نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 31 مايو 2011

عيد دخول المسيح أرض مصر

للأب القمص أفرايم الأورشليمى

مبارك شعبى مصر..

+ تحتفل كنيستنا القبطية فى الرابع والعشرين من شهر بشنس القبطى الموافق الاول من شهر يونيو بعيد دخول السيد المسيح له المجد الى أرض مصر مع القديسة العذراء مريم ويوسف النجار وسالومى . ونسبح الله فى ذلك اليوم قائلين " إفرحى وتهللى يا مصر وكل بنيها وكل تخومها ، فإنه اتى إليك محب البشر الكائن قبل كل الدهور" انها بركة السماء لبلادنا المصرية ان يزورها ملك السلام عاشاً بين ربوعها ،شاربا من نيلها ،متجولاً فى مدنها وقراها ، مباركاً واديها وصحاريها ، محققا النبؤات التى جاءت عن زيارته لها قبل أكثر من سبعة قرون من ميلاد المخلص.لقد ظهر الملاك ليوسف وأمره بالمجئ الى مصر { اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم و خذ الصبي و امه و اهرب الى مصر و كن هناك حتى اقول لك لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه. فقام و اخذ الصبي و امه ليلا و انصرف الى مصر. و كان هناك الى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني } مت 13:2-15. لقد دشن السيد الرب كنيسته في مصر وأقام له عموداً عريقاً عند تخومها هو هو كرسى مارمرقص الرسول فى مدينة الأسكندرية الذى كان وسيبقى له دور وشأناً فى نشر الكرازة بالإنجيل لا على مستوى مصر والشرق بل والعالم كله {في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط ارض مصر و عمود للرب عند تخمها} أش 19:19 .

+ ان عيد دخول السيد المسيح يجب ان يكون عيداً وطنياً لكل المصريين ويجب ان يأخذ مكانته بين أعيادنا فلم يزور المخلص فى حياته على الارض بلادنا غير فلسطين الا بلادنا المصرية وفيها وجد الأمان من بطش هيرودس الملك ، كما كانت الاراضى المصرية ملجأ وملاذ فى وقت الجوع والقحط لابائنا القديسين أبراهيم ويعقوب واليها جاء يوسف كعبداً مباع ووصل الى قمة المجد وخلص مصر وابيه واخوته من المجاعة والي مصر دخل ابناء يعقوب لايتعدوا المئة وعاشوا فيها الى ان خرجوا أمة عظيمة . وفي بلادنا ولد وتربى موسى النبى وتعلم { فتهذب موسى بكل حكمة المصريين و كان مقتدرا في الاقوال و الاعمال} (اع 7 : 22). وهكذا كانت وستبقى مصرنا بلاد الكرم والعطاء والإيمان ولدينا ثقة ورجاء فى الله ان تظل واحة الإمان الإيمان الى ان يرث الرب الإرض وما عليها.

+ اننا اذ نفخر بمجئ العائلة المقدسة الى بلادنا منذ الفي عام فاننا نصلى لينظر الرب الى مصرنا الحبيبة ويفتقدها بمراحمة وعنايته ويحفظ شعبها وكنيستها قوية مقدسة ويشفى جرحات نفوسنا وبلادنا بنعمته تتميماً لوعده {و يضرب الرب مصر ضاربا فشافيا فيرجعون الى الرب فيستجيب لهم و يشفيهم} اش 22:19.محققا الوعد الالهى الصادق { مبارك شعبى مصر}25:19 .وكما وجد السيد المسيح الأمان فى ربوع مصر نسأله ان ينعم على شعبه فيها بالأمن والأمان والاستقرار والسلام والازدهار .

لماذا الرحلة الى مصر ...

+ كانت مصر رائدة العالم ، فكانت بفرعونها تُشير في العهد القديم إلى العبوديّة، وبخصوبة أرضها تُشير إلى حياة الترف ومحبّة العالم. كانت الاسكندرية مدينة الفكر والفلسفة الهلينية فصارت مركزاً للفكر المسيحى والإيمان الحى بكنيستها و بمدرسة الأسكندرية اللإهوتية التى تتلمذ فيها كبار لاهوتيي العالم ، كان يمكن للسيّد أن يلتجئ إلى اى بلد أخر ، لكنّه أراد تقدّيس أرض مصر، ليقيم في وسط الأرض الأمميّة مذبحًا له. في هذا يقول إشعياء النبي: "هوذا الرب راكب على سحابة خفيفة سريعة، وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها... في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تُخُمها، فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر... فيُعرف الرب في مصر، ويَعرف المصريّون الرب في ذلك اليوم، ويقدّمون ذبيحة وتقدمة، وينذرون للرب نذرًا ويوفون به... مبارك شعبي مصر" (إش 19). اهتم الوحي بهذه الزيارة الفريدة، وبارك الله بلادنا فصارت مصر مركز إشعاع إيماني حيّ. قدّم السيّد المسيح فيض نعم في مصر لتكون سرّ بركة للعالم كله، ظهر ذلك بوضوح خلال عمل مدرسة الإسكندريّة وظهور الحركات الرهبانيّة والعمل الكرازي. كما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم فى القرن الرابع "هلمّوا إلى برّيّة مصر لتروها أفضل من كل فردوس ، ربوات من الطغمات الملائكيّة في شكل بشري، وشعوب من الشهداء، وجماعات من البتوليّين... لقد تهدّم طغيان الشيطان، وأشرق ملكوت المسيح ببهائه. مصر هذه أم الشعراء والحكماء والسحرة... حصّنت نفسها بالصليب. السماء بكواكبها ليست في بهاء برّيّة مصر الممتلئة من قلالي النُسّاك"

+ كانت مصر مركزاً للعبادات الوثنية رغم بحثها عن الله واهتمامها بالدين فجاء الرب ليعرفها بالايمان الحقيقى ويعلن لها الحق . لقد إرتجفت اوثان مصر من هيبة الرب يسوع وجلال إلوهيته وقوته عند دخوله اليها ومالت بثقلها الحجرى فتحطمت وتكسرت أمام الصبى القادم اليها وقد روى المؤرخون هذه الحادثة فقالوا : " أن الأصنام كانت تتكسر لدى ظهوره أمامها ، والبرابى أقفرت من شياطينها "وذاب قلوب كهنة الأصنام خوفاً وهلعاً ، فهرعوا إلى حكام مصر لينصرهم على القادم الصغير ولكنه لم يكن سلطان الظلمة له سيطرة عليه ، وفى أثناء هروب العائلة المقدسة من بلدة إلى أخرى كان يؤمن بعض المصريين بالرب يسوع و ولكنه كان يجد الكره والعداوة من بعضهم ألاخر ومن كهنة الأوثان وخدامها لفقدهم أرزاقهم ،فحلت على الأولين بركته وعلى الآخرين هيبته .وفى تعليق دينيس على نبؤة أشعياء النبى عن مصر قال " كما تحطم تمثال داجون أمام التابوت المقدس هكذا سقطت تماثيل مصر عند مجئ يسوع ، إذ لم تقوى على مواجهة حضوره ، أما المؤرخ بلاديوس وهو من رجال القرن الرابع الميلادى ذهب بنفسه إلى إقليم الصعيد إلى " منطقة الأشمونيين " حيث ذهب الرب يسوع مع مريم ويوسف إتماماً لكلام الرب على لسان أشعياء الذى قال : { هو ذا الرب يركب على سحابة سريعة ويدخل مصر ، فتتزلزل أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر فى داخلها } اش 1:19 قال بلاديوس " راينا الاوثان المحطمة هناك فى بيت الأوثان حيث سقطت جميع الأوثان التى فيه على وجوهها عندما دخل مخلصنا المدينة ". اننا نصلى الى الله الان وفى كل وقت ان يحطم أوثان الجهل والأنانية وعدم الأيمان والمرض والفقر والتعصب فى كل نفس وبيت وكل مدينة وقرية ليزرع الإيمان المحبة والسلام فى ربوع بلادنا .

+ ان مجئ السيد المسيح الى مصر أبتعاداً عن الشر الذى يمثله هيرودس وطغيانه يقد لنا منهجاً روحيا للهروب من وجه الشر فالصديق يرى الشر فيتوارئ ، كما انه يقدّم لنا منهجًا روحيًا أساسه عدم مقاومة الشرّ بالشرّ، وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن النار لا تطفأ بالنار بل بالماء. وإذ كانت مصر وبابل هما أكثر بلاد العالم ملتهبتين بنار الشرّ، أعلن الرب منذ البداية أنه يرغب في إصلاح المنطقتين لحسابه، ليأتي بهما إلى ما هو أفضل، وفي نفس الوقت تمتثل بهما كل الأرض، فتطلب معرفته وعبادته، لهذا جاء الجموس من الشرق طلباً لله وجاء المخلص الى مصر بنفسه مع أمه وما الظهورات المتكرره للسيدة العذراء القديسة مريم فى مصر الا تأكيد ومباركةً لبلادنا التى نصلى من أجلها بكل قلوبنا ونعمل على رفعتها فى كل مكان .

مبارك شعبى مصر ..

+ ايها الرب الإله الذى بارك بلادنا بقدومه اليها ووجد فيها الأمان ، ها نحن نلتجأ اليك ان تهب الأمن والسلام لبلادنا وتقود حكامها ومسئوليها وشعبها ورعاتها ورعيتها الى النور والحق والحكمة ، أنعم على بلادنا بالسلام والامن فى ربوعها ليجد اهلها وزائريها فيها فرحا وبركة ويشتموا فى هوائها عبق التاريخ ونعمة الإيمان وجمال الطبيعة واشراقة شمس البر والشفاء فى أجنحتها .

+ نصلى من اجل سلام وبنيان كنيستنا القبطية التى أسستها ايها المسيح الهنا وباركتها بزيارتك التاريخية وفديتها بدمك الإلهى وارسلت لها القديس مارمرقص الرسول ليقيم عمودا ومناراً للدين فى الأسكندرية وينشر فيها الإيمان المسيحى الذى ارتوى بدماء أجدادنا الشهداء وعرق وجهاد ابائنا الرهبان ، وجهاد ابائنا البطاركة العظماء كيرلس عمود الدين واثناسيوس الرسولى وديسقوروس بطل الإرثوذكسية والى ان نصل الى أبينا ومعلمنا راعى الرعاة البابا شنودة الثالث كصمام أمان وحكمة يقود الكنيسة وسط عالم مضطرب الى بر الإمان .طالبين منك ياملك السلام ان تنعم على شعبك بالسلام والهدوء والطمانينة فى كل موضوع لكى نحيا فى تقوى وعفاف بك .

+ عمانوئيل الهنا يا من يجول يصنع خيراً ، هب خيراً ورخاءاً لاهلنا وشعبنا ، علمنا ان نعطى قبل ان نطالب بالأخذ، وان نواجه الشر بالخير ، والكراهية بالمحبة ، والجحود بالوفاء ، ربى علمنا ان نضئ شمعة الايمان بدلا من ظلمة الإلحاد ، وشعلة الرجاء بدلاً من روح اليأس ، وان نزرع أشجار المحبة التى تقتلع اشواك الكراهية . أيها الرب الإله اصنع لك منزلاً فى قلوبنا وبارك بيوتنا وقدس بلادنا ، لكى ما يعلن مجدك فى الإرض كلها ويراه كل بشر .

الثلاثاء، 24 مايو 2011

حياة السلام الداخلى

للاب القمص أفرايم الأورشليمى

أهمية السلام الداخلى

+ ما احوج الأنسان فى عالمنا المعاصر الى السلام الداخلى وعدم الأنقسام بين متطلبات الجسد والروح ، وما اجمل حياة الهدوء والطمانينة وضرورتها لسعادة ورقي وتقدم الفرد والجماعة .وكم يحتاج انسان اليوم للخلوة والخلود الى نفسه فى هدوء وتأمل ليكتشف من هو والكنوز والقوة الروحية والنفسية لديه بعيداً عن ضوضاء العالم وصخبه . وفى الحقيقة فانى أكتب هذا الموضوع من وحى الخلوة الروحية التى دعانى اليها مشكوراً نيافة الحبر الجليل الانبا أنطونى لدير القديس اثناسيوس الرسولى فى أنجلترا ، فى شمال يوركشاير ، ذلك الدير الهادي الجميل، وفى أحضان الرائعة ،وبعيداً عن الأخبار العالمية مع عدم وجود التلفاز وحتى الموبيلات التى لا تغطيها الشبكات . وبين أحضان الجبال والارض الخضراء والاشجار المتنوعة وسط محمية طبيعية يشعر فيها الأنسان انه رجع الى حياة الفردوس الأرضى مرة أخرى . ومع الصلوات والتسابيح لله يشعر المرء انه بحق كاهن الخليقة ، يسبح الله مع تمايل الأشجار وكأنها غناء ومع تغريد الطيور وكأنها ملائكة مجنحة ترفع الحمد لرب السماء . ياتى المطر فيحمل لنا مراحم الله المتجددة كل صباح ، وتهب الرياح محملة بنسمات عبقة الرائحة تداعب القلب والروح معلنة محبة الله المتدفقة وفى هدوء الليل أسمع صوت داخلى يناجينى : و الان هكذا يقول الرب خالقك .. لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي. اذا اجتزت في المياه فانا معك و في الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع و اللهيب لا يحرقك .

+ ازعجنى فى اليوم الاول من قدومى الي الدير نعيق الغربان فى الصبح الباكر ثم عندما أقتربت اليها وآلفتها وجدت فيها روعة التسبيح وعبق التاريخ تذكرت اجداد هذه الغربان عندما ارسل ابينا نوح غرابا ليطمئن عن حالة طوفان الارض {و ارسل الغراب فخرج مترددا حتى نشفت المياه عن الارض }(تك 8 : 7) وتأملت كيف كانت الغربان تعول ايليا النبى {فتشرب من النهر و قد امرت الغربان ان تعولك هناك .. و كانت الغربان تاتي اليه بخبز و لحم صباحا و بخبز و لحم مساء }(1مل 17 : 4، 6) نعم نحن نتعلم من الغربان وكما قال لنا السيد { تاملوا الغربان انها لا تزرع و لا تحصد و ليس لها مخدع و لا مخزن و الله يقيتها كم انتم بالحري افضل من الطيور} (لو 12 : 24) . { من يهيئ للغراب صيده اذ تنعب فراخه الى الله و تتردد لعدم القوت} (اي 38 : 41). فلماذا اذن القلق وعدم السلام ونحن أفضل من طيور كثيرة ، لقد تأملت كيف كانت الغربان تعول الانبا بولا بنصف خبزة كل يوم حتى اذ أتي لزيارته القديس الأنبا أنطونيوس فأتى اليهما الغراب بخبزة كاملة ، وتصادقت مع الغربان متعلما منها درساً وعندما اقتربت من أحضان الارض كأم حنون همست الى فى شجون يا ابنى احيا فى سلام وصالح نفسك تصطلح معك السماء والارض ، قالت لى الارض باكية وشاكية وصارخة تشتكى ظلم الأنسان لها فكم سُفت دماء برئية عليها { من دم هابيل الى دم زكريا الذي اهلك بين المذبح و البيت نعم اقول لكم انه يطلب من هذا الجيل} (لو 11 : 51) نعم ليس الي دم زكريا فقط بل والدماء الطاهرة التى تسيل على ارض نيل مصر المقدس تصرخ مطالبة بالعدل ودماء الابرار فى العراق على ضفاف دجلة والفرات التى تشهد على ظلم الأنسان لاخيه ودماء من سقطوا على ثرى الاراضى المقدسة حيث صلب المخلص الصالح تصرخ مطالبة بحق الحياة وتقرير المصير . وكم عانت من الأيدى العابثة بها والملوثة لها والمنجسة لطهارتها وها هى الطبيعة تثور فى وجه الظلم فتتزلزل غضباً وتهيج الاعاصير تمرداً وتقذف حمماً معلنة { فان لرب الجنود يوما على كل متعظم و عال و على كل مرتفع فيوضع. و على كل ارز لبنان العالي المرتفع و على كل بلوط باشان . و على كل الجبال العالية و على كل التلال المرتفعة. و على كل برج عال و على كل سور منيع. و على كل سفن ترشيش و على كل الاعلام البهجة. فيخفض تشامخ الانسان و توضع رفعة الناس و يسمو الرب وحده في ذلك اليوم } أش 12:2-17.

+ اننا نحيا وسط عالم ملئ بالحروب والقلاقل والنزاعات الداخلية والخارجية وتضارب المصالح والاهداف وفى حياة الشعوب كما الافراد نسمع كثيراً عن الخلافات حتى بين الاخوة والاقارب ، وعن الخصومات والحوادث الماسأوية التى تحزن كل أنسان له ضمير حي ،وللأسف الشديد نجد البعض يعطى للبغضة والكراهية طابع دينى وينسب لله صفات تنفر الناس من الله والتدين ، واصبح عالمنا يفتقر الى السلام على المستوى الجماعي كما هو الحال على مستوى الفرد ، وعندما يغيب الأيمان السليم يغيب الأمن والأمان والطمأنينة والهدوء . ان فاقد الشئ لا يعطيه . وكيف لمن يمجد القتال والكبرياء ويحيا حياة الخطية والشر ان يحيا فى سلام {لا سلام قال الرب للاشرار} (اش 48 : 22) . اننا نري البعض باسم الله يحارب البعض الاخر، تارة بان الله اعطى وعود مقدسة وتارة باسم الحروب العادلة واخرى باسم الجهاد المقدس وكأن الله يحض على القتل وسفك الدماء والله المحب يتعجب ويقول لنا كما قال لقايين قديما { ماذا فعلت صوت دم اخيك صارخ الي من الارض} (تك 4 : 10) وهكذا تصرخ الدماء البرئية حتى الان واين يهرب الظالم من يد الله . لقد امتدت يد الانسان للاساءة الى كوكبنا ولهذا راينا الطبيعة والارض تثور فى وجهنا مرة بزلازل مدمرة واخرى باعاصير هائلة وتارة ببركين وحمم ثائرة وهكذا نقترب بالحروب والأسلحتة الفتاكة الى نهاية العالم ومجئ يوم الرب العظيم {و لكن سياتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج و تنحل العناصر محترقة و تحترق الارض و المصنوعات التي فيها. فبما ان هذه كلها تنحل اي اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة و تقوى} 2بط10:3 -11.

ومع هذه الآلام فان الأنسان المؤمن يحيا فى سلام داخلى عميق لان الرب حصناً وملجاً له ومع داود النبي يترنم { الرب نوري و خلاصي ممن اخاف الرب حصن حياتي ممن ارتعب. عندما اقترب الي الاشرار لياكلوا لحمي مضايقي و اعدائي عثروا و سقطوا. ان نزل علي جيش لا يخاف قلبي ان قامت علي حرب ففي ذلك انا مطمئن.واحدة سالت من الرب و اياها التمس ان اسكن في بيت الرب كل ايام حياتي لكي انظر الى جمال الرب و اتفرس في هيكله.لانه يخبئني في مظلته في يوم الشر يسترني بستر خيمته على صخرة يرفعني} مز1:27-5. نعم نحن نحتاج للسلام الداخلى لنستطيع ان نعطى سلاما لبعضنا البعض وكم يحتاج العالم لقلوب صافية لا تكره وافكار سلام نحو الجميع وسعي حقيقى لصنع السلام الدائم والعادل لاسيما فى الشرق الاوسط الذى يعاني منذ زمن بعيد فقدان السلام والصراع الذى طال أمده {طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون} (مت 5 : 9)

مقومات السلام الداخلى

+ السلام هو عطية من الله يهبها للأنسان المؤمن الذى يحيا فى ثقة بوعوده ويحيا فى مخافته . من أجل هذا السلام نصلي ونطلب ان يمنحنا اياه الله ونقول يا ملك السلام أعطنا سلامك ،قرر لنا سلامك وأغفر لنا خطايانا وهو يجيبنا قائلاً {سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب} (يو 14 : 27) وهو يعطينا الوعود بان لا نخاف { فان الجبال تزول و الاكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك و عهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54 : 10). ورغم الضيقات التي نمر بها والتجارب التى نتعرض لها فانه أمين {قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33) .لقد نجا الله يونان قديما من بطن الحوت وخلص الفتية من أتون النار المتقدة ناراً وأنقذ دانيال من جب الأسود ، وكان القديس بطرس الرسول نائما فى سلام وهو مقيداً فى السجن وجاء الملاك وفك قيوده وفتح ابواب السجن وخلصه من موت محقق ، والله هو هو أمس واليوم والى الابد ، وحتى ان نسمح لنا بتجربة او اضطهاد فنحن لانخاف شراً ولا نجزع من الموت حباً فى من مات من أجلنا { طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات.طوبى لكم اذا عيروكم و طردوكم و قالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين.افرحوا و تهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم} مت 10:10-12. لقد واجه اجدادنا القديسين كل ظروف الحياة سلام داخلى عميق لانهم وثقوا فيه وأمنوا بكلامه وهو قادهم فى موكب نصرته . السلام الحقيقي يبدأ بالقلب لا في ساحات المعارك. السلام الحقيقي هو نزع الأحقاد والبغضاء على مستوى كل إنسان لنحيا أنسانيتا الحقة، ومن ثم نستطيع ان نتعاون ونقود حتى القادة والمسئولين الي نزع الأسلحة الذرية والهيدروجينية من أيدي جيوش الأمم. وعندما يمتلئ القلب بالسلام الحقيقي تنـزع الأسلحة وتتوقف الحروب، وتحل المحبة مكان الحقد والضغينة والبغضاء. السلام الحقيقي هو انتصار تلكَ المحبة وسيطرتها على حياة الإنسان.

+ التوبة وحياة السلام ... ان الأنسان الخاطى لا ينعم بالسلام من اجل هذا قال الأنجيل { لا سلام قال الرب للاشرار }(اش 48 : 22). ولما كان الله اله رأفة ورحمة لذلك هو يدعونا الى التوبة {من يكتم خطاياه لا ينجح و من يقر بها و يتركها يرحم }(ام 28 : 13).وهو جاء ليهبنا التوبة لغفران الخطايا ولكى ما ننعم بالسلام { فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة} (مر 2 : 17). ولقد أشار الرب الى اهمية التوبة لحياة السلام الداخلى عندما غفر للمراة الخاطئة فقال لها {فقال للمراة ايمانك قد خلصك اذهبي بسلام }(لو 7 : 50) .ولهذا يجب علينا ان نسرع فى التوبة والأقلاع عن الخطية {لا تؤخر التوبة الى الرب و لا تتباطا من يوم الى يوم }(سيراخ 5 : 8) ونعترف بخطايانا ونقترب من الله والأسرار المقدسة بتقوى وقداسة وبر ونعمل على أصلاح سيرتنا ومصالحة أنفسنا مع الله وقبول الغفران منه وحينئذ نستطيع ان نسامح الذين يسئيون الينا { و متى وقفتم تصلون فاغفروا ان كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم ايضا ابوكم الذي في السماوات زلاتكم }(مر 11 : 25). عندما نعلم ان الله يقبلنا كما نحن لنصير الى حال أفضل نستطيع ان نقبل الإخرين كما هم ونغفرلهم ذلاتهم نحونا ونقول مع السيد المسيح المصلوب ظلماً وحسدا { يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون }(لو 23 : 34).

+ الجهاد وعمل النعمة .. لابد ان نجاهد لكى ما نحصل على حياة السلام الداخلى ، ونبتعد عن الغضب والكراهية والشهوات التى تحارب النفس وعلينا بالصلاة طالبين عمل نعمة الله فينا بتواضع وثقة . نعم قد توجد حروب ومعوقات خارجية او داخلية ولنستمع لنصيحة القديس ثيؤفان الناسك لكسب السلام الداخلى ( يوجد اضطراب في الداخل وهذا تعرفه من الخبرة. يجب أن تقضي عليه، وهذا ما تريده وقد قررت ذلك. ابدأ مباشرة بإزالة سبب هذا الاضطراب. السبب هو أن روحنا فقدت أساسها الأصلي، الذي هو في الله، وهي تعود إليه مجدداً بتذكر الله. إذاً، الأمر الأول هو هذا ، ضروري أن تتعوّد على تذكّر الله بدون انقطاع، إلى جانب خوفه وتوقيره. كًنْ مع الله، مهما فعلت، ووجّه نحوه كل عقلك، محاولاً أن تتصرّف كما في حضرة ملك. سوف تعتاد على هذا سريعاً، فقط لا تستسلم أو تتوقف. إذا تبِعتَ هذا القانون البسيط بضمير حي، سوف تقهر الاضطراب الداخلي، بالرغم من وجود تمزقات، أحياناً بشكل أفكار تافهة وغير مهمة، وأحياناً أخرى بشكل أحاسيس ورغبات غير مناسبة، سوف تلاحظ هذا الخطأ فوراً وتطرد الضيوف غير المدعوين خارجاً، مسرعاً في كل مرة إلى تجديد وحدة الفكر المتعلّق بالرب الواحد) .

+ الهدوء والسلام الداخلى .. الهدوء شجرة حياة لا يموت الذين يأكلون منها لقد جاء عن مخلصنا الصالح انه كان { لا يخاصم و لا يصيح و لا يسمع احد في الشوارع صوته} (مت 12 : 19).

يجب ان يكون لنا هدوء ورقة اللسان {هدوء اللسان شجرة حياة و اعوجاجه سحق في الروح }(ام 15 : 4).{كلمات الحكماء تسمع في الهدوء اكثر من صراخ المتسلط بين الجهال} (جا 9 : 17) وعندما تحاربنا أفكار الغضب او المرارة من اساءة أحد ما فيجب ان نهدء ولا نسرع الى الحديث او الرد {ان صعدت عليك روح المتسلط فلا تترك مكانك لان الهدوء يسكن خطايا عظيمة }(جا 10 : 4) كم مرة تكلمنا ونحن فى لحظات الثورة والغضب فخسرنا أحباء لنا وندمنا ولم ينفع الندم {انه هكذا قال السيد الرب قدوس اسرائيل بالرجوع و السكون تخلصون بالهدوء و الطمانينة تكون قوتكم فلم تشاءوا }(اش 30 : 15). ان كنا لا نستطيع ان نتحكم فى الظروف الخارجية او الضجيج فيجب ان نسرع لاقتناء الهدوء الخارجي من هدوء الحواس والفكر والقلب وعدم التقلب فى الاراء او السير وراء الاهواء وفى الهدوء نتحدث الي الله ونصغى لصوته الحنون ونقتنى بالإيمان نعمة قيادة روحه القدوس لنا ذلك الروح الوديع الهادئ يقودنا فى سلام عبر أمواج وتيارات العالم .

+ المحبة طريقنا للسلام الداخلى .المحبة تجعلنا نحيا فى تناغم وانسجام مع الله والناس . الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثيت فى الله والله فيه .ان محبة الله اذ تدخل القلب تطرد الخوف المرضي الي خارج وتجعلنا نحيا فى سلام . ان الله يقدر ان يحررنا من الخوف والضعف والأضطراب والقلق { فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا }(يو 8 : 36) . وان ارضى الأنسان ربه جعل حتى أعدائه يسالمونه . المحبة تجعلنا ودعاء ولطفاء مسالمين . وتعطينا القدرة والحكمة للعيش فى هدوء { البغضة تهيج خصومات و المحبة تستر كل الذنوب }(ام 10 : 12).{ المحبة تتانى و ترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر و لا تنتفخ }(1كو 13 : 4) المحبة لا تسقط ابداً . أرجو ان يحل سلام ربنا يسوع المسيح في حياتكم لتتنعموا بالحياة التي بها تكونون منتصرون وغالبون في كل حين، لان إلهنا اله النصرة والغلبة .

+التطلع الي الأبدية .. اننا نحيا الان كغرباء على الأرض وكسفراء للسماء يجب ان نحيا وعيون قلوبنا ناظرة الى رئيس ايماننا ومكمله { لذلك لا نفشل بل و ان كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما. لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا. و نحن غير ناظرين الى الاشياء التي ترى بل الى التي لا ترى لان التي ترى وقتية و اما التي لا ترى }2كو 12:4-16.ومن أجل الابدية السعيدة نحيا فى حياة التواضع وانكار الذات والمحبة نحو الجميع وعدم التعلق بمقتنيات العالم . ان كثيراً من الصرعات الفردية والجماعية تنشأ من الأنانية ونزعات السيطرة ومحبة الذات واللذات ولهذا نجاهد ونفرح لا لشهوة ننالها ولكن لرغبة غير مقدسة نُخضعها ونسيطر عليها وضابط نفسه خير من مالك مدينة . أخيرا يا اخوتى اقدم لكم لنتأمل فيما قاله الوحى فى رسالة القديس بطرس الرسول { فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه.ملقين كل همكم عليه لانه هو يعتني بكم . اصحوا و اسهروا لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الايمان عالمين ان نفس هذه الالام تجرى على اخوتكم الذين في العالم. و اله كل نعمة الذي دعانا الى مجده الابدي في المسيح يسوع بعدما تالمتم يسيرا هو يكملكم و يثبتكم و يقويكم و يمكنكم.له المجد و السلطان الى ابد الابدين امين}1بط 6:5-11.

هبنى سلامك ياملك السلام

+ ايها الرب الاله ياملك السلام ، وسط عالم يسوده الأنقسام والصراعات والحروب والأنانية وعدم الهدوء . انت هو سلامنا وقوتنا ، منك نستمد السلام ونحيا فى هدوء وأنسجام ، نسعى فى أثر السلام وصنعه ونتصالح معك بالتوبة والرجوع اليك ومحبتك من كل القلب والفكر والنفس والقدرة ونصلى طالبين ان يحل سلامك فى قلوبنا وحياتنا وبيوتنا وكنسيتنا وبلادنا .

+ انت هو سلامنا ومنك نتعلم كيف نحيا متواضعين ولوصاياك طائعين ولعمل نعمتك وارشاد روحك القدوس منقادين . فعلمنا يارب ان نحيا فى أنسجام ووئام فلا يكون لدينا الأنقسام بين مطالب الروح وشهوات الجسد بل نضبط ذواتنا فى كل شئ مستأسرين كل فكر الى طاعتك ، وعندما يهيج علينا العدو فاننا بك نحتمى وفى أحضانك الألهية نرتمى وبروحك القدوس نجد الرائحة والامن والأيمان الواثق .

+ الهى ومخلصى علمنا ان نكون رسل سلام ووحدة ومحبة ، وارشدنا فى دروب السلام ومسالك الحق والعدل والفضيلة ، وانت الهنا القوى قادر ان تُسكت أمواج بحر العالم الهائجة ضدنا وتسد أفواه الأسود وتطفئ سهام أبليس المتقدة ناراً . اننا نصلى من أجل السلام الدائم والشامل والعادل فى بلادنا وشرقنا والعالم . فالهم القائمين على أمورنا حكمة وقوة ونعمة ليكونوا صناع سلام ، واشملنا بعطفك ورحمتك لنحيا فى سلام ومحبة وهدوء بك ياربنا ليعظم أنتصارنا وليجرى السلام كينبوع متجدد فى قلوبنا لمجد اسمك القدوس . أمين

الجمعة، 20 مايو 2011

حياة ذات قيمة ومعنى

للأب القمص أفرايم الأورشليمى

رسالتنا فى الحياة ..

+ لقد خلقنا الله لأعمال صالحة يجب ان نقوم بها ويرجوا الله لنا ان نؤديها والا نعرض أنفسنا للتقويم والأصلاح واذ لم نتقوم نتعرض للرفض و العقاب، كما ان اى صانع لمعدة ما يكون له هدف وتصور من صناعتها ، ويسعى ان تحقق هذه الالة هدفها والا تصبح معطله وعديمة القيمة ، حينئذ يعمل على أصلاحها والا تباع فى سوق الخردة ليتم تدويرها الى شئ اخر او تلقى بين المهملات . ان محبة الله الغافرة والصابرة تعمل على تقويمنا وتهذيبنا وأصلاحنا لنكون أمناء على الوزنات المعطاة لنا وننميها ونربح بها أنفسنا وأخوتنا وملكوته السماوى { من يحب نفسه يهلكها و من يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها الى حياة ابدية} (يو 12 : 25) . علينا اذن ان نفكر ونعمل من أجل معرفة الهدف الذى يريده الله من وجودنا وتقييم حياتنا ومحاسبة أنفسنا لاسيما ان العمر يمضى وتجرى بنا السنين والايام فحياتنا أوقات ومن يضيع أوقاته يضيع حياته ومن يستغلها حسنا فى محبتة لله والخير والغير ويعمل حسنا ويحيا حياة الفضيلة والبر فانه ينال أكليل الحياة { جاهد جهاد الايمان الحسن و امسك بالحياة الابدية التي اليها دعيت ايضا و اعترفت الاعتراف الحسن امام شهود كثيرين} (1تي 6 : 12).

+ لا يستهين أحد منا بقدراته وأمكانياته .اننا فى يد الله نستطيع ان نكون قوة وبركة فخمسة ارغفة صغيرة لدى فتى قدمها ليد الرب القدير أشبعت خمسة الاف رجل ماعدا النساء والأطفال ورجل غريب فى بلد بعيد قديما هو يونان النبى الهارب قاد المدينة كلها للخلاص { واختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء و اختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء و اختار الله ادنياء العالم و المزدرى و غير الموجود ليبطل الموجود (1كو 1 : 27-28) . لقد تعلل موسى النبى عندما كلمة الله ان يذهب الى مصر لاخراج الشعب من العبودية بانه ثقيل الفم واللسان ورفض المهمة وعاد الله يلح عليه ويقدم له البراهين حتى أقنعه وهل كان الله عاجز عن أخراج الشعب بغير موسى ؟ كلا طبعاً ! ولكن الله يريد ان يشركنا معه فى العمل . كما رفض أرميا النبى الدعوة محتجاً بصغر سنه {فكانت كلمة الرب الي قائلا. قبلما صورتك في البطن عرفتك و قبلما خرجت من الرحم قدستك جعلتك نبيا للشعوب. فقلت اه يا سيد الرب اني لا اعرف ان اتكلم لاني ولد. فقال الرب لي لا تقل اني ولد لانك الى كل من ارسلك اليه تذهب و تتكلم بكل ما امرك به. لا تخف من وجوههم لاني انا معك لانقذك يقول الرب. و مد الرب يده و لمس فمي و قال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك. انظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب و على الممالك لتقلع و تهدم و تهلك و تنقض و تبني و تغرس} ار4:1-10.ولقد استخدمه الله بقوة لينادى فى الشعب بالرجوع الى الله و نادى بالتوبة بالدموع والكلمة والحكمة والمثل . وانت ايضا مدعو للأشتراك مع الله فى كل عمل صالح .

+ لقد جاء السيد المسيح ليهبنا حياة أفضل على الأرض وفى النهاية الحياة الأبدية السعيدة { و هذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي ارسلته} (يو 17 : 3) ان معرفتنا لله هى حياة ابدية كما ان نمونا فى هذه الحياة بالتلمذة والمحبة ومعرفة مشيئة الله وتتميمها فى حياتنا واجب علينا الى ان نصل الى حياة المحبة والأتحاد بالله والشهادة لفضل من نقلنا من عالم الظلمة الى نوره الحقيقى . يجب ان نكون رائحة المسيح الذكية للذين يخلصون وحتى من لا يؤمنون ويهلكون {و لكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين و يظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان. لاننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون و في الذين يهلكون. لهؤلاء رائحة موت لموت و لاولئك رائحة حياة لحياة و من هو كفوء لهذه الامور}2كو14:2-16. ولكن علينا ان نحيا ونعمل كسفراء للسماء { اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله (2كو 5 : 20). اننا لكى نكون هكذا سفراء يجب ان نجيد لغة أهل السماء وان يكون لدينا المهارات اللازمة والاتصال الدائم بالسماء وفى ذات الوقت ان نكون واعين بالمجتمع الذي نحيا فيها ومتطلباته وهمومه ومصالحه ونرفع بذلك كل يوم صلواتنا وهموم مجتمعنا لله وفى ذات الوقت نسعى لتحقيق دعوة الله للتوبة والمصالحة والسلام وتحقيق ملكوت الله على الأرض.

+ المؤمن الحقيقى يقترب من الله وتعاليمة ومحبته كنور للعالم { ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة }(يو 8 : 12). ومن هذا النور ينهل ويتعلم ويحيا وكما يستمد القمر نوره من الشمس وينير ليلاً هكذا نحن ناخذ من نور المسيح ونستنير وننير للأخرين {انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل} (مت 5 : 14). نحن نستنير بالإيمان والتوبة المستمرة وبكلمة الله وبالمحبة العاملة فينا وبقيادة روح الله لنا وباعمالنا الصالحة نشهد لإيماننا العامل بالمحبة { فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات} (مت 5 : 16).

+ الإنسان المسيحى ضرورة لحياة مجتمعه يعطيه مذاقة روحية ويسهم بقوة فى حفظ العالم من الفساد ويجعل مجتمعه مقبولاً فى عين الله . وكما نحتاج الى الملح فى الطعام فنحن نحتاج للمؤمن فى العالم { انتم ملح الارض و لكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا و يداس من الناس }(مت 5 : 13) . فلكل منا دوره فى أسرته وكنيسته ومجتمعه وكلما كان لنا النضج الروحى كلمنا ساهمنا فى تقدم المجتمع الذى نحيا فيه وأسعاده وجعله يقترب أكثر الى الله والى الكمال النسبى الذى يريده لنا الله . نحن بالمحبة الروحية للأخرين نشهد للنور الذى فينا فالله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله ، والله فيه . نقبل الإخرين كما هم كما قبلنا السيد المسيح لمجد الله الاب فى مرونة وأنسجام حتى من يعارضنا مصلين من أجل الجميع ، نؤثر فى من حولنا ونقبل ما يتوافق مع مبادئنا ونرفض فى أدب ما يتعارض مع أخلاقنا وقيمنا المسيحية . نخدم فى محبة للجميع من كل القلب ، نحب الله والناس ونبذل من وقتنا ومالنا ومشاعرنا كل الوقت على قدر طاقتنا دون أنتظار لمقابل من أحد فناخذ المكأفاة من الله واثقين ان حتى كأس الماء المقدم للغير فى محبة لا يضيع أجره .

كيف يكون لحياتى قيمة ومعنى ؟

+ انت كانسان خلقت على صورة الله ومثاله { فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم } (تك 1 : 27) . خلقك الله بروح خالده لا تفنى بل بعد الموت تنتقل الروح وترجع الى خالقها لتحيا الى الأبد . وجعل الله للإنسان سلطاناً على كل الكائنات الحية الإخرى بل ان كل المخترعات الحديثة فى مجال الهندسة والطب والصناعة والتكنولجيا والعلوم تشهد على عظمة الخالق فى الإنسان كاهن الخليقة وتاجها . وعندما سقط الإنسان وتمرد وطُرد من الفردوس تعهده الله بالإنبياء وفى ملء الزمان تجسد الإبن الوحيد ليعلن لنا محبة الله { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية} (يو 3 : 16).وقد أقتنانا له بالدم الثمين على عود الصليب { لانكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في اجسادكم و في ارواحكم التي هي لله} (1كو 6 : 20) {قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدا للناس} (1كو 7 : 23).

+ انت سواء كبير أم صغير ، رجل أم أمراة وذو وظيفة او عمل مرموق أو بسيط ، مخلوق لاعمال صالحة لتعملها فلا تنسى اذن قيمتك الثمينة لدي الله وحياتك رحلة موقته فى كوكب الارض وسترجع قريبا الى وطنك السماوى وهنا لديك الفرصة والوقت للتوبة والرجوع الى الله والإيمان بمحبته الغافرة والمحررة ومن ثم الأثمار حسب طاقاتك ومواهبك وعطايا الله لك .{ لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 : 10). فانظر كيف تودى عملك بامانة وأخلاص ، وان تكون أمين مع اسرتك واقربائك وكنيستك ومجتمعك ، تحيا فى أنفتاح على الجميع دون تطرف او تسيب او أنغلاق مرضى . فى حكمة مع الجميع دون ان تتنازل عن مبادئك او تحيد عن أخلاقك وتحب الكل مشفقاً على الخطاة والمرضى والمحتاجين والمتألمين فرحاً مع الفرحين وحزنا مع الحزانى مفرقا بين كراهيتك للخطية ومحبتك للخطاة .

+ انت تعطى لحياتك قيمة ايضاً بما تملك من مواهب وقدرات ووزنات تنميها وتخدم بها الآخرين وتسعدهم لتكون عضواً فعالاً حياً فى اسرتك وكنيستك ومجتمعك .أقبل نفسك كما هى كما قبلها المسيح له المجد وأعرف المجالات التى يمكنك التفوق فيها وعليك بتنميتها واستخدمها حسناً وعالج أخطائك واقلع عن خطاياك وأثامك ، وأكتسب عادات أيجابية فى حياتك ومع الوقت تصبح من طباعك . أحبب نفسك محبة سليمة دون أنانية أو تدليل او قسوة مهذباً نفسك بالحكمة واسلك بتواضع قلب مع الجميع فى محبة بدون رياء . أهتم بصحتك الجسدية كوزنة من الله تحمل روحك وأنسانك الداخلى وأهتم بعقلك وتعليمة مداوما على التعلم والمعرفة وتطبيقها فى حياتك { لاحظ نفسك و التعليم و داوم على ذلك لانك اذا فعلت هذا تخلص نفسك و الذين يسمعونك ايضا }(1تي 4 : 16).أهتم بروحك وتقويتها بالصلاة والصوم والاسرار المقدسة . أعمل على أكتساب مهارات جديدة فى مجال عملك وقم بتإديته فى محبة فليس المهم ان تعمل ما تحب بل الأهم ان تحب اى عمل تقوم به فرحا بما وهبك الله من وقت وعلاقات مستغلاً كل الفرص المتاحة لتقدم الخدمة فى روحانية ومحبة للجميع .

+ علاقاتك بالناس تعطى لحياتك معنى وقيمة ويكون هدفك في علاقاتك هو خلاص نفسك ومن حولك فالخدمات او الحوارات او اللقاءات تكون لها هدف سامى دون جدل عقيم أو نميمة منفرة . المحبة الحقيقة لا تحسد ولا تتفاخر ولا تحتد او تقبح او تظن السوء ، المحبة تحتمل وتصبر حتى ان تعرضت للتجريح أو الأساءة أو الظلم بل تدافع عن الحق فى أدب وتواضع لا بهدف كسب الجدال بل بهدف كسب القلوب والنفوس . نحن نعلم انه قد لا نستطيع ان نغير الإخرين لاسيما المعاندين والكارهين ولكن يجب ان نعمل على ان لا نذيد العداوة مصلين من أجلهم ومحاولين على قدر أستطاعتنا مسالمة جميع الناس وتغييرهم وتحويلهم الى اصدقاء متى أمكن ذلك . المسيحى لا يكره او يعادى أحد عالما { فان مصارعتنا ليست مع دم و لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات} (اف 6 : 12) . وكما يعلمنا الكتاب المقدس { فان جاع عدوك فاطعمه و ان عطش فاسقه لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه }(رو 12 : 20). وليست ذلك يعنى انك تريد أحراق عدوك ولكن عندما تعمل معه الخير فانه سيشعر بالذنب ويرجع عن خطئه فقديما كان المذنب او حتى القاتل ياتى بثياب كفنه ووعاء فيه نار على راسه ويذهب الى اهل المعتدى عليه طالبا المغفرة والصفح وكانه يقول انى استحق الموت والحرق ولكننى جئت طالبا المغفرة والسماح فيصفح عنه .

اذن حياتك فرصة عظيمة كل يوم لتنمية نفسك وعلاقاتك بالإخرين سواء فى محيط الأسرة الصغيرة أو العائلة او الكنيسة او العمل او المجتمع الذى تنتمى اليه ، تحبهم فتخدمهم ولديك فرصة للنمو فى محبة الله ومعرفتة الى ان تصل الى الشركة والصداقة الدائمة معه . عالما انك ابناً لله وهو جاء ليهبك الحياة الفاضلة على الارض والابدية السعيدة فى السماء {و انا اعطيها حياة ابدية و لن تهلك الى الابد و لا يخطفها احد من يدي} (يو 10 : 28) فلتقل اذن كما قال القديس بولس الرسول { لان لي الحياة هي المسيح و الموت هو ربح }(في 1 : 21). { الروح و العروس يقولان تعال و من يسمع فليقل تعال و من يعطش فليات و من يرد فلياخذ ماء حياة مجانا} (رؤ 22 : 17).

انت يالله تعطى حياتي القيمة العظمى ..

+ ايها الرب الهى يا من خلقتنى أنسان كمحب للبشر ووهبتنى نعمة العقل الواعى والروح الخلاقة والجسد المتقن ووهبتنى علم معرفتك والتعلم من وصاياك ومن عمق محبتك تجسدت لتجعلنى ابناً لك بالتبنى والنعمة أشكرك على كل مواهبك وعطاياك وأصلى لتهبنى الحكمة والنعمة والقوة لأفهم رسالتى فى الحياة واقوم بها كالتزام وواجب ومهمة ومسئولية فى محبة لك وللغير ولصنع الخير .

+ انت تريدنى اكون سفيرا للسماء اسعى نحو معرفة اراتك وان أعملها داعيا فى حكمة لمعرفتك ، ومقدما للإخرين القدوة والمثل فى الكلام والايمان والصمت والعمل والتصرف فلتهبنى ايضا يارب كل الأمكانيات والنعم الغزيزة والثمار والمواهب الروحية التى تجعلنى أهلا للقيام بدورى كسفير صالح لك وان كان ذلك صعب على فانا أثق فى نعمتك الغزيزة وانك تهبنى من نور نعمتك لاستنير وانير ولو بشمعة الطريق المظلم للأخرين ، لتجعلنى ملحاً صالحا يعطي مجتمعة مذاقة روحية وأكون رائحتك الذكية للجميع .

+ علمنى يا الهي كي أسعى جاهداً فى طريق التوبة والقداسة لكى ما اجعلك امامى فى كل حين واراك فى كل أحد يقابلنى مقدما له محبة وسلاما وبذلاً وخدمةً ، واري حكمتك وقدرتك فى كل خلائقك ومعها احيا فى أنسجام وتناغم مقدماً تسبيحا وشكراً لاسمك القدوس ، فرحاً بك اولاً ثم بكل هباتك وعطاياك وعندما تشرف رحلة حياتى على الانتهاء ضمنى الى بيتك الابوي وأحضانك الإلهية لاعيد معك عيداً لا ينتهى فى عليا سمائك ، أمين .

الثلاثاء، 17 مايو 2011

ماذا تريد ان افعل

للأب القمص أفرايم الأورشليمى

ماذا نريد من الله ؟

- ذات يوما كان السيد المسيح ماراً فى اريحا وكان هناك رجل أعمى يجلس على الطريق يستعطى من المارة { و لما اقترب يسوع من اريحا كان اعمى جالسا على الطريق يستعطي. فلما سمع الجمع مجتازا سال ما عسى ان يكون هذا. فاخبروه ان يسوع الناصري مجتاز.فصرخ قائلا يا يسوع ابن داود ارحمني. فانتهره المتقدمون ليسكت اما هو فصرخ اكثر كثيرا يا ابن داود ارحمني.فوقف يسوع و امر ان يقدم اليه و لما اقترب ساله.قائلا ماذا تريد ان افعل بك فقال يا سيد ان ابصر.فقال له يسوع ابصر ايمانك قد شفاك.و في الحال ابصر و تبعه و هو يمجد الله و جميع الشعب اذ راوا سبحوا الله} لو35:18-43 . ونحن فى حياتنا كثيرا ما نجلس على قارعة الطريق نستجدى العطف او المحبة او المال او الشهوات او المناصب من المارة وتتمرر حياتنا وكيف للعالم ان يشبع نفوسنا الجوعى إلي المطلق والمحبة المشبعة ونحن نعرف ان فاقد الشئ لا يستطيع ان يعطيه؟ بل وحتى ان سمع الإخرين الى سؤالنا فانهم يتضجرون أو ينتهروننا كما فعلوا مع هذا الأعمى ! ونحن نعلم ان الله الهنا يريد ان يعطينا أكثر مما نطلب أو نفتكر كأب صالح وراعى أمين . يجب ان نثق فيه ونأتى اليه بإيمان ليفتح عيون قلوبنا وأذهاننا وإنساننا الداخلى لكى نرى عظيم محبته ونعمته ونتبعه فى الطريق .

- علينا ان نسأل أنفسنا ماذا نريد من الله ؟ وبقدر عظمة المعطى نسأله العطية ! كثيرين منا يسألوا الله طلبات مادية او عطايا زمنية موقتة . أو الشفاء من مرض ما، او وظيفة مناسبة او شريك حياة مناسب ، أو هجرة لبلد أفضل ، ونسأل العطية وقد نأخذ ما طلبنا او قد تتاخر الأستجابة أو حتى لا نأخذ طلباتنا لحكمة ما يعلمها الله ولمصلحتنا ، وحتى عندما نأخذ قد ننسى المعطى وشكره وتمجيد أسمه ولا نتبعه مؤمنين بعمله معنا . علينا ان نحدد ما هى الأولويات فى حياتنا التى نعمل لها ونطلبها من الله {فلا تهتموا قائلين ماذا ناكل او ماذا نشرب او ماذا نلبس. فان هذه كلها تطلبها الامم لان اباكم السماوي يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها. لكن اطلبوا اولا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم} مت 31:6-33. ان حياتنا الارضية رغم أهميتها فى عين الله وأهتمامه بها لا تقاس بالحياة الإبدية ومن أجل هذا يجب ان نطلب ملكوت الله وبره وخلاصه لنا ولغيرنا عالمين ان الله سيقودنا فى الحياة ولن يدعنا معوزين لشئ. نحن كابناء لله نطلب معرفته ومحبته والحياة معه هنا وفى مجده السمائي {اطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه و هو قريب } (اش 55 : 6). ان الاجير يكد طالبا الأجرة من صاحب العمل والعبد يريد ان يرضى سيده طمعاً فى المكأفاة او خوفاً من العقاب اما الابن فهو يعمل فى بيت أبيه من أجل محبته لابيه واخلاصه له ولكونه ابناً فله الاب وله المواعيد وله الميراث {لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله. اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب.الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله و وارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه} رو 14:8-17.

- نحن فى ثقة فى الله كأب صالح نصلى اليه مقدمين اليه حياتنا وأعمالنا وأقوالنا ونعمل على طاعته لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق ونضع أمامه كل حاضرنا ومستقبلنا وما يواجهنا من عقبات طالبين بثقة بتتميم ارادته فى حياتنا { اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم. لان كل من يسال ياخذ و من يطلب يجد و من يقرع يفتح له.ام اي انسان منكم اذا ساله ابنه خبزا يعطيه حجرا. و ان ساله سمكة يعطيه حية. فان كنتم و انتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري ابوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسالونه} مت7:7-11.

- ان الله يريدنا ان نتبعه وننكر ذواتنا ونحمل الصليب { و دعا الجمع من تلاميذه و قال لهم من اراد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني} (مر 8 : 34) . السيد المسيح نفسه الذى جال يصنع خيراً تعرض للأتهامات الكاذبة والظلم والصلب من الأشرار { و اذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و اطاع حتى الموت موت الصليب (في 2 : 8). ومع انه القدوس والبار فقد أحتمل ذلك من اجل خلاصنا وقام من الموت بقوة ومجد عظيم ليقيمنا معه ويهبنا الخلاص والتبرير والفداء وملكوت السموات . نحن نسير على خطي سيدنا عالمين انه لا توجد ضيقة تستمر الى الأبد بل ستنتهى الضيقة لخيرنا بنعمة الله ، وان كنا خطاة فبالتجارب نتنقى وان كنا صديقين فبالضيقات نتكلل ونتكافأ ، واننا كابناء نمتحن ونتأدب ونتعلم ونشهد لأيماننا في كل تجارب الحياة { طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه} (يع 1 : 12) { و لهذا عينه و انتم باذلون كل اجتهاد قدموا في ايمانكم فضيلة و في الفضيلة معرفة.و في المعرفة تعففا و في التعفف صبرا و في الصبر تقوى.و في التقوى مودة اخوية و في المودة الاخوية محبة. لان هذه اذا كانت فيكم و كثرت تصيركم لا متكاسلين و لا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح} 2بط 5:1-8.

- نحن نصلي بلجاجة الى الله القادر على كل شى ان يفتح أعين قلوبنا لكى نعرفه وقوة قيامته وشركة الآمه . نريد ان نتبعه فى الطريق الضيق وهو قادر ان يقودنا في موكب نصرته ويصل بسفينة حياتنا واهلنا وبلادنا الى بر النجاة ، نريد ان نتعلم منه وهو القائل تعلموا منى { احملوا نيري عليكم و تعلموا مني لاني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم (مت 11 : 29).نريد ان نري يده فى الأحداث التى تمر بنا وان يأمر العواصف والرياح وأمواج بحر العالم لتهدأ وهو قادر وعالم بضعف البشر .

نطلب منه الرعاية كراعى صالح لنا وهو قال لنا انه يرعي غنمه ويربضها ويبذل ذاته من أجل سلامتها من أجل ذلك نحيا فى سلام ولا نخاف شي وهو يهبنا الثقة السلام وسط أمواج الحياة وضيقاتها وتجاربها { لانك حفظت كلمة صبري انا ايضا ساحفظك من ساعة التجربة العتيدة ان تاتي على العالم كله لتجرب الساكنين على الارض (رؤ 3 : 10) { ولاننا ابناء القيامة فنحن نحيا على رجاء المجيد العتيد ان يستعلن فينا {فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله }(كو 3 : 1).

ماذا يريد الله منا ؟

- كان شاول الطرسوسى رجل فريسي متعصب يضطهد كنيسة الله وقد أخذ رسائل من رؤساء كهنة اليهود الى دمشق للقبض على أتباع السيد المسيح ولكن ظهر له المخلص وغير مجري حياته { اما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا و قتلا على تلاميذ الرب فتقدم الى رئيس الكهنة. و طلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى اورشليم. و في ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الارض و سمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني .فقال من انت يا سيد فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده صعب عليك ان ترفس مناخس. فقال و هو مرتعد و متحير يا رب ماذا تريد ان افعل فقال له الرب قم و ادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل} أع 1:9-6. لقد ذهب الى مدينة دمشق الى حنانيا الى الذى أمن واعتمد على يديه بالسيد المسيح رباً ومخلصاً وبقى فترة من الزمن متتلمذاً وفاحصاً ما جاء فى الكتب وبعدها جال حياته كلها كارزا ومبشراً بفضل من دعاه من عالم الظلمة الى نوره العجيب .

- ونحن يجب علينا ان نسأل هذا السؤال لله ( يارب ماذا تريد ان أفعل ؟) ونعرف ما هى ارادة الله الصالحة الكاملة نحونا وماذا يريدنا ان نفعل في ضوء تعاليمه المقدسة وارشاد الروح القدوس واقوال الاباء القديسين حتى نتمم ارادة الله فى حياتنا . ونحن نريد ان نعرف ارادة الله لكى ما نعمل بها فى حياتنا { ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات (مت 7 : 21). الإنسان المؤمن لا يشاكل أهل العالم فى طرقهم الملتوية أو أفعالهم الإثمة

{ و لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة (رو 12 : 2).

+ ان الله يريد خلاصنا ونجاتنا من الهلاك وهكذا يقول الانجيل { الله يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4). ولكن ليس الجميع يطيعون الإيمان ويخلصون لان الله اعطانا الحرية والارادة ان نتبعه او نعصاه { يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء و راجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها و لم تريدوا ، هوذا بيتكم يترك لكم خراباً} (مت 23 : 37-38 ). ولهذا يطلب منا ان نعطيه قلوبنا { يا ابني اعطني قلبك و لتلاحظ عيناك طرقي } (ام 23 : 26). والإنجيل يقصد بالقلب الانسان الداخلي ومشاعره وافكاره وارادته ونحن عندما نحب الله نسعى لمرضاته وحفظ وصاياه والعمل بها حتى النفس الأخير .

+ ان الله يريد قداستنا ايضاً { لان هذه هي ارادة الله قداستكم }(1تس 4 : 3) فبدون القداسة لا يري أحد الرب والقداسة تعنى جهادنا فى حياة التوبة والصلاة وان نتقدس بكلمة الله والعمل بها والتناول من الاسرار المقدسة وان تكون حياتنا وأعمالنا مخصصة لمجد أسمه القدوس ، لقد كان رئيس الكهنة فى العهد القديم يضع على راسه عمامه كتب عليها قدس للرب ، ونحن عندما نرشم بالميرون المقدس فهذا لكى تتقدس حواسنا واعمالنا وسلوكنا وارادتنا .{لكي لا يعيش ايضا الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس بل لارادة الله ،لان زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا ارادة الامم سالكين في الدعارة و الشهوات و ادمان الخمر و البطر و المنادمات و عبادة الاوثان المحرمة} (1بط 4 : 2-3). هكذا نحن كابناء الله نسعى فى طريق التوبة وننمو فى معرفة ارادة الله والاتحاد به الى ان نصل الى ملء قامة الكمال الروحى التى يريدها لنا الله كابناء وبنات له .

+ ان ربنا يسوع المسيح من محبته لنا يعتبرنا اخوة له متى صنعنا مشيئته {لان من يصنع مشيئة الله هو اخي و اختي و امي} (مر 3 : 35) لقد جاء كلمة الله متجسداً لكى ما يرينا ما هى مشيئة الله ويفعلها تاركاً لنا مثالاً لكى نتبع خطواته . {قال لهم يسوع طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني و اتمم عمله} (يو 4 : 34) لقد تمم الابن الوحيد الجنس ارادة الاب السماوي فى خلاصنا وفدائنا ولكى مايردنا مرة اخرى الى الفردوس فهل نحن نشهد لمحبة الله المعلنة لنا فى المسيح يسوع .

-علينا اذا ان نصغى الى صوت الله الينا من خلال كتابه المقدس او من خلال صوت روحه القدوس داخلنا وقيادته لنا او من خلال المرشدين الروحيين واباء الاعتراف ونصغى الى صوته ولو من خلال الصلاة والتأمل فى الاحداث اليومية وليكون لنا الأذان الروحية المدربة على معرفة ماذا يريد الله لنا ان نفعل وهو أمين وعادل سيقول لنا ماذا ينبغى لنا ان نفعل وعلينا ان نطيع ولا نحزن او نقاوم روح الله القدوس وعمله فينا .

الهى لتكن مشئتك ..

+ يارب اريد ان ابصر واراك بعين الأيمان ، وعندما تفتح قلبى وفكرى لمعرفتك ومحبتك أتبعك وأعلن مجدك واسير وراءك كل الإيام . فاكشف لى عن ارادتك فى حياتي لكى ما أعمل بها، وليكون هدفى فى الحياة ان اعمل مشيئتك وأسر بها . يا من خلقتنى لأعمال صالحة لاسلك فيها عرفنى طريقك .ولا تدعنى أنسى هدف وجودى وانشغل باشياء تافه لا تليق بكرامة مجد ابناء الله .

+ قل لى يارب ماذا تريد ان أفعل .وهبنى الرغبة والارادة والقوة والحكمة لاعمل ما تريد . فانت العامل فينا لنتمم ارادتك وبك نحيا ونتحرك ونوجد ، روحك القدوس يقودنا ويرشدنا ويعلمنا ولا تتركنا يا من وعدت انك ترشدنا وتعلمنا فى الطريق التى نسلك فيها ، لتكون عينك علينا كل أيام حياتنا.

+ علمنا ان نتبعك ونحبك وتكون انت السيد ،والاول والقائد ،والحق والطريق والحياة ، والالف والياء فى حياتنا فنسير خلفك حتى إلي الجلجثة ونحن نحمل الصليب بفرح ورجاء فى المجد العتيد ان يستعلن فينا .

الأحد، 15 مايو 2011

رئيس أساقفة كانتربيري الى قداسة البابا شنودة

في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها شعبنا في مصر أرسل الدكتور روان وليامز رئيس أساقفة كانتربيري رسالة دعم ومحبة الي قداسة البابا شنودة الثالث ، وهذا نصها رئيس أساقفة كانتربيري الي قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أخي الحبيب المسيح حقاً قام تلقينا بحزن عميق أخبار الهجمات الأخيرة علي أخوتنا وأخواتنا المسيحيين بمصر في الأيام الماضية. إن إخوتي الأساقفة وضعفي نٌكرر مرة أخري تعاطفنا و دعمنا الكامل لكم ، ونُصلي دائماً من أجلكم. لقد تحدثت بالأمس مع وزير خارجية بلادنا وناقشت معه الوضع، وهو مُلم بما يحدث وقلق جداً بالنسبة لوضع المسيحيين وبخاصة الكنيسة القبطية بمصر. ثق تماماً أنكم في فكرنا كل يوم، وأصلي أن تختبر قداستكم وشعبكم حضور المسيح القائم من بين الأموات في وسط كل آلامكم التي تحتملونها، ان إخوتكم المسيحيون هنا يشكرون الله علي ثباتكم وعلي شهادتكم لإيمانكم. بركة هذه الأيام المٌقدسة والمحبة الأخوية في ربنا تكون معكم (التوقيع) روان وليامز

الجمعة، 13 مايو 2011

ربى اليك صلاتى

بقلم الأب القمص أفرايم الاورشليمي

الهي لم غيرك يصرخ المظلومين؟

والمضطهدون إلي من يلجاؤون؟

وبين التعصب ومن ابناء بلاهم يُقُتلون

وفي القري الفقيرة بدون ذنب يُنُهبون

ومن نيران التطرف يعانون ،

وان التجاؤ الي الحاكم لاينصفون ،

فرحنا بالثورة فتمخضت وولدت احزان ،

أناس نهبت وتموت بالتخمة ، وأناس لا تجد اللقمة.

الهي نبحث عن وطنا يأوينا ،قائد يحمينا ،

مرفأ يهدينا ، كنيسة فيها نرفع اليك أيادينا،

من قال ان بيوت الله حرام ان تبني؟

ومن يأمر بهدم كنائسنا بلا رحمة ،

الهي وطني مٌن عليا بالأمان !

وأم الدنيا صارت تأكلنى بقبلات وأحضان .

لماذا الهوان وقد خلقتنا في أجل الصور، أنسان

انا مع سميح القاسم متأسف جدا علي الاوطان

صعب للمرء انه في وطنه يهان ،

وخارج وطنه لا يشعر بأمان

الهي صعب علي أن اموت الاف المرات ،

والاقي في حياتي شر الاوقات

أملاً في مستقبل آت ...

الهي بلدي يصرخ ..ولدي تعبان ..

ومستقبل بلدي في مهب الريح !

الهي ..ما نيل الطالب بالتمني ،

ولكن ليس لي الا سلاح الكلمات

الهي لن ارفع كلمات لرئيس او مرؤؤس ..

ولن اشرب في الليل كؤؤس

فانا كلى رجاء فيك يارحمن

أن تنظرالينا بعين الرحمة والأحسان .

بلدي مصر تعاني ، حتي ماء النيل يترنح ،

علي مائي يتأمرون ، وعلي ارضي يقامرون ،

وكلاً يريد الكرسي والمنصب وعلي الأشلاء،ليكون

ونحن أمة عانت وتعاني الحرمان ،

وفقدنا المساواة والعدل والأمان،

لن الوم الزمان، ولن نلعن من ضيِع الأوطان

بل نقوم ونبني ونصلي ومنك نستمد الغفران .

فان لم يبني الرب البيت فباطلاً تعب الأنسان

وبالدموع والعمل تقف وتبني الإوطان

والآمنا ودموعنا ودمائنا لنا تيجان

بلادي ان جارت على فهي عزيزة

وأهلي وان جاروا علي فهما كرام

الهي أغفر لهم ،لا يعلمون ماذا يفعلون

كل ما ارجوه ان تقم العدل يا ديان

وحق الاخوة والجيرة يصان

ومستقبل أفضل لنا جميعا بك يظهر ويبان

اليك صلاتي .. يا سامع الدعاء

وارجوك ان لا يحسبني البعض مجنون

فانا ببلادي مفتون وبحب بلادي معجون

وبروحي اضحي ، لبلادي لتكون،

أنظر لمستقبلى وأولادي بعيون الإيمان ،

واصلي اليك من اجل المحبة والاخاء والأمان،

من اجل الكرامة والعدل والغد يارب لٌيصان .