية التى من يد الله فهى أبقى وأفضل. وبالايمان قاد موسي الشعب الى التحرر من العبودية مؤمنا بوعد الله أن يحفظهم من الملاك الذى اهلك أبكار مصر، فصنع الفصح ورش قوائم الأبواب بدم خروف الفصح كما قال الله لكى لا يؤذيهم الملاك المهلك (خر12: 21). واستطاع موسى أن يشق البحر الأحمر ويعبره أما فرعون فغرق هو وكل جيشه كما انه بالإيمان سقطت اسوار أريحا المدينة الحصينة التى واجهت بنى إسرائيل بقيادة يشوع بعد عبورهم نهر الأردن، بعدما طافوا حولها لمدة سبعة أيام كما أمرهم الرب. وبالإيمان راحاب الخاطئة لم تهلك مع غير المؤمنين، هذا لأنها تابت وآمنت بالله.
+ على خطى رجال الإيمان .. الإيمان هو أساس حياة كل القديسين فى العهد القديم ومن أمثلتهم جدعون القاضى الذى أنقذ شعب إسرائيل من المديانيين (قض 6: 11)، وباراق الذى خلص بنى إسرائيل من سيسرا رئيس جيش الكنعانيين (قض4: 6)، وشمشون ويفتاح وداود الملك البار مرنم إسرائيل (1صم16: 13)، وصموئيل الذى وقف أمام شعب إسرائيل كله عندما رغبوا فى تعيين ملك أرضى وعارضهم بالإيمان ناظرًا إلى ملك الملوك ورب الأرباب (1صم8: 6) وسائر الأنبياء الذين تنبأوا بالإيمان عن أمور لم تأتِ بعد. هولاء الذين بالإيمان قهروا ممالك وصنعوا بر وعاشوا حياة مقدسة نقية مثل داود ونالوا المواعيد واستطاعوا بالإيمان أن ينالوا ما وُعِدوا به مثل جدعون (قض8: 11). وسدوا أفواه أسود كدانيال (دا 6 : 22). وأطفأوا قوة النار فلم تستطع أن تحرقهم مثل الفتية الثلاثة (دا 3). نجوا من حد السيف كأستير ومردخاى (أس 8). بالإيمان تقووا متحررين من ضعفهم البشرى مثل يهوديت التى انتصرت على جيوش الأشوريين (يهوديت14، 15). وصاروا رجال بأس وقوة فى حربهم مثل داود ومن معهم (2صم 5: 20). هزموا جيوش غرباء وبالإيمان استطاعت نساء التمتع بقيامة من ماتوا لهن مثل قيامة ابن أرملة صرفة صيدا الذى أقامه إيليا النبى (1مل17: 22). آخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكى ينالوا قيامة. آخرون تجربوا فى هزء والبعض رجموا وسجنوا لايمانهم واخرون نشروا كاشعياء النبى. واخرون طافوا فى جلود غنم وجلود معزى معتازين مكروبين مذلين مثل إيليا النبى الذى عاش متجردًا (2مل1: 8) هؤلاء وأمثالهم لم يكن العالم مستحقًا لهم وعلى مثالهم عاش ابائنا القديسين فى الصحارى والجبال. أبطال الإيمان جميعًا الذين يشهد الله لإيمانهم لم ينالوا المواعيد على الأرض، بل على العكس إحتملوا ضيقات كثيرة، ولكن ينتظرهم وينتظرنا معهم عندما نكمل جهادنا ملكوت أبدى نتمتع فيه معا بسعادة لا يُعبَّر عنها. فهم ينتظرون فى فردوس النعيم، مكان إنتظار الأبرار، إلى أن يدخل كل المؤمنين فى وقت واحد إلى ملكوت السموات.