نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

تمثلوا بإيمانهم



فى ذكرى الأربعين لرحيل قداسة البابا شنوده الثالث
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

فى ذكرى الاربعين لذهبى الفم البابا شنوده الثالث
+ مضت أربعين يوماً على رحيل راعى رعاة كنيستنا، مثلث الرحمات والمعلم المسكونى وذهبى الفم، قديس عصرنا البابا شنوده الثالث، ونحن فى ذكرى الاربعين نتذكر قيامة السيد المسيح له المجد من الأموات وظهوره لتلاميذه القديسين فى طوال الاربعين يوم ليعرفهم الأسرار المختصه بملكوت السموات. ثم صعوده الى السماء بعد اربعين يوماً من قيامته المجيدة، حين أخذهم الى جبل الزيتون {واخرجهم خارجا الى بيت عنيا ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم انفرد عنهم واصعد الى السماء. فسجدوا له ورجعوا الى اورشليم بفرح عظيم. وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله امين} (لو 50:24-53). وكما صعد الرب الى السماء فانه وعدنا اننا نكون معه هناك، كل واحد فى رتبته، فالمؤمن الأمين يشتهى ان يكون هناك مع المسيح { لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح ذاك افضل جدا} (في 1 : 23). هكذا كتب قداسة البابا وكما جاء فى نتيجة مكتبة المحبة المطبوعة قبل نياحته تحت يوم الاربعين الموافق الاربعاء 25/4 ( لست أريد شيئا من العالم، لأن العالم أفقر من أن يعطينى. لو كان الذى أريده فى العالم لانقلبت هذه الأرض سماء، ولكنها ما تزال أرضا ليس فى العالم إلا المادة والماديات. وأنا أبحث عن السما، عن الروح ،عن الله).
+ لقد كملت أيام خدمتك يا قداسة البابا ومضيت الى بيتك السماوى، الذين أشتقت اليه، وسنظل أوفياء لقداستكم كأب محب وراعى صالح ومعلم مخلص حكيم، ومرشد قديس ونتمثل بالإيمان المستقيم الذى لك ونحافظ عليه ونسلمه لإناس أمناء {اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم} (عب 13 : 7). لقد علمت ان حياتنا على الارض غربة لفترة قصيرة ويجب ان نستخدمها لمجد الله ، وكما كتبت عن الغربة على الارض فى عام 1961م قائلاً..
ياصديقى لست أدرى ما أنا .. أو تدرى أنت ما أنت هنا
انت مثلى تـائه فلا غربة .. وجميع الناس أيضاً قبلنا
نحن ضيفان نقضي فترة.. ثم نمضى حين يأتى يومنا
عاش آباؤنا قبلاً حقبة . .. ثم ولى بعدها آباؤنا
قد دخلت الكون عرياناً .. فلا قنية أملك فيه أو غنى
وسامضى عارياً عن كل ما جمع العقل بجهل وإقتنى
عجباً هل بعد هذا نشتهى.. مسكناً فى الارض أو مستوطنا.
لقد دخلت الى عالم المجد ياقداسة البابا بعد ان تاجرت بالوزنات التى أُعطيت لك من الله وربحت نفوس الكثيرين وجمعت شعب كثيرا ورددت الكثيرين الى الله وكنت تخرج لنا من كنوز الكتاب المقدس كمعلم ماهر كل يوم كنوز قديمة وجديدة وستبقى تعاليمكم نهراً للعطاء وستبقى انت منيراً فى السماء { والفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين الى البر كالكواكب الى ابد الدهور} (دا  12 :  3).
وتبقى أعمالك أنوار على الطريق
+ أننا سنبقى نذكركم يا قداسة البابا، ونتذكر الإيمان المستقيم ، عديم الرياء الذى عشته وعلمته ودافعت عنه والذى نتمثل به وهذا سر عظمتكم { واما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات}(مت 5 : 19). لقد كنت يا قداسة البابا تستعد لهذا اليوم وكما قلت قداستك:( أهم شئ فى حياة الإنسان إنه يعد نفسه لهذه الأبدية ولمركزه فى هذه الأبدية وكل ما يعوقه عن الأبدية يتخلص منه، والمهم إن الواحد يكتشف الوزنات التى لديه ويستخدمها من أجل الملكوت). لقد وهبكم الله الكثير من الوزنات وقد استخدمتها بحكمة وقوة من أجل الملكوت. وهبكم الله موهبة الوعظ وحصلتم على جائزة افضل واعظ وشارح للكتاب المقدس. ووهبكم الله موهبة التدبير وقمت برعاية شعبكم ونشرت الإيمان المستقيم وعمرت الكنائس فى مصر وكل قارات الأرض لكى تجتمع ابناء الكنيسة لله الواحد. ووهبكم الله حكمة سليمان وحلم ووداعة موسى النبى فقدت الكنيسة على مدار ما يزيد من اربعة عقود. ووهبكم الله غيرة ايليا فاخذت تعلم وتكتب عن الإيمان المستقيم وعن المحبة كقمة الفضائل وعن حياة الرجاء وحياة التوبة والنقاوة والفضيلة والبر وعن الانسان الروحى . كنت تروي عطش النفوس  من دسم كلمة الله الحية والمقتدرة فى فعلها الكثير. ستبقى أعمالك وأقوالك شاهد حى لعمل الله من خلالكم وستتبعكم أعمالكم الخيرة ومحبتكم للجميع لاسيما للفقراء والمحتاجين لتنالون بها الأكاليل السمائية { وسمعت صوتا من السماء قائلا لي اكتب طوبى للاموات الذين يموتون في الرب منذ الان نعم يقول الروح لكي يستريحوا من اتعابهم واعمالهم تتبعهم} (رؤ 14 :  13)
الشاهد الأمين للرب ..
+ عشت يا قداسة البابا شاهدا أمينا لله ومنذ شبابكم المبكر كنت تكتب الشعر الروحى العميق والمقالات الروحية التى تنم عن روح خلاقة قريبة من الله، وتميزت بوطنية عاليه جعلتك وانت المعفى من الخدمة العسكرية تتقدم كضابط إحتياط لخدمة وطنك بشهامة الاخلاق المصرية الاصيلة وشاركت بقصائدكم وعملكم فى حزب الوفد ودُعيت شاعر الكتلة الوفدية وكنت أمينا فى خدمة أبناء مدارس الاحد والوعظ والكتابة فى مجلة مدارس الاحد والتدريس وجمعت بين تدريس العربية والانجليزية فانت الشاب متعدد المواهب . وتركت كل هذا لتنسحب من ضجيج العالم الى حياة البرية والرهبنة ومنها للوحدة حباً لله ومن اجل الارتباط بالله الواحد.
+ لم يكن ممكنا ان يوقد سراج ويوضع تحت المكيال{ ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت} (مت 5 : 15). فرفعكم الله بيد قداسة البابا كيرلس السادس والمعروف عنه شفافيته الروحية الى ان تكون أسقف للتعليم ثم بعد ذلك اختارتك عناية السماء لتعتلى كرسى مارمرقس الرسول فداومت ليلاً ونهاراً بزهد ومحبة وامانة وأخلاص فى خدمة الله وكنيسته المقدسة التى اقتناها بدمه كشاهداً أمينا لله سيدك وكتبت قداستكم تقول:( فى حياتنا مع الله يطلب منا الرب شيئاً هاماً وهو أن نكون له شهوداً، ان الله يعمل فى العالم عن طريق أناس معينين سماهم القديس بولس أوانى، أوانى تحمل اسم الله للناس، وأوانى يحملون روح الله داخلهم ويشهدون له. ولذلك حسناً قيل عن القديس أغناطيوس إنه حامل الله " ثيئوفورس" يعنى حامل لله وشاهد له. والكتاب المقدس يقول ان الله لم يترك نفسه بلا شاهد. لاجل هذا الذين شهدوا للرب جعلهم الله كواكب فى سمائه وأعطاهم قيمة كبيرة )  نعم كنت تعلمنا كخدام ان نخدم الناس ونقدم لهم المسيح عندما نزورهم وعندما نتركهم نترك معهم المعلم الصالح . ولقد أحببت الله وخدمته وتبعته بكل قلبكم ونثق انكم معه الان فى السماء { ان كان احد يخدمني فليتبعني وحيث اكون انا هناك ايضا يكون خادمي وان كان احد يخدمني يكرمه الاب }(يو 12 : 26).
+ كنت يا قداسة البابا أمينا فى القليل فاقامكم الله على الكثير واطال الله فى عمر قداستكم ووهبكم الحكمة والنعمة والقوة ورغم المرض والمعضلات التى واجهتكم تميزت قيادتكم للكنيسة بالحكمة والقوة وعمل النعمة الغنية وقدت دفة الكنيسة كربان ماهر نحو ميناء الخلاص، فتستحق ان تسمع ذلك الصوت الفرح { نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك} (مت 25 : 21). وقد قلت قداستكم:( القليل هو الدهر الحاضر والكثير هو الدهر الآتى، القليل اللى تبقى أمين عليه شوية السنوات البسيطة فى عمرك على الأرض لو كنت أمين في هذا القليل يقيمك الله على الكثير اللى هي الأبدية، الأبدية التى لا تنتهى). فهنئيا لقداستكم هذه الابدية السعيدة التى وعد بها الله ابنائه الغالبين { من يغلب فساعطيه ان يجلس معي في عرشي كما غلبت انا ايضا وجلست مع ابي في عرشه }(رؤ 3 : 21). {من يغلب يرث كل شيء واكون له الها وهو يكون لي ابنا }(رؤ 21 : 7).  
+ اننا اذ نعزى شعبنا المحب لله ولقداستكم، نصلى طالبين من الله العزاء والصبر لشعب كنيستنا وبلادنا  والعارفين فضلكم فى كل انحاء العالم . ونحن نثق انكم تصلون عن الكنيسة فى السماء بعد ان تحررتم من قيود ومحدودية الجسد فبصلوات القديسين العظماء مامرمرقص كاروز ديارنا المصرية والاباء البطاركة القديسين أثناسيوس الرسولى  وكيرلس عمود الدين وغيرهم واباء الرهبنة القديسين أنطونيوس وباخوميوس مقاريوس وجوقات الملائكة والقديسين وبصلوات قداستكم فاننا نثق ان الله سيقود خطى بلادنا وكنيستنا نحو السلام والإيمان والاستقرار والازدهار.  

الأحد، 22 أبريل 2012

الأحد الجديد والإيمان الواثق




للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

الأحد الجديد من الخماسين المقدسة ..

+ ونحن نعيش فترة الخماسين المقدسة ونفرح بقيامة الرب من بين الاموات لابد ان نحيا القيامة الروحية بالتوبة المستمرة  والمتجددة ونعيش الحياة المقامة مع المسيح القائم ونطلب ما هو فى السماء { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله} (كو 3 : 1). فنحن ابناء القيامة والمسيح القائم من بين الأموات، الذي مات من اجل خلاصنا وقام من أجل تبريرنا. ان الرب القائم غالباً ولكى يغلب بنا وفينا يريد لنا حياة الإيمان القوى والواثق والمتجدد والذى ينمو يوما بعد يوما لنصل الى ملء القامة فى المسيح يسوع ربنا الذى تجسد ليعلن لنا محبة الله الكاملة والشاملة والمستمرة ، ويعلن لنا رحمة الله للخطاة ويعطينا حياة أفضل وفى نهاية رحلة الحياة يهبنا الحياة الأبدية .
+ ظهر الرب يسوع المسيح يوم الاحد حيث أعتاد التلاميذ ان يحتفلوا فيه بقيامة الرب من بين الاموات بالصلاة وكسر الخبر  ليؤكد وعده بطريقة ملموسة أنه إن اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمه يكون في وسطهم. وقد حرص توما أن يكون حاضراً مترقباً ظهور السيد المسيح للتلاميذ. فلم يكن موجودا بينهم فى أحد القيامة وعرف باخبارها ولما كان لديه شكوك بطبعه، كان ينتظر مترقبا يوم الاحد الجديد ليأتى الرب وله الايمان الواثق يعيد. وهنا نرى الرب القريب مهما بدى الينا بعيد، السامع والفاحص ما فى القلوب، ياتى الى الرسل ويهب الرجاء لبطرس ويبدد شك توما ويهب لنا الايمان الواثق. كما بدد خوف التلاميذ وحوله الى قوة وسلام فامتلأت قلوبهم فرحا ومنحهم السلطان وقوة الروح القدس للكرازة وغفران الخطايا باسمه القدوس.
+ أهتم الرب بالمؤمنين ككل كما يهتم بكل واحد وواحدة منا فقد اولى توما الرسول الشكاك عناية خاصة وازال شكوكه وان اختلفت الآراء، فالبعض يرى أن توما أعلن إيمانه ولم يلمس جراحات السيد، وآخرون يرون أنه أعلن إيمانه فعلاً، وفي طاعة لسيده لمس جراحاته، وإن كان لم يعد بعد محتاجًا إلى ذلك لكي يؤمن {قال له يسوع: لأنك رأيتني يا توما آمنت، طوبى للذين آمنوا ولم يروا} (يو 20 : 29) . فلم يقل له السيد: "لأنك لمست جراحاتي آمنت"، وإنما قال: "لأنك رأيتني"، فرؤيته للسيد المسيح جذبته للإيمان. يمكن القول بأن التلميذ لم يجسر أن يلمسه عندما قدم (السيد) نفسه لهذا الهدف، إذ لم يُكتب "فلمسه توما". ولكن سواء أكان ذلك بالرؤية فقط أو باللمس أيضًا رأى وآمن، فمبارك هو شك توما الذى وهبت به الطوبى للذين يؤمنوا ولم يروا. ان الغاية من كتابة يوحنا الانجيلى للأيات التى فعلها السيد المسيح هى ان يكون لنا الإيمان الحيّ الواثق العامل بالمحبة والذي يقدم معرفة حقيقية تهب حياة أبدية لمن يؤمن . فالإيمان  بيسوع أنه المسيح ابن الله لا يترك الإنسان في موقعه كما هو، بل يقوده للتمتع بالحياة الأبدية، أو التمتع باسم المسيح بكونه الحياة  ومعطيها { وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه} (يو30:20-31).

+ انتصرالمسيح بقيامته علي الخطية والشيطان والموت ووهب الحياة للذين في القبور. قام منتصراً ليقودنا في موكب نصرته، ولكي يهبنا الشجاعة والقوة في مواجهة الشر والشيطان والموت فان الله الذي سمح أن يدخل الموت الي طبيعتنا بمخالفة وصيت من ابوينا الأولين بحريتهم دبر لنا الخلاص برحمته الغنية وأراد لنا ان نقوم معة في جدة الحياة المنتصرة وننعم معه بالحياة الأبدية. أعطي الرب بقيامتة للمؤمنين روح السلام والقوة والفرح، وكان قد وعدهم  قبل صلبه (أراكم فتفرح قلوبكم، ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم ) وأتم وعده بعد قيامتة المجيدة (ففرح التلاميذ اذ رأوا الرب) يو 20:20.
وكانت الكرازة  بالقيامة والحياة الابدية وأفراحها موضوع كرازة الرسل فى كل مكان ( ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم. ونوجد نحن أيضا شهود زور لله . ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين.فانه اذ الموت بانسان، بانسان أيضاً قيامةُ الأموات .لأنة كما في أدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع. (1كو 15 : 20،14).

الكرازة بالقيامة  فى حياة الرسل والمؤمنين
لقد أثمرت قيامة السيد المسيح في التلاميذ والمؤمنين فى العصر الرسولي ويجب ان تعمل وتبث مفعولها الروحى والإيمانى فى حياتنا. القيامة تهب المؤمنين روح الفرح والسلام والقوة والثبات فينا. وكما سار ابائنا الرسل علي درب سيدهم مقتدين به علينا أن نعرف المسيح وقوة قيامتة وشركة الآمه . علينا أن نسير علي ذات الدرب والله قادر ان يقودنا في موكب نصرته لنحيا إيماننا ونشهد له لنكون أبناء وشهودأ للقيامة، لنكون دعاة سلام وعدل وحرية ونضحي في خدمة الجميع ولبناء مجتمع تسوده روح القيامه والفرح والقوة والسلام .
+ كانت القيامة وستبقي مصدرا للسلام وشتان بين حالة التلاميذ يوم الجمعة العظيمة وأحد القيامة كان الخوف قد ملأ قلوبهم وتفرقوا يوم الصلب وحتي ان اجتمعوا كانوا في خوف ورعدة ولكن دخل اليهم الرب يسوع وهم في العلية والابواب مغلقة وقال لهم سلام لكم {ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو اول الاسبوع وكانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم} (يو 20 : 19) . جال الرسل يكرزو ببشري السلام الذي صنعة لنا الرب بموته عن خطايانا وقيامته من اجل تبريرينا وكل من يحيا القيامة مدعوا الي حياة السلام والشهادة لمخلصه الصالح باعماله وأقواله {سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو 14 : 27). تحول الرسل بعد القيامة الى كارزين وشاهدين بقوة لقيامة الرب يسوع من بين الاموات  {وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم }(اع  4 :33). وكان الرسل يحيون فى الرجاء المبارك الذى ادخلته قيامة الرب فى قلوبهم والتى بددت الخوف واليأس والضعف {مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات }(1بط 1 : 3).  ونحن من المسيح القائم نستمد القوة والنعمة والإيمان والرجاء ولابد ان نشهد لإيماننا ونعيشه يوما فيوم.
+ لقد منحت القيامة القوة للمؤمنين فلا خوف من قوة الشيطان الذي انتصر علية الرب بصليبة وقيامتة، ولا خوف من العالم والشر امام قوة القيامة التي دحرت المضطهدين ولا خوف من الموت أمام قوة من قام من بين الاموات ووهب الحياة للذين في القبور. نعم نحن الذين أخذنا قوة الروح القدس وثمارة لا نخشي شيئا بل نشهد لمن أحبنا وبذل ذاتة فداءً عنا وسط جيل ملتوي شرير {لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم و في كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض}. (اع 1 : 8).
+ أمتلأ التلاميذ من الفرح بقيامة الرب من الأموات وهو معطي القيامة ومصدر فرحنا. كان قال لهم قبل صلبه (أراكم فتفرح قلوبكم ، ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم منكم ) وأتم وعده بعد قيامتة المجيدة (ففرح التلاميذ اذ رأوا الرب) يو 20:20. وأتخذ التلاميذ من الإيمان بالقيامة وأفراحها موضوع كرازتهم {وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا و باطل ايضا ايمانكم. ونوجد نحن أيضا شهود زور لله .ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين.فانه اذ الموت بانسان، بانسان أيضاً قيامةُ الأموات .لأنة كما في أدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع}(1كو15 : 20،14). حتي عندما تعرض الرسل للسجن او الاضطهاد كانوا يقابلون ذلك بفرح وسلام وقوة .هكذا راينا الرسل بعد ان تعرضوا للضرب امام المقاومين {واما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من اجل اسمه} (اع 5 : 41).وهذه وصية الكتاب لنا يجب ان نختبرها ونحياها{فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة} (رو 12 :12). فلنعيش يا أحبائى قوة الإيمان بالقيامة ومفاعيلها الروحية فينا ولنصلى ليعطي الله كنيستنا ومؤمنيها كل ثمار القيامة المجيدة وليعطى بلادنا سلاما ورجاءاً فى حاضر ومستقبل مستقر ومزدهر ولنحيا فى سلام وفرح لا ينطق به ومجيد بإيماننا الذى يغلب ويتخطى كل تحديات الحياة .

السبت، 14 أبريل 2012

قداسة البابا شنوده الثالث، زهر الروض


قداسة البابا شنودة
زهر الروض

للشاعر مكرم الجبرتى

لكل زمان وعصـــــــــر                                أبطال ومَياميـــــــــــــــنا
تظل سيرتهم العطـــــرة                                 تُذكرنا بماضيـــــــــــــنا
واليوم ضُم إلى الرفـــاق                                سيدنا ومــــــــــــــــولانا
آتاه رب المجد بصحبــة                                ملائكة وفرســــــــــــــانا
أخذ الروح وطاف بهـــا                                سماء وأوطـــــــــــــــــانا
أرانا منها معجـــــــزات                                شفت أسقام مرضــــــــانا
عجائب فى رونقهــــــــا                                هزت الأرجاء سريـــــانا
عليل يحتضن المرئــــى                                فيخرج الشعاع ألـــــــوانا
فيارس الأكباد طــــارت                                ما عادت شوكة وسرطانا
وجموع تتدافع للمــــوت                                البعث آتى حيث ماكــــانا
غِدت بالروح تـــــــــرى                               السماء مفتوحة للعيــــــانا
أدركت تفسير قــــــــــوة                               فاقت العقول إيمـــــــــــانا
هنيئا له بالحياة الجديـــدة                               ونزوعه إلى العنـــــــــانا
تحرر من كل قيـــــــــــد                               كان يغَلهُ أحيـــــــــــــــانا
كنت تشكو لله أمرنـــــــا                               حين تخيم الأحــــــــــزانا
وصرت مصدر سعادتنا                               ولن نشكو الذى كــــــــانا
نراه فوق الهياكـــــــــــل                              عنا يرفع القربـــــــــــــانا
بقبلة طاهرة نودعــــــــه                              وبغوررة الدمع فى عينانا
نَم قرير العين سيدنـــــــا                              فكلانا للخلد مسعــــــــــانا
لو نظمت فى وجــــودك                              لرفضت المديح يامـــولانا
روحك لم تثتأثر أحــــــد                              فالجميع لديك إخـــــــــوانا
لا تقل فارقتنا وأنــــــــت                             ملء حياتنا ودنيــــــــــــانا
قدر الجهد نضــــــــــعك                             فوق الرؤوس تيجــــــــــانا
هوذا زهر الــــــــروض                             نهديك جميلا ومُــــــــــزَانا
وأنت زهر الـــــــروض                             وأنت لنا بستـــــــــــــــــانا
نزورك مدى الحيـــــــاة                              وعند يســـــــــــــوع لقيانا 

قم حطم الشيطان





قم حطم الشيطان

لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث


قم حطم الشيطان لا تبق لدولته بقية
قم بشِّر الموتى وقل غفرت لكم تلك الخطية
واغفر لبطرس ضعفه وامسح دموع المجدلية
واكشف جراحك مقنعاً توما فريبته قوية
وارسل إلينا مرقساً يبني كنيستنا النقية
وهلم واقبل سيدي واسكن بيوت المرقسية

ارفع رؤوساً نكست واشفق بأجفان البكاة
شمت الطغاة بنا فقم واشمت بأسلحة الطغاة
حسبوك إنساناً فنيت فلا رجوع ولا نجاة
ولأنك أنت هو المسيح وأنت ينبوع الحياة
قم في جلال المجد بل واظهر بسلطان الإله
قم وسط أجناد السماء فأنت رب في سماء
قم روع الحراس وأبهرهم بطلعتك البهية
قم قوّ إيمان الرعاة ولمم أشتات الرعية

مرت علينا مدة غرباء في هذا الوجود
فترت ضمائرنا هنا ولم تقم بعد الرقود
فالقبر ضخم فوقه حجر ويحرسه الجنود
يا من أقمت المائتين وقمت من بين اللحود
يا من قهرت الموت يا رب القيامة والخلود
قم وأنقذ الأرواح من قبر الضلالة والخطية
قم قو إيمان الرعاة ولمم أشتات الرعية

قيامة المسيح ونتائجها فى حياتنا



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

المسيح قام ... بالحقيقة قام .

"المسيح قام"   هى تحية كل مؤمن لغيره طوال فترة الخماسين المقدسة،  وهم يردون التحية قائلين    " بالحقيقة قام". التجسد الإلهى يصل الى غايته والهدف منه فى القيامة المجيدة، التى هى إنتصار على الشيطان والموت. مات المسيح من أجل خطايانا وقام من أجل تبريرنا، لكى ما يقيمنا  لنكون معه فى السماء. قام السيد المسيح وبرهن على قيامته المجيدة بالعديد من الظهورات والاحداث والنتائج وهذا ما اكد عليه القديس بولس الرسول { ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم. ونوجد نحن ايضا شهود زور لله لاننا شهدنا من جهة الله انه اقام المسيح وهو لم يقمه ان كان الموتى لا يقومون. لانه ان كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام. وان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم انتم بعد في خطاياكم. اذا الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا. ان كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فاننا اشقى جميع الناس. ولكن الان قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين. فانه اذ الموت بانسان، بانسان ايضا قيامة الاموات. لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع} (1كو 14:15-22).
  أهنئكم أحبائى بعيد القيامة المجيد، حجر الزاوية فى إيماننا المقدس، وارجو لكم حياة الايمان الواثق والسلام الكامل والفرح فى كل الظروف والقوة التى تغلب الخوف والضعف والشيطان والموت . ان هذا الإيمان الواثق بالحياة الابدية والمكأفات السمائية هو أول نتائج القيامة فى حياة المؤمنين بالمسيح.    وكما قام السيد المسيح وصعد الى السماء هكذا ودعنا على رجاء القيامة أبينا وسيدنا ومعلمنا " قداسة البابا شنوده الثالث" الى السماء ليغيب عنا فى عيد القيامة بالجسد لاول مرة منذ أربعين عاما ونحن الذين احببنا ان نسمعه ونصلى معه كل عيد، لكننا نعلم انه هناك يصلى ويحيا فى السماء فرحاً وفى قيامة دائمة كقديس حى فى السماء الى ان تقوم الاجساد فى اليوم الاخير كما أكد رئيس إيماننا الرب يسوع المسيح { واما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول الرب اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب. وليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء} لو37:20-38. وكمال قال قداسة البابا : ( هناك أرواح كبيرة، فوق المستوى الجسدى والنفسى والمادى. هذه الارواح الكبيرة، حتى بعد موتها يأتمنها الله على مهمات معينة تقوم بها على الارض. كما يحدث بالنسبة الى بعض القديسين، يرسلهم الله الى الارض لكى يبلغوا رسالة خاصة،أو ان يقوموا بمعجزة شفاء، أو تقديم معونة معينة لشخص ما أو لمجموعة من الناس).اننا نثق ان روحكم الكبيرة يا قداسة البابا ومحبتكم لكنيستكم تجعل الله يأتمنكم لاداء هذا الدور والصلاة من أجل الكنيسة وبلادنا ومستقبلها وأستقرارها وسلامها .
ظهورات السيد المسيح بعد القيامة
 لقد استحقت "مريم المجدلية " بأمانتها الداخلية العجيبة. ان تكون حاملة بشرى القيامة للتلاميذ والرسل. لقد  جاءت إلى القبر مع المريمات والليل باقٍ،  مدفوعين  بمحبتهم  للسيد الرب . وكانت مريم المجدلية أول أول من رأى الحجر مرفوعًا عن القبر. لقد أراد الرب أن تشهد بأن المسيح  رافع خطية العالم  قد قام. بعث السيد المسيح برسالة  الفرح والسلام والانتصار مع المجدلية إلى تلاميذه الذين تركوه عند القبض عليه ولم يرافقوه حتى الصليب. لم يشر إلى كلمة عتاب واحدة، وكأنه قد أرسل إليهم يقول: "إني أغفر وأنسى " ارسل المجدلية معلنا شوقه للاتحاد بهم، ثم ظهر لهم ليعيد لهم الرجاء المفقود والايمان الموعود والفرح المعهود ويعلن اتحاده بهم بلا قيود.
السيد المسيح قد تألم وقام لأجلنا لكي يقيمنا أحباء له "وظهر لتلميذى عمواس" فى الطريق مرافقاً لهما ومبيناً كل ما جاء عنه { كان ينبغي ان المسيح يتالم بهذا ويدخل الى مجده.ثم ابتدا من موسى ومن جميع الانبياء يفسر لهما الامور المختصة به في جميع الكتب} لو26:24-27.   فإنه إذ قام اعطانا ان نقوم معه ونكون اصدقاء له ليلهب قلوبنا بمحبته وهو يشتاق أن يهبنا حياته المقامة. نراه يقترب من تلميذي عمواس، ويمشي معهما، ويحاورهما بلطف، ويلهب قلبيهما بمحبته، ويفتح بصيرتهما للتعرف عليه. إذ كانت أعينهما قد أمسكت عن معرفته، لكنه تقدم بنفسه إليهما ليبدأ الحديث معهما،  وسألهما: "ما هذا الكلام الذي تتطارحان به، وأنتما ماشيان عابسين؟". فإن كان السيد قد تألم وصلب فالموت لم يفصله عن تلاميذه، وإن كان قد قام فقيامته لم تبعد به عنهم. بل لكي يقترب إلينا ويبادرنا بالحب، مشتاقًا أن يدخل معنا في حوار، لكي يقدم ذاته لنا، فتنفتح أعيننا لمعاينته وقلوبنا لسكناه فينا. إن قصة لقاء السيد المسيح بتلميذي عمواس اللذين أُمسكت أعينهما عن معرفته هي قصة كل إنسان روحي، يرافقه الرب كل الطريق، ويقوده بنفسه، ويلهب قلبه، ويكشف له أسرار إنجيله، ويعلن له قيامته، ويفتح بصيرته لكي يعاينه ويفرح به.
قيامة الرب في أول الأسبوع،باكر الاحد،  كانت بمثابة بداية جديدة للبشرية في علاقتها بالرب، إذ صار لها حق الحياة المقامة في الرب، لتعيش في سبتٍ جديدٍ فريدٍ هو راحة الحياة الجديدة في الرب والمُقامة معه والشركة مع المسيح المقام.
 ثم ظهر "للتلاميذ "  فى العلية والابواب مغلقة { ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو اول الاسبوع وكانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم. و لما قال هذا اراهم يديه و جنبه ففرح التلاميذ اذ راوا الرب. فقال لهم يسوع ايضا سلام لكم كما ارسلني الاب ارسلكم انا.}( يو19:20-21 ). تحدث المسيح القائم من الأموات مع التلاميذ، فأعطاهم سلامًا جديدًا فائقًا، وتحدث معهم واراهم  جراحاته التي في يديه وجنبه، فوهبهم فرحًا فريدًا بحضرته في وسطهم. أراهم يديه وجنبه ليطمئنوا أنه يسوع المصلوب نفسه بذات الجسد. لقد ترك آثار الجراحات شهادة حية لقيامته، وتبقى هذه الجراحات في الأبدية مصدر فرح ومجد، كعلامة حب إلهي عجيب لا ينقطع لخلاص البشرية. لقد وضع حجابًا على بهاء مجد جسده القائم من الأموات حتى يمكنهم معاينته والتحدث معه. يبقى السيد المسيح يبسط يديه ويكشف عن جنبه ويحتضننا بحبه ويروينا من ينبوع دمه العجيب، فنعلم أنه مادام هو حي فنحن بصليبه أحياء. لن يقدر الموت أن يحطمنا.  جراحات صليبه هي لغة الحب القادرة أن تنزع منا الخوف من العالم، وتهبنا فرحًا داخليًا فائقًا.إنه دومًا يفتح بصيرتنا بجراحات صليبه، فندرك أننا لسنا نتمتع برؤياه فحسب، بل نتمتع بحضرته في وسطنا.
 ثم ظهر لهم أكثر من مرة طوال الاربعين يوم حتى صعوده يعرفهم أسرار ملكوت الله . وفى احدى ظهورات السيد المسيح، ظهر لأكثر من خمسمائة { بعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمس مئة اخ اكثرهم باق الى الان  لكن بعضهم قد رقدوا} (1كو 15 : 6).ليؤكد للمؤمنين قيامة المجيده ويرفع قلوبنا الى السماء لنقوم معه { فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله} (كو 3 :  ). هذا هو إيمان الكنيسة الذي لخّصه الرسول بولس في عبارته الموجزة: "الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا" (رو 4: 25). وكما يرى الدارسون أن هذه العبارة تمثل حجر الزاوية في قانون الإيمان الكنسي في عصر الرسول.
نتائج قيامة المسيح فى حياة المؤمنين..

الإيمان والأنتصار  .. كما نرتل فى ايام القيامة ونقول " المسيح قام من بين الاموات، بالموت داس الموت ووهب الحياة للذين فى القبور". فقد قام السيد المسيح واعطى المؤمنين نعمة القيامة كوعده الصادق فقوى الرب إيمان تلاميذه ومؤمنيه فى كل زمان وهذه هى الغلبة التى تغلب العالم { لان كل من ولد من الله يغلب العالم وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا} (1يو 5 : 4) . فان كان لنا رجاء فى هذه الحياة فقط فنحن أشقى جميع الناس ولكن على رجاء المكأفاة والسعادة الابدية نجاهد ونحتمل ونصبر { لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة} (يو 28:5-29).
 الرجاء المبارك فى الحياة الابدية .. لقد وهبت لنا قيامة الرب يسوع المسيح الرجاء المبارك  فنعيش ونموت على رجاء القيامة. واصبح لنا فرح برجاء القيامة لذلك بولس يقول عن الرب (انه باكورة الراقديين) لهذا وجدنا شهوة القديسين هى الانتقال من الحياة ليس كراهية فيها ولكن ابتغاء لحياة أفضل  { لي اشتهاء ان انطلق واكون مع المسيح ذاك افضل جدا} (في 1 : 23). هذا أصبح الموت هو الجسر الذهبى الموصل للابدية  للمؤمنين للالتقاء بالله وبالملائكة والقديسين{ كل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر} (1يو 3 : 3).
الفرح الروحى والقوة .. لقد بدلت قيامة السيد حزن التلايمذ الى فرح { ولما قال هذا اراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ اذ راوا الرب} (يو  20 :  20). وتحول خوفهم الى قوة وسلام وإيمان راسخ ومجاهرة بالإيمان { فاجابهم بطرس ويوحنا وقالا ان كان حقا امام الله ان نسمع لكم اكثر من الله فاحكموا. لاننا نحن لا يمكننا ان لا نتكلم بما راينا و سمعنا} أع 19:4-20. وعندما هددوهم لم يخاف الرسل بل رفعوا الامر لله وجالوا مبشرين بكلمة الله كما ارسلهم السيد الرب ليكرزوا { والان يا رب انظر الى تهديداتهم و امنح عبيدك ان يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة }(اع  4 :  29). أخذ المؤمنين من الرب قوة ووعود من الرب بانه سيكون معنا الى الانقضاء فان كان الرب معنا فمن علينا {  فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به و ها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين}( مت 19:28-20).
حياة السلام القلبى والثبات فى الرب .. من الثمار الحلوة للقيامة المجيدة  { سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب} (يو  14 :  27). السلام الذى ينبع من الاحساس بوجود الله فينا ومعنا وقائداً لمسيرتنا وسفينة حياتنا {وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم و افكاركم في المسيح يسوع }(في 4 : 7). لقد بددت قيامة الرب يسوع شكوك التلاميذ وخوفهم وشك توما وعدم إيمانه ووهبت لنا الطوبى لاننا آمنا دون ان نرى { قال له يسوع لانك رايتني يا توما امنت طوبى للذين امنوا ولم يروا }(يو  20 :  29). فنحن واثقين بمن آمنا ولدينا  يقين ثابت لا يتزعزع ان الله حى وعادل وامين وقادر ان يحفظ وديعة حياتنا الى النفس الأخير.
قوة قيامة السيد المسيح هى التى الهبت قلوب التلاميذ والرسل للعمل الكرازى والشهادة حتى الاستشهاد،  وهى مصدر العزاء للمؤمنين فى ضيقات وتجارب الحياة وهى التى هزمت الشيطان وقيدت سلطانه واصبح لا سلطان له على ابناء الله السالكين حسب الروح .
 الروح القدس وحلول  .. وبقيامة الرب من بين الأموات وصعوده الى السموات وجلوسه عن يمين الآب ارسل لنا الروح القدس{ لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق لانه ان لم انطلق لا ياتيكم المعزي ولكن ان ذهبت ارسله اليكم }(يو 16 : 7).وهكذا حل الروح القدس على الرسل يوم الخمسين  { لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض} (اع 1 : 8). ومنحهم قوة الإيمان والعمل والكرازة، كما يحل على المؤمنين ويقدسهم ويقويهم ويقودهم ويقيمهم فى اليوم الأخير. فهنيئاً لنا نحن المؤمنين قيامة ربنا من بين الأموات ولنعش قوة القيامة وثمارها ونتائجها فى حياتنا ونكرز ونشهد بمن نقلنا من عالم الظلمة الى نوره العجيب. فكل عاما وحضراتكم تحيون فى ثمارونتائج القيامة الطيبة فى حياتكم.

الأربعاء، 11 أبريل 2012

الصليب قمة الحب والبذل



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

السيد المسيح والألم والفداء
+ تنبأ اشعياء النبى قبل ما يقرب من سبعمائة عام من ميلاد السيد المسيح عن الآم السيد المسيح رجل الاوجاع ومختبر الحزن قائلاً { محتقر ومخذول من الناس رجل اوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به. لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا} (أش 4:53-6). وربما من هنا جاء المثل العبرى ( ليس قلب كامل مثل القلب المنكسر).  لقد عانى الرب الاله المتجسد عندما أتى الى ارض الشقاء من الجوع والألم والاحزان، الاستهزاء والاتهامات الباطلة والظلم، وخيانة وتباعد الاصدقاء والاتباع لاسيما وقت الصلب ، عانى السيد المسيح الظلم أمام محاكمات غير عادلة مع تهجم العامة وحسد رجال الدين والسياسة، رغم انه لم يفعل شر ولم يوجد فى فمه غش بل كان يجول يصنع خيراً ويشفى الامراض، ويخرج الشياطين من  الذين تسلط عليهم أبليس ويشبع الجياع ويواسي المحزونين . أخيراً قدمت له البشرية مرارة الصليب وفى وقت عطشه سقوه خلاً ممزوجا بمر. شرب القدوس كأس الألم حتى الثمالة ليوفى العدل الإلهى حقه بقبول الموت عن البشرية الساقطة فى كل زمان ومكان.  وقدم لنا الخلاص الثمين من أجل تبرير الخطاة التائبين .
+ قِيل ان الزعيم الهندوسى غاندى وقف أمام صورة المسيح المصلوب وتأثر وبكى، وقِيل ان أخر عندما سمع قصة الفداء والصليب، قال ان لم يكن المسيح الها فبقبوله الصلب والفداء فى شجاعة وبغفران لصالبيه لصار الهاً. لقد كان الصليب اداة عقاب لكبار المجرمين والخونة فى الامم فى الامبراطورية الرومانية وفى التقليد العبرى كان الصليب عقاب ولعنه، { المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة }(غل 3 : 13). وقد ارتضى الرب بحكم الصلب وحمل خطايانا، من أجل السرور الموضوع أمامه ليخلص البشرية. وبصلبه أصبح الصليب والمصلوب فرح وفخر المسيحييين لانه صار رمزاً وعلماً للخلاص والمحبة والبذل والتواضع الذى قدمه الرب المتجسد من أجل غفران خطايانا. بل حتى بعد القيامة المجيده كان الفداء جزء من البشرى بالمسيح القائم {فاجاب الملاك وقال للمراتين لا تخافا انتما فاني اعلم انكما تطلبان يسوع المصلوب.ليس هو ههنا لانه قام كما قال} (مت 5:28-6). وهذا ما دعا القديس بولس يربط بين القيامة وشركة الآلام  مع المسيح { لاعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته }(في 3 : 10). وفى السماء راه يوحنا الحبيب فى الرؤيا { خروف قائم كانه مذبوح } (رؤ 5 : 6). ولعل هذا ما جعل الملائكة والقديسين فى السماء يتهللون قائلين { وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق انت ان تاخذ السفر وتفتح ختومه لانك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وامة} (رؤ 5 : 9).
+ لقد حمل السيد المسيح خطايانا وأحزاننا والآمنا حتى جاء عنه { أوجاعنا حملها واحزاننا تحملها} أش 4:53. وقال السيد الرب ليلة الجمعة العظيمة { نفسي حزينة جدا حتى الموت امكثوا ههنا واسهروا معي} (مت 26 : 38). ولم يستخدم الرب لاهوته ليخفف كأس الألم عن بشريته وكانسان كامل أحتمل الآلام ورايناه يبكى على أورشليم { وفيما هو يقترب نظر الى المدينة وبكى عليها. قائلا انك لو علمت انت ايضا حتى في يومك هذا ما هو لسلامك ولكن الان قد اخفي عن عينيك. فانه ستاتي ايام ويحيط بك اعداؤك بمترسة ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة. ويهدمونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجرا على حجر لانك لم تعرفي زمان افتقادك} (لو 41:19-44). وبكى حزنا مع مريم ومرثا فى موت لعازر وأقامة بعد ان أنتن فى القبر ليبث فى قلوبنا الثقة فى قيامته بعد الصلب كما أخبرتلاميذه وكما قال لنا انه القيامة والحياة ومن يؤمن به سيقوم معه فى اليوم الاخير. ان المسيح حمل الله الحامل خطايا العالم. يبكى مجدداً ليس على أورشليم فحسب بل عندما ينظر الى العالم الذى يمتلئ بالغرور والشرور، وبالظلم والكراهية والحروب، والفقر والمرض والاساءة الى المقدسات، ومن اجل خطايا العالم المستمرة والمتجددة ويريد لنا ان نعرف ما هو لسلامنا ونرجع اليه فى توبة صادقة وإيمان واثق ومحبة كاملة لنجد النجاة من الطوفان القادم والغضب الأتى قبل ان تضيع فرصة النجاة  والرجوع الى الله . فهل ننتهز الفرصة المقدمة لنا أم تسير البشرية الى حافة الهاوية والهلاك.
 
أهمية الآم السيد المسيح والتأمل فيها..
+ الآم السيد المسيح والحب .. لقد كان الحب الإلهى للبشرية الساقطة وسعي الله الى خلاصها وفدائها هو سبب تجسد السيد المسيح أقنوم اللوغوس، كلمة الله المتجسد. ولولا هذه المحبة الفائقة فى فكر الله الأبوى نحونا لما استطاع لا بيلاطس ولا السلطات الدينية اليهودية وحسدها ولا العالم كله ان يقدر ان يصلب الرب وهو القائل { ليس احد ياخذها مني بل اضعها انا من ذاتي لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا } (يو 10 : 18) وكما قال السيد الرب لبيلاطس {فقال له بيلاطس اما تكلمني الست تعلم ان لي سلطانا ان اصلبك وسلطانا ان اطلقك. اجاب يسوع لم يكن لك علي سلطان البتة لو لم تكن قد اعطيت من فوق لذلك الذي اسلمني اليك له خطية اعظم }(يو19 :11). انها المحبة التى كانت فى فكر الآب السماوى والمقدمة لنا خلاصنا فى ابنه الوحيد { وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان. لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم.الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد}(يو 14:3-18) ان هذا الحب  الإلهى يجب ان يقابل منا بكل محبة واخلاص وشكر {نحن نحبه لانه هو احبنا اولا} (1يو 4 :19).
+ الألم والسرور .. تقدم الرب يسوع المسيح الى الصليب واحتمل الألم فى بذل وفرح من أجل خلاصنا          { ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله} (عب 12 : 2). ولكى ما يكمل فرحنا فى المسيح  يسوع قدم لنا الفداء والخلاص والتبرير والتقديس كما قال للآب القدوس فى الليلة الاخيرة قبل الصلب { ولست انا بعد في العالم واما هؤلاء فهم في العالم وانا اتي اليك ايها الاب القدوس احفظهم في اسمك الذين اعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن. حين كنت معهم في العالم كنت احفظهم في اسمك الذين اعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم احد الا ابن الهلاك ليتم الكتاب.اما الان فاني اتي اليك واتكلم بهذا في العالم ليكون لهم فرحي كاملا فيهم} (يو 11:17-13). لم يكن الرب يسوع المسيح يستعذب الالم ولا يرضى بالظلم ولكن شر الاشرار وظلمهم وحسدهم وكراهيتهم للبار دفعهم الى صلبه، وقد قبل هو بارادته ان يحتمل الآم الجلد والصلب، ليتمم لنا الخلاص ويفى العدل الالهى حقه كاملاً . لقد استوجبت البشرية حكم الموت بتعدى آدم { لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع }(1كو 15 : 22). ولما كنا غير قادرين على خلاص أنفسنا فقد جاءت لنا رحمة الله ومحبته متجسدة وصارت ذبيحة محرقة وخطية وأثم من اجل خلاصنا { يوقده الكاهن على المذبح فوق الحطب الذي على النار انه محرقة وقود رائحة سرور للرب }(لا 1 : 17).
+ لقد بين لنا السيد المسيح عظم محبته باحتماله كل ذلك الآلام من اجل خلاصنا وأستعلنت لنا المحبة الكاملة بالبذل والعطاء حتى الموت، موت الصليب { ان إبن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخدمَ ، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين} (مر45:10). ان قوة الصليب تظهر فى الصبر والاحتمال مع الحب والبذل . فليس القوى من يمسك سيفاً او سلاحاً ليقطع الرقاب أو يقتل الابرياء بل القوى هو الذى يحب ويصفح وما أجمل النبل والصفح عند المقدرة ولاسيما عندما يأتى من رب القدرة والغلبة. لقد كتبوا فوق الصليب {وكتب بيلاطس عنوانا ووضعه على الصليب وكان مكتوبا يسوع الناصري ملك اليهود}(يو 19 :19). وكان يجب ان يكتبوا عليه " البذل والحب المقدم لخلاص العالم". من اجل هذا نقول مع القديس بولس الرسول { واما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وانا للعالم }(غل 6 : 14).ان كان الصليب عن البعض عثرة او جهالة أما لدينا نحن المؤمنين به فهى قوة الله {فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة واما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله} (1كو 1 : 18).

دروس من الآم السيد المسيح وصلبه ...

+ لقد قدم لنا السيد المسيح مثالاً لكى ما نتبع خطواته . قدم اروع مثال للصمود وقت الشدة والآلم والصبر فى التجربة . وقدم نموذج فريدا للمغفرة للمسيئين والصفح عن الخطاة {فقال يسوع يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون }(لو  23 :  34). على الصليب سعى الرب لتقديم الخلاص للعالم كله وبين محبته لكل نفس حتى اللص اليمين عندما قال له أذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك { فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس} (لو  23 :  43). واهتم السيد المسيح بخاصته لاسيما القديسة مريم وعهد برعايتها الى تلميذه الحبيب يوحنا الانجيلى . على الصليب راينا السيد المسيح يكمل لنا الخلاص والفداء ويقدم لنا محبةً كاملةً وتواضعاً فريداً وأخلاء للذات ومصالحة مع الآب { وان يصالح به الكل لنفسه عاملا الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الارض ام ما في السماوات (كو 1 : 20). وعلى الصليب  قدم لنا أنتصاراً على الشيطان وكل قواته { اذ جرد الرياسات والسلاطين اشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه} (كو 2 : 15). قدم الرب على الصليب صبراً كاملاً وفداءاً شلاملاً لعل ذلك يكون دافعاً لنا للعرفان بالجميل .
+ اننا اذ نشكر الرب الاله الذى تجسد وصلب وقام، فاننا نفتخر بالصليب والقدوس المصلوب عليه ونتعلم منه ان نبذل ذواتنا كذبيحة حب من أجل الأخرين محبة فى من أحبنا . وان لم نستطيع ان نحمل خطاياهم كما فعل الرب فعلى الاقل ان نحتملهم ونلتمس لهم الاعزار ونستر عليهم ولا نشهر بهم.
+ ننظر الى صليب الرب يسوع المسيح ونتعزى ونحتمل كل الآم الحياة بفرح وشكر، فما هى الآمنا اذ ما قيست بالآم السيد المسيح، لقد أصبح الالم هبة للمؤمنين {لانه قد وهب لكم لاجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل ايضا ان تتالموا لاجله }(في 1 : 29). وكما قال لنا الرب { طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم} (مت 10:5-12). الالم مدرسة للصلاة والعزاء والكمال ويجب علينا ان لا نتذمر من الضيقة لكى لا نفقد بركاتها بل نصلى ان يرفعها الله ان اراد ومتى يريد وان يعطينا الصبر والتعزية والرجاء ان شاء ان نشرب كأس الآلام مشتركين معه فى الآمه لنقوم معه فى جدة الحياة.
+ مع المسيح المحب الباذل مفرح القلوب يجب علينا ان نشترك فى اراحة المتعبين وتعزية المتألمين ونساهم بايجابية فى تخفيف الآلم البشرية ولاسيما المحيطين بنا وعلى قدر استطاعتنا. علينا ان نزرع بذور الإيمان والصلاة لكي ينميها الله وتثمر فى القلوب . علينا ان نفتح باباً للرجاء للبائسين والمحرومين والمحتاجين والضعفاء ولكل نفس ليس لها معين .

+ ان التوبة والرجوع الى الله هى التى تفرح الله وملائكته وقديسيه {اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة }(لو 15 : 7). التوبة الحقيقية هى التى تروى عطش السيد المسيح لان الخطية تضيف قطرات فى كأس الآم الفادى. فلنرجع اليه ولا نجرح قلبه المحب ببعدنا عنه وخطايانا { فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تاتي اوقات الفرج من وجه الرب} (اع 3 : 19). ولنشكر المسيح مخلصنا الذى جاء وتألم عنا لكى بالأمه يخلصنا. ونمجده ونرفع اسمه  ونساله ان يصنع معنا رحمة كعظيم رحمته .

الثلاثاء، 10 أبريل 2012

الأسبوع المقدس وأحداثه الخلاصية



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

أحداث خلاصية قدست الإنسان وغيرت التاريخ..
+ جاء الينا الله متجسداً قبل ما يزيد عن الفى عام  ليُغير وجه التاريخ ويطوى ما قبل الميلاد، لتبدأ البشرية حقبة جديدة يُنسب اليه التاريخ فيها. ونرى من خلاله المحبة الكاملة فى إله المحبة.  ليعلن لنا محبته وسعية الى خلاصنا،  وننتسب نحن اليه أيضا وندعى مسيحيين ولكى ما يقدس المؤمنين ويهبهم الفداء والعهود والوعود والأمجاد السمائية كابناء لله بالتبنى { واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه} (يو 1 :  12). وراينا فى العهد القديم كم كانت هناك أياما مقدسة تخصص لله لا ينشغل فيها الانسان بأعمال الحياة ومشاغلها ولكن يخصصها ويقدسها لله ويتفرغ فيها للصلاة والتأمل والقراءة فى الكتاب المقدس .
+ فى العهد الجديد يتقدس الانسان ويصير " قدساً للرب" أى مخصصا ومقدسا للرب وحتى الأعمال العادية فى جدة الحياة مع المسيح، تتقدس بالصلاة والأمانة فى الخدمة والعمل والجهاد الروحى { فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما اقيم المسيح من الاموات بمجد الاب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة} (رو 6 : 4). ويدشن المؤمن بالميرون المقدس ليتقدس جسداً ونفساً وروحاً ويصير هيكلاً لروح الله { لانكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في اجسادكم وفي ارواحكم التي هي لله} (1كو  6 :  20). اذ تألم المسيح بالجسد من أجل خلاصنا وقام من أجل تبريرنا فاننا نتبعه هذا الاسبوع فى كل يوم وكل ساعة متذكرين الاحداث الخلاصية التى تمت فى هذا الاسبوع من أجل هذا الفداء العجيب الذى تم على الصليب والقوة القادرة على غلبة الشيطان والخطية والموت لتهب الأنسان الفرح والسلام والقوة والانتصار على الشيطان والموت وتهبه الحياة المقامة فى المسيح يسوع ربنا.
+ دخل السيد الرب الى حياتنا وهو القدوس والبار ليحمل عقاب خطايانا ويموت على الصليب عوضاً عنا، وقام ليقيمنا وينقذنا من حكم الموت ولقد تنبأ أشعياء قديما عنه قائلاً:  { لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه والرب وضع عليه اثم جميعنا. ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح و كنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه} أش 4:53-7. فإية محبة يجب ان نقدمها لمن مات ليستر عرينا ويهبنا الخلاص؟. { لان المسيح اذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لاجل الفجار. فانه بالجهد يموت احد لاجل بار ربما لاجل الصالح يجسر احد ايضا ان يموت. ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا. فبالاولى كثيرا ونحن متبررون الان بدمه نخلص به من الغضب. لانه ان كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالاولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته.وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الان المصالحة} (رو 6:5-11). اننا من أجل هذه المحبة نقول مع القديس بولس الرسول:{ مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان، ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي }(غل  2 :  20). اننا يجب ان نكرس حياتنا ومحبتنا وأيامنا ونقدسها لله ولاسيما هذه الايام التى تمت فيها الاحداث الخلاصية ، وان لم يمكننا ان نكرس كل الوقت ونتفرغ فيه لله فلنقدسه  بالصلاة والتأمل والقراءات المقدسة على قدر طاقتنا ونشعل القلب بمحبة الله وعمل نعمته.

السيد المسيح ملكا على القلب والحياة ..
+ دخل السيد المسيح يوم أحد الشعانين الى أورشليم ملكا وديعا ومتواضع وعادل ومنصور كما تنبأ زكريا { ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت اورشليم هوذا ملكك ياتي اليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان }(زك 9 : 9). وهتف له الأطفال والبسطاء " خلصنا يا أبن داود ، مبارك الأتى باسم الرب" ونحن معهم نهتف ونقول له خلصنا يا ربنا يسوع المسيح يا من خرج غالباً ولكى يغلب، من كل تجارب الحياة ومكايد أبليس، ومن الذات والانانية والمادية والاغراء والشيطان ومن الجهل والمرض والجوع الروحى والنفسى والعاطفى والجسدى.
+ تعالى يارب وأملك على قلوبنا وأطرد كل اللصوص وقلب موائد الصيارفة ومحبة المال والشهوات ولا تجعل بيتك المقدس داخلنا أو فى قلوبنا وبيوتنا وبلادنا مغارة للصوص بل قدس يارب كل شئ ليكون مكرساً لك . حتى ان كنا نحن لا نريد فانت اعمل فينا يا من قلت { لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك} (لو 10:19).  ولا تجعل يارب قلوبنا قاسية كهؤلاء الذين طلبوا اليك ان توقف تسابيح الاطفال { فلما راى رؤساء الكهنة والكتبة العجائب التي صنع والاولاد يصرخون في الهيكل ويقولون اوصنا لابن داود غضبوا. وقالوا له اتسمع ما يقول هؤلاء فقال لهم يسوع نعم اما قراتم قط من افواه الاطفال والرضع هيات تسبيحا (مت15:21-16). فلنكن يارب دائما لك مسبحين وبخلاصك معترفين وبقيامتك مبشرين.

السيد المسيح يطلب الثمر والاستعداد ...
 + قضي الرب يسوع المسيح  كل الأسبوع يهتم بتعليمنا وخلاصنا وليِعد الطريق للمؤمنين على الارض والى أقداس السماء، وكان يقضى اليوم فى الهيكل للتعليم والليل فى جبل الزيتون مع خاصته وتلاميذه ثم  فى الحديث مع الآب فى الصلاة . ولقد جاء السيد  يوم الاثنين المقدس لشجرة التين يطلب منها ثمراً فلم يجد فيها الا أوراق الرياء والحرفية { فنظر شجرة تين على الطريق وجاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط فقال لها لا يكن منك ثمر بعد الى الابد فيبست التينة في الحال }(مت 21 : 19) انها رمزاً روحياً لمن لا يثمر فيقطع ويلقى فى النار.
+ كما  رأى ان الهيكل قد تدنس وتم استغلاله من أجل الربح المادى والخطية . فطهره من الصيارفة وباعة الحمام ولما لم يتعظوا ويتوبوا ثم خرابه وهدمه، ان الله يطلب منا ان نثمر ثمر الروح ونكون أغصاناً ثابتة مثمرة فى الكرمة الحقيقية . فلنسهر يا أحبائى على خلاص أنفسنا لئلا يأتى السيد بغتة فيجدنا نيام او فى حالة كسل وفتور روحى وأهمال. ونحرص على الصلاة والاستعداد والتدقيق حتى نخلص من فخاخ أبليس ونفرح بملاقاة العريس. وهذا ما تهتم به الكنيسة فى قراءات الثلاثاء فتركز على حديث الرب عن المجئ الثانى ونهاية العالم والدينونة العتيدة ان تأتى على العالم كله . فهل نستعد أم ياتى الطوفان ويغرقنا. لقد نجا قديما الذين كانوا فى سفينة نوح . والان وغداً لن ينجوا الا من داخل سفينة الايمان والخلاص. لهذا يذكرنا القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين بان الموت لا يتأخر ومصيرنا ان نترك العالم، فلنصنع ارادة الله يا أخوتى مادام لنا الوقت لنعمل أعمال تليق بالتوبة.

المحبة المضحية والخيانة الغادرة ..
+ يوم الاربعاء من البصخة المقدسة التى هى تذكار للفصح الحقيقى لذبيحة حمل الله الغافر خطية العالم نرى قمة وقيمة المحبة الباذلة والمضحية والتى قدمت فيها المرأة ساكبة الطيب فى بيت سمعان طيباً فائق الثمن بثلثمائة دينار على راس المخلص ففاحت رائحة محبتها { وفيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الابرص. تقدمت اليه امراة معها قارورة طيب كثير الثمن فسكبته على راسه وهو متكئ. فلما راى تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين لماذا هذا الاتلاف. لانه كان يمكن ان يباع هذا الطيب بكثير ويعطى للفقراء. فعلم يسوع و قال لهم لماذا تزعجون المراة فانها قد عملت بي عملا حسنا. لان الفقراء معكم في كل حين واما انا فلست معكم في كل حين. فانها اذ سكبت هذا الطيب على جسدي انما فعلت ذلك لاجل تكفيني. الحق اقول لكم حيثما يكرز بهذا الانجيل في كل العالم يخبر ايضا بما فعلته هذه تذكارا لها} (مت 6:21-)13.
 + تذمر يهوذا الاسخريوطى الخائن وذهب ليتفق مع رؤساء الكهنة ليسلم سيده بثلاثين من الفضة { حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا الاسخريوطي الى رؤساء الكهنة. وقال ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم فجعلوا له ثلاثين من الفضة. ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه} مت 14:26-16. فليكن الرب أغلى شئ لدينا فى الدنيا ونقدم له القلب والحب والمال والوقت والحياة لتكون حياتنا رائحة طيب تفوح ويكرز بها ولا نكون كهؤلاء الحاسدين والمتأمرين والكارهين للخير ولا كمن يخون سيده من أجل شهوة عابرة  أو مال او منصب زائل أو غيرة أو حسد يجعل الشيطان يسيطر على الحواس والفكر والعواطف ويقودنا الى الهلاك. لتفوح يارب راحة محبتنا لك ويكرز بها فى كل العالم.

 التواضع الفريد والعهد الجديد ..
+ فى يوم خميس العهد، راينا التواضع الفريد لابن الله الوحيد . ان راينا السيد الرب يقوم بوظيفة وبخدمة العبد{ يسوع وهو عالم ان الاب قد دفع كل شيء الى يديه وانه من عند الله خرج والى الله يمضي.قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتزر بها. ثم صب ماء في مغسل وابتدا يغسل ارجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزرا بها} (يو 3:13-5). وعندما رفض البعض منهم ان يغسل الرب قدميه قال له ان لم أغسل لك قدميك فليس لك معى نصيب. فقال له ليس رجلى فقط بل يدى وراسى . ان السيد كان يشير  بالغسل الى طهارة القلب والفكر والسلوك، والتوبة والاستعداد بانسحاق للتناول من الاسرار المقدسة  والسلوك بتواضع القلب كما علم الرب تلاميذه  { فلما كان قد غسل ارجلهم واخذ ثيابه واتكا ايضا قال لهم اتفهمون ما قد صنعت بكم. انتم تدعونني معلما وسيدا وحسنا تقولون لاني انا كذلك. فان كنت وانا السيد والمعلم قد غسلت ارجلكم فانتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعض.لاني اعطيتكم مثالا حتى كما صنعت انا بكم تصنعون انتم ايضا. الحق الحق اقول لكم انه ليس عبد اعظم من سيده ولا رسول اعظم من مرسله. ان علمتم هذا فطوباكم ان عملتموه} (يو 12:13-17). 
+ فى يوم الخميس تمم السيد الرب فصح العهد القديم مع تلاميذه فى بيت القديس مارمرقص بعلية مفروشة ومزينة ومعدة للفصح فالقلب الذى يتناول من الاسرار يجب ان يكون ساميا مرتفعا عن الارضيات ومزين بالفضيلة ومستعدا بالإيمان والتوبة الدائمة . ثم قدم السيد فصح العهد الجديد بكسر جسده باذلاً حياتة عنا فى العشاء الربانى وعلى الصليب ومقدما العهد الجديد بدمه غفراناً لخطايانا فقد جاء لنا بعهد جديد ليس بدم ذبائح حيوانية بل بدم ثمين للفادى الأمين { واخذ خبزا وشكر وكسر واعطاهم قائلا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري. وكذلك الكاس ايضا بعد العشاء قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم} (لو 19:22-20).
+عندما أخطاء الشعب قديما قال موسى للشعب { وكان في الغد ان موسى قال للشعب انتم قد اخطاتم خطية عظيمة فاصعد الان الى الرب لعلي اكفر خطيتكم. فرجع موسى الى الرب و قال اه قد اخطا هذا الشعب خطية عظيمة وصنعوا لانفسهم الهة من ذهب. والان ان غفرت خطيتهم والا فامحني من كتابك الذي كتبت. فقال الرب لموسى من اخطا الي امحوه من كتابي. } (خر30:32-33). كان لا يمكن لموسى او غيره ان يكفر عن خطايا البشرية لكن حمل الله الذى نزل من السماء يكفر عن خطايا العالم بدم عهده الجديد. والدعوة موجهة لكل أسرى الخطية والجهل وعدم الإيمان حتى يتحرروا بدم العهد الجديد.

الجمعة العظيمة والخلاص الثمين..
+ قضى مخلصنا الصالح  ليلة القبض عليه فى حديث وداعى مع تلاميذه ثم فى صلاة عميقة وصلة مع  الآب وهو يرى خطايا البشرية  يتجرعها فى كاس المرارة والآلام التى قبلها بارادة وحده من أجل خلاصنا حتى جاء الكهنة وقواد الهيكل والجند مع يهوذا الخائن للقبض على المخلص { ثم قال يسوع لرؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل والشيوخ المقبلين عليه كانه على لص خرجتم بسيوف وعصي }(لو  22 :  52). واوثقوه واتوا به لمحاكمة غاشة غير قانونية ليلاً وهذا ضد القانون اليهودى والرومانى . وتبادلوا أتهامات دينية باطلة حتى يحكموا عليه بالموت {  كان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا.لان كثيرين شهدوا عليه زورا ولم تتفق شهاداتهم. ثم قام قوم وشهدوا عليه زورا قائلين. نحن سمعناه يقول اني انقض هذا الهيكل المصنوع بالايادي وفي ثلاثة ايام ابني اخر غير مصنوع باياد. ولا بهذا كانت شهادتهم تتفق. فقام رئيس الكهنة في الوسط وسال يسوع قائلا اما تجيب بشيء ماذا يشهد به هؤلاء عليك.  اما هو فكان ساكتا لم يجب بشيء فساله رئيس الكهنة ايضا وقال له اانت المسيح ابن المبارك. فقال يسوع انا هو وسوف تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا في سحاب السماء. فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال ما حاجتنا بعد الى شهود.قد سمعتم التجاديف ما رايكم فالجميع حكموا عليه انه مستوجب الموت} (مر 55:14-64 ). ثم قدموه لبيلاطس كانه مستوجب الموت دينيا وكان ليس لدى اليهود سلطانا بتنفيذ الحكم على المحكوم عليه لانهم كانوا تحت السلطان الرومانى واذ اعاد فحص الحكم لم يجد بيلاطس على المسيح المخلص علة للموت واراد ان يطلقه فازدادوا صراخا أصلبه { فصرخوا خذه خذه اصلبه قال لهم بيلاطس ااصلب ملككم اجاب رؤساء الكهنة ليس لنا ملك الا قيصر} (يو  19 :  15). ولم يعلموا ان هذه ارادته الصالحة بسلطانه وتدبيره وهذا ما أعلنه أكثر من مرة لتلاميذه  قبل ان يكزن {لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية} (يو  3 :  16).
+ فلما رأى بيلاطس أنه لا فائدة من محاولة تخليص يسوع المسيح من صراخهم وحسدهم أخذ ماء غسل يديه : { فلما راى بيلاطس انه لا ينفع شيئا بل بالحري يحدث شغب اخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا اني بريء من دم هذا البار ابصروا انتم (مت 27 : 24).  واستهزاؤا وجلدوا القدوس والبار وان لم يتبرر بهذا بيلاطس فى حكمة بالموت على القدوس لمجرد ارضاء الشعب فمذنب البرئ مكرهة للرب. وخرج السيد حاملاً الصليب حتى الجلجثة وصلب بين لصين حاملا عارنا وكسانا بثوب بره وخلاصنا بدمة ومات ودفن فى قبر جديد ليكفر ويستر خطايا البشرية .
+ اننا فى يوم الجمعة العظيمة نجتمع حول الهنا المتجسد والذى قدم ذاته على الصليب، كسلاح الغلبة على الشيطان والعالم وسر الفرح بالفداء نرى الحمل فوق الجلجثة يحمل خطايانا ونصرخ ( لك القوة والمجد والبركة والعزة يا ربى يسوع المسيح ، مخلصى الصالح ، قوتى وتسبحتى هو الرب وقد صار لى خلاصاً مقدسا).  ونستمر مسبحين الرب طوال الحياة حتى نشترك مع القوات السمائية فى سماء المجد { ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ وكان عددهم ربوات ربوات والوف الوف. قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح ان ياخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة. وكل خليقة مما في السماء وعلى الارض وتحت الارض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان الى ابد الابدين. وكانت الحيوانات الاربعة تقول امين والشيوخ الاربعة والعشرون خروا وسجدوا للحي الى ابد الابدين}( رؤ11:5-14). ان حياتنا كلها لن تكفى لتسبيح وشكر الله على الخلاص ولهذا سيستمر هذا التسبيح والفرح والشكر فى السماء.