نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 29 ديسمبر 2016

شعر قصير -41 - ضابط الكون


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)

أوعى تفتكر أن حياتك لعبه فى يد الناس
ولا الليّ يشكل حياتك المواقف أو الأحداث
ولا تفقدك سلامك ويدب فى روحك اليأس
ولو يبدو أني الشر أنتصر والحق أنداس
ربك ما بينسي الصديق ويدبر له الخلاص
رسخ رجائك فى وعود الله وكن ذو بأس
دا الهك ضابط الكون وهو محرك الأحداث
......
(2)
" عهد أمان"
مالك سارح ليه وشايل الهموم والأحزان؟
دنيا فانيه وبتتغير أحوالها بحركة الأجفان!
زي ما بينقضى وقت السرور أشكال والوان
هاتعبر الضيقات وبعد الظلمة نور النهار يبان
ربك رحيم وبيبحث عن الضال ويريح التعبان
ويقول تعالى اليّ يا ثقيلي الهموم ولا تتوان
عندى سلامك وفرحك ولك عندى عهد أمان
.....
(3)
" لك كل حبي"
عارف يارب فكري واعمالي وكل اللي في قلبي
عالم باللي بداخلي ومكشوف لك ومش مستخبئ
فكري وسلوكي عاوزهم يعكسوا نورك في قلبي
سامح ضعفي يارب لو نورك داخلي أطفي واخبئ
نفسي أكون شعلة حب وأنت وحدك تنير دربي
حياتي تكون قارورة حب أبذلها بفرح لاجلك ياربي
ياللي تواضعت وبذلت ذاتك لخلاصي، لك كل حبي
......
(4)

" ثقتنا فى الله"
أبتسم واقبل الحياة في ثقة بالله ورجاء
أنت قوة تستطيع عمل الكثير من الاشياء
تعب محبتك وعملك لن يضيع سدي او هباء
محاولاتك المتعثرة هي خطوة تتعلم منها البناء
فنحن نتعلم وننجح حتى من التعثر والأخطاء
ثق في أن كل الاشياء تعمل معا للخير والنماء
خليك مطمئن ولا تخف وليكن لديك ثقة في الله
.....
(5)

" التقوى كنز لا ينضب"
علمتني الحياة أني لقمة يابسة ومعها سلام
خير من وليمة ومعاها كره وحسد وخصام
واني القناعة أحسن تجارة علي مدي الأيام
علمتني الحياة أن السؤال لغير الله تعب ومذلة
واني محدش قال يارب الإ استجاب له ولا ذله
علمتني الحياة أني صنع الخير للغير يدى سعادة
وراحة البال مش بالمال ولا بالجمال ولا العيال
لكن تقوي الله كنز ما بينضب علي مدي الأجيال
المؤمن بابوه السماوي يتشبه دا أفضل مثل يتقال

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

(145) فكرة روحية لكل يوم - اليوم السعيد

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+يقلق ويضطرب الإنسان من أجل أمور الغد، فيفقد بهجة عيش يومه سعيد، وقد يصاب بالأمراض والهموم التي تشل التفكير والأجدر بنا أن نعيش قانعين راضين في يومنا الحاضر واثقين في الله مدبر الكون وضابط الكل، الذى يدبر أمور المستقبل ونستمع لصوت السيد المسيح القائل { فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ } (مت 6 : 34). ان أفضل طريقة لمواجهة الغد هو العمل بجد ونشاط لأنجاز عمل اليوم في ثقة بالله والنفس. علينا أذاً أن نفكر في الغد ونعد له بالنجاح في يومنا وأداء ما يجب القيام به بامانة ولكن لا نقلق ونضطرب من أجل الغد. أن معظم الأمراض النفسية والجسدية التي تصيب الكثيرين وتطرحهم على أسرة المرض سببها فرط الخوف والقلق والأضطراب مما يمكن أن يواجههم من خسائر أو مشكلات معظمها من خيالهم المرضي والقليل مما قد يحدث ممكن أن نواجهه وتلافى حدوثه بمعرفة أسبابه وعلاجها أو الحد والتقليل منها بالتفكير السليم والحكمة في التصرف.
+ أن كل يوم في حياتنا هو عطية مقدسة من الله ينبغي أن نشكره عليها { هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعَهُ الرَّبُّ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ} (مز 118 : 24). علينا أن لا نبني أحلام كبيرة علي مستقبل مجهول ونفقد بهجة الفرح باليوم مقبول. نتمتع بساعاته ولا نضيع أوقاته وننمي أنفسنا وعلاقاتنا ونحقق أهدافنا فيه ونفرح فيه بعمل أيدينا ونسعد من حولنا. علينا أن نتكل علي الله ونثق في محبته فهو يريد سلامنا وسعادتنا ويدعونا الي التأمل والتعلم من طيور السماء { لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟. اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟. فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟. فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ} ( مت 25:6-26، 31-34). وهكذا علمنا أن نصلي ونقول { خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ }(مت 6 : 11). ففي قناعة نطلب الشبع المادي والروحي لليوم فقط، فلا نحتج علي الخبز الردئ الذى للأمس ولا نقلق خوفاً من الغلاء أو الوباء الذى يؤثر علي السنة القادمة، أو نضطرب لأحتمال فقد وظيفاتنا وكيف نحصل علي قوتنا. فلنفرح يا أحبائى بعطية اليوم ولنقنع بما بين أيدينا لنحيا في سلام وسعادة وندع الغد لمن بيده الغد ونقول مع الحكيم { لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ }(ام 17 : 1).
+ لكي ننجح في حياتنا علينا أن نطوي صفحات الماضي الذى مضي ولن يمكننا أن نرجع ساعاته وأحداثه ولكن قد نأخذ منه الدروس والعبر مما عبر فيه من أحداث ولا نكرر أخطائه ونتوب عن خطاياه ونرجع الي الله ونطلب الغفران، وعلينا أيضا أن لا نطارد المستقبل المجهول الذى ليس بين أيدينا. دعونا نعيش اليوم إلي أن يحين وقت النوم نعمل ما يجب علينا أن نعمله ونهتم فيه بارواحنا ونصلي ليقودنا الله ويلهمنا الحكمة والنعمة ويشترك معنا في العمل لكي ننجح، ونهتم باجسادنا وعقولنا ونفوسنا وتغذيتها وتنميتها بما يفيدها ونمحو من نفوسنا كل قلق علي ماضي عبر أو مستقبل لم يأتي بعد ونعيش يومنا ونفرح بعمل أيدينا فيه ففي اليوم تكمن حياتنا وعملنا وسعادتنا, ومتي عشنا اليوم جيداً فانه يجعل أمسنا سعيد لان اليوم هو الأمس بعدما عبر، واليوم يجعل الغذ ملئ بالأمل والرجاء والتوفيق { الرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا }(رو 5 : 5).

السبت، 24 ديسمبر 2016

(144) فكرة روحية لكل يوم - زيارة القديسة مريم لاليصابات

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

عندما نقرأ ما جاء فى بشارة القديس لوقا الأنجيلي ما كتبه بالروح القدس عن زيارة القديسة مريم العذراء لاليصابات، نتأمل كيف تكون لقاءات القديسات مملؤة إيمان وسلام وفرح وتسبيح وشكر لله.
1- تقويه الإيمان... عندما أعلن رئيس الملائكة غبريال بشري الميلاد للقديسة مريم وقبلتها وحل الأبن الكلمة وأخذ منها جسداً، أعلن لها أن اليصابات قريبتها المتقدمة فى الأيام هي ايضا حبلي بيوحنا فى الشهر السادس وهي فى شيخوختها، لأنه ليس شئ غير مستطاع لدي الله. قامت القديسة مريم مسرعة تحمل مسيحيها ومخلصها وأبنها وبشري الخلاص وذهبت من الناصرة الي " عين كارم" غربي القدس قاطعة ما يقرب من مائة وستين كيلومتر، وعندما تقابلت مع اليصابات وسلمت عليها أمتلات اليصابات من الروح القدس وسبحت وباركت الله وأعلنت إيمانها بامومة العذراء للكلمة المتجسد " وقالت من أين لي هذا أن تأتي أم ربي اليّ" بل أن يوحنا المعمدان أرتكض فرحا بقدوم العذراء وأبنها الحبيب جنين فى بطنها. وأعطت اليصابات الطوبي للعذراء التي أمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب. هذا ما جاء فى الكتاب المقدس { فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا، وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا،وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ». فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ،وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي،لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي،لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ،وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ،وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.} ( لو 39:1-49). لقد أسرعت القديسة مريم وهى تحمل رسالة الخلاص وذهبت فى تواضع قلب تخدم اليصابات وتقوي إيمانها وتهبها سلام الله وتفرح معها باعلان قدوم يوحنا المعمدان كجنين فى بطن أمه، فما أحلي وأطيب أن نجتمع معا نفرح مع الفرحين ونحزن مع الحزاني، ونعطي الشكر لله العامل فينا ومعنا من أجل مجد أسمه القدوس.
علينا أن نعي دورنا فى نشر وتقوية الإيمان، نحن نحمل نور المسيح الي العالم المتعب، وعلينا أن نكون موصل جيد للنور وبقدر أقترابنا من نور المسيح فاننا ننير ونحمل بشري الخلاص لجميع الناس لاسيما فى لقائتنا الأسرية والأجتماعية وفى كل مكان نحل فيه، فلا يمكن أن تخفي مدينة كائنة علي جبل ولا يوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال، بل يضعونه على المنارة ليضئ لكل من فى البيت، فليضئ نوركم أمام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات.
+ بشرى السلام والفرح .. ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام { ما اجمل على الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص القائل لصهيون قد ملك الهك} (اش 52 : 7). هكذا علمنا ملك السلام أن نحمل بشرى السلام لكل بيت نذهب فيه { واي بيت دخلتموه فقولوا اولا سلام لهذا البيت. فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه و الا فيرجع اليكم.} (لو 5:10-11). لقد حملت العذراء مريم ملك السلام ومعطيه فكان سلامها من القلب ودخل الي قلب اليصابات واحشائها ففرح يوحنا وأرتكض فى بطن أمه وأمتلأت اليصابات بالروح القدس، وسبحت الله فرحه بعمله الخلاصي ورحمته.
أننا نتعلم من لقاءات القديسين كيف نقوي إيمان بعضنا البعض ونهب السلام والفرح لمن حولنا. فما أحوجنا فى عالم اليوم الي من يحمل لنا الأخبار السارة ويطمئننا في ثقة بعمل الله العجيب في مختلف الظروف والأحداث. علينا أن لا نعاتب فى خصام ولا ننشر المذمة والأنقسام بل نكون دعاة وحدة ووئام. فمسيحنا ملك السلام يقول لنا {طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون} (مت 5 : 9). أن أبناء الله وبناته عليهم أن يحملوا بشري السلام والفرح لكل أحد { فلنعكف اذا على ما هو للسلام و ما هو للبنيان بعضنا لبعض }(رو 14 : 19). فلا تخافوا مهما تعقدت الأمور فلها عند الله حلول كثيرة، وثقوا في المسيح الغالب وتمسكوا بوعده الصادق{ فان الجبال تزول و الاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54 : 10). {وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس }(رو 15 : 13).
+ الشكر لله علي خلاصه ... قام أحد الأطباء بعمليه تغيير قلب لمريض فى حالة مئيوس منها وتعافى الرجل وكتب يشكر الطبيب الشهير ويمتدحه ويقول له أنه سيظل مديون له بالشكر ما بقي علي قيد الحياة. ونحن كم يا أحبائي مديونين بتقديم الشكر والتسبيح لمن مات وبذل ذاته عنا ونحن خطاه وببرنا ووهبنا الحياة الأبدية السعيدة. هكذا سبحت القديسة مريم العذراء الله شاكرة خلاص الله العظيم وقدمت له المجد والتعظيم لانه نظر الي تواضع أمته وتجسد منها ووهبنا الخلاص. لقد أعترفت بقداسة الله ورحمته وأستحقت التطويب من المؤمنين فى كل الأجيال فهي بالحقيقة أرفع من الشاروبيم وأجل قدراً من السيرافيم فقد صارت سماء ثانية ووالدة الله المتجسد ، ومع القديسة مريم نعظم من تواضع وجاء وخلاصنا ووهبنا الخلاص ونقدم الشكر والتسبيح لله ومع الغالبين نسبح { قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح ان ياخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة} (رؤ 5 : 12)، أمين.

الخميس، 22 ديسمبر 2016

شعر قصير -40- كلة للخير

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
" كله للخير"

املا قلبك بالأمل ولا تشتكي من سوء الأحوال
بعد ظلام الليل يشرق نور الصباح من المتعال
خليك واثق في الهك مطمئن وكن مرتاح البال
كله للخير ومصيرها تنتهي والشدة الي زوال
بالإيمان سكتت الريح وهديت الامواج والاهوال
أرفع ايديك للصلاة وأعمل باخلاص وبهمة الرجال
قول دبر حياتنا كما يليق وصلح وأعدل اللي مال
.....
(2)
" ذوقوا وأنظروا"
ذوقوا وانظرواما اطيب الرب
خيّر وصالح وأمين طول الدرب
اللي يعرفه لازم يحبه من كل القلب
بارك بلادنا ووعده ثابت بكل الحب
هاتبقي بلادنا بركة للكل شرق وغرب
تفضل واحة أمان وخير لاهلها وللغُرب
وتذوقوا يا أهلي وتشكروا فضل الرب
....
(3)
" أجمل البلدان"
وتمضي بينا الأيام وتعبر أحلك الأزمان
وأنت يا بلدى محمية وقوية من الرحمان
بلد الحضارة تضلي لكي باع طويل وشأن
ومهما عبرت عليكي مصاعب وأحزان
أنت يا أمي أصيلة وصابرة على الحرمان
تنهضي بنعمة المولي وبهمة الفرسان
تعيدى مجدك يا بلدى دا أنتى أجمل البلدان
.......
(4)
" الهنا قوى"
قائد سفينة حياتنا هو اله ورب قدير
ضابط الكون كله وهو قوي في التدبير
نسلم حياتنا له ويجعلها تسير في تيسير
مهما كانت الظروف صعبة والامر خطير
عنده للموت مخارج ومعاه سلام وفرح كبير
مهما الشر يهيج ويقوم كبخار يتبخر ويطير
دا أحنا الهنا قوي وقادر يحل كل أمر عسير
....
(5)
" ثقتنا في الله"

ثقتنا وإيماننا بلا حدود في الله ضابط الكل
أتكالنا عليه ورجائنا فيه وهو لينا حماية كالظِلّ
نطرح أمامه همومنا ونطلبه وهو يدي ولا يهمل
يدينا سلام وخير ومحبة وبركة والفرح علينا يهل
هو رعانا بالأمس ويقودنا اليوم وللابد أمين يَظلّ
سلم له أمرك وقول يارب وحياتك تبقى زي الفل
ذوقوا وأنظروا ما اطيب الرب، يدي خلاص للكل

الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

قصص قصيرة - عمل الخير

أعداد القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
ولد فقير مكافح وأمين ومجتهد يبيع السلع بين البيوت ليدفع ثمن دراسته، يدعي "هوارد كيلي" يوما ما قد وجد أنه لا يملك الا القليل من المال لا يكفي لسد جوعه وحاجاته، لذا قرر أن يطلب شيئا من الطعام من أول منزل يمر عليه .ولكن خجل من نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة ، فبدلا من أن يطلب وجبة طعام ، طلب أن يشرب ماء. وعندما شعرت الفتاة بأنه جائع، أحضرت له كأسا من الحليب، وقطعة من الكيك فشربها ببطء وتناول قطعة الكيك ثم سألها
بكم مديون لكي سيدتي؟
فأجابته : لا لست مديون لي بشيء
لقد علمتنا أمنا أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير!
فقال لها أشكرك إذا من أعماق قلبي.
وعندما غادر الشاب المنزل ، شعر بأن صحته جيدة وإيمانه قد زاد بعد أن كان يائسا ومحبط. وأجتهد وأصبح طبيب نابغة بعد ذلك بسنوات.
تعرضت تلك السيدة لمرض خطير مما أربك الأطباء المحليين فأرسلوها لمستشفى المدينة حيث تم استدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضها النادر وقد أستدعوا لها فى المستشفي الدكتور المشهور في ذلك الوقت إسمه الدكتور "هوارد كيلي " للاستشارة الطبية . وعندما قرأ اسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة، لمعت عيناه بشكل غريب ، وانتفض في الحال عابرا المبنى إلى الأسفل حيث غرفتها ، وهو مرتديا الزي الطبي ، لرؤية تلك المريضة ، وعرفها بمجرد أن رآها . فعاد إلى غرفة الأطباء ، عاقدا العزم على عمل كل ما بوسعه لإنقاذ حياتها ، وأبدى اهتماماً خاصاً بحالتها. وبعد صراع طويل ، تمت المهمة على أكمل وجه ، وطلب الدكتور "هوارد كيلي " فاتورة العلاج من المستشفى إلى مكتبه ودفعها، وأرسلها لغرفة المريضة .
مشفوعة بالكلمات التالية :الفاتورة مدفوعة بالكامل بكأس من الحليب وشريحة كيك مع ابتسامة رقيقة غيرت حياتي .
التوقيع: د. هوارد كيلي
عزيزى {اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ }(جا 11 : 1)
.......
(2)
ألبعد عن الشر
أصيب أسد بمرض أرهقه، وكانت رائحة كريهة تفوح من فمه، وبالكاد كان يسير في الغابة، يبحث عن فريسة، وإذ رأى حماراً سأله: أيها الحمار العزيز إني أشعر بتعب شديد، وأود أن أسألك، هل تفوح من فمي رائحة كريهة؟
أجابه الحمار : نعم، فإن رائحة فمك لا تطاق فقد ظن ان الواجب أن يقول الحق مهما كان الثمن، عندئذ زأر الأسد، وهجم على الحمار، وهو يقول له: كيف تتجاسر أيها الحمار الجاهل، وتهين ملك الأسود، وافترس الأسد الحمار.
وبعد يومين عبر الأسد بثعلب وكان قد سمع ما حدث مع الحمار، وإذ سأله الأسد كما
سبق أن سأل الحمار. خاف الثعلب من الأسد فأجاب: سيدي ملك الغابة، وسيد كل الحيوانات، إنني اشم من فمك رائحة زكية رائعة، لم اشمها من قبل!. ظناً أنه يتكلم ما يحلو أن يسمعه الأسد بمكر.
زأر الأسد وقال له : يا أيها الثعلب المخادع، إنك مرائي، كيف تقول هذا وأنا اشم رائحة كريهة من فمي، كيف تتجاسر، وتنافق ملك الغابة!. ثم هجم عليه وافترسه.
بعد أيام قليلة عبر الأسد على قرد ، وإذ رآه القرد هرب منه وتسلق شجرة، وإذ كان الأسد جائعاً، توسل إلى القرد لكي ينزل ويشم رائحة فمه. أما القرد الذي سمع عما فعله الأسد مع الحمار والثعلب ، فقال للأسد: سيدي ملك الوحوش إنني أشتهي أن أخدمك وأحقق لك طلبتك، لكنني اعتذر لك، فإني أعاني من البرد فلا أستطيع أن اشتم شيئاً بسبب مرضي. ونجا القرد لانه استخدم الحكمة وابتعد عن المناقشة الغبية مع الاسد.
ونحن علينا أن نبتعد عن المباحثات الغبية { المباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها عالما انها تولد خصومات. وعبد الرب لا يجب ان يخاصم بل يكون مترفقا بالجميع صالحا للتعليم صبورا على المشقات.}(2يم 23:24) وعلينا أن نصلي ونطلب الحكمة من الله ونبتعد عن حيل الشيطان متذكرين قول الكتاب {اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ }(1بط 5 : 8) .
........
(3)
الدفاع عن المظلوم

كان يطوف في السوق رجل متكبر ..يظهر عليه الكثير من حسن الهيئة والزهو ..
مرت عليه أرملة تبيع السمن ..
فسألها : ماذا تبيعين يا إمرأة ؟
فقالت : أبيع السمنة ياسيدي .. فقال لها : أريني أياه!.
وعندما أرادت أن تنزل السمن من فوق رأسها إندلق منه بعض السمن على ثيابه !! فغضب الرجل غضباً شديداً ... وقال لها : لن أبرح المكان حتى تعطيني ثمن الثوب
فظلت المرأة تستعطفه وتقول له : إعفينى سيدي فأنا أرملة فقيرة أصرف علي أيتام .
فقال لها : إعطيني ثمن الثوب ! فسألته : وكم ثمن الثوب ؟؟ قال : ألف جنية فقالت له: أنا امرأة فقيرة فمن أين لي بهم ؟
قال لها : لا شأن لي
فقالت له : إرحمني ولا تفضحني .. وبينما هو يتهددها
أقبل عليهم أحد الحكماء فقال لها : ما هي المشكلة ؟ فقصت عليه الخبر .
فقال الحكيم أنا أدفع ثمن الثوب ، فأخرج ألف جنية وعدها الرجل المتكبر!
ثم قال للرجل القاسي لن أن تبرح المكان قبل أن تعطيني ثوبي الذى اشتريته.
فرد عليه ذلك المتكبر وقال: ماذا تريد ؟
فقال له : هل أخذت ثمن الثوب ؟
قال : نعم
قال له الحكيم فأين الثوب ؟ لقد أعطيناك ثمنه فأعطنا الثوب.
قال الرجل المتكبر : وأسير عارياً !؟
قال الشاب : لا شأن ليّ
قال الرجل المتكبر : وإن لم أعطك الثوب ؟
قال: تعطينا الثمن .
قال الرجل المتكبر : الألف جنية ؟
قال الحكيم : كلا ، بل الثمن الذي نطلبه الفين لقد أصبح ملكي وأنا لن أبيعه بأقل من ذلك .
قال الرجل المتكبر : أتريد أن تفضحني ؟ وأمشي عاريا فى السوق .
قال الحكيم : أما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينة
وتجمع الناس وسمعوا القصة وخجل الرجل المتكبر وعفا عن الأرملة وعوضها الحكيم ثمن السمنة المسكوبة بالألف جنية!
{ تَعَلَّمُوا فِعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ}(اش 1 : 17)

السبت، 17 ديسمبر 2016

(143) فكرة روحية لكل يوم - بشارة الملاك للعذراء


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
1- بشرى السماء....
+ فى عالمنا المضطرب، ووسط الضيق والوحدة والمعاناة والغلاء والمرض والصراع، كم نحتاح الي سماع صوت الله المفرح والمطمئن وواهب السلام، وكم تكون البشرى سارة عندما تأتي من السماء وبصوت وظهور رئيس الملائكة الجليل غبريال المبشر، ليعلن لنا خلاص الله وسلامه ورضاه ليهبنا نعمة وبركة. هكذا ظهر ملاك الرب قديما لزوجة منوح وبشرها بميلاد شمشون كمخلص من ظلم الفلسطينين فى ذلك الوقت { فَتَرَاءَى مَلاَكُ الرَّبِّ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا: «هَا أَنْتِ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدِي, وَلَكِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً. وَالآنَ فَاحْذَرِي وَلاَ تَشْرَبِي خَمْراً وَلاَ مُسْكِراً وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئاً نَجِساً. فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً, وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ, لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ, وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ} (قض 3:13-5).
+ هكذا فرحت العذراء مريم ببشارة رئيس الملائكة للقديسة العذراء مريم بالحبل بمخلص العالم كله عندما أعطاها السلام ووهبها أعظم عطية بان يحل الروح القدس عليها وتظللها قوة العلي ويتجسد منها الأبن الكلمة، كما تنبأ أشعيا النبي أن السيد الرب يعطينا نفسه آية { وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»} (اش 7 : 14). + نحن أيضا في إيمان ورجاء علينا أن ننتظر خلاص الرب ونطلب أن يفتح الله عيون قلوبنا ونرى ملائكتة الله تحيط بنا وتحفظنا { أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ} (عب 1 : 14). وعلينا أن نصلي بتواضع وتوبة صادقة ونطلب خلاص الله لنا من أيدي أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا كقول زكريا الكاهن { خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا. لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ. الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا: أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا نَعْبُدُهُ. بِقَدَاسَةٍ وَبِرٍّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا.} (لو71:1-75). نطلب تعزية وفرح من الرب الذى هو فرحنا وخلاصنا من طوفان العالم { فَرَحاً أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا }(اش 61 : 10).
2- التجسد الإلهي من العذراء...
+ ظهر الملاك للقديسة العذراء وأهبا لها السلام ومبشرا أياها بعطية السماء وخلاص الله لجميع الأمم وأقتراب الله الينا بل ليصيرا الكلمة جسدا ويحل بيننا ونرى مجده كمجد أبن وحيد لابيه، أنه سر عظيم قال عنه الكتاب المقدس {وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَسِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ} (1تي 3 : 16). الرب اختار القديسة مريم لتكون أما لله الكلمة المتجسد لأنها كانت مملوءة نعمة، أن أعظم نعمة أن يتحد في بطنها لاهوت المسيح مع ناسوته، إتحاد الإنسان بالله، والجسد بالكلمة. لقد عاشت العذراء وذاقت معية الرب على مستوى فريد، إذ حملت كلمة الله في أحشائها، وقدمت له من جسدها ودمها جسدا مقدسا. وصار الأبن الكلمة أبنا للانسان لكي نصير نحن أبناء لله بالإيمان والتبني. لقد سألت القديسة مريم الملاك { فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟». فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.} (لو 34:1-35) أن سؤال العذراء للملاك لا يدل على شك، بل أستفسار وطلب للفهم فهي لا تدري كيف يتم هذا الأمر وهي عذراء ولقد نذرت نفسها لتخدم الهيكل دون زواج. وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة في التاريخ أن تحبل عذراء بدون زرع بشر. وكانت إجابة الملاك: بقوله أن الروح القدس يحل عليها لتقديسها، روحاً وجسداً، فتتهيأ لعمل الآب الذي يرسل ابنه في أحشائها يتجسد منها. حقاً هذا سر إلهي فائق فيه يعلن الله حبه العجيب للإنسان وتكريمه له.
+ لقد أختار الله القديسة مريم العذراء لتكون أما لله الكلمة المتجسد لطهارتها وتواضعها وإيمانها وحياة التسليم التي عاشتها منذ طفولتها. لقد عاشت القديسة مريم حياة الصلاة والتامل فى صمت وهدوء وجمعت بين الخدمة وحياة الصلاة { وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا }(لو 2 : 19). وعاشت حياة الخدمة فى الهيكل منذ طفولتها ثم كخادمة فى بيت يوسف كما رايناها تخدم وتطلب من الرب في عرس قانا الجليل بل وتوصينا { قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ»} (يو 2 : 5) خدمت اليصابات المتقدمة فى الأيام فى أيام حبلها بيوحنا المعمدان ثم كأم لربنا يسوع المسيح، ثم كأم للرسل والعذارى فكانت مثالا وقدوة لكل الخدام والخادمات فى كل جيل { فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.} (لو 38:1). وتم فيها قول داود النبي { إسمعي يا إبنتي وانظري وأميلي سمعك، وأنسى شعبك وكل بيت أبيك، فإن الملك قد اشتهى حسنك، لأنه هو ربك.} (مز 10:45-11)
+ نحن مدعوين للتعلم من حياة القديسة مريم وفضائلها وخدمتها وبالأكثر مدعوين لنذوق ما أطيب الرب ونتحد به كاتحاد الأغصان بالكرمة لنأتي بثمر ويدوم ثمرنا { أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.} ( يو 1:15-4).
أن الله يريد منا نقاوة القلب لكي نعاينه فى حياتنا ويحل بالإيمان فينا { طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ} (مت 5 : 8). ومن يريد أن يحل المسيح بالإيمان فيه، عليه أن يجاهد ليكون في نقاوة وعفة وتواضع وإيمان وفضائل أمنا القديسة مريم العذراء وعلينا أن نقتدي بها ونتعلم منها ونكرمها { لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي }(لو 1 : 48).
3- ليس شئ غير ممكن لدي الله ...
+ لدي البشر هناك أشياء يمكننا أن نفعلها أو نتوقع حدوثها وهناك اشياء تبدو مستحيلة الحدوث لكن الأمر ليس هكذا لدي الله { لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ} (لو 37:1). لكن بالإيمان نستطيع فعل الأشياء الصعبة والمستحيلة كما قال القديس بولس الرسول { أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي }(في 4 : 13). وبالإيمان نتوقع بالصبر خلاص الرب الذى يعمل لاجل خلاصنا ونجاتنا فالله يقدر أن يخلص حتى من قد هلك { لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ}(لو 19 : 10). كل شئ مستطاع لدي الله الذى جعل في البحر طريقا لشعبه قديما والذى نجي الفتية من آتون النار . الله الذى أرسل ملاكه وأباد الالوف من جيش سنحاريب قديما مدافعا عن أورشليم هو أمس واليوم والي الأبد . فثقوا وقفوا وأنظروا خلاص الرب الذى يدافع عنكم وأنتم صامتون.
+ هكذا يحدثنا الكتاب المقدس عن رجال الإيمان وكيف عاشوا وأحتملوا ونالوا المواعيد وعلينا أن نجاهد بالإيمان لتظل شعلة الإيمان متقدة فى قلوبنا لنصل الي السماء { الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ،. أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ،.أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضاً وَحَبْسٍ. رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ،.وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقّاً لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَالٍ وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ.فَهَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُوداً لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ،. إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئاً أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا} ( عبر 33:11-40).
+ علينا أذا أن نثق فى محبة الله المعلنة لنا فى المسيح يسوع ربنا ونجاهد بالصبر ناظرين الي رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع كقول القديس بولس لتلميذه تيموثاوس { جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي الَيْهَا دُعِيتَ أَيْضاً، وَاعْتَرَفْتَ الاِعْتِرَافَ الْحَسَنَ امَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ }(1تي 6 : 12). وفى إيماننا بالله نتوب عن الخطية ونحيا حياة البر والإيمان ليقدم لنا بسعة الدخول الي ملكوت الله { وَلِهَذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً،. وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،.وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً.لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لأَنَّ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هَذِهِ هُوَ أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ، قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ. لِذَلِكَ بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ لَنْ تَزِلُّوا أَبَداً. لأَنَّهُ هَكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ.} (2بط 5:1-11)، أمين.

الأحد، 11 ديسمبر 2016

(142) فكرة لكل يوم - البشارة بميلاد يوحنا المعمدان


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
في بشارة رئيس الملائكة جبرائيل المبشر لزكريا الكاهن نري
١- حكمة الله والأستجابة للصلاة.. الله يسمع صلواتنا ويستجيب في الوقت المناسب، حتي مع السالكين في جميع وصايا الله واحكامه بلا لوم، لقد تأني الله علي الأستجابة لصلوات زكريا واليصابات بان يرزقهما بابن وأنتظرا البشارة بميلاد يوحنا المعمدان حتى كبرا وتقدما في الأيام لكن فى الوقت المناسب بشر رئيس الملائكة غبريال ابيه زكريا بميلاد يوحنا ليكون السابق والمعمدان وينال شرف أعداد الطريق أمام الرب يسوع المسيح ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته . في كل طلباتنا وصلواتنا علينا أن ننتظر الرب ونسلك في وصاياه بلا عيب وهو يستجيب لصلواتنا ويحقق طلباتنا في الوقت المناسب حسب حكمته وغناه في المجد. { وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا}(اف 3 : 20)
٢- الأنقياد بروح الله .. لقد امتلأ يوحنا المعمدان بالروح القدس من بطن امه عندما سمعت الصابات صوت سلام القديسة مريم العذراء وارتكض الجنين بابتهاج في بطن أمه فرحا وكان يوحنا سبب فرح وابتهاج الكثيرين وذلك
أ- لانه دعا للتوبة والرجوع الي الله ولاقت دعوته القبول وكان القديس يوحنا خير قدوة ومثال للنسك والزهد والتواضع . رد يوحنا بدعوته قلوب الاباء الي الابناء والعصاة الي فكر الأبرار، وكم من عائلات انصلح حالها وفرح أعضائها برجوع الأبناء الي حضن الاباء والامهات بدعوة يوحنا المعمدان وأثمرت دعوته بثمار روحية تليق بالتوبة.
ب- كان يوحنا منقاد بالروح في البراري الي يوم ظهوره في اسرائيل فظهر كمصلح أجتماعي يدعو من له طعام ان يعطي من ليس له ومن له ثياب ليكسي العرايا وان يكتفي الموظفين برواتبهم دون رشوة أو فساد { وَكَانَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ الَّذِينَ خَرَجُوا لِيَعْتَمِدُوا مِنْهُ: «يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟. فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. ولاَ تَبْتَدِئُوا تَقُولُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْرَاهِيمَ. وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ». وَسَأَلَهُ الْجُمُوعُ: «فَمَاذَا نَفْعَلُ؟». فَأَجَابَ: «مَنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ وَمَنْ لَهُ طَعَامٌ فَلْيَفْعَلْ هَكَذَا». وَجَاءَ عَشَّارُونَ أَيْضاً لِيَعْتَمِدُوا وَسَأَلُوهُ: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا نَفْعَلُ؟».
فَأَجَابَ: «لاَ تَسْتَوْفُوا أَكْثَرَ مِمَّا فُرِضَ لَكُمْ». وَسَأَلَهُ جُنْدِيُّونَ أَيْضاً: «وَمَاذَا نَفْعَلُ نَحْنُ؟» فَأجَابَ: «لاَ تَظْلِمُوا أَحَداً وَلاَ تَشُوا بِأَحَدٍ وَاكْتَفُوا بِعَلاَئِفِكُمْ».} (لو 7:3-14). وكان لهم خير مثال في الأتكال علي الله والدعوة الي الحق حتي لو واجه الحكام الظالمين وفضل يوحنا ان يموت مقطوع الرأس من ان يحيا برأس وهو منحني وراض علي الظلم والشر.
ج- توج يوحنا دعوته بان وجه أنظار الجميع الي المسيا المنتظر، العريس الحقيقي لكل نفس ودعي السيد المسيح بانه ( حمل الله الذي يرفع خطية العالم) " يو ٢٩:١" وشهد في عماده للسيد المسيح أنه أبن الله ( وانا قد رايت وشهدت أن هذا هو أبن الله) " يو ٣٤:١" .
٣- معرفة أرادة الله - كم نحتاج في عالم اليوم لمعرفة ارادة الله في حياتنا والأنفتاح علي السماء والأمتلاء بروح الله والأنقياد له، اننا رعاة ورعية يجب ان ننسكب أمام الله بروح التضرع والصلاة لنسمع صوت الله بين الاصوات الكثيرة ونميزه ونصنع ارادة الله في حياتنا لنكون ابناء وبنات لله . في كلامنا وفي صمتنا وفي اعمالنا نتمم ارادة الله ونسعي لخلاصنا ولنكون قديسين نسعي في حياة الكمال المسيحي الذي اليه دعينا ونسلك بتواضع ونعمل الخير ونعرف الحق والحق يحررنا من الخطية والجهل والضعف والخوف ويقودنا الي الحياة الأبدية، أمين.

الجمعة، 9 ديسمبر 2016

خمسة قصص قصيرة سر السعادة

أعداد الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
القناعة والسعادة""
ذهب الصياد الي البحر ليتصيد الأسماك، فاصطاد سمكةً كبيرةً، فوضعها في حقيبته، ونهض لينصرف! ولاقاه تاجر الأسماك فسأله : إلي أين تذهب؟ فأجابه الصياد إلى البيت.
فقد اصطدت سمكةً كبيرةً جدّاً تكفيني وأسرتي لنعيش بثمنها لأيام
فردّ التاجر : انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة.
فاجابه الصياد : ولماذا أفعل ذلك؟
فردّ التاجر : عندما تصطاد الكثر يمكنك أن تربح أكثر وتصبح أكثر غني.
فسأله الصياد : ولماذا أفعل هذا؟
قال له: كي تحصل على المزيد من المال وتدّخره وتشترى مركب صيد وتصبح من الأثرياء. فسأله الصياد : وماذا سأفعل بالثّراء؟
فردّ التاجر : تستطيع في يوم من الأيّام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك وزوجتك!
فقال له الصياد : هذا هو بالضبط ما أفعله الآن، ولا أريد تأجيله حتّى أكبر!.
.....
(2)
"درس فى الإيمان"
سأل الملحد لأحد المؤمنين ... هل ترى صديقك بجوارك؟
أجابه المؤمن نعم أراه يا عزيزى.
وهل تري الأشجار تتمايل خارج البيت؟
فقال له ... نعم أراها ؟
ولكن هل تري الله في السماء من فوق !
فاجاب ... لا ولكن نراه بالإيمان فى كل أعماله وكما لا نري الريح لكن نري عملها في الاشجار هكذا الله أن كنا لا نراه فنحن ندركه بالإيمان والروح والعقل المتضع.
قال الملحد فى مكر : أنت لا تري الله أذن هو ليس بموجود!.
سأل المؤمن الملحد... هل نري الروح فيك يا سيدى !..
أجابه : لا
العفو يا سيدى فانت إنسان ميت !.
وهكذا لا نري عقلك! فأنت ليست بعاقل ...
حقا قال الكتاب { إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ. لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ.لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ.} (رو 19:1-22)
(3)
الرسام والعطاء""
- عاش رسّام عجوز في قرية صغيرة وكان يرسم لوحات غاية في الجمال ويبيعهم بسعر جيّد- وفي يوم من الأيام أتاه احد رجال القرية وقال له:
أنت تكسب مالًا كثيرًا من أعمالك، فلماذا لا تساعد الفقراء في القرية ؟
انظر لجزار القرية الذي لا يملك مالًا كثيرًا ومع ذلك يوزّع كل يوم قطعًا من اللحم المجّانية على الفقراء.
وانظر الى خباز القرية برغم انه رجل فقير ذو عيال الا انه يعطي الفقراء خبزا مجانيا كل يوم.
. لم يردّ عليه الرسام وابتسم بهدوء
- خرج الفقير منزعجًا وأشاع في القرية بأنّ الرسام ثري ويكتنز الأموال ولكنّه بخيل ، ولا يساعد الفقراء.
فنقم عليه أهل القرية وقاطعوه وهجروه.
- بعد مدّة مرض الرسّام العجوز ولم يعره أحد من أبناء القرية اهتمامًا ... ثم مات وحيدًا فريدا - مرّت الأيّام ولاحظ أهل القرية بأنّ الجزار لم يعد يرسل للفقراء لحمًا مجّانيًا
وكذلك الخباز الشهم صار لا يمنح الفقراء خبزا مجانيا برغم توافدهم عليه ورجاؤهم منه
- وعندما سألوهما عن سبب توقفهما ، قالا
بأنّ الرسّام العجوز الذي كان يعطينا كل شهر مبلغا من المال لنعطي الفقراء اللحم والخبز . و قد مات فتوقّف ذلك بسبب موته.
قد يسيء بعض الناس بك الظن أو يحسنوا الظن ، ولن ينفعك هؤلاء ولن يضرك أولئك ، المهم حقيقتك وما يعلمه الله عنك.
ولا تحكموا على أحد من ظاهر ما ترونه منه، فقد يكون في حياته أمور أخرى لو علمتها لتغير حكمكم عليه.
(4)

" أخلاق العظماء"

أقام أحد نبلاء بريطانيا، حفلة عشاء، حضرها رئيس الوزراء الشهير تشرتشل والعديد من الشخصيات الرسمية والمعتبرة
خلال المأدبة، تقدم أحد مساعدي رئيس الوزراء منه، وهمس في أذنه قائلا: يا سيدي، لقد شاهدنا إحدى السيّدات تسرق مملحة فضّية وتضعها في حقيبة يدها. فهل لنا أن نفعل شيء ؟
اجاب ترتشل مساعده، دع الأمر لي، فأنا سأهتم بالموضوع... توجه رئيس الوزراء الى الطاولة، وأخذ مملحة أخرى مماثلة ووضعها في جيبه. ثم أتجه الى تلك السيدة، طالبا، أن يكلمها على إنفراد
عندما أصبحا في معزل عن مرأى الآخرين
اخرج المملحة من جيبه وقال للسيدة: سيدتي العزيزة، إني أخشى، أن ما فعلناه، قد صار معلوما عند الآخرين... فلا يوجد لنا حلٌ سوى أن نعيد هاتين المملحتين من حيث أخذناهما
يا لحكمة هذا القائد الشهير. فبالرغم من أنه كان له مطلق الحق أن يدين تلك السيدة، ويشهّرها، غير أنه ترك لها فرصة للرجوع عن فعلها وتصحيح خطأها.
يقول الكتاب المقدس: المحبة تستر كثرة من الخطايا. إن المحبة المسيحية الحقيقية تستر الخطايا، لكنها لا تتستر عليها. إنها تكره الخطية لكنها تحب الخاطئ. إن المحبة المسيحية تعلّمنا أن نرحم الآخرين كما رحمنا الرب، أن نحبهم كما أحبهم الرب، وأن نعمل كي نبنيهم ونقويهم لا أن نهدمهم. أطلب اليوم من الله أن يساعدك أن ترى الآخرين كما يراهم هو... أن ترحمهم كما يرحمهم هو... وأن تحبهم كما يحبهم .
......
(5)
"علاج قسوة القلوب "
سأل المريض الأب الحكيم قائلاً: هل يوجد لديك علاج لقسوة القلوب
أخرج الأب الكتاب المقدس من مكتبته وقال له
خد هذا الكتاب وأقراء فيه بقدر استطاعتك وتأمل في كلامه وحوله لسلوك فانه يلين اقسي القلوب.
كلام الله كالمطرقة تحطم الصخر وتذيب قسوة القلوب { أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟ }(ار 23 : 29) وفيه روح وحياة ونقاوة وشفاء وهو علاج لكل داء .
......

الخميس، 8 ديسمبر 2016

شعر قصير -39 - المحبة والبذل

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

"نحب ونخدم "
علمنا يارب أن نحبك ونحب ونخدم كل الناس
محبة صادقه نقدمها ببذل وعطاء واحساس
نعمل الخير مع اللي يسوي واللي مايسواش
نخلص للي يحبونا ونحطهم كتاج علي الرأس
زي ما المسيح أحب الكنيسة وبذل ذاته كمقياس
أي شئ نقدمه بدون محبة يبقي كالتراب ينداس
الدنيا من غير محبة ووفاء يا ناس ما تسواش
......
(2)
" أشكروا الله"

أشكروا الله محب البشر الصالح والأمين
باركوا وسبحوا أسمه القدوس في كل حين
العامل عبر التاريخ مع شعبه ومع القديسين
لم يتركنا لايدي اعدائنا وان كنا أثمة خاطئين
ملجأنا في شدائدنا ومنقذ لمن نحوه صارخين
تعالوا اليه وأقتربوا منه واحتموا فيه يا متعبين
يقودنا في موكب نصرته ويخلصنا فنسبح فرحين
.....
(3)
" كلي الشفقة والحنان"
يسوع المسيح الهنا كلي الشفقة والحنان
ويبحث عن الضال ويرده ويريح التعبان
يغفر الخطايا ويهب العطايا وله السلطان
هو أمس واليوم وغداً وفي كل زمان ومكان
يقدر يقيمنا من موت الخطية ويشفي الأبدان
نصلي اليه يرحمنا ويبص بالشفقة لكل إنسان
نرجع له بكل قلوبنا ونتبعه يخلي قلبنا فرحان
......
(4)
" ما أطيبه "
في الصليب نري يسوع المخلص والحبيب
يبذل ذاته عنا ونحن خطاه فقسوتنا يذيب
ويجعلنا نحب الكل حبا في الهنا المهيب
فتعالوا يا عطاشي الي نبع الحب العجيب
تنالوا بفيض سعادة وشبع به القلب يطيب
ذوقوا ما أطيبه يغفر ويمحو الأثم الرهيب
.....
(5)
"يشفي الأرواح والأبدان"
محمول علي الأكتاف وملفوف باللحاف
حملوه للطبيب، لقوا زحمة وكأنه يوم زفاف
شالوه ونقبوا السقف كرجال اقوياء عجاف
لما السيد المسيح بحنيته تطلع لهم وشاف
إيمان ومحبة قوية في عالم يعاني من الجفاف
غفر خطايا المفلوج وشفي كاني المرض ماشاف
وانت انظر لمن حولك واصنع معاهم الأحسان
وتقوي في الإيمان كمبدع ومحب وايجابي فنان
الله أمس واليوم ويقدر يعمل المعجزات بالإيمان
يغفر ويدي سلام وفرح ويشفي الارواح والابدان
....

الخميس، 1 ديسمبر 2016

صوم الميلاد المجيد


القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ صوم الميلاد هو رحلة استعداد.. أذ تستعد الكنيسة وتهيئ وتعد المؤمنين لاستقبال الله الكلمة المتجسد ليحل بالإيمان فى قلوبنا وندرك عظمة هذا السر{ عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد}(1تي 3 : 16). وكما صام موسي النبي قديما أربعين يوما وأربعين ليلة ليستضئ فكره وقلبه وروحه لاستلام لوحى العهد المكتوبة بإصبع الله { وقال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه الكلمات لانني بحسب هذه الكلمات قطعت عهدا معك ومع اسرائيل. وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر. وكان لما نزل موسى من جبل سيناء ولوحا الشهادة في يد موسى عند نزوله من الجبل ان موسى لم يعلم ان جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه. فنظر هرون وجميع بني اسرائيل موسى واذا جلد وجهه يلمع} (خر27:34-30). اننا نصوم فى رحلة مقدسه لاربعين يوم لنستطيع ان نفهم ونعيش فرحة التجسد الالهي والخلاص والتحرر من عبودية إبليس وثقل الإنسان العتيق فيستحيل على الإنسان الطبيعي المنغمس فى لذة الأكل والشرب وملاهي العالم أن يهدأ ويحيا قوة الإيمان العامل بالمحبة، ويحيا بالروح والحق ويدرك أبعاد التجسد الالهي في تواضع ووداعة وعمق محبة الله الآب الذى أرسل ابنه الوحيد الى العالم لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. والكنيسة تدعونا للصلاة والصوم والتوبة لنستعد روحيا لنحيا أفراح ميلاد المسيح الذى إنتظرته الأجيال في ترقب وبالصوم نتقدس بالتوبة ويتقدس الجسد والفكر والروح.
الاستعداد للميلاد بالتوبة.. الرجوع الى الله من كل القلب هو صميم دعوة الرب يسوع المسيح { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 4:17). الصوم عن الطعام هو ضبط للجسد والاهواء فالبطن سيدة الأوجاع من يستطيع ان يضبطها يسير فى طريق الكمال ويقدر أن يضبط الجسد كله { الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات} (غل 5 : 24). لابد ان يصحب الصوم عن الطعام لفترة من الزمن الأكل النباتي الخفيف فى إعتدال ليصح الجسد وتصفو النفس وتقوى الروح يرافقه صوم الحواس عن الطياشة فيما لا يفيد، وصوم اللسان عن الكلام غير النافع وضبط الشبع بالصلاة وكلمة الله المحيية والخلوة الروحية لمحاسبة الذات ومعاتبتها أو معاقبتها لترجع الى الله وتعترف بخطاياها وأخطائها وتقلع عنها وتكتسب العادات الإيجابية التي تقربها من الله وتتقدس بالاسرار المحيية وتتهيأ لحلول المسيح بالإيمان فيها.


صوم الميلاد والإستنارة الروحية.. كان العالم قبل ميلاد المسيح قد بعد عن الله { يمدون السنتهم كقسيهم للكذب لا للحق قووا في الارض لانهم خرجوا من شر الى شر واياي لم يعرفوا يقول الرب} (ار 9 : 3). تعلق الناس بالمادة وغرور الغنى وهموم الحياة واصبح الناس فى فى ظلمة الخطية والجهل { يتلمسون في الظلام وليس نور ويرنحهم مثل السكران} (اي 12 : 25). وحتى البقية الباقية التي تعرف الله كانت عبادة الكثيرين منهم فريسية وشكليه والقلة القليلة التي تتوقع استعلان مجد الله كانت تعاني وتتعذب أنفسهم البارة بافعال من حولهم الأثمة فالبعد عن الله جهل { قد هلك شعبي من عدم المعرفة }(هو 4 : 6). فجاء السيد المسيح النور الحقيقي الذى ينير لكل إنسان أت الى العالم ليهبنا الاستنارة ويجعلنا ابناء النور كما تنبأ عنه اشعياء النبي { ولكن لا يكون ظلام للتي عليها ضيق كما اهان الزمان الاول ارض زبولون وارض نفتالي يكرم الاخير طريق البحر عبر الاردن جليل الامم. الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور.....لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. لنمو رياسته و للسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الى الابد غيرة رب الجنود تصنع هذا} ( أش 1:9-7). ولكي يشرق علينا نور شمس البر والشفاء فى أجنحتها وتستنير قلوبنا بنور الإيمان وننتقل من عالم الظلمة الى ملكوت النور فاننا فى رحلة صوم الميلاد والاحاد الخاصة بشهر كيهك نتأمل سر الله المتجسد ومسيرة الخلاص فى العهد القديم والنبؤات الخاصة بالتجسد والبشرى بميلاد السابق يوحنا المعمدان لكي يهيئ طريق الرب ثم بشرى التجسد الإلهي للقديسة مريم العذراء وميلاد القديس يوحنا المعمدان لنصل الى ميلاد السيد المسيح الوديع والمتواضع والغالب والمنتصر ليهبنا إمكانيات الخلاص من عبودية إبليس بتجسده وصليبه المحيي وقيامته المجيدة. أن الإيمان بالله يعطي أستنارة للعقل ويهب الروح معرفة وحكمة وفهم ويهب الجسد قداسة وطهارة وعفه وهدوء ويقدس الكيان الإنساني .
أن تجسد وتأنس ابن الله ليصير ابناً للإنسان بغير إنفصال ولا إمتزاج ولا تغيير وهو ابن الله الازلي رفع من شأن الإنسان وأعطاه كرامة ومجد { فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم و الدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس} (عب 2 : 14). لقد وهبنا التجسد الإلهي استنارة روحية ترفع طبيعتنا المائتة وتعطينا ان نعرف الله ونحبه ونتحد به ونكون رعية واحدة لراع واحد { عرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم }(يو 17 : 26). لقد دعانا الرب للإيمان والاستنارة كابناء له بالتبني بمقتضى مسرته { واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله.} (يو 12:1-13) نولد ثانية من الماء والروح { الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله.}( يو5:3). ولكل نفس يوجه الرب نداه لتؤمن وتتوب وتستنير{قومي استنيري لانه قد جاء نورك و مجد الرب اشرق عليك} (اش 60 : 1) .)
صوم الميلاد والفرح بالرب.. يقال ان القديسة مريم هي أول من صام صوم الميلاد المجيد ففى أخر الثلث الأخير من الحبل الإلهي وقد ظهر حملها بالمخلص وقد أتهمها البعض ظلما، فقد صامت وصلت الى الله من أجل إعلان مجده ونجاتها من أعدائها ومن أيدي مبغضيها. وكانت تناجي الله وتخاطبه بتسابيح وصلوات قديسي العهد القديم. وقد صامت الكنيسة منذ القرون الاولى صوم الميلاد المجيد، وقد ذكره القديس مار أفرام في تسابيحه ونتذكر فيه ما كانت عليه الخلقة من إنتظار للخلاص ونفرح بميلاد عمانوئيل وحلوله بيننا وتجسده لخلاصنا وقد أضيف الي الاربعين يوم لصوم الميلاد ثلاثة أيام تذكار نقل جبل المقطم فى عهد البابا أبرام ابن زرعه فى عهد المعز لدين الله الفاطمي.
صوم الميلاد هو صوم الفرح بالخلاص من الشيطان والخطية والموت للمؤمنين باسم المسيح ولهذا رتبت الكنيسة تسابيح شهر كيهك الذى تدعونا فيه لنسبح الله فنقول فى بدء الهوس الكيهكي ( سبحوا الرب تسبيحاً جديداً. سبحوا الرب أيها الارض كلها، سبحوا الرب وباركوا أسمه. بشروا بخلاصه يوماً فيوم. وأخبروا بمجده فى الأمم وبعجائبه فى جميع الشعوب). نسهر مصلين لله وشاكرين تجسده المحيي ونطوب القديسة مريم التي إستحقت ان تلد الله الكلمة المتجسد ولهذا نقول فى تسبحة ايام الاحاد( تهللوا بالروح أيها الارثوذكسيين لاجل القديسة مريم. يسوع المسيح الهنا الحقيقي الذى اتى من اجل خلاصنا وتجسد. من أجل خطايانا نزل وقلب حزننا الى فرح قلب) وهكذا نسبح الله حتى نصل الى عيد الميلاد المجيد لتكون النفس قد تنقت وتقدست بالصلاة والشكر والتناول من الاسرار المقدسة لنسبح مع ملائكة الميلاد { وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين. المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة.} (لو 13:2-14).)
الصوم يا أحبائي هو وسيلة روحية نقترب بها من الله بالصلاة والتأمل ونحيا متواضعين ونجول نصنع خير، فتصفو النفس وتستنير الروح ونتوب عن الخطايا والضعفات التي تبعد الإنسان عن الله وندرب أنفسنا على الشبع بكلمة الله والفرح بمحبته وعندما يكون الصوم صوما مقدسا تصومه الكنيسة كلها يتحنن الله ويمطر مراحمه على كنيسته وشعبه وقديسيه والراجعين اليه بكل قلوبهم.

الخميس، 24 نوفمبر 2016

(141) فكر روحية لكل يوم - شفاءً للمرضي

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ كثرت الأمراض الجسدية والنفسية والروحية التي يعاني منها الإنسان في جيلنا، لاسيما فى ظل التلوث فى الجو المحيط وأستخدام المبيدات والهرمونات في الزراعة والضغوط الكثيرة التي يعاني منها إنسان اليوم، والمشكلات التي يواجهها الإنسان فى حياته، فنادرا ما يوجد بيت ليس فيه من يعاني من الأمراض البسيطة أو الصعبة ونري ونسمع عن أناس فى كامل صحتهم البدنية ونسمع عن أنتقالهم المفاجئ وأصبح الكثيرين يعانوا من المرض أو بسبب مرض أحبائهم من أجل ذلك علينا أن نصلي بإيمان ونطلب فى صلواتنا الكنسية والخاصة من أجل شفاء المرضي. ونحن نصلي فى باكر كل قداس من أجل شفاء المرضي بكل موضع لينعم لهم الرب الهنا بالشفاء والعافية والخلاص والنعمة ومغفرة الخطايا. وفى أوشية للأنجيل نطلب من أجل شفاء المرضي والراحة للراقدين. كما وضعت الكنيسة سر مسحة المرضي لتصلي وتطلب من أجل شفاء المرضي بكل مرض لينعم الله لهم بالشفاء والعافية وتشترك في العمل مع السيد المسيح الرعوي فى خدمة التعليم والأفتقاد والتقديس { وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي الشَّعْبِ }(مت 9 : 35) وتتم الكنيسة دعوة الكتاب { أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ. وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ.} (يع 14:5-15).
+ علينا أن نشكر الله فى الصحة أو المرض ونحافظ علي أجسادنا وقوانا الجسدية والفكرية والروحية وننميها ونبتعد عن كل ما يسئ باي شكل اليها كوزنات معطاه لنا من الله. وأن سمح الله لنا بالمرض فعلينا أن نصلي ونسعي للشفاء علي أيدي أطباء أمناء { اكرم الطبيب لأجل فوائده } (سيرا 38 : 1). وكما أن الخاطئ يحتاج الي التوبة فان المريض يحتاج للطبيب الماهر كقول الرب{ فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ»} (مر 2 : 17). وعلينا أن نثق فى محبة الله لنا فى الصحة أو المرض ولا نشك فى رعاية وعنايته بنا حتى أن سمح بالمرض كدواء للتنقية أو كهبة وآكليل به نقترب الي الله ونشترك بشكر فى أحتمال الآلام { إِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْماً فَيَوْماً. لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيّاً. وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ } (2كو 16:4-18). حتى أن نقض بيت خيمتنا الأرضي فاننا نثق أننا سنقوم باجساد نورانية رحانية ممجدة { لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ.} (2كو1:5)
+ علينا ككنيسة أو محيطين بالمرضي أن نتعهدهم بالمحبة والرعاية والخدمة والتشجيع كمن يخدم المسيح نفسه { فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ: يَارَبُّ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ أَوْ عَطْشَاناً فَسَقَيْنَاكَ؟. وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ أَوْ عُرْيَاناً فَكَسَوْنَاكَ؟. وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟. فَيُجِيبُ الْمَلِكُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ.} ( مت 37:25-40). كما أن علي المريض أن يشكر الله ويحيا حياة التسليم لله فى كل حال ولا يتذمر وينتقد الغير فيفقد بركة المرض. وعلينا أن نستثمر المرض فى التوبة والصلاة والتداريب الروحية وقراءة سير القديسين الذى أحتملوا بشكر صليب المرض والشهداء الذين تألموا من أجل الإيمان ونعترف بضعفنا أمام الله بتواضع قلب ومسكنة ونصطلح مع المتخاصمين معنا فنحيا فى سلام مع الله والنفس والغير { فانه إن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي. وان لكم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم ابوكم أيضا زلاتكم} (مت ١٤:٦-١٥). وعلينا أن نتناول بتوبة وانسحاق من الأسرار المقدسة ونصلي ونطلب من أجل خلاصنا الأبدى. علينا أن نشكر الله متى سمح بالمرض ونصلي بإيمان من أجل الشفاء ونثق فى يد الله الأمينة ووعده القائل { فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ} (خر 15 : 26).

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

(140) فكر روحية لكل يوم - راحة للمتعبين

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ كثيرة هي متاعب الحياة التي يتعرض لها الإنسان ويواجهها كل يوم ولاسيما في ظل الضغوط الأقتصادية والنفسية والأجتماعية والحروب الروحية والأمراض الكثيرة التي نواجهها، بالأضافة الي ما نتعرض له من أزمات نفسية نتيجة لوفاة أحد المقربين أو تعرض البعض لأمراض صعبة أو يقع علي البعض من ظلم أوما نسمع به من مشاكل أو ما نراه ونسمعه من حوادث وأحداث تقع حولنا. وفى كل الصعاب التي نواجهها علينا أن نأتي الي الله بثقة وإيمان ونطلب منه العون والراحة والصبر والتعزية ونحصل منه على السلام وسط ضيقات الحياة ونثق في وعده القائل { تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ»} (مت 28:11-30). وعلينا أن نعمل مع الله لأراحة المتعبين ومساعدة المحتاجين لنجد نحن راحة وسلام. أن السعادة والسلام والراحة لن نجدهم فى حياتنا أن لم نقدمهم بمحبة للغير، ومغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ. علينا أن نقدم كلمة الله فى حكمة للغير لتريحهم وتفرحهم وتمنحهم إيمان وسلام ورجاء. علينا أن نكون دعاة سلام ونحيا فى محبة مع الغير ووئام وعلي قدر طاقتنا نسالم الجميع. ونصلي ليعطينا الله لسان المتعلمين لنعرف أن نغيث المتعبين بكلمة الله الحية والقادرة أن تريح النفس وتشفي الروح وتقوى الضعفاء { أَعْطَانِي السَّيِّدُ الرَّبُّ لِسَانَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَعْرِفَ أَنْ أُغِيثَ الْمُعْيِيَ بِكَلِمَةٍ. يُوقِظُ كُلَّ صَبَاحٍ يُوقِظُ لِي أُذُناً لأَسْمَعَ كَالْمُتَعَلِّمِينَ} (اش 50 : 4).
+ أن آلام الحياة قد تكون الوسيلة لتخليصنا من التعلق بالعالم وشهواته وقد تكون كالأدوية التي تقودنا لنرفع قلوبنا بالصلاة لله، والالتجاء اليه وبها نؤهل للمجد العتيد أن يستعلن فينا، وعلينا أن نعي أن الخليقة كلها تئن وتتمخض معا { فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا. لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ. إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ لَيْسَ طَوْعاً بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا عَلَى الرَّجَاءِ. لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضاً سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ. فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعاً إِلَى الآنَ. وَلَيْسَ هَكَذَا فَقَطْ بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضاً نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا.} (رو18:8-23). علينا أن نحتمل التجارب والضيقات ونواجهها بالعمل البناء والإيجابي والحلول العملية والصبر والأمل فى الغد الأفضل والرجاء الصالح فكل ضيقة لابد أن تنتهي وبالصلاة والصبر تؤول لخيرنا وبنيان نفوسنا.
+ فى العمل علي إراحة الناس يجب أن نحرص أن لا نجرح مشاعرهم وأن لا تخرج منا كلمة جارحة بل كل ما هو صالح للبنيان. نشارك من حولنا بتفهم وتقدير أفراحهم وأحزانهم { فَرَحاً مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ } (رو 12 : 15). أن المحبة العملية للناس هي أساس دخولنا للسماء كما قال السيد الرب { ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ للَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِي.عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوساً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ: يَارَبُّ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ أَوْ عَطْشَاناً فَسَقَيْنَاكَ؟. وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ أَوْ عُرْيَاناً فَكَسَوْنَاكَ؟. وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟. فَيُجِيبُ الْمَلِكُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ.} ( مت 34:25-40). هذه هي الراحة أن نريح المتعبين ونحمل أثقال الخطاة ونكون رحومين نحو الخليقة كلها{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ: «هَذِهِ هِيَ الرَّاحَةُ. أَرِيحُوا الرَّازِحَ وَهَذَا هُوَ السُّكُونُ». وَلَكِنْ لَمْ يَشَاؤُوا أَنْ يَسْمَعُوا.} (أش 12:28). وكما قال السيد الرب { طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ} (مت 5 : 7).

الاثنين، 21 نوفمبر 2016

شعر قصير -38- محبة بغير حدود

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" محبة بغير حدود"
عريانا خرجت من بطن أمي وهكذا ساعود
فلماذا يكنز الإنسان أو يكره ولا يكون ودود؟
ولماذا لا يبذل ويضحي ولغيره بالخير يجود؟
فما نفعله من خير نجده أمامنا فى دار الخلود
فكن سفيرا للسماء وأبني الغير ولا تكن محدود
وهبك الله وزنات فاستثمرها فى محبة بغير حدود
أصبر وصلي ساهرا مادمت علي الأرض موجود

.......
(2)
" طوبي للرحماء"
طوبى للرحماء لانهم يرحمون
ولمن يغفر بمحبة لمن له يسيئون
لانه يجد الغفران من الرب الحنون
ويسامحه الرب بما عليه من ديون
أما القاسى فلا يجد رحمة ويظل مديون
وما يزرعه الانسان اياه يحصد كقانون
فهل من الشوك تين، الناس يجنون؟
ففكروا فيما تريدوا أنتم أن تحصدون!
.....
(3)
" اله السماء يعطينا النجاح"
النجاح يأتي بالعمل الجاد والتعلم وأن نحاول
فلا نجاح حقيقي لكسول غير مقدام أوعاطل
أسوأ الأشياء أن نحيا فى يأس وأن لا نخاطر
فنستطيع كل شئ فى المسيح فهو فينا عامل
اله السماء يعطينا النجاح ونحن نقوم ونبني
فلا يكون فينا خائف أو ضعيف أومؤمن خامل
نعمل الخير ونتقدم ويكون إنساننا متأهب كامل
....
(4)
"معك كل حين "
جيد يارب ان نكون معك كل حين
نحيا في سمو وتقوي معاك فرحين
نعاين مجدك الالهي مع القديسين
ونرتفع عن الصغائر وتكون لنا معين
بالايمان العامل بالمحبة نحيا مجاهدين
تستنير عقولنا وقلوبنا وارواحنا، أمين
......

" بكره أفضل "
(5)
عندي ثقة ورجاء في الله ، أني بكره يكون أفضل
وبالصلاة والصبر الضيقة هتعدي بسرعة وتعبر
دا الهنا صانع الخيرات وأحنا علينا نتأمل ونشكر
ياما مرت علينا تجارب وربنا كان بيخلص ويستر
إيماننا بالله، وهو يقودنا للسلام والخير مادمنا نصبر
علينا نصلي ونقول يارب وبالرجاء عمل أيديه ننظر

" كامل" للقيم عنوان

للقمص أفرايم الأنبا بيشوى
كامل للقيم عنوان طبعك أصيل... ومعدن الرجال فى الشدة تملي يبان
فى الفرح أشوفك تخدم وتبذل... وأول من يمد أيده ويواسي فى الأحزان
في الصغر عرفت في أخلاق الرجال.. في الكبر عشت ببراءة أطفال زمان
في الشغل الكل يشهد لمحبتك وأمانتك.. وفي البيت يحلف بحياتك الجيران
تخدم الكل بشهامة وكرم وعفة نفس ... ولا تنتظر مقابل الإ من الديان
من الفجر أيديك مرفوعة بالصلاة ... وتسجد وتطلب الرحمة لكل إنسان
كلمة "الشكر لله" دائما على لسانك... وللكنيسة رجليك سريعة الجريان
سالك فى وصايا الله بقوتك بلا عيب.... مخلص لأسرتك تعملها بالأحسان
علمت وربيت رجال أتقياء ... وللبنات كنت الأب الصالح وصمام الأمان
أب للأيتام كنت ومعين للأرامل ... كل شئ كنت تعمله بامانة وأتقان
فاتح بيت للغريب والفقير والضيف... تعامل الكل بالمحبة والحق والإيمان
طول عمرك ما تحب تتعب حد ... حتى فى رحيلك سافرت كالفرسان
سافرت للسماء وأعمالك الحلوة سبقاك.. وصرت لنا شفيع له قيمة وشأن
أذكرنا يا كامل أمام الله اللي حبيته ... وتظل قدوة ومثل عبر الأيام والأزمان

الجمعة، 11 نوفمبر 2016

شعر قصير -38 - محبة بغير حدود

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
"معك كل حين "
جيد يارب ان نكون معك كل حين
نحيا في سمو وتقوي معاك فرحين
نعاين مجدك الالهي مع القديسين
ونرتفع عن الصغائر وتكون لنا معين
بالايمان العامل بالمحبة نحيا مجاهدين
تستنير عقولنا وقلوبنا وارواحنا، أمين
.......
(2)
" طوبي للرحماء"
طوبى للرحماء لانهم يرحمون
ولمن يغفر بمحبة لمن له يسيئون
لانه يجد الغفران من الرب الحنون
ويسامحه الرب بما عليه من ديون
أما القاسى فلا يجد رحمة ويظل مديون
وما يزرعه الانسان اياه يحصد كقانون
فهل من الشوك تين، الناس يجنون؟
ففكروا فيما تريدوا أنتم أن تحصدون
.....
(3)
" اله السماء يعطينا النجاح"
النجاح يأتي بالعمل الجاد والتعلم وأن نحاول
فلا نجاح حقيقي لكسول غير مقدام أوعاطل
أسوأ الأشياء أن نحيا فى يأس وأن لا نخاطر
فنستطيع كل شئ فى المسيح فهو فينا عامل
اله السماء يعطينا النجاح ونحن نقوم ونبني
فلا يكون فينا خائف أو ضعيف أومؤمن خامل
نعمل الخير ونتقدم ويكون إنساننا متأهب كامل
....
(4)
" حب بغير حدود"
عريانا خرجت من بطن أمي وهكذا ساعود
فلماذا يكنز الإنسان أو يكره ولا يكون ودود؟
ولماذا لا يبذل ويضحي ولغيره بالخير يجود؟
فما نفعله من خير نجده أمامنا فى دار الخلود
فكن سفيرا للسماء وأبني الغير ولا تقم السدود
وهبك الله وزنات فاستثمرها فى محبة بغير حدود
أصبر وصلي ساهرا مادمت علي الأرض موجود
......

" بكره أفضل "
(5)
عندي ثقة ورجاء في الله ، أني بكره يكون أفضل
وبالصلاة والصبر الضيقة هتعدي بسرعة وتعبر
دا الهنا صانع الخيرات وأحنا علينا نتأمل ونشكر
ياما مرت علينا تجارب وربنا كان بيخلص ويستر
إيماننا بالله، وهو يقودنا للسلام والخير مادمنا نصبر
علينا نصلي ونقول يارب وبالرجاء عمل ايديه ننظر

الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

(139) فكر روحية لكل يوم - المسيح سلامنا


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ السيد المسيح هو سلامنا { لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الِاثْنَيْنِ وَاحِداً، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ } (اف 2 : 14) وقديماً تنبأ عنه إشعياء فلقبه " رئيس السلام" (إشعياء 9: 15). وفي يوم ميلاده تهللت الملائكة {المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة} وهو بنفسه صانع السلام بين الله والناس وشخصه الحي المجيد هو ضمان سلامنا, بل جوهر سلامنا, فالسلام مشتق ومنبعث منه, مثلما تنبعث أشعة الشمس من الشمس انبعاثا طبيعياً. وهو أيضاً "سلامنا" لأننا لا نتمتع بالسلام والمصالحة مع الاب سوى فيه وبه { وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى الأَرْضِ امْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ }(كو 1 : 20) إن كلمة: "سلامنا" تشير على الوئام والانسجام الذي تم بين رب السماء وساكني الأرض، والسلام بين اليهود والأمم. والمصالحة التي أجراها المسيح بين الأرض والسماء تتضمن التفكير والتبرير. لأن عدالة السماء تقضي بمعاقبة الأرض على سيئاتها وخطاياها التي اقترفتها بالتكفير من خلال ذبيحة الصليب. والتبرير لتكون البشرية في حالة بارة تؤهلها للشركة مع السماء وهذا ما تمّ ما بفداء وخلاص السيد المسيح علي الصليب وبقيامته المجيدة.
+ لقد صار لنا سلام مع الله بالإيمان { فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ}(رو 5 : 1) وفيه نضع ثقتنا فلا نخاف شئ. الهنا صادق وأمين وقد وعدنا اننا به نحصل على السلام حتى فى وسط الضيق وقد أقام معنا عهد سلام { فَإِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ وَالآكَامَ تَتَزَعْزَعُ أَمَّا إِحْسَانِي فَلاَ يَزُولُ عَنْكِ وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ قَالَ رَاحِمُكِ الرَّبُّ } (اش 54 : 1). والله اله السلام دائما يفكر ويعمل ما هو لسلامنا { لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ يَقُولُ الرَّبُّ أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرٍّ لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً } (ار 29 : 11). وقد وعدنا بسلام سمائي من لدنه { سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ }(يو 14 : 27) وبقوته الغالبة للشيطان والموت ننال سلاما لا يتزعزع فى كل الظروف يمنع عنا القلق والخوف بثقتنا بالمسيح الذى يغلب معنا وبنا من أجل مجد أسمه القدوس { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). والسلام هو بركة من الله لشعبه وثمرة من ثمار الروح القدس فى حياة المؤمن { الرَّبُّ يُعْطِي عِزّاً لِشَعْبِهِ. الرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِالسَّلاَمِ} (مز 29 : 11). أن كنا لا نستطيع ان نغير العالم من حولنا فاننا نستطيع ان نغير من أنفسنا ونحيا بالإيمان فى سلام قلبي مع الله ومع من هم حولنا وعلى قدر طاقتنا نسالم جميع الناس، ونحيا بالتوبة والإيمان حياة السلام مع الله.
+ السلام هو عطية من الله يدركها المؤمن التائب الذى يصغي لوصايا الله ويعمل بها { لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ الْبَحْرِ{ (اش 48 : 18). فالشرير يهرب حتى بدون مطارين له ويفتقد لحياة السلام والطمانينة { لاَ سَلاَمَ قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ} (اش 48 : 22). علينا أن نرجع الي الله ونتوب ونطلب سلام الله من كل القلوب لنا ولكنيستنا ولبلادنا { وَلْيَمْلَأْكُمْ إِلَهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ }(رو 15 : 13). ونثق ان الله سيسحق الشيطان وقواته تحت أقدامنا سريعا ويقودنا فى موكب نصرته{ وَإِلَهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعاً. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ} (رو 16 : 20). ورغم ما يقابلنا من ضيقات قد نمر بها بحسد إبليس وأعوانه فاننا نثق فى الله الذي نجا الفتية من آتون النار المتقدة وخلص شعبه وجعل لهم فى البحر طريقا أنه سيعبر بنا أزمنة الضيق، فالتجارب فى حياتنا ليست هزيمة او تخلى من الله بل هي مراهم وادوية علاجية لخلاصنا ومجدنا وبها يختبر الايمان ونرى الله خلال المحنة معنا عبر الزمان والمكان وفى قلبنا وحياتنا.
+ نحن نصلي ونطلب السلام من الله ونعمل ونسعي لصنع السلام مع الجميع ويعطينا الله حسب غناه فى المجد،السلام دائما فى كل جوانب حياتنا {وَرَبُّ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُعْطِيكُمُ السَّلاَمَ دَائِماً مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. الرَّبُّ مَعَ جَمِيعِكُمْ }(2تس 3 : 16), نحيا محتمين فى صخرة خلاصنا وملجأنا الحصين، وبمحبة الله واثقين، وبروح الصلاة نحيا علي رجاء فرحين ونحو الأبدية السعيدة متطلعين، وبايماننا واثقين ان المسيح الغالب سيهبنا الحكمة لنعبر ويقودنا فى موكب المنتصرين { وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ }(في 4 : 7) أمين.

الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

شعر قصير (37) - " محبة الله"



للأب القم
ص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
" أكون لك"
اديني يارب قلبك اللي يحب بدون مقابل
واللي بيغفر وحتي الشر بالاحسان يقابل
أديني ايدك الممدوة بالخير لكل محتاج وعاطل
أديني عيونك اللي تستر للخاطي واللي جاهل
خلي فكري هو فكرك رحمة ومحبة للكل شامل
أديني أقدامك أصنع سلام وأكون معاك عامل
أديني لسانك يشجع الضعيف وأشعل الخامل
نفسي أكون لك وحدك ومعاك يا قدوس وكامل
.....
(2)
" كلك وفاء وحب"

زمان يا مسيحنا لبلادنا هاجرت ولجيت
من طغيان هيرودس في مصر أمان لقيت
رد الجميل وكلك وفاء وحب وحق يارب البيت
الطف بحال المهجرين من ديارهم يامن عانيت
دا الشرق بيعاني الظلم والخراب والالم والتشتيت
في سوريا والعراق وفي ليبيا واليمن بالنار أكتويت
دمار وقتل وظلم في كل مدينة وكل شارع وكل بيت
ملناش غيرك نلجأ اليه ونقول باسمك يارب أتعزيت
أقضي بالحق والعدل ياللي بتقول للمساكين أنا جيت
....
(3)
"لمين نروح؟"
لمين غيرك يارب يا رحيم أحنا نروح؟
ولمين غيرك في ضيقاتنا نشتكي ونبوح؟
أنت يا الهنا شفاء النفس والجسد والروح
واللي تقدر تعزي اللي من الحزن ينوح
وتخلي ريحتك الحلوه منا تنتشر وتفوح
أنصف المظلوم وأرح المثقل بالمهموم
وأشفي المريض ورحمتك لينا يارب تذيد
أملا قلوبنا سلام وفرح ونعيم لكي نفيد
ونقدم لك الحمد والشكر والحان التمجيد
.......
(4)
" المجد لك يارب"
المجد لك أيها الرب الهنا العظيم الصانع القديسين
تقبل دموع الأمهات من أجل رجوع ابنائهم الضالين
يا ذو النعمة الغنية التي تعمل وتغير الفجار والبعيدين
هاهو القديس أغسطينوس يدعو للرجوع والتوبة صادقين
ويقدم لنا مثالا عجيبا عن محبة الله نحونا فهو الأب الأمين
العامل فينا بغني مادمنا نتوب اليه ونصنع ارادته كل حين
أعمل فينا يا الله وفى كنيستك وأرجع اليك الخطاة والبعيدين
لنسبحك كابناء وبنات لك ونشترك فى تسبيحك مع السمائيين
......
(5)
" أشكر الله"
مهموم كدا ليه والرب لك واعد
يشيل همومك وفي حملك يساعد
اشكر الله علي نعمة وقول يا واحد
اشكر علي الشمس، والنفس الصاعد
كل ما تشكر وتعدد نعم الله عليك وتحمد
الله ينظرلك بالمحبة والرضا ونعمته تعاضد
احسانات الله ورحمته لك كل يوم ها تشاهد
.....

الجمعة، 21 أكتوبر 2016

أسقف قديس وعلّامة


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
أنبا أغريغوريوس قيمة عالية وقامة ... فى كنيستنا القبطية أسقف قديس وأعظم علّامة
في تذكار نياحتك يا قديسنا يا فخر الكنيسة ... جينا نصلي وأمام مزارك نحني الهامة
في يوم ولادتك سموك وهيب وكنت موهوب... ملائك الله بثمار الروح وكنت منه محبوب
كرست ذاتك كخادم أمين وسفير دائم لله ... وعشت تعمل وتعلم وتنادي بحبه ورضاه
أنبا أغريغوريوس فى حب الكنيسة لقى مبتغاه... ومن جامعة كامبرج نال شهادة الدكتوراة
لكن تركت العالم وزهدت أمجاده وغناه ... وأترهبنت في دير المحرق وقلت أنا مكرس لله
الكل شهد لزهده وعفته وتقواه ... . ولكتاباته الروحية واللأهوتيه وغزير علمه وعطاه
أختاره البابا كيرلس وأحبه وأصطفاه .... وأسقف للدراسات اللأهوتية والبحث العلمي رقاه
أزدهرت الدراسات القبطية واللأهوتية بعطاءه ... وازدانت الكنيسة الجامعه بعلمه وتقواه
كتب وحاضر وشهد للمسيح أبن الله... وعموده الأسبوعي فى وطنى كنا بفارغ الصبر نستناه
فى أجاباته علي الأسئلة اللأهوتية يا محلاه ... أمام منطقه وعلمه يستد الفم وتفغر الشفاه
أنبا أغريغورس مدرسة في المحبة والوطنية ... وقمة في النسك والتواضع والروحانية
شهد بحياته وعظاته للإيمان المستقيم ... عمل وعلم ولهذا يستحق أن يُدعي عظيم
أحب القديس أثناسيوس منذ صباه ... وكتبه اللأهوتية والروحية من حبه له أهداه
جال يبشر في العالم ورفع راية الكنيسة القبطية ... ونشر التعاليم المستقيمة الارثوذكسية
في كل المحافل والمؤتمرات الدولية... مثل كنيستنا كحجه وشهد له الكل بعظم الروحانية
حاربه الشيطان كتير لجهاده وتقواه .... وأنتصر بالصبر والتواضع وحياة الصلاة
أحتمل بشكر صليب المرض والآلام ... ونال الآكاليل في المجد مع القديسين العظام
أنبا أغريغوريوس تشهد لك موسوعتك اللأهوتية ... وهتبقي حي فى قلوبنا بتعاليمك الإلهية
أذكرنا يا أنبا أغريغوريوس دائما فى صلواتك .... وسنبقي أوفياء لسيرتك ونقتدى بحياتك

الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

(138) فكر روحية لكل يوم - الوجود مع الله


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الله بلاهوته حال في كل مكان، يدرك كل شئ فهو كلي الحكمة ودائم الوجود ويضبط الكون والكل وهو عنا ليس ببعيد بل به نحيا ونتحرك ونوجد، وفى إيماننا بوجود الله معنا نحيا في سلام وفرح وثقة وأطمئنان لوعوده الأمينة ونؤمن بانه معنا كل الأيام وهو لا يغفل ولا ينام { وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ. آمِينَ }(مت 28 : 20). الله يريد أن يطمئننا بوجوده معنا ويقول لكل مؤمن { لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلَهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي } (اش 41 : 10). ولان الله يريد أن نشعر بمحبته وندرك بالإيمان قربه منا ومحبته لنا فقد تجسد وصار انسانا دون أن يحد التجسد الإلهي من لاهوته فقد دعي أسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا { وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»} (اش 7 : 14). ولقد وعدنا أن يكون معنا كل الأيام ولن يكون موت الإنسان حائلا بين وجودنا مع الله بل يصبح الموت أنتقال وجسر ذهبي به ننتقل لنكون معه فى السماء كل حين ونحيا كملائكة الله مسبحين الله مع سحابة القديسين { إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي.}(يو 12 : 26).
+ وجود الله معنا وحضوره الإلهي حقيقة مؤكدة لكن هل ندرك نحن وجوده معنا، ونحيا فى مخافته ونطمئن لعنايته ونطيعه ونسلم له حياتنا. لقد كان الرب مع جدعون وقال له ملاك الرب { الرب معك يا جبار البأس} (قض 12:6). لكن جدعون لم يكن يدرك من الضيقات والاعداء وجود الله معه { فَقَالَ لَهُ جِدْعُونُ: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي, إِذَا كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا فَلِمَاذَا أَصَابَتْنَا كُلُّ هَذِهِ, وَأَيْنَ كُلُّ عَجَائِبِهِ الَّتِي أَخْبَرَنَا بِهَا آبَاؤُنَا قَائِلِينَ: أَلَمْ يُصْعِدْنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ؟ وَالآنَ قَدْ رَفَضَنَا} (قض 6 : 13). ظن جدعون فى ضيقته أن الله قد تخلي عن شعبه. لكن الله برهن له على رعايته لهم وأمره أن يقود الشعب للخلاص وصنع خلاص بعدد قليل. أن الضيقات ليس علامة على تخلي الله عنا، بل يجب أن نأخذ من الضيقات الدروس والعبر ونثق في وجود الله معنا فيها ونصلي لكى ينصرنا ونتقوى ويتمجد الله في حياتنا حتى لو جزنا في الماء أو النار مادام الله معنا فنتذكي ويتمجد الله في حياتنا فالله يبقى أمين ولن يتركنا للضعف أو اليأس أو الفشل{ لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة و المحبة و النصح} (2تي 1 : 7).
+ ليكن لنا عشرة حب وعلاقة شخصية بالله، تشبع نفوسنا وأرواحنا فيها من خلال الصلاة والمحبة المتبادلة والتأمل فى صفات الله الحلوة وعمله مع شعبه ومعنا ومن خلال الشبع بكلامه المقدس وممارسة الأسرار المقدسة المعطية الحياة. أن البعض ينشغل بأهتمامات الحياة أو يضطرب بهمومها بينما الحاجة الحقيقة والسعادة فى الله الواحد { فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَها: «مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».} ( لو 41:10-42) . وفى إيماننا بوجود الله معنا نحيا فى سلام فى كل الظروف ويبتعد عنا القلق والخوف ونحيا على رجاء فى فرح بالرب كل حين وتكون حياتنا صلاة وتسبيحة شكر للراعي الأمين. هكذا راينا أبائنا القديسين في محبتهم لله أستطاعوا أن ينمو فى النعمة والحكمة والقامة ويتركوا كل شئ من أجل عظم محبتهم فى الملك المسيح الذى قائدهم فى موكب نصرته وضمهم فى نهاية رحلة حياتهم الي مظاله الأبدية ليحيوا معه فى السماء كل حين.

الاثنين، 17 أكتوبر 2016

(137) فكر روحية لكل يوم - محبة الله ورحمة


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ لقد أعلن الله محبته الأبدية نحونا ومن أجل محبته لنا يديم لنا مراحمة ويجددها كل صباح {مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَة} (ار 31 : 3).
وأعد الله كل شئ ضروري لحياتنا وسعادتنا ثم خلقنا علي شبهه ومثاله وأعطانا نعمة العقل والتمييز. وبارك الله الإنسان يوم خلقه ليثمر ويكثر ووهبه روحا تشتاق الى الفضيلة والخلود ولما سقط الإنسان دبر الله له الخلاص وارسل لنا الانبياء عونا، وكلما كان الإنسان يزوغ عبر التاريخ بعيدا عن الله فان الله من أجل محبته الغنية يجذبه اليه بربط المحبة ويرفع عنا نير العبودية للخطية والشيطان والشر {كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِماً إِيَّاهُ }(هو 11 : 4). أخير جاء الينا متجسداً وصنع لنا الفداء من أجل مراحمة الكثيرة { بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ} (1يو 4 : 9). هذه هي محبة الله المتجسدة والباذلة والمحررة { فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا} (1يو 4 : 10). وعلينا أن نثبت في محبة الله ليثبت الله فينا ونثمر ويدوم ثمرنا {اللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ} (1يو 4 : 16).
+ محبة الله لنا هي محبة عملية تتجلي فيها الرحمة الإلهية التي تتراف وتغفر وتصفح وتنسي. بمراحم الله يطيل أناته علي الخطاة والبعيدين ليرجعوا اليه ويتوبوا { إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ }(مرا 3 :22). لقد تغني داود النبي بمراحم الله الكثير { بِمَرَاحِمِ الرَّبِّ أُغَنِّي إِلَى الدَّهْرِ. لِدَوْرٍ فَدَوْرٍ أُخْبِرُ عَنْ حَقِّكَ بِفَمِي} (مز 89 : 1).وعبر الله عن محبته بالعمل والبذل حتى الموت موت الصليب لابنه الوحيد ليخلص الخطاة الأثمة ويهبنا نعمة البنوة ويردنا للفردوس دفعة أخرى وعلينا أن نرجع اليه ونكون أوفياء لمحبته ونطلب رحمته وأحساناته ونرحم أخوتنا لنستحق المراحم الإلهية {طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ }(مت 5 : 7)
+ علينا ان نستجيب لمحبة الله الأبدية ونحبه من كل القلب والفكر والنفس والارادة، وفي محبة لله نسلك بتواضع ويكون لنا احشاء رحمة ومحبة نحو الجميع {قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ }(مي 6 : 8). فى محبتنا لله نطيع وصاياه ونخدمه ونشهد لعمل نعمته الغنية ورحمته الأبوية ومحبته القوية معنا خلال رحلة حياتنا مصلين فى إيماننا الأقدس لتكمل أيام غربتنا فى محبة الله ورحمته حتى ينقلنا الي المظال الأبدية، أمين.

الجمعة، 7 أكتوبر 2016

شعر قصير -36 الحرية


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" يا أبني توب"
بتقوله يا أبني توب. قال لها أنا حر
قالتله خايفه عليك دا الخطية تضر
حلوه لدقايق فقط وأخرها هلاك ومر
اللي تشتهيه اليوم،غدا تلاقه ما يسر
دا العبد للشهوات أزاي يقول أنا حر
لازم يا والدى من الخطية تبتعد وتفر
الحر يضبط ذاته ويبتعد عن كل شر
.........
(2)
" الحرية الحقيقية"
أفضل شئ للمؤمن فى حياته الأنسانية
أنه يكون مش مستعبد بالذنوب ولا الخطية
لايستعبده إنسان ولامال ولا شهوة ردئية
بالمحبة يخدم فى أخلاص وصفاء النية
نعيش حياة الرضا والشكر على أقل عطية
لا نطمع فى غني ولا تذلنا أطماع بشرية
أن حررنا المسيح نحيا حياة سعيده نقية
ضابط نفسه، يرتاح باله وفى عيشه هنية

.......
(3)
" غربة"
غربة أنك تسافر وتعيش في بلاد بعيده بره
تبعد عنك بلدك ووطنك وأصحابك فى حياه مره
تعاني الإغتراب تايه بين وجوه بيضه وسمره
محدش يوآسي مرضك ويقول المرض بعيد بره
بس الأصعب تكون فى بلدك وتعاني ميت مره
تشوف الظلم كمسيحي فى عملك وتعاني القسوة
تحب بلدك وتخلص لها وتحسبها عليك بالخطوة
نفسي بلدى تكون أم للكل فى حق وعدل كما نهوه
....
(4)
" تحت الصليب"
علي الصليب نرى الحبيب في حبه العجيب
حب يغفر، حب يستر، حبه قسوة القلب يذٌيب
وبأهتمامه بخلاصنا قلبي يرتاح، نفسي تٌطيب
وباهتمامه بامه الحزينة وبيوحنا تلميذه الحبيب
نتعلم الوفاء والبعد عن الجفاء رغم الأمه الرهيب
بالصليب شفنا التواضع اللي يرفع ويفرح الكئيب
بيقول تعالوا يا متعبون واستريحوا تحت الصليب
....
(5)
" إيماننا بالصليب"
كل ما بنظر عمل النعمة اللي بيه فادني علي الصليب
قلبي يرنم، قلبي يهلل عمري ما هنسي أحلي حبيب
دا قلبه حنين وبذله مش هين دا مات وأحياني الحبيب
مات كخاطئ وهو القدوس البار ولصلواتنا هو المجيب
نسجد لالامك يا قدوس ونمجد من مات عنا علي الصليب
تعالوا يا خطاه وامنوا بفداه وقولوا من القلب ارحمنا يا الله
عيشوا في رضاه ، يا بخته ويا هناه اللي يؤمن بالصليب

الاثنين، 3 أكتوبر 2016

قصص قصيرة - الديانة الطاهرة وحياة البذل


أعداد القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
الديانة الطاهرة
غلام صغير يقف في خجلٍ شديدٍ يمد يده يطلب مساعدة الغير، فقد توفى والده وتركه وحيدا مع والدته تي التعاني من آلام المرض مع الجوع الشديد. وهو يشعر بالحياء كيف يستجدي، ولكن الضرورة قد وضعته فى التزام بوالدته المرضة التي لا تستطيع القيام باي عمل.
في وسط الزحام الشديد لمح أحد العظماء علامات الأرتباك على الغلام. ذهب إليه وصار يلاطفه. سأله عن علامات الأرتباك التي تظهر على ملامحه. فأجابه الغلام:
"أرى يا سيدي أنك إنسان شريف، تلبس ثيابًا فاخرة، وترتدي على رأسك قبعة الأشراف ، إني لم أعتد أن أشتكي لأحد ما نحن عليه ، لكننى في صراع مرّ ، والدي مات، ولم يترك لنا شيئًا نقتات منه ، ووالدتي تعمل لكي بالكاد نحصل على القوت الضروري ، وها هي مريضة، طريحة الفراش، ليس لديّ طعام ولا دواء أقدمه لها".
أخفى الرجل دموعه التي تسللت من عينيه بإبتسامة ظاهرية، وربت على كتف الغلام، ثم أمسك بيده، وطلب منه أن يرشده إلى بيته.
إقترب الإثنان نحو البيت، دخل الشريف إلى محلٍ وطلب منه بعض الأطعمة وقدم له الثمن وسأله أن يرسلها على عنوان الغلام.
دخل الإثنان المنزل وإذ تحدث مع السيدة المريضة رقّ قلبه لها، وقد ظنته طبيب ثم إعتذر لها قائلاً: "إنني لست الطبيب المختص بمرضك، لكنني أكتب لكى ورقة بها "وصفة" تنفعكِ. ثم كتب الورقة وتركها مع السيدة وخرج.
تطلعت السيدة على الورقة بعد خروج الضيف فوجدته شيكًا بمبلغٍ كبيرٍ... كم كانت دهشتها حين وجدت التوقيع على الشيك "جورج واشنطن" رئيس أمريكا!
نحن نحتاج الي نعمة الأحساس بالغير، ومد يد العون لهم فهذا هو مقياس عظمة الأنسان لدي الله { اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللَّهِ الآبِ هِيَ هَذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ }(يع 1 : 27)
........
(2)
القناعة

سألوا شجرة النبق لماذا تبكين قالت لأن فروعى رفيعة فأنا لست مثل شجر الجميز.
فسألوا الجميز لماذا تبكى قال لأنى رخيص الثمر فأنا لست مثل شجر التفاح.
فسألوا شجرة التفاح لماذا أنت حزينة وباكية قالت لأنى قصيرة فأنا لست مثل النخلة.
فسألوا النخلة لماذا تبكين قالت لأنى اشغل حيز ضئيل من الأرض بعكس الحشائش.
فنظروا و إذ وجدوا الحشائش لا تبكى فسألوها لماذا أنت سعيدة ؟؟ أجابت لأنى سعيدة بحجمى و طولى و قيمتى يكفينى أن الله خلقنى بيديه و هو يريدنى هكذا .
من دوافع عدم قبول الذات هو المقارنة مع الاخرين فهل تقبل نفسك كما خلقها الله و تشكره عليها أم أنك تنظر لغيرك بعين المتفحص الدائم لإبراز النقائص.
علينا أن نحيا حياة التقوى مع القناعة {وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ} (1تي 6 : 6). نقنع بما لدينا من أمكانيات وضعفات ومواهب ونعيش سعداء بما لدينا ونطور أنفسنا حسب طاقتنا لنحيا سعداء.
......
(3)
البذل والتضحية

مر الشتاء العاصف الجليدي ببرده القاسي وجاء أوان إجازة عيد القيامة وحلت الأماني المهللة على أجنحة الربيع المبكر في صدور مئتي رجل وامرأة وطفل أقلعوا في السفينة "ستيلا" من ميناء "سوثهمبتون" في ابريل سنة 1899 وهم ينتظرون أن يرسوا بعد سويعات على أرض مدينتهم "جرسي".
كان الجو صحو والبحر هادئًا، وكانت الرحلة بادية التوفيق. على أن الحال انقلب فجأة فخيم ضباب كثيف بحيث كانت السفينة تمخر في الظلام. وبدلاً من أن يخفف القبطان من سرعة الباخرة، فإنه ارتكانًا على ما له من اختبار طويل في قيادة السفن وخوفًا من الوصول متأخرًا إلى الميناء – أدار مفتاح البخار إلى آخره، وانطلقت "ستيلا" بأقصى سرعتها. وكانت النتيجة أن اصطدمت بالصخور الصوانية على بعد ثمانية أميال من الشاطئ. وبعد اثنتي عشرة دقيقة غاصت تمامًا فطوتها مياه المحيط الكبير!
قصه بطولة رائعة عن وداع حدث في تلك الدقائق المليئة بالمآسي، هي قصة "مسز روجرز" الممرضة في السفينة: كانت "مسز روجرز" مشرفة علي خدمة المرضى. فلما علمت بالحادث، ملكت زمام نفسها، وهدّأت من انفعالات المرضى وكبار السن، وتمكنت من نقلهم إلى سطح السفينة. وبكل سرعة دبرت لكل منهم طوق انقاذ، ولكنها بعد أن استنفدت كل الأطواق الصالحة التفت وأبصرت سيدة واقفة على السطح بدون طوق.. ففي الحال حلت طوقها وأعطته لها، وهي تصيح: "بسرعة يا سيدتي.. أنت في عهدتي.. ليس عندنا ثانية نضيعها.." ووضعت الطوق على السيدة بقوة!
صاح البحارة "مسز روجرز! هيا اقفزي إلى القارب، وانجي". قالوا هذا مع أن قاربهم كان بالكاد قادرًا أن يحفظ نفسه فوق الماء، وألقت "مسز روجرز" نظرة على القارب.. ثم جال في ذهنها فكر عن أعزاءها على الشاطئ.
ثم صمتت لحظة، وبعدها قالت: "أنتم أزيد من اللازم في القارب. سأكون سببًا في غرقكم إذا نزلت.. مع السلامة لجميعكم.. مع السلامة!!".وحالما تحرك القارب سمع البحارة "مسز روجرز" تقول: "يا الهي خذني".. لم تقل "يا الهي نجني".. لأنها كانت مستعدة أن تذهب. انها تعزية كبيرة أن نكون مستعدين للانطلاق سواء مع ركاب "ستيلا" أو على فراش المرض! لكن يقول قائل: "هل يمكن أن نتيقن من استعدادنا للرحيل؟.
بمقدار استعدادنا للأبديه ومحبتنا لله نكون مستعدين بل نقول مع بولس الرسول" لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً "(في 1 : 23)
نبذل ونعطي علي رجاء وسواء كنا في البر أو في البحر، وسواء بقي لنا في العمر أيام أو شهور أو سنين ، فيجب ان نكون مستعدين للرحيل ونقول ( لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح).
.....

السبت، 1 أكتوبر 2016

شعر قصير - 35- الوفاء

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
الوفاء لله والناس
خليك أصيل لا تخذل ولا تحزن أبدا قلباً أحبك
ولا تنسي الجميل واللي وقف فى محنتك جنبك
وان كان عليك الوفاء للناس فبالأكثر الوفاء لربك
اللي خلقك وفداك وحتى فى بعدك منتظرك وبيحبك
لا تحزنه بخطاياك ولا تجرحه باثامك وبعدك وذنبك
تعالي اليه وقول: اسندنى فاخلص وأكون وفى لحبك
أجذبني وراك فنجرى وأكون فى خدمتك ودائما بقربك
....
(2)

"العلم والعمل"
خليك محب للعلم وأقراء كل يوم شئ جديد
تتعلم وتنمو فى الحكمة ومنك الناس تستفيد
توسع آفاقك ويدوم شبابك ومعرفتك دائما تذيد
زي ما بتأكل وجباتك، أقراء تسلك بنضج وتجديد
دا شعب غير قارئ، يحي التخلف وفى الحضيض
العلم أساس التقدم والجاهل بيته علي رمل يشيد
من عمل وعلم يدعى عظيم وينال مديح وتمجيد
.....
(3)
" أنهار المحبة "
ياللي بتشرب من آبار العالم ومنها مش رويان
وبتبحث عن الشبع في عالم يعاني من الحرمان
عالم يعاني الصراع والجفاء هل يسعد الانسان
فاقد الشئ لا يعطيه أفهمها بقي والا تعيش تعبان
أطلب من الله الشبع انهار محبته دايمه الجريان
تلاقي مع الله محبة وسلام وفرح حتي لو بتعان
تعزية روح ربنا تزيل عننا الهم والغم والاحزان
......
(4)
" مالناش غيرك"
لمين غيرك يارب يا رحيم نروح؟
ولمين غيرك يا الهنا في ضيقنا نبوح؟
وانت يارب شفاء النفس والجسد والروح
وانت اللي تقدر تعزي اللي من الحزن ينوح
وتخلي ريحتك الحلوه منا تنتشر وعبيرها يفوح
يارب أنت اللي تنصف المظلوم وتريح المهموم
أشفي المريض والمجروح ورحمتك لينا يارب ذيد
أملا قلوبنا سلاما وفرحا ونعيما وغيرنا نفيد
خلينا دايما نقدم لك الحمد والشكر والتمجيد

......
(5)
" خليك شمعة "
خليك يا صاحبي شمعة قايده دايما تنير
تدي وتبذل ذاتها عشان تضئ السبيل للغير
تهدي للحب والسلام وتتفاني في عمل الخير
في هدوء الملائكة وبصمت تشتعل وتنير
بدل ما تلعن الظلام أشرق في النهار والليل
الناس في طريق القداسة محتاجه مثل ودليل
يعمل ويكون قدوة وحب عملي بدون تمثيل

الخميس، 29 سبتمبر 2016

(136) فكر روحية لكل يوم - الشكر لله والغير



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ الشكر لله والغير صفة يتصف بها ذوى القلوب المحبة والطيبة المقدرين لغيرهم على محبتهم وعطاياهم، أما التذمر وعدم العرفان بالجميل فهو صفه للأشخاص الأنانيين المحبين لأنفسهم فقط والذين تعودوا على الأخذ دون العطاء. هكذا مدح السيد المسيح السامرى الأبرص الذي شفاه وهو الوحيد الذى رجع من بين عشرة برص ليقدم الشكر لله { وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى قَرْيَةٍ اسْتَقْبَلَهُ عَشَرَةُ رِجَالٍ بُرْصٍ فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ. وَصَرَخُوا: «يَا يَسُوعُ يَا مُعَلِّمُ ارْحَمْنَا». فَنَظَرَ وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ لِلْكَهَنَةِ». وَفِيمَا هُمْ مُنْطَلِقُونَ طَهَرُوا. فَوَاحِدٌ مِنْهُمْ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ رَجَعَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ. وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ شَاكِراً لَهُ. وَكَانَ سَامِرِيّاً. فَقَالَ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ الْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ التِّسْعَةُ؟.أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَرْجِعُ لِيُعْطِيَ مَجْداً لِلَّهِ غَيْرُ هَذَا الْغَرِيبِ الْجِنْسِ؟». ثُمَّ قَالَ لَهُ: «قُمْ وَامْضِ. إِيمَانُكَ خَلَّصَكَ».} ( لو 12:17-19). الله يريد منا الأعتراف بمحبته وأحساناته ونعمه علينا. هكذا شكر القديس بولس الله علي نعمته { اشكر الهي في كل حين من جهتكم على نعمة الله المعطاة لكم في يسوع المسيح }(1كو 4:1). وعلمنا الكتاب أن نشكر فى كل حين { اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ }(1تس 5 : 18). وتعلمنا الكنيسة أن نبدأ كل صلواتنا بصلاة " أبانا الذى فى السموات" ثم بعدها مباشرة "صلاة الشكر" ليكون لدينا شكر لله صانع الخيرات الرحوم لانه سترنا وأعاننا وقبلنا ونطلب من أن يحفظنا ويعيننا كل أيام حياتنا،.
+ الله يطلب منا الشكر لمحبته ومغفرته وصبره ورحمته وعلينا أن نشكره أيضا عطاياه وحين يمنع عنا الشرور أو حتى حين يسمح بالضيقات لفائدتنا وخلاصنا من الكبرياء والبر الذاتي والأنانية فعلينا ان نشكر فى كل حين علي كل شئ. { لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ}(في 4 : 6). شكرنا لله لصلاحه ورحمته { فاشكروا له كلكم لانه صالح لان رحمته الى الابد} (يهو 13 : 21). وكما يقول مار أسحاق السرياني " لا موهبة بلا زيادة الإ التي بلا شكر" فلنتدرب يا أحبائى أن ناخذ في كل يوم ولو خمسة دقائق فقط من وقتنا ونشكر الله على نعمة وعمله واحسانته معنا ومع أحبائنا، لا ننظر الي ما ليس معنا ونتذمر بل ننظر الي ما هو معنا ونشكر فالقناعة كنز لا يفني وبالشكر تدوم النعم.
+ من الواجب الإنساني أن نشكر أيضا كل من يقدم لنا خدمة ونقدم الكلمة الطيبة فى وقتها والمحبة الصادقة للجميع ولاسيما الذين يصنعوا معنا الخير ونعبر لهم عن تقديرنا لدعمهم ومساندتهم لنا. نتعود على الرقي والرقة فى التعامل، نجول كمخلصنا الصالح نصنع خير ونبذل فى هدوء ونقدم محبتنا ومساعدتنا لمن حولنا { فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ }(غل 6 : 9). نهتم باسرتنا وأصدقائنا وزملائنا ونعمل الخير نحو الجميع { فَإِذاً حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ، وَلاَ سِيَّمَا لأَهْلِ الإِيمَانِ} (غل 6 : 10. ونشكر أهلنا على تعبهم معنا، وأصدقائنا علي تعلمنا منهم، زملائنا على الوقت الطيب الذى نقضيه معهم. أشكركم أيضا أحبائي الأعزاء لوجودكم فى حياتى أصدقاء وعلى حسن متابعتكم وتقديركم وأصغائكم لي أيضا. فحياتنا تصبح أحلي بكلمة شكرا .