نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 30 نوفمبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الأحد الموافق 12/1


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ.} (رؤ 3:1)
قول لقديس..
(هناك درجات مختلفة من الكمال، والرب يدعونا من الأشياء السامية إلى الأسمى بطريقة تجعل ذاك الذي صار مطوبًا وكاملاً في مخافة الله يسير كما هو مكتوب من قوَّة إلى قوَّة "مز7: 84"، أي من كمال إلى آخر. بمعنى أن يصعد بغيرة الروح من الخوف إلى الرجاء، وأخيرًا إلى المحبة التي هي آخر مرحلة. فهذا الذي كان "العبد الأمين الحكيم" (مت45: 24)، يبلغ إلى مرحلة الصداقة ثم التبني كابن.) من مناظرات يوحنا كاسيان
حكمة للحياة ..
+ طوبى لاناس عزهم بك طرق بيتك في قلوبهم (مز 84 : 5)
Blessed is the man whose strength is in You, whose heart is set on pilgrimage. Psa 84:5
صلاة..
" أعلن لنا يارب أسرار ملكوتك السماوى فنحيا معك وترتفع قلوبنا وأفكارنا وأرواحنا الى السماء، ونذوق ما أطيب محبتك وجمال الحياة معك ونكون بحق سفراء للسماء وملكوت الله.
أكشف لنا يارب العمق الروحي فى كلامك المحيي، فنسهر نفتش الكتب التى تشهد لك وتعلن مجدك ونغوص في فهمها فيكون كل منا ككاتب ماهر يخرج من كنزه جدد وعتقاء، ويتنقى القلب ويستنير الفكر وتشبع الروح ويتقدس الجسد ونحيا على رجاء المجد العتيد إن يستعلن فينا.
علمنا يارب ان نكون ساهرين على خلاص نفوسنا، نصلى بقلوب متواضعه ونقيه، وبكلمتك نشبع كل حين ولمجئيك الثاني نحيا منتظرين، أمين"
من الشعر والادب
" لمن الطوبى؟"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
طوبى للى يقرأ كلام الله
تشبع روحه وتستنير عينيه
يتنقى ويفرح ويرتاح قلبه
ويسمو فكره وتبقى دوما
فى طريق الكمال رجليه
ويعد نفسه فى للأبدية
مع الملايكة والقديسين
يسبح هناك مجد الرب
ويتهنى بعمل أيديه
قراءة مختارة ليوم
الأحد الموافق 12/1
الإصحَاحُ الأَوَّلُ (1)
رؤ 1:1- 8
إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا،الَّذِي شَهِدَ بِكَلِمَةِ اللهِ وَبِشَهَادَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِكُلِّ مَا رَآهُ. طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ. يُوحَنَّا، إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ الْكَائِنِ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، وَمِنَ السَّبْعَةِ الأَرْوَاحِ الَّتِي أَمَامَ عَرْشِهِ،وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ. الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكاً وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ. «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
تأمل..
+ مقدمة السفر... كتب سفر الرؤيا القديس يوحنا الحبيب تلميذ السيد المسيح سنه 95 م. اثناء نفيه الى جزيرة بطمس ويسمى بالقديس يوحنا اللإهوتى لأن إنجيله يُثبت لاهوت السيد المسيح (يو 31:20). وُلِدَ فى بيت صيدا (لو 10:5) وتتلمذ ليوحنا المعمدان أولاً ثم تركه ليتبع يسوع بعد أن أشار المعمدان للسيد المسيح ويوحنا كان شاهداً على أحداث عظام قام بها السيد المسيح مثل إقامة إبنة يايرس والتجلى والصلب وظهورات القيامة وقام برعاية القديسة مريم حتى أنتقالها للسماء. وقد أسس كنائس آسيا الصغرى بعد نياحة العذراء وأقام فى أفسس. وقد عذبه الإمبراطور دومتيانوس فى نهاية أيامه، وألقى فى زيت مغلى وشفاه الرب فنفاه إلى جزيرة بطمس. وقد ذكر أسمه فى السفر خمس مرات مرات (9،4،1:1) + (2:21) + (8:22) ليكون هناك ثقة فيما هو مكتوب فيه. و يتضمن هذا السفر النبؤى تمتع القديس يوحنا المتألم لأجل المسيح والمضطهد بتعزيه الله بهذه الرؤيا السماوية كرسالة تعزية للكنيسة المضطهدة والمتألمة، ودعوة من الله أن من يغلب سيكون شريكاً فى هذا المجد المعلن. ونرى فى السفر أن الرب يسوع المسيح هو ضابط الكل، الإله القدير الذى يرعى كنيسته، يحملها فى يديه، يجول وسط كنيسته ليرعاها، لا شىء يحدث إلا بسماح منه، هو إنتصر وغلب وبالتأكيد فإن كنيسته ستنتصر وتغلب. وإذا كان ما يحدث هو بسماح من الله وهو ضابط الكل فلا يجب ان نخاف شئ بل نصبر فى رجاء وفرح ونشارك السمائيين تسابيحهم أذ نرى فى السفر الهزيمة الكاملة للشيطان وأتباعه فى البحيرة المتقدة بالنار، كدافع لنا لترك كل شر ونحيا حياة الفضيلة والبر.
+ التفسير الروحي لسفر الرؤيا.. نحن نريد ان نستفيد من سفر الرؤيا لهذا نعمل على قراءة وتفسيرة روحيا لنستفيد منه وهذا هو نهج كنيستنا فهناك من يستعمل سفر الرؤيا ليستخرج منه مواعيد واوقات لبعض الأحداث وهناك من يفسره حرفياً مثلما فعلت بعض الطوائف فقال البعض إن عدد من يدخل السماء مائه اربعة واربعين الف حرفياً على ان يكونوا من طائفتهم. وقال البعض أن المسيح سياتى ليحكم على الأرض لمدة الف عام يقيد فيها الشيطان أما الملك الألفى فى نظر الكنيسة هو ما تحياه الكنيسة الآن حيث تحيا الكنيسة والنفس المؤمنه حياة الملكوت {ها ملكوت الله فى داخلكم} (لو21:17) {وكل مجد إبنة الملك من داخل} (مز 13:45). وقد إستخدام السفر الأسلوب الرمزى وعلينا أن نفهم السفر روحياً بطريقة تجعلنا نقترب من الله فنتجنب ما يحذرنا منه وننفذ كل وصية فيه ونخشى غضبه ونتشبه بالسمائيين فنسبح الله مثلهم، ونشعر بإقتراب الدينونة فنقدم توبة تفرح السمائيين، بل تجعلنا معهم ومن صفوفهم ويبدأ السفر برسائل الى الكنيسة التى على الأرض وينتهى بالكنيسة فى أورشليم السمائية وما بينهما حروب ضد الكنيسة ومسيحها القدوس وهو سفر به سباعيات كثيرة منها سبع كنائس وسبع أبواق وسبع ختوم وسبع جامات وسبع تطويبات.
+ كشف للاسرار الإلهية .. يكشف الله أسرار ملكوته للمؤمنين وكلمة إعلان باليونانية هى أبو كاليبسيس أى رفع الغطاء ومنها جاءت فى لغتنا ليلة أبوغالمسيس التى نطلقها على ليلة سبت النور إذ نقرأ فيها سفر الرؤيا كاملاً. لقد كشف الرب يسوع كرأس للكنيسة لكنيسته عن هذه الأسرار حسب مسرة الآب ونحن نعرف هذه الأسرار من خلال وجودنا وثباتنا فى المسيح يسوع. وقد أعلنها الرب للقديس يوحنا ليعلنها للكنيسة ويكشف لنا ما لابد ان يكون حسب مقاصد الله مرُسلاً بيد ملاكه، فالملائكة هم خدام الإعلانات منذ العهد القديم. والقديس يوحنا كان شاهداً ينقل ما رآه وسمعه من المسيح. فطوبى للذي يقرا وللذين يسمعون اقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها لان الوقت قريب. فالمطلوب منا فهم السفر روحياً وحفظ ما جاء فيه، أما النبوات الغامضة فلن نفهمها إلا فى حينه، حين يريد الله أن يكشف لنا عن أسرار النبؤات.
+ رسائل الي السبع كنائس .. وجه القديس يوحنا السفر الى السبع الكنائس وهى تشير للسبع كنائس التى خدمها يوحنا فى آسيا الصغرى والتى سترد أسماءها فى الإصحاح الثانى والثالث ولكن لأن رقم سبعه هو رقم كامل، فالكلام إذن موجه إلى كل الكنائس أو كل الكنيسة فى كل زمان ومكان. فالرب يسوع يهبنا النعمة والسلام فهو الكائن منذ الازل والدائم الى الأبد. يعمل بروحه القدوس فى الاسرار ويعطى المواهب ويرسل ملائكة لخدمة العتيدين ان يرسوا الخلاص فالرب يسوع المسيح هو الشاهد الأمين الذى كان فى حضن الآب وأتى ليخبرنا بكل شىء ويشهد للحق بأمانة (يو37:18) وكل من يطيع وصاياه يخلص وقد شهد لنا بمحبة الآب ببذله نفسه على الصليب وقام فى اليوم الثالث كبكر من الأموات وكما قام سنقوم معه فى اليوم الأخير وقد جعلنا ملوكاً أى أعطانا طبيعة جديدة متحررة من الإنسان العتيق وعبوديته المرة، فصرنا ملوك ذواتنا بنعمة المسيح ولا تسيطر علينا شهوات الجسد التى نضبطها بقوة من صلب على الصليب وأنعم علينا بنعمة الكهنوت العام الذى يشترك فيه كل المسيحيين، لنقدم ذبيحة التسبيح مقدمين أجسادنا كذبيحة حية (رو 1:12). الى جوار الكهنوت الخاص الذى فيه يُسام الأساقفة والكهنة لخدمة الأسرار وهناك من فهم هذه الآية خطأ وإعتبر أن كل مؤمن هو كاهن بالمفهوم الخاص والعام وهذا خطأ. فكيف يفهمون قوله ملوكاً إذاً بهذا المفهوم ؟.
+ مجيء الرب من السماء... سياتى الرب على سحاب السماء فالسحاب دائماً كان يرافق حلول مجد الله فى الخيمة والهيكل وذلك لأن الإنسان لا يحتمل مجد الله فكما أن الشمس لا يحتمل حرها والسحاب يلطف حرارتها هكذا مجد الله يخفيه السحاب حتى نحتمل نوره ومجده. الأبرار سيعانيون مجده ولكن بقدر ما يحتملون، إلا أن الله سيزيد من طاقة إحتمالهم ليتمتعوا بضياء مجده للأبد. وعلينا الإنتباه أذ أن المسيح قد يأتى فى أى لحظة وستنظره كل عين وسيظهر عياناً للكل وليس سراً. وسينظره الأشرار ولكنهم لن يتمتعوا بمجده بل سيرتعبون أمامه وينوحون لسابق رفضهم له إذ كانوا بأعمالهم يصلبون إبن الله ثانية ويشهرونه (عب6:6) ينوحون لأن فرصة التوبة إنتهت.
+ المسيح يسوع كلمة الله.. هو ألاف والياء أى أول ونهاية الحروف فى اللغة فالمسيح أتى ليعلن لنا عن محبة الآب، لذلك قال من رآنى فقد رآى الآب، المسيح أتى ليعرفنا على الآب فهو حينما أقام الموتى أعلن أن الآب يريد لنا حياة أبدية ولا يريد لنا الموت، وحينما فتح أعين العميان أعلن لنا أن الآب يريد لنا البصيرة المفتوحة التى ترى وتعرف الآب نفسه وترى مجد السمائيات وليست تلك التى ترى وتدرك الفانيات وحينما علق على الصليب أعلن لنا محبة الآب غير المحدودة للبشر التى بها بذل إبنه عن الخطاة. وهو الخالق والبداية والنهاية أى كل شىء قد بدأ بالمسيح، فالمسيح هو الكلمة عقل الله الذى به كان كل شىء (يو1:1-3) وكل شىء راجع له ولمجد إسمه. وهو محرك التاريخ، وضابط الكل القادر على كل شىء.

الجمعة، 29 نوفمبر 2013

تأملات فى صوم الميلاد المجيد

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ صوم الميلاد هو رحلة استعداد.. أذ تستعد الكنيسة وتهيئ وتعد مؤمنيها لاستقبال الكلمة المتجسد ليحل بالإيمان فى قلوبنا وندرك عظمة هذا السر، سر استعلان الله فى جسد إنسان { عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد}(1تي 3 : 16). وكما صام موسي النبي قديما أربعين يوما وأربعين ليلة ليستضئ فكره وقلبه وروحه لاستلام لوحى العهد المكتوبة بإصبع الله { وقال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه الكلمات لانني بحسب هذه الكلمات قطعت عهدا معك ومع اسرائيل. وكان هناك عند الرب اربعين نهارا واربعين ليلة لم ياكل خبزا ولم يشرب ماء فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر. وكان لما نزل موسى من جبل سيناء ولوحا الشهادة في يد موسى عند نزوله من الجبل ان موسى لم يعلم ان جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه. فنظر هرون وجميع بني اسرائيل موسى واذا جلد وجهه يلمع} (خر27:34-30). فاننا نصوم فى رحلة مقدسه لاربعين يوم لنستطيع ان نفهم ونعيش فرحة التجسد الالهي والخلاص والتحرر من عبودية إبليس وثقل الإنسان العتيق فيستحيل على الإنسان الطبيعي المنغمس فى لذة الأكل والشرب وملاهي العالم أن يؤمن ويثق ويحيا بالروح والحق ويدرك أبعاد التجسد الالهي لتواضع ووداعة وعمق محبة الله الآب الذى أرسل ابنه الوحيد الى العالم لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. الكنيسة بالصوم تعدنا روحيا لنحيا أفراح ميلاد المسيح الذى إنتظرته الأجيال في ترقب وبالصوم نتقدس بالتوبة ويتقدس الجسد والفكر والروح.
الاستعداد للميلاد بالتوبة.. الرجوع الى الله من كل القلب هو صميم دعوة الرب يسوع المسيح { من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات (مت 4:17). الصوم عن الطعام هو ضبط للجسد والاهواء فالبطن سيدة الأوجاع من يستطيع ان يضبطها يسير فى طريق الكمال ويقدر أن يضبط الجسد كله { الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الاهواء والشهوات} (غل 5 : 24). لابد ان يصحب الصوم عن الطعام لفترة من الزمن الأكل النباتي الخفيف فى إعتدال ليصح الجسد وتصفو النفس وتقوى الروح يرافقه صوم الحواس عن الطياشة فيما لا يفيد، وصوم اللسان عن الكلام غير النافع وضبط الفكر عن التجوال في الارضيات وهموم وغرور العالم ليرتفع ويشبع بالله فى تأمل فى كلامه المشبع { ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله }(مت 4 : 4). الصوم الروحي يعنى الشبع بالصلاة وكلمة الله المحيية والخلوة الروحية لمحاسبة الذات ومعاتبتها أو معاقبتها لترجع الى الله وتعترف بخطاياها وأخطائها وتقلع عنها وتكتسب العادات الإيجابية التي تقربها من الله وتتقدس بالاسرار المحيية وتتهيأ لحلول المسيح بالإيمان فيها.
صوم الميلاد والإستنارة الروحية.. كان العالم قبل ميلاد المسيح قد بعد عن الله وأظلم الفكر { يمدون السنتهم كقسيهم للكذب لا للحق قووا في الارض لانهم خرجوا من شر الى شر واياي لم يعرفوا يقول الرب} (ار 9 : 3). تعلق الناس بالمادة وغرور الغنى وهموم الحياة واصبح الناس فى فى ظلمة الخطية والجهل { يتلمسون في الظلام وليس نور ويرنحهم مثل السكران} (اي 12 : 25). وحتى البقية الباقية التي تعرف الله كانت عبادتهم فريسية وشكليه والقلة القليلة التي تتوقع استعلان مجد الله كانت تعاني وتتعذب أنفسهم البارة بافعال من حولهم الأثمة فالبعد عن الله جهل { قد هلك شعبي من عدم المعرفة }(هو 4 : 6). فجاء السيد المسيح النور الحقيقي الذى ينير لكل إنسان أت الى العالم ليهبنا الاستنارة ويجعلنا ابناء النور كما تنبأ عنه اشعياء النبي { ولكن لا يكون ظلام للتي عليها ضيق كما اهان الزمان الاول ارض زبولون وارض نفتالي يكرم الاخير طريق البحر عبر الاردن جليل الامم. الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور.....لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. لنمو رياسته و للسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الان الى الابد غيرة رب الجنود تصنع هذا} ( أش 1:9-7). ولكي يشرق علينا نور شمس البر والشفاء فى أجنحتها وتستنير قلوبنا بنور الإيمان وننتقل من عالم الظلمة الى ملكوت النور فاننا فى رحلة صوم الميلاد والاحاد الخاصة بشهر كيهك نتأمل سر الله المتجسد ومسيرة الخلاص فى العهد القديم والتنبؤات الخاصة بالتجسد والبشرى بميلاد السابق يوحنا المعمدان لكي يهيئ طريق الرب ثم بشرى التجسد الإلهي للقديسة مريم العذراء وميلاد القديس يوحنا المعمدان لنصل الى ميلاد السيد المسيح الوديع والمتواضع والغالب والمنتصر ليهبنا إمكانيات الخلاص من عبودية إبليس بتجسده وصليبه المحيي وقيامته المجيدة . { يولد لنا ولد نعطي ابنا} تجسد وتأنس ابن الله ليصير ابناً للإنسان بغير إنفصال ولا إمتزاج ولا تغيير وهو ابن الله الازلي { فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم و الدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس} (عب 2 : 14). لقد وهبنا التجسد الإلهي استنارة روحية ترفع طبيعتنا المائتة وتعطينا ان نعرف الله ومحبته ونتحد به ونكون رعية واحدة لراع واحد { عرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم }(يو 17 : 26). لقد دعانا الرب للإيمان والاستنارة كابناء له بالتبني بمقتضى مسرته { واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله.} (يو 12:1-13) نولد ثانية من الماء والروح { الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله.}( يو5:3). ولكل نفس يوجه الرب نداه لتؤمن وتتوب وتستنير{قومي استنيري لانه قد جاء نورك و مجد الرب اشرق عليك} (اش 60 : 1).
صوم الميلاد والفرح بالرب.. يقال ان القديسة مريم هي أول من صام صوم الميلاد المجيد ففى أخر الثلث الأخير من الحبل الإلهي وقد ظهر حملها بالمخلص وقد أتهمها البعض ظلما، فقد صامت وصلت الى الله من أجل إعلان مجده ونجاتها من أعدائها ومن أيدي مبغضيها. وكانت تناجي الله وتخاطبه بتسابيح وصلوات قديسي العهد القديم. وقد صامته الكنيسة منذ القرون الاولى وقد ذكره القديس مار أفرام في تسابيحه ونتذكر فيه ما كانت عليه الخلقة من إنتظار للخلاص ونفرح بميلاد عمانوئيل وحلوله بيننا وتجسده لخلاصنا وقد أضيف الي الاربعين يوم لصوم الميلاد ثلاثة أيام تذكار نقل جبل المقطم فى عهد البابا أبرام ابن زرعه فى عهد المعز لدين الله الفاطمي.
فصوم الميلاد هو صوم الفرح بالخلاص من الشيطان والخطية والموت للمؤمنين باسم المسيح ولهذا رتبت الكنيسة تسابيح شهر كيهك الذى تدعونا فيه لنسبح الله فنقول فى بدء الهوس الكيهكي( سبحوا الرب تسبيحاً جديداً. سبحوا الرب أيها الارض كلها، سبحوا الرب وباركوا أسمه. بشروا بخلاصه يوماً فيوم. وأخبروا بمجده فى الأمم وبعجائبه فى جميع الشعوب). نسهر مصلين لله وشاكرين تجسده المحيي ونطوب القديسة مريم التي إستحقت ان تلد الله الكلمة المتجسد ولهذا نقول فى تسبحة ايام الاحاد( تهللوا بالروح أيها الارثوذكسيين لاجل القديسة مريم. يسوع المسيح الهنا الحقيقي الذى اتى من اجل خلاصنا وتجسد. من أجل خطايانا نزل وقلب حزننا الى فرح قلب) وهكذا نسبح الله حتى نصل الى عيد الميلاد المجيد لتكون النفس قد تنقت وتقدست بالصلاة والشكر والتناول من الاسرار المقدسة لنسبح مع ملائكة الميلاد { وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين. المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة.} (لو 13:2-14)
الصوم يا أحبائي هو وسيلة روحية نقترب بها من الله وتصفو النفس وتستنير الروح ونتوب عن الخطايا والضعفات التي تبعد الإنسان عن الله وندرب أنفسنا على الشبع بكلمة الله والفرح بمحبته وعندما يكون الصوم صوما مقدسا تصومه الكنيسة كلها يتحنن الله ويمطر مراحمه على كنيسته وشعبه وقديسيه والراجعين اليه بكل قلوبهم.

الخميس، 28 نوفمبر 2013

ترسي سفينة بلادى

للأب أفرايم الأنبا بيشوى

بحبك يا بلدي
مهما بعتيني بالرخيص
ومهما جرتى عليا
يفضل ترابك عندي غالى، نفيس
أصلى المحبة عندي تضحية
مش كلام ولا مكر ولا تدليس
دا أنتي العروسة الغالية فى عيوني
ولو جوزوكي بالاكراه والتدليس
ومهما فصلوا دساتير تفصيل
وظلموني وجاروا علي
الحق لابد يوم ينتصر
والباطل ينكشف أنه دا تفليس
.....
بحبك يا بلدي
يا مهد الحضارة والنضارة
وفجر الضمير الحي
مهما أتسرقتي أو ضعفتي
والفساد ساد فى كل حي
ومهما بقيت ثورة عوره
وشمتوا فيكي اللي رايح واللي جاي
ومهما قالوا لي أرحل دا أنت غريب!
ومهما حرقوا كنيستي وبيتي
وبقي قتلى شئ عادى
وظلمونى فى وظيفتي ولقمة أولادي
ومهما مرت عليا أحزان
بفضل يابلدي بيكي هيمان
وبقوة الهي أنا فرحان
..........
انا القبطي يا أخوان مش أي إنسان
أنا معجون بتراب ها الاوطان
ومحبتي لبلدي محفورة فى الوجدان
من منارة إسكندرية
للشلالات فى أسوان
ومن الفرما اللي استقبلت المسيح
لمطروح مار مرقس اللي دخلها زمان
ومحبتي لأخويا أحمد ومحمود
ملحمة تتغنى بالالحان
ودائما بصلي لله
يتوب ويرجع فيك الإنسان
ويبقى معجون بالرحمة والأحسان
وينصلح حال البلد
وتبقى من أحسن الأوطان
وأحس انى فيها لي مكان
فى البرلمان بالمساواة والكفاءة
مش بدينى ولا عشيرتى
يكون لى مكان
وأعيش فى أمان
مش عشان حكاية كدابه
عن قصة حب خلابه
يحرقوا بلدي ويهجروا ولدى
وأعاني من الحرمان
دا عمر البلد ما هتعمر كدا
الا بعمار العقول والقلوب والأبدان
وبحب الخير للنفس و الغير
وبقياده تجمعنا لحب الخير
وعلى مجد مصر كمان تغير
وبتعليم فيه تنظيم مع تفكير
أعلام يمحو الظلام ويصنع التغيير
وأمانة وكد يجعل أنتاجنا غزير
ها ترسى سفينة بلادى لبر أمان

آية وقول وحكمة ليوم الجمعة الموافق 11/29

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ.} (1يه 20:1)
قول لقديس..
( أنتم أيها الأحباء الذين عندكم هذا الإيمان، أو قد قبلتموه حديثًا، لينمو ويكثر فيكم هذا الإيمان. فكما تمت الأمور الحاضرة كأشياء قيل عنها سابقًا في النبوات، هكذا أيضًا ستأتي الأمور الأبدية، التي وُعِدَ الله بها.)القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ بلا رؤية يجمح الشعب اما حافظ الشريعة فطوباه. (ام 29 : 18)
Where there is no revelation, the people cast off restraint; But happy is he who keeps the law. Pro 29:18
صلاة..
" من اجل سلام الكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية المقدسة ونموها وحاضرها ومستقبلها، وشعبها فى كل مكان نصلى اليك يارب، كل الشعوب باركها، السلامة التى من السموات أنزلها على قلوبنا جميعا. يا ملك السلام، أعطنا سلامك، لنكن لك شعبا مقدسا وأمة مبررة لنخبر بفضلك يا من دعوتنا من عالم الظلمة الى النور، لتكن محبتك لنا حياة ودستور وكن لنا حماية وسور من نار ونور، يحمينا من أعدائنا الخافيين والظاهرين وينير طريقنا ويقودنا لنصلى بالروح والحق اليك يا الله مخلصنا، لنكون دائما بقلوب مستعدة وحياة مقدسة منتظرين على رجاء حى وعد الحياة الأبدية، أمين"
من الشعر والادب
"صخرة الإيمان"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أبنى على صخرة الإيمان
تنمو ويثبت ويقوى البنيان
صلى بحرارة كعمود نيران
من أجل الخاطئ والتعبان
وأطلب الرحمة لكل إنسان
ثابت فى محبة الآب الرحمان
منتظر الأبدية ومجئ الديان

قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 11/29
الإصحَاحُ الأَوَّلُ (2)
يه 17:1- 25
وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَاذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقاً رُسُلُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فَإِنَّهُمْ قَالُوا لَكُمْ إِنَّهُ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ سَيَكُونُ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ فُجُورِهِمْ. هَؤُلاَءِ هُمُ الْمُعْتَزِلُونَ بِأَنْفُسِهِمْ، نَفْسَانِيُّونَ لاَ رُوحَ لَهُمْ. وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ فَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمُ الأَقْدَسِ، مُصَلِّينَ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. وَارْحَمُوا الْبَعْضَ مُمَيِّزِينَ، وَخَلِّصُوا الْبَعْضَ بِالْخَوْفِ مُخْتَطِفِينَ مِنَ النَّارِ، مُبْغِضِينَ حَتَّى الثَّوْبَ الْمُدَنَّسَ مِنَ الْجَسَدِ. وَالْقَادِرُ أَنْ يَحْفَظَكُمْ غَيْرَ عَاثِرِينَ، وَيُوقِفَكُمْ أَمَامَ مَجْدِهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي الاِبْتِهَاجِ، اَلإِلَهُ الْحَكِيمُ الْوَحِيدُ مُخَلِّصُنَا، لَهُ الْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالسُّلْطَانُ، الآنَ وَإِلَى كُلِّ الدُّهُورِ. آمِينَ.
تأمل..
+ التحذير من السلوك الخاطئ ... فى تواضع يدعونا الرسول ان نتذكر أقوال رسل ربنا يسوع المسيح وإيمانهم المستقيم ونسير عليه ونستمع لتحذيرهم فانهم قالوا لنا انه في الزمان الاخير سيكون قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات فجورهم وكلما وصلنا لنهاية الأزمنة يزداد الإرتداد والفجور والهرطقات التى تنتهى بظهور ضد المسيح هؤلاء يعزلون أنفسهم بأنفسهم بإنشقاقهم عن الكنيسة منحازين إلى عدو الخير أى غير سالكين بحسب روح الله القدوس بل منساقون وراء الشهوات وليس لروح الله ولأن هؤلاء جسدانيين شهوانيين إنشقوا عن الكنيسة التى يسوقها الروح القدس فكأنهم بلا روح والروح لا يقودهم بل شهواتهم.
+ حياة الإيمان المستقيم ... واما انتم ايها الاحباء فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس مصلين في الروح القدس. واحفظوا انفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الابدية. فنحن أمام عمل الثالوث، فالروح القدس يعطينا أن نعرف كيف نصلى ويشفع فينا بأنات لا ينطق بها (رو26:8) ويعطينا أن نكون بفكر وقول وحياة مرضية لله ويعطينا تسليم لإرادة الله فينا فى محبة الله الاب ويشملنا الإبن برحمته، إذ يشفع فينا بدمه أمام الآب فنوجد مقبولين لدى الآب، مصلين فى الروح القدس نبنى حياتنا الداخلية على الإيمان المستقيم طوال العمر بجهادنا والإنقياد لعمل نعمة الله فتكون حياتنا إنجيل معاش نرفض كل إنحراف فكرى أو عقيدى عن الإيمان المسلم للقديسين، والصلاة فى الروح القدس تعنى أن الروح القدس يعين ضعفاتنا ويوجه قلوبنا ويلهب فينا روح التضرعات فنكون فى شركة مع الله فى المسيح يسوع بواسطة الروح القدس (رو26،16،9:8). نحفظ أنفسنا فى محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع للحياة الأبدية متوقعين انتقالنا اليه أو مجيئه الينا فى أى لحظة وخلال إنتظارنا لا نطلب سوى رحمته ونتوقع بالرجاء حياة أبدية معه. ويجب ان نكون حكماء لنرحم من يضل فى جهل ونقاوم من ينشر فى مكر الضلال والبدع. من أنحرف فى طريق الخطية نعمل على عودته لحظيرة المسيح ونحذر لئلا نتأثر بحياة الدنس والخطية والثوب المدنس إشارة للجو المحيط بالخاطىء وعلينا ان نجذبهم من حياتهم الخاطئة ليخلصوا من نار الخطية التى تقود لنار جهنم.
+ حفظ الله لاتقيائه ... الله قادر ان يحفظنا غير عاثرين فكريا أو عقيديا أو إيمانيا ويوقفنا امام مجده بلا عيب في الابتهاج. فلا نخاف من الحياة وسط بيئة معثرة أو نخدم فى ظروف صعبة ونتذكر المجد المعد لنا لنتشجع ونسهر ونخدم بأمانة الإله الحكيم الذى يعرف كيف يحفظ كنيسته، ويتعامل مع كل نفس الذى له المجد والعظمة والسلطان الى دهر الدهور، أمين.

الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 11/28

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ كُنْتُ أَصْنَعُ كُلَّ الْجَهْدِ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنِ الْخَلاَصِ الْمُشْتَرَكِ، اضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظاً أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ.} (1يه 3:1)
قول لقديس..
(أثبتوا فى هذه وأتبعوا مثال الرب ثابتين غير متزعزعين فى الايمان محبين بعضكم بعضا ومتحدين فى الحقيقة مظهرين لبعضكم صلاح الرب وغير محتقرين أحدا، لا تتأخروا عن فعل الاحسان {فالاحسان يخلص من الموت} (طو4: 10) أطيعوا بعضكم بعضا وحافظوا على السلوك الحسن بين الامم فتمتدحون من أجل اعمالكم ) من رسالة القديس بوليكاربوس الى فيلبى
حكمة للحياة ..
++ تاتي الكبرياء فياتي الهوان ومع المتواضعين حكمة. أم 2:11
When pride comes, then comes shame; But with humble is wisdom. Pro 11:2
صلاة..
" ايها الرب القدوس غافر الخطايا الداعى الكل الى الخلاص، يامن دعوتنا ان نتعلم منك التواضع والوداعة مقدمين بعضنا بعضا فى الكرامة، مسرعين الى حفظ وحدانية الروح برباط الصالح الكامل فى شركة المحبة والإيمان. نصلى اليك يارب ان تهبنا الإيمان المستقيم والفكر المستنير بنعمة روحك القدوس لنسلك بتواضع القلب وطول الأناة والصبر محتملين بعضنا بعض فى المحبة لنثمر ثمر الصلاح ونتقوى فى الإيمان ويكون لنا الرجاء الثابت انه بعد شركة الآلام هناك أفراح القيامة المجيدة، أمين"
من الشعر والادب
"لنسرع الي التوبة"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ماذا ينتفع الإنسان
لو ربح العالم الفاني؟
وضيع نفسه وأهلكها
فى جهل وخطية وتوانى؟
لنسرع الى التوبة لله
حياتنا قد تنتهى فى ثوانى!
لنحيا فى التقوى والإيمان
نعيش فى سلام ومحبة
بالصبر نثمر وتتحق الأماني
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 11/28
الإصحَاحُ الأَوَّلُ
1يو 1:1- 10
يَهُوذَا، عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَخُو يَعْقُوبَ، إِلَى الْمَدْعُوِّينَ الْمُقَدَّسِينَ فِي اللهِ الآبِ، وَالْمَحْفُوظِينَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. لِتَكْثُرْ لَكُمُ الرَّحْمَةُ وَالسَّلاَمُ وَالْمَحَبَّةُ. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ كُنْتُ أَصْنَعُ كُلَّ الْجَهْدِ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنِ الْخَلاَصِ الْمُشْتَرَكِ، اضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظاً أَنْ تَجْتَهِدُوا لأَجْلِ الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ. لأَنَّهُ دَخَلَ خُلْسَةً أُنَاسٌ قَدْ كُتِبُوا مُنْذُ الْقَدِيمِ لِهَذِهِ الدَّيْنُونَةِ، فُجَّارٌ، يُحَوِّلُونَ نِعْمَةَ إِلَهِنَا إِلَى الدَّعَارَةِ، وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الْوَحِيدَ: اللهَ وَرَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ. فَأُرِيدُ أَنْ أُذَكِّرَكُمْ، وَلَوْ عَلِمْتُمْ هَذَا مَرَّةً، أَنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا خَلَّصَ الشَّعْبَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، أَهْلَكَ أَيْضاً الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا. وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ. كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيقٍ مِثْلِهِمَا وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ. وَلَكِنْ كَذَلِكَ هَؤُلاَءِ أَيْضاً، الْمُحْتَلِمُونَ، يُنَجِّسُونَ الْجَسَدَ، وَيَتَهَاوَنُونَ بِالسِّيَادَةِ، وَيَفْتَرُونَ عَلَى ذَوِي الأَمْجَادِ. وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجّاً عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ». وَلَكِنَّ هَؤُلاَءِ يَفْتَرُونَ عَلَى مَا لاَ يَعْلَمُونَ. وَأَمَّا مَا يَفْهَمُونَهُ بِالطَّبِيعَةِ، كَالْحَيَوَانَاتِ غَيْرِ النَّاطِقَةِ، فَفِي ذَلِكَ يَفْسُدُونَ. وَيْلٌ لَهُمْ لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ، وَانْصَبُّوا إِلَى ضَلاَلَةِ بَلْعَامَ لأَجْلِ أُجْرَةٍ، وَهَلَكُوا فِي مُشَاجَرَةِ قُورَحَ. هَؤُلاَءِ صُخُورٌ فِي وَلاَئِمِكُمُ الْمَحَبِّيَّةِ، صَانِعِينَ وَلاَئِمَ مَعاً بِلاَ خَوْفٍ، رَاعِينَ أَنْفُسَهُمْ. غُيُومٌ بِلاَ مَاءٍ تَحْمِلُهَا الرِّيَاحُ. أَشْجَارٌ خَرِيفِيَّةٌ بِلاَ ثَمَرٍ مَيِّتَةٌ مُضَاعَفاً، مُقْتَلَعَةٌ. أَمْوَاجُ بَحْرٍ هَائِجَةٌ مُزْبِدَةٌ بِخِزْيِهِمْ. نُجُومٌ تَائِهَةٌ مَحْفُوظٌ لَهَا قَتَامُ الظَّلاَمِ إِلَى الأَبَدِ. وَتَنَبَّأَ عَنْ هَؤُلاَءِ أَيْضاً أَخْنُوخُ السَّابِعُ مِنْ آدَمَ قَائِلاً: «هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمُ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ». هَؤُلاَءِ هُمْ مُدَمْدِمُونَ مُتَشَكُّونَ، سَالِكُونَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِهِمْ، وَفَمُهُمْ يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ، يُحَابُونَ بِالْوُجُوهِ مِنْ أَجْلِ الْمَنْفَعَةِ.
تأمل..
+ مقدمة الرسالة ... كتبها القديس يهوذا ابن حلفى أخو يعقوب ابن خالة المسيح فيلقب لذلك بأخى الرب، لأن ابن الخالة فى المجتمع اليهودى يعتبر كالأخ وهو أحد الإثنى عشر تلميذًا. وقد بشَّر فى فلسطين وبلاد العرب والعراق وبلاد فارس. لم يحدد الآباء مكان كتابتها ولكن كتبت غالبًا فى بلاد فارس التى أنهى فيها حياته للتحذير من المعلمين الكذبة ويوضح فيها الإيمان بالثالوث والمجئ الثانى والإيمان المُسَلَّم من القديسين وأسس الحياة الروحية السليمة. ويفتخر فيها القديس يهوذا أنه عبد يسوع المسيح، لأن عذوبة التعبد للّه تعطينا حلاوة وفرحًا، حتى أنه يدعونا أحباء وأبناء وعروسًا له اما نحن فى أنسحاق نقول له نحن عبيد لك يارب ويوجه الرسالة إلى المؤمنين المدعوين عامة ليصيروا قديسين ومحفوظين ليسوع المسيح كعروسٍ عفيفةٍ تليق بعريسها الرب يسوع. طالبا ان يكثر لهم الله الرحمة والسلام والمحبة
+ محافظتنا على الإيمان المستقيم.. كان الرسول يصنع كل الجهد ليكتب عن الخلاص الايمان باللّه الذي نتسلمه ممن سبقونا فى الإيمان. فالمسيحية بالحق ليس عقيدة تحفظ فقط، بل هي حياة مع ربنا وتذوق لحلاوة العشرة معه. وهكذا طلب السيد المسيح من تلاميذه: {اذهبوا وتلمذوا} (مت 19:28). فيتتلمذ كل جيلٍ على يدي آبائه لربنا يسوع المسيح. واذ راي ان بعض المعلمين يعلمون بغير ما استلمت الكنيسة، كتب مضطرا مطالبا إياهم أن يجتهدوا {لأجل الإيمان المسلم للقديسين} فعلينا ان نحذر من أصحاب البدع والهرطقات الإيمانية والمعلمين الكذبة الذين ينادوا باسم المسيح باطلا ويظهرون غير ما يبطنون. لهم مظهر التقوى والغيرة في الخدمة، لكنهم يحرفوا تفسير الكتاب ويحولون نعمة إلهنا إلى الدعارة فى بعد عن مخافة اللّه والجهاد الروحى للتحلي بالفضائل، بل فى تراخي وانجراف في تيار الشهوات أو يظنون أن مجرد الإيمان بغير جهاد يكفيهم. أو ينكروا وجود اللّه أو لاهوت ربنا يسوع، أو يندفعوا في تيار الخطية والأثم.
+ أمثلة لانتقام اللّه من الاشرار.. الله فى رحمته يتانى علينا وفى عدله يعاقب الاشرار حتى الملائكة الذين تكبروا لم يشفق عليهم ملائكة بل في سلاسل الظلام طرحهم" )2 بط 4:2(. وأهل سدوم وعمورة والمدن التي حولهما إذ زنت على طريق مثلهما، ومضت وراء جسد آخر، أحرقها بالنار وجعلها عبرة، مكابدة عقاب نار أبدية هكذا يعاقب الله الذين ينجسون الجسد ويرفضوا إرادة الله ويستهينوا بأجسادهم كأعضاء المسيح، فيسلمونها للشهوات الدنسة (2 بط 10:2). ومن يرفضوا الخضوع لسلطان الله أو يحيوا فى كبرياء ولا يقتدون برئيس الملائكة ميخائيل، الذي عندما خاصم إبليس من جهة جسد موسى، إذ لم يرد أن يظهره حتى لا يتعبد له الشعب فأخفاه، لم يرد أن يورد حكم افتراء من ذاته بل في تواضع مملوء شجاعة قال: "لينتهرك الرب". هؤلاء الاشرار ينحطوا ليصيروا أدنى من الحيوانات يسلكوا فى طريق قايين فى القتل والبغضة والكراهية وهم محبون للمال {وانصبوا إلى ضلالة بلعام لأجل أجرة} ولا يحترموا رجال الله القديسين {وهلكوا في مشاجرة قورح} هذا الذي قاوم موسى (عد 1:16-30) ولهم مظهر التقوى الخارجي المخادع وهذا أشر ما فيهم أنهم يظهرون بمظهر التقوى والغيرة على الخدمة وهم في الداخل مملؤون شرًا. إنهم كالصخور وكغيوم بلا ماء تحملها الرياح. أشجار خريفية، بلا ثمر، ميتة مضاعفًا، مقتلعة كسحاب خادع يبشر بالخير، لكنه للأسف لا يحمل ماء الحب وكشجار خريفية مقتلعة لا تصنع ثمرا او كأمواج بحر هائجة مزبدة بخزيهم ونجوم تائهة محفوظة لها قتام الظلام إلى الأبد أي انحرفت عن مجالها، فلابد أن تسقط ولا تعود بعد تستنير وتنير هكذا الهراطقة، وإن ظهروا ككواكب لكنها تائهة بعيدة عن روح السيد المسيح شمس البرّ، لذا يفقدون نور المسيح، ويُحفظون للظلمة الأبدية. وتنبأ عن هؤلاء أيضًا أخنوخ السابع من آدم، قائلاً: هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة ويعاقب الاشرار على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها، وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلموا بها ضد اللّه، وعلى كل تصرف ليس فيه خوف الرب وشرهم وأعمالهم هي التي تدينهم. وأما أنتم أيها الأحباء، فأذكروا الأقوال التي قالها سابقًا رسل ربنا يسوع المسيح.

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الأربعاء الموافق 11/27


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحاً وَصَحِيحاً، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ.} (3يو 2:1)
قول لقديس..
(إذا آمنت بالرب القادر على حفظك، فلا تهتم، بل قل لنفسك: إن الذى سلمته ذاتى يكفينى فى كل شىء) القديس مار اسحق السرياني
حكمة للحياة ..
+ من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم (ام 28 : 13)
He who covers his sins will not prosper, But whoever confess and forsakes them will have mercy. Pro 28:13
صلاة..
" علمنى يارب أن أحبك كما ينبغى ان تكون المحبة، وإن أشهد للحق كما يحق لابناء الله القديسين. ساعدنى أن أتمثل بالخير وأقتدى بالقديسين وأبتعد عن سلوك الخطاة والاشرار.
علمنى كيف أحيا وديع متواضع القلب وأبتعد عن القساوة والظلم والكبرياء. قودنى لاثبت فيك وأنمو وأثمر ثمر البر والتقوى والإيمان. علمنى أن أخدم الجميع بدون تحيز أو إنانية أو مصلحة ذاتيه. أضئ ولو كشمعة فى الطريق كنورعبر ظلمة العالم وان لا أكون عثرة قط فالويل لمن تأتى من قبله العثرات. علمنى كيف أنمو روحا ونفسا وجسدا فى علاقات حكيمة مع الجميع وازرع الخير أينما حللت. ربي علمنى كيف أرضيك فى كل أوقات حياتى، أمين"
من الشعر والادب
" التقوى والإيمان"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
المؤمن يحيا فى تقوى وإيمان
يعيش فى مخافة الله الديان
روحه ثابته فى الله كاغصان
وقلبه بالمحبة دايما مليان
جسده منضبط سليم البنيان
نفسه تتقوى وتصنع احسان
يتمثل بالخير والحب فى علاقاته
مع الله ولدى كل الناس كمان.
قراءة مختارة ليوم
الأربعاء الموافق 11/27
الإصحَاحُ الأَوَّلُ
3يو 1:1- 15
اَلشَّيْخُ، إِلَى غَايُسَ الْحَبِيبِ الَّذِي أَنَا أُحِبُّهُ بِالْحَقِّ. أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحاً وَصَحِيحاً، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ. لأَنِّي فَرِحْتُ جِدّاً إِذْ حَضَرَ إِخْوَةٌ وَشَهِدُوا بِالْحَقِّ الَّذِي فِيكَ، كَمَا أَنَّكَ تَسْلُكُ بِالْحَقِّ. لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ. أَيُّهَا الْحَبِيبُ، أَنْتَ تَفْعَلُ بِالأَمَانَةِ كُلَّ مَا تَصْنَعُهُ إِلَى الإِخْوَةِ وَإِلَى الْغُرَبَاءِ،الَّذِينَ شَهِدُوا بِمَحَبَّتِكَ أَمَامَ الْكَنِيسَةِ. الَّذِينَ تَفْعَلُ حَسَناً إِذَا شَيَّعْتَهُمْ كَمَا يَحِقُّ للهِ،لأَنَّهُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ خَرَجُوا وَهُمْ لاَ يَأْخُذُونَ شَيْئاً مِنَ الأُمَمِ. فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَقْبَلَ أَمْثَالَ هَؤُلاَءِ، لِكَيْ نَكُونَ عَامِلِينَ مَعَهُمْ بِالْحَقِّ. كَتَبْتُ إِلَى الْكَنِيسَةِ، وَلَكِنَّ دِيُوتْرِيفِسَ - الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَّوَلَ بَيْنَهُمْ - لاَ يَقْبَلُنَا. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ إِذَا جِئْتُ فَسَأُذَكِّرُهُ بِأَعْمَالِهِ الَّتِي يَعْمَلُهَا، هَاذِراً عَلَيْنَا بِأَقْوَالٍ خَبِيثَةٍ. وَإِذْ هُوَ غَيْرُ مُكْتَفٍ بِهَذِهِ، لاَ يَقْبَلُ الإِخْوَةَ، وَيَمْنَعُ أَيْضاً الَّذِينَ يُرِيدُونَ، وَيَطْرُدُهُمْ مِنَ الْكَنِيسَةِ. أَيُّهَا الْحَبِيبُ، لاَ تَتَمَثَّلْ بِالشَّرِّ بَلْ بِالْخَيْرِ، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ. دِيمِتْرِيُوسُ مَشْهُودٌ لَهُ مِنَ الْجَمِيعِ وَمِنَ الْحَقِّ نَفْسِهِ، وَنَحْنُ أَيْضاً نَشْهَدُ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ شَهَادَتَنَا هِيَ صَادِقَةٌ. وَكَانَ لِي كَثِيرٌ لأَكْتُبَهُ، لَكِنَّنِي لَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكَ بِحِبْرٍ وَقَلَمٍ. وَلَكِنَّنِي أَرْجُو أَنْ أَرَاكَ عَنْ قَرِيبٍ فَنَتَكَلَّمَ فَماً لِفَمٍ. سَلاَمٌ لَكَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ الأَحِبَّاءُ. سَلِّمْ عَلَى الأَحِبَّاءِ بِأَسْمَائِهِمْ.
تأمل..
+ مقدمة الرسالة ... كتبها القديس يوحنا الحبيب بعد سنه 90م. من أفسس الى غايس أحد تلاميذه وتتشابه فى أسلوبها مع إنجيله ورسائله وتعتبر رسالة الى الخدام والمؤمنين فى العالم كله ويحث فيها على الإيمان والمحبة والحق وإضافة الغرباء والبعد عن الكبرياء ويلقب القديس يوحنا نفسه بالشيخ لأنه كبير فى السن وباعتبار رتبته الكهنوتية وكان غايس يعانى من بعض المتاعب الصحية، فأظهر يوحنا مشاعره الأبوية نحوه فى تمنياته له بالشفاء الجسدى والنجاح فى كل أعماله ونواحى حياته كما أن حياته الروحية ناجحة، فعلينا ان نهتم بمن حولنا فى ظروفهم المختلفة ونشجعهم ونقف بجانبهم ونساعدهم خاصة فى الضيقات ونعبر عن مشاعرنا نحوهم ونعمل على نموهم الروحى كما نرى الأبوة الروحية فى القديس يوحنا الذى يفرح بسلوك أولاده الروحيين. فالأبوة الحقيقية ليست فرح بالإنجازات المادية بل بخلاص نفوس الأبناء وسلوكهم المسيحى. وعلي الخدام الاهتمام بمحبة المؤمنين معهم فى الكنيسة ومعاملتهم الطيبة لهم كما شهد المبشرون عن غايس الذى أضافهم وزوَّدهم باحتياجات الرحيل وودَّعهم بالصلوات والمحبة، فلما وصلوا إلى أفسس التى يرعاها القديس يوحنا شهدوا أمامه بمدى كرم ومحبة واهتمام غايس بهم.


+ التمثل بالخير لا الشر... كان يخدم مع غايس أيضا ديوتريفس لكنه تكبَّر ورفض بكبريائه توصيات القديس يوحنا وفى معارضته حاول السيطرة على الكنيسة بآرائه الخاصة وتمادى ديوتريفس فى شره، فاستهزأ بالقديس يوحنا وأدانه وتكلَّم بأقوال شريرة عليه ومنع إضافة المبشرين الذين أوصى القديس يوحنا بإكرامهم بل وطردهم من الكنيسة وحاول منع باق المؤمنين من إكرامهم معلنَّا تسلطه ورئاسته التى يحاول فرضها على الكنيسة من أجل كبريائه. وهنا يظهر حزم القديس يوحنا الذى كان ينوى زيارة هذه الكنيسة، فيعلن أنه أثناء زيارته سيعاتب ديوتريفس ويوبخه ليمنع شره وإعثاره للآخرين. ويطلب القديس يوحنا من غايس ألا يتمثل به فى شره بل يستمر فى عمل الخير وإضافة الغرباء فهذا دليل بنوته لله صانع الخيرات، أما من يصنع الشر فهو يعلن بذلك بنوته لإبليس وانفصاله عن الله الذى لم يعُد يراه فى حياته.
+ الشهادة للخدام الأمناء ... يمتدح القديس يوحنا ديميتريوس الخادم الأمين ويعلن أن الله يشهد لأمانته وفضائله الروحية. وكذا القديس يوحنا يشهد له بل ومشهود له من جميع الناس سواء المؤمنين أو غير المؤمنين لمحبته وسلوكه الحسن. ويذكرهم ان لديه تعاليم كثيرة ليس هناك مجال لكتابتها فى هذه الرسالة ولكن سيعلمها له ولباقى الخدام والمؤمنين عندما يقابلهم فى زيارته المقبلة لهم. وهذه التعاليم هى ما نسميها بالتقليد الكنسى أى التعاليم الرسولية الغير مُدَوَّنَة بالكتاب المقدس وسلَّمها الرسل لأبنائهم الأساقفة والكهنة على مدى الأجيال حتى الآن وتتمسك بها الكنيسة. خاتما الرسالة بطلبه لهم السلام السمائى الذى يملأ الإنسان سعادة وفرح، فيرسله إلى غايس وكل المؤمنين الأحباء معه فى الكنيسة، ويرسل أيضًا سلام كل المؤمنين الذين مع القديس يوحنا إليهم، فالمحبة تربط المؤمنين فى الكنائس المختلفة فيرسلون السلام والتحية بعضهم لبعض.

نحيا لله سفراء


للأب أفرايم الأنبا بيشوى

أجعلني قلم فى يدك
يعبر عن حبك كما تشاء
أعطيك قلبي يا سيدي
ينبض شوقا للالتقاء
وأيدي مرفوعة تصلي
فاستجب يارب ولبى النداء
لك حياتي يا قدوس
فقد وضعت حياتك من أجلى
وأنا خاطئ ميت، لتمنحى حياة
لك روحي ونفسي وقواى
أقدمها تخدمك بوفاء
.........
حبك يارب علمني
إن لا أتعلق بالأشياء
وإن لا أفرح بسعادة وقتية
ولا يجذبني أغراء
فروحك يا الهي يأخذني
الى عالم طهر ونقاء
فسراب مياه العالم
لا يروي نفس واحدة ظماء
حبك أشبعني ويرويني
من نبع النعمة بسخاء
علمني حبك كيف أرى؟
كل الناس فى تقدير وإخاء
وأكون أنشودة فرح وعزاء
فى عالم يحيا فى شقاء
حبك يعطي أمل فى التوبة
للخاطئ يحيا فى طهر وهناء
..........
سيدي أنت وربى والهي
أفتخر بانى أنتمي
لأب قدوس جعلنا له أبناء
قد جاء الينا وأقترب
وتنازل وتجسد من أعلى سماء
ودعانا أن نحيا بتواضع
وودعاء القلب وحكماء
ونعطي كملح جيد
مذاقة روحية لكل الأشياء
ونكون رسالتك المقرؤة
لمن يريد أن يتعلم
وندين الظلمة ونحيا للنور أبناء
ننقاد بالروح ونتجدد
ونقدم محبة، إيمان، ورجاء
نحيا حياة أفضل
ونمتد الى الأبدية
بعيون الروح
نحيا لله سفراء

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الثلاثاء الموافق 11/26


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعض لبعض} (يو 13 : 35)
قول لقديس..
( جميع الذين يعطون أنفسهم ليخدموا، وبغيرة يفعلون كل شيء باجتهاد وإيمان ومحبة لله، فإن هذه الخدمة تدخلهم، بعد فترة من الوقت، إلى معرفة الحق ذاته. لأن الرب ينكشف لنفوسهم، ويعلمهم طرق الروح القدس.) القديس مقاريوس الكبير
حكمة للحياة ..
+ الرب قريب لكل الذين يدعونه الذين يدعونه بالحق (مز 145 : 18)
The LORD is near to all who call upon Him, to all who call upon Him in truth. Psa 145: 18
صلاة..
" اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو الهي الرحيم. من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول، هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك يارب على الجميع لاسيما الذين يحبونك ويطلبون أسمك والراجعين اليك بكل قلوبهم. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه. جيد ان ينتظر الانسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب. ومن أجل مراحم الله الكثيرة وأحساناته وأمانته وحنانه فلنا رجاء وثقة فى خلاصه العجيب وقدرته الإلهية وعمله الصالح ورعايته الأمينة من اجل هذا نصلى وننتظر فى هدوء وصمت خلاص الرب، أمين"
من الشعر والادب
"الحكمة مطلوبه"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
الحكمة فى كل شئ مطلوبة،
البناء الروحي لازم نرعاه،
ونبنى حتى لو كل يوم طوبه
التمييز والأفراز، نعمة من الله
توصل لميناء الأمان والسماء
حتى لو واجه المؤمن صعوبه
بالحكمة يقاوم وينتصر ويغلب
يظهر نجاحه ويكون له الطوبى
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 11/26
الإصحَاحُ الأَوَّلُ
2يو 1:1- 13
اَلشَّيْخُ، إِلَى كِيرِيَّةَ الْمُخْتَارَةِ، وَإِلَى أَوْلاَدِهَا الَّذِينَ أَنَا أُحِبُّهُمْ بِالْحَقِّ، وَلَسْتُ أَنَا فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ الَّذِينَ قَدْ عَرَفُوا الْحَقَّ. مِنْ أَجْلِ الْحَقِّ الَّذِي يَثْبُتُ فِينَا وَسَيَكُونُ مَعَنَا إِلَى الأَبَدِ،تَكُونُ مَعَكُمْ نِعْمَةٌ وَرَحْمَةٌ وَسَلاَمٌ مِنَ اللَّهِ الآبِ وَمِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ابْنِ الآبِ بِالْحَقِّ وَالْمَحَبَّةِ. فَرِحْتُ جِدّاً لأَنِّي وَجَدْتُ مِنْ أَوْلاَدِكِ بَعْضاً سَالِكِينَ فِي الْحَقِّ، كَمَا أَخَذْنَا وَصِيَّةً مِنَ الآبِ. وَالآنَ أَطْلُبُ مِنْكِ يَا كِيرِيَّةُ، لاَ كَأَنِّي أَكْتُبُ إِلَيْكِ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَنَا مِنَ الْبَدْءِ: أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً. وَهَذِهِ هِيَ الْمَحَبَّةُ، أَنْ نَسْلُكَ بِحَسَبِ وَصَايَاهُ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ، كَمَا سَمِعْتُمْ مِنَ الْبَدْءِ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. لأَنَّهُ قَدْ دَخَلَ إِلَى الْعَالَمِ مُضِلُّونَ كَثِيرُونَ، لاَ يَعْتَرِفُونَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ آتِياً فِي الْجَسَدِ. هَذَا هُوَ الْمُضِلُّ، وَالضِّدُّ لِلْمَسِيحِ. اُنْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ نُضَيِّعَ مَا عَمِلْنَاهُ، بَلْ نَنَالُ أَجْراً تَامّاً. كُلُّ مَنْ تَعَدَّى وَلَمْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَلَيْسَ لَهُ اللهُ. وَمَنْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَهَذَا لَهُ الآبُ وَالابْنُ جَمِيعاً. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِيكُمْ وَلاَ يَجِيءُ بِهَذَا التَّعْلِيمِ، فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ. لأَنَّ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ يَشْتَرِكُ فِي أَعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ. إِذْ كَانَ لِي كَثِيرٌ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ، لَمْ أُرِدْ أَنْ يَكُونَ بِوَرَقٍ وَحِبْرٍ، لأَنِّي أَرْجُو أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ وَأَتَكَلَّمَ فَماً لِفَمٍ، لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُنَا كَامِلاً. يُسَلِّمُ عَلَيْكِ أَوْلاَدُ أُخْتِكِ الْمُخْتَارَةِ. آمِينَ.
تأمل..
+ مقدمة الرسالة ... كتبها القديس يوحنا الحبيب في أفسس، وتعتبر هذه الرسالة هي السفر الوحيد في الكتاب المقدس الموجه إلى سيدة، لم يذكر الرسول اسمها كنوع من الاحتشام أو منعا من تعرضها لمضايقات السلطات الرومانية الوثنية. لكنه قال "إلى كيرية المختارة" أي إلى السيدة المختارة. ويرى البعض أن كيرية ترمز إلى كنيسة معينة، إذ هي عروس المسيح المختارة. وهذا الفريق يفسر قول الرسول "أولاد أختك" بمعنى أولاد الكنيسة التي يرعاها الرسول. ويلقب نفسه بالشيخ وتحمل معنى كاهن أو أسقف أو تشير لكبر السن. ويرسل رسالته الى من يحبهم بالحق حب نابع من محبته للمسيح الذى هو الحق، وليس حباً نفعياً مثل محبة الهراطقة الذين يحاولون جذب النفوس بالمداهنة، وليس حباً عاطفياً ينبع عن قرابات أو تعصب. وهذا الحب وعمل الروح القدس هذا سيكون معنا إلى الأبد لان إمكانية الحب هذه متاحة للكنيسة عبر العصور وإلى إنقضاء الأيام بنعمة ورحمة ربنا مانحا ايانا السلام كثمرة للنعمة من الله الآب وربنا يسوع المسيح.
+ الحق والمحبة... فرح القديس يوحنا بابناء كيريه الذين زاروه فى أفسس إذ وجدهم ثابتين فى الإيمان الحق. وسلوكهم فى الحق تعبير عن إيمانهم كما أخذنا وصية من الآب رافضين العالم الباطل وشهواته. وصية المحبة هى وصية قديمة، حتى من قبل الناموس، ولكن الجديد فى وصية المحبة. أن المحبة صارت عطية من الله للإنسان المؤمن المعمد. على مثال محبة المسيح الباذلة. ومحبتنا للآخرين الآن مبنية على محبة الله لنا. ومحبته لنا هى عطية منه لمن يطلبها ويجاهد لأجلها. وعلامة محبتنا لله أن نسلك بحسب وصاياه. وأهم وصية والتى يتلخص فيها الناموس هى وصية المحبة.
+ تحذير من البدع.. ظهرت فى أيام الرسول هرطقات عديدة ومن يحب الله ويحب الإخوة، ويسلك بالحق بحسب وصايا الله يمتلى بالروح القدس ويقدر أن يكشف زيف الهرطقات. أما من يسلك بكراهية تملأ قلبه، فهو بعيد من محبة الله، فالله لا يسكن حيث الكراهية أو النجاسة. علينا إذاً أن نجاهد لنحب الجميع فتكون لنا الأستنارة. ولا محبة حقيقية مع إيمان مشوش، ولا يليق بنا أن نقبل المعلمين الذين يتسترون تحت إسم المسيح ليعلمونا بغير ما هو حق، كهؤلاء الذين ينكروا التجسد الإلهي ويحاولون أن يخدعوا البسطاء تحت إسم المحبة. لذلك على الكنيسة أن تعزل أمثال هؤلاء حتى لا يشوهوا الإيمان، وعزلهم لا يتعارض مع المحبة، بل فيه كل المحبة لله وللشعب، حتى لا يفسد إيمان البسطاء. فلنفحص إيماننا وأفكارنا تجاه المسيح حتى تكون متطابقة مع الحق المسيحى، لكي لا يضيع أجر ما عملناه بل ننال أجراً تاماً عوضاً عن أتعابنا.

الأحد، 24 نوفمبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الأثنين الموافق 11/25


بدء صوم الميلاد المجيد فى كنيستنا القبطية
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ.} (1يو 20:5)
قول لقديس..
(من يريد ويشتهي أن يصير شريكًا في المجد الإلهي، وأن يرى كما في مرآة صورة المسيح في داخل عقله، فينبغي أن يطلب معونة الله التي تتدفق بقوة ويطلبها بحب مشتعل لا ينطفئ وبرغبة حارة من كل قلبه وكل قدرته، ليلاً ونهارًا، هذه المعونة الإلهية التي لا يمكن نوالها، كما قلت سابقًا إن لم يتخل الإنسان عن لذة العالم وعن شهوات ورغبات القوة المعادية.) القديس مقاريوس الكبير
حكمة للحياة ..
+ فم الصديق يلهج بالحكمة ولسانه ينطق بالحق (مز 37 : 30)
The mouth of the righteous speaks wisdom, And his tongue talks of justice. Psa 37:30
صلاة..
" الهي وربى الحبيب علمنى كيف أحيا ثابتاً فيك بالروح والحق، وأنمو فى معرفتك ومحبتك ودعوة الجميع ليخلصوا ويسيروا فى مخافتك ومحبتك وصنع ارادتك الصالحة، علمنى أن أصلى لك بالروح والحق من أجل خلاص ونجاة كل أحد من بحر شهوات العالم وشروره ومشورة إبليس وحيله، نصلى من أجل البعيدين عنك ليرجعوا اليك ويعرفوك، ومن أجل الساقطين ليتوبوا ويحيوا حياة ترضى صلاحك، من أجل المسجونين لتحررهم والمرضى لتشفيهم والضعفاء لتقويهم والضالين لتردهم اليك والحزانى لتفرحهم والمحتاجين لتشبعهم بالخيرات، نصلى من أجل كل نفس لها تعب فى الكنيسة وبناء وحماية الوطن والانسان ومن أجل الساعين الى السلام والخير والمصالحة، أمين"
من الشعر والادب
"الصوم نعمة"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
مش بالخبز وحده يحيا الإنسان؟
بل بكل كلمة تخرج من فم الرحمان
الصوم نعمة من الله وبركة وأحسان
يصح بيه البدن والروح يبقى فرحان
لما يتغذى بكلام الله وبمحبة الحنان
يتوب ينمو ويقوى فى البر والإيمان
قراءة مختارة ليوم
الأثنين الموافق 11/25
الإصحَاحُ الْخَامِسُ (2)
1يو 14:5- 21
وَهَذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئاً حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا. وَإِنْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبْنَا يَسْمَعُ لَنَا، نَعْلَمُ أَنَّ لَنَا الطِّلْبَاتِ الَّتِي طَلَبْنَاهَا مِنْهُ. إِنْ رَأَى أَحَدٌ أَخَاهُ يُخْطِئُ خَطِيَّةً لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ، يَطْلُبُ، فَيُعْطِيهِ حَيَاةً لِلَّذِينَ يُخْطِئُونَ لَيْسَ لِلْمَوْتِ. تُوجَدُ خَطِيَّةٌ لِلْمَوْتِ. لَيْسَ لأَجْلِ هَذِهِ أَقُولُ أَنْ يُطْلَبَ. كُلُّ إِثْمٍ هُوَ خَطِيَّةٌ، وَتُوجَدُ خَطِيَّةٌ لَيْسَتْ لِلْمَوْتِ. نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ. نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ. وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ الإِلَهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. أَيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ. آمِينَ.
تأمل..
+الإيمان والصلاة المقبولة... عندما يكون لنا ثقة وإيمان بالله، نصلى وتستجاب صلواتنا فى الوقت المناسب عندما تكون بتواضع وحسب مشيئة الله وبصفح للمسيئين الينا، ويعلمنا الروح القدس ماذا نطلب ونتكشف مشيئة الله لنا ونخضع لصوت الروح القدس داخلنا. نصلى قائلين {لتكن مشيئتك } وكما صلى المخلص فى بستان جثيمانى {ليكن ليس حسب إرادتى بل حسب إرادتك}. الروح القدس يعطى للذى يصلى بطريقة صحيحة أن يسلم إرادته كاملاً لله، وتتفق إرادته مع إرادة الله، فيطلب بحسب مشيئة الله. ويقوده الروح بما هو مناسب له كما صلى بولس الرسول ثلاث مرات ليشفى والله لم يستجب لأنه خاف عليه من الكبرياء والضياع وقال له تكفيك نعمتى لان قوتى فى الضعف تكمل(2كو7:12-9). ومن يصلى فى خضوع تمام لصوت الروح القدس داخله. لابد أن تكون له هذه الثقة أن الله سيستجيب له.
+ الصلاة من أجل إخوتنا.. عندما نصلى فنحن نصلى لا لانفسنا فقط بل من اجل أخوتنا ايضا ولاسيما الخطاة ليتوبوا فحتى خطايا الزنا أو القتل لها غفران لو إستجاب الإنسان للروح القدس ولم يقاوم وقدم توبة. ولكن إن رفض الانسان التوبة وعاند فيموت بخطيته فحرية الإنسان هى التى تحدد مصيره. الإنسان حينما يفعل الخطية لأول مرة يبكته الروح القدس، ولكن إن قاوم وعاند يعتاد عليها ولا يسمع لصوت الروح القدس، بل يتلذذ بالخطية ويفتخر بها ويستمر فيها حتى موته وهذا مايمكن أن نسمية التجديف على الروح القدس. من يجاهد ويريد أن يتغير ويرضى الله ويتوب نطلب له الغفران ونصلى له فالغفران يحتاج الى توبة وأعتراف وعدم العودة للخطية. نصلى من أجل هدايته الجميع ونرى أن قساوة القلب ومهاجمة ومقاومة الكنيسة هى خطايا موت لذلك لم يصلى بولس الرسول لإسكندر النحاس، (2تى14:4، 15). الإعتداء على حق الغير هو أثم. وكلمة خطية تعنى مخالفة إرادة الله ووصاياه. فكل إعتداء على حق الغير هو خطية لأنها تخالف إرادة الله. من ولد من الله لن يكون قاسى القلب معاند رافض للتوبة يخطئ خطية الموت، إن سقط يقوم سريعاً ويتوب. ولكن الرسول يطلب من أولاد الله أن كل واحد يحفظ نفسه والشرير لا يمسه.
+ المؤمنون والبصيرة الروحية.. المؤمنين بالله لا يشاكلوا أهل العالم فى شرورهم وسلوكهم الخاطئ الخاضع لمشورة وسلطان إبليس فكما يعيش أولاد الله فى دائرة قوة الله فتحفظهم، يعيش أولاد العالم فى دائرة قوة الشرير وإغرائه. فالشيطان يزيف الباطل ويصوره كحق ويغوى اتباعه ويضللهم فيسقطوا ويستعبدهم. ويصور لهم الخطية أنها متعة ولذة وهدف يسعون وراءه. أما المؤمنين فلديهم البصيرة الروحية من روح الله القدوس بها يدركون تفاهة العالم ويدركون الأمجاد المعدة لهم فى السماويات (1كو9:2- 12). ويثبتوا فى الحق فالمسيح هو الحق (يو6:14). والروح القدس يرشدنا الى الحق (يو13:16). فثباتنا فى المسيح هو ثبات لنا فى الحق ويعطينا الإمتلاء من الروح الذى يفتح بصيرتنا فنعرف المسيح وعمله ومحبته وما أعده لنا فهو الإله الحق والحياة الأبدية. ولهذا علينا أن نحفظ أنفسنا من الأصنام مثل مشورة إبليس والطمع أو شهوة الزنا أو غيرة من شهوات فلا نقبل شيئاً أو أحداً يحتل مكان الله فى قلوبنا ويكون الله فقط هو كل شئ فى حياتنا.

السبت، 23 نوفمبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الأحد الموافق 11/24

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهَذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا.} (1يو 4:5)
قول لقديس..
(يا لها من عطية غير موصوفة! المولود قبل كل الدهور وحده، غير المحسوس ولا المنظور، البسيط، الذي بلا جسد أخذ جسدي. لماذا؟ لكي يأتي بيننا ويعلمنا، ويقودنا بيديه إلى الأمور غير المنظورة. فإذ يصدق البشر أعينهم أكثر من آذانهم، لذلك يشكون فيما لا يرونه. هكذا تفضل أن يظهر في الجسد لكي يبدد الشكوك.) القديس يوحنا ذهبى الفم
حكمة للحياة ..
+ بالحكمة يبنى البيت وبالفهم يثبت. أم 3:24
Through wisdom a house is built, And by understanding it is established. Pro 24:3
صلاة..
" عندما تواجه سفينة حياتنا المخاطر والأمواج أو يهيج علينا العدو نتطلع اليك يا كلى الحكمة ودائم الوجود وضابط كل الاشياء لكي ما تأتى وتملك وتقود السفينة ومن فيها لتصل الى بر النجاة. إن وعودك الصادقة وحفظك الدائم وعنايتك ورعايتك المستمرة عبر التاريخ تهبنا ثقة فيك وإيمان فى قوتك وكما كنت مع دانيال النبي فى جب الأسود وحفظت الفتية فى أتون النار انت يارب قادر تحفظنا من سهام إبليس المتقدة نارا ومن مؤامرات الاشرار. فلا خوف مع المحبة لان محبتك لنا تطرد الخوف خارجا. نعلم جيدا عظيم محبتك لنا كآب صالح ونبادلك المحبة ونسير فى هدى تعاليمك ونصلى من أجل المسيئين الينا والذين يضطهدوننا، لكي تحررهم من الكراهية والظلم والشر، ونصلى اليك يا الله من أجل بلادنا وعالمنا لتنعم علينا بالسلام وتهب الحكمة للكل حكام ومحكومين، رعاه ورعية، وتهدى ارجلنا وحياتنا الى طرق السلام، أمين."
من الشعر والادب
"البار بالإيمان يحيا"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
بالإيمان بيك يارب أنا غالب
باحتمي فيك أما العدو يحارب
قوتنا أنت يالهنا فى التجارب
ونصرتنا بيك يا ملكنا تقارب
الشيطان ينهزم ويبقى هارب
البار بيحيا بالإيمان عبر الزمان
إيمانه يقوى ويشهد دوما لحبك،
يثمر ويثبت فيك، يا الهنا الغالب.
قراءة مختارة ليوم
الأحد الموافق 11/24
الإصحَاحُ الْخَامِسُ (1)
1يو 1:5- 13
كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ. وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ الْوَالِدَ يُحِبُّ الْمَوْلُودَ مِنْهُ أَيْضاً. بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نُحِبُّ أَوْلاَدَ اللهِ: إِذَا أَحْبَبْنَا اللهَ وَحَفِظْنَا وَصَايَاهُ. فَإِنَّ هَذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً،لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهَذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟هَذَا هُوَ الَّذِي أَتَى بِمَاءٍ وَدَمٍ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ. لاَ بِالْمَاءِ فَقَطْ، بَلْ بِالْمَاءِ وَالدَّمِ. وَالرُّوحُ هُوَ الَّذِي يَشْهَدُ، لأَنَّ الرُّوحَ هُوَ الْحَقُّ. فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ. إِنْ كُنَّا نَقْبَلُ شَهَادَةَ النَّاسِ فَشَهَادَةُ اللهِ أَعْظَمُ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ اللهِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا عَنِ ابْنِهِ. مَنْ يُؤْمِنُ بِابْنِ اللهِ فَعِنْدَهُ الشَّهَادَةُ فِي نَفْسِهِ. مَنْ لاَ يُصَدِّقُ اللهَ فَقَدْ جَعَلَهُ كَاذِباً، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِالشَّهَادَةِ الَّتِي قَدْ شَهِدَ بِهَا اللهُ عَنِ ابْنِهِ. وَهَذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهَذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الاِبْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ. كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ.
تأمل..
+ الإيمان والمحبة... المحبة عطية وثمرة من ثمار الروح القدس للمؤمن وبها نحب الله والناس حتى الأعداء وهذا ليس ممكناً للإنسان العادى الطبيعى بل للذين ولدوا من الله. المحبة التى يتكلم عنها الرسول ليست مشاعر، بل هى طبيعة جديدة وخليقة جديدة، يحيا بها المؤمن ويحب كل إنسان.الإيمان العامل بالمحبة هو مدخل لهذه الطبيعة الجديدة. والولادة من الله تستلزم الإيمان ثم المعمودية التى بها تغفر خطايانا وننال التبنى فنحب الله أبونا ونحب إخوتنا المولودين منه. ولكن كيف نعلم أننا نحب الله؟ يجيب الرسول بحفظنا وصاياه. فحفظ الوصايا علامة محبة الله (يو14: 21، 23). وأهم وصية هى المحبة. وصاياه ليست ثقيلة، فالمحبة تسهل الأمور الصعبة وننفذ الوصايا فى طاعة وفرح. وصايا الله ثقيلة فعلاً على طبيعة الإنسان القديمة لكن المؤمن يقول مع بولس الرسول {أستطيع كل شئ فى المسيح الذى سقوينى}(فى13:4).
+ الإيمان والنصرة... من ولد من الله، صار إبناً له. فيحب الله أبيه ويثق فيه، يثق فى أن كل ما يقوله هو لمصلحته وفائدته، ويهرب من شهوات العالم التى تجذب الإنسان الطبيعى والسيد المسيح قال لنا ثقوا أنا قد غلبت العالم (يو16: 33). وهو الذى يعطينا قوة نغلب بها. لقد إنتصرت الطبيعة البشرية فى المسيح يسوع، ومن يؤمن تكون له النصرة. من يؤمن بسر التجسد وان الله دخل إلى العالم وأعطانا حياته لنحيا هو الذى يغلب أغلب الشيطان وشهوات العالم بإيمانه الواثق فى الله.
+ الإيمان والشهادة لله ... جاء القديس يوحنا المعمدان الذى كان يعمد بماء للتوبة. لكن السيد المسيح فقد جاء بالماء ودم، وخروج الماء والدم من جنب المسيح إشارة لخروج الكنيسة من جنبه وعمل المعمودية كان مرموزاً له فى العهد القديم بالتطهير بالماء والدم (لا4:14-7). والجديد فى العهد الجديد هو عمل الروح القدس فى الماء، فالمعمودية ليست ماءً عادياً بل ماء يعمل فيه الروح القدس بإستحقاقات الدم، فيولد المعمد من الماء والروح ولادة جديدة وخليقة جديدة قادرة أن تغلب العالم ولا يكون للخطية سلطان عليها (رو14:6). والروح القدس يشهد للمسيح وعمله ويعطينا أن نحبه وأن نختاره فهو الحق ونرفض العالم الباطل. وليس الروح القدس فقط هو الذى يشهد للمسيح وعمله فينا، بل إن الثالوث الأقدس يشهد لتجسد الإبن وعمله الخلاصى للإنسان. فالأب شهد للإبن فى يوم المعمودية وفى يوم التجلى وفى الهيكل أمام الكثيرين والإبن شهد لنفسه بأقواله وتعاليمه ومعجزاته وقيامته (رو4:1) وصعوده أمام أعين تلاميذه. والروح القدس شهد له فى النبوات التى أوحى بها لأنبياء العهد القديم، وبحلوله على هيئة حمامه. وهو يشهد للمسيح داخلنا (14:16). وهذا الثالوث القدوس واحد فنحن نؤمن بإله واحد مثلث الأقانيم. الذين يشهدون فى الأرض الروح والماء والدم فعمل الله الخلاصى والذى يبدأ فى حياة المؤمن بالمعمودية وهى روح وماء ودم والثلاثة فى واحد، الواحد هو جسد المسيح الذى تدفق منه الماء والدم. الروح القدس يعمل فى ماء المعمودية، وذلك بقوة دم المسيح، فتلد المعمودية أبناء لله، خليقة جديدة، وكل من شعر بقوة هذه الخليقة الجديدة وإمكانياتها يدرك عمل المسيح الخلاصى، هذه القوة التى تعطيها المعمودية لأولاد الله تشهد على أن المسيح هو مخلص العالم بدمه. والمعمودية لا معنى لها بدون وجود الماء والدم والروح. فان كنا نقبل شهادة الناس فشهادة الله أعظم شهادة الثالوث عن عمل المسيح، أن المسيح أتى ليعطينا حياة أبدية.
+ الإيمان والحياة الأبدية ... أن هدف التجسد هو أن نؤمن بالله فيكون لنا حياة ابدية. وهذه الحياة هى فى إبنه وتسرى فينا بالإيمان والعماد والتناول من جسد الرب لنثبت فيه "من يأكلنى يحيا". والحياة الأبدية للمؤمنين هى حياة كلها قوة وغلبة ومجد ونور وفرح وسلام ومحبة وطهارة وهى تبدأ من الأن. ومن له الإبن فله الحياة الأبدية .

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم السبت الموافق 11/23


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ اللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ.} (1يو16:4)
قول لقديس..
( إن من يود أن يتكلم عن المحبة، التزم أن يتكلم عن اللَّه ذاته. فالمحبة المقدسة هي مشابهة اللَّه على قدر ما يستطيع البشر.) القديس يوحنا الدرجي
حكمة للحياة ..
+ لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح (2تي 1 : 7)
For God has not given us a spirit of fear, but of power and love and of a sound mind. 2 Ti 1:7
صلاة..
" أيتها الحب الإلهي ما أعظمك.. من سار بالمحبة وجد السلام والفرح والحكمة ومن بعدك عنك عاش فى الظلمة وتملكته قوى الشر. من ثبت فيك تبدد خوفه وأثمر ثمر البر. من أختبرك أحب الجميع بغير رياء ولا كبرياء ومن تركك عاش فى ظلمة الكراهية والحسد والكبرياء .
أيها الحب رباط الكمال والنور الذى لا يغلبه ظلام، محرره المقيدين الذى يفتح أعين العميان، أفتح عيون قلبى وروحي لكي أعاين جلاك مجدك وأحيا معك وأثبت فيك وأنمو فى الحب فلا يفصلنى عنك شدة أو ضيق أو مرض أو أضطهاد أو موت بل أحيا أحدث بفضل من نقلنى من عالم الظلمة الى ملكوت الحب فى النور.
من الشعر والادب
"نعلن حبك"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
حبتنا وفديتنا يا الهنا الحي
أنت حياة وخلاص كل حي
قلوبنا عرش تحل فيه ولا أي؟
نعلن حبك للي رايح واللي جاي
تعالوا ذوق وأنظروا محبته أزاي؟
تروي وتشبع وتسعد وتظلل عليّ
روحه يرشد،يعزى ويقود لنبع حي
بحبه أحب اللى معايا واللى علي.
قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 11/23
الإصحَاحُ الرَّابعُ
1يو 12:4- 21
اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا. بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِينَا: أَنَّهُ قَدْ أَعْطَانَا مِنْ رُوحِهِ. وَنَحْنُ قَدْ نَظَرْنَا وَنَشْهَدُ أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَ الاِبْنَ مُخَلِّصاً لِلْعَالَمِ. مَنِ اعْتَرَفَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ، فَاللهُ يَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِي اللهِ. وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي لِلَّهِ فِينَا. اللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ. بِهَذَا تَكَمَّلَتِ الْمَحَبَّةُ فِينَا: أَنْ يَكُونَ لَنَا ثِقَةٌ فِي يَوْمِ الدِّينِ، لأَنَّهُ كَمَا هُوَ فِي هَذَا الْعَالَمِ هَكَذَا نَحْنُ أَيْضاً. لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ. نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً. إِنْ قَالَ أَحَدٌ: «إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ وَلَنَا هَذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضاً.
تأمل..
+ محبتنا لله والناس .. المحبة لله لا تنشأ عن رؤية الله بالجسد فجوهر اللاهوت لايُري بالعين ولكن محبته ومعرفته يضعها الروح القدس فى قلوبنا وتنمو وتزداد بمحبتنا لإخوتنا ومشاعرنا تجاه الله تكمل فينا لو أحببنا الآخرين. فالقلب المحب النقى يستطيع أن يعاين الله وإن أحببنا بعضنا بعضاً يثبت الله فينا. المحبة هى الثمرة الاولى من ثمار الروح القدس. وقد شهد القديس يوحنا الحبيب ان الآب قد ارسل أبنه يسوع المسيح لخلاص العالم وبالروح القدس يكون لنا هذه الإيمان الواثق بالله الذى به نخلص من خطايانا ونتخلص من الخطية والضعف والدينونة العتيدة وعندما نثبت فى المسيح نعترف به فى حب ومجاهرة وأمام الكل، بل أمام المخاطر والضيقات. هنا حب يصل إلى حد الإستشهاد لأجل المسيح الذى أحببناه.
+ المحبة الاختبارية وعدم الخوف.. المعرفة الأختبارية بالله تجعلنا ننمو فى المحبة فمحبة المسيح كاملة، لكن تحتاج من يتقبلها ويتذوقها أى يقبل أن يحيا فيها ويجاهد لأجلها. ومن يفعل سيشعر بالمحبة تملأ قلبه، بل تزداد يوماً فيوم ويشتهى لقاء الرب ويكون له به ثقة فى يوم الدين وليست ثقة فى أنفسنا، ونُكمل أيام غربتنا فى محبة ورحمة الله فى رجاء وثقة به. قد نبدأ بالمخافة من يوم الرب والدينونة فنترك الخطيه وندخل فى عشرة مع الله، مع الوقت نستعذب محبة الله ونفرح بها، فلا نعود نخاف من الدينونة بل نحرص أن لا نغضب الله الذى نحبه، ونخشى أن نخسر المكان المعد لنا، فنتمم خلاصه بخوف ورعدة. وكلما تقدم الإنسان فى علاقته مع الله يشتهى اللقاء به ويحب اخوته وخلاصهم. قال القديس أنطونيوس لتلاميذه مرة : "أنى لا أخاف الله" فلما قالوا هذا القول صعب يا أبانا!، قال لأنى أحبه. والمحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج ومن يحب الله حقيقة لن يعود يخاف ممن يحبه. ولن يخاف من شئ فى هذا العالم ولا من مفاجات الحياة وإحتمالات المجهول، لأنه يثق فى الهه القادر ان يقوده فى موكب نصرته ويسلك فى سلام وشركة مع المسيح. الخوف له عذاب والخوف من عقاب جهنم والدينونة لا يتفق مع ثقة وفرح المحبة، فمحبة الله تملأ القلب فرحاً وسلاماً. نحن نحب الله لأنه أحبنا أولاً فهو الذى بدأ وأحبنا وفدانا وأعطانا حياته نحيا بها فى محبة له وللآخرين، ومن يبدأ يشعر بمحبة الله يسهل عليه حب الآخرين فمحبة الإخوة هى الدليل الصادق على محبتنا لله، فيستحيل أن نقتنى محبة الله ونحن لا نحب إخوتنا الذين نراهم فتتحرك أحشاءنا بالمحبة لهم ولقد إعتبر السيد المسيح أن هاتين الوصيتين هما أعظم الوصايا وبهم يتعلق الناموس كله والأنبياء.

الخميس، 21 نوفمبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الجمعة الموافق 11/22

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هَكَذَا، يَنْبَغِي لَنَا أَيْضاً أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً. } (1يو10:4-11)
قول لقديس..
( اللَّه محبة وينبوع كل حب.. كذلك جعل الخالق المحبة من سماتنا قائلاً: {بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضًا لبعض} "يو 13: 35". فإن لم توجد فينا المحبة، نكون قد غيرنا الخاتم الذي به نتشكل بشكل اللَّه) القديس غريغوريوس النزينزي
حكمة للحياة ..
+ من يستر معصية يطلب المحبة ومن يكرر امرا يفرق بين الاصدقاء (ام 17 : 9)
He who covers a transgression seek love, But he who repeats a matter separates friends. Pro 17:9
صلاة..
" االهي ما أعظمك، فى محبتك تصبر وتتأنى حتى على الجاحدين والخاطئين وناكرى الجميل.
تستر وتمحو ذنب التائبين وتعيدهم الى بيت الآب بثياب العرس اليك فرحين.
فى صنعك للخير تشرق شمسك على الصالحين والطالحين، وتمطر على الابرار والاشرار وتفتح يداك فتشبع كل حي من رضاك. وفى وداعتك وتواضعك، تجسدت وتأنست وشابهتنا فى كل شئ ما عدا الخطية وحدها. أحتملت ظلم الأشرار لترد عنى الأذى والعار، وتمحو عنى كل مرار. وأفتقرت وانت الغنى لنغتنى نحن بك ومعك. فى صبرك وطول أناتك.. صبرت حتى الموت، موت الصليب لتخلصنى ايها الحبيب وتشفى أمراض نفسى كأعظم طبيب. فاقبلنى عندما ادعوك ايها الحبيب مقدما لك الصلاة والشكر والتسبيح يا أبى السماوى ولصلاتى أستجيب، أمين"
من الشعر والادب
""
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
حبيتنى وأنا خاطي ياربى
وجيت يا الهي عنى تموت
على الصليب أعلنت حبك
بالحق والعمل مش بالصوت
شفنا بشريتك متحده باللاهوت
شفنا غفرانك للأثمة والضالين
وللى لحبك جاحدين أو ناكرين
واللى ظلموك وصرخوا يموت
عشان نحب اللي لينا كارهين
واللى فى جهل علينا هايجين
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 11/22
الإصحَاحُ الرَّابعُ
1يو 1:4- 11
أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ. بِهَذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ،وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهَذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ. أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ. هُمْ مِنَ الْعَالَمِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ يَتَكَلَّمُونَ مِنَ الْعَالَمِ، وَالْعَالَمُ يَسْمَعُ لَهُمْ. نَحْنُ مِنَ اللهِ. فَمَنْ يَعْرِفُ اللهَ يَسْمَعُ لَنَا، وَمَنْ لَيْسَ مِنَ اللهِ لاَ يَسْمَعُ لَنَا. مِنْ هَذَا نَعْرِفُ رُوحَ الْحَقِّ وَرُوحَ الضَّلاَلِ. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ. وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ. بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هَكَذَا، يَنْبَغِي لَنَا أَيْضاً أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً.
تأمل..
+ المحبة والحكمة.. يجب ان تمتزج محبتنا بالحكمة فلا نسير وراء العاطفة الخاطئة ولا ننقاد وراء الهراطقة للسير ورائهم، فعلينا ان نمتحن الكلام الذى نسمعه ونقارن بما قاله الرب وبما تعلمه الكنيسة وارشاد الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات ولا ننخدع بخداعات فلسفية أو كبرياء الهراطقة. فلا نقبل من ينكر التجسد الإلهي وكل الهرطقات التى ضد الإيمان المستقيم وقد يدعى هؤلاء أن الروح القدس أوحى لهم بما يقولوا ولكن الروح القدس لا ينقسم على نفسه بل يعطى الفكر الواحد. بالتجسد الإلهي قدس الرب يسوع المسيح الجسد البشرى. ودخل بهذا الجسد الممجد للسماء، فصار لنا أن ندخل نحن أيضاً للسماء وصار لنا مثالاً نتبعه ونقيم علاقة معه وغلب السيد المسيح العالم ليطمئننا اننا سنغلب به.
+ المحبة والصليب.. الله هو نبع المحبة ومصدرها ومن يحب الله يحب المولودين منه كعلامة إمتلائنا بالروح فمن يجد فى نفسه أنه مملوء محبة فهو مملوء بالروح وقادر على إكتشاف الهرطقات ويميز الحق من الضلال. أما من هو بلا محبة فهو بلا روح وممكن ان ينخدع من الهراطقة. وذلك لأن المحبة تنسكب من الروح. ونحن قد حل فينا الروح القدس بالميرون المقدس وبه تنسكب فينا روح المحبة لذلك يقول وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله ومتحد به والذى لا يحب لا يثبت فيه ولا يعرفه. بالروح القدس أظهرت محبة الله فينا وارسل الآب إبنه لكى نحيا به وإنسكب الروح القدس فينا بإستحقاقات دم المسيح المبذول عنا وصار المسيح حياتنا {أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى}(غل20:2). لذلك قال السيد المسيح {أتيت لتكون لهم حياة ويكون لهم أفضل} فالحياة بدون المسيح غير محتملة بل قد تدفع الكثيرين للإنتحار، أما بالمسيح فهى سلام وفرح. وقد أحبنا الله بالرغم من خطايانا وعداوتنا له، أحبنا دون إستحقاق منا. لأن طبيعته هى المحبة. وفى محبته لم يستح حتى بالصليب وإن كان الله قد أحبنا ونحن غير مستحقين، وأعطانا روح المحبة كهبة منه لنا فيجب علينا ان نحب الاخرين حتى هؤلاء الذين لا يحبوننا.

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 11/21

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ. } (1يو 18:3)
قول لقديس..
( دعانا الرب "خميرًا"، لأن الخميرة أيضًا لا تخمر ذاتها، لكن بالرغم من صغرها فإنها تخمر العجين كله مهما بلغ حجمه. هكذا افعلوا أنتم أيضًا. فإنكم وإن كنتم قليلين من جهة العدد، لكن كونوا كثيرين وأقوياء في الإيمان والغيرة نحو الله. وكما أن الخميرة ليست ضعيفة بالنسبة لصغرها، إذ لها قوة وإمكانية من جهة طبيعتها... هكذا يمكنكم إن أردتم أن تجتذبوا أعدادًا أكثر منكم ويكون لهم نفس المستوى من جهة الغيرة.) القديس يوحنا ذهبى الفم
حكمة للحياة ..
+ من يحفظ فمه ولسانه يحفظ من الضيقات نفسه.أم 23:21
Whoever guards his mouth and tongue keeps his soul from troubles. Pro 21:23
صلاة..
" الهنا الصالح صانع الخيرات الرحيم، يا ابانا القدوس مخلص النفوس الذى لا ينعس ولا ينام، يا من دعانا ابناء له نتعلم منه ونقتدى بمحبته، نجول نصنع خير. نعترف أمامك بضعفنا وتقصيرنا وبانانيتا فى أحيان كثيرة. ونصلى اليك بانسحاق اننا دعينا لك ابناء بدون أستحاق بل بفضل نعمتك الغنية ومحبتك الأبوية ورحمتك القوية.
نسائلك ونطلب من صلاحك يا محب البشر الصالح ان تنعم علينا بقلوب تحس بالغير وتسرع فى عمل الخير، وتفرح بفعل البر والصلاح ولا تحب باللسان والكلام بل بالعمل والحق، نقدم من أعوازنا لاخوتنا المحتاجين لنجد دالة فى يوم الدين.
ثبتنا فى الإيمان وأنعم لنا بنعمة الغفران وأهدينا الى ملكوتك لكي وبهذا فى كل شئ ننمو ونثبت ونكمل فى كل عمل صالح، أمين"
من الشعر والادب
"أجرك عظيم جداً"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
وديع عاش متهنى فى راحة بال
لا يحوز ولايعوز أو يخزن الأموال
لقمته يقسم مع الفقير فى الحال
يسند اللى يعرف أنى حاله مال
ويشكر المولى فى سائر الأحوال
بمحبة الله غني شبعان ومستور
ومحبة الغير والخير له دستور
فى يوم أنتقاله جات له أم النور
قالتله تعالى للراحه عند رب غفور
أجرك عظيم جداً والله بيك مسرور
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 11/21
الإصحَاحُ الثالث (2)
1يو 11:3- 24
لأَنَّ هَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ: أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً. لَيْسَ كَمَا كَانَ قَايِينُ مِنَ الشِّرِّيرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ. وَلِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِرِّيرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ. لاَ تَتَعَجَّبُوا يَا إِخْوَتِي إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ. كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ. بِهَذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ. وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجاً، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟ يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ! وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا مِنَ الْحَقِّ وَنُسَكِّنُ قُلُوبَنَا قُدَّامَهُ. لأَنَّهُ إِنْ لاَمَتْنَا قُلُوبُنَا فَاللهُ أَعْظَمُ مِنْ قُلُوبِنَا، وَيَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِنْ لَمْ تَلُمْنَا قُلُوبُنَا فَلَنَا ثِقَةٌ مِنْ نَحْوِ اللهِ. وَمَهْمَا سَأَلْنَا نَنَالُ مِنْهُ، لأَنَّنَا نَحْفَظُ وَصَايَاهُ، وَنَعْمَلُ الأَعْمَالَ الْمَرْضِيَّةَ أَمَامَهُ. وَهَذِهِ هِيَ وَصِيَّتُهُ: أَنْ نُؤْمِنَ بِاسْمِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً كَمَا أَعْطَانَا وَصِيَّةً. وَمَنْ يَحْفَظْ وَصَايَاهُ يَثْبُتْ فِيهِ وَهُوَ فِيهِ. وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّهُ يَثْبُتُ فِينَا: مِنَ الرُّوحِ الَّذِي أَعْطَانَا.
تأمل..
+ محبتنا لله وللناس ... يتميز المؤمنين كابناء وبنات لله عن اهل العالم بحياة البر والطهارة وبمحبتهم لله والإخوة فالكرازة بالإنجيل مضمونها المحبة كما علم السيد المسيح. إن محبة للإخوة هى دليل بنوتنا لله أما عدم المحبة فهى مصدر للشرور التى تصل للكراهية والحقد والقتل كما قام قايين على أخيه هابيل البار وقتله فالاشرار يخضعوا لأرادة الشيطان الذى يبغض أولاد الله المملوئين محبة لأن محبتهم تكشف شره. عندما آمنا بالمسيح ونلنا الطبيعة الجديدة التى تقودنا لمحبة الآخرين عُتِقنا من الموت الأبدى ونلنا الحياة الجديدة فى المسيح. أما من يصرّ على عدم محبة الآخرين فيبقى عليه حكم الموت الأبدى. وبداية خطية القتل هى الغضب ثم الكراهية، لذا فالبغضة تحمل نية القتل ومن يصرّ على كراهية الآخرين يحكم على نفسه بالهلاك وضياع أبديته مع المسيح. ويضع القديس يوحنا أمامنا مثالا للمحبة الكاملة وهو المسيح الذى وضع نفسه من أجلنا ومات على الصليب، وبإيماننا به وبمحبته وفدائه نصنع مثله فنكون مستعدين أن نضحى حتى الموت من أجل محبتنا للآخرين ونقدم المساعدة والدعم المادى والمعنوى للمحتاجين كاخوة لنا بدافع المحبة لله والغير وعمل الخير.
+ ثقتنا فى الله ... ابناء الله لهم ثقة فيه ولديهم الإيمان العامل بالمحبة فهم لا يحبوا باللسان والكلام بل بالعمل والحق، المحبة العملية تؤكد أننا أولاد بالحق فبهذا تثبت قلوبنا أمامه ونحيا مطمئنين فى تدقيق نحاسب أنفسنا ومتى أكتشفنا ضعف محبتنا للآخرين نعترف ونتوب ونفعل البر، والله فاحص القلوب والكلى يعرف كل ضعفاتنا ويقبل توبتنا ويساعدنا على الرجوع إليه ومحبة الآخرين لنحيا فى طمأنينة وإيمان وتعين نعمة الله ضعفنا لكى ننموا فى المحبة فيعطينا بركة وحكمة فننمو فى الإيمان والمحبة ونثبت فى الله ومحبته ويثبت عمل الله فينا. والدليل على ثبات الله فينا عمل الروح القدس الذى يهبنا ثماره مثل طول الأناة واللطف والمحبة لكل أحد.

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الأربعاء الموافق 11/20


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ} (1يو 1:3)
قول لقديس..
(لنتأمل أيها الأحباء أبناء من قد صرنا. لنسلك بما يليق بأبٍ كهذا. انظروا كيف تنازل خالقنا ليكون أبًا لنا؟! لقد وجدنا لنا أبًا في السماوات. لذلك وجب علينا الاهتمام بسلوكنا ونحن على الأرض، لأن من ينتسب لآب هكذا ينبغي عليه السلوك بطريقة يستحق بها أن ينال ميراثه} القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي (ام 23 : 26)
My son, give me your heart, And let your eyes observe my ways. Pro 23:26
صلاة..
" ايها الرب الهنا كلى المحبة والنعمة والحنان،غافر الذنب والمعصية للإنسان، نشكرك ونمجدك على رحمتك وصبرك وعلى كثرة الاحسان. نشكرك لانك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وكأب صالح تتحن على خليقتك جميعها ودعوتنا ابناء وبنات لك وسفراء لمملكة السماء وملحا فى الأرض ونورا للعالم وها نحن نخضع بين يديك ونسير على هدى وصاياك ونريد ان ننقاد كل حين بحكمة من روحك القدوس، فاغفر يا سيد خطايا شعبك وأطل أناتك على الخطاة ليتوبوا وحول قلوبنا اليك رجوعا. أعمل بنعمة روحك القدوس فى الجميع لاسيما الخطاة والاشرار ليرجعوا اليك ويدركوا عظم عمق محبتك ويخلصوا لانك اله رحيم ومتحنن ومحب البشر وكرحمتك يارب وليس كخطايانا، أعطنا حياة مقدسة ترضيك ونصيبا فى ملكوتك السماوى، أمين"
من الشعر والادب
"سفير للسماء"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
المؤمن مع ربنا دايما كسبان
على الأرض وفى السماء كمان
يحيا في سلام بالمسيح فرحان
متعزى ومتغذى بالهه شبعان
ينمو وينجح ويثمر كالإغصان
بمحبة ربنا وسلامه قلبه مليان
بحب الكل والخيرعايش فى أمان
كسفير للسماء يحيا فى الإيمان
قراءة مختارة ليوم
الأربعاء الموافق 11/20
الإصحَاحُ الثَّالِثُ (1)
1يو 1:3- 11
أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ. أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ. وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هَذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ. كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضاً. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي. وَتَعْلَمُونَ أَنَّ ذَاكَ أُظْهِرَ لِكَيْ يَرْفَعَ خَطَايَانَا، وَلَيْسَ فِيهِ خَطِيَّةٌ. كُلُّ مَنْ يَثْبُتُ فِيهِ لاَ يُخْطِئُ. كُلُّ مَنْ يُخْطِئُ لَمْ يُبْصِرْهُ وَلاَ عَرَفَهُ. أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. مَنْ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَهُوَ بَارٌّ، كَمَا أَنَّ ذَاكَ بَارٌّ. مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَكَذَا مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ.
تأمل..
+ نعمة البنوة لله ... يا أحبائى لنتأمل عمق محبة الله لنا انه دعانا ابناء له كعطية التجسد الإلهي ان ندعى أولاداً لله، ولدنا منه بعملل الروح القدوس فى المعمودية أى بالميلاد الثانى، لكن لنعي ان أولاد الله بالحق هم الذين يعملون مايرضيه، أما الأشرار فلا ينتفعون من الإسم شيئاً. ان العالم لا يتصور ولا يفهم هذه الكرامة وهذا المجد المعد لنا كأولاد الله، وكما لم يعرف العالم المسيح حين جاء بل صلبوه، هكذا لا يعرف العالم أولاد الله ويطاردهم ولا يقبلهم، إذ هم فى طبيعتهم الغريبة عن الشر غرباء عن طبيعة أولاد العالم. فمحبة أولاد العالم للإثم تجعلهم لا يقبلون النور الذى فى أولاد الله. وكابناء الله فاننا ورثة ملكوت السموات وحين نخلع جسدنا الترابى ونلبس جسد القيامة الروحانى، حين يغير الله شكل جسد تواضعنا إلى صورة جسد مجده (فى3: 21) نرى الله وجهاً لوجه ونعرفه وينعكس مجده علينا فيصير لنا جسداً ممجداً، وينعكس نوره علينا فيكون لنا جسداً نورانياً. ونحن نحصل على عربون هذا المجد بواسطة الروح القدس الذى فينا، الذى يعطينا أن نرى الأمجاد ونرى الله، ولكن كما فى لغز، كما فى مرأة فالروح يعطينا الرؤية الروحية للمسيح وهى أهم من الرؤية بالجسد.
+ مسئوليتنا كابناء الله .. علينا كابناء الله أن نسلك فى طهارة وبر، فالله يعين كل من يجاهد. كما هو طاهر فعلينا ان نتشبه بابونا السماوى ونقتدى به، الخطية هى تعدى وكسر لوصايا الله ومن يخطئ يتعدى على ناموس الله وعلى صوت الروح القدس داخله. أولاد الله يجاهدوا بقدر إمكانهم حتى لايخطئوا، وإن أخطاؤا يشعرون بغربة عن حياتهم كأولاد لله، ويعودون بسرعة تائبين معترفين ولا يستمروا فى الخطية ويقاوموها الخطية. ومن بركات التجسد أن الله يحولنا إلى صورته فى القداسة والبر بل ويعيطنا السيد المسيح حياته "لى الحياة هى المسيح" وهذه الحياة تجعلنا نثبت فيه (1بط1: 23). ولكن بالخطية يقل هذا الثبات فلا شركة للنور مع الظلمة (2كو6: 14- 16) وهذه الطبيعة الجديدة تثبت فيمن يحصل عليها، وهذا يعنى أن هناك قوة إلهية فاعلة داخل المؤمن. لقد جاء الرب يسوع المسيح لينقض أعمال إبليس أى الخطية. والمسيح بدأ خدمته بصراعه مع إبليس فى الجبل وأنهاه بصراعه معه على الصليب. وهو خرج غالباً ولكى يغلب لحسابنا (رؤ6: 2). وعلينا نحن أن نحسب أنفسنا أمواتاً أمام الخطية، وفى هذه الحالة نشعر بمعونة الروح القدس بأن يجعلنا نحيا ونشعر بأن الإنسان العتيق قد مات فعلاً "بالروح تميتون أعمال الجسد. لكن طالما نحن فى الجسد فنحن معرضين للسقوط، {فالصديق يسقط فى اليوم سبع مرات ويقوم} كما يقول السيد المسيح، وبولس يعترف بأنه أول الخطاة. ويوحنا نفسه يذكر هذا (1يو1: 8، 10). ولكن أولاد الله إن سقطوا يقوموا سريعاً كما يقول السيد المسيح، ويقدموا توبة لله الذى أحبوه ويحبوا بعضهم بعضا أما ابناء إبليس علامتهم هى وجود البغضة فى قلوبهم.

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الثلاثاء الموافق 11/19


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ} (1يو 29:2)
قول لقديس..
( لنطلب من الله ونتوسل إليه أن يلبسنا لباس الخلاص وهو الرب يسوع المسيح، النور الفائق الوصف الذي إذا لبسته النفوس لا تخلعه قط، بل تتمجد أجسادهم أيضا في القيامة بمجد ذلك النور الذي تلبسه النفوس الأمينة الفاضلة) القديس مقاريوس الكبير
حكمة للحياة ..
+ كون النفس بلا معرفة ليس حسنا والمستعجل برجليه يخطا. أم 2:19
It is not good for a soul to be without knowledge, And he sins who hastens with his feet. Pr 19:2
صلاة..
" يا روح الله هبنا من لدنك نعمة وحكمة ومعرفة لكي نحيا إيماننا الأقدس وبشرور العالم لا نتدنس. عندما تحل فى داخلنا تتفجر فينا ينابيع المعرفة والمحبة والحكمة فنبتعد عن آبار شهوات وأموال ومناصب وأغراءات العالم القاتلة للروح والمؤذية للنفس ونحسبها نفاية لنحيا الشبع الروحى والفرح والسلام القلبي فى ثبات فى الله ونمو فى الإيمان ونغرس فى الكنيسة المقدسة ونعبد الله بالروح والحق وتنتفى من قلوبنا العبودية للعالم وشهواته وننقاد بالروح لمعرفة أسرار ملكوت السموات ونكنز لنا كنوزا فى السماء وتكون قلوبنا عند الرب ونعرف أرادته الصالحة الكاملة وننفذها بكل قلوبنا، ونسير نحو السماء بخطي ثابتة ننسى ما هو وراء ونمتد الى قدام، أمين"
من الشعر والادب
"الإيمان فى التجربة"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أوعى الدنيا بشهوتها تغرك
وتدسلك العسل فى السم
تأكل منه ان ماقتلك يضرك
ولا تجرى وراء سراب
زى صابون خطفه غراب
لا أستحمه بيه ولا أكله
ولا يوم هايعمله شراب
دى دنيا غروره وطبعها كذاب
عيش فى محبة الله تلاقى خير
وفى الأبدية تنفتح لك الأبواب

قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 11/19
الإصحَاحُ الثاني
1يو 15:2- 29
لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ. أَيُّهَا الأَوْلاَدُ هِيَ السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. وَكَمَا سَمِعْتُمْ أَنَّ ضِدَّ الْمَسِيحِ يَأْتِي، قَدْ صَارَ الآنَ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ. مِنْ هُنَا نَعْلَمُ أَنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. مِنَّا خَرَجُوا، لَكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لَكِنْ لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ. لَمْ أَكْتُبْ إِلَيْكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ الْحَقَّ، بَلْ لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَهُ، وَأَنَّ كُلَّ كَذِبٍ لَيْسَ مِنَ الْحَقِّ. مَنْ هُوَ الْكَذَّابُ، إِلاَّ الَّذِي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ؟ هَذَا هُوَ ضِدُّ الْمَسِيحِ، الَّذِي يُنْكِرُ الآبَ وَالاِبْنَ. كُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الاِبْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ أَيْضاً، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالاِبْنِ فَلَهُ الآبُ أَيْضاً. أَمَّا أَنْتُمْ فَمَا سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ فَلْيَثْبُتْ إِذاً فِيكُمْ. إِنْ ثَبَتَ فِيكُمْ مَا سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ، فَأَنْتُمْ أَيْضاً تَثْبُتُونَ فِي الاِبْنِ وَفِي الآبِ. وَهَذَا هُوَ الْوَعْدُ الَّذِي وَعَدَنَا هُوَ بِهِ: الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ هَذَا عَنِ الَّذِينَ يُضِلُّونَكُمْ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَلاَ حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ، بَلْ كَمَا تُعَلِّمُكُمْ هَذِهِ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ حَقٌّ وَلَيْسَتْ كَذِباً. كَمَا عَلَّمَتْكُمْ تَثْبُتُونَ فِيهِ. وَالآنَ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ. إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ.
تأمل..
+ زوال العالم وشهواته.. محبة العالم وشهواته من شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة كلها تعيق نمونا فى محبتنا لله والإخوة، فالقلب إما أن يحب الله أو العالم لذا يدعونا الكتاب إلى محبة الله من كل القلب
والابتعاد عن شهوة الجسد والشهوات المادية وتشير للتجربة الأولى التى فيها رفض السيد المسيح على الجبل تحويل الحجارة إلى خبز أما شهوة العيون فهى الرغبة فى الماديات المختلفة والمراكز والمظاهر بكل ما تحمل فى طياتها من كبرياء، وهى التجربة الثانية للسيد المسيح التى طلب فيها الشيطان منه أن يلقى بنفسه من على جناح الهيكل لينزل وتحمله الملائكة فى مظهرية وكبرياء. وتعظم المعيشة وهى التجربة الثالثة التى حاول الشيطان فيها أن يغرى المسيح بامتلاك ممالك العالم وكلها تشغلنا وتبعدنا عن محبة الله. شهوات العالم كلها ستنتهى وليس لها مكان فى الأبدية، أما الذى يبقى فهو محبة الله إذ تدوم معنا إلى الأبد وارتباطنا بمحبه الله يجعلنا نتمِّم مشيئته فنجد خلاص نفوسنا.
+ الابتعاد عن الانحرافات الإيمانية ... بتجسد الرب يسوع وفدائه وقيامته وصعودة وحلول الروح القدس جال الرسل مبشرين يدعو الى الايمان والتوبة حتى ننتهز فرصة عمرنا لنؤمن ونتوب ويحذروا من الهراطقة الذين يظهرون فى نهاية الأيام كعلامة من علامات اقتراب المجئ الثانى التى ذكرها المسيح فى كلامه عند نهاية العالم (مت24: 24). هؤلاء الهراطقة سواء خرجوا من عبادة الكنيسة ولكن ليس لهم الإيمان المستقيم، أو من خارجها ويهاجموا الإيمان يجب ان نحترس منهم ونسير فى هدى الروح القدوس وارشاد وإيمان كنيستنا المستقيم فالروح القدس يكشف الهراطقة وأفكارهم الكاذبة لأنهم ينكرون لاهوت المسيح وبهذا ينكرون الله الآب أيضًا، لأنه هو الذى أرسل ابنه الوحيد إلى العالم فالثبات فى الإيمان معناه الثبات فى الله والتمتع بعمله فينا ونوال وعد الله بالحياة الأبدية عندما يأتى فى مجيئه الثانى ولا نخجل فى هذا اليوم فثباتنا فى الإيمان بالمسيح البار القدوس يجعلنا نحيا بالبر والصلاح وعمل الخير مع الآخرين كاولاد الله ونرث الحياة الابدية.

الأحد، 17 نوفمبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الأثنين الموافق 11/18

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً.} (1يو6:2)
قول لقديس..
( الشخص الذي بحق يحب اللَّه يحفظ وصاياه، يؤكد بحفظه لها أنه يحب اللَّه وطاعتنا هي ثمرة حبه.) القديس ديديموس الضرير
حكمة للحياة ..
+ اسم الرب برج حصين يركض اليه الصديق ويتمنع.أم 10:18
The name of the LORD is a strong tower; The righteous run to it and are safe. Pro 18:10
صلاة..
" يا الله غافر الخطايا ومانح العطايا، أغفر خطايا شعبك وأمنحنا المحبة والنعمة والقوة والبركة لنسير فى نور وصاياك كابناء وبنات لك أيها النور الحقيقى الذى ليس فيه ظلمة ولا ظلم أو جور. فى قساوة قلوبنا رطبنا بزيت نعمتك لنسمع ونعمل أرادتك وأعطنا القلوب الروحية والعيون البسيطة والأيدى الممدوة لفعل الخير والسلوك المقدس الذى يرضيك.هبنا ان نسلك لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة، أعطنا أن نفهم أرادتك ونسمع صوتك عبر أحداث الحياة اليومية، ولتغرس فينا كلامك المقدس فتنمو وتثمر ويدوم أثمارها ولا تخنقها هموم أو أهتمامات العالم الباطلة. ربى ساعدنى أن أرضيك واثبت فيك كل أيام حياتى وأجد مسرتى فيك، أمين"
من الشعر والادب
"محبة الله القوية"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
محبة الله القوية،
تغفر وتمحو الخطية،
أبوته تسند ضعفى،
وقوته تبدد خوفى.
روحه القدوس يهدينى،
محبة الله تنير ظلمتنى،
تعلمنى أن أحب أخوتى،
تقودنى فى موكب النصرة،
وأثبت فيك وأثمر كل الأيام.
قراءة مختارة ليوم
الأثنين الموافق 11/18
الإصحَاحُ الثَّانِي
1يو 1:2- 14
يَا أَوْلاَدِي،أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً. وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. مَنْ قَالَ قَدْ عَرَفْتُهُ وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ. وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقّاً فِي هَذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ: مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً. أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلْ وَصِيَّةً قَدِيمَةً كَانَتْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ. الْوَصِيَّةُ الْقَدِيمَةُ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا مِنَ الْبَدْءِ. أَيْضاً وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ، مَا هُوَ حَقٌّ فِيهِ وَفِيكُمْ، أَنَّ الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ الْحَقِيقِيَّ الآنَ يُضِيءُ. مَنْ قَالَ إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ. مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ. وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَفِي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِي، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ لأَنَّهُ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمُ الْخَطَايَا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي مِنَ الْبَدْءِ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ لأَنَّكُمْ قَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الآبَ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي مِنَ الْبَدْءِ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ لأَنَّكُمْ أَقْوِيَاءُ، وَكَلِمَةُ اللهِ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ.
تأمل..
+ ثباتنا فى المسيح يسوع.. عندما يدعونا القديس يوحنا لحياة القداسة كابناء النور فى المسيح فلكي يحفظنا من السقوط فى الخطية وأن أخطانا عن ضعف أو جهل، فيقدم لنا الحل وهو التوبة والإيمان بالمسيح الفادى الذى يشفع لنا بدمه على الصليب ومستعد لغفران خطايانا ما دمنا نتوب عنها لأنه بار وقدوس بلا خطية، فقد مات عنا ويشفع بدمه لنا أمام العدل الإلهى ويهب الغفران لكل مَن يتوب من ويؤمن فدم المسيح كافى للتكفير عن خطايا كل البشر إن آمنوا به وتابوا، فلأنه غير محدود فكفَّارته غير محدودة ومعرفتنا لله ليس معرفة نظرية ولكنها معرفة محبة عملية بتنفيذ وصاياه وعلى قدر تنفيذ كلام الله تكون محبة الإنسان لله، ومن يحفظ كلام الله يصير كاملاً فى المحبة. ومن يحب الله يصير ثابتًا فيه، وهذا دليل على الثبات فى المسيح والإقتداء به فى المحبة، ففى المسيح يظهر كمال الحب بالبذل الكامل حتى الموت فى الصليب.
+ محبتنا للإخوة .. المحبة ليست وصية جديدة على البشرية بل هى قديمة منذ خلق الإنسان وقد أوصى الله بمحبة القريب كالنفس لكن فى المسيحية ظهرت أعماق جديدة للمحبة هى الحب حتى الموت فى الصليب لنحصل على إمكانية تنفيذ هذه المحبة العميقة بقوة الروح القدس الذى يسكن فى المؤمنين. فالله هو المحبة والحق الذى يعمل فينا، وهى النور الذى دخل إلينا بالمسيح نور العالم وبمحبته تختفى الظلمة والخطية والأنانية والكراهية والإساءة للآخرين. ومن لا يحب إخوته البشر ويتضايق منهم ويكرههم، فلا يَّدعى أنه يعرف الله النور الحقيقى بل هو قطعًا لا يزال فى ظلمة الخطية والضلال فمحبة الإخوة هى الدليل على محبتنا لله والثبات فيه، فنصير نورانيين مثله ونجذب الآخرين إلى المحبة ولا نعثر أو نبعد أحدًا عنه.
+ وصايا عمليه للمحبة... تطبيق المحبة فى حياتنا يبدأ منذ الصغر ويرافقنا حتى الأبدية فالصغار الذين نالوا نعمة المعمودية تصير طبيعتهم نقية تميل إلى محبة الله والآخرين، وقد غفرت خطيتهم الجدية وعرفوا محبة الله الآب الذى بذل ابنه الحبيب لفدائنا وتمتعوا برعايته وبالتالى يتمسكون بالمحبة فى سلوكهم مع من حولهم. والشباب المتميزين بالقوة والنشاط والمحبة المتقدة يغلبوا بمحبة الله حيل إبليس الشرير الذى يثير القلاقل والمشاكل والكراهية بين الناس. والآباء وكبار السن يختبروا محبة الله الذى من البدء مما يدعوهم إلى السلوك بالمحبة نحو الكل. المحبة هى سلاحنا القوى ضد حروب إبليس، فلنحرص على التسامح مهما كانت أخطاء الآخرين ونقدِّم كلمات وأعمال المحبة قدر ما نستطيع فنحفظ نفوسنا ومن حولنا من سهام إبليس.

السبت، 16 نوفمبر 2013

آية وقول وحكمة ليوم الأحد الموافق 11/17


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.} (1يو 9:1)
قول لقديس..
( الخروف الذي انفصل عن التسعة والتسعين ورجع ثانيًا "لو 15: 4-5" لا يمثل لنا سوى السقوط ثم العودة إلى الإيمان. لأنه لم يكن خروفًا من قطيع غريب بل ينتمي إلى نفس قطيع المؤمنين، وكان يرعاه نفس الراعي، ولم يضل في مكان عام، بل تاه بين الجبال في الوادي أي في رحلة طويلة، بعيدًا جدًا عن الطريق المستقيم. لقد أعاده الراعي دون أن يطرده أو يضربه، بل حمله على كتفيه. هكذا يقود الله من سقطوا بعيدًا جدًا، لا بقسوة شديدة، بل بلطفٍ وبتدرج، ويعينهم من كل جانب، حتى لا يزداد انفصالهم أو تتكاثر أخطاؤهم) القديس يوحنا ذهبى الفم
حكمة للحياة ..
+ من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم (ام 28 : 13)
He who covers his sins will not prosper, But whoever confess and forsakes them will have mercy. Pro 28:13
صلاة..
" ايها النور الحقيقى الذى يضئ لكل إنسان أت للعالم، أتيت للعالم بمحبتك للبشر وكل الخليقة تهللت بمجيئك، خلصتنا من الغواية وعتقتنا من الموت ووهبتنا إن نعرفك ويستضئ فكرنا وقلبنا وأرواحنا بنور محبتك، فلتشرق فينا يالله بنور الإيمان وتحل فى قلوبنا فنستطيع ان نسلك فى النور ويكون لنا شركة بعضنا مع بعض. نتوب ونرجع اليك ونعترف لك بذنوبنا وأنت القدوس الرحيم المحب للبشر، تغفر خطايانا وتطهرنا من كل إثم لنحيا حياة البر والتقوى كابناء النور المستنيرين بنعمة روحك القدوس، أمين"
من الشعر والادب
"غافر الخطايا"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
حياتى انت ياربى يسوع
شبعى بيك فى عز الجوع
صخرة تروى من الينبوع
فرح فى قلبى بين الضلوع
شمسى وراعيا فى الربوع
أعترف لك بذنوبى فى خشوع
تغفر وتسند يا حبيبى يا يسوع
قراءة مختارة ليوم
الأحد الموافق 11/17
الإصحَاحُ الأَوَّلُ
1يو 1:1- 10
اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً. وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِباً، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا.
تأمل..
+ مقدمة الرسالة .. كتبها القديس يوحنا ابن زبدى الرسول ولد فى بيت صيدا وعمل صياداً للسمك. وتتلمذ أولاً ليوحنا المعمدان ثم صار تلميذا للسيد المسيح وقيل أن يوحنا كان أصغر جميع الرسل، وكان عمره نحو 30 عاماً حين تبع المسيح وأقام بتولاً حياته كلها. وكان الرب يسوع يحبه محبة خاصة عبر عنها يوحنا بقوله عن نفسه فى إنجيله "التلميذ الذى كان يسوع يحبه". ولقد حضر يوحنا مع المسيح فى التجلى وصلاة البستان وفى إقامة إبنة يايرس وتبع المسيح إلى دار قيافا ثم إلى الصليب. وعلى الصليب قال المخلص ليوحنا عن العذراء "هذه أمك" وقال للعذراء عن يوحنا "هذا إبنك" ليرعاها يوحنا وظهر السيد المسيح للتلاميذ بعد القيامة فعرفه يوحنا قبل الجميع فالمحبة الكبيرة للمسيح تفتح الأعين لمعرفة الله. بعد حلول الروح القدس على التلاميذ ذهب يوحنا مع بطرس للهيكل وأقاما مقعداً. وبسبب هذه المعجزة حبسهما اليهود ثم أطلقوهما.
ذهب مع بطرس إلى السامرة لوضع اليد على من قام فيلبس بتعميدهم من الذين آمنوا على يديه (أع 8 : 14، 15). وبشر يوحنا فى آسيا الصغرى فى إضطهاد دوميتيانوس للكنيسة ألقاه فى زيت مغلى فأخرجه الرب سالماً. فنفاه دوميتيانوس إلى جزيرة بطمس إلى أن مات دوميتيانوس فرجع يوحنا إلى أفسس حوالى سنة 97م. وبعد رجوعه كتب إنجيله والرسائل الثلاث فى أواخر القرن الأول بعد خراب أورشليم وكانت قد إنتشرت بعض البدع والهرطقات، فإضطر الرسول أن يكتب هذه الرسالة للرد عليها ولم يذكر الرسول لمن وجه هذه الرسالة، وبهذا إعتبرت أنها موجهة للكنيسة كلها، أى الكنيسة الجامعة. ويؤكد فى رسالته ان المسيح يسوع ربنا تجسد وبدمه طهرنا من كل خطية، وأعطانا طبيعة جديدة هى طبيعة المحبة، لذلك أكثر القديس يوحنا من ذكر كلمة المحبة لله وللجميع.
+ الإيمان الواثق بالمسيح ... يشهد القديس يوحنا الحبيب لله الأزلى الذى تجسد فى ملء الزمان ورآه وسمعه ولمسه مع باقى التلاميذ والجموع، فهو شاهد عيان لتجسد المسيح وتعاليمه وفدائه، بتجسد المسيح رأينا الله الأزلى الأبدى فهو الحياة التى كانت منذ الأزل وإلى الأبد، وقد ظهر لنا ليفدينا ويعطينا حياة بموته عنا. وهنا يشهد يوحنا بوضوح للاهوت المسيح أنه أزلى وأبدى وأنه مصدر حياة كل البشر، وقد كان عند الآب منذ الأزل وتجسد فى ملء الزمان ليعطى حياة أبدية سعيدة للمؤمنين به وغرض الرسالة أن نؤمن به فيكون لنا شركة مع يوحنا والتلاميذ وكل المؤمنين بالمسيح المتمتعين بالشركة مع الله الآب والابن المعلن نفسه فى العهد الجديد. وهذه الشركة تعنى العضوية فى الكنيسة والإتحاد به ليكون لنا الفرح الكامل، إذ نخلص من سلطان الخطية والموت ونتمتع بعلاقة مستمرة مع الله فى هذه الحياة وإلى الأبد.
+ سلوكنا فى النور... الإيمان بالمسيح والشركة معه ليست بالكلام ولكن بالعمل والحق فإن تهاونّا واستبحنا الخطية فلسنا أولاد النور لأنه لا شركة للنور مع الظلمة أى للقداسة مع الخطية، والله نور فأولاده أيضًا نورانيون يسلكون بالبر وإن أخطأوا يعودون بالتوبة سريعًا ويستعيدوا نورانيتهم. ويكون للمؤمنين شركة حب نقية مع مَن حولهم ووسيلتنا للحصول على الحياة النورانية هى التطهر بدم المسيح الفادى من خلال التوبة والأعتراف والتناول من الأسرار المقدسة والسلوك المقدس. وأن تعرض المؤمن للسقوط فى الخطية أو الضعف، لكن توبته واعترافه يرفعانها عنه بدم المسيح المخلص. فلا يتكبر أحد ويقول أنه بلا خطية كما ان الإصرار على عدم التوبة هو ضلال وابتعاد عن الحق يؤدى فى النهاية إلى الهلاك. لنحاسب أنفسنا ونتوب ونعترف بخطايانا ونحيا فى محبة الله كابناء الله القديسين. فالله أمين فى وعوده بالرحمة للتائبين، وفى نفس الوقت عادل إذ يرفع خطايانا عنا إلى صليبه الذى حمل عليه كل خطايانا ومات ليفدينا، فوفّى الدين عنا. وهكذا تتحَّد الرحمة بالعدل فى المسيح الفادى.