نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 30 يوليو 2019

شعر قصير -84 نصيحة لكل زمان





للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

" أطلب راحة الضمير"
للجائع الأكل حلو حتى لاي صنف من الطعام
وللعطشان الماء يرويه وينعش له حتي العظام
وبعد العمل الجاد والتوبة تحلو الراحة والمنام
ما أحلي لقمة هنية ببيت فيه محبة بدون خصام
صلى وأطلب من الله ينعم عليك بصحة وسلام
الصحة تاج علي الرأس تعرف قيمته في السقام
أسعي للخير والمحبة وراحة الضمير مدي الأيام
(2)

" المحبة المتبادلة"
زجاجة مغلقة تحت حنفية هل تُملاء من الماء ؟
قلب قاسي بيكره ومغلق هل يدخله حب ورجاء
السعادة لا تشعر بها إن لم تعطيها لغيرك بسخاء
أفتح قلبك لروح ربنا وقله قدني يارب كما تشاء
أشبع بعشرة طيبة لله ولتنموا رحمة وطهر ونقاء
أخدم الناس بمحبة لتكون في سعادة وخير وأمتلاء
تعلم أن تجول تصنع خير كمسيحك في كل الارجاء
فحتى حبة الحنطة أن دفنت تأتي بثمار كثيرة ونماء
فأزرع خيراً تحصده في حينه في الأرض والسماء

(3)
" نصيحة لكل زمان"
نصيحة قالهادانيال لنبوخذنصر المتكبر من زمان
فارق خطاياك بالبر والتقوى فيكون لك أطمئنان
وأترك آثامك بالرحمة للمساكين فيكون لك أمان
لم يعمل الملك بالنصيحة فسقط وطرد كحيوان
الي أن تذلل ورفع عينيه للسماء وطلب الغفران
وأعترف وسبح الحي القدوس وأعلن به الإيمان
فرجع الي مملكته وتعلم أن الله صاحب السلطان
فتواضعوا أمام الله والناس ليديم عليكم الأحسان

(4)
" الاصدقاء والعاقبة"
تسألت يوما السمكة: الإ تشعر بدموعي يا بحر؟
قال : أنتِ في قلبي وأنا احس بدموعك كالجمر
فيشعر بدموعك من كان لك قلبه مسكن كالقصر
فتخير من تبثه همومك ومن يكون صديق العمر
المعشرات الرديئة تفسد وتحفر لمن يصادقها قبر
الشرير يعاني الشر ونهايته ان لم يتب تصبح أشر
ويحسن الله للبار الخاتمة ويكون له بركة  وخير

(5)
" الصلاة أستنارة وقوة"
لوعندك نجفه مش متوصله بالكهرباء الي حين
مش ها تنور الليل المظلم وبنورها راح تستعين
الصلاة تهبك أستنارة بروح الله وبها لا تستهين
بالصلاة ننال قوة إيمان ولفكر الله نكون عارفين
التوبة والصلاة غيرت الخطاة ليصيروا قديسين
الصلاة تجلب قوة الله معانا وتنصف المظلومين
بالصلاة والصوم ننتصر علي حروب الشياطين
أصرخ دايما أرحمني يارب وكن لنا حصن ومعين

الأحد، 28 يوليو 2019

(15) الروح القدس المعلم




للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الروح القدس المعلم ...
 + الروح القدس المعلم يقود الكنيسة ... الروح القدس هو الذى قاد الأنبياء والرسل فى كتابتهم لاسفار الكتاب المقدس وعصمهم من الخطأ { لانه لم تات نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس} (2بط 1 : 21). وهو الذى يقود الكنيسة ويعمل في أسرارها لتقديس المؤمنين وسيظل المعلم والمعزي والذى يعلمنا كل شئ ويخبرنا بكل تعاليم السيد المسيح ويبكتنا علي الخطية لنتوب ويحثنا علي حياة الفضيلة والتقوى { وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الآب باسمى، فهو يعلمكم كل شئ، ويذكركم بكل ما قلته لكم} (يو14: 26). والروح القدس يقودنا الى الحق والإيمان {متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق} (يو16: 13). الروح القدس هو الذى يقود الكنيسة خلال مسيرتها الخلاصية نحو الملكوت فهو روح الحكمة والفهم والقوة والمشورة والذى يبدد ظلمة الخطية ويهبنا الشبع والأرتواء والفيض والعطاء. لقد عمل فى الرسل والتلاميذ بعد حلوله عليهم ومنحهم الحكمة والفهم ليكرزوا ويبشروا بالإيمان للمسكونة كلها { لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم و تكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض} (اع  1 :  8). الروح القدس هو الذى قاد الكنيسة أمس ويقودها اليوم والى الأبد يعلمها ويثبت رعاتها ورعيتها ويصنع القديسين ويعمل في أسرار الكنيسة ويهبنا النعمة لنسير بلا لوم في المحبة حسب إنجيل ربنا يسوع المسيح. الروح القدس فينا يمكننا من فهم وتفسير كلمة الله. كما وعد الرب يسوع المسيح لتلاميذه: { وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ.} (يو13:16). هو الذى عمل في الكنيسة ويعمل في المؤمنين ليقودهم ويفهمهم مشورة الله وأبوته ورحمته وخيريته وهو المرشد الأسمى الذي يسير أمامنا ويزيل كل معوقات الطريق الروحي، موسعاً إدراكنا، وموضحاً لنا كل ما نحتاجه. وهو يرشدنا ومن غير قيادته نتعرض للسقوط في الخطية. ومن أهم الحقائق التي يظهرها لنا، حقيقة أن المسيح هو حق ويقنعنا الروح القدس بألوهية المسيح وتجسده، وكذلك آلامه وموته، بل وقيامته وصعوده، ودوره كديان العالم وجهادنا الروحي للخلاص .
+ الروح القدس يعلمنا بطرق متنوعة .. فالروح القدس الحكيم يستخدم طرق شتى للتواصل معنا وتعليمنا من خلال صوته الداخلي فى أرواحنا وحسب طاقتنا وفهمنا فسمع القديس بطرس صوته يقول له { فقال لي الروح ان اذهب معهم غير مرتاب في شيء وذهب معي ايضا هؤلاء الاخوة الستة فدخلنا بيت الرجل }(اع  11 :  12). وهو الذى قاد حزقيال النبي قديما بروح النبؤة ليريه عمل الله القادر أن يحي العظام وهي رميم {  كَانَتْ عَلَيَّ يَدُ الرَّبِّ فَأَخْرَجَني بِرُوحِ الرَّبِّ وَأَنْزَلَنِي فِي وَسَطِ الْبُقْعَةِ, وَهِيَ مَلآنَةٌ عِظَاماً. وَأَمَرَّنِي عَلَيْهَا مِنْ حَوْلِهَا وَإِذَا هِيَ كَثِيرَةٌ جِدّاًعَلَى وَجْهِ الْبُقْعَةِ, وَإِذَا هِيَ يَابِسَةٌ جِدّاً. فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ آدَمَ, أَتَحْيَا هَذِهِ الْعِظَامُ؟» فَقُلْتُ: يَا سَيِّدُ الرَّبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ». فَقَالَ لِي: تَنَبَّأْ عَلَى هَذِهِ الْعِظَامِ وَقُلْ لَهَا: أَيَّتُهَا الْعِظَامُ الْيَابِسَةُ, اسْمَعِي كَلِمَةَ الرَّبِّ. هَكذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لِهَذِهِ الْعِظَامِ: هَئَنَذَا أُدْخِلُ فِيكُمْ رُوحاً فَتَحْيُونَ. وَأَضَعُ عَلَيْكُمْ عَصَباً وأَكْسِيكُمْ لَحْماً وَأَبْسُطُ عَلَيْكُمْ جِلْداً وَأَجْعَلُ فِيكُمْ رُوحاً فَتَحْيُونَ وَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.} ( حز 1:37- 6). أن ذلك يبث فينا روح الرجاء وقوة القيامة من الضعف والخطية {فاجاب وكلمني قائلا هذه كلمة الرب الى زربابل قائلا لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود }(زك  4 :  6). الروح القدس يسكب فينا محبة الله { الرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا }(رو  5 :  5). ويقودنا الروح من خلال الكتاب المقدس لفهم ارادة الله الكاملة الصالحة وهو الذى يوحي للبشر بالرؤى والاحلام والأمور المستقبلية كما تنبأ عنه يوئيل النبي { ويكون بعد ذلك اني اسكب روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم احلاما ويرى شبابكم رؤى. وعلى العبيد ايضا وعلى الاماء اسكب روحي في تلك الايام.} ( يوئيل 28:2-29). وهو الذى يكشف لنا أرادة الله  فى حياتنا وعمله في مستقبلنا { ويخبركم بأمور آتية}(يو16: 13). { فجاء الينا واخذ منطقة بولس وربط يدي نفسه ورجليه وقال هذا يقوله الروح القدس الرجل الذي له هذه المنطقة هكذا سيربطه اليهود في اورشليم ويسلمونه الى ايدي الامم} (اع  21 :  11). والذين ينقادوا لروح الله يرشدهم ويقودهم معلما ومعزيا { وأما أنتم فالمسحة التى أخذتموها منه ثابته فيكم. ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد، بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شئ، وهي حق} (1يو2: 27). إن الروح القدس يشفع فينا ويعيننا { وكذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بانات لا ينطق بها. ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح لانه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين (رو  8 :  27-28 ). أنه يعلمنا كل شئ ويكشف لنا الحق ويذكرنا بكل وصايا السيد المسيح.
+ الروح القدس يهب الحكمة والأستنارة والمواهب ... وهو الذى وهب يوسف الصديق ودانيال النبي موهبة الحكمة وتفسير الأحلام والشفافية الروحية. بل حتى فى أعمالنا نحتاج لروح الحكمة من الله للنجاح والتفوق والأفراز كما منح الله بصلئيل قديما حكمة لصنع أدوات وأواني خيمة الشهادة { وكلم الرب موسى قائلا. انظر قد دعوت بصلئيل بن اوري بن حور من سبط يهوذا باسمه. وملاته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة} (خر  31 :  1-3). والروح القدس هو أنه مانح المواهب التي تمنح للمؤمنين لكي يعيشوا كجسد المسيح على الأرض. وكل هذه المواهب كبيرها وصغيرها، يمنحها لنا الروح القدس لنكون سفراء المسيح في العالم، لكي نظهر نعمته ونمجده { لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ. وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ. وَأَنْوَاعُ أَعْمَالٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ. فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ. وَلِآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلِآخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلِآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلِآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ وَلِآخَرَ نُبُوَّةٌ وَلِآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ وَلِآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ وَلِآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ. وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ قَاسِماً لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ كَمَا يَشَاءُ} (1كو 3:12-11). أن المواهب هي عطية الروح القدس، مقدمة للكنيسة الواحدة، وكل عضو يكمل النقص الذي في العضو الآخر. ولكل إنسان موهبته أو وزنته. والله عادة يتدخل إذا عجز الإنسان أن يعمل ما يريده الله، فالله أعطى موهبة الألسنة للرسل إذ كانوا صيادين بسطاء، ولكن إذا كان في قدرة أحد أن يتعلم لغة ما فلماذا يعطيها الله له بطريقة معجزيه. فمثلا الأنبا انطونيوس مرقس أسقف أفريقيا عَلَّمَ نفسه العديد من لغات أفريقيا وترجم لهم كتب الكنيسة دون موهبة السنة. وفى كل كنيسة نرى تكامل المواهب للبنيان، فهناك من يهوى دراسة الكتاب المقدس، وهناك من يهوى التاريخ، والألحان، والعقيدة، ولكن من يسعى لاقتناء موهبة ما من أجل المجد الباطل قد يخدعه إبليس ليقوده للكبرياء والسقوط والضياع. بل أن الله  أعطي القديس بولس الرسول مواهب كثيرة وسمح له أيضا بشوكة في الجسد حتى لا ينتفخ. ولهذا نري الكتاب  يعلمنا أن أهم ما يجب أن نسعى إليه هو المحبة ؛ لنخدم بعضنا بعضا في محبة؛ فالرب آتى ليَخْدِمْ لا ليُخْدَمْ ويبذل نفسه فدية عن كثيرين.
+ الروح القدس والشهادة للإيمان.... الروح القدس يشهد فينا ومعنا كابناء الله القديسين { لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله. اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب. الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله و وارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه.} (رو 14:8-16). وعلينا ان ننقاد لروح الله ونصلى ونطلب حكمة من الله {وانما ان كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له} (يع 1 : 5). فروح الله هو روح الحكمة والفهم { ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب }(اش 11 : 2). وقد وعدنا السيد الرب بان الروح القدس هو الذى يتكلم على السنتنا للشهادة للإيمان { فمتى ساقوكم ليسلموكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا بل مهما اعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا لان لستم انتم المتكلمين بل الروح القدس} (مر 13 : 11). الذى ينقاد للروح القدس يعلمه طريق الرب ووصاياه وكلامه ويقوده الى الحق ويهبه الحكمة لكي يسير في طريق البر والقداسة وينال ميراث القديسين فى النور. وعلينا أن نبني أنفسنا علي إيماننا الأقدس مصلين في الروح القدس { واما انتم ايها الاحباء فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس مصلين في الروح القدس} (يه  1 :  20).

الجمعة، 26 يوليو 2019

شعر قصير (83) شفاء وخلاص





للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

" أديني نعمة"
لو قلبي قاسي، نعمتك تخلي القسوة فيه تدوب
ولو لوصيتك ناسي أو عاصي اللى فيها مكتوب
روح قدسك يذكرني ويقودني أعمل بيها وأتوب
أديني نعمة أحبك راغب مش مجبر ولا مغصوب
هبني قلباً حكيماً يختار ويعمل اللي لك مرغوب
أحبك من كل القلب والفكر وتكون ليّ المحبوب
لأسمع أدخل الي فرح سيدك في اليوم المرهوب
(2)
" ذبيحة حب"
أقبل صلاتي وتضرعاتي وصومي ذبيحة حُب
لأجل كل نفس لتعرفك وتكون معك في قرب
أنر علينا بوجهك فنخلص ونحبك بكل القلب
أقبلني اليك أبن مطيع وكن ليّ أنت نعم الأب
ولا تسمح ينتصر علينا إبليس يوم في الحرب
أملاء قلوبنا سلام وأروينا من نبع حبك العذب
وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا يارب
(3)
" أنظر للصليب باخلاص"
إبليس مرات بيخدعني لشرب السم من الكأس
اطاوع يصيبني بحرب الاحباط ويقودني لليأس
ويقولى مفيش منك فايده دا أنت ضعت خلاص
سم الحية يجرى في دمي ويموت فيّ الأحساس
روحك يعمل فيّ ويقولى أنظر للصليب باخلاص
زى الليّ لدغته الحية بالبرية ونظر حية النحاس
جاهد وقاوم إبليس يهرب وتبقي مرفوع الرأس
أصرخ أقول أرحمنى يارب وطهرني من الأدناس
بالإيمان العامل بالمحبة إنال منك شفاء وخلاص
(4)

" التجسد رحمة وفداء"
البشارة بالتجسد مسرة وسلام وحب لكل إنسان
أقترب الينا لنعرفه ونقترب ويظهر ونراه بالعيان
علمنا طرق الخلاص وإعلن لنا محبه الآب الحنان
حل بيننا وراينا مجده وغفر خطايانا وهو الديان
مات علي الصليب وقام ووهبنا التبرير والغفران
هو الكائن في كل زمان والقدوس لا يحده مكان
التجسد رحمة وفداء ومحبة من الله لكل إنسان
(5)
" أنت سلامي وفرحي"
أنا جاي لك يارب بمرضي وعجزي وأنت الطبيب
بمعاناتي وحاجتي وأنت ليّ الشبع وأعظم حبيب
مرات ببعد وأشتكي وأتذمر علي حمل الصليب
لكن باسمع صوتك بينادينى: ابني أنا منك قريب
هاشفي أمراضك وأشبع جوعك بحبى العجيب
أنا سلامك وراحتك ولتعبك أنا سامع وأستجيب
نعمتك غنية بتدىني سلام وفرح به نفسي تطيب

الخميس، 25 يوليو 2019

من ثمار الروح القدس (14) الـــــــــــتعفف



           للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ التعفف ثمرة محبوبة من ثمار الروح القدس ويقصد بالتعفف حياة الطهارة والنزاهة والأمانة وتشتمل علي عفة الحواس والفكر والجسد والقلب والروح. والحواس العفيفة هي حواس مقدسة ختمها الروح القدوس بالحياء وعدم التطلع باشتهاء للناس أو الاشياء. عفة النظر والسمع واللمس والشم والتذوق كلها مطلوبة لمن الذي يريد أن يحيا حياة التعفف، لأن الحواس هي مداخل الفكر والعواطف، وضبطها يصون القلب والفكر والجسد من خطايا النجاسة.

عفة اللسان تجعله لا يتلفظ بكلمة بطالة من أي نوع، لا شتيمة ولا كذب ولا حلفان ولا تهكم ولا إدانة ولا نميمة بل يحيا المؤمن فى رقة وأدب يحرص ويفكر الشخص في كل كلمة قبل أن ينطق بها. عفه الحواس والفكر والنية وتقديس الجسد فلا ينغمس في شهوة الأكل والشرب والكسل بل في لياقة وروحانية يكتفى المؤمن بحاجاته الضرورية وتتقدس عواطفة ويضبط انسانه الداخلي { فوق كل تحفظ احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة} (أم23:4). وعفة الجسد تشمل الحشمة والعفة في المشي والجلوس والكلام والبعد عن كل العثرات والمثيرات التي تثير الجسد وعدم ملامسة الأجساد بغرض نجس، والتعفف يشمل عفة اليد فى الأمانة وعدم السرقة أو الاختلاس وعدم قبول الرشوة أو الضرب أو إيذاء الغير أو أعثارهم . التعفف يعني قداسة الفكر والمشاعر والسلوك والبعد عن الخطية والشهوة والانحرافات الاخلاقية كثمار للروح القدس الساكن فينا والذى يعطي المؤمن أن يحيا نقياً طاهراً فى أفكاره وفى أقوال فمه ونظرات عينيه وأحاديثه وكل طرقه وحياته الداخلية والخارجية معاً.
 + لقد قدس الله الطبيعة الإنسانية عندما اتحد بها وصار ملتزما بها وراعيا لها ومدبرا لخلاصها وعندما صعد الى السماء وجلس عن يمين الاب احتفظ بجسده الذي أخذه من القديسة مريم وهكذا دخلت الطبيعة الإنسانية الي أعماق السماء. لقد أصبح الإنسان بالعماد ابناً لله وبالميرون المقدس اصبح مكرسا للرب وصار هيكلا للروح القدس ومسكنا للرب وعضوا فى الكنيسة التي هي جسده السري. وفى هذا يقول الإنجيل { ألستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وإنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفى أرواحكم التي هي من الله } (1كو 6: 19-20).
 + العفة فى المسيحية ليست فضيلة سلبية بل هي فضيلة ايجابية تهدف الى حياة روحية سليمة يشبع فيها المؤمن بمحبة الله ويرفض أن يخون أو يجرح  محبة الله أو يخالف وصاياه. فيحب المؤمن أخوته محبة روحية طاهرة تخدمهم وتبنيهم فى سعي لكي نحيا فى المسيح ومعه حسب الروح. الشخص العفيف المحب لله يلتهب قلبه بمحبة العفة والطهارة  فتنضبط حواسه ويتقدس فكره وتسمو عواطفه وتنمو روحه. هكذا راينا أمثلة للتعفف والفضيلة حتى فى العهد القديم وقدم يوسف الصديق مثال يحتذى للشباب الذى يقاوم تيار الشر فيكون الله معه وينجحه ويكأفاه ويهبه الحكمة والمعرفة ويرفعه ليخلص مصر وما حولها من المجاعة.
+ التعفف يحتاج للجهاد الروحي لكنها أيضا هبة وعطية من صميم اعمال الروح القدس فى حياة المجاهد المسيحي الذى يريد ان يعيش مع المسيح فى سهر ويقظة روحية سواء فى حياة البتولية أو الزواج يحيا المؤمن حياة طاهرة مقدسة تمجد الله. وقد رفع الله سر الزيجة ليكون كاتحاد ومحبة المسيح للكنسية وامتدت محبة الله فى قلوب المؤمنين حتى إن البعض فضل حياة البتولية كتكريس كامل للجسد والقلب والروح أقتداء بالانبياء المجاهدين كايليا النبي ويوحنا المعمدان وابائنا الرسل الاطهار كيوحنا الحبيب وبولس الرسول الذين عاشوا حياة ملؤها الطهارة والعفة الكاملة وامتد الانجيل معاش فى حياة الرهبان والنساك والمتوحدين وكذلك فى كل بيت مسيحى مؤمن حتى اصبحت العفة والطهارة أهم علامة تميز الحاملين سمة مسيحنا القدوس، ولهذا يوصينا الكتاب أن نحيا بالإيمان حياة الفضيلة والتعفف والصبر لننمو في معرفة ربنا يسوع المسيح { لِهَذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،. وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً. لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ.} (2بط 5:1-8). أن من يستسلم لشهواته وميوله الشريرة من دون ضبط للنفس، يقلّل من قيمته وكرامته ويشوّه صورة الله فيه ويلغيها ويحتقّر مشيئته، ويدنّس نفسه ليشبه الخنزير الذي ينجذب إلى خرنوبه. وعلينا أن نلتزم العفة وضبط النفس ولا ننجرّ وراء رغباتنا الشريرة. “لا تكن تابعاً لشهواتك، بل عاصٍ أهواءك” (سير30:18). إنّ العفة هي الفضيلة التي تضع لجاماً لرغباتنا الشريرة وتجعل الإنسان عاقلاً مهذباً، نقيّاً وهادئاً وطاهراً ، مرضياً أمام الله.
+ التعفف في الطعام والشراب.. الروح القدس يقودنا الي التعفف في الطعام والشراب فالطعام له هدف وهو تغذية الجسد، فهدف الطعام تقوية وتغذية الجسد والمحافظة على صحته. إنّ لذة التذوق هي وسيلة لنأكل وباعث فينا لنشتاق لتذوق حلاوة السماء التي تنتظرنا في الدهر الآتي. وعلينا أن نضبط ذواتنا ليكون لدينا تعفف في الطعام والشراب ونأخذ ما يحتاجه جسمنا للعيش " نأكل لنعيش، لا نعيش لنأكل" وإلا نسقط في خطيئة الشراهة. أنّ الشراهة والنهم في الطعام هما مصدر وجذر الخطيئة الجسديّة فمن السهل ضبط النفس والجسد إن كان المرء عفيفاً في طعامه وضابطاً لذاته، فالبطن سيدة الأوجاع من يضبطها يتجنّب الشهوات الجسدية وكما يقول أحد القديسين"ابتعد عن الشراهة؛ فهي أمّ وجذر ونبع كلّ فجور، الشراهة صنبور الفسق النتن، والعهر العفن اعتقل واهرب من الشراهة حتى لا تكون جذراً وجوهراً للنتانة"  ويشبّه القدّيس باسيليوس الكبير وفرة الطعام وغناه بالدخان الكثيف المتبخر بالرائحة الكريهة، وكمثل سحبٍ داكنة تتواري في طياتها إشراقات الروح القدس. في المسيحيّة، العفّة في الطعام ليست قانون صحيّ بل قانون في الحياة الروحية  فالعفّة في الطعام تفيد النفس ولهذا نظَّمت الكنيسة فترة الأصوام كتدريب على العفة الدائمة والتي تجعل قوّة النفس جبّارة تكبح كلّ هجمات للجسد. لقد كان دانيال النبى والفتية الثلاثة مثال للتعفف والحياة المخلصة لله ووصاياه والالتزام فى الصوم والأكل والشرب فلم يتجنسوا باطياب الملك وخمر مشروبه وقد حفظهم الله من أنياب الأسود أو من آتون النار المتقدة لانهم وثقوا بالله وتوكلوا عليه.
 +أستغلال الطاقاتك بايجابية روحية .. لدى كل إنسان منا طاقات ومنها الطاقة العاطفية والفكرية والبدنية التي يمكننا ان نستخدمها للبناء او الهدم. علينا ان نستخدم طاقاتنا فى البناء الروحى السليم ونتسامى بغرائزنا وطاقاتنا ولا ندع انفسنا فريسة للفراغ والضياع بل نعمل وننجح ونتميز فى دراستنا وعملنا ونمارس الانشطة والخدمات الكنسية والوطنية، وننمى مواهبنا سواء القراءة او كالرسم او الموسيقي او الاشغال اليدوية او الرحلات او خدمة الكنيسة وانشطتها فى افتقاد المرضي والمحتاجين والقرى المحتاجة او بالرياضة الجسدية التى تكسب الجسم القوة والنشاط وتخفف الضغوط والتوترات { لان الرياضة الجسدية نافعة لقليل ولكن التقوى نافعة لكل شيء اذ لها موعد الحياة الحاضرة و العتيدة} (1تي 4 : 8.
العفاف المسيحى يعنى قلباً ملتهباً بالحب الإلهي يشبع النفس ويملأ الفراغ الداخلي ويحل مشكلة العزلة والملل والسأم، ويغمر قلب الانسان بنعمة الروح القدس الوديع الهادئ فتنطفئ كل شهوة خاطئة وتهدأ حركات الجسد واعضاءه وتمتلئ النفس فرحاً وسلاماً ونعيماً. وتنمو فينا طاقات المحبة الإيجابية ونوجهها التوجيه السليم

+ التعفف أذاً يحتاج للجهاد الروحي وضبط النفس ويقظة قلب وحواس وروح الصلاة والتواضع لنجد نعمة ويقودنا الروح القدس، فنحن لا نستطيع بمفردنا أن نجعل أنفسنا أطهاراً نحيا فى تعفف وبر ولكننا نستطيع أن نصلى ونجاهد ونطلب من الله ان يهبنا عفة وطهارة الفكر والعواطف والسلوك ويقوينا لكي نحتفظ بطهارتنا فى المسيح يسوع ربنا وعمل نعمته وفعل روحه القدوس. من أجل هذا نصلى كل يوم للروح القدس لكي طهرنا من دنس الجسد والروح وينقلنا إلي سيرة روحانية لكي نسعى بالروح ولا نكمل شهوة الجسد ونطلب من الله ان يجدد فى أحشائنا نعمة روحه القدوس، روحاً مستقيماً ومحيياً روح النبوة والعفة، روح القداسة ليخلصنا وينجي نفوسنا, أمين.

الاثنين، 22 يوليو 2019

من ثمار الروح القدس (13) الوداعة


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
 الوداعة ومفهومها الروحي.....
 + الوداعة تعني الهدوء والوقار واللطف والبعد عن العنف ودماثة الخلق والسكينة والحلم. كما تتضمن الاتزان فى التفكير والقول والعمل والالتزام بالهدوء فى مختلف الظروف العامة ومواجهة المشكلات بروح الحلم والبساطة والوقار والاخلاق. ان الوداعة هى اقتداء بالسيد المسيح الذى تميز بالوداعة والتواضع والوقار ودعانا ان نتعلم منه { احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم }(مت 11 : 29). الوداعة هي بعد عن الغضب او الكراهية تشبها بالمسيح الذي لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته.
+ الوداعة كثمرة من ثمار الروح القدس الذى هو روح الوداعة والحكمة والقداسة عكس السلوك حسب شهوات الجسد { واعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة. عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة. حسد قتل سكر بطر وامثال هذه التي اسبق فاقول لكم عنها كما سبقت فقلت ايضا ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. واما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان.وداعة تعفف} (غلا 19:5-23 ). الوداعة هي قوة قادرة أن تدخل القلوب وتغيرها لتكون رقيقة وتجعل من المرء حليم وحكيم مع نفسه والغير. لا يتذمر او يجادل ولا يصاب بالكأبة أو يواجه حتى الاساءة  بالاساءة بل بالاحسان { لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير} (رو 12 : 21).
+إن القساوة والكبرياء تأتي بنتائج مرة سلبية والعنف لا يولد الا العنف ونحن لا نستطيع ان نطفئ نيران الكراهية بالكراهية بل بالحكمة والوداعة واحتمال نقائص الآخرين. والقساوة تصنع مرضي نفسيين حاقدين على من حولهم مما يقود الى العنف وتفشى الجريمة وتبعد المحبة والسلام عن بيوتنا ومجتمعاتنا، والغضب ينتج عنه الخصام وعدم التفاهم والخصومات والنزاعات والحروب. لقد صرنا نعانى فى  مجتمعاتنا من العنف الذى يفتقد فيه الانسان الى الأمن والامان وتسودة شريعة الغاب والبقاء للاقوي. اننا ان لم نواجه كحكماء هذه الظواهر المرضية بقوة الأخلاق والقانون والرفض الاجتماعى للعنف والكراهية والبلطجة سنجد انفسنا قد اصبحنا مجتمع بدائي متخلف ينحدر من هوة الى أخرى دون توقف اوعلاج .
+ لقد طوب السيد المسيح الوداعة { طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض} (مت 5 : 5) الكلمة اليونانيّة هنا المترجمة (ودعاء) إنّما تستخدم لوصف الحيوانات المستأنسة، وكأن السيّد يطوّب طبيعتنا التي كانت قبلاً شرسة، وقد خضعت لروح الله مروّضها، فتحوّلت إلى  ألفة وحسن عشرة  فى علاقتها مع الذات والغير والله. العالم يظن أن الشخص الوديع يفقد الكثير بسبب خبث الأشرار ومكائدهم، لهذا أكّد السيّد أن المكافأة هي "ميراث الأرض". وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: أن الأرض هنا تُفهم بالمعنى الحرفي، بينما يظن أن الوديع يفقد ماله، يعد المسيح عكس ذلك، إنه لا يحثّنا بالبركات العتيدة فحسب بل وبالبركات الحاضرة أيضًا.
+ والوداعة لا تعنى الخمول او عدم الشجاعة فهذا فهم خاطئ للوداعة يتنافى مع تعليم الكتاب ومع سير الانبياء والاباء وكما يقول قداسة البابا شنوده الثالث( الحقيقة ان الوداعة لا تتعارض مع الشهامة والشجاعة والنخوة والحزم. الوديع يعرف ان {  لكل شيء زمان ولكل امر تحت السماوات وقت} (جا1:3). المهم ان يعرف الوديع كيف يتصرف؟. يجب ان نعرف اذاً متى نكون طيبين ولطفاء فى حكمة وعندما يدعو الموقف الى الشهامة والشجاعة والحزم والشهادة للحق لابد ان نكون شجعان فى شهامة وكرم.
+ الوداعة تجعل الإنسان ناجحا فى علاقاته مع الآخرين ومحبوباً منهم فهو لا يميل الى العنف او الانتقاد بل يحترم الاخرين ويقدرهم ولا يقيم نفسه قاضيا على الغير او يتدخل فيما لا يعنيه وان طلبوا تدخله يُصلح الامور بهدوء ورقة دون ان يجرح مشاعر الغير. يجعل الاخرين يحترمون رأيه دون ان يفرضه عليهم ولا يغضب على الاخرين حتى لو صدرت منهم الفاظ جارحه بل يعالج الامور بحكمة. الشخص الوديع تراه باشا باسما، لا يعبس فى وجه الاخرين ويعلم ان وجهه ليس ملكه فهو لايراه الا فى المرآة لذلك تراه يرحب بابتسامة صادقة بالغير. واذ يعلم ان الكلام اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط، فانه يقدم كلاما طيباً للغير من قلب محب للاخوة. الشخص الوديع يتصف  بالبشاشة والمحبة والهدوء فى الملامح والمشى والتصرفات والصمت الحكيم والتواضع امام الله والناس ويضبط نفسه وانفعالته واقواله وتصرفاته حتى وسط الجو العاصف والخصام. الوداعة اذا فضيله حلوة نحتاج اليها فى حياتنا الشخصية والاسرية وفى مواجهة التحديات التى تواجهنا لنتجاوزها  فى وداعة وحكمة وبساطه القديسين .

+  وداعة السيد المسيح وتعاليمه المقدسة

+ السيد المسيح الوديع كان منقاداً بالروح القدس { روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالاطلاق.لانادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لالهنا لاعزي كل النائحين.لاجعل لنائحي صهيون لاعطيهم جمالا عوضا عن الرماد ودهن فرح عوضا عن النوح ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة فيدعون اشجار البر غرس الرب للتمجيد} (اش 1:61-3). لهذا راينا السيد المسيح في بدء خدمته دخل الى مجمع الناصرة وقال لهم اليوم تم هذا المكتوب على مسامعكم.
+ السيد المسيح بالوداعة عمل وعلم وكان يجول فى المدن والقرى وبين الحقول وفى الطرقات وفى المجامع والهيكل، يعلم ويشفى كل مرض وضعف فى الشعب ويمحو الذنب بالتعليم ويشبع الجموع ويشفق على الجموع وعلى كل رجل وامراة وطفل {و لما راى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها }(مت 9 : 36). وعندما بدء العظة على الجبل رايناه يطوب الودعاء والمساكين والمضطهدين {ولما راى الجموع صعد الى الجبل فلما جلس تقدم اليه تلاميذه . ففتح فاه وعلمهم قائلا. طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات. طوبى للحزانى لانهم يتعزون. طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض. طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون. طوبى للرحماء لانهم يرحمون. طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون. طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم} (مت 1:5-12).
+ كان السيد المسيح وديعا مع الجميع لاسيما الأطفال محباً لهم يريد ان يشجعهم وينميهم ويجعلهم مثالاً لنا فى التواضع والوداعة والبساطة {فقدموا اليه الاطفال ايضا ليلمسهم فلما راهم التلاميذ انتهروهم. اما يسوع فدعاهم و قال دعوا الاولاد ياتون الي ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله. الحق اقول لكم من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله}( لو 15:18-17). وعندما سالوه عن من هو الاعظم فى الملكوت قال لهم ان يتعلموا من الاطفال التواضع والوداعة والبساطة ومن وداعته قال لنا من يقبل الاطفال فكانه قبلني (مت 1:18-6).
+ فى وداعة راينا السيد الرب يرفع من شأن المرأة ويحترمها. ودافع عن الخطاة منهن محرراُ اياهم من قيود الخطية والظلم الإجتماعى فعندما امسك شيوخ اليهود بامرأة فى ذات الفعل تركوا الرجل وصبوا جام غضبهم على المرأة وارادوا ان يروا ما هو حكمه عليها، رايناه  يدافع عنها ويحررها من ايديهم { وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر. ثم انحنى ايضا الى اسفل وكان يكتب على الارض. واما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تبكتهم خرجوا واحدا فواحدا مبتدئين من الشيوخ الى الاخرين وبقي يسوع وحده والمراة واقفة في الوسط. فلما انتصب يسوع ولم ينظر احدا سوى المراة قال لها يا امراة اين هم اولئك المشتكون عليك اما دانك احد. فقالت لا احد يا سيد فقال لها يسوع ولا انا ادينك اذهبي ولا تخطئي ايضا}( يو 3:8-11). ومع المرأة السامرية رايناه يرفع العداوة بين اليهود والسامريين وبين المراة والرجل ويخاطبها فى ود ويشجعها على التوبة ومعرفة وعبادة الله بالروح والحق.
+ كان الرب وديعاً مع الخطاة والعشارين والمنبوذين يدافع عن الخطاة والعشارين ويقدم لهم المحبة والوداعة فاتحا لهم باب الرجاء والخلاص {لان ابن الانسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك. ماذا تظنون ان كان لانسان مئة خروف وضل واحد منها افلا يترك التسعة والتسعين على الجبال ويذهب يطلب الضال. وان اتفق ان يجده فالحق اقول لكم انه يفرح به اكثر من التسعة والتسعين التي لم تضل.هكذا ليست مشيئة امام ابيكم الذي في السماوات ان يهلك احد هؤلاء الصغار}( مت 11:18-14).
+ عامل السيد المسيح مقاوميه واعدائه بوداعة الحكمة.. راينا السيد المسيح فى وداعته يعمل علي أقناع المقاومين له بحجته ومنطقه الرزين فى حكمة { ثم انصرف من هناك وجاء الى مجمعهم. واذا انسان يده يابسة فسالوه قائلين هل يحل الابراء في السبوت لكي يشتكوا عليه. فقال لهم اي انسان منكم يكون له خروف واحد فان سقط هذا في السبت في حفرة افما يمسكه ويقيمه. فالانسان كم هو افضل من الخروف اذا يحل فعل الخير في السبوت. ثم قال للانسان مد يدك فمدها فعادت صحيحة كالاخرى}( مت 9:12-13). وعندما اتهموه انه برئيس الشياطين يخرج الشياطين لم يغضب عليهم بل كان حزينا على غلاظة قلوبهم وناقشهم بالمنطق والحجة  { واما الكتبة الذين نزلوا من اورشليم فقالوا ان معه بعلزبول وانه برئيس الشياطين يخرج الشياطين. فدعاهم وقال لهم بامثال كيف يقدر شيطان ان يخرج شيطانا. وان انقسمت مملكة على ذاتها لا تقدر تلك المملكة ان تثبت. وان انقسم بيت على ذاته لا يقدر ذلك البيت ان يثبت. وان قام الشيطان على ذاته وانقسم لا يقدر ان يثبت بل يكون له انقضاء.لا يستطيع احد ان يدخل بيت قوي وينهب امتعته ان لم يربط القوي اولا وحينئذ ينهب بيته} (مر1:3-5،22-27).
+ فى وداعة حذرنا الله من الغضب .. ان السيد المسيح يدعونا الى ان نتعلم منه التواضع والوداعة ويحذرنا من الغضب لخطورته { قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم.واما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع و من قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم} (مت 21:5-22). ان الغضب يفقدنا حلمنا ووداعتنا ويقودنا الى فقد أعصابنا وقد يتطور ويقود الى الكراهية والحقد والجريمة { الرجل الغضوب يهيج الخصام والرجل السخوط كثير المعاصي} (ام 29 : 22). ومع الغضب تكثر الاخطاء والخطايا لهذا قال القديس يعقوب الرسول { لان غضب الانسان لا يصنع بر الله} (يع 1 : 20). وينبهنا الكتاب قائلا{ لا تسرع بروحك الى الغضب لان الغضب يستقر في حضن الجهال} (جا 7 : 9). من اجل هذا قال القديس اسحق السريانى : ( ان الذى يصوٌم فمه عن الغذاء ولا يصٌوم قلبه عن الغضب والحقد ولسانه عن الأباطيل فصومه باطل فصلاة الحقود كبذار وقعت على الصخر، فالحقود يستثمر فى صلاته ما يستثمره الزارع فى البحر من الحصاد).
+ الرسل القديسين وحياتهم وتعليمهم بوداعة.. سار الاباء الرسل على نهج معلمهم الصالح بوداعة ودعوا اليها فها هوذا القديس بولس الرسول يوصينا ان نسلك بوداعة { فاطلب اليكم انا الاسير في الرب ان تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها.بكل تواضع ووداعة وبطول اناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة. مجتهدين ان تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام. جسد واحد وروح واحد كما دعيتم ايضا في رجاء دعوتكم الواحد.رب واحد ايمان واحد معمودية واحدة} (اف 1:4-5). فكمختاري الله القديسين يكون لنا أحشاء رافات ووداعة. هكذا علينا ان نسير فى طريق الفضيلة والتقوى لنمسك بالحياة الابدية التى اليها دعينا {هذا واتبع البر والتقوى والايمان والمحبة والصبر والوداعة. جاهد جهاد الايمان الحسن وامسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا واعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين} (1تيم 11:6-12).
كيف نقتنى الوداعة ...     
+ نحتاج ان نجعل السيد المسيح قدوة لنا فى وداعته وتواضعه واحتماله وصبره { لانكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته. الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر.الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا و اذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل.الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم.لانكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الان الى راعي نفوسكم واسقفها}( 1بط 21:2-25 ). اننا يجب ان نفكر فى مختلف مواقف الحياة بماذا كان يرد او كيف كان يتصرف السيد المسيح لو كان مكاننا؟ { مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي} (غل 2 : 20). بهذا نقتنى الوداعة والحكمة { لانه من عرف فكر الرب فيعلمه واما نحن فلنا فكر المسيح }(1كو 2 : 16).
+  اللطف والبعد عن القسوة ... اننا نحتاج الي الأنقياد لروح الله فى أفكارنا وأقوالنا وتصرفاتنا وفى حكمة وأتزان نتصرف ونترفق بالآخرين ونبتعد عن الخشونة والقسوة والتعامل {كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين} (أف 2:4) . فهذه هى وصية الكتاب المقدس لنا { فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين احشاء رافات ولطفا وتواضعا ووداعة وطول اناة} (كو 3 : 12). علينا ان نسعى لاكتشاف النقاط  المشتركة والبيضاء فى كلام وتصرفات وسلوك الاخرين ونبنى علينا ونعمل على كسب قلوبهم ونشجعهم على السلوك الحسن فنحن حين نريد ان نجنى العسل لا يجب علينا ابداً ان نحطم خلية النحل بل يجب علينا ان نغذى النحل ونزرع له الورود حتى وان تعرضنا للسعاته فى بعض الاحيان . فاننا لا ننكر ان الوديع قد يعانى من الظواهر السلبية حوله ولكن يحتمل الآخرين كمرضى فى حاجة الى علاج وليس كعدوى نبتعد عنها بسلبية وبغضة تذيد من تفاقم المرض.
+ التواضع ولوم النفس.. الانسان المتواضع لا يغضب من أحد ولا يغضب أحد، تراه يلقى بالملامة على نفسه. وان أخطأ اليه أحد يسامحه ويقول فى داخل نفسه انى استحق ذلك بسبب خطاياى فيجد نعمة فى عين الله والناس { كذلك ايها الاحداث اخضعوا للشيوخ وكونوا جميعا خاضعين بعضكم لبعض وتسربلوا بالتواضع لان الله يقاوم المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة. فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه.ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم. اصحوا واسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الايمان عالمين ان نفس هذه الالام تجرى على اخوتكم الذين في العالم.واله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح يسوع بعدما تالمتم يسيرا هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم}( 1بط 5:5-10).
+ الجواب اللين فى حكمة .. يجب ان نحرص على هدوء أعصابنا وافكارنا واذا ما واجهنا انسان غاضب علينا او على من حولنا نعمل على تهدئته { الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط (ام 15 : 1). وان لم نستطيع فلنبتعد عن مصادقة الغضوبين او نبعد عنهم وقت غضبهم ان أمكن { لا تستصحب غضوبا ومع رجل ساخط لا تجئ }(ام 22 : 24). قد نحتاج الى الحكمة فى الرد فمع البعض يكون الصمت علاج ومع الاخرين يكون شرح الأمور وتفسيرها العلاج الناجع ومع البعض يكون أخذ الامور بهدوء والرد بفكاهة او ابتسامة او اعتذار هو الذى يلطف الجو ويهدئ المشاعر .
+ نتذكر نتائج عدم الوداعة والغضب... يجب علينا ان نتذكر فى ساعات الغضب، النتائج السيئة التي تترتب عليه فنضبط ذواتنا. نحن فى غضبنا نقول كلاما صعباً نندم عليه وليس من السهل علاجه واصلاحه وقد يتطور الغضب الى الخصام والأيذاء والاعتداء على الغير وتحطيم وأفساد للعلاقات. كما ان الغضب بنتائجه تلك هو هزيمة للانسان وأنتصار لشيطان الغضب ويجلب الامراض ويفقدنا أبديتنا. لكن ليس معنى هذا ان نهرب من التعامل فى انطواء بل نهدء ونعمل على نقاوة قلوبنا وفى اوقات الهدوء نعاتب الاخرين فى محبة ووداعة وأعتذار على الاخطاء سواء منا او من الغير فنحن نهدف الى نمو المحبة وحسن العشرة وتقوية الروابط الاخوية فى حكمة ونمو فى حياة الفضيلة والبر.