نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

الصبر فضيلة مسيحية

للأب افرايم الأورشليمي

لكلمة الصبر توجد في اللغة العربية مرادفات ومعاني عديدة منها المثابرة، الأناة، التأني، التسامح، التجلّد، المجالدة، ضبط النفس، تمالك النفس والأعصاب، كظم الغيظ، سعة الصدر، التروي .الصبر ثمرة من ثمار الروح القدس التي تحتاج الي جهاد ومعرفة في أقتنائها ،كما انها لا تعني عدم العمل او الركون لتدخل الله في حل المشكلات دون البحث في حلها واتخاذ افضل الوسائل للوصول للحل او علاج وانهاء المشكلات التي نواجهها في حكمة وقوة وجهاد

ذلك يعني انه يجب أن نفكر قبل كلّ عمل نقدم عليه. نفكر أولا ثمّ نعمل. هكذا يدرك الإنسان ما يدور حوله يعرف ما الذي يساعده وما الذي يعيقه، ما الربح وما الخسارة من وراء كلّ عمل يقوم به.هكذا يتسرع كثير من الناس في الردّ على كلّ كلمة أو نظرة أو حركة من الغير. وردّهم هذا يمكن أن يكون وبالا عليهم. بالصبر ينبغي ان نشجّعهم على أن يترووا وأن يفكّروا قبل القيام بأي عمل وأن يتعوّدوا ضبط أعصابهم وكبح جماح أنفسهم وإن سمعوا ما لا يرضيهم وأن يكون تعاملهم بروح التسامح وسعة الصدر. نصبر علي انفسنا وعلي الأخرين وحتي علي ما نزرعه ونعمله حتي يأتي اوان جني ثمار التعب ونصبر علي ما يأتي علينا من تجارب وضيقات حتي تعبر.

الصبر عطية إلهية، منحة من الآب السماوي... بالصبر ومحبة الإخوة تنتصرون على تجارب الحياة المستمرّة. عندما يُفتَقَد الصبر، يخمد صلاح النفس وتنمو الخطيئة. الصبر يزيّن النفس بماسات ليست من الأرض بل من أورشليم العلوية. الصبر يزيد من طاعة الكلمات الإلهية التي كُتِبَت في الماضي، وتُكتَب الآن، وسوف تكتَب في المستقبل. الصبر هو المحبة والطاعة. مارسْ الصبر بمحبة أخيك. مارسْ الصبر لتنفع نفسك. يزيد الصبر عندما يهتمّ الإنسان بالله. يجب أن يزيد الصبر لا أن ينقص، إذ عندما ينقص تنمو الخطيئة في حياة الإنسان وينشأ الشر. الصبر هو كلمة عذبة، نَفَس لطيف، سلاح لا يُغلَب، زينة لا تُقَدَّر للرجل، بركة من الله. خلال حياته على الأرض وتعليمه للجموع، لو لم يكن لسيدنا يسوع المسيح صبر في نفسه، ما الذي كان حدث؟ لقد أتى إلى الأرض ليخلّص القطيع التائه ويرفعنا بصبره، ومن ثم ليذهب إلى الجلجلة من أجلنا نحن الخطاة الطائشين. يسود الصبر بهدوء مثمراً في حياة الإنسان الذي لا يؤذي أحداً ولا يتعرّض لأحد، المكتفي بالقليل، والمطيع لوصايا الآب السماوي.

الإنسان الصابر، ينتظر بإيمان تدخل الرب في المشاكل وحلها في الوقت المناسب. فالإيمان يقود إلى الإنتظار، وتسليم الأمر لله إلى أن يشاء الله، ويقدم الشكر مقدماً، ويحصل المؤمن على الرجاء (رو15: 4) الذي يجعله لا يتذمر، بل يشكر باستمرار، فينال ثمر صبره (لو8: 15). ويؤيد هذا الكلام ما جاء في الامثال الشعبية القائلة "اصبر تنول" ، "الصبر طيب"، "الصبر مفتاح الفرج". والصبر دعا إليه الرب يسوع الذي كان مثالاً للصبر العملي والطويل وقال: "الذي يصبر إلى المنتهى، فهذا يخلص" (مت 10: 22)، "بصبركم اقتنوا أنفسكم" (لو21: 19). وقال ميخا النبي "أصبر لإله خلاصي" (مي7: 7). وقال داود النبي "انتظر الرب واصبر له" (مز37: 7)وقال يشوع ابن سيراخ " انتظر بصبر ما تنتظره من الله لازمه و لا ترتدد لكي تزداد حياة في اواخرك" (سيراخ 2 : 3)وقد صبر داود النبي على حروب شاول 39 سنة، حتى مات واستراح من رذائله وحل محله.وقال القديس يعقوب الرسول: "قد سمعتم بصبر ايوبورأيتم عاقبة الرب (يع 5: 11) من استرداد ماله وعياله وصحته وسمعته وبركاته.ويقول القديس بولسالرسول "أنا أصبر على كل شيء" (2تي2: 10).كما قال للكل: "إنكم تحتاجون إلى الصبر" (عب10: 36). وأيضاً "صابرين في الضيق" (رو12: 12) .

وامتدح الانجيل فضيلة الصبر لشعب كنيسة تسالونيكي وقال: "متذكرين عمل ايمانكم، وتعب محبتكم، وصبر رجائكم في ربنا يسوع المسيح" (1تس1: 3)كما امتدح تلميذيه الأسقف تيموثاوس والأسقف تيطس على صبرهما في الخدمة (2تي3: 10، تي2: 2).وأكد الرسول على أن الإنسان المحب والمتضع يصبر على ضعفات الناس ملتمساً لهم العذر كبشر (1كو13).وتحدثسفر الرؤيا عن صبر القديسين والشهداء، على ظلم الأشرار، واضطهاداتهم الظالمة حتى نالوا أكاليلهم في النهاية (رو5: 3)، (يع1: 3) وينبغي علينا أن نصبر مثلهم (1بط2: 20) لنكون معهم، كما قال القديس بولس "بالإيمان والأناة (الصبر) يرثون المواعيد" (عب6: 12). وأيضاً "إنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله (الصبر) تنالون المواعيد" (عب10: 36). فالله يحب ويسند الصابر الشاكر،.وشدد بولس الرسول على أن يكون كل الخدام – على كافة درجاتهم – صبورون في التعامل مع مرضى الروح (الخطاة) (1تي6: 11). وأن يرتضوا باحتمال الآلام والمشاكل بصبر وشكر (2كو6: 4، 12: 12) حتى تعبر.

ويمتليء الكتاب المقدس بنماذج رائعة من الصابرين الشاكرين المنتظرين لوعود الله مهما طال الزمن. مثل أيوب الصديق (يع5: 11) وسمعان الشيخ (لو2: 25) وبولس الرسول ...... وغيرهم كثيرين. فهل نكون مثلهم؟!

أم نتذمر ونتعب نفسياً وروحياً وبدنياً؟وما أكثر أضرار عدم الإحتمال الناتج من عدم فهم الطبيعة البشرية الضعيفة وعدم اللجوء إلى الوسائط الروحية الفعالة لتهدئة الأعصاب (غل5: 22-23)وعلينا ان نعرف جميعاً أن الصبر مُر. ولكن نهايته راحة وفرح، بينما نفاذ الصبر، وعدم الإحتمال، مدعاة لغضب الله، ومجلب لامراض كثيرة نفسية وعصبية وبدنية، واسأل عديمي الصبر، وما أصابهم من عدم احتمالهم وتذمرهم وغضبهم الأحمق .. وتذكر قول يعقوب الرسول: "ها نحن نطوب الصابرين، قد سمعتم بصبر أيوب، ورأيتم عاقبة الرب" (يع5: 11).فأصبر واشكر وانتظر فرج الرب، الذي سوف يأتي في الوقت المناسب.ويجب أن نعلم أن طول البال، من ثمار الروح القدس (غل5: 22)، وليتنا نسرع بالإرتباط بوسائط النعمة لننال فضيبة الصبر والإحتمال.

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

شجعوا صغار النفوس

قصة قصيرة

حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.

لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.

وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!!

لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".

وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".

أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".

بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".

وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي. فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !

وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.

وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته".

مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.

وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن".

وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!

لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!

واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.

فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.

(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية).

إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً

. والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب،

ولا بالمظهر عن المخبر،

ولا بالشكل عن المضمون. يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام، وأن تسبر غور ما ترى، خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار، موّارة بالعواطف، والمشاعر، والأحاسيس، والأهواء، والأفكار.

أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات وان نشجع أخوتنا وابنائنا للنجاح والتفوق.

الخميس، 25 نوفمبر 2010

ها صرختي اليك

بقلم الأب القمص أفرايم الاورشليمي

الهي لم غيرك يصرخ المظلومين؟

والمضطهدون إلي من يلجاؤون؟

وبين التعصب ومن حماة الأمن يقُتلون

وفي القري الفقيرة وبدون ذنب ينُهبون

ومن نيران التطرف الأعمي يتشردون

وان التجاؤ الي الحاكم لاينصفون بل يسحقون ،

ولوقود الأنتخابات لتغطية العوره يدفعون،

أناس تموت من التخمه وأناس لا تجد اللقمة

الهي سجون فيها السجان والمسجون مظلومون

الهي نبحث عن وطنا يأوينا ،قائد يحمينا ،

مرفأ يهدينا ، كنيسة فيها نرفع اليك أيادينا،

من قال ان بيوت الله حرام ان تبني؟

الهي وطني من عليا بالأمان !

وأم الدنيا صارت غول يأكل أبناه!

لماذا الهوان وقد خلقتنا في أجل الصور، أنسان

انا مع سميح القاسم متأسف جدا علي الاوطان

صعب للمرء انه في وطنه يهان ،

وخارج وطنه لا يشعربأمان

الهي صعب علي أن اموت الاف المرات ،

والاقي في حياتي شر الاوقات

أملاً في مستقبل آت ...

الهي بلدي يصرخ ..ولدي يصرخ ..

ومستقبل بلدي في مهب الريح !

الهي ..ما نيل الطالب بالتمني ،

ولكن ليس لي الا سلاح الكلمات

الهي ..لن ارفع كلمات لرئيس او مرؤؤس ..

ولن اشرب في الليل كؤؤس كي أنسي

الهي انك ادعوك أن تنظرالينا بعين الرحمة،

الهي انظر لقتلي العراق وفُرقة لبنان

والي بلدي مصر تعاني ، حتي ماء النيل يترنح

علي مائي يتأمرون ، وعلي ارضي يقامرون ،

وكلاً يريد الكرسي والمنصب وعلي الأشلاء،ليكون

ونحن أمة تعاني الحرمان وعدم الأمان

وفقد الحنان حتي بين الأخوان

أنني لن الوم الزمان، ولن نلعن من ضيِع الأوطان

بل نقوم ونبني ونصلي ومنك نستمد الأمان..

فان لم يبني الرب البيت فباطلاً تعب الأنسان

وبالدماء تقف وتبني الكنيسة والأنسان

وان الآمنا ودموعنا ودمائنا لنا تيجان

بلادي ان جارت على فهي عزيزة

وأهلي وان جاروا علي فهم كرام

الهي أغقر لهم ،لا يعلمون ماذا يفعلون

كل ما ارجوه ان يستفيق الجميع

وحق الاخوة والجيرة نصون

ومستقبل أفضل لنا جميعا، يكون

اليك صلاتي ..وارجوك الهي لا تحسبني مجنون

فانا ببلادي مفتون وبحب بلادي معجون

وبروحي اضحي ، لبلادي لتكون،

أنظر لمستقبل أولادي واحفادي ،

واصلي اليك من اجل المحبة والاخاء،

من اجل الكرامة والعدل يارب فصون.

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

أريد ان أراك يا سيدي

قصة قصيرة من الأدب الروسي
فى إحدى المدن كان يعيش مارتن الإسكافى، فى بدروم ذو نافذة واحدة تطل على الشارع، وبرغم رؤيته لأرجل المارة فقط إلا أنه كان يعرفهم من أحذيتهم التى سبق أن أصلحها لهم... وكان أميناً فى عمله، فقد كان يستعمل خامات جيدة ولا يُطالب يأجر كبير، فأحبه الناس وازداد ضغط العمل عليه. كانت زوجته وأطفاله قد انتقلوا منذ عدة سنوات، وفى حزنه الشديد كان يعاتب الله كثيراً...
إلى أن جاءه أحد رجال الله الأتقياء، فقال له مارتن: "لم يعد لى رغبة فى الحياة، إتى أعيش بلا رجاء".. فرد عليه الرجل: "إنك حزين لأنك تعيش لنفسك فقط... إقرأ فى الأنجيل وأعرف ما هى إرادة الله لك"
أشرى مارتن كتاباً مقدساً وعزم أن يقرأ فيه وعندما يدأ يقرأ وجد فيه تعزية جعلته يقرأ فيه كل يوم... وفى إحدى الليالى التى كان يقضيها مارتن فى القراءة، فتح الأنجيل على فصل فى يشارة القديس لوقا الذى دعا فيه الفريسى الرب ليأكل عنده، ودخلت امرأة خاطئة وسكبت طيباً على قدميه وغسلت رجليه بدموعها وقال الرب للفريسى: "دخلت بيتك وماء لرجلى لم تعط أما هى فقد بلت بالدموع رجلى و مسحتهما بشعر رأسها، بزيت لم تدهن رأسى أما هى فقد غسلت بالطيب قدمىّ.." تأمل مارتن فى الكلام وقال فى نفسه: "هذا الفريسى يُشبهنى تُرى لو جاء الرب لزيارتى هل سأتصرف مثله؟" سند رأسه على يديه وراح فى نوم عميق...
وفجأة سمع صوتاً، فتنبه من نومه ولكن لم يجد أحداً بل رن صوت فى أذنيه: "مارتن ترقب، فغداً آتى لزيارتك" استيقظ مارتن قبل شروق الشمس مبكراً كالعادة، وبعد أن صلى أشعل المدفأة وطبخ شوربة ساخنة ثم لبس مريلة وجلس بجانب المدفأة ليعمل. ولم يُنجز فى عمله لأنه كان يفكر فيما حدث ليلة أمس، ونظر من النافذة لعله يرى صاحب الصوت آتياً... فكلما رأى حذاء غريباً تطلع ليرى الوجه. مر خادم ثم سقا ثم رجل عجوز يدعى اسطفانوس كان ينظف الثلج من أمام نافذة مارتن... دقق النظر فيه ثم عاد يخيط الحذاء الذى فى يده، وحينما نظر مرة أخرى من النافذة وجد اسطفانوس وقد سند يديه على الجروف وقد ظهرت على محياة إمارات الإجهاد الشديد... فنادى عليه، ودعاه للدخول للراحة والإستدفاء... فرد: "الرب يباركك". ودخل وهو ينفض الثلج من عليه ويمسح حذاءه، وكاد يسقط فسنده مارتن وقال: "تفضل اجلس واشرب الشاى" صب مارتن كوبين، أعطى واحداً لضيفه وأخذ الآخر وسرح بنظره تجاه النافذة، مما أثار فضول اسطفانوس فسأل: "هل تنتظر أحداً؟" "ليلة أمس كنت أقرأ فى إنجيل لوقا عن زيارة الرب يسوع الفريسى الذى لم يرحب به مثلما فعلت المرأة الخاطئة. فكنت أفكر إذا زارنى يسوع فماذا سأفعل وكيف سأستقبله؟
وبعد أن استغرقت فى النوم سمعت صوتاً يهمس فى أذنى...انتظرنى فسوف آتيك غداً" تدحرجت دموع اسطفانوس فيما هو يسمع ثم نهض وقال: "أشكرك يا مارتن فقد انعشت روحى وجسدى".. ثم خرج اسطفانوس وعاد مارتن للنظر من النافذة والعمل بلا تركيز... و رأى هذه المرة سيدة تحمل طفلاً فى حضنها محاولة أن تحميه من الرياح الشديدة، فأسرع مارتن خارجاً ودعاها للخدول، وفيما هى تستدفئ جهز لها بعضا من الخبز والشوربة الساخنة وقال: "تفضلى كلى يا سيدتى". و فيما هى تأكل قصت عليه حكايتها قائلة: "أنا زوجة عسكرى بالجيش وهو ذهب فى استدعاء منذ ثمانى أشهر ولم يرجع حتى الآن... وأنا بعت كل شئ، حتى آخر شال عندى رهنته أمس، لأستطيع الحصول على بعض الطعام لى ولأبنى" أخرج مارتن معطف ثقيل من عنده وقال: "خذى هذا إنه قديم ولكن يصلح لتدفئة الطفل". أخذته المرأة وانفجرت دموعها داعية له: "الرب يباركك" ابتسم لها مارتن وحكى لها عن حلمه، فردت: " ولمَ لا يحدث هذا، فليس شئ عسيراً عند الرب". ودعها مارتن بعد أن زودها ببعض المال لتسترد شالها الذى رهنته. عاود مارتن وحدته وعيناه لا تنظران إلى ما يفعل بل هى مُثبتة على النافذة...
ورأى امرأة تبيع تفاحاً فى سَبَت وما إن أنزلت السَبَت عن كتفها حتى امتدت يد ولد فقير تخطف تفاحة، إلا إنها أمسكت به تضربه وتهدده باستدعاء الشرطة. جرى مارتن نحو السيدة والولد وقال: "أرجوك يا أماه، اتركى الولد لأجل خاطر المسيح"، أما هى فقالت: "و لكنها سرقة، لابد أن يؤدب الولد"، فرد مارتن: "يا أماه، إن كان هذا الولد لابد أن يعاقب من أجل سرقة تفاحة، فكم يكون عقابنا نحن الذين فعلنا خطايا جسيمة هذا مقدارها". فأجابت بخجل: "عدك حق" أخذ مارتن تفاحة من السبت وأعطاها للولد وقال للسيدة إنى سأدفع لك ثمن هذه التفاحة. و فى النهاية انحنت المرأة لتلتقط السبت فقال لها الولد الفقير: "دعينى أحمله عنك يا أماه، فأنا ذاهب فى طريقك.
دخل مارتن منزله وأخذ يعمل حتى كلت عيناه... فوضع شغله جانباً وأضاء المصباح وأخذ الإنجيل على غير العلامة التى وضعها بالأمس، وسمع صوتاً يقول: "أتعرفنى يا مارتن؟" - "من أنت؟" - "أنا هو" و فى ركن الحجرة ظهرت هيئة اسطفانوس، ثم بدت له المرأة وطفلها، ثم بائعة التفاح والطفل بجانبها ممسكا بتفاحة... ثم اختفوا.. فرح مارتن جداً وبدأ يقرأ فى الأنجيل فوجد الآيات التالية: "كنت جوعاناً فأطعمتمونى، عطشاناً فسقيتمونى، غريباً فآويتمونى..." ثم قرأ أيضاً: "كل ما فعلتم بأحد هؤلاء الصغار فبى قد فعلتم" حينئذ فهم مارتن أن المخلص زاره وأنه استقبله كما ينبغى.

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

أبتسم للحياة من فضلك

للأب القمص/أفرايم الأورشليمي

الأبتسامة الصادقة...

وسط ضغوط الحياة المتلاحقة وأمام التحديات التي نواجهها والضغوط الاجتماعية والاقتصادية وأثارها النفسية ، نخن أحوج الناس إلي الإبتسام التي تكون كبزوغ نور الصباح من بين ظلمات الليل، نحتاج ليد الرجاء تنشلنا من الأحزان . نحتاج بالأكثر الي يد الله الحنونة وأبتسامته الصادقة ليخفف عنا الآم الطريق كما جاء عنه { ناظرين ألي رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذى من أجل السرور الموضوع أمامه أحتمل الصليب مستهينا بالخزى فجلس في يمين عرش الله} عب 2:12. لقد كان الرب يسوع المسيح يهتم بقضية خلاصنا وفدائنا ولهذا السرور استهان بالصليب والموت ليقيمنا معه ويرينا بهجة قيامته .لقد سار أبائنا الرسل والقديسين علي نفس الدرب الذي سلكه معلمنا الصالح وعندما تعرض البعض للضرب والأهانة مضوا فرحين لانهم حُسبوا اهلاً ان يضُطهدوا من أجل أسم المسيح الحِسن وهكذا قبل المسيحيين الأولين سلب أموالهم بفرح من أجل اسم المسيح ..لقد دٌعينا في المسيحية الي حياة الفرح بالخلاص الثمين والمواعيد الصادقة والبنوة الحقيقية لله وهكذا يدعونا الأنجيل للفرح ويقول {افرحوا في الرب كل حين و اقول ايضا افرحوا}. (في 4 : 4) . إن الآم الحياة والضيقات والاضطهاد كلها تؤهلنا للميراث السماوي السعيد {بل كما اشتركتم في الام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده ايضا مبتهجين (1بط 4 : 13).

تسبحة الأيمان...

في القديم كان الشعب محاط بالأعداء وكانت الظروف الأقتصادية قاسية ويبدو انه لا مخرج للأزمة والظروف المحيطة ،لكن اسمع النبي حبقوق في ثقة في الله يقول { فمع انه لا يزهر التين و لا يكون حمل في الكروم، يكذب عمل الزيتونة و الحقول لا تصنع طعاما ، ينقطع الغنم من الحظيرة و لا بقر في المذاود. فاني ابتهج بالرب و افرح باله خلاصي. الرب السيد قوتي و يجعل قدمي كالايائل و يمشيني على مرتفعاتي } حب 17:3-19.نعم لا تنظر فقط للظروف المحيطة بك ولكن تطلع بعين الأيمان والرجاء الي السماء وأفراحها وإلي الخلاص الأتي من قبل الرب . ان لكل مشكلة عند الله حلول ولكل باباً مغلق لدي السماء الف مفتاح ولكل تجربة بداية ونهاية ،بل ان حياتنا ستنتهى ونحن ابناء وبنات الله وورثة ملكوت السماوات . نعم الرب يدافع عنا ونحن صامتون ، أننا ننتظر في رجاء وفرح الخلاص من أعدائنا وخوفنا وضعفنا وكما جاء في الأنجيل {نحن مؤازرون لسروركم لأنكم بالأيمان تثبتون}2كو7:9. وقد قال القديس بولس الرسول في تجربته {فبكل سرور أفتخر في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح}2كو9:12.

الأبتسامة الصادقة حتي وسط الضيق تكون بلسم لنفسك وتخفيف لأحزانك وباعث للرجاء داخلك ولمن حولك . أتعرف ممن تعلمت الأبتسامة الصادقة والترحيب الودود أني تعلمتها من كلبي الوفي الذي لا يعرف الا لغة الأبتسام لأصحابه من أسنانه ووجهه الي نهاية ذيله الطويل ،يلقاني مرحبا ويركض حولي قائلاً اني أحبك وساظل وفياً لك واريد ان أدخل السعادة الي قلبك .

الأبتسامة هي أجمل لغة بدون كلمات ،انها تضئ وجهك وتهبه الصحة وتُصلح من مزاجك وتشفي عقلك الباطن ، إن وجهك في معظم الأحيان لا تراه بل يراه الآخرين فقدم منه ابتسامة صادقة وكلمات طيبة ومحبة بلا رياء فتسعد أنت وتكون نبع لا ينضب من الفرح لمن حولك.

الأبتسامة دواء ..

أجري الأطباء العديد من الدراسات علي الأبتسامة والضحك وفائدتهما ووجدوا ان الضحكة الواحدة تعادل ممارسة الرياضة لمدة عشرة دقائق وشبهوا الأبتسامة بالهرولة وانت جالس. اننا نحتاج الي الأبتسامة لكي نحافظ علي توازننا العقلي وتمتص طاقتنا الغضبية وتمنحنا الهدوء والاتزان والتفكر السليم في حل المشكلات ، قال العالم الفرنسي"بيير فاشيه" (ان الضحك والأبتسام يوسع الشرايين والاوردة ، وينشط الدورة الدموية ويعمق التنفس،ويجعل الأكسجين يصل إلي أبعد أطراف الجسم).والابتسامة للمريض ومعها بث روح الأمل، لها أهمية كبري في شفائه وخاصة لأمراض القلب والسرطان وهي علاج فعال للأمراض العصبية والراحة بعد التعب ومساعد لحل المشكلات المعقدة ولا أنسي ابدا ذلك الاب الروحي الذي يذهب اليه ابنائه في وسط الضيق والآلام والمشاكل فيقابلها بابتسامة حلوة ويغلف الحل في النكته الخفيفه والمثل والعبرة من أحداث الحياة فيمضي ابنائه وقد فاقوا من الغفلة واحتملوا الآخرين وهانت عليهم المصاعب.

الآخرين في حاجة لأبتسامتك...

إن أبتسامتك الصادقة للآخرين هي ايضاً مصدر لأسعادهم وهي تفوق العطاء المادي في تأثيرها النفسي لذوي الحاجة وطبعا عندما يصحب العطاء المادي المحبة والتعضيد فكم يكون تأثيرها { في كل شيء اريتكم انه هكذا ينبغي انكم تتعبون و تعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع انه قال مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ} (اع 20 : 35) . إن حاجتنا الي الفرح والمحبة والدفء العاطفي بالأبتسامة ربما تفوق حاجتنا الي الطعام .وعندما نكون مع أحباء لنا نمرح ونسعد فاننا ننسي حتي الطعام ونحرص علي استمرار اللقاء. ان ابتسامتنا الصادقة تؤثر علي العقل الباطن لنا ولمن حولنا وتسهل التواصل والتفاهم والأنسجام . وفي مواجهه المواقف الصعبة بالأبتسامة نمتص الصدمات ونبعد عن جو التوتر ونجد قبولا حسنا من الأخرين.

لتعرف كيف تبتسم ...

لتبتسم وتفرح مع الناس وتفرح مع الفرحين وتحزن مع الحزاني وتحاول تخفيف أحزانهم . أضحك مع الناس ولكن أياك ان تضحك عليهم او تسخر من ضعفاتهم وأبعد عن الضحكات الزائفة ولتكن صادقا في محبتك، ودوداً في ابتسامتك، مشاركا الناس الآمهم وافراحهم، وليكن لك ثقة ان كل الضيقات والتجارب ستنتهي وان خفة ضيقتنا الوقتية تنشأ لنا ثقل مجد أبدي.

في كل يوم قل مع المرنم {هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنتهلل فيه، يارب خلصنا، يارب سهل طرقنا ، مبارك الأتي بأسم الرب}. مع ملائكة الميلاد رنم فرحا بالخلاص{ المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة}.ولا تحمل كراهية او حقداً في قلبك لأحد ،ولا تدع تصرفات الأخرين تدمر سعادتك فانت سفير السماء ووطنك الذي تمثله علي الأرض لا يوجد فيه الإ السعادة والفرح فلنكن أذاً سفراء لله والسماء ونعمل علي جعل حياتنا علي الارض رحلة فرح وترنم وسعادة.

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

أشجار خريفية

أشجار خريفية

للأب القمص أفرايم الأورشليمي

أنظر حولك...

تطلعت في طريقي إلي الأشجار من حولي في فصل الخريف ..

وجدت بعضها وقد أصبحت عارية من الأوراق وكأنها زهدت الحياة وعانقت الموت واقفة، ووجدت أوراقها اليابسة تفترش الأرض وتطاؤها الأقدام وتقذف بها الرياح هنا وهناك .

ووجدت الأشجار دائمة الخضرة وقد تلونت أوراقها، فمنها الأصفر الباهت يريد أن يلقي بنفسه عن حضن أمه الحنون، وبعضها بقي أخضر يعانق السماء في إباء ويقوى على الريح والمطر والعواصف وقد حملته الأغصان والجذوع القوية متحدياً الطبيعة والظروف المعاكسة.

أما شجيرات العنب المجاورة فقد أصبحت بجانبي وكأنها أغصان ضعيفة جرداء من كل حياة وبريق، وتبدو للناظر أنها لن تفيد شئياً إلا للحريق، ولكنني أدرك أنه عندما يأتي الربيع ستُورق وتزهر وتثمر من جديد. ووجدت بعض الشجيرات وقد نمت على حافة مياة جارية وقد صمدت أمام قسوة الطبيعة وارتوت من حنان الماء وبقيت خضراء تضحك علي الخريف وتبتسم للبرد.

الحياة والخريف ...

هكذا تبدو الحياة في الخريف وشتاء أوروبا البارد والممطر. وقد ينعكس ذلك علي الأحياء فيها، فيدفع البعض للتعاون والتقارب ليبعد عنهم مخاطر الطبيعة وليشعروا بالتكاتف والتعاون في مواجهة قوى الطبيعة٬ وربما كان ذلك وراء وحدة الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك أوروبا التي تعاني بعض الدول منها من الأفلاس فتهب الأخريات لنجدتها، ربما يدفع الطقس البارد البعض إلى دفء المشاعر والعواطف لتعويض بردوة الطقس. أما البعض الذي ينكمش ولا يمتد إلى غيره فيعاني برودة الطقس والمشاعر. إن تأثير البيئة والطبيعة على ساكنيها وطباعهم وسياستهم هو علم يُدرس تحت عنوان علم الجيوبلتكس. إن الكرم الشرقي والجو الأسري الدافئ والذي جاء نتيجة حرارة ودفء الطقس هو سمة من سمات الإنسان الشرقي وإن تأثر الأن بالكثافة السكانية والظروف الأقتصادية الصعبة التي جعلت الأنانية تتفشى والناس تحيا في غابة يأكل فيها القوي أخاه الضعيف، ولكن يبقى المصري الأصيل معطاءاً كعطاء النيل، بسيطاً٬ يمكنك قراءة داخله كإنبساط أرضه، خصباً في أفكاره كخصوبة تربتة، فاتحاً ذراعيه كريماً كإمتداد نيله العذب، غضوباً متى بلغ حد الإثارة كرياح الخماسين، هادئاً مستكيناً للظلم كصبر الفلاح علي الزروع حتي تنضج وعلي الظالم حتي يرحل، مصلياً لله أن يرفع عنه الغُمة والظلم ويهبه السلام، وهو يقول يا بخت من بات مظلوم ومباتش ظالم . لقد صمد البعض وبقيوا علي مبادئهم كالأشجار المورقة المثمرة، وتأثر البعض ولم يلتفتوا الي جيرة حسنة ولا عشرة ستدوم. وتهاوي البعض كإشجار نبتت علي صخر وفي خريف الحياة ماتوا ولم يعد أحد يستطيع إن يستظل بمحبتهم او حتي يبتعد عن شرهم.

من الأشجار نتعلم ..

علينا أن نتعلم من الطبيعة حولنا٬ وأن نقاوم الطبيعة القاسية بالتعاون، والبرودة بدفء العواطف والمحبة الصادقة، إن الحياة بدون محبة تكون كصحراء جرداء لا خضرة فيها ولا ماء. إن البعض منا يرضى أن يسكن بجوار لعازر البلايا ولا يقدم له حتي الفتات الساقطة من مائدته، والبعض الآخر وإن قَلوا، يأخذ من إعوازه ليعطي بكرم للمحتاجين، إن إشباع الإحتياج الإنساني للمحبة والتشجيع واللطف يحول الخريف أو الشتاء إلى ربيع دائم، فهل نعمل علي إسعاد أنفسنا ومَن حولنا ٬أم نحيا خريف العمر بلا ثمر ولا حتي أوراق خضراء..

لكل شيء تحت السماء وقت..

علينا أيضاً أن نصبر وننتظر الرب وتتشدد قلوبنا ونثق في حكمة الله في الأحداث من حولنا، وإذا رأيت سلامة الأشرار ونجاحاتهم فلا تحسد عُمال الإثم ولا تغيٍر من فاعلي الشر. فكما يقول الحكيم {لكل شيء زمان ولكل أمر تحت السماوات وقت٬ للولادة وقت وللموت وقت٬ للغرس وقت ولقلع المغروس وقت}. (جا 3 : 1، 2). نحن نحتاج للحكمة والإفراز في حياتنا، فللخريف وقت وللربيع وقت، وللشتاء وقت وللصيف وقت أخر. للكلام وقت وللصمت وقت. ولابد أن نكون مستعدين للعمل والجهاد مادام لنا النور والنهار، ولابد أن نخضع لنعمة الله المنقية والممحِّصة لكي ما ننموا ونثمر في الوقت الحسن. ولنكون مستعدين مثمرين لأننا لا نعرف متى يأتي رب البيت أمساءاً أم في منتصف الليل أم في صياح الديك .نصلي ليحسبنا الله حتى مع أصحاب الساعة الحادية عشر .

لنكون أشجاراً دائمة الخضرة والثمار..

نصلي ليجعلنا الله أشجاراً خضراء،

مغروسة علي مجاري المياة،

تعطي ثمارها في حينه وورقها لا يذبل،

وكل ما نصنعه فيه ننجح،

لتكون كلمة الله الحية فعالة في قلوبنا ..

وبها نتغذى ومنها ننهل ونثمر.

ليزرع الله كلماتها في تربة قلوبنا الصالحة،

فلا تخنقها هموم واهتمامات العالم

ولنعمل علي قلع زوان الشر وأشواك الخطية،

لننزع عنا كل تكبر وثقل الخطية المحيطة بنا.

لنطلب نعمة روح الله القدوس لتحل فينا،

لتجري داخلنا أنهار الماء المحيي،

لنثمر محبة وسلاماً وفرحاً وصلاحاً،

ليكون لدينا لطف، وطول أناة وصبر٬

لنتعفف عن الصغائر ونكون أغنياء بالإيمان،

لنكون أغصاناً حية مثمرة في الكرمة الحقيقية،

ونخضع للتقليم والتشذيب ونحاسب أنفسنا،

لننقب حول قلوبنا وأفكارنا وحواسنا،

لنتسلح بالرجاء والإيمان والمحبة ،

ونطلب من رب الكرم أن يرسل فعلة صالحين،

لنثمر بالصبر ونكون كأشجار الزيتون دائمة الخضرة،

أو كالكروم التي تعطي ثمرها في حينه،

ولا نكون عوسجاً أو أشواكاً تُقلع وتُلقى في النار.

لنعمل مع صاحب الكرم ونصلي من أجل العالم

لنسمع ذلك الصوت الفرح، نعماً أيها العبد الصالح

والأمين، كنت أميناً علي القليل فأقيمك على الكثير،

ادخل إلى فرح سيدك...

الخميس، 18 نوفمبر 2010

نريد ان نري يسوع

"نريد أن نرى يسوع". ( يو 12 : 21 )

أمنية كل مؤمن أن يتمتع برؤية المسيح ، سواء فى رؤيا أو حلم اوعلي الأقل يعرف ارادة الله لحياته ومستقبله ،وخاصة النفوس التي تعاني الوحدة والاغتراب،تريد ان تثق ان لها صديق قريب منها ،يقوي ويسُعد ويغني ، فتشعر معه بالحنان والأمان والرعاية ، فلا يعوزها شيئ آخر فى العالم ( مز 23 ) . وفى رؤياه نشعر بالسعادة المفتقدة " مُتَقوكّ يروننى فيفرحون "

( مز 119 : 74 ) " أراكم فتفرح قلوبكم ، ولا ينزع أحد فرحكم منكم " ( يو 16 : 22 ) .

" وفرح التلاميذ إذ رأوا الرب " ( يو 20 : 20 ) .

زرت سيدة مسنة منذ عدة سنوات وقدمت لها صورة للسيد المسيح واذا بها تقول لي : لا يا ابونا دا ربنا أحلي من كدا بكتير؟؟

سالتها هل رأته ؟ قالت نعم ظهر لي أكثر من مرة ولما بشوفة قلبي بيبقي مولع من الفرحة!

قلت لها : هل تريدي ان تموتي وتبقي معه علي طول؟ قلت هذا لأختبر صدقها ؟

أجهشت السيدة بالبكاء وهي تقول ياريت ..انا قلت له خدني يارب ..قال لي لسة ليكي رساله !

كان كلامها لي هي رسالة لتقوي أيماني .

نعم هذة نتيجه المحبة الحقيقية للرب ومعرفتة ..ان يلتهب قلبنا بالفرح ونود ونقول مع القديس بولس الرسول الذي كانت له خبرة رؤية الرب يسوع (لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح ذاك أفضل جداً)

- وفى الأحساس بوجود الله وقربه منا ، نتوقى الرزيلة ، ونأخذ دفعة كبيرة لعمل الفضيلة ، فقد أعلن يوسف الصديق لإمرأة فوطيفار أنه لن يفعل الدنس معها ، لأن الله يراه ، وهو الدرس الذى وعاه داود بعد سقطته وتوبته : من أمام وجهك أين أهرب ؟ . ( مز 139 : 7 ) ، وهو درس عملى لكل نفس .وكما يقول قداسة البابا شنودة فى تأملاته : " يُحس بك الضعفاء فيتعزون ، ويشعر بك الأقوياء فيخشون " .

وفى رؤية الله استنارة للقلب والذهن ( ما جرى لموسى بلقاء الرب على جبل سيناء ) ، ولهذا يطوب الرب كل من يراه فى دنياه وسماه ( مت 13 ك 16 ) .

وبركة أخرى فى رؤياه " كل من يرى الأبن ، تكون له حياة أبدية " ( يو 6 : 40 ) ، فما أعظمه عطاء فى السماء .

+ والخطاة لا يرون الله " كل من يخطئ ( إلى الله ) لم يُبصره ولا عرفه " ( 1 يو 11 ) " أثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم " ( إش 59 : 2 ) ، وهى خسارة كبيرة جداً .

وقد رفض المُخلص لقاء هيرودس الملك الفاسد ، لاسيما بعدما قطع رقبة القديس يوحنا المعمدان ظلماً " ( لو 9 ) .

+ كيف نري الله ..

ورؤية الله ليست بالأمر المستحيل ، فيمكنك أن ترى الله وتحس بوجوده بجوارك فى الحالات التالية

1 – عندما تحبه : " الذى عنده وصاياى ويحفظها ... إليه نأتى وعنده نصنع منزلاً " ( يو 14 : 23 ) بالمحبة لله والتأمل في كلماته وحفظ وصاياه نٌعبر عن شوقنا ورغبتنا لمعرفة الله فيعلن لنا ذاته .

2 – بالأشتياق اليه : " أبوكم أبراهيم تهلل أن يرى يومى ، فرأى وفرح " ( يو 8 : 56 ) ، ولما اشتاق زكا العشار لرؤية الرب يسوع ، رآه ،وأتي الرب اليه وجلس معه فى بيته ! .

3 – نراه ونسمع صوته ، عند قراءة كلمته : كلام الكتاب المقدس حديث جميل للنفس ، ويشعرك بوجود الله بقربك .

4 – نراه بالإيمان به : قال يسوع لأخت لعازر : " إن آمنتِ ترين مجد الله " ( يو 11 ) فالرؤية تتم بعين الإيمان .

5 – نراه فى الصلاة : " إلتمسوا وجهه دائما ً " ( مز 105 : 4 ) . أى تقابلوا معه دائمأ ، ولكن أين يمكن أن نتقابل معه ؟! بلا شك فى الصلاة التى هى صلة وحديث بيننا وبين الله.

6- وبخدمتنا لاخوتنا الفقراء ومساعدة المسكين وأضافة الغرباء وافتقاد المسجونين والذين ليس لهم احد يذكرهم ،نري يسوعنا الطيب الحنون فيهم ومن خلالهم.

7- أننا اذ نحرص علي نقاوة قلوبنا واتحادنا بمسيحنا القدوس في التوبة والاعتراف والتناول نرأه ويحل بالإيمان في قلوبنا ، فطوبي لانقياء القلب لانهم يعاينون الله.

سيدي اريد ان اراك..

يارب اريد ان أحبك أكثر ،

وأعرفك المعرفة الحقيقة لا كما يصورك فكري ،

ولا كما أقراء في الكتب؟

اريد ان تعلن لي ذاتك كما أنت ..

في عظمتك وتواضعك .في بهائك ووداعتك..

سيدي نقي قلبي لاراك ..

نعم يارب اني اري يداك في الكون..

واري حكمتك في الاحداث.

وادرس كلمتك في الانجيل ..

وأتلمس نداءات روحك القدوس داخلي..

لكن كل ذلك لا يشبع توق نفسي لاعرفك ..

كما تعرف عليك شاول لتقوده ليعلن حبك ..

وكما راك ايليا وموسي النبي قديما..

لن تشبع نفسي الا بان أكون معك..

سيدي أحبك فذدني حباً

واريد ان اراك فاعلن لي ذاتك .

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

حوار بين النفس والقلم

بقلم الأب القمص/أفرايم الأورشليمي

جلست أكتب في هذا الصباح على مكتبي وأمام جهاز الكمبيوتر الصغير،

أخذت أضرب بأناملي علي الكيبورد لأكتب إليكم أعزائي..

توقفت قليلاً لأحضر شيئا من درج المكتب فوجدت قلمي الحبيب لسنوات طوال يبكي!

إنه ينزف وكأنه ينزف دماً أحمر أو دموعًا غريزة ..وجدته يسألني :هل أصبحت مرفوضاً؟ هل لم أعد صالحاً بعد للخدمة؟ غيرت موضوع الكتابة لأكتب لكم هذا الحوار الذى دار بين جنبات نفسي .

تذكرت كم كان عزيزاً عليّ ، فقد أهداه لي شخص عزيز على قلبي وفي مناسبة عيد ميلادي منذ عشرين سنة !

قلت له: لست بمرفوض يا قلمي العزيز لأني أحتفظ بك ولك لدي عزيز الذكريات .

قال لي: لم تعُد تأخذني معك في كل خروج لأزين جيبك ؟ ولم تعد تكتب بي أجمل الكلمات؟

قلت لقلمي العزيز: لقد تطور العلم ولم يعد الأنسان يكتب في دفاتر مذكرات ولا بالقلم الحبر ولا حتي الجاف؟

قال لي: كنت كاتب أسرارك ورسائلك والصديق الوفي لجيبك ولأصابعك وسأبقى وفياً لك حتي لو لم تستخدمني

ربما يأتي اليوم الذي تستخدمني فيه ويكفي منك الوفاء في الإحتفاظ بي وتذكر أيامنا الحلوة...

قلت لقلمي وصديقي القديم:أعذرني يا صديقي على عدم إستخدامك الآن فأنا أحتفظ بك لما هو أهم ..وسأقوم بالتوقيع بك علي الأوراق الهامة والتي أكتب فيها إسمي وما يحمله من سمة لا تمحى عن شخصي وتعاملاتي مع الآخرين لعل هذا يكون أفضل سبل الوفاء

من وحى القلم

لقد أثار فيّ الحوار بيني وبين قلمي القديم العديد من الأفكار والأشجان،

عندما خلقنا الله واهتم بنا ، كان ذلك لهدف نبيل في فكر الله..

وعندما اهتم بنا الأهل لننمو ونتعلم، توقعوا منا الكثير..

وفي الكنيسة أيضا حبونا نرضع لبن الأيمان وشببنا وبلغنا نحيا محبة كنيستنا وأسرارها ،

وتتوقع منا الكنيسة أن نكون أوفياء لإيمانها وتراثها ونهضتها..

فهل نكون القلم الذي يكتب به الله علي صفحات قلوب الآخرين..

وهل نعمل علي إدخال البسمة السعادة وروح التضحية والمشاركة داخل أسرنا،

وهل نكون حاضراً مقروءاً لكنيستنا العريقة ومستقبل مشرق في أزدهارها،

هل يستخدمنا الله لتوصيل كلمته ومحبته لمن نقابلهم..أم يحتفظ بنا لمهام ربما تأتي أو لا نستغلها نحن.

هل أنا او أنت نمثل حالة هذا القلم المحتفظ به في الأدراج ؟

هناك أناس يمكننا القول ،أن لا تأثير لهم في من حولهم، وهناك من لهم الحضور الدائم البناء والمفرح ولاغنى عنهم لنا، وهناك من نتهرب من مقابلتهم ونتحسر أننا عرفناهم يوماً ما ! هناك من نحمل لهم أطيب الذكريات ونتمنى أن يعود بيننا ما فات، وهناك من أثار لنا المشكلات وحتى في البعد عنهم لا ننجو من كلماتهم الجارحة!

فلنفكر يا أحبائي أي نوع من الناس نحن؟ وماذا نكتب علي صفحات الزمان وفي قلوب الآخرين؟ والأهم ماذا تكتب في حياتك لتجيب عنه أمام الله في اليوم الأخير..

ربي استخدمني لصلاحك

إلهي المحب الذي خلقني ويرعاني

ربي الحبيب الذي يهبني المواهب والوزنات

صغير أنا يارب عن جميع ألطافك والأمانة التي صنعت مع عبدك

اكتب بي يارب كلماتك المعزية لنفسي والأخرين

ولا تجعلني أصمت إلا لتسبيحك ولا أتكلم إلا لأمجدك وأشجع إخوتي.

ربي لا ترفضني من أجل خطاياي ، ولا تتركني وميولي لئلا أتورط

ولا تقُل لي يوماً، لم تعد صالحا لأكتب بك ..

أو سأحتفظ بك لمجرد الذكريات ..

فإني أريد أن أكون في خدمتك الدائمة ..

ساعدني أن أكتب عنك وعن محبتك ..

وأن أكون بسمة ونسمة ورائحة ذكية لكل أحد،

اشترك في العمل معنا في كل عمل صالح..

إني أريد أن أسلم نفسي قلماً بين يديك

تكتب بي ما تشاء ومتي تشاء؟

وعندما تمضي الأيام وتنتهي مهمتي في الحياة،

ضمني إليك يا حبيبي لنكتب أعظم أنشودة محبة

في بيتك الأبوي مسبحاً إياك بأنشودة النصرة

السبت، 13 نوفمبر 2010

من أنا

عندما نجلس الي أنفسنا وننسحب من ضجيج الحياة وصراعاتها من أجل لقمة العيش وتأمين حياة كريمة، أوعندما نتغرب عن أوطاننا او حتي عندما يحس الأنسان بالغربة داخل بيته وبين أفراد أسرتة وبين ابناء مجتمعه، وعندما لا نجد القبول والتفاهم والأحترام والتقدير الكافي داخل الأسرة او العائلة او العمل او المجتمع، وعندما تهتز القيم ونجد البعض يقول أنا وبعدي الطوفان! لأبد ان نرجع الي أنفسنا ونعاتبها او نحاسبها او نعلمها ونعاقبها ونصلح من أحوالنا ونعرف من نحن ونتصرف بناء علي المعرفة الواعية للنفس البشرية بكل أبعادها الأنسانية والروحية والاجتماعية والتاريخية والنفسية .

أن التقدم العلمي الذي نراه في عالم اليوم وسعينا الي التعلمٌ والمعرفة العلمية لم يقابله بذل الجهد المطلوب لمعرفة نفوسنا البشرية ودراستها ومعرفة دوافعها وأعماقها وان كان الفلاسفة منذ القديم طالبونا بمعرفة نفوسنا وانها بداية المعرفة الحقيقية .ولقد دعانا الأنجيل الي معرفة أنفسنا وربحها وقال لنا الرب يسوع المسيح { لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه}. (مت 16: 26) فنحن نحتاج أن نبحر كثيرا في معرفتنا بذواتنا ومن حولنا ومجتمعنا، متي أردنا ان نسلك بحكمة مفتدين الوقت ورابحين أنفسنا والآخرين.وأحب هنا ان أبحث في الأنتماء ..

1-الأنتماء الي الذات الأنسانية .لقد خلق الله الأنسان علي صورته { و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض} (تك 1 : 26). اي خلقة كائن عاقل ، حر، مسئول، يدرك الخير والشر ويستطيع بارادته الحرة ان يريد الخير ويفعلة ويدرك الشر وخطورته ويبتعد عنه .والرجوع الي الذات فضيلة أنسانية لنعرف جذورنا والبيئة التي أثرت فينا بأخطائها ومزاياها وان نقبل أنفسنا كما هي ونحبها ونعالج ضعفاتها ،فربما نحمل الكثير من العوامل الوراثية التي لا نقدر علي تغييرها وايضا تأثرنا بالبيئة المحيطة بنا بما فيها من مزايا واخطاء وعلي كل واحد منا إن يسأل نفسه هل أفكر واسلك كإنسان عاقل حكيم ؟ { لكي يكون انسان الله كاملا متاهبا لكل عمل صالح}. (2تي 3 : 17). عندما ننتمي الي ذواتنا الإنسانية نقبلها ونحبها وننميها ونعالج ضعفاتها فلا ننقسم علي أنفسنا ونحب كل نفس بشرية وان أختلفت عنا في الإيمان او الدين او الرأي أو الجنس والعرق .نتعلم ان نحترم كل أنسان كخليقة الله ونعرف معني الأخوة الانسانية ومساعدة المحتاجين والأيتام والرأفة بالضعفاء ومساعدة كل أنسان ليحيا حياة أنسانية كريمة وهذا ما تفعله كل المنظمات الإنسانية في سعيها الحثيث نحو معالجة مشكلات الفقر والمرض والجهل والتخلف .ان تفشي الإنانية كمرض يلازم التخلف والقبلية والعنصرية البغيضة يجب ان نحاربه في أنفسنا قبل ان نطالب به الآخرين.

2- الأنتماء المسيحي..

الانتماء الي المسيح الرب المتجسد من إجل خلاصنا وبنوتنا بالإيمان لله بالمعمودية وشركتنا الحقيقية مع روح الله القدوس تخلق منا أناس روحيين يحييوا لمن مات من أجلهم وقام وتجعلنا سفراء للسماء { اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله} (2كو 5 : 20). بالأنتماء الي المسيح والثبات فيه ناتي بثمار صالحة ونحيا سعداء حتي لو تعرضنا للآلام والضيقات { اثبتوا في و انا فيكم كما ان الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في ، انا الكرمة و انتم الاغصان الذي يثبت في و انا فيه هذا ياتي بثمر كثير لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا}. (يو 15: 4- 5) ان اشجار العنب تتعرض للتقليم حتي تأتي بالثمارالمرجوة . والمسيحية وحمل الصليب لا يفترقان ويجب ان نعلم ان لكل شئ انتهاء وانه عقب الصليب والجلجثة هناك أفراح القيامة والنصرة .انت وانا ننتمي للمسيح ونحن اخوة فية واعضاء في جسده الذي هو الكنيسة ويجب ان نكمل بعضنا بعض ونحب بعضنا البعض محبة طاهرة روحية{ بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعض لبعض} (يو 13 : 35) .ان أنتمائنا للمسيح يجعلنا شهوداً له في كل مكان بافكارنا وسلوكنا وأعمالنا ليري الناس أعمالنا الحسنة ويمجدوا ابانا الذي في السموات.

3- الأنتماء الأسري والكنسي..اننا ننتمي الي الاسرة والعائلة الصغيرة التي نشئنا فيها وتهتم بنا وترعانا ويجب ان نكون أوفياء للأسرة والعائلة ومشاركون فيها بايجابية وبذل وعطاء لاننا ناخذ منها الاسم والرعاية والحماية .وكلما كانت الاسرة محبة، ومتفاهمة وصالحة أنصلح حال افرادها والعكس صحيح ايضا. ولكن علينا ان نكون واعين ان الكمال لله وحده واننا علينا كلما نضجنا ان يساعد الواحد منا الأخر دون أجبار وبمحبة وتعاون وان نشجع صغار النفوس ونرمم الثغرات وان نصون أسرار بيوتنا ونعمل علي نمو السعادة فيها ومن الاسرة والعائلة الي الكنيسة المحلية والجماعة الكنسية التي انتمي اليها والتي فيها رضعت لبن الايمان بالمعمودية والاسرار المقدسة وفيها ننمو ونتقدس ونتعلم أيماننا الأقدس وفيها نحس بالكيان المسيحي الصغير الذي يضفي علي الهوية الروحية ويعلمي الألتزام بحياة ونمو وتطوير الجماعة الكنسية والأحساس باعضائها في الآمهم وافراحهم .وعلينا ان نبتكر الوسائل المناسبة كجماعة الله في كل مكان لكي يجد كل عضو فينا نفسه مشاركاً فاعلاً في حياة جماعته وتطويرها ..علينا ان لا نمسك معاول النقد ونهدم بها بعضنا ككنيسة محلية ومنها الي الكنيسة الأم التي تحتاج لقداسة كل فرد فيها ..ان المؤمن الصالح الأمين هو سبب قوة لأعضاء الكنيسة الجامعة والعضو الفاسد أو الذي يخطئ قد يجلب الأذي لكل كنيسته. وقد لاحظنا قديماً كيف ان بخطئة عخان بن كرمي تأثرت كل الجماعة وانهزمت{ فقال يشوع لعخان يا ابني اعط الان مجدا للرب اله اسرائيل و اعترف له و اخبرني الان ماذا عملت لا تخف عني.} (يش 7 : 19). وببر القديس الانبا بولا أول السواح كان الله يتراف ويرحم العالم كله كما قال الرب للأنبا انطونيوس الكبير، اننا نحتاج الي عشرة أبرار ليرحم الله مدننا ولا نهلك كما فعل الله مع سدوم وعمورة .

4- الانتماء الوطني والقومي والأنساني..

أنني انتمي الي الأرض التي ولدت فيها وجادت علي بجنسيتي وهويتي وحسنا جاء عن السيد المسيح { و جاء الى الناصرة حيث كان قد تربى و دخل المجمع حسب عادته يوم السبت و قام ليقرا} .(لو 4 : 16)..لقد بدء الرب خدمته في الناصرة أولا وفي مجمعها الذي تعلم فيه طفلاً لانه أراد ان يعلمنا ان نبدء بخاصتنا واهل بلادنا وان نكون أوفياء لها دون ان ننسي انتمائنا القومي ودون تعصب وتحزب أعمي بل بأنفتاح علي الجميع ، فكما قام الرب يسوع بالخدمة في الناصرة فقد جاء الي بلادنا مصر الحبيبة وباركها هو والقديسة مريم العذراء والقديس يوسف ووضع فيها الأساس المتين لكنيسة الأسكندرية التي تنباء عنها أشعياء النبي { في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط ارض مصر و عمود للرب عند تخمها} (اش 19 : 19).وكذلك ذهب الي السامرة يبشر اهلها بالأيمان وحتي عندما لم يقبلوه هناك وطلب منه بعض التلاميذ ان يأمر باحراقها علمهم محبة الخطاة والأمتداد بالمحبة والرأفة بدلاً من الكراهية قائلا انه لم يإتي ليهلك الناس بل ليخلصهم ..ان انتمائك لارضك وتاريخ أجدادك وحضارتهم العريقة لا يجعلك تستعلي علي الآخرين بل تحترمهم وتكون صورة مشرفة لله ولكنيستك واسرتك ومجتمعك ووتفاعل مع كل فرد فيه بايجابية ومحبة وتعاون وان تكون أمينا صادقا كإنسان الله هاربا من الفساد وبدلا من ان تلعن الظلام تضئ شموع المحبة والخير نحو الاخرين وتقبلهم وتشجعهم من اي دين وعرق ولون وجنس { و اما انت يا انسان الله فاهرب من هذا و اتبع البر و التقوى و الايمان و المحبة و الصبر و الوداعة}. (1تي 6 : 11).

أننا نحتاج للوعي بمن نحن وكيف نكون أناس روحيين بحق نعمل علي معرفة ذواتنا وإيماننا ونكون أوفياء لأسرنا وكنيستنا وبلادنا ومجتماعتنا .نقبل الإخرين كما هم لا كما نريد ان يكونوا ونحبهم وننفتح علي الاخر دون ان نذوب فيه او نتخلي عن قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا الفاضلة . بهذا نكون سفراء وأنوار في هذا العالم ونعرف قدر أنفسنا دون كبرياء او صغر نفس ، فنحيا سعداء نحقق رسالتنا علي الارض دون ان نغفل لحظة عن الميراث السمائي المعد لنا في ملكوت السماوات.