نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 31 مايو 2018

عيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر




للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
مبارك شعبى مصر..
+ نحتفل في كنيستنا القبطية  أول شهر يونيو الموافق الرابع والعشرين من شهر بشنس القبطى بعيد من الأعياد السيدية الصغري بعيد دخول السيد المسيح له المجد الى أرض مصر. حيث نحتفل بمجئ ودخول السيد المسيح طفلا مع القديسة العذراء مريم ويوسف النجار وسالومى الي مصر وتجولا بين ربوعها لمدة تذيد عن الثلاثة سنوات. ونسبح الله فى ذلك اليوم قائلين " إفرحى وتهللى يا مصر وكل بنيها وكل تخومها، فإنه اتى إليك محب البشر الكائن قبل كل الدهور" انها بركة السماء لبلادنا المصرية ان يزورها ملك السلام وعاش بين ربوعها، شاربا من نيلها ،متجولاً فى مدنها وقراها، مباركاً واديها وصحاريها ، محققا النبؤات التى  جاءت عن زيارته لها قبل أكثر من سبعة قرون من ميلاد المخلص، في هذا يقول إشعياء النبي: {هوذا الرب راكب على سحابة خفيفة سريعة، وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها... في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تُخُمها، فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر... فيُعرف الرب في مصر، ويَعرف المصريّون الرب في ذلك اليوم، ويقدّمون ذبيحة وتقدمة، وينذرون للرب نذرًا ويوفون به... مبارك شعبي مصر} (إش 19). لقد ظهر الملاك ليوسف وأمره بالمجئ الى مصر {  اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم وخذ الصبي وامه واهرب الى مصر وكن هناك حتى اقول لك لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه. فقام واخذ الصبي وامه ليلا وانصرف الى مصر. وكان هناك الى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني }(مت 13:2-15). لقد  دشن السيد الرب كنيسته  فيها وأقام له عموداً عريقاً عند تخومها هو كرسى مارمرقص الرسول فى مدينة الأسكندرية الذى كان وسيبقى له دور وشأناً فى نشر الكرازة بالإنجيل لا على مستوى مصر والشرق بل والعالم كله  {في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط ارض مصر و عمود للرب عند تخمها} (أش 19:19) .
+ ان عيد دخول السيد المسيح يجب ان يكون عيداً وطنياً  لكل المصريين ويجب ان يأخذ مكانته بين أعيادنا فلم يزور المخلص فى حياته على الارض بلادنا غير فلسطين الا بلادنا المصرية وفيها وجد الأمان من بطش هيرودس الملك ، كما كانت الاراضى المصرية ملجأ وملاذ فى وقت الجوع والقحط لابائنا القديسين أبراهيم ويعقوب واليها جاء يوسف كعبداً مباع ووصل الى قمة المجد وخلص مصر وابيه واخوته من المجاعة والي مصر دخل ابناء يعقوب لايتعدوا المئة وعاشوا فيها الى ان خرجوا أمة عظيمة .
+ اننا اذ نفخر بمجئ العائلة المقدسة الى بلادنا منذ الفي عام فاننا نصلى لينظر الرب الى مصرنا الحبيبة ويفتقدها بمراحمة وعنايته ويحفظ شعبها وكنيستها قوية مقدسة ويشفى جرحات نفوسنا وبلادنا بنعمته تتميماً لوعده {و يضرب الرب مصر ضاربا فشافيا فيرجعون الى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم} (اش 22:19). محققا الوعد الالهى الصادق { مبارك شعبى مصر} ( 25:19). وكما وجد السيد المسيح الأمان فى ربوع مصر نسأله ان ينعم على شعبه فيها بالأمن والأمان والاستقرار والسلام والازدهار ويقودنا فى موكب نصرته  وينصرنا علي إبليس وحيله وشروره ويحفظ بلادنا من كل الأخطار.
لماذا الرحلة الى مصر ...
+  كانت مصر رائدة العالم ، فكانت بفرعونها تُشير في العهد القديم إلى العبوديّة، وبخصوبة أرضها تُشير إلى حياة الترف ومحبّة العالم. وكانت الاسكندرية مدينة الفكر والفلسفة الهلينية فصارت مركزاً للفكر المسيحى والإيمان الحى بمدرسة اسكندرية اللأهوتية ، كان يمكن للسيّد أن يلتجئ إلى اى بلد أخر ، لكنّه أراد تقدّيس أرض مصر، ليقيم في وسط الأرض الأمميّة مذبحًا له. اهتم الوحي بهذه الزيارة الفريدة، وبارك الله بلادنا  فصارت مصر مركز إشعاع إيماني حيّ.  قدّم السيّد المسيح فيض نعم في مصر لتكون سرّ بركة للعالم كله، ظهر ذلك بوضوح خلال عمل مدرسة الإسكندريّة وظهور الحركات الرهبانيّة والعمل الكرازي. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: "هلمّوا إلى برّيّة مصر لتروها أفضل من كل فردوس ، ربوات من الطغمات الملائكيّة في شكل بشري، وشعوب من الشهداء، وجماعات من البتوليّين... لقد تهدّم طغيان الشيطان، وأشرق ملكوت المسيح ببهائه.  مصر هذه أم الشعراء والحكماء والسحرة... حصّنت نفسها بالصليب. السماء بكواكبها ليست في بهاء برّيّة مصر الممتلئة من قلالي النُسّاك"
+ كانت  مصر مركزاً للعبادات الوثنية رغم بحثها عن الله واهتمامها بالدين فجاء الرب ليعرفها بالايمان الحقيقى ويعلن لها الحق . لقد إرتجفت اوثان مصر من هيبة الرب يسوع وجلال إلوهيته وقوته عند دخوله اليها ومالت بثقلها الحجرى فتحطمت وتكسرت أمام  الصبى القادم اليها وقد روى المؤرخون هذه الحادثة فقالوا : " أن الأصنام كانت تتكسر لدى ظهوره أمامها، والبرابى أقفرت من شياطينها " وذاب قلوب كهنة الأصنام خوفاً وهلعاً ، فهرعوا إلى حكام مصر لينصرهم على القادم الصغير ولكنه لم يكن سلطان الظلمة له سيطرة عليه ، وفى أثناء هروب العائلة المقدسة من بلدة إلى أخرى كان يؤمن بعض المصريين بالرب يسوع ولكنه كان يجد الكره والعداوة من بعضهم ألاخر ومن كهنة الأوثان وخدامها لفقدهم أرزاقهم، فحلت على الأولين بركته وعلى الآخرين هيبته .وفى تعليق دينيس على نبؤة  أشعياء النبى عن مصر  قال " كما تحطم تمثال داجون أمام التابوت المقدس هكذا سقطت تماثيل مصر عند مجئ يسوع ، إذ لم تقوى على مواجهة حضورة أما المؤرخ بلاديوس وهو من رجال القرن الرابع الميلادى ذهب بنفسه إلى إقليم الصعيد إلى " منطقة الأشمونيين " حيث ذهب الرب يسوع مع مريم ويوسف إتماماً لكلام الرب على لسان أشعياء الذى قال : { هو ذا الرب يركب على سحابة سريعة ويدخل مصر ، فتتزلزل أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر فى داخلها }( اش 1:19 )قال بلاديوس" راينا الاوثان المحطمة هناك فى بيت الأوثان حيث سقطت جميع الأوثان التى فيه على وجوهها عندما دخل مخلصنا المدينة ". اننا نصلى  الى الله الان وفى كل وقت ان يحطم أوثان الجهل والأنانية وعدم الأيمان والمرض والفقر والتعصب فى كل بيت وكل نفس وكل مدينة وقرية وان يزرع الإيمان المحبة والسلام فى ربوع بلادنا .
+ ان  مجئ السيد المسيح الى مصر أبتعاداً عن الشر الذى يمثله هيرودس وطغيانه يقد لنا منهجاً روحيا للهروب من وجه الشر فالصديق يرى الشر فيتوارئ  كما قدّم لنا منهجًا روحيًا أساسه عدم مقاومة الشرّ بالشرّ، وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن النار لا تطفأ بالنار بل بالماء.  إذ كانت مصر وبابل هما أكثر بلاد العالم ملتهبتين بنار الشرّ، أعلن الرب منذ البداية أنه يرغب في إصلاح المنطقتين لحسابه، ليأتي بهما إلى ما هو أفضل، وفي نفس الوقت تمتثل بهما كل الأرض، فتطلب عطاياه، لهذا جاء الجموس من الشرق طلباً لله  وجاء المخلص الى مصر بنفسه مع أمه وما الظهورات المتكرره للسيدة العذراء القديسة مريم فى مصر الا تأكيد ومباركةً لبلادنا .

السبت، 26 مايو 2018

عيد حلول الروح القدس



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ عيد تأسيس الكنيسة
* تحتفل الكنيسة بعيد حلول الروح القدس فى يوم الأحد وبعد خمسين من عيد القيامة المجيد ويوافق عيد الحصاد فى العهد القديم وهو العيد الذى يمثل بدء تاريخ الكنيسة الأولي فى عصر الرسل وعمل الروح القدس وقيادته للكنيسة عبر العصور كوعد الرب يسوع المسيح{ لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ»} (اع  1 :  8).  الروح القدس هو روح الله  الذى يعلم ويقود ويقدس ويعزى المؤمنين ويهبهم الحياة ويقيم الخدام ويعلمنا ويدبر أمورنا ويدافع عنا وهو الذى يقيم أجسادنا فى اليوم الأخير، فهو روح الله الذى نرفع اليه الصلاة قائلين: ( ايها الملك السمائي، روح الحق الحاضر فى كل مكان، والمالي الكل، كنز الصالحات ومعطي الحياة، هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس وخلص نفوسنا). الروح القدس هو {روح الحق}(يو 14: 17 ). الذى يرشدنا الي معرفة الحق فلا نضل أو نهلك بعدم المعرفة «قد هلك شعبي من عدم المعرفة» (هو 4: 6). إبليس يقوى على الناس لأنه المضل الكذاب (يو 8: 44) ولكن السيد المسيح يقول لنا {تعرفون الحق والحق يحرركم} (يو 8: 32). الروح القدس لا يعرفنا الحق فقط  بل هو الذي يعلنه ويكشفه ويجسده لأذهاننا وأرواحنا وقلوبنا.
*  الروح القدس يقدم لنا شركة فائقة الوصف مع الأب فى أبنه ويشهد له{ وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي } (يو  15 :  26).  يعمل فينا نؤمن بالاله الواحد، الله الأب ضابط الكل وابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا، كلمة الأب الأزلي، الذى تجسد وتأنس من الروح القدس ومن القديسة العذراء مريم ولم يحد التجسد من لاهوته وصلب عنا وقام ليقيمنا معه وصعد الى السموات جسديا ليصعد طبيعتنا الى السماء وارسل لنا الروح القدس، الرب المحيي، المنبثق من الأب الذى حل على التلاميذ والمؤمنين فى يوم الخمسين ليؤسس ويقود الكنيسة الى التوبة والقداسة. الروح القدس يعمل فينا لنؤمن بالله ونعمل وصاياه وهو الذى يمنحنا الاستنارة والقداسة والقوة . يقول القديس كيرلس  السكندرى : (أن التجديد فى الحقيقة هو من عمل الثالوث القدوس، حتى وإن ظهر أننا ننسب لكل أقنوم على حده عملا مما يحدث لنا أو للخليقة، ولكن علينا أن نؤمن ان كل شئ هو من الآب خلال الابن فى الروح القدس).
* الروح القدس هو الذى يهبنا حياة روحية مقدسة كوعد الرب شعبه {إني أنا حي فأنتم ستحيون} (يو 14: 19). نحن نحيا بروح الله ، فهو الروح المحيي، روح الحياة والقداسة الذي أحيا الكثيرين من الخطية بالتوبة ويقودنا من الشك والألحاد الي الإيمان ومن الجهل للمعرفة ومن الألم والحزن الي الفرح ومن القلق والأكتئاب الي السلام والثقة فى الله. وهو الذى يعمل فى الكنيسة وأعضائها ليتمجد المسيح فينا وبنا فى عيون الناس.
+ الروح القدس وثماره فينا ...
* الروح القدس مصدر لكل العطايا الصالحة والثمار المقدسة  فهو نبع المحبة {لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا} (رو  5 :  5). وهو مصدر الفرح ونبع الرجاء وكلما كان لنا شركة مع روح الله وكان لنا الإيمان العامل بالمحبة عمل روح النعمة فينا كما هو مكتوب «ثمر الروح محبة فرح سلام» (غل 5: 22).  الروح القدس يعمل فى الخليقة  كلها ليخلق ويجدد وجه الارض { ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الارض } (مز 104 : 30). فهو الذى  يعطي الحياة وهو روح التجديد الدائم والذى يدعو ويحث للإيمان ويغفر خطايا الراجعين الى الله. وهو حال فى كل مكان ويعمل ويتمم الاسرار المقدسة لكي يهبنا نعمة البنوة فى المعمودية ويبكتنا على الخطية ويحثنا على التوبة ويغفر الخطايا فى سر التوبة والاعتراف ويقدس ويثبت المؤمنين بالمسحة المقدسة وهكذا فى كل الاسرار. الروح القدس يفضح الخطايا أمام بصيرة المؤمن الداخلية فنكتشف حاجتنا للغفران المستمر بقدر ما نحتمل، ويعطينا رجاء فى التوبة وفرح وعزاء بقبول الله للتائبين. وهو الذى يعطينا روح الصلاة والتضرع { وكذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بانات لا ينطق بها} (رو 8 : 26). الروح القدس كما قال عنه الرب يسوع {ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية، وعلى برّ، وعلى دينونة} (يو8:16) فهو وحده يقدر أن يدخل القلب ويفضح الخطية لنرجع إلى عذوبة الشركة مع الله. إنه قادر أن يقنع أعماق الإنسان أن سعادته وسلامه وفرحه وخلوده وعدم فساده يكمن في الالتصاق بالمخلص لا بالخطية، وأن لذة العشرة مع الله لا تُقارن بأية لذة للخطية. لذلك دعى بالباركليت، وهي كلمة يونانية قديمة "بارا" تعني الملازمة، و"كليت" تعني الدعوة للمعونة، فهو الملازم المعين، أو القائد المعزي، الشفيع المدافع. إنه ينخس قلب الإنسان قبل أن يؤمن أو يسكن فيه مغيرا طبيعته، ليعطيه الإيمان، ويهيئه لقبول عطية الروح القدس، وذلك ما حدث يوم الخمسين {فلما سمعوا نُخسوا في قلوبهم، وقالوا لبطرس وسائر الرسل... توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس} (أع 37:2-39).
* الروح القدس يهبنا سلام الله الذى يفوق كل عقل ويحفظ أفكارنا وقلوبنا وأرواحنا فى المسيح يسوع.{ وَلْيَمْلَأْكُمْ إِلَهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ }(رو  15 :  13). الروح القدس يهبنا الفرح فى كل ظروف الحياة ويحوِّل النوح إلى فرح ويعزينا في حزننا {أحول نوحهم إلى طرب وأعزيهم وأفرحهم من حزنهم} (إر 31: 13). بفرح الروح القدس تعيش الكنيسة وتثمر لمجد الله، وهذا هو اختبار التلاميذ في الكنيسة الأولى { وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ (اع  9 :  31). فبالرغم من الاضطهاد كانت تعزية الروح هي سبب لتكاثر الكنيسة ونموها. الروح مروي ومنعش وهو الذى يعطي التجديد والنمو والقداسة للمؤمنين {أسكب ماء على العطشان وسيولاً على اليابسة، أسكب روحي على نسلك} (إش 44: 3)، فالروح يروي جفاف حياتنا ويعيد لها الحيوية، بل الصحراء الجرداء مع الرب تتفجر فيها ينابيع مياه. الروح القدس هو الذى يبدل حالة الفتور الداخلي فنستطيع أن نسترد قوتنا وحيويتنا {وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةًكَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ (اش  40 :  31).
* الروح القدس هو القائد والمعلم الذى يقودنا الي الحق والإيمان بالمسيح رباً ومخلصاً { وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ} (1كو 12 : 3). وهو يعلمنا ويذكرنا بكل تعاليم المسيح { وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ (يو  14 :  26). ولان الله روح فهو بالإيمان يحل فينا ويحول الحقائق الكتابية من مجرد معرفة عقلية إلى إدراك واختبار لقوة هذه الحقائق، فالله يريد أن يعلن لنا عن نفسه، ويفهمنا أسرار الملكوت، ويفتح عيوننا فنفهم فكره لحياتنا وإرادته من نحونا، ويكون لنا فكر المسيح المقدس ويفتح عيون أذهاننا وقلوبنا لنحيا حياة روحية مقدسة { بَلْ كَمَا هُوَ  مَكْتُوبٌ : «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ» فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ} (1كو2: 9، 10). بالروح القدس ندرك خطورة الخطية ويبكتنا الروح علي الخطية ويحثنا علي التوبة وعمل البر وبالروح ندرك أن الخطية تعدي علي وصايا الله بل كخيانه لمحبة الله فالخطية «خاطئة جداً» (رو 7: 13) فندرك حجم التشويه الذي شوهت به الإنسان، فنبتعد عن الخطية  ونشفق علي الخطاة ولا نغير من فاعلي الأثم.  الروح القدس هو الذي يجعلنا نشهد لإيماننا وهو الذى يهبنا الحكمة والعلم فى الحياة لنكون مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا.
الأنقياد للروح القدس ...
*  ابناء الله يجب عليهم أن ينقادوا فى حياتهم بروحه القدوس { لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ} (رو  8 :  14). فهو الروح القدس الذى يرشدنا الي الحق { وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ (يو  16 :  13). فهو القائد والمشير الحكيم الذى يشير علينا بما يجب علينا أن نفعله، ويقود خطواتنا ويخبرنا بما يجب أن نختاره، فهو لا يقف عند حد تعليم الحق والتذكير به، بل يمسك بأيدينا ليرشدنا ماذا وكيف نفعل. نستطيع أن نرى في سفر الأعمال كيف قاد الروح القدس بطرس وبولس وبرنابا وفيلبس وغيرهم، بل والكنيسة الملهمة بالروح القدس. ودورنا ان ننقاد لروح الله ونطيعه ليحقق بنا عمله كما تنبأ يوئيل النبي قديما {أسكب روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويحلم شيوخكم أحلاماً، ويرى شبابكم رؤى} (يؤ 2: 28، أع 2: 17) وعندما ننقاد لروح الله تحقق الكنيسة القصد الإلهي في العالم.كذلك يخبرنا بأمور آتية، فهو يعد الكنيسة لأحداث قادمة مثلما أعد الكنيسة للمجاعة عن طريق أغابوس النبي (أع 11: 27، 28). عندما ننقاد بالروح القدس ننجح وتظهر في حياتنا ثمار الروح.
* الأنقياد للروح القدس يجعل المؤمن يرتوى ويتعزي كما قال الرب يسوع المسيح { لا أترككم يتامى} (يو 14: 18)، فنحن بدون المسيح يتامى، ولكنه وعد أنه سيرسل لنا المعزي، فيكون حضور الله مجيداً بوجود الروح القدس معنا ليعزينا ويرافقنا ويعطينا ما نحتاج له ويجعلنا نعزي ونروى غيرنا{ وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي كَمَا قَالَ الْكِتَابُ تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». قَالَ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ} (يو 37:7-39). الروح القدس هو المعزي الذي يقف بجانبنا ليعين ضعفنا فى الضيقات والتجارب والوحدة {وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا} (رو 8: 26)، هذا ما شهد عنه الرسول بولس «تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل» (2كو 12: 9). هكذا راينا الأباء القديسين لاسيما المتوحدين والسواح الذين عاشوا فى البراري والقفار كان الروح القدس ينبوع ماء حي يشبعهم ويرويهم ويفرح قلوبهم ويعلمهم بالمستقبل ويفيض عليهم بالروئ والتعليم المستقيم.

الخميس، 24 مايو 2018

شعر قصير (67) لك كل المجد




للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى


(1)
" عنده لينا مستقبل"

لما تتامل في الماضي وبوضعك متكونش قانع ولاراضي
ولما تبص للحاضر وتلاقي نفسك متعب حزين ومش قادر
ولما تبص للمستقبل وتلاقيه مليان عتمه وغيوم ومظالم
ارفع قلبك للسماء بعيون الرجاء وهي  لك ترفع وتقبل
مفيش زي ربنا يغفر ويستر ويرعي وعنده لينا مستقبل
يشفي الجراح ويعوض اللي راح ويدى سلام وفرح وأمل
مفيش زيه راعي طول السنين يبقي أمين والخير لنا يعمل
(2)

" محبة الله ومراحمه "
محبة الله ومراحمه واحساناته علينا كثيرة
يعتني بنا ويريحنا دائما لما نرجعله ونجيله
بنشوف ايديه معانا في كل كبيرة وصغيرة
وحتي في عالم النباتات أو حيوان في حظيرة
في مطر يتحول لانهار تروي صالحين واشرار
بنشوف حنانه وحبه في نفس عابده باسهار
في قبوله لتوبة الخاطئ وطول باله علينا مرار
أن ولادة كل طفل جديد تجدد رجائنا  باستمرار

(3)
" الشاهد للحق"
نتذكر بالتقدير القديس يوحنا المعمدان
اللي جاء كسابق يشهد للرب الملك الديان
وينادي بالتوبة والرجوع لله وحياة الإيمان
وصوته الصارخ يزلزل الصحاري ويهز الوديان
ويعيش كملاك مرسل في صورة وشكل إنسان
ويعمد ويشهد للعهد الجديد لمجي الحمل الرحمن
يشهد للحق ولا يهاب ملوك بل الله ذو السلطان
(4)
"الراعي الصالح"
الرب لنا راعي صالح اينما كنا، يرشدنا ومعه نسير
يسدد احتياجاتنا حسب غناه في المجد بغني وفير
كراعي يرعانا بمهارة فهو راعي للكبير والصغير
يرد نفوسنا بمحبته ويهدينا اليه قصر او طال المسير
نطمئن ونستريح في أحضانه فهو الاله المحب القدير
نحبه لانه أحبنا أولاً وهو لنا حارس وملجا  ونصير
رحمته تدركنا كل الايام وبالرجاء كالنسور معاه نطير

(5)

" لك كل المجد"
تعالي يارب واسكن وسط القلب
وأفرح بينا وفرحنا معاك بالقرب
خلينا نقدملك الحب من كل القلب
ونشكر مجيئك ونعلن انك كلك حب
نعيشلك شهود وإيماننا معاك يشتد
أنت حياتنا وسلامنا ولك كل المجد

(9) خير الكلام - فرحين في الرجاء




للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{وليملائكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الإيمان تزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} ( رو١٣:١)    
+ أهمية الرجاء...
* الرجاء دافع للاتحاد بالله والصلاة اليه وللتغلب على كل مصاعب رحلة الحياة بقوة الله وعمل روحه القدوس فينا، فللخاطئ رجاء فى الله بالتوبة، وللمريض رجاء فى مقدرة الله فى شفائه، والمحزون له رجاء فى العزاء، والمظلوم له رجاء فى الانصاف وللمحتاج ثقة فى قدرة الله على أشباع احتياجاته، ولمن يعانون من المشاكل رجاء فى الله ليحلّها ويخلصهم. وعلينا أن نتمسّك بالرجاء فى الله لان اليأس من أخطر الحروب الروحية التى تحارب المؤمن ويجعل الحياة صعبة ويتسبب فى عدم التكيّف مع الوسط المحيط والفشل والاحباط والكآبة واخيرًا قد يقود الى الانتحار فالرجاء حصن لمن يتمسّك به { ارجعوا الى الحصن يا اسرى الرجاء اليوم ايضا اصرح اني ارد عليك ضعفين} (زك 9 : 12). لقد رأينا كيف اخطأ اثنان من الرسل، فالقديس بطرس الرسول في ليلة آلام السيد المسيح انكر سيده ويهوذا تآمر مع اليهود وسلّمه لهم ، لكن بطرس رجع الى نفسه وبكى وتمسك بالرجاء وتاب وقبل الله توبته وردّه الى رسوليته اما يهوذا فندم ولكن فقد رجاءه ومضى وشنق نفسه وهلك .
* رجاءنا الراسخ فى الله... لانه قادر على كل شئ  ومنه تأتى الينا كل بركة روحية. أن الله كأب صالح ومخلص ومنقذ لشعبه قد لا ينتظر حتى يصرخ الإنسان إليه، وإنما من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين، الآن أقوم -يقول الرب- أصنع الخلاص علانية" (مز 11). من أجل خلاص الناس ومن أجل شقائهم وتنهدهم، يقوم الرب ويصنع الخلاص، سواء طلبوا أو لم يطلبوا وهكذا في كل مرة يري فيها الله مذلة شعبه (خر 3:7)، يرسل لهم مخلصًا يخلصهم، كما فعل أيام موسي. ولقد أنقذ الله  أسحق من الذبح، في اللحظة الأخيرة، والسكين فوق رقبته، دون أن يطلب (تك 22). فالرجاء يعتمد علي محبة الله لا على صلاحنا بل علي رحمته وآبوته وأحساناته { اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو. انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول. هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه} (مر21:3-25). من أجل هذا نحن نتمسك  بالرجاء لان الهنا امين وقادر ومحب { الذين اراد الله ان يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الامم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد} (كو  1 :  27). ونحن نتمسك بوعوده الصادقة الامينة { لا تخف لاني معك لا تتلفت لاني الهك قد ايدتك واعنتك وعضدتك بيمين بِرّي} (اش 41 :  10). من اجل ذلك قال المرنم { الاتكال على الرب خير من الاتكال على البشر ، الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء} (مز8:118-9). والله لكي يبث فينا روح الرجاء يعطينا الكثير من الوعود لنثق فيه ويقول لنا انه أحن من الام علي ابنائها { هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين وانا لا انساك. هوذا على كفي نقشتك اسوارك امامي دائما} (اش 15:49-16). هكذا قال المخلص ليطمئننا {لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك} (لو  19 :  10) ومن يتكل عليه لا يخزى ابدا { والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} ( رو 4:5-5). ويجب أن يكون نصب عيوننا  المسيح ورجاء الحياة معه هنا وفى السماء. إن الرجاء المسيحي ليس هو أن يأتي المسيح ويأخذ المؤمن إليه عند موته إنما رجاؤنا هو شخص الرب نفسه ليحلّ فى قلوبنا ويتمجد بنا وفينا سواء بحياة او انتقال.
+ كيف نقوى رجائنا فى الله ؟
*  الصلاة ... هى الباب المفتوح نحو السماء الذى يوصل طلباتنا وتضرعاتنا الى الله فهى التي انقذت الشعب قديما من مؤامرة هامان لابادة شعب الله { الاله القدير على الجميع استجب لاصوات الذين ليس لهم رجاء غيرك ونجنا من ايدي الآثمين وانقذني من مخافتي} (اس  14 :  19). والصلاة  التى خلّصت القديس بطرس من السجن وأنقذت بولس الرسول من مخاطر كثيرة. فلا تيأسوا ابدًا من رحمة الله  بل لنتوب عن خطايانا  ونحيا بتواضع وبر قدام الله { فيكون للذليل رجاء وتسد الخطية فاها }(اي 5 : 16) وثقوا فى الله الذي { وعلى اسمه يكون رجاء الامم }(مت 12 : 21). لان الله كأب صالح يريد لنا رجاء وحياة ابدية { لاني عرفت الافكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر لاعطيكم اخرة و رجاء }(ار  29 :  11).
* القراءة فى الكتاب المقدس وسير القديسين  اننا  نستنير بالكتاب المقدس ونستمد منه قوة ورجاء من معرفتنا لصفات الله ووعوده الامينة ومعاملاته مع قديسية ونثق فى الله العامل فى الاحداث والتاريخ من أجل خلاصنا {لان كل ما سبق فكتب كتب لاجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء }(رو 15 : 4). القراءة فى سير رجال الله ترينا كيف قاد الله شعبه وقديسيه فى موكب نصرته عبر التاريخ ونعرف حكمة وقصد الله ونكون مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا { بل قدسوا الرب الاله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسالكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة و خوف} (1بط  3 :  15).
* الإيمان الصبر والثبات..  بالإيمان يتقوى رجائنا فيقول المؤمن {استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني }(في 4 : 13) بايماننا نغلب الشر والشيطان ونتقوى فى الضعف { لان كل من ولد من الله يغلب العالم وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا} (1يو  5 :  4). والايمان يعطينا صبر وثبات في المسيح. أن الاكاليل لا توضع الا على رؤوس المنتصرين ولكى ننتصر يجب ان ندخل الحروب الروحية ونتعلّم ونتقوّى { واما نحن الذين من نهار فلنصح لابسين درع الايمان والمحبة وخوذة هي رجاء الخلاص} (1تس  5 :  8). لقد دخل يوسف الصديق بوتقة التجارب من اخوته ومن الغرباء وعانى الظلم والحبس ليتقوًى ويشتد عوده وينتصر ويرتفع { الضيق ينشئ صبرا والصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء لا يخزي } (رو 3:5-5 ). نستمر فى الجهاد الموضوع أمامنا وبالرجاء ننظر الي رئيس الايمان ومكمله الرب يسوع { لاننا لهذا نتعب ونعير لاننا قد القينا رجاءنا على الله الحي الذي هو مخلص جميع الناس ولا سيما المؤمنين }(1تي  4 :  10).
+ ثمار الرجاء المتجدد فى حياتنا ..
المؤمن كلما زادت عنده قوة الرجاء كلما أنعكس هذا على حياته العملية وظهر فى تفكيره وسلوكه نتائج الرجاء المبارك  وثماره الصالحة في حياتنا ..
* الرجاء  يعطينا قوة وغلبة ..   الرجاء يقوي إيماننا وتظهر ثماره فى قوة المؤمن وتغلبه علي صعاب الحياة وتحدياتها  { فقال له يسوع ان كنت تستطيع ان تؤمن كل شيء مستطاع للمؤمن} (مر  9 :  23). ان منتظروا الرب لا يخزون ابدا { واما منتظروا الرب فيجددون قوة يرفعون اجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون }(اش  40 :  31). الرجاء يجعلنا ايجابيين فى الحياة نثق ان بعد ظلمة الفجر الحالكة لابد من ان يشرق لنا شمس البر والشفاء والخلاص معه .
* الرجاء يثمر فينا شجاعة وطمأنينة .... فنحن نثق فى الله القادر على كل شئ ولن يفصلنا عنه شئ لقد قالوا قديما ليوحنا ذهبي الفم ان الملكة ستنفيه فقال لهم للرب الارض وما عليها ، المسكونة وجميع الساكنين فيها ، فان الله فى كل مكان وقادر ان يقودنا في أمان وينقذنا حتى من الموت { الذي نجانا من موت مثل هذا وهو ينجي الذي لنا رجاء فيه انه سينجي ايضا فيما بعد (2كو  1 :  10). يخاف الانسان الذى لا يثق فى الله ومحبته ورعايته اما المؤمن فواثق حتى لو كان فى بطن الحوت { ارجعوا الان ايها الخطاة واصنعوا امام الله برا واثقين بانه يصنع لكم رحمة }(طو 13 :  8).

القداسة والجهاد  والفرح ..  من ثمار الرجاء الصالح ، نستعد بالقداسة والتقوى لملاقاة الله ونثق ان الله يعمل فى الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة لصالحنا ومستقبلنا {اذاً يا أخوتي الأحباء كونوا راسخين غير متزعزعين، مُكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب} (1تس 3:1.) سواء ونحن مستوطنين فى الجسد كنا او متغربين عنه نعمل فىان نكون مرضيين عنده .ان حياتنا فترة غربة قصيرة ونحن نحيا على رجاء الحياة الابدية لهذا نستهين بكل شئ من أجل الرجاء المبارك. بالرجاء نحيا دائما فرحين {فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة } (رو  12 :  12). الروح القدس يعطي فرح وتعزية للمؤمنين {وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس }(رو  15 :  13). ان من يتطلع إلى الله والسماء ، لابد أن يمتلئ قلبه بالتعزية والفرح وسط هموم الحياة، ويشتاق إلى ذلك العريس السمائى {لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا} (2كو 4 : 17). { لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين }(عب 10 : 23). فلنتمسك اذا يا أحبائي بالرجاء الراسخ فى الله فى مختلف مواقف وظروف الحياة.