نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 28 فبراير 2013

آية وقول وحكمة ليوم 3/1



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ }(أش 53 : 12)
قول لقديس..
(ان يسوع المسيح يهاجمه شهود زور في كل وقت. طالما وُجد الشرّ في العالم فهو مُعرَّض للاتِّهامات بصفة دائمة. ومع ذلك فإنه لا يزال صامتًا أمام هذه دون أن يقدّم إجابة مسموعة، بل يضع دفاعه في حياة تلاميذه الحقيقيّين، وحياته شهادة سامية جدًا تسمو فوق كل شهادة زور، وتفنِّد كل الهجمات والتهم التي بلا أساس وتهدمها) العلاّمة أورجيانوس

حكمة للحياة ..          
+ لذلك يصمت العاقل في ذلك الزمان لانه زمان رديء (عا  5 :  13)
Therefore the prudent keep silent ath that time, for is an evil time.
 Amo 5:13
من صلوات الاباء..
" الهي وربى .. ايها الحمل الذى قدم ذاته على مذبح المحبة عن خطايا العالم. نعترف لك بعدم أمانتنا وخطايانا وتقصيرنا، ونرجع اليك بكل قلوبنا طالبين الرحمة والمغفرة. ونطلب منك حكمة وقوة ونعمة فى مواجهة ضيقات الحياة وتجاربها بامانة ووفاء لك. كن ياسيد رجاء للبائسين وقوة للضعفاء وحكمة للجهلاء وعزاء للمحزونين و صبرا للمتضايقين وارفع الظلم عن المضطهدين، وعلمنا متى يجب ان نصمت ومتى يجب الكلام وخذ بايدينا لنكون مستعدين لمجاوبة كل من يسالنا عن سبب الرجاء الذى فينا. أمين"

من الشعر والادب
"حمل الله " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
مسيحنا البار
 ظُلم من الاشرار
اما هو فتذلل وصمت
فى وداعة لم يفتح فاه
 كشاه سيق الى الذبح
مجروح لاجل معاصينا
مسحوق لاجل اثامنا
تأديب سلامنا عليه
وبجرحاته شفينا
كلنا كغنم ضللنا
ملنا كلً الى طريقه
وهو حمل أثامنا
وهو برنا وسلامنا
بمعرفته يبرر كثيرين
وكل منا لمحبه مدين.
قراءة مختارة  ليوم
الجمعة الموافق 3/1
مت 1:27- 26
يهوذا الخائن يشنق نفسه، المحاكمة أمام بيلاطس
تحذير زوجة بيلاطس وإطلاق باراباس
وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ،فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي. حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ،نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ قَائِلاً: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً». فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ،ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: «لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ». فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. لِهَذَا سُمِّيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ،ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ،  وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ،كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ». فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي قَائِلاً: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».  وَبَيْنَمَا كَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ.  فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟» فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ،حَتَّى تَعَجَّبَ الْوَالِي جِدّاً. وَكَانَ الْوَالِي مُعْتَاداً فِي الْعِيدِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ أَسِيراً وَاحِداً،مَنْ أَرَادُوهُ.  وَكَانَ لَهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ يُسَمَّى بَارَابَاسَ.  فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟»  لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً.  وَإِذْ كَانَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَذَلِكَ الْبَارَّ،لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيراً فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ».  وَلَكِنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخَ حَرَّضُوا الْجُمُوعَ عَلَى أَنْ يَطْلُبُوا بَارَابَاسَ وَيُهْلِكُوا يَسُوعَ.  فَأَجَابَ الْوَالِي وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ مِنْ الاِثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟» فَقَالُوا: «بَارَابَاسَ!».  قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» قَالَ لَهُ الْجَمِيعُ: «لِيُصْلَبْ!»  فَقَالَ الْوَالِي: «وَأَيَّ شَرٍّ عَمِلَ؟» فَكَانُوا يَزْدَادُونَ صُرَاخاً قَائِلِينَ: «لِيُصْلَبْ!»  فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئاً،بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ،أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلاً: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ! أَبْصِرُوا أَنْتُمْ!».  فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَقَالوُا: «دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا».  حِينَئِذٍ أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ،وَأَمَّا يَسُوعُ فَجَلَدَهُ وَأَسْلَمَهُ لِيُصْلَبَ. والمجد لله دائما
تأمل..
يهوذا الخائن يشنق نفسه.. بعدما خان  يهوذا سيده واسلمه لرؤساء الكهنة والقادة وراي انه قد ادانوه ولم يخلص نفسه رد الثمن البخس الذى باع به معلمه الصالح. كان يهوذا في طمعه يظن أنه يقتني ربحًا بالثلاثين من الفضّة، وإذا به يقتني همًّا وغمًا، فذهب يرد الفضّة في ندامة بلا توبة، ومرارة بلا رجاء، حتى لم يطِق حياته فمضى وشنق نفسه على احد فروع الاشجار فانكسر الفرع وسقط يهوذا على الاحجار فتقطعت احشائه.اما الثلاثين من الفضة ففى رياء وتكميل للجرم وتتميم للنبؤات رفضوا وضعها فى خزانة الهيكل لانها ثمن دم فان كان وضع ثمن الدم في الخزانة يعتبر إثمًا، فكم يكون إهدار الدم!. فاشتروا بها حقل فخَّاري مقبرة للغرباء وقد دُعيَ بحقل الدم، كما تنبأ زكريّا النبي (زك 11: 12-13). شهادة لما فعلته البشريّة بمخلّصها.
+ المحاكمة أمام بيلاطس ... لقد كان قادة اليهود يطلبون المسيّا المخلّص لينقذهم من الحكم الروماني، ويقيم لهم مملكة مسيانيَّة أرضيّة، يطمع الكل أن يكون لهم فيها مراكز مرموقة وسلطان. أمّا وقد حطَّم السيِّد كل مفهوم مادي للملكوت معلنًا المفهوم الروحي، التجأوا إلى قادة الرومان أنفسهم ليحكموا عليه ليس فقط من جهة أمورهم الدينيّة، وإنما كخائنٍ وطنيٍ يُقيم نفسه ملكًا وكأن هؤلاء الذي يطلبون التخلُّص من قيصر هم أنفسهم من أجل مصالحهم الذاتيّة تظاهروا كمدافعين عن قيصر ضدّ المخلّص. كان مبدأهم الداخلي والخفي هو المصلحة الخاصة لا الجماعة أو خدمة الله والوطن. لقد صمت السيد المسيح امام بيلاطس وكانت إجابته لبيلاطس الوالي مقتضبة للغاية، في الحدود التي فيها يكشف له عن الحق، فلا يكون له عذر. وعندئذ توقَّف عن الكلام سواء مع القادة الدينيّين أو الوالي، إذ لم يرد أن يدافع عن نفسه أمام الظلم البين فحياته واعماله تشهد له ولو أراد لأمكن أن يشهد عن نفسه، ويأمر السماء فتشهد له، لكنّه لم يكن محتاجًا إلى هذه الشهادة والدفاع عنه. حقًا إن كثرة الكلام وخاصة تبرير الإنسان نفسه يُعلن عن الفراغ الداخلي والضعف، ولكن بقدر ما تشبع النفس في الداخل ويكون إنساننا الداخلي قويًّا تقل الكلمات جدًا.
+ تحذير زوجة بيلاطس وإطلاق باراباس .. لقد تكاتفت قُوى الشرّ معًا ضدّ السيِّد المسيح للتخلُّص منه بالصلب، وهو لم يعرفوا ان هذه ارادته ان يقدّم نفسه فِصحًا عن البشريّة كلها بسرور، وسمح ببركات رمزيّة منظورة أثناء صلبه، كرمز للبركات غير المنظورة. ففي التشاور ضدّه التقت الجماعات الدينيّة المتضاربة معًا تشترك في هذا الهدف الواحد، وكأن بموته يقدّم المصالحة بين المتضارِبين في الفكر والمتخاصِمين ليس فقط بين فئات أُمَّة واحدة، وإنما بين أجناس وألسِنة وأممٍ متنوّعة. وأثناء محاكمته أرسله بيلاطس لهيرودس بكونه واليًا على الجليل، وكان الأخير يشتاق أن يراه فتمَّت مصالحة بين بيلاطس وهيرودس بسبب السيِّد المُقيَّد تحت المحاكمة. وقبْل الصلب مباشرة طلب بيلاطس من الشعب أن يطلق لهم واحدًا في العيد، فصرخوا أن يُصلب يسوع ويُطلِق باراباس الأسير المشهور، فأنقذ السيِّد بموته حياة باراباس. ورغم تحذير زوجة بيلاطس الوالى الرومانى له ورغم علمه انهم اسلموه حسدا فانه فى ضعف وارضاء لقادة اليهود غسل يديه معلنا براءته من دم المسيح وان كان ذلك لا يبراءه امام الحق اذ حكم بموت البار ظلما. 

الأربعاء، 27 فبراير 2013

آية وقول وحكمة ليوم 2/28



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تاتي اوقات الفرج من وجه الرب} (اع  3 :  19)
قول لقديس..
(أول كل شيء فعلته لأصلح مساري القديم في الحياة هو: إنني أختلط بالفقراء، وأمكث أقرأ في الكتاب المقدس. فكرت أن أفضل طريقة للبدء في طريق الكمال هو أن أعتني باحتياجات هؤلاء الأخوة والأخوات المعدومين، وأن أشترى أطعمه وأوزعها عليهم، ونحّيت جانبا كل متعلقات ومشاكل هذا العالم بعيدا عن عقلي بالكلية، وبحثت عن الذين يشاركونني هذا العمل ويسيرون معي في هذا الطريق، حتى وجدت من أبحر معه في محيط هذا العالم.) القديس باسليوس الكبير عن طريق الكمال
حكمة للحياة ..          
+ فالله الان يامر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن ازمنة الجهل (اع  17 :  30)
Truly, these times of ignorance God overlooked, but now commands all men everywhere to repent. Act17:30
من صلوات الاباء..
"ايها المسيح الهنا الذى أحتمل الظلم والسخرية فى وداعة وتواضع وصبر لكى تنقذنا من موت الخطية وتحيينا حياة أبدية، اننا فى جهلنا وضعفنا وشهوات قلوبنا ننساك او ننكر تبعيتنا لك سواء بالفكر او بالقول أو بالفعل فنضرع اليك ان تقبل صوما وصلواتنا وتوبتنا واعترافنا وتتغاضى عن خطايانا وتردنا يارب الى خلاصك لانك صالح ورحيم. كن معينا للضعفاء وقوة للمضطهدين والمظلومين وافتح لنا بابا للرجاء، لكى ما دائما نعود الى حظيرة محبتك ونحيا فى يقين الإيمان، أمين"

من الشعر والادب
" انتصار الحق " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ساعات الظلمة والظلم
يقوم أبليس والاشرار تتلم
على البار يهيجوا بوقاحة الفم
ويلفقوا تهم ويغشوا فى الحكم
نصرة الباطل على الحق دي حلم
وثلاثة ايام وينتصر الحق يقين وعلم
دا ربنا قادر وقاهر حتى لو حبكوا الفلم
رايح ينهى الظلمة والاشرار للهلاك يلم
قراءة مختارة  ليوم
الخميس الموافق 2/28
مت 57:26- 75
المحاكمة امام رئيس الكهنة والمجمع،
ضعف بطرس وإنكاره
وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ،حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ إِلَى دَاخِلٍ وَجَلَسَ بَيْنَ الْخُدَّامِ لِيَنْظُرَ النِّهَايَةَ. وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ، فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ،لَمْ يَجِدُوا. وَلَكِنْ أَخِيراً تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ وَقَالاَ: «هَذَا قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللَّهِ،وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ». فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هَذَانِ عَلَيْكَ؟» وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتاً. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللَّهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ؟» قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ،وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ». فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً: «قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! مَاذَا تَرَوْنَ؟» فَأَجَابُوا وَقَالوُا: «إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ». حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ قَائِلِينَ: «تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ مَنْ ضَرَبَكَ؟». أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِساً خَارِجاً فِي الدَّارِ،فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ!». فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى،فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهَذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» فَأَنْكَرَ أَيْضاً بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَبَعْدَ قَلِيلٍ جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقّاً أَنْتَ أَيْضاً مِنْهُمْ،فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ. فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرّاً. والمجد لله دائما
تأمل..
+ المحاكمة امام رئيس الكهنة والمجمع.. بعد القبض على السيد المسيح قدموه للمحاكمة امام فى دار رئيس الكهنة قيافا ومجمع السنهدريم السلطة الاعلى فى اورشليم وتبعه يوحنا وبطرس الى هناك  دخل يوحنا تلميذه معه الي داخل البيت، إذ كانت له علاقة برئيس الكهنة (يو 18: 15)،وبقى بطرس خارج الدار ولكنهما كليهما لم يستطيعا أن يدافعا عن سيدهم لضعفهما البشرى. وفى هذه المحاكمة، كانوا مصرين أن يجدوا فيه أى خطأ، ولو بشهادة زور. فجمعوا كثيرين ليلفقوا له التهم الباطلة، ولكنهم لم يتفقوا، وظهر كذبهم أمام الحاضرين، فلم يستطيعوا الاستناد على كل الشهادات الزور. ثم فى النهاية اتى رجلان يشهدان على المسيح شهادة زور، وهى قوله أنه يستطيع هدم هيكل سليمان ثم يبنيه فى ثلاثة أيام. وهذا كذب وافتراء بل إن السيد الرب قال لتلاميذه: {انقضوا هذا الهيكل، وفى ثلاثة أيام أقيمه}(يو 2: 19). وكان المسيح يقصد هيكل جسده، أى أنهم يصلبونه، ويقوم فى اليوم الثالث وقد فهم الكهنة كلام المسيح أنه قاله عن جسده وليس عن الهيكل، بدليل كلامهم مع بيلاطس بعد موت المسيح، عندها قالوا: {تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي، إنى بعد ثلاثة أيام أقوم}(ص 27: 63). وفى حيرة وضيق، سأله رئيس الكهنة هل هو المسيا المنتظر، أى المسيح ابن الله؟ رد عليه السيد المسيح قائلا: "أنت قلت"، أى الموافقة بل وأعلن بوضوح لاهوته قائلا أنه سيجلس عن يمين العظمة الإلهية، أى فى كمال القوة والمجد الإلهى، ويظل فى مجده حتى مجيئه الثانى على سحاب السماء ليدين العالم حسبما ذكرت النبوات (مز 110: 1)، وكما أعلن بنفسه فى حديثه عن الدينونة  فابن الإنسان الذى ترونه فىَّ من صورة الضعف كإنسان، سيتحوّل بعد ساعات إلى مجده السماوى، وهو الذى سيدينكم. فإن كنتم تحاكموننى الآن، فأنا سأحاكمكم حكما أبديا فى اليوم الأخير.
وجد رئيس الكهنة بذلك سببا للحكم عليه بالموت، فمزق ثيابه تعبيرا عن ضيقه لهذا التجديف. وكان هذا التمزيق معناه نهاية كهنوته  ليبدأ الكهنوت المسيحى بالمسيح رئيس الكهنة الاعظم الذى قدّم نفسه ذبيحة على الصليب، مخلّصا لكل المؤمنين به. ثم هيَّج رئيس الكهنة المجمع لإصدار حكم الموت على المسيح معتبر كلامه تجديف فأصدروا حكمهم عليه بالموت باعتباره مجدفا، والشريعة تقضى برجم المجدف، ولكنهم لم يرجموه خوفا من الشعب، بل طلبوا تأييد السلطة المدنية لحكم الموت، ونالوا ذلك عن طريق بيلاطس الذى أمر بصلبه. استمروا فى السخرية من السيد المسيح وتعذيبه بل فى وقاحة بصق احد جنود رؤساء الكهنة عليه ولكموه واستهزاوء به  ولقد احتمل الرب يسوع كل العذاب الجسدى والنفسى فى صمت من أجل محبته لنا. أن خطايانا هى التى سببت لفادينا  كل هذه الإهانات فلتب الى الله ليغفر لنا خطايانا.
ضعف بطرس وإنكاره .. كان بطرس جالسا فى الساحة الخارجية لبيت رئيس الكهنة فرأته جارية فقالت للجالسين أنه من تلاميذ المسيح، وقد رأته معه وسط الجموع عندما كان يعلّم ويصنع معجزات. فى ضعف انكر بطرس معرفته بالمخلص وقد صاح الديك هنا لأول مرة (مر 14: 68)، وكان ذلك نحو منتصف الليل، فى بداية محاكمة المسيح فى بيت قيافا، والتى استمرت حوالى ثلاث ساعات، وهذا هو الإنكار الأول. ثم خرج الى الدهليز فرأته جارية أخرى لعلها سمعت كلام الجارية الأولى، وقالت للواقفين أنه من تابعى يسوع. أما بطرس فأنكر، بل أخذ يقسم أنه لا يعرفه، وهذا هو الإنكار الثانى. وقد بدأت المرارة داخل قلبه بعد سماعه صياح الديك، فهو يتمزق بين خوفه من اليهود وضيقه من نفسه لإنكاره المسيح. ثم جاءت مجموعة من الرجال الواقفين فى الساحة الخارجية، ورأوه يتكلم مع الجارية، فشهدوا أنه من تلاميذ المسيح، والدليل لغته التى ينطقها، فهى مثل أهل الجليل، فطريقة النطق تختلف من منطقة إلى أخرى. فأخذ بطرس ينكر ويحلف ويجدف مؤكدا أنه لا يعرفه وبهذا، أنكر المسيح لثالث مرة. وهنا، صاح الديك صياحه الثانى، وعندما صاح الديك، تذكر بطرس تنبيه المسيح له فرجع الي نفسه  وخرج من دار رئيس الكهنة، وقد شعر بخيانته للمسيح حبيبه ومعلمه، وقدم توبة من القلب فى دموع كثيرة.  اننا يجب ان نظل اوفياء لمخلصنا مهما ان كانت الظروف ونتذكر محبة الله لنا وعنايته بنا، وموته على الصليب لخلاصنا ونعود اليه بالتوبة متى اخطانا بالتوبة.

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

آية وقول وحكمة ليوم 2/27


آية وقول وحكمة
لكل يوم
الاربعاء الموافق 2/27
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ.}(مت 26 : 41)
قول لقديس..
( كان السيد يصلّي عندما كان الذين يريدون أن يمسكوه على الأبواب. لا يفهم أحد أنه يقدّم هنا توسُّلات كمن هو في حاجة إلى قوّة أو عون من آخر، إذ هو نفسه قوّة الله الآب القدير وسلطانه، إنّما صنع ذلك لتعليمنا، لكي ينزع عنّا التراخي عند حلول التجربة، وعندما يضغط الاضطهاد علينا وعندما تلقى شباك الغدر ضدّنا، وتكون شبكة الموت مُعدَّة لنا. فإن وسيلة خلاصنا هي السهر وإحناء الركب وتقديم التوسُّلات وسؤال العون من فوق حتى لا نضعف أو يصيبنا الهلاك) القدّيس كيرلّس الكبير
حكمة للحياة ..          
+ التفت الي وارحمني اعط عبدك قوتك وخلص ابن امتك (مز  86 :  16)
Oh, turn to me, and have mercy on me, Give Your strength to Your servant, and save the son of your maidservant. Psa 86:16
من صلوات الاباء..
" ربي ومخلصى يسوع المسيح الالة المتجسد، كلمة الآب الذى قبل كل الدهور، رئيس الكهنة الأعظم الذى قبل الآلام بارادته ليعتقنا من موت الخطية ويحيينا حياة ابدية. لقد كان ثقيل جدا على قلبك المحب ان ترى خيانة البعض وغدرهم وترك الاصدقاء وتفرقهم، وهجوم من جلت تصنع بينهم خيرا، وان تحمل ثقل خطايانا على الصليب، فاقبل يارب توبتنا واغفر خطايانا وتغاضى عن ذنوبنا، نسائلك ايها الصالح ان تصنع معنا رحمة كعظيم رحمتك، أمين"

من الشعر والادب
"المحبة الباذلة " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ياسيدى الحزين وانت فرح الروح
فى جثسيمانى ريحة المحبة  تفوح
وانت تصلى وبالمحبة كمان تبوح
انا اللى مفروض اتوب وكمان انوح
 لضعفى وجهلي بالخطية انا مجروح
وتلتمس لي العذر وانت حمل مدبوح
دا انت حبيب الروح، نتبعك فين ما تروح
ونقول بكل القلب، لك القوة والمجد يارب

قراءة مختارة  ليوم
الاربعاء الموافق 2/27
مت 36:26- 56
في بستان جثسيماني، القبض على السيد المسيح
حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي،وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ،وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ،إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ،وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً،فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً،إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ. ثُمَّ جَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! هُوَذَا السَّاعَةُ قَدِ اقْتَرَبَتْ،وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ. قُومُوا نَنْطَلِقْ! هُوَذَا الَّذِي يُسَلِّمُنِي قَدِ اقْتَرَبَ!». وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ،إِذَا يَهُوذَا أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ الشَّعْبِ. وَالَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلاً: «الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ». فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: «السَّلاَمُ يَا سَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا صَاحِبُ،لِمَاذَا جِئْتَ؟» حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوُا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ. وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ،فَقَطَعَ أُذْنَهُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟». فِي تِلْكَ السَّاعَةِ قَالَ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ أَجْلِسُ مَعَكُمْ أُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ وَلَمْ تُمْسِكُونِي. وَأَمَّا هَذَا كُلُّهُ فَقَدْ كَانَ لِكَيْ تُكَمَّلَ كُتُبُ الأَنْبِيَاءِ». حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا. والمجد لله دائما
تأمل..
+ في بستان جثسيماني..  على جبل الزيتون وحيث كان يعصر الزيتون بين حجرى الرحى ليستخلص منه الزيت ذهب السيد المسيح مع تلاميذه وهو يعتصره الآلم ثم اخذ ثلاثة مقربين من تلاميذه وهم بطرس ويعقوب ويوحنا داخل البستان ليصلى فى ليلة القبض عليه كمجرم وهو البار ليزيل عنا العار. ومن شدة الحزن كانت نفسه حزينة حتى إلى الموت وهو يرى خطايا البشرية يحمليها على كتفيه وخيانة الاصدقاء وظلم الاشرار ورفض من سعى لخلاصهم بل وصلبهم له. وطلب من تلاميذه الثلاثة أن يصلّوا، بل يستمروا فى الصلاة بسهر ويقظة. تأثر التلاميذ، وإن كانوا لم يفهموا بالضبط كل أبعاد هذا الحزن، لأن الروح القدس لم يكن قد حلّ عليهم بعد ليفهموا الخلاص المقدَّم لهم. كل هذا يؤكد ناسوت المسيح.
+ ثم ترك التلاميذ الثلاثة وتقدَّم  ليصلّى وحده، وقد ابتعد عن تلاميذه حتى لا يزعجهم إذا رأوا شدة حزنه. وكان يشعر بصعوبة كأس الآلام، ليس فقط الجسدية فى الصلب والموت، بل بالأحرى النفسية عندما يتركه الجميع، والأكثر منها الروحية بحمله خطايا العالم وهو البار القدّوس. تحدث مع الآب فى خضوع الابن الذى اخلى ذاته وصار انسانا واطاع حتى الموت، موت الصليب، قائلا لتكن لا إرادتى بل إرادتك. لقد خَرَّ على وجهه فى تواضع أمام الآب. فان كان الابن الكلمة المتجسد يطلب مشئية الآب فيجب علينا ان نتعلم منه ونصرخ نحوه فى كل ضيقاتنا لنجتازها بنعمته ونطلب مشيئة الله فنُسلّم حياتنا له وهو الآب الحنون، يختار لنا ما يناسبنا ويسندنا فى ضيقاتنا. وبعد أن صلّى وحده عاد إلى تلاميذه الثلاثة، فوجدهم نياما من التعب والحزن، فأيقظهم ليصلّوا بعد أن عاتبهم برفق لنومهم، موجها كلامه لبطرس: {أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معى ساعة واحدة؟} فيجب ان يكون لنا يقظة الروحية، حتى لا يسقطنا إبليس فى تجارب وخطايا. أكّد الرب أن الروح ان كان نشيط ويهتم بالصلاة، يمكن أن يسند الجسد الضعيف المائل للكسل والراحة. وهو يشجعنا أن تكون أرواحنا نشيطة، فتسند جسدنا الضعيف. عاد المسيح ليصلّى وحده بنفس الكلام، ورجع إلى تلاميذه فوجدهم نياما مرة ثانية. وهذا يؤكد أنهم فى ساعة الضيقة لم يستطيعوا الوقوف معه؛ وكم زاد هذا من أحزانه. ولكنه لم يكِلّ، بل ذهب للمرة الثالثة يصلّى بنفس المعنى. لقد عاتب باستنكار للمرة الثالثة، كل التلاميذ، قائلا:{ناموا الآن واستريحوا}. حينئذ قال لهم أن ساعة القبض عليه وبداية دخوله فى آلام الصلب قد أتت، وناداهم للاستيقاظ بسرعة، لأن يهوذا الذى سيسلمه لليهود قد اقترب مع جند الهيكل للقبض عليه.
+ القبض على السيد المسيح.. أقبل يهوذا الإسخريوطى الخائن ومعه عدد كبير من الجنود مسلحين بسيوف وَعِصِىٍّ، وأعطى السلام للمسيح وقبّله، وكانت هذه هى العلامة المتفق عليها مع الجند، أى القبض على من يقبّله فى الليل وذلك للتأكيد انه هو المسيح وحتى لا يخطئ رجال رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب ويقبضوا على احد غيره. لقدعاتب السيد المسيح يهوذا ونبهه، فقد يتوب، سائلا إياه: {يا صاحب، لماذا جئت؟} لعله يخجل مما يصنعه ولكنه للأسف استمر فى شره. واذ بطرس الرسول يستل سيفه للدفاع عن السيد المسيح ويضرب عبد رئيس الكهنة فيقطع اذنه فابرائها الرب وقال له رد سيفك الى غمده فمن يحيا بالعنف سيقاسى من العنف. لقد أراد المسيح أن ينزع الشر من قلب بطرس وكل تلاميذه نحو من يعاديهم، فقد جاء ليثَبّت المحبة فى قلوب أولاده حتى نحو الأعداء، وليؤكد أن المحبة أقوى من العنف. وقد استطاع بموته، المزمع أن يتم، أن يدوس الموت، ويخلّص أولاده من خطاياهم، ويقيّد إبليس ثم يقوم منتصرا، معلنا نصرة الحب وقوته. لقد نبه المسيح بطرس وكل التلاميذ إلى قوته العظيمة، فجند السماء كلهم تحت طاعته، أى الملائكة الذين كل ملاك فيهم له قوة أكثر من جميع البشر، يستطيع أن يطلب أكثر من اثنى عشر جيشا منهم. ولكنه بإرادته يسلّم نفسه ويموت ليخلّص أولاده كما كتبت النبوات عنه كما عاتب المسيح أيضا الجمع على خروجهم بالليل ومعهم سيوف وعصى للقبض عليه، كأنهم يقبضون على لص هارب، مع أنه كان معهم كل يوم يعظ فى الهيكل وسط الجموع، وذلك ليُظهر خداعهم وضعفهم، فقد أتوا للقبض عليه بعيدا عن الجموع حتى لا يقاومهم أحد؛ ولقد اراد بهذا العتاب أن يعطيهم فرصة للتوبة أيضا. 

الاثنين، 25 فبراير 2013

سعى الله لخلاصنا فى سفر يونان النبي



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى  
الصوم والتوبة والرحمة  ..
ونحن نصوم هذه الثلاثة ايام متذكرين صوم أهل نينوى قديما وإيمانهم وتوبتهم امام الله وقبول الله لهم، نشكر محبة الله المقدمة لنا عبر التاريخ من خلال سعى الله لخلاص الإنسان ومحبته  لنا حتى فى هروبنا وبعدنا عنه فهو يسعى لتوبتنا ورجوعنا. نصلى لله فى توبة صادقة ونصوم ونتذلل ونرجع عن طرقنا الرديئة  ونسأله ان يرحم بلادنا ويقودنا جميعا لما فيه خلاصنا من الظلم والشر والفساد وان يهدى أرجلنا الى طريق السلام من أجل حاضر كريم ننعم فيه بالأمن والإيمان والسلام ومستقبل أفضل لابناء كنيستنا القبطية والشعب المصرى عامة، حتى ننجو من القلق والصراع والشر ونصل الى الاستقرار الاقتصادى والسياسى والامن والحرية والعدالة والمساواة من أجل خلاص كل أحد.
كان يونان ومعناه حمامة  نبيًا لإسرائيل  حوالي عام ٨٢٥ – ٧٨٤ ق.م. وكان معاصرًا لعاموس النبي، وقد سجل نبوته غالبًا بعد عودته من نينوى. جاء في التقليد اليهودي أن يونان هو ابن الأرملة التي أقامه إيليا النبي في صرفة صيدا (١ مل ١٨: ١٠ – ٢٤)، لقد ارسل  الله هذا النبي المحب لإسرائيل إلى نينوى الأممية يكرز لها بالتوبة بكونه أممي من جهة والدته .
يونان هو النبى  الذى ارسلة الله الى نينوى عاصمة اشور الأممية  ليكرز لها بالتوبة  ولكن بدلا من الطاعة لأمر الله ، هرب يونان من يافا الى الغرب بدلاً من ان يذهب شرقاً لنينوي. وهل يختفى بهذا عن الله الذى صنع البحر والبر، انه جهل الانسان هو الذى يقوده بعيداً عن الله وسعيه لخلاص النبى والبحارة  وأهل نينوى بطرق متنوعة. لكن نرى رحمة الله فى كل زمان تشمل كل انسان من كل أمة ولسان وجنس فالله خالق الجميع ومخلصهم ويسعى الى خلاصنا حتى فى جهلنا وبعدنا وعدم معرفتنا. فكم بالحرى يقدم لنا الغفران والرحمة ونحن نصوم ونتذلل ونطلب المراحم لنا ولغيرنا.
هاج البحر علي يونان النبي كما يهيج علينا العالم  اليوم بسماح من الله لنرجع اليه، وبينما كان يونان نائما خاف الملاحون وصرخوا كل واحد الى الهه وايقظوا يونان ليصلى لله لينقذهم ولما علموا قصته حاولوا ان يرجعوا به الى الشاطئ لكن البحر اذداد اضراباً وعندما تسألوا ماذا يفعلوا قال لهم ليلقوه  فى البحر فيسكت عنهم البحر وعندما القوه فى البحر أعد الله حوتا عظيماً ليبتلعه. ان صراخ اهل العالم حولنا فى كل وقت يجب ان يكون دافع قوى لنا لكى نقوم من نوم الكسل ويوقظنا لنصلى الى الله طالبين النجاة والخلاص لنا ولمن معنا فى سفينة الحياة.

يونان  المنادي بالتوبة  ....
فى جوف الحوت جازت اللجج والتيارات على يونان ووجد نفسه سابح كما فى قبر المخلص الذى  بموته أحيانا بقيامته من الموت وهذا ما أكد عليه المخلص {و فيما كان الجموع مزدحمين ابتدا يقول هذا الجيل شرير يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي، لانه كما كان يونان اية لاهل نينوى كذلك يكون ابن الانسان ايضا لهذا الجيل}  (لو  11 : 29، 30). نعم قذف الحوت يونان الى البر وصارت اليه دعوة الله  ثانية {فقام يونان وذهب الى نينوى بحسب قول الرب اما نينوى فكانت مدينة عظيمة لله مسيرة ثلاثة ايام}  (يون  3 :  3) . ذهب يونان وسار فى شوارع المدينة منادياً ان الرب سيهلك المدينة بسبب شرها ولما علم أهل المدينة بقصة يونان ومناداة لهم بالتوبة {أمن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم. وبلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد. ونودي وقيل في نينوى عن امر الملك وعظمائه قائلا لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا لا ترع ولا تشرب ماء. وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا الى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في ايديهم. لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك }( يو5:3-9). كانت توبة أهل نينوى سريعة وبايمان بالله  بمناداة نبى غريب الجنس وكانت  توبتهم شاملة للجميع  بتواضع قلب مع صوم مما جعل السيد المسيح يتخذهم عبرة ومثالاً لاهل زمان تجسده {رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان وهوذا اعظم من يونان ههنا} (لو 11 : 32) ومن أجل توبتهم غفر الله لهم ولم يهلكهم لان الله لا يسر بموت الخاطئ مثلما يرجع فيحيا {فلما راى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه} (يون10:3). نعم ان الله يريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون ولهذا ارسل الله الانبياء وفى ملء الزمان تجسد وتأنس وجاء الينا معلناً محبته وخلاصة  لكى لا يهلك كل من يؤمن به لا تكون له الحياة الابدية. فهل نقترب اليه وننهل من محبته ونتوب اليه عن خطايانا ام نهرب من بحث الله عنا ونخسر أنفسنا وابديتنا ونعاني مصاعب شتي لا نعرف كيف يمكننا التغلب عليها، وبدلاً من قبول التأديب نتذمر على الله ونستمر فى الهروب والبعد عن الله .

المحبة الإلهة تجتذب يونان ...
بعد ان نادى يونان لاهل نينوى بهلاك المدينة بعد اربعين يوماً، خرج شرقى المدينة وبقى منتظراً ليرى ماذا يصنع الله وكان الجو صيفى حار هنا تدخلت محبة الله فى حوار ودى مع يونان {فاعد الرب الاله يقطينة فارتفعت فوق يونان لتكون ظلا على راسه لكي يخلصه من غمه ففرح يونان من اجل اليقطينة فرحا عظيما. ثم اعد الله دودة عند طلوع الفجر في الغد فضربت اليقطينة فيبست. وحدث عند طلوع الشمس ان الله اعد ريحا شرقية حارة فضربت الشمس على راس يونان فذبل فطلب لنفسه الموت وقال موتي خير من حياتي. فقال الله ليونان هل اغتظت بالصواب من اجل اليقطينة فقال اغتظت بالصواب حتى الموت. فقال الرب انت شفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها ولا ربيتها التي بنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت. افلا اشفق انا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها اكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم وبهائم كثيرة}( يون 6:4-11) نعم ان رحمة الله الغالبة ومحبته الفائقة تجتذب ليس فقط الأممى الجاهل بل النبى الهارب، محبة الله التى حررت زكا العشار وجذبت اليها اللص اليمين على الصليب فى اخر لحظات حياة ، محبة الله غيرت وتغير عبر التاريخ الخطاة وتسعى الى ادراك البعيدين والقريبين وتقتدر فى فعلها الكثير، ونحن نثق انها تستطيع ان تجتذبنا نحن ايضاً.

لتسعى يارب لخلاصنا ولتدركنا مراحمك...
 أيها الرب الاله الذى سعى الى خلاص أهل نينوى قديما دون ان يطلبوك، ردنا يارب الي خلاصك. واهدي العالم الباحث عن الحق والمعرفة والمحبة يارب البائسين ومنكسرى القلوب والجالسين فى وادى ظلال الموت فان أعين الكل تترجاك.
أيها الرب الإله الذى غفر ليونان جهله وأعد له سفينة جديدة تجرى به فى أعماق البحر دون ان تؤذيه المياة او احشاء الحوت او مخاطر الاممين فى مناداته بهلاك المدينة، انت قادر ايضاً ان تستخدمنا لخلاص كل أحد نقابله لنعلن له رائحتك الذكية ويقبل التوبة ويعرفك انت الاله الحقيقى ويعبدك بالروح والحق.
ايها الرب الاله الذى قبل اليه الخطاة ودعاهم للإيمان نازعاً بذور العنصرية القومية من يونان النبى، ومتخطياً التصنيفات البشرية والعداوات بين الشعوب والأمم، عابراً بنا من بحور ظلمات الخطية الى نورك العجيب، أعلن خلاصك فى الشرق الذى اليه اتيت متجسداً، والغرب الذى صارا مسيحياً دون مسيح، للشمال السابح فى برودة الخطية، والجنوب الواقع تحت نيران القبلية والعنصرية البغيضة. لتجمع الجميع الى أحضانك الإلهيه ايها الرب مخلصنا.
الهى لن نهرب منك بعد اليوم، لكن نريد أن نعرف ارادتك فى حياتنا لكي نتممها، أعطنا يارب ان نعمل فى حقلك لكى ما نجمع اليك فالحصاد كثير والفعلة قليلون، نصلى اليك ان ترسل فعلة لحصادك وتجعل قلوبنا منفتحة على صوتك الحنون ودعوتك المستمرة لنا للتوبة، أمين .

الأحد، 24 فبراير 2013

آية وقول وحكمة ليوم الاثنين 2/25


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية اليوم
{ ليس لاحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه} (يو  15 :  13)

قول لقديس..
(بأيَّة وسيلة يمكن للإنسان الذي على الأرض وقد اِلتحف بالمائت أن يعود إلى عدم الفساد؟ أجيب أن هذا الجسد المائت يجب أن يشترك في قوّة واهب الحياة النازلة من الله. أمّا قوّة واهب الحياة التي لله الآب فهي الابن الوحيد الكلمة، الذي أرسله إلينا مخلّصًا وفاديًا. كيف أرسله إلينا؟ يخبرّنا يوحنا الإنجيلي بكل وضوح: "والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا". عندما نأكل جسد المسيح المقدّس، مخلّصنا جميعًا، ونشرب دمه الكريم ننال الحياة فينا، إذ نكون كما لو أننا واحد معه، نسكن فيه وهو يملك أيضًا فينا.) القدّيس كيرلّس الكبير
حكمة للحياة ..          
+ واسلكوا في المحبة كما احبنا المسيح ايضا واسلم نفسه لاجلنا قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة (اف  5 :  2)
And walk in love, as Christ also has loved us and given Himself for us, an offering and a sacrifice to God for a sweet –smilling aroma. Eph 5:2

من صلوات الاباء..
"ايها الابن الوحيد الكلمة الذى احبنا وبذل ذاته عنا خلاصنا، ولانك عالم بضعف البشر فقد ربطتنا بكل الادوية المودية الى الخلاص. واعطيتنا جسدك ودمك خلاصا ومغفرة للخطايا وحياة ابدية لمن يتناول منه باستحقاق . نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر ان تنقى حواسنا وقلوبنا وافهمنا ونياتنا لكى نعبدك بالروح والحق ونؤهل للاتحاد بك وانت بالايمان تحل فينا ونتناول من الاسرار المقدسة بشكر ويكمل قولك ويكون الجميع واحد فينا، أمين"
من الشعر والادب
"عهد جديد " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
حبك يارب دا شئ فاق العقول
نحتار فى وصفه واحنا نقول
تدينا جسدك نحيا به علي طول
ودمك عهد جديد يغفر ويطول
دا انا مهما أشكر فضلك واقول
وأسبح اسمك بتعاقب الفصول
تعبيري عاجز بس منك مقبول
لاني ابنك وعلى صورتك مجبول

قراءة مختارة  ليوم
الاثنين الموافق 2/25
مت 17:26- 35
عشاء الفِصح مع التلاميذ، تأسيس سر الافخارستيا
السيد المسيح يخبر بشك بطرس والصلب والقيامة
وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» فَقَالَ: «اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ،إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ: إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي». فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ. وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ اتَّكَأَ مَعَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي». فَحَزِنُوا جِدّاً،وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ: «الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي! إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ،وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذَلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!». فَسَأَلَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ». وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ،وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هَذَا هُوَ جَسَدِي». وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، لأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هَذَا إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ أَبِي». ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ،لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ. وَلَكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ». فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَلَهُ: «وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَداً». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: « الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» هَكَذَا قَالَ أَيْضاً جَمِيعُ التَّلاَمِيذِ. والمجد لله دائما
تأمل..
+ عشاء الفصح .. اقتربت ساعة الصلب والفداء فى الفصح ولقد قام السيد المسيح بعمل الفصح القديم كرمز للعهد الجديد بدمه لمغفرة الخطايا وكان طقس الفصح اليهودي يشمل أكل خروف الفصح على مستوى عائلي. فرب الأسرة يجتمع مع أسرته ويشتركون في أكل الخروف، وإن لم تكن الأسرة قادرة على شراء خروف تجتمع معها عائلة أخرى. ويأكلون خبز مع أعشاب مرة متذكرين ما حدث لهم في مصر من عبودية ومشقة. وفي الفصح يستخدمون خبزاً غير مختمر أي فطير. ولمدة اسبوع لا يأكلون سوى الفطير. ومساء الخميس أي عشية يوم الجمعة أسس السيد المسيح سر العشاء الرباني، قدًّم نفسه لكنيسته فصحاً حقيقياً، قدّم جسده ودمه مأكلاً حق ومشرباً حق تحت شكل الخبر والخمر كان اليهود سيقدمون الفصح يوم الجمعة، أمّا المسيح فسبق وأسس هذا السر لأنه كان يعلم أنه وقت الفصح اليهودي سيكون معلقاً على الصليب. ارسل السيد اثنين من تلاميذه لشخص اعطاهم علامه عنه كحامل جرة ماء وهو حسب التقليد مارمرقس الرسول وكان العشاء الرباني في منزله (أع13:12،14). وفي هذه العلية قضى التلاميذ العشرة أيام بعد صعود السيد وحتى حلول الروح القدس.
+ لقد اعطى السيد المسيح  فرصة اخيرة ليهوذا حتى يتوب ويتراجع عن خيانه سيده حدثه برقة وأعلن له أنه يعلم بنيته الشريرة، كان مهتما بخلاص نفس يهوذا ولذلك تكلم وسطهم دون أن يشير إليه حتى لا يجرح مشاعره. وإذ رأي السيد أن تلاميذه حزنوا وتشككوا في أنفسهم خاف عليهم وأعطى إشارة أن من يفعل هذا هو يهوذا يغمس يده في الصحفة ومع كل هذا لم يتب يهوذا بل استمر فى غيه ولهذا أعلن السيد ما ينتظره من بؤس ومع أن ما حدث كان بتدبير إلهي إلاّ أن يهوذا فعل كل شئ بإرادته وحريته، لقد اعمت الخيانة عيني يهوذا، كان يهوذا شريراً وقد إستخدم الله شره لتحقيق الأمور الإلهية.
+ عشاء الرب.. إذ أكمل السيِّد الفِصح قدّم ذاته فِصحًا جديدًا عن البشريّة كلها، معلنًا أن ذبيحة الصليب لم تتم اعتباطًا وإنما بإرادته يسلّم نفسه للصليب. قام بتحويل الخبز والخمر إلى جسده ودمه الأقدسين ذبيحة حقيقيّة واهبة للغفران للمؤمنين لكي نتمتّع بها عبر الأجيال تأكيدًا لاستمرار فاعلية ذبيحة الصليب، كذبيحة حيّة وفريدة خلالها ينعم على المؤمنين بجسده ودمه الأقدسين كسِرّ حياتهم. أخذ السيد المسيح خبزا  وشكر لذلك يسمى "سر الافخارستيا" اى سر الشكر وباركه وقدسه وقسم واعطي التلاميذ قائلا خذوا كلوا هذا هو جسدى وهكذا الكأس ايضا قائلا خذوا اشربوا هذا هو دمي الذى للعهد الجيد. لقد حول الخبز والخمر إلى جسده ودمه بطريقة سرية. كعهد جديد من المخلص لنا يعطى لمغفرة الخطايا وحياة ابدية لمن يتناول منه لكي نكون كما لو أننا واحد معه، يحل بالايمان فينا. حتى نصل الى الملكوت ونتمتع بشركة الإتحاد مع الله في إبنه في السموات على مستوى جديد. لنستمر في فرحة هذا الإتحاد كأنها جديدة دائماً. بالمقارنة بما نحصل عليه على الأرض فنحن نشتهي الشئ وبمجرد حصولنا عليه يفقد لذته، أمّا الإتحاد بالله في السماء فيظل جديداً مفرحاً منعشاً وللأبد.
+ السيد المسيح يخبر بشك بطرس والصلب والقيامة .. أخذ السيد المسيح تلاميذه بعد ان أكلوا الفصح والعشاء الرباني  وسبحوا الله وذهبوا إلى جبل الزيتون، لقد رأيناه ذاهباً للموت بإرادته، وفي الطريق حدثهم عن صلبه وعن شكهم فيه وتشتتهم من حوله فى ساعات الظلمة. ارد ان يخبرهم حتى يستعدوا ولا ينهاروا ويفاجئوا بما سيحدث، ويشجعهم حتى لا يتبددوا وانبائهم بقيامته {ولكن بعد قيامي أسبقكم إلى الجليل} فقد قضى السيد معظم وقت خدمته مع تلاميذه في الجليل، وعرفوه كمعلم مقتدر، صانع معجزات، عرفوه بحسب ما أبصرته عيونهم الجسدية، وكأن المسيح يريد أن يقول سنتقابل في الجليل مرة أخرى لتعرفونني كإله ظهر في الجسد وإنتصر على الموت. فأجاب بطرس وقال له وإن شك فيك الجميع فأنا لا اشك أبداً. لقد كان بطرس واثقاً في ذاته بغير أساس. والعجيب أن بطرس يجادل المسيح، فهل بعد ما رأى من المسيح  وأنه يعلم كل شئ، هل يتصور بطرس أنه يعلم أكثر من المسيح خالقه. ما أحوجنا أن نرتمي في حضن الله العارف بضعفنا فلا نثق بذواتنا بل في نعمة الله القادرة أن تقيمنا من الضعف. 

السبت، 23 فبراير 2013

آية وقول وحكمة ليوم الاحد 2/24



أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ،يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا} (مت  26 : 13)
قول لقديس..
(أيها الأخوة الأعزاء إن أعمال المحبة عظيمة وإلهية، هي تعزية عظيمة للمؤمنين، حارس نافع لنجاتنا، وحصن للرجاء، حماية للإيمان وعلاج للخطية. هي أمر موضوع في يد من يفعلها، أمر عظيم وسهل، تاج سلام لنا من الاخطار، نعمة حقيقية وعظيمة من الرب، ضرورية للضعفاء، عظيمة للأقوياء، بها يحمل الإنسان المسيحي نعمة روحية ويستحق الخير من المسيح الديّان ويحسب الله كمُدين له. فلنجاهد بفرح وبلا كلل لأجل إكليل أعمال الخير، كلما يصغر العالم فى نظرك، كلما تتزايد فيك محبة الله) القديس كبريانوس

حكمة لليوم ..           
+ ولكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان (2كو  2 :  14)
Now thanks be to God who always lead us in triumph in Christ and through us diffuses the fragrance of His knowledge in every place. 2Co 2:14
من صلوات الاباء..
" ايها المسيح الهنا، كلمة الآب الذى قبل كل الدهور والذى تجسد وبذل ذاته فصحا جديدا فى محبة لنا الى المنتهى . علمنا ان نحبك من كل قلوبنا ونتبعك ونكون رائحتك الذكية فى كل مكان. اهلنا ان نعبر لك بكل ما لدينا عن تبعيتنا ووفائنا ومحبتنا. لكى لا نشترك فى رياء وكذب وغدر يهوذا الخائن بل نتمثل بساكبة الطيب ومحبتها لمن احبها فنجدك مدافعا عنا ومعينا لنا فى كل حين. نسأل ونطلب من صلاحك ان تعين المظلومين  وتقوم وتهدي الضالين والخائنين لك او لغيرهم لكى يعودا الى الحق والصواب، أمين"

من الشعر والادب
" المحبة والخيانة " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
عطر يبوح ويفوح وينتشر
وفى حديث الناس عنه تفتخر
المحبة عطرعبيرها يفرح وبيتذكر
دا الرب أمرنا ننشره ونذيعه للبشر
أما الخيانة بتحزن النفس مع الفكر
وتخلى حتى التلميذ يهلك ويتنكر
دا الخيانة عدم امانه وفيه الشقاء
اما الوفاء طبع الكرام فيه الشفاء

قراءة مختارة  ليوم
الاحد الموافق 2/24
مت 1:26- 16
الفصح بين الرمز والحقيقة ،
المحبة ورائحة الطيب، خيانة يهوذا
وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذِهِ الأَقْوَالَ كُلَّهَا قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الْفِصْحُ،وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ».حِينَئِذٍ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ الَّذِي يُدْعَى قَيَافَا، وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يُمْسِكُوا يَسُوعَ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ. وَلَكِنَّهُمْ قَالُوا: «لَيْسَ فِي الْعِيدِ لِئَلَّا يَكُونَ شَغَبٌ فِي الشَّعْبِ». وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ،تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ،فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ. فَلَمَّا رَأَى تَلاَمِيذُهُ ذَلِكَ اغْتَاظُوا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا هَذَا الإِتْلاَفُ؟لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا الطِّيبُ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ». فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُزْعِجُونَ الْمَرْأَةَ؟ فَإِنَّهَا قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً! لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ،وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ. فَإِنَّهَا إِذْ سَكَبَتْ هَذَا الطِّيبَ عَلَى جَسَدِي إِنَّمَا فَعَلَتْ ذَلِكَ لأَجْلِ تَكْفِينِي. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ،يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا». حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ،الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ،إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟» فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. وَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ. والمجد لله دائما
تأمل..
+ الفصح بين الرمز والحقيقة... ليلة الثلاثاء وصبيحة الاربعاء وبعد حديث السيد المسيح عن خراب اورشليم وبعض امثلة الملكوت اعلن الرب عن صلبه لتلاميذه كفصح حقيقى به نتحرر من عبودية ابليس وقد كان عيد الفصح اليهودى الذى بدأ فى مصر  من أعظم الأعياد اليهودية عندما ذبح كل رب أسرة خروف ولطّخوا اعلى قائمة ابواب البيوت وجانبيه بالدم فعبر الملاك المهلك عنهم وتحرروا من عبودية فرعون. لقد أعد الرب قلوب تلاميذه لقبول آلامه وموته من أجلهم، ثم قيامته ليقيمهم من خطاياهم، فالفصح كان رمزا لموت المسيح على الصليب ليحرر العالم من عبودية الخطية، لذا قال لهم أنه قد جاء الوقت ليُصلَب ويموت من أجلهم. ويبدو أن الأمر كان صعبا على استيعابهم، لقد ازداد حقد القادة الدينيين المتمثلين فى رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ ، لأن الجموع تبعته وتركتهم وانجذبوا إلى كلامه ومعجزاته، فاجتمعوا فى دار رئيس الكهنة قَيَافَا، حتى يُعِدُّوا مؤامرة للتخلّص منه، بطريقة ماكرة، حتى لا يثيروا الشعب الذى يحبه، وقرروا أيضا ألا يكون هذا فى يوم عظيم مثل عيد الفصح، لأن تجمع الشعب قد يعطلهم عن إتمام مقاصدهم الشريرة. ولكنهم عدلوا عن فكرتهم هذه عندما أظهر لهم يهوذا الإسخريوطى استعداده لتسليمه لهم خفية، وكان هذا بسماح من الله حتى يتمَّم الفداء يوم عيد الفصح، ولكيما يشاهد ذلك الجموع الكثيرة المحتشدة من اليهود فى هذا العيد، وينتشر خبر موت المسيح وقيامته كبشرى خلاص امام الجميع.
 + المحبة ورائحة الطيب.. جاء المسيح إلى بيت عَنْيَا للمرة الأخيرة فى خدمته على الأرض، ودخل بيت رجل يسمى سِمعان، وجاءت امرأة بزجاجة عطر غالى الثمن، وسكبته على رأس السيد المسيح تعبيرا عن محبتها له، وهذه المرأة هى مريم أخت لعازر، كما ذكر يوحنا البشير (12: 3). أرادت هذه المرأة أن تعبّر عن حبها للمسيح، فهى تمثّل الكنيسة الشاكرة لمسيحها على عطاياه ومعجزاته ورعايته لها. وهى تعلن عن وجود مؤمنين قليلين امتلأت قلوبهم بالحب وسط أشرار كثيرين سينادون بعد أيام بصلبه. فلما رأى التلاميذ وكل المجتمعين فى بيت سِمعان هذا الحب العظيم المقدم للمسيح، وبدلا من أن يشعروا بتقصيرهم فى تقديم المحبة له مثل مريم، أخذوا يهوذا الاسخريوطى  يلومها. لأن الصندوق كان معه وكان سارقا له (يو 12: 4-6)، وأثار بكلامه المجتمعين فى البيت، فاعتبروا محبتها إتلاف إذ الأجدر فى نظرهم أنه كان يمكن أن يباع هذا الطيب بكثير، وَيُعْطَى ثمنه للفقراء. وهكذا يغطي البعض بخلهم وتقصيرهم فى تقديم المحبة بحجج تبدو منطقية، وهى الاهتمام بالفقراء، مع أن الغرض شرير، لأن يهوذا كان يريد أن يوضع المال فى الصندوق بغرض السرقة. لقد دافع السيد المسيح عن ساكبة الطيب مؤكدا عظمة محبتها، ولم يرفض تقديم المحبة للفقراء كما علّمهم فى الأصحاح السابق، ولكن الفقراء موجودون دائما، أما هو، فقد أوشكت أيامه على الأرض أن تنتهى. لقد مدح مريم وأيدهم فى تقديم المحبة للفقراء كما ترك فرصة ليهوذا حتى يتوب ويخجل من شره الدفين، ولكنه، للأسف، لم يبالِ، وصمم على خيانة المسيح ثم أضاف مدحا ثانيا للمرأة، وهو أن حبها هذا طيب مسكوب على جسده الذى سيموت على الصليب، فهو بمثابة عطور لتكفين الجسد، مؤكدا أهمية تقديم المحبة. بل قال ان هذا الحب العظيم سيُكتب فى الإنجيل الذى يُبَشَّرُ به العالم كله.فلنثق أن محبتنا التى نقدمها للمسيح ستٌعلَن أمام كل البشرية فى يوم الدينونة ان هذا يجب ان يشجعنا على تقديم العبادة المستمرة لله، وصنع الرحمة مع كل محتاج مهما كلفنا هذا من جهد ومال.
+ خيانة يهوذا ... عندما خابت آمال يهوذا فى أن يصير المسيح ملكا أرضيا، ويملك هو معه ويحقق أطماعه المادية، باع معلمه وسيده المسيح، ليقتنى المال الذى صار عبدا له، وانتهز فرصة شر رؤساء اليهود ومحاولتهم التخلص من سيده، فذهب إليهم معلنا استعداده أن يسلمه لهم مقابل مقدار من المال، ففرحوا جدا، إذ يستطيعون بهذا القبض عليه بحيلة، ولا يحدث شغب فى الشعب. فعرضوا عليه ثمنا ضئيلا جدا، وهو ثلاثين من الفضة، فقبله لأنه محب للمال، فهو أغلى شىء فى نظره. لهذا تنبهنا الكنيسة ان نكون اوفياء لله ولا نخونه ابدا فكرَّست يوم الأربعاء على مدار السنة فيما عدا أيام الخماسين، لكي يصوم المؤمنون تذكارًا لهذا التشاور والخيانة. أن المرأة تحب المسيح وتسكب الطيب الثمين لمن احبته، أما التلميذ فيتذمر بل يتطاول ويبيعه بثمن عبد. فلا تنزعج إذا خانك إنسان، فقد فعلوا هكذا بسيدك يسوع المسيح. فاحتمل من أجله، وهو يسندك ويعوضك، وصَلِّ لأجل الخائن لعله يتوب. إن كانت القدّيسة مريم تمثِّل النفوس الأمينة التي تتقدّم بالحب إليه. فإن يهوذا يمثّل النفوس الخائنة التي تسعى وراء الشرّ وتبيع سيّدها بمُتعة زمنيّة لكن علينا أن نُدرك أنه ليس كل خطيّة يسقط فيها الإنسان هي خيانة الرب، فقد يخطئ الانسان عن جهل او ضعف او نسيان لكن الخطورة فى الجري وراء الخطية والشر والبحث عنها حين يطلبها الإنسان مستهينًا بمحبة الله فهذه تُحسب خيانة.