نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 20 فبراير 2020

البيت المسيحي والمذبح العائلي




البيت المسيحي والمذبح العائلي

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
من أجل حياة أسرية سعيدة
+ أن أردنا لبيوتنا السعادة والأستقرار والأستمرار والسلام  فعلينا أولاً أن نحسن الأختيار لشريك/ة حياتنا، وأن نعد أنفسنا وندرك المسؤلية الملقاة علي عاتق الزوجين في بناء أسرة مسيحية رأسها المسيح وننمي أنفسنا في معرفة ربنا يسوع المسيح. أختيارنا للشريك المناسب وان يكون تقارب وتلاقي  فكري وروحي وأجتماعي ونفسي بين الطرفين لليستمر الزواج وينجح. أن الشريك الذي يخاف الله ويحبه لا نخاف منه أو عليه. ومن يتربي في أسرة مسيحية حقيقة متعلماً المحبة والإيمان والبذل والأحترام يقدر ويحترم شريك حياته ويخلص له ويعمل علي أسعاده وتنمو محبتهم معاً ويستطيعا تربية أبنائهم حسناُ. أن يبني البيت المسيحي علي صخرة الإيمان بالمسيح ويخصص الزوجين مكاناُ مناسبا في البيت كغرفة أو ركن للصلاة والتسبيح ودراسة كلمة الله والتأمل والخلوة في البيت.
+ الثبات في المسيح وكلمته ومحبته وحمل صليبه بفرح وشكر هم الصخرة  التي تتحطم عليها حيل وتجارب إبليس وبهما نعبر تجارب الحياة في نجاح أو فتور أو ضعف أو سوء فهم في العلاقات لاسيما في السنوات الأولي للزواج وكما قال السيد الرب { فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ وَوَقَعَتْ عَلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساًعَلَى الصَّخْرِ.} ( مت 24:7-25). والروح القدس يقدس العلاقة الزوجيه ويجددها ويجعل الأثنين جسداً واحداً وروحاً واحداً وعندما تكون بيوتنا بيوت صلاة وتتقدس بكلمة الله يكون لنا الفكر الواحد والروح الواحدة والتي فيها يسعي كل طرف لاسعاد شريك حياته في بذل وتضحية بدون أنانية أو تنافر وتكون بيوتنا طهارة وبيوت بركة لنا وللأتين من بعدنا من أبناء. وتقدم شهادة حسنة لإيماننا المستقيم وبيتنا يصير كنيسة لله كما يقول القديس بولس الرسول {  يسلم عليكم في الرب كثيرا اكيلا وبريسكلا مع الكنيسة التي في بيتهما }(1كو  16 :  19).
+ أجتماع الأسرة  للصلاة الأسرية ودراسة كلمة الله يجعل المسيح يحل في قلوبهم وفي وسطهم ويرفع كل ضيق ويفرح قلوبهم ويكون لهم رفيق طوال الطريق {  وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضاً: إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُمْ عَلَى الأَرْضِ فِي أَيِّ شَيْءٍ يَطْلُبَانِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ قِبَلِ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ».} ( مت 19:18-20). وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم " ليس شئ يجعل الإنسان مثل المسيح كاهتمامه باقربائه".  كما أن لا يوجد أشر من يهمل الأعتناء بخاصته { وان كان احد لا يعتني بخاصته ولا سيما اهل بيته فقد انكر الايمان وهو شر من غير المؤمن }(1تي  5 :  8). أن المذبح العائلي والصلاة معا في البيت تقدس حياتنا وبيوتنا وتهبنا وحدانية القلب التي للمحبة وكما يقول النبي { لتستقم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية } (مز 141 : 2). فاجتماع الزوجين والأبناء بانتظام في مكان مخصص للعبادة في البيت للصلاة بالأجبية أو الصلوات الأرتجالية والتسبيح والترتيل ودراسة والتأمل في كلمة الله تملأ بيوتنا محبة وسلام وفرح . كما أن الصلاة في الكنيسة للتناول من الأسرار والأجتماعات الأسرية تجدد وتكمل روح المحبة وتنمي السعادة والتفاهم بين أفرادها. كذلك يحتاج كل عضو في الأسرة لجلسة الخلوة ومحاسبة النفس ومع أب الأعتراف ويحبذا أن يكون أب أعتراف مختبر واحد للأسرة ليرشد الأسرة بروح المحبة والوحدة ويقودها للنمو في محبة الله وبعضهما البعض.
ثمار المذبح العائلي في الأسرة
+ المذبح العائلي والنمو في النعمة والحكمة  ... في عصر الميديا ووسائل التواصل الأجتماع والتلفزيون والدش والنت نرى التباعد والتشتت الفكرى والروحي يسبب للعائلات الخلافات والتباعد وعدم الفهم وتتذايد الحاجات والرغبات المادية والجسدية والروحية والعاطفية غير المشبعة. يجب أن نعلم أنه لا يشبع حاجة الإنسان مثل الشبع بالمسيح وبالمحبة الأسرية والترابط بين أعضاء الأسرة وهنا يقوم المذبح العائلي بدور هام لثباتنا ونمونا معاً في المسيح يسوع ربنا فكلمة الله تنقي المؤمن وتثبته في المسيح والصلاة تشبع حاجاتنا الروحية والمحبة الأسرية وتنقي قلوبنا من كل غش أو خطية {  أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاًإِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.} (يو3:15-4). في الصلاة نتصل ونتواصل بالله ونتوحد بالراعي الواحد ونصلي لأخوتنا وكنيستنا وبلادنا وللعالم كله فننمو في المعرفة والحب والشبع الروحي وحياة الشركة.
+ المذبح العائلي والثبات في الإيمان ...
الإيمان العامل بالمحبة نتسلمه ونتعلمه من الأسرة في البيت كإنجيل معاش { وانك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة ان تحكمك للخلاص بالايمان الذي في المسيح يسوع} (2تي  3 :  15). وكما قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس { اذ اتذكر الايمان العديم الرياء الذي فيك الذي سكن اولا في جدتك لوئيس وامك افنيكي ولكني موقن انه فيك ايضا }(2تي  1 :  5). فى البيت نري أستجابة الصلوات الجماعية للأسرة وتنمو الأسرة ولاسيما الأبناء في الإيمان بالقدوة الصالحة التي لابائهم وأمهاتهم ويتعلموا كيف يحافظوا علي إيمانهم ويشهدوا لمسيحيهم. ننمو في الإيمان بقراءة ومعرفة سير القديسين والتمثل بايمانهم كحياة نراها ونتعلمها كابناء من أهلنا هكذا أستطاعت يوكابد أن ترضع موسي وهارون ومريم لبن الإيمان ليعتمدوا علي الله ولا ينسوا وصاياه بل يحيوا الإيمان ويسلموا الوديعة لمن يأتي بعدهم  {  أَقَامَ شَهَادَةً فِي يَعْقُوبَ وَوَضَعَ شَرِيعَةً فِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَوْصَى آبَاءَنَا أَنْ يُعَرِّفُوا بِهَا أَبْنَاءَهُمْ. لِكَيْ يَعْلَمَ الْجِيلُ الآخِرُ. بَنُونَ يُولَدُونَ فَيَقُومُونَ وَيُخْبِرُونَ أَبْنَاءَهُمْ. فَيَجْعَلُونَ عَلَى اللّهِ اعْتِمَادَهُم وَلاَ يَنْسُونَ أَعْمَالَ اللهِ بَلْ يَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ.} ( مز 5:78-7). كما راينا في شهداء كنيستنا في ليبيا وغيرها من بقاع الوطن كيف شهدوا لإيمانهم وسط ضغوط الحياة والظلم والأضطهاد وبذلوا ذواتهم حباً فيمن أحبهم وتمسكوا بايمانهم وفرحت الكنيسة وعائلتهم بثباتهم في الإيمان للنفس الأخير.
أن صفات الكنيسة المقدسة تنطبق علي الأسرة المسيحية كنواة للمجتمع الصالح والكنيسة، فالكنيسة من صفاتها أنها واحدة وحيدة مقدسة جامعة رسولية . تتحد الأسرة فى الإيمان والمحبة والفكر المقدس والصلاة وتبني علي أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح رئيس إيماننا وتسلم الإيمان المستقيم في جهاد روحي باصوام وصلوات وممارسة للأسرار والنمو والثبات في كلمة الله فتكون  الأسرة مدرسة للفضيلة وينجح أعضائها فى حياتهم وخدمتهم للكنيسة والمجتمع.
+ المذبح العائلي والمحبة والمصالحة والأستقرار الأسري
أن كانت الأسرة تهتم بالطعام الجسدي وبتعليم أبنائها حسناً فكم يجب أن تهتم بنموهم الروحي والنفسي ونجاحهم في المجتمع والكنيسة، أن حياة الصلاة ومعرفة الله وشركة الروح القدس تجعل الأسرة تنمو في المحبة ولا تترك أبنائها فريسة للصداقات المعثرة وتبث الحرارة الروحية في أوقات الضعف والفتور وتجعل روح المحبة ووحدانية القلب تتأصل بين أعضاء الأسرة. وينمي الترابط الأسرى بالشركة والأغابي علي مائة الطعام معاً وباهمية أكبر بالترتيل والتسبيح والصلاة والمشاركة الوجدانية وممارسة أسرار الكنيسة معاً. الروح الواحد والفكر الواحد يجعلنا أعضاء نخدم بعضنا بعض بروح الشركة وبنفس وأحدة مما يجعل أعضاء الأسرة صالحين لخدمة الله وأنفسهم ويجعل الأسرة نواة صالحة لنمو الكنيسة وتقدم المجتمع .
أن العلاقة الصادقة بين النفس البشرية والله تجعل الإنسان يتصالح مع ذاته ويقبلها ويقبل الغفران بالتوبة من الله ومن ثم يستطيع أن يمنحه لأعضاء الأسرة. فلا يتقوقع أحد علي ذاته أو ملذاته أو شهواته بل تنفتح الأسرة علي الله بروح المحبة التي هي رباط الكمال ويتعلم أعضائها كيف يتصرفوا بوحي الإيمان في مختلف المواقف بطريقة إيجابية وبروح مسيحية تتقبل الغير وتتعاون معهم وتعالج المشاكل في محبة وترفع عن الصغائر والأحتمال ما يواجهها من تحديات بروح الصلاة الواحد الي الله مما ينمي المحبة والمصارحة والمصالحة والأستقرار والسلام داخل الأسرة.

 أما أنا وبيتي فنعبد الرب
+ أيها الآب السماوى القدوس قدس بيوتنا وحل بسلامك الكامل في قلوبنا وعائلتنا وكنيستنا وأجعلنا رعية واحدة لراع واحد، نمي فينا مخافتك والهب قلوبنا بشوقك وأجعل كلامك ووصاياك نورا لحياتنا ليري الناس أعمالنا الصالحة ويمجدوك علي عملك فينا ومعنا لنكون دائما مثمرين ونامين في النعمة وفي معرفتك يا الله البار القدوس ونسعي نحو الكمال المسيحي الذى اليه دعينا.
+ أيها الرب الهنا الذى أحبنا ويريد خلاصنا ويسعي لنمونا فى النعمة وجاء الينا متجسداً لتكون لنا حياة أفضل علمنا أن نحبك وننمو في معرفتك والأتحاد والثبات فيك ولنقل مع النبي { أما أنا وبيتي فنعبد الرب} ( يش 15:24) . بدد يارب حيل ومكائد إبليس الذى يسعي للفرقة والأنقسام ويسعي الي هدم بيوتنا بالكراهية والكذب والخصام والأشباع غير السوى لحاجاتنا الإنسانية.  هبنا حكمة ونعمة وقوة لكي ننمو في وحدانية القلب التي للمحبة ولا تغرب الشمس علي أختلافنا بل يكون لنا رباط المحبة التي للكمال المسيحي للنمو فى محبتنا لك ولبعضنا البعض ككنيسة مقدسة مملؤة من الفضائل المسيحية، علمنا يارب أن ننكر ذواتنا ونحمل الصليب بشكر كل يوم ونتبعك ونسرع الي حفظ وحدانية القلب برباط الصلح الكامل وبالمحبة نحتمل بعضنا بعض وننموا في القداسة التي بدونها لن نستطيع أن نراك.
+ نصلي اليك يا الله طالبين من روحك القدوس أن يعلمنا ويثبتنا فيك أغصاناً حية مثمرة . أمنح كل عائلاتنا وأعضاء كنيستنا الشفاء الروحي والنفسي والروحي وهبنا حكمة ونعمة لمواجهة كل تحديات الحياة بنجاح وأصلح من حال بيوتنا وهب لنا روح القوة عوض الضعف، وروح المحبة عوض الكراهية والخصام. وروح النجاح والبناء عوض الفشل والهدم . علمنا أن نخدم بعضنا بعض بروح البذل والعطاء والتضحية. علمنا أن نكون لطفاء محبين وبروح الوداعة نسعي كسفراء عن السماء ندعو للتوبة والرجوع اليك وبالمحبة نشهد لعملك فينا، أمين.

الأربعاء، 19 فبراير 2020

شعر قصير (93) الحكمة وربح النفوس



 
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
" هذا هو الهي"
هذا هو ربي والهي ومخلصي وقائدى الحبيب
بلمسه منه الميت يقوم سليم والمفلوج يطيب
الأبرص والأعمي شفاه بكلمه منه وحنان عجيب
الخاطئ بنظرة منه يتوب وقسوة القلب يذيب
المتعب عنده يجد الراحة والجاهل يبقي نجيب
المحتاج يشبع ويرتوي ولاحتياجه يسد ويجيب
أحساناته متجددة، دا غفر خطايانا علي الصليب
من كل قلبي وروحي أحبه فهو ليّ أعظم نصيب
.........
(2)
" الحكمة وربح النفوس "
رابح النفوس والخادم الأمين لازم يكون حكيم
يشجع صغير النفس ويرد الضال ويشدد السقيم
يسترد المطرود ويجبر الكسير وينصف المظاليم
يساعد التعبان والمحتاج واللي يكون في ضيم
يفرح برجوع الخاطئ ويبتعد عن الاحمق اللئيم
مهما فعل من بر يقول أنا عبد بطال لسيد كريم
يشعر انه تراب فيرفعه الله ويقول دا أبني فهيم
تأتي الكبرياء فياتي الهوان ومع التواضع مجد عظيم
.................
(4)
" على صورته ومثاله"
يارب ياللي خلقتنا علي صوتك باتقان
 منحتنا المعرفة والنطق والروح والبيان
أدينا حكمة ورحمة ومحبة منا تبان
 نشجع ونقدر صورتك في كل أنسان
 نضبط القلب والفكر والحواس واللسان
 نجول نصنع خير ونتعلم منك الأحسان
..............
(5)
" السند والمعين"
أشكر الهي في كل حين، فهو لنا نعم السند والمعين
 معلم صالح ومرشد أمين، يعطي الحكمة للجاهلين
 يمنح التوبة والنعمة والقوة ويقود اليه الخاطئين
يهب وطهر وقداسة ويقود للفضيلة والبر  للتائبين
 يهب حفظ للطالبين وسلاما لشعبه وقديسيه المؤمنين،
 فكيف عنه نحيد أو نبتعد أو نذهب من غيره لمين؟

الجمعة، 7 فبراير 2020

أنهار الماء الحي (1) أهمية المياة والأتواء بالمسيح


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
         أهمية المياة للحياة
 + الماء ضروري للحياة وأستمرارها  وبدونه لا توجد حياة  ومع أذدياد النمو السكاني تذداد الحاجة الي المياة وترشيدها ومن هنا نري الصراع حول مصادر المياة عبر العصور، ويصبح ترشيد أستخدام المياة  ضرورة فى عالم اليوم لأهميته لحياة الإنسان والحيوان والنبات في كل مجالات الحياة. كما أنه ليس كل المياة صالحة للشرب بل المياة العذبة فقط والتي لا تتلوث بالمواد الكيماوية أو النفايات أو غيرها من أسباب التلوث ولهذا فان المياة الجارية الحية والنظيفة هي التي تسد حاجة الانسان للشرب سواء مياة الأنهار أو عيون المياة المعدنية أو الأبار أو تجميع مياة الأمطار وأستخدامها في الشرب أو الزراعة أو الصناعة .
+ لهذا ليس من المفاجئ أن تحتل المياه أهمية كبيرة في استراتيجيات أمن الدول، فهو سلاح يستخدم لإغراق الطرف الآخر أو لحرمانه منها منذ القدم كما راينا الخلاف علي آبار المياة بين رعاة ابو الأباء ابراهيم ورعاة الفلسطينين في بئر سبع قديما، وفي الصين وتحديدا في حقبة سلالة مينغ كسر الحكام حواجز النهر الأصفر قرب العاصمة كايفينغ لمنع الفلاحين من السيطرة عليها ما أغرقهم مع المدينة .واستخدمت داعش حديثا السيطرة على سدود في العراق وسوريا، مهددا مرارا بتدميرها وإغراق ملايين السكان وعشرات المدن . لقد جري عبر التاريخ أكثر من 400 اشتباك وتحرك عسكري يخص المياه منذ العام 3 آلاف ما قبل الميلاد حسب بعض المعاهد المتخصصة بقضايا المياه وبين العام 2000 و2017 كان هناك 222 تحركا عسكريا بهدف السيطرة على موارد المياه أو تدميرها، منها 123 عملا عسكريا شهدتها منطقتا الشرق الأوسط وإفريقيا. ويقول بعض الخبراء إن العالم مقبل على حروب مياه مستقبلية بسبب سرعة النمو السكاني وغياب الاستهلاك بطرق مستدامة أوعدم وجود أتفاقات منظمة لحل الخلافات والنزاعات. من هنا نري سعي مصر الدؤوب للاتفاق مع أثيوبيا والسودان علي ملء سد النهضة والحفاظ علي مياة النيل لسد حاجتنا للمياة مع حصول كل بلاد حوض النيل علي حقوقهم في التنمية والنمو وتوليد الطاقة.
 +  وأعتاد اليهود قديما في أسبوع عيد المظال أن يتركوا بيوتهم في ويقيموا في مظال مؤقتة لمدة أسبوع ليتذكروا أنهم غرباء ونزلاء في هذا العالم. وخلال تلك الأيام  كانوا يحضرون ماء من بركة سلوام في إناء ذهبي ويسكبه رئيس الكهنة أمام الشعب، ليعلن أن من كان عطشانًا فليقترب ويشرب. كان ذلك إشارة إلى الصخرة التي كانت تفيض ماء على الشعب في البرية والصخرة كانت تشير الي السيد المسيح المروي للنفس والروح والجسد. في هذا اليوم الأخير من العيد وقف السيد المسيح رئيس الكهنة الأعظم وأسقف نفوسنا ليقدم نفسه ينبوع مياه يفيض بالمياه الحية في أعماق نفوس المؤمنين، سائلاً إياهم أن يشربوا بفرحٍ من آبار الخلاص  قائلا لهم { « إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي كَمَا قَالَ الْكِتَابُ تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». قَالَ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ }( يو 37:7-39).
  أشباع حاجاتنا الروحية
+ بقدر أحتاج الإنسان الي الماء فان روحه تحتاج الي الإيمان والأرتواء الروحي والشبع بالله . ونحن في حاجة ماسة في هذة الأيام الي حياة الشبع الروحي والأرتواء والسعادة، في عصر يزداد فيه الجوع والقحط الروحي وعدم الشبع الروحي النفسى والعاطفى والمادى. وكما يقول أحد القديسين أننا خلقنا علي صورة الله ومثاله وستظل نفوسنا قلقة حائرة لا تجد راحتها الأ في المسيح. فكيف نحصل علي الشبع والأرتواء الروحي في حياتنا وينعكس ذلك علينا في كل مجالات الحياة.
المسيح المروي والمشبع  
+ الإنسان بئر من الرغبات تحتاج الى الاشباع ، ويسعى كل منا الى حياة الشبع الروحى والعاطفى والنفسى والى الاحساس بالأمن والأمان والمحبة ولكن لن يشبع النفس ويغيرها للأفضل الإ محبة الله المشبعة والمحررة والمغيرة التى تعطينا الشبع الروحى والسعادة ، نعم كل من يشرب من أبار هذا العالم المشققة التى لا تضبط ماء يعطش ايضاً، هذا ما عاشته المرأة السامرية وهى تريد الشبع فى علاقتها مع عدة رجال وقاله لها السيد{ اجاب يسوع وقال لها كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضا. ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية} (يو 13:4-).  لقد التقت السامرية بالمسيح المشبع فتركت جرتها عند البئر كرمز لشهوات العالم وذهبت تعلن عن المسيا المخلص لأهل السامرة. وتغيرت من امرأة تجادل فى حرفية الناموس والعبادة الى إنسانه تعبد الله بالروح والحق { الله روح والساجدين له بالروح والحق ينبغى ان يسجدوا} يو42:4. أن النفس الشبعانة بالمسيح تدوس عسل العالم ومتعه الزائلة والنفس البعيدة عن الله تتمرر بما فى العالم من خطايا {النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مر حلو}( ام 27 : 7) فلنطلب من الرب ان يجعل نفوسنا ممتلئه بالايمان وشبعانه من محبة الله وكلمات فمه وعمل نعمة روحه القدوس فينا.
+ ان كل من تقابلوا مع السيد المسيح المشبع، وقبلوه واعطوه قلوبهم تغيروا وتحرروا وشبعوا وعاشوا سلام المسيح الذى يفوق كل عقل .هكذا تقابلت مريم المجدليه مع المخلص فاخرج منها سبعة شياطين لتتحول الى مبشرة بالقيامة للجميع حتى أمام الأمبراطور. وتقابلت مريم المصرية مع محرر الخطاة فتحولت الى مريم المصرية القديسة السائحة. وهذه النعمة الغنية تنتظرنى وتنظرك لتروينا وتحررنا وتغيرنا للأفضل، هى نعمة غنيه تعمل مع الجميع لياتوا الى الله ويشهدوا لمحبته، وسيبقى المخلص فاتحا ذراعيه قائلاً { تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم} (مت 11 : 28) .
+ كثيرين مما نظن انهم سعداء بمتع العالم وشهواته، يشتهون النوم ولا يجدونه ويطلبون السلام ويبتعد عنهم، ويودون الراحة ولا يجدون الا الشقاء وحقا قال الكتاب لا سلام للأشرار. والا فلماذا انتحرت مارلين منرو، والفنانه الشهيرة داليدا  وكرستينا أوناسيوس، ابنة الملياردير اليوناني  صاحب الجزر والأساطيل البحرية والطائرات والمليارات، الذي كان يعد من أكبر أثرياء العالم. ولأن كريستينا وريثته الوحيدة فقد ورثت عن أبيها كل ثروته الهائلة، إلا أن ذلك لم يحقق لها السعادة التي تبحث عنها، فقد تزوجت عدداً من المرات، وكان زواجها الأخير من أحد الشيوعين، حيث سئمت حياة الترف والثروة، وذهبت لتعيش مع زوجها في منزل متهالك في أحد أحياء موسكو الفقيرة، إلا أن الفشل لاحقها في هذا الزواج أيضاً، ففارقت زوجها بعد أن أصيبت باكتئاب مزمن وحزن مرضي متصل، ولم تستطع الثروة والمال أن تحقق لها أبسط معاني السعادة الإنسانية، وأقل درجات الرضا والطمأنينة، فقررت الانتحار ووجدت ميتة على أحد السواحل الأرجنتينية، بعدما ابتلعت عدداً كبيراً من الحبوب المنومة، وكان عمرها آنذاك سبعة وثلاثين عاماً فقط، ان الحياة بدون علاقة روحية سليمه مع الله تبتدى بالتوبة وتنمو الى القداسة والاتحاد الروحى به هى حياة تفتقر الى السلام والسعادة والشبع .
+ غني حكمة الله ... عندما تراءى الله لسليمان الحكيم قديما سائلا أياه ماذا يطلب منه؟  فماذا طلب سليمان الحكيم {اعطني الان حكمة ومعرفة لاخرج امام هذا الشعب وادخل لانه من يقدر ان يحكم على شعبك هذا العظيم} (2أخ 10:1 ). {فقال الله لسليمان من اجل ان هذا كان في قلبك ولم تسال غنى ولا اموالا ولا كرامة ولا انفس مبغضيك ولا سالت اياما كثيرة بل انما سالت لنفسك حكمة ومعرفة تحكم بهما على شعبي الذي ملكتك عليه ، قد اعطيتك حكمة ومعرفة واعطيتك غنى واموالا وكرامة لم يكن مثلها للملوك الذين قبلك ولا يكون مثلها لمن بعدك} (2اخ 1 : 11-12). في المسيح يسوع مذخر لنا كل كنوز الحكمة والعلم. فهل نقترب اليه وهو يدعونا ان ننهل مجانا ونمتلئ بكل حكمة روحيه، ونكون حكماء لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى، لنعلم يا أحبائي انه ليس بالخبز وحده يحيا الأنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. ان غني الإيمان بالله والسلام المرافق له لا يمكن ان نحصل عليه بأي اموال{ طوبى للانسان الذي يجد الحكمة وللرجل الذي ينال الفهم} (ام 3 : 13). سعيد هو الأنسان الحكيم الذى يرتوي ويشبع لا بحكمة أهل هذا العالم التي تتميز بالمكر والدهاء بل الحكمة التى من السماء، من فيض روح الله القدوس { واما الحكمة التي من فوق فهي اولا طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوة رحمة واثمارا صالحة عديمة الريب والرياء}. (يع 3 : 17).