نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 29 يوليو 2011

المسيحى والانطلاق نحو السماء

للأب القمص أفرايم الأورشليمى

ماذا بعد الموت ..

+ ان كل انسان منا يريد ان يعرف ما هو مصيره الابدى ، والى اين نحن ذاهبون بعد الموت ؟ ويذداد هذا التفكير عندما نودع عزيز لدينا . ان القديسين كانوا يشتهون الانتقال الى العالم الاخر ليس هروبا من الحياة ولكن تطلعاً الى المستقبل السعيد . وبينما يظن غير المؤمنين ان حياتهم تنتهى بموتهم وان الموت يحطم الانسان وينهى أماله ، ويؤمن البعض الأخر بتناسخ الارواح وعودتها فى مخلوقات أخرى وللبعض أفكار مغايرة عن الحياة بعد الموت .فان المسيحى يحيا على رجاء القيامة والحياة المطوبة مع المسيح . فماهى النظرة المسيحية الى الموت والحياة بعد الموت ؟.

+ ان المسيحية تنظر الى الحياة الحاضرة كفترة غربة قصيرة { في الايمان مات هؤلاء اجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها واقروا بانهم غرباء ونزلاء على الارض} (عب 11 : 13). ولاننا غرباء نعد أنفسنا لسكنى السماء نحيا حياة الإيمان ونبتعد ونتوب عن كل الخطايا التى تحرمنا من الدخول اليها {ايها الاحباء اطلب اليكم كغرباء و نزلاء ان تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس} (1بط 2 : 11). ونحن على الارض فى فترة غربة واختبار ووطننا الحقيقى السماء من اجل هذا نعمل لنكنز كنوزنا هناك {لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض حيث يفسد السوس والصدا وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدا وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون.لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا} مت 19:6-21.ان حياتنا هنا كبخار ماء اذا قيست بالأبدية { لانه ما هي حياتكم انها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل}(يع 4 : 14). ورغم قصر حياتنا على الارض فلنا رسالة سامية فيها كسفراء للسماء { اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله }(2كو 5 : 20). وهكذا نحرص غرباء او مستوطنين ان نكون مرضيين عند الله {لاننا نعلم انه ان نقض بيت خيمتنا الارضي فلنا في السماوات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد ابدي. فاننا في هذه ايضا نئن مشتاقين الى ان نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء.وان كنا لابسين لا نوجد عراة. فاننا نحن الذين في الخيمة نئن مثقلين اذ لسنا نريد ان نخلعها بل ان نلبس فوقها لكي يبتلع المائت من الحياة. ولكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله الذي اعطانا ايضا عربون الروح. فاذا نحن واثقون كل حين وعالمون اننا ونحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب.لاننا بالايمان نسلك لا بالعيان. فنثق ونسر بالاولى ان نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب. لذلك نحترس ايضا مستوطنين كنا او متغربين ان نكون مرضيين عنده. لانه لا بد اننا جميعا نظهر امام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان ام شرا}2كو1:5-10.

+ لقد أكد السيد المسيح له المجد على حقيقة وطبيعته الحياة بعد الموت للصدوقيون الذين لا يؤمنون بالقيامة { فاجاب و قال لهم يسوع ابناء هذا الدهر يزوجون ويزوجون. ولكن الذين حسبوا اهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الاموات لا يزوجون ولا يزوجون.اذ لا يستطيعون ان يموتوا ايضا لانهم مثل الملائكة وهم ابناء الله اذ هم ابناء القيامة. واما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى ايضا في امر العليقة كما يقول الرب اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب.وليس هو اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده احياء} لو 34:20-38. كما أكد الرب لنا على الحساب والمكأفاة أو العقاب بالنعيم للابرار والشقاء للاشرار بعد الانتقال لارواح المنتقلين ثم بعد الدينونة العامة للارواح متحدة بجسد القيامة { كان انسان غني و كان يلبس الارجوان و البز و هو يتنعم كل يوم مترفها.و كان مسكين اسمه لعازر الذي طرح عند بابه مضروبا بالقروح. ويشتهي ان يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغني بل كانت الكلاب تاتي وتلحس قروحه. فمات المسكين و حملته الملائكة الى حضن ابراهيم و مات الغني ايضا ودفن. فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب وراى ابراهيم من بعيد ولعازر في حضنه. فنادى وقال يا ابي ابراهيم ارحمني و ارسل لعازر ليبل طرف اصبعه بماء ويبرد لساني لاني معذب في هذا اللهيب. فقال ابراهيم يا ابني اذكر انك استوفيت خيراتك في حياتك وكذلك لعازر البلايا والان هو يتعزى وانت تتعذب. وفوق هذا كله بيننا و بينكم هوة عظيمة قد اثبتت حتى ان الذين يريدون العبور من ههنا اليكم لا يقدرون ولا الذين من هناك يجتازون الينا} لو 19:14-26 .

+ حياتنا على الارض اذاً هى فترة اعداد للدخول الى الابدية السعيدة ولكى ما نحيا فى صلة دائمة بالسماء كثيرا ما كلمنا الرب يسوع المسيح ملكوت الله ونحن نصلى دائما { ابانا الذى فى السموات} لنتذكر اين سنذهب اليه { وان غفرنا للناس زلاتهم يغفر لنا ابونا السماوي زلاتنا} . ويدعونا الإنجيل الى عدم الخوف والثقة فى محبة الله كأب صالح { لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت} (لو 12 : 32). ولاننا ابناء لله بالتبنى والإيمان فنحن ورثة لملكوت السموات {لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله.اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب.الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله ووارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه} رو 14:8-17.الموت اذن جسر للعبور للابدية وتحرر من متاعب وأمراض واحزان الحياة لكل مؤمن تائب يحيا مع المسيح .

الخوف من الموت ومواجهته ..

+ يرتبط الخوف من الموت بعدم الإيمان او الخوف من المجهول الذى لا يعرفه الإنسان أو عدم التوبة وحياة الخطية والخوف من العذاب الأبدى . او حتى يخاف البعض الموت لانهم يظنون انه يقضى على أحلامهم وينهى حياتهم ويفرقهم عن أحبابهم . لكن الإنسان المستعد يشتاق للأنطلاق للسماء ليس كراهية فى الحياة أو يائسا من ظروفها الصعبة لكن ليكون مع الله وملائكته وقديسيه حيث لا حزن ولا آلم ولا دموع بل فرح وسلام ومحبة فى حضرة الله وقديسيه{ لي اشتهاء ان انطلق و اكون مع المسيح ذاك افضل جدا }(في 1 : 23). وعلى أقل تقدير فان المؤمن يُسلم حياته لله قائلا {لاننا ان عشنا فللرب نعيش وان متنا فللرب نموت فان عشنا وان متنا فللرب نحن} (رو 14 : 8). هكذا نحيا دائما فى سلام ورجاء فى الأبدية .

+ قد يكون للموت مهابته ورهبته لمن ينهمك فى شهوات العالم . ويتصور انه سيفقد هذه السعادة غير ناظرا الى أمجاد السماء ، ولانه لم يرجع الينا اناس من السماء ليحدثونا عن جمالها وسعادتها التى تغنينا عن كل افراح هذا الزمان . رغم ان هناك قليلين جدا عبر التاريخ ممن ماتوا وعادوا للحياة ، خبرونا عن انطلاق ارواحهم بسرعة البرق منجذبة الى خالقها عابرة الظلام المحيط بنا لتدخل الى عالم النور فى تسبيح وفرح لا ينطق به ومجيد ، حيث تتحرر الروح من ضبابية الجسد وتتسع مداركها ومعرفتها وتشتهي ان لا تعود ولا تستطيع ان تعبر عن ما شاهدته فى السماء ، هذا أختبره البعض قديما وحديثا ، وعندما صعد القديس بولس الرسول للسماء ورجع قال { اعرف انسانا في المسيح قبل اربع عشرة سنة افي الجسد لست اعلم ام خارج الجسد لست اعلم الله يعلم اختطف هذا الى السماء الثالثة. واعرف هذا الانسان افي الجسد ام خارج الجسد لست اعلم الله يعلم.انه اختطف الى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لانسان ان يتكلم بها} 2كو2:12-4. وماهى هذه الاشياء { ما لم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه }(1كو 2 : 9).

+ ان كان الموت شئ مرعب للاشرار والخطاة وغير المؤمنين خوفا من الجحيم وعذابه وعقابه ، فلا يجب ان ينخدعوا بمباهج الدنيا الغاشة الزائلة ، بل يسرعوا للتوبة والإيمان وعمل الخير ، ليتحول الموت الى أحتفال مفرح للابرار المنتقلين ولاهل السماء ولنا . لقد لبست أم القديس أغريغوريوس النزينزى ثياب العيد عندما حضرت جنازة ابنها قيصروس الطبيب . وكان الكثير من الشهداء يتقدمون الى الأستشهاد فرحين متهللين وذاهبين بثياب العرس للقاء العريس السماوى . وعندما حُكم على الانبا بساده الاسقف بالاستشهاد ارتدى ثياب الخدمة البيضاء وعندما سأله شماسه لماذا يلبسها؟ قال له (يا ابنى انا ذاهب الى حفل عرسى .. وقد عشت السنين الطويلة مشتاقاً الى هذا اللقاء)، ولبست تاسونى إنجيل ثياب بيضاء وهى تزف ابونا القديس بيشوى كامل زوجها للسماء . لم يرهب القديسين الموت عالمين انه انتقال للأفضل حيث لا شيطان يحارب ولا خطية تفقدنا سلامنا ولا مرض يقلق ويتعب . فلنختبر قوة الحياة المقامة مع المسيح ليكون لنا ثقة فى الله ورجاء فى الأبدية . فلو وعدنا انسان عظيم بشئ أفلا نثق بوعده؟ هوذا السيد يعدنا ويقول لنا { قال لها يسوع انا هو القيامة والحياة من امن بي ولو مات فسيحيا }(يو 11 : 25). { لا تضطرب قلوبكم انتم تؤمنون بالله فامنوا بي. في بيت ابي منازل كثيرة والا فاني كنت قد قلت لكم انا امضي لاعد لكم مكانا.وان مضيت و اعددت لكم مكانا اتي ايضا واخذكم الي حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا} يو 1:14-3. فلا نخشى الموت مادمنا مستعدين للقاء الله بالتوبة ويقين الإيمان والرجاء ، يجب ان نحترس من هلاك النفس ببعدها عن الله ووقوعها فى فخاخ ابليس ليهك الجسد والنفس والروح. لقد تهلل سمعان الشيخ عندما راى خلاص الله وطلب انطلاق روحه للسماء { الان تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لان عيني قد ابصرتا خلاصك.الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور اعلان للامم و مجدا لشعبك ا} لو29:2-32.

+ الشئ المحزن فى الموت هو صعوبة الفراق على الاهل والاحباء ، وهذه المشاعر الإنسانية يقدرها الله ايضا ويدعونا للحزن مع الحزانى ، وعندما ذهب السيد المسيح الى قبر لعاز بكى تأثراً حتى ان اليهود قالوا { فقال اليهود انظروا كيف كان يحبه }(يو 11 : 36). ولكن لم يقف السيد عاجزاً امام الموت بل قال للعازر لعاز هلم خارجاً فقام الميت وخرج من قبره حياً ليقول لنا لا تحزنوا كالباقين الذين ليس لهم رجاء سيقوم أحبائنا فى اليوم الأخير وسنلتقى بهم ونفرح معا بالنصرة والدخول الى سماء المجد { ثم لا اريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم.لانه ان كنا نؤمن ان يسوع مات و قام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله ايضا معه} 1تس 13:4-14.واذ نستودع حياتنا فى اليد الإلهية الامينة نطوب الذين يصلون الى نهاية الرحلة بسلام { وسمعت صوتا من السماء قائلا لي اكتب طوبى للاموات الذين يموتون في الرب منذ الان نعم يقول الروح لكي يستريحوا من اتعابهم واعمالهم تتبعهم }(رؤ 14 : 13). واذ نثق فى انهم سعداء فى السماء ويصلون عنا لدى الله نستريح عالمين ايضا انهم سحابة شهود محيطة بنا { لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل و الخطية المحيطة بنا بسهولة و لنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا }(عب 12 : 1).

الفردوس وملكوت السماوات ..

+ اننا نؤمن ان جميع المنتقلين الابرار والاشرار تنتقل ارواحهم الى مكان الأنتظار للدينونة العامة . ينتقل الابرار الى الفردوس ففى حديث السيد المسيح مع اللص اليمين الذى قال له {اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك.فقال له يسوع الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس} لو 42:22-43. وبهذا فقد ذكر المخلص الصالح مكان انتظار الارواح البارة التى تنتقل على رجاء وتتنعم بالوجود فى الفردوس مع القديسين والملائكة وفى حضرة الله حتى المجئ الثانى للسيد المسيح ليدين الاموات والاحياء { و لما فتح الختم الخامس رايت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله و من اجل الشهادة التي كانت عندهم.و صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض.فاعطوا كل واحد ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم} رؤ 9:6-11. ليقوموا فى المجئ الثانى ويرثوا ملكوت السموات ، فالله الذى خلق الإنسان من العدم قادر ان يقيمه بقدرة لاهوته لتشترك الأجساد مع الروح فى الحياة الابدية وفى المكأفاة كما أشتركت فى التعب والجهاد .

+ اما الاشرار فتذهب ارواحهم الى الجحيم او الهاوية لتنظر يوم القيامة والدينونة العامة { يعلم الرب ان ينقذ الاتقياء من التجربة و يحفظ الاثمة الى يوم الدين معاقبين. ولا سيما الذين يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة ويستهينون بالسيادة جسورون معجبون بانفسهم لا يرتعبون ان يفتروا على ذوي الامجاد} 2بط 9:2-10. ثم تقوم اجساد هؤلاء وتتحد بارواحهم وتذهب الى جهنم { ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس و ملائكته } (مت 25 : 41). وهذا ما أكده الرب بقوله .{ لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته . فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة.} يو28:5-29.

+ اما الباقين احياء الى المجئ الثانى للمسيح فسيتغيرون ويلبسون أجساد روحية نورانية على مثال جسد المسيح المقام ليكونوا معه فى ملكوتة { ثم لا اريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم.لانه ان كنا نؤمن ان يسوع مات و قام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله ايضا معه. فاننا نقول لكم هذا بكلمة الرب اننا نحن الاحياء الباقين الى مجيء الرب لا نسبق الراقدين.لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة و بوق الله سوف ينزل من السماء والاموات في المسيح سيقومون اولا. ثم نحن الاحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب. لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام} 1تس 14:4-18.

كيفية الحساب والدينونه..

+ قدم لنا السيد المسيح كيف يكون يوم الدينونة فى مشهد مستوحى من البيئة البدوية والزراعية التى انتشرت فى أيام خدمته { ومتى جاء ابن الانسان في مجده و جميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.و يجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم.لاني جعت فاطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فاويتموني.عريانا فكسيتموني مريضا فزرتموني محبوسا فاتيتم الي. فيجيبه الابرار حينئذ قائلين يا رب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك.ومتى رايناك غريبا فاويناك او عريانا فكسوناك.ومتى رايناك مريضا او محبوسا فاتينا اليك.فيجيب الملك و يقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم.ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس و ملائكته.لاني جعت فلم تطعموني عطشت فلم تسقوني.كنت غريبا فلم تاووني عريانا فلم تكسوني مريضا و محبوسا فلم تزوروني. حينئذ يجيبونه هم ايضا قائلين يا رب متى رايناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك.فيجيبهم قائلا الحق اقول لكم بما انكم لم تفعلوه باحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا.فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي والابرار الى حياة ابدية } مت 34:25-46.

+ اننا سنحاسب حسب إيماننا واعمالنا بكلام الإنجيل {من رذلني و لم يقبل كلامي فله من يدينه الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الاخير} (يو 12 : 48) {في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب انجيلي بيسوع } (رو 2 : 16) ولنا رجاء فى الله الكلمة المتجسد ان يرحمنا كراعى صالح يضمنا الى ملكوته السماوى {من هو الذي يدين المسيح هو الذي مات بل بالحري قام ايضا الذي هو ايضا عن يمين الله الذي ايضا يشفع فينا} (رو 8 : 34). لانه لابد ان نقف أمام الديان العادل {ورايت الاموات صغارا و كبارا واقفين امام الله وانفتحت اسفار وانفتح سفر اخر هو سفر الحياة ودين الاموات مما هو مكتوب في الاسفار بحسب اعمالهم ، وسلم البحر الاموات الذي فيه وسلم الموت والهاوية الاموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب اعماله }(رؤ 20 : 12- 13).

قيامة السيد المسيح وقيامتنا نحن ..

+ ان قيامة السيد المسيح بعد الصلب والموت وظهوره بجسده الروحانى الممجد للتلاميذ والمؤمنين به والتى سجل لنا الإنجيل الكثير هذه القيامة جاءت لتؤكد انتصار المسيح لنا على الموت والشيطان والخطية وكاستباق لأكتمال التاريخ ودخولنا الى الحياة الأبدية معه { اقامنا معه واجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع} أف 6:2 . قيامة الرب يسوع المسيح باكورة للراقدين ورجاء وعزاء وفرح الأحياء المؤمنين { ولكن ان كان المسيح يكرز به انه قام من الاموات فكيف يقول قوم بينكم ان ليس قيامة اموات. فان لم تكن قيامة اموات فلا يكون المسيح قد قام. وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم. ونوجد نحن ايضا شهود زور لله لاننا شهدنا من جهة الله انه اقام المسيح وهو لم يقمه ان كان الموتى لا يقومون.لانه ان كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام. وان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم انتم بعد في خطاياكم. اذا الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا.ان كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فاننا اشقى جميع الناس.ولكن الان قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين.فانه اذ الموت بانسان بانسان ايضا قيامة الاموات.لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع} 1كو12:15-22. لقد وهبت لنا قيامة الرب يسوع المسيح صفحة جديدة فى سفر الأبدية لنعيش الغلبة على الشيطان والخطية والموت وجعلتنا نسير بقوة الروح القدس نحو المستقبل الابدى بخطى واثقة نحو السماء والمجد والخلود .

+ لكن كيف يقوم الأموات وباي جسد يقومون ؟ { لكن يقول قائل كيف يقام الاموات وباي جسم ياتون. يا غبي الذي تزرعه لا يحيا ان لم يمت.والذي تزرعه لست تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجردة ربما من حنطة او احد البواقي.و لكن الله يعطيها جسما كما اراد ولكل واحد من البزور جسمه. ليس كل جسد جسدا واحدا بل للناس جسد واحد وللبهائم جسد اخر وللسمك اخر وللطير اخر.واجسام سماوية واجسام ارضية لكن مجد السماويات شيء و مجد الارضيات اخر.مجد الشمس شيء ومجد القمر اخر ومجد النجوم اخر لان نجما يمتاز عن نجم في المجد.هكذا ايضا قيامة الاموات يزرع في فساد ويقام في عدم فساد.يزرع في هوان ويقام في مجد يزرع في ضعف ويقام في قوة.يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني.هكذا مكتوب ايضا صار ادم الانسان الاول نفسا حية وادم الاخير روحا محييا. لكن ليس الروحاني اولا بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني.الانسان الاول من الارض ترابي الانسان الثاني الرب من السماء. كما هو الترابي هكذا الترابيون ايضا وكما هو السماوي هكذا السماويون ايضا.وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس ايضا صورة السماوي. فاقول هذا ايها الاخوة ان لحما ودما لا يقدران ان يرثا ملكوت الله ولا يرث الفساد عدم الفساد.هوذا سر اقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير.في لحظة في طرفة عين عند البوق الاخير فانه سيبوق فيقام الاموات عديمي فساد ونحن نتغير.لان هذا الفاسد لا بد ان يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت.ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة.اين شوكتك يا موت اين غلبتك يا هاوية.اما شوكة الموت فهي الخطية وقوة الخطية هي الناموس.ولكن شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح.اذا يا اخوتي الاحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين ان تعبكم ليس باطلا في الرب} 1كو 35:15-58.

+ هذا الإيمان الذى تسلمته وعاشته الكنيسة منذ عصرها الرسولى مؤمنة اننا مدعوين للإيمان ولحياة الفضيلة والبر فى ايام غربتنا على الارض ليقدم لنا بسعة الدخول الى ملكوت الله والسعادة التى لا يمكن ان يعبر عنها للابرار حيث حياة الفرح والسلام والمحبة والتسبيح الدائم { فان سيرتنا نحن هي في السماوات التي منها ايضا ننتظر مخلصا هو الرب يسوع المسيح }(في 3 : 20). ولهذا ففى كل صلاة نعلن ايماننا بالله وبالمجئ الثانى للسيد المسيح ليدين الاحياء والاموات وانتظارنا لقيامة الاموات وحياة الدهر الاتى لنكون مع المسيح متهللين ومسبحين كل حين . أمين

الاثنين، 25 يوليو 2011

رسالة الى كل نفس

للأب القمص أفرايم الأورشليمى

نفسك الكثيرة الثمن لدى الله ..

+ ان الله قد بين محبته العظيمة لكل نفس بشرية بطرق كثيرة ويكفى انه دعانا ابناء له {انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله } (1يو 3 : 1). ولقد عبر عن هذه المحبة الحقيقة للبشر والتى من أجلها تجسد الله الكلمة { والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة و حقا} يو 14:1. ومات المسيح كلمة الله المتجسد من أجل خلاص البشرية الساقطة ومن أجل خلاص كل أنسان فيها وكأنه موضع محبة الله {لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية }(يو 3 : 16). ولقد أكد الإنجيل على هذه المحبة الإلهية للخطاة {و لكن الله بين محبته لنا لانه و نحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا }(رو 5 : 8). الله من اجل سعيه الى خلاصنا، يدعونا للثقة بمحبته وفدائه ورحمته والى العوده الى أحضانه { لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي . اذا اجتزت في المياه فانا معك وفي الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك}أش 1:43-2. ان الله يحبنا ومن اجل هذه المحبة خلقنا ويرعانا ويغفر لنا خطايانا ويريدنا ان نعرفه ونحبه ونسعى الى خلاص انفسنا والنجاة من تيار الأثم الذى فى العالم والفوز بالحياة الأبدية .

+ ان العالم المادى بما فيه سيمضى ويزول { العالم يمضي وشهوته واما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت الى الابد }(1يو 2 : 17). انت عزيز لدى الله الذى يريد خلاصك وروحك ونفسك الثمينة لديه وهو يريد لك الحياة السعيدة على الإرض وفى السماء ، وستقوم فى اليوم الاخير بجسد نورانى روحانى ممجد بالإيمان بالله وبمحبته وخلاصه { الحق الحق اقول لكم انه تاتي ساعة و هي الان حين يسمع الاموات صوت ابن الله و السامعون يحيون.لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و الذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة} يو 25:5،28-29. فهل نسعى الى خلاص نفوسنا أم نهمل خلاصنا الثمين ونهلك { الله يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون (1تي 2 : 4).ولكن أمر خلاصنا يتعلق بحرية أرادتنا وقبولنا لهذا الخلاص الثمين المقدم لنا بالمسيح يسوع ربنا وقبول الخلاص بالتوبة والإيمان والسعى فى الجهاد الروحى منقادين بروحه القدوس.

+ ان نفسك أكرم لدى الله من العالم وأمواله وممتلكاته ولكن البعض ينسى هذا ويسعى نحو ارضاء شهواته وملذاته غير مهتم بالخلاص الثمين الذى يريده الله له ويظن ان حياته فى أمواله أو ارضاء شهواته كالغنى الغبي { وقال لهم انظروا وتحفظوا من الطمع فانه متى كان لاحد كثير فليست حياته من امواله.وضرب لهم مثلا قائلا انسان غني اخصبت كورته. ففكر في نفسه قائلا ماذا اعمل لان ليس لي موضع اجمع فيه اثماري . وقال اعمل هذا اهدم مخازني وابني اعظم واجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي. واقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة استريحي وكلي واشربي وافرحي. فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك فهذه التي اعددتها لمن تكون} لو 15:12-20. لقد اتكل هذا الغني على ممتلكاته دون الله وهلك ولا تستطيع كل ثروات العالم ان تخلص روحه فى يوم الدينونة الرهيب . وكيف ننجو نحن إيضا ان أهملنا خلاصاً هذا مقداره ولهذا يوصينا الإنجيل { اوص الاغنياء في الدهر الحاضر ان لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع }(1تي 6 : 17). وكم من أناس أتكلوا على سلطة زمنية خادعة قادتهم الى الهلاك والإنجيل يحضنا على الأتكال على الرب الذى لا يُخزى منتظريه { اتكل على الرب وافعل الخير اسكن الارض و ارع الامانة} (مز 37 : 3). وهناك من عملوا لاشباع شهواتهم وقادتهم الى الهلاك {الحسن غش و الجمال باطل اما المراة المتقية الرب فهي تمدح }(ام 31 : 30). اننا لو ربحنا العالم كله - وهذا من دروب المستحيل - ولكن خسرنا أنفسنا فقد أصبحنا خاسرين السعادة الحقة على الإرض والسعادة الأبدية فى السماء ، وقد أكد السيد المسيح على هذه الحقيقة قائلاً {لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26).فلنسع اذا من اجل خلاصنا ونسلك لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الإيام شريرة .

+ لنصطلح اذن يا أحبائى مع أنفسنا ونجلس معها نحاسبها ونعاتبها وقد تحتاج الى ان نعاقبها ونرجع عن أخطائنا ونتوب عن خطايانا .ونكون صادقين مع ذواتنا ولا ننقاد وراء شهواتنا ورغباتنا بل فى هدوء نسأل الله وروحه القدوس : ماذا تريد يارب ان أفعل؟ ونعمل مشيئة الله فى حياتنا وبهذا نصطلح مع الله الذى يريد خلاصنا ونجاتنا من فخاخ الشيطان وسعادتنا الأبدية . وعندما نصطلح مع أنفسنا ومع الله ينعكس ذلك على علاقاتنا بالأخرين فنحيا فى سلام معهم ونحبهم محبة صادقة روحية ونخدمهم من أجل مجد الله الذي يدعونا ان محبة الناس كما نحب أنفسنا . حينئذ نحيا ونتمتع بسلام الله الذى يفوق كل عقل والذى يحفظ حياتنا واراحنا فى المسيح .

الله يقدران يغيرك للأفضل ..

+ كنت أتحاور مع احدهم وهو يحيا بعيدا عن الله فقال لى لقد أعتدت حياتى هذه ولن أستطيع أن أغير من نفسى بل لا أستطيع ان اسير مع الله لانه يقيد حريتى بوصاياه ؟ قلت له اننا لا يجب ان نفقد ثقتنا فى الله ولا فى انفسنا { غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله }(لو 18 : 27). فكل شئ مستطاع لدى المؤمن . قد تسيطر عليك عادات سئية وقد تقيدك علاقات خاطئة وتشعر بعدم قدرتك على التخلص منا ولكن علينا ان نجاهد ونغصب أنفسنا للتوبة والرجوع الى الله والبعد عن المعاشرات الردئية التى تفسد الأخلاق الجيدة . واذا نصمم على القيام والحياة مع الله يرى الله أمانتنا ويقوى إيماننا ويقودنا بروحه القدوس من مجد الى مجد ، اما الظن بان وصايا الله تحد من حريتنا فهذا ليس صحيح بل على العكس ان الوصايا تحفظنا فى الطريق وتقودنا لئلا نغرق فى برية وطوفان بحر العالم . وهل عندما نحيا بلا الوصية نكون سعداء فى البعد عن الله أم نتخبط ونعانى القلق وفقدان السلام { لا سلام قال الرب للاشرار} (اش 48 : 22). ان الخطية تورث المرض والاكتئاب والعار ثم الهلاك الإبدى . وعندما نقترب من الله ونرجع اليه نسترد سلامنا الحقيقى ونفرح بالحياة فى رضاه ونسمع صوته الحلو {تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال وانا اريحكم }(مت 11 : 28). ان توبتنا تفرح الله وملائكته {اي انسان منكم له مئة خروف و اضاع واحدا منها الا يترك التسعة و التسعين في البرية و يذهب لاجل الضال حتى يجده . واذا وجده يضعه على منكبيه فرحا. وياتي الى بيته ويدعو الاصدقاء والجيران قائلا لهم افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال.اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة} لو 4:؛15-7.

+ ان الله يستطيع ان يشكلنا من جديد كاوآنى للكرامة والمجد ان أطعنا عمل نعمته فينا { ليظهر في الدهور الاتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع }(اف 2 : 7). وهذا ما بينه الله لارميا النبي قديما {الكلام الذي صار الى ارميا من قبل الرب قائلا. قم انزل الى بيت الفخاري و هناك اسمعك كلامي. فنزلت الى بيت الفخاري و اذا هو يصنع عملا على الدولاب. ففسد الوعاء الذي كان يصنعه من الطين بيد الفخاري فعاد وعمله وعاء اخر كما حسن في عيني الفخاري ان يصنعه. فصار الي كلام الرب قائلا. اما استطيع ان اصنع بكم كهذا الفخاري يا بيت اسرائيل يقول الرب هوذا كالطين بيد الفخاري انتم هكذا بيدي {ار1:18-6. واضح هنا ان إرميا قد دُعي ليقدم رسالة رجاء للشعب، فيدركوا إمكانياتهم الحقيقية كطين في يد خالقٍ حكيمٍ قدير. يؤكد الله لهم أنه موجود ومحب، قادر أن يشكلهم من جديد، إن أرادوا. رأي إرميا النبي الفخاري بجوار الدولاب، يحرك بقدميه قرصًا حجريًا دائريًا من أسفل، فتتحرك معه عجلة خشبية من أعلى، وقد بدأت أصابعه تلعب في الطين ليُخرج الإناء كما في ذهنه، بالشكل الذي يريده له. {هكذا أيضًا يجلس الفخاري في عمله، ويحرك العجلة بقدميه}سير29:38.

+ أن الفخاري لا يلهو أو يلعب بالطين ، إنما يعمل في جدية عملاً هادفًا. هكذا حياتنا في يدي الفخاري الأعظم هى موضع اهتمامه، يعمل في جدية خلال الأفراح والضيقات، بالترفق تارة، وبالضغط تارة أخرى، ليقيم منا آنية مقدسة مكرمة. الله هادف في خلقتنا كما في تجديد طبيعتنا، هادف في إقامة ممالك وإزالتها. كل العالم بين يديه، وكل التاريخ في قبضته، ليس من أمرٍ يسير محض مصادفة. ان الفخاري يعجن الفخاري الطين بيده ليخليها من فقاقيع الهواء، ويضعها في الدولاب ليتحرك برجليه ويديه بل وكل فكره، فيحول قطعة الطين التي لا شكل لها إلى إناءٍ جميلٍ، يوسعه الفخاري من هنا، ويضيقه من هناك. ليشكل منه كما يليق به ، اننا أغلى وأثمن لدى الله من هذه الأواني الفخاريه بكثير جداً .

+ وعندما يفسد الوعاء سواء عن جهل او ارادة او رغبة منا وعصيان للفخاري الاعظم فانه يدعونا للتوبة والرجوع { فارجعوا كل واحد عن طريقه الرديء و اصلحوا طرقكم و اعمالكم (ار 18 : 11). لماذا لم يُلقِ النبي اللوم على الفخاري باعتباره هو المسئول عن فساد الوعاء الذي كان بين يديه؟ لان الأمر يختص بآنية حية تفسد نتيجة خطأها، إذ يقول {ففسد الوعاء الذي كان يصنعه} احذر إذًا لئلا تسقط وتفسد حينما تكون في يدي الفخاري وهو يُشكلك، فيكون فسادك نتيجة لخطأك وبحريتك. خلق الله الإنسان صالحًا لكنه فسد خلال فساد إرادته ، وصار الأمر يحتاج إلى تدخل الله نفسه القادر وحده على إعادة تشكيل الإناء، إذا تحطم إناء لا يلقيه خارجًا، بل يعود فيعجنه بيديه مرة أخرى، ويجمع الأجزاء المتناثرة منه بكل حرص، ويضغطها معاً ليجعل منها كتلة واحدة يعيد تشكيلها باهتمام شديد. وكأن الله هنا يؤكد لشعبه أنه من حقه أن يضع خطة خاصة بهم لا أن يضع الشعب خطة لله، كقول الرسول بولس: "بل من أنت أيها الإنسان الذي تجاوب الله؟! ألعل الجبلة تقول لجابلها: لماذا صنعتني هكذا؟ أم ليس للخزاف سلطان على الطين يصنع من كتلة واحدة إناء للكرامة وآخر للهوان؟ (رو 9: 20-21). كان يليق بهم أن يخضعوا لله الخزاف السماوي، الذي من أجل تقديسه للحرية الإنسانية يترك للجبلة حق الخيار، وإن كانت لا تقدر أن تتشكل بذاتها. إنها في حاجة إلى نعمته المجددة للطبيعة البشرية، أن نعمة الله ورحمته تعملان دومًا لأجل خيرنا، فإذا تركتنا نعمة الله لا تنفع كل الجهود العاملة شيئاً. مهما جاهد الإنسان بكل نشاطٍ لا يقدر أن يصل إلى حالته الأولى بغير معونة الله.

+ حياتنا الزمنية أشبه بقطعة طين تدخل الدولاب الذي يدور في اتجاه واحد، فنظنها وليدة صدفة أو حياة مملة، لكن يدي الفخاري لا تتوقفان عن العمل لكي يحقق خطته تجاهنا. علينا أن نثبت في الدعوة التي دعينا إليها (1 كو 7: 20). والله الذى عمل فى الرسولين القديسين سمعان بطرس ومع شاول بولس ومع مريم المجدلية والمرأة السامرية ، يستطيع ان مع كل واحد وواحدة منا لنكون أوانى للكرامة والمجد {لكي تكون تزكية ايمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح }(1بط 1 : 7).

عطشت اليك نفسي

+ يا اله المحبة وضابط الكل الذى يسعى لخلاص جنس البشر ، انت تحبنا وتريد ان نحيا فى صداقة ومحبة متبادلة معك ، وانت دائما تبادر فى السعي لاعلان محبتك الإلهية لنا رغم عدم استحقاقنا لكن لانك أب صالح نأتى اليك ياله الرحمة ورب كل عزاء قارعين باب تحننك فهب لنا ياغنياً بالمراحم البرء من خطايانا من كنوز أدويتك .

+ يا الله الهي انت اليك ابكر عطشت اليك نفسي يشتاق اليك جسدي في ارض ناشفة و يابسة بلا ماء ، متى اجيء و اتراءى قدامك ، انت قادر ان تعد كل نفس منا لتكون آنية كرامة ومجد يوم مجئيك الثانى المهوب المملوء مجداً لتجازى كل واحداً كنحو أعماله . وانت قادران تمحوخطايانا كصالح ومحب البشر وتقودنا فى موكب نصرتك وتهب الرعاة والرعية حياة فاضلة تليق بابناء الله القديسين .

+ اننا نأتى اليك بكل ما فينا من عيوب وضعفات ونسألك ان تشكل فينا كما تحب وكما يليق بابناء الله القديسين فان كنا خطاة فبالتجارب نؤدب وانا كنا ابناء فالتجارب تنقينا وتهبنا النصرة . وها نحن أفراد وكنيسة بين يديك وانت الرحوم تهبنا الحكمة والنعمة والقوة لمعالجة كل ضعف وكسل او تقصير لنعود اليك كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا عيب من أجل مجد أسمك القدوس.

السبت، 23 يوليو 2011

الرجاء الراسخ فى الله

للأب القمص أفرايم الأورشليمى

مفهوم الرجاء المسيحى ..

+ الرجاء هو الثقة التى لا تتزعزع فى الله والأيمان بانه عوننا فى الطريق نحو تخطُى أزماتنا الصغيرة والكبيرة والوصول بنا كضمان أكيد الى الخلاص وهو ايضا سيقيمنا من بين الاموات لنحيا معه فى سماء المجد ، وعلى هذا فالرجاء هو توقع الخير فى المستقبل القريب والبعيد من الله {لاني عرفت الافكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر لاعطيكم اخرة و رجاء} أر 11:29. ولهذا فان { البار بالايمان يحيا }(غل 3 : 11). الرجاء فضيلة ترتبط أرتباط وثيق بالايمان بالله ومحبته . ان الرجاء بالله لا يخزي لان الله أمين ولا يترك المتكلين عليه وقد سكب محبته فى قلوبنا بروحه القدوس {والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو 5 : 5). ان الرجاء هو طوق نجاة المؤمن وهو يواجه أمواج الحياة وتجاربها واثقاً ان الله سيقوده فى موكب نصرته سواء على مستوى العالم الحاضر او الحياة الأبدية .

+ ويؤكد لنا الكتاب المقدس على أهمية الأتكال على الله والتعلم حتى من دروس التاريخ كيف أتكل آباؤنا على الله فنجاهم من تجارب الزمان الحاضر وقادهم الى الأبدية { عليك اتكل اباؤنا اتكلوا فنجيتهم.اليك صرخوا فنجوا عليك اتكلوا فلم يخزوا} مز 4:22-5. لم يقل داود النبى هذا الا عندما أختبر هو ايضا معونة الله وانقاذه هو مطارد من الملك شاول { لولا الرب الذي كان لنا ليقل يعقوب . لولا الرب الذي كان لنا عندما قام الناس علينا.اذا لابتلعونا احياء عند احتماء غضبهم علينا.اذا لجرفتنا المياه لعبر السيل على انفسنا.اذا لعبرت على انفسنا المياه الطامية. مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لاسنانهم.انفلتت انفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ انكسر ونحن نجونا.عوننا باسم الرب الصانع السماوات و الارض} مز 1:124-8. ولهذا كان داود يدعونا ان لا نتكل على بنى البشر ولا حتى على معونة الملوك والرؤساء بل على الله الحى { لن يخلص الملك بكثرة الجيش ، الجبار لا ينقذ بعظم القوة. باطل هو الفرس لاجل الخلاص و بشدة قوته لا ينجي .هوذا عين الرب على خائفيه الراجين رحمته. لينجي من الموت انفسهم و ليستحييهم في الجوع.انفسنا انتظرت الرب معونتنا وترسنا هو.لانه به تفرح قلوبنا لاننا على اسمه القدوس اتكلنا. لتكن يا رب رحمتك علينا حسبما انتظرناك} مز 16:33-22. هكذا فعل اشعياء النبى وكان يحزر الشعب قديما من الالتجاء الى العون الخارجى { ويل للذين ينزلون الى مصر للمعونة ويستندون على الخيل ويتوكلون على المركبات لانها كثيرة وعلى الفرسان لانهم اقوياء جدا ولا ينظرون الى قدوس اسرائيل ولا يطلبون الرب }(اش 31 : 1). ان خلاصنا بالله وعين الرب على خائفيه الراجين رحمته لهذا علينا ان نكون راسخين الثقة فى الله الأمين {لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين} (عب 10 : 23).

+ لقد جاء مسيحنا القدوس وديعا متواضعا ومع هذا كان قوياً مهاباً يقول الحق ولا يبالى بالوجوه ، جاء يخبر الأمم بالحق وينصر الضعيف وعلى اسمه رجائنا فى الخلاص من الشيطان والشر والخطية والضعف والموت . ان رجائنا لا يتجه ولا ينظر الى الظروف او يطلب شئ خاص بل يتجه الى الله {يخبر الامم بالحق. لا يخاصم و لا يصيح ولا يسمع احد في الشوارع صوته.قصبة مرضوضة لا يقصف و فتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق الى النصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الامم} مت 18:12-21. { لأنك أنت رجائى يا سيدى الرب متكّلى منذ صباى}(مز5:71). لقد قاد موسى النبى الشعب قديما من عبودية فرعون الى الحرية والدخول الى الاراضى المقدسة كخادم أمين أما السيد المسيح فهو كلمة الله المتجسد ورأس الكنيسة ومخلص الجسد سيقودنا الى الخلاص والدخول الى الأقداس السمائية متى تمسكنا بثقة الرجاء الثابت فيه الى النهاية { موسى كان امينا في كل بيته كخادم شهادة للعتيد ان يتكلم به.واما المسيح فكابن على بيته وبيته نحن ان تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة الى النهاية} عب 5:3-6.

+ للخطاة رجاء فى الله غافر الخطايا ومانح العطايا .حتى لو جائنا لله كما اللص اليمين فى اخر لحظات حياتنا ، وللمرضى رجاء فيه وهو الطبيب الشافى الذى كل شئ مستطاع لديه ، وللجياع رجاء فيه وهو الذى أشبع الالاف من خمس خبزات وسمكتين ، وللذين فى الضيقات والتجارب رجاء فى خلاص الله الذى دافع عن المرأة الخاطئة وانقذها من الرجم وقال لها اذهبى بسلام ولا تخطئ ايضا ، وللذين تسلط عليهم أبليس رجاء فى من له السلطان على الارواح الشريرة ليطردها بكلمة ، وللذين تسلطت عليهم الضعفات والخطايا رجاء فى الذي حرر زكا العشار والمرأة السامرية ، وللحزانى رجاء فى اله التعزية الذى أقام لعازر من القبر انه سيقيم أحبائنا ويقيمنا لنلتقى بهم فى سماء المجد . فلا تيأسوا من رحمة الله بل تعالوا اليه يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وهو يريحكم . ثقوا فى الله وشدة قوته وعمله من أجل خلاصكم واطلبوه فهو قريب { واما منتظرو الرب ، فيجددون قوة . يرفعون اجنحة كالنسور . يركضون ولا يتعبون . ويمشون ولا يعيون } ( إش 40: 31 ).

ما بين الرجاء الزمنى والأخروى .

+ إيماننا بان الله ضابط الكل وان كل ما يحدث فى عالمنا لا يخرج عن خطته للمستقبل البشري حتى لو أختلفت مقاصد الناس عن قصد الله ، فالله قادر ان يحول الشر الى خير والى تحقيق ارادته فى حياتنا . هذا يجعلنا واثقين مطمئين فى الله على المستقبل سواء مستقبل كل واحد منا أو على مستقبل كنيستنا وبلادنا وعالمنا . فعلى المستوى الفردى فى حياة يوسف الصديق قصد اخوته به شراً لكن الله اراد به خير عاش يوسف بالرجاء والإيمان حتى تحقق فى الواقع العملى {انتم قصدتم لي شرا اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا كثيرا }(تك 50 : 20). وهكذا على المستوى الجماعى كان لله خطة اعلنها لابراهيم ابو الاباء عن شعبه وتم تنفيذها على مدى قرون طويلة فليس لدى الله ماضى وحاضر ومستقبل بل معرفة شاملة كاملة عامله { فقال لابرام اعلم يقينا ان نسلك سيكون غريبا في ارض ليست لهم و يستعبدون لهم فيذلونهم اربع مئة سنة. ثم الامة التي يستعبدون لها انا ادينها و بعد ذلك يخرجون باملاك جزيلة. واما انت فتمضي الى ابائك بسلام وتدفن بشيبة صالحة. وفي الجيل الرابع يرجعون الى ههنا لان ذنب الاموريين ليس الى الان كاملا} تك13:15-16.

+ ليس معنى هذا اننا مسيرون نحو تحقيق الخطة الإلهية بل لنا الحرية والارادة والأختيار ان نسير حسب ارادة الله أو حسب شهوات قلوبنا وارادتنا الخاطئة ونتحمل تبعات خطواتنا الفردية او الجماعية الخاطئة . هكذا راينا السيد المسيح ينادى لاورشليم بالخلاص بل وقف على جبل الزيتون قبل اتمام الفداء وبكى عليها لانها لم تعرف ما هو لسلامها وانبأ عن خرابها وهدم هيكلها تلاميذه القديسين وعاتب قادتها وأهلها قائلاً: { يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا.هوذا بيتكم يترك لكم خرابا والحق اقول لكم انكم لا ترونني حتى ياتي وقت تقولون فيه مبارك الاتي باسم الرب} لو 34:13-35. ومع هذا كان أضطهاد المؤمنين الاوائل فى اورشليم سبباً لانتشارهم للكرازة فى كل العالم { فالذين تشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة }(اع 8 : 4).

+ اننا نصلى لله ضابط الكل ، صانع الخيرات الرحوم ان يقود العالم ولاسيما بلادنا وشرقنا نحو السلام والعدل والعيش الكريم المشترك بين جميع الأجناس والاديان والدول والأمم . وان يلهم قادتنا ومسئولينا بل ويوجه قلوبنا جميعا نحو الخير والسلام والمصالحة بدلا من الصراع . علينا ان نسعى فى صنع السلام العادل والدائم والشامل ومحاربة التخلف والفقر والمرض والبطالة بدلا من زرع الكراهية والأحقاد فى النفوس التى تؤدى بنا الى الحروب والدمار والخراب . وعلينا قادة وراى عام تقع المسئولية كصناع مستقبل وحضارة أو دعاة كراهية وعداء وحروب بما ورائها من ثمار .اننا نصلى من أجل العتق للخليقة كلها لترجع الى الله بالإيمان ليتحقق رجائنا لنعتق من عبودية الفساد وتسلط الظلم والظالمين { لان انتظار الخليقة يتوقع استعلان ابناء الله.اذ اخضعت الخليقة للبطل ليس طوعا بل من اجل الذي اخضعها على الرجاء.لان الخليقة نفسها ايضا ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد الله. فاننا نعلم ان كل الخليقة تئن و تتمخض معا الى الان.و ليس هكذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن انفسنا ايضا نئن في انفسنا متوقعين التبني فداء اجسادنا} رو 19:8-23. وان كنا نتوقع المعونة من الله لينقذنا من الضيق الحاضر فيجب ان نحيا فرحين فى الرجاء ونعمل على تحقيق ارادته فى حياتنا بالعمل الدوب والسعى الدائم والايمان والصلاة { فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة }(رو 12 : 12) ان رجائنا يتجه بالصلاة الى العون السماوى الأخروى الذى يضع نهاية لكل شدة: { ويُقال فى ذلك اليوم هوذا هذا إلهنا انتظرناه فخلصنا. هذا هو الرب الذى انتظرناه نبتهج ونفرح بخلاصه}(إش9:25).

+ ان قيامة السيد المسيح هى حجر الزاوية فى الإيمان والرجاء المسيحي ، فان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايماننا وكرازتنا ولكن كما قام السيد المسيح سنقوم نحن معه فى اليوم الاخير . ولهذا نصبر ونجاهد ونحيا ضيق والآم الزمان الحاضر على رجاء مكأفاة الأبرار { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات.لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لاجلكم.انتم الذين بقوة الله محروسون بايمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير.الذي به تبتهجون مع انكم الان ان كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة. لكي تكون تزكية ايمانكم و هي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح} 1بط 3:1-7. اننا نطلق من الرجاء الحاضر الى الرجاء الأبدى فى المسيح يسوع ربنا ، حيث اننا نحيا الجهاد الروحى على رجاء المجد العتيد ان يستعلن فينا فاننا نحيا على الرجاء بقوة وقيادة الروح القدس { و ليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس }(رو 15 : 13).

+ اننا من أجل هذا الرجاء فى الحياة الأبدية نحيا حياة التوبة والأيمان والبر كابناء الله القديسين {لانه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس. معلمة ايانا ان ننكر الفجور و الشهوات العالمية و نعيش بالتعقل و البر و التقوى في العالم الحاضر. منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح} تي 11:2-13 . ومن اجل الرجاء فى الحياة الأبدية نحيا حياة الطهارة والقداسة لنشارك فى المجد العتيد ان يستعلن فينا { انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله من اجل هذا لا يعرفنا العالم لانه لا يعرفه. ايها الاحباء الان نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم انه اذا اظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو. وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر.}(1يو 3 : 1- 3). لقد صعد الرب يسوع المسيح الى السماء كسابق لأجلنا { لنمسك بالرجاء الموضوع امامنا.الذي هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة و ثابتة تدخل الى ما داخل الحجاب. حيث دخل يسوع كسابق لاجلنا صائرا على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة الى الابد} عب 18:6-20.

رجائنا فى اله السماء .

+ فيك رجائنا وثقتنا يالله ، يا رجاء من ليس له رجاء ، معين من ليس له معين ، عزاء صغيرى النفوس ، مينا الذين فى العاصفة .كل الأنفس المتضايقة والتى يريد الشيطان ان يقودها لليأس ، انت قادر يارب كراعى صالح ، ورب الكل انت تعطيها خلاصاً ومعونة ونعمة ورجاءاً لا يخزي . لتضمد يارب جراح المجروحين وتقيم الساقطين وتعطى رجاء للبائسين والمحرومين وتنصف المظلومين وتهدى الضالين فانت الهنا الأمين .

+ عندما نمر بتجارب وضيقات الحياة وعندما تواجه سفينة حياتنا أمواج البحر أو يبتلعنا الحوت كيونان ويظن البعض انه قد قضى علينا وما ارادوا كان ، نجد يدك الحنون لنا فى جوف الحوت تصون ، وتسد أفواه الاسود ، وانت يارب المجد بالرجاء علينا تسود . لنواصل الرسالة مؤمنين بحفظك ورعايتك وقيادتك الأمينة فى كل زمان والى منتهى الأيام.

+ رجائنا فيك يا من لا يعسر عليك أمر، ان تقودنا نحن شعبك يا من قلت ها انا معكم كل الأيام والى أنقضاء الدهر . يا اله النصرة والرجاء . اغلب بقوتك تيارات الالحاد والاباحية والمادية والفساد والشر ولتقودنا رعاة ورعية ، حكام ومسئولين وأهل فكر ورجال دين وشعب من كل أمة ولسان نحو السلام والخير والاخاء وليثبت الايمان و الرجاء و المحبة لنحيا منتظرين الرجاء المبارك و ظهور مجدك العظيم . أمين

الأربعاء، 20 يوليو 2011

السعى نحو تحقيق الهدف

للأب القمص أفرايم الأورشليمي

أهمية وجود أهداف لحياتنا ..

+ عندما يكون لدينا أهداف نسعى الى تحقيقها يكون لحياتنا قيمة ومعنى . ان الفرق بين الإنسان الفاشل والمتفوق والناجح والذي يتقدم للأمام دائما ان الاخير يستيقظ صباحا ولديه أهداف روحية وعمليه يسعي لتحقيقها ويتجه نحو تحقيقها يوما فيوم { ليس اني قد نلت او صرت كاملا ولكني اسعى لعلي ادرك الذي لاجله ادركني ايضا المسيح يسوع.ايها الاخوة انا لست احسب نفسي اني قد ادركت و لكني افعل شيئا واحدا اذ انا انسى ما هو وراء و امتد الى ما هو قدام .اسعى نحو الغرض لاجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع. فليفتكر هذا جميع الكاملين منا و ان افتكرتم شيئا بخلافه فالله سيعلن لكم هذا ايضا} فى 12:3-15. فهل نسعى نحن نحو الكمال النسبي المراد منا كأناس الله القديسين كما دعانا الإنجيل {فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل} (مت 5 : 48).

+ ان البعض من شبابنا يجتهد ويتفوق ويتميز ويصل الي ما يريد لانه وضع أمامه اهداف يريد ان يصل اليها فيجتهد للوصول وكما قال احد الشعراء (لا تحسبن المجد تمراً انت آكله .. لا تبلغ المجد حتى تلعق الصبر) فالنجاح يحتاج للجهد والعرق والسهر ، ان كل ما وصلنا اليه من تقدم هو نتيجة جهد ومحاولات وتجارب أناس آمنوا بامكانية الوصول لاهدافهم ، اما الفشل فيأتى من الكسل وضياع الوقت واهداره لعدم وجود أهداف نسعى اليها أو حتى وجود أهداف خاطئة، حينئذ يشعر الأنسان بالخمول واليأس من الحياة كانها عبء لا يحتمل .

+ ان الإنسان هو تاج الخليقة وقد وهبه الله الطاقات الخلاقة والأمكانيات الجبارة والقدرات الروحية الهائلة ونظرة لما حولنا من مخترعات علمية وتقنية من طائرات وكمبيوتر وموبيل ونت وتواصل بالصوت والصورة وارسال الملفات . وكل الكتابات الادبية والتقدم الطبي والهندسي بل وحتى فى المجال الروحى وما وصل اليه القديسين فى عالم الروح حتى منذ زمن سواء من قداسة السيرة او التعليم السليم ، تشهد على نعمة الله الغزيرة ومواهبه التى منحها للبشر والتى تحتاج الى من يضرمها فى كل مجالات الحياة .

+ لكن علينا ان نضع الاهداف أمامنا ونكون أمناء فى سعينا للوصول اليها ، فان ارادة الوصول الى النجاح وتحقيق الأهداف لابد ان تصل بنا الى تحقيقها . فمن كان يعتقد أن محامي متواضع يرفض اللجوء الى العنف ويدعو الى المقاومة السلمية يستطيع بايمانه بقضيته ان يقوض اركان الامبراطورية التى كانت لا تغيب عنها الشمس . انه "غاندي" الذى استطاع تحرير الهند من قبضة بريطانيا . فماذا تستطيع انت ان تفعل لا لتحرر الهند بل لتحقق أهدافك فى الحياة فى الانتصار على الخطية والشيطان والضعف وتنجح وتقود الذين حولك الى النجاح ؟ عليك اذاً ان تجلس مع نفسك وتحدد الاهداف التى تريدها وتتخذ القرارات المصيرية نحو تحقيقها طالبا العون والحكمة والقوة من الله . خالقا الدافع والحماس الدائم نحو بلوغ هذه الغايات .

+ ربما هناك امور خارجه عن ارادتنا تلعب دوراً فى وصولنا الى أهدافنا لكن نحن الذين نحدد ونتحكم فى أستجابتنا لهذه الظروف ورد الفعل لتغيير هذه الظروف . ان الذين اتوا بالمفلوج للسيد المسيح عندما لم يستطيعوا ان يدخلوا به البيت من الباب نتيجة للزحام صعدوا الى السطح ونقبوا السقف وانزلوه لذلك لما راى السيد ايمانهم { فلما راى ايمانهم قال له ايها الانسان مغفورة لك خطاياك } (لو 5 : 20). ثم قدم له الشفاء الجسدى ايضا. هكذا عليك ان تتخذ القرارات المهمة فى حياتك من الناحية الروحية والاسرية والعملية وليكن منها ما هو قريب وعاجل لاصلاح الخلل والبعض على المدى البعيد للتقدم والوصول الى النجاح الذى تريده . ان الدول المتحضرة تعمل لها خطة لعشر او خمس سنوات تسعى الى تحقيق اهداف معينة فيها ومن خلالها تعمل خطة وموازنة سنويه للوصول الى الخطة البعيدة المدى . وكلما كان هناك التزام ومتابعة ومحاسبة وأمانة ، تتحقق الأهداف . فهل لنا ان نحول ذلك الى عمل فردى وأسرى نسعى اليه وننجح فيه .

+ حدد الادوات والوسائل المتاحة أمامك للقيام باهدافك ، وكيف تحقق هذه الاهداف بالأمكانيات المتاحة لك . ان النجاح لا يحتاج الى عمل المستحيل بل الممكن . حدد الاهم ثم المهم ثم الاقل أهمية وقم بهم بامانة منظماً وقتك بقدر طاقتك ، عبر عن محبتك العميقة للإخرين من خلال كلمات التقدير . قم بعمل الاشياء المؤجلة والتى أثرت بالسلب على حياتك ، عليك ان تبدأ فى تنفيذ الخطوة الاولى نحو تنفيذ الهدف فرحلة الأف ميل تبدأ بالخطوة الأولى . ثم أقطع الميل الثاني فى خدمتك وعملك وبالتصميم والعمل ستصل الى نهاية الرحلة وتحقق اهدافك . أستمر فى إيجاد الحافز والدافع الى النجاح واكتساب المعرفة الروحية والعلمية والادبية لا كاشياء ترفيهية بل أعمل على الاستفادة منها فى حياتك العملية واثراء شخصيتك وأكتساب المهارات اللازمة لكسب الأصدقاء والتاثير على الناس وفن التعامل الناجح فى مجتمعك .

رسالتك فى الحياة ..

+ جاء السيد المسيح متجسداً ليكون لنا النور والحياة الأفضل { ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة} (يو 8 : 12). ومن محبته أشركنا معه فى العمل لنكون نور ايضا لانفسنا وللاخرين {انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل.و لا يوقدون سراجا و يضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت.فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات} مت 14:5-16. فهل تقترب من الله وتعرف عظيم محبته للبشر وتستنير بكلماته وتحيا به وتكون نوراً بمبادئك وخلقك وأعمالك وخدمتك للأخرين . وما هي رسالتك فى الحياة ؟ وما هي اهدافك التى تسعي الى تحقيقها؟ هنا نجد السيد المسيح يقدم لنا الطريق الحقيقى نحو بناء شخصية عظيمة ناجحه ، انه طريق الخدمة والعمل والعطاء { فدعاهم يسوع و قال انتم تعلمون ان رؤساء الامم يسودونهم و العظماء يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم بل من اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما. ومن اراد ان يكون فيكم اولا فليكن لكم عبدا. كما ان ابن الانسان لم يات ليخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين} مت25:20-28. فالطريق الى النجاح ليس مجرد كلمات تقال بل أفعال تتحقق { واما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات }(مت 5 : 19).

+ انت ايضا سفير للسماء تحيا التوبة وتدعو اليها بالمحبة والقدوة {اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله }(2كو 5 : 20).ولكي نكون هكذا يجب ان نكون عارفين بفكر اله السماء ، وان نحيا كشهود أمناء لله والكنيسة . ويكون لنا الاهداف السامية التى نحيا وندعو اليها . فهل نحن أمناء فى تحقيق مهمتنا على الارض والربح بالوزنات المعطاة لنا . ان داخل كل منا نهر من المواهب والوزنات قد لا نستثمر منه الا القليل وكاننا ناخذ منه بكوب صغير ولاننا لا ندع الماء يجري فانه يتوقف ويفسد طعمه من اجل ذلك لابد ان تؤمن بنعم الله وعمل روحه القدوس داخلك وتضرم هذه المواهب { من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لان الروح} يو 38:7-39. أما ثمر الروح الذى فيك { و اما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان. وداعة تعفف} غلا22:5.

+ لقد طلب بعض الرهبان من الانبا باخوميوس مؤسس نظام الشركة الرهبانية أن يصلى من أجلهم كى ينالوا موهبة عمل المعجزات فقال لهم : إن رأيتم انسان غير مؤمن و أنرتم أمامه الطريق الذي يقوده إلى معرفة الله تكونون قد أحييتم ميت. و إذا رددتم أحد المبتدعين في الدين إلى الأيمان المستقيم تكونون قد فتحتم عيني أعمي. و إذا جعلتم من البخيل كريماً تكونون قد شفيتم يداً يابسة. و إذا حولتم الكسلان إلى النشاط تكونون قد منحتم الشفاء لمقعد مفلوج. و إذا حولتم الغضوب إلي وديع تكونون قد أخرجتم شيطاناً. هل هناك شئ يطمع الإنسان أن يناله أعظم من هذا؟ واول عمل المعجزات هو معجزة تغييرك انت فى كل الاشياء السلبية الى الأيجابية ومن التعلق بالارضيات فقط الى التطلع نحو السمائيات ثم السعي لجعل حياة الذين هم حولك أفضل بالتشجيع والعطاء والمساعده لاكتشاف مواهبهم وتنميتها .

+ لا تستهين بنفسك ولا تقلل من أمكانياتك وقدراتك { اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء و اختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء و اختار الله ادنياء العالم و المزدرى } (1كو 1 : 28). لقد اختار الرب موسى النبى لقيادة الشعب قديما وهو يشعر بضعفه وحوله الى قوة { فقال موسى للرب استمع ايها السيد لست انا صاحب كلام منذ امس و لا اول من امس و لا من حين كلمت عبدك بل انا ثقيل الفم و اللسان، استمع ايها السيد ارسل بيد من ترسل}(خر 4 : 10،14). واختار الله داود النبي وهو فتى صغير يرعى غنم ابيه فى البرية ليهزم جُليات الجبار ويكون ملكا وقاضيا ونبى . ان الله يبحث عن الأمناء والذين قلوبهم كاملة نحوه . ويريد ان تشترك فى العمل معه فلا تكن كإرميا الذى تعلل بصغره { فقال الرب لي لا تقل اني ولد لانك الى كل من ارسلك اليه تذهب و تتكلم بكل ما امرك به (ار 1 : 7). بل تشدد بالرب وانتظر عمله معك {و اما منتظروا الرب فيجددون قوة يرفعون اجنحة كالنسور يركضون و لا يتعبون يمشون و لا يعيون }(اش 40 : 31).

+ لتجلس مع نفسك يا عزيزى وتحدد الاهداف التى تطمح الى تحقيقها سواء فى المجال الأسرى او الأجتماعى او فى العمل او فى المجال الروحى ، ويجب ان تكون مؤمن بها وقادر بالرغبة والارادة والأمكانيات على تحقيقها . فتعالج سلبات حياتك وتنطلق الى تحقيق السعادة لك ولمن حولك . ففى المجال الروحى لابد ان نتوب ونتخلص من الضعفات والسقطات وننمو فى الروحيات والفضيلة ومعرفة ارادة الله لنصل الى حياة القداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب .

كل شئ مستطاع للمؤمن ..

+ ايماننا بك يارب يجعلنا نستطيع ان نسير من قوة الى قوة ، فانت قوة الضعفاء وحكمة الجهال ونوراً للذين فى الظلمة ، ونحن نؤمن باننا نستطيع كل شئ فيك ايها الراعي الصالح الذي تقوينا . كان ايليا رجل تحت الآلام مثلنا وكانت صلاته الواثقة تغلق وتفتح ابواب السماء . ونحن ثبتنا قلوبنا نحوك لنصل بك الى النصرة على الضعف والخوف والفشل والشيطان وروح اليأس التي يبثها فينا . لنسير بك نحو النجاح والوصول الى حياة الفضيلة والبر .

+ ايها الروح القدس الذى عمل فى الانبياء والرسل والمؤمنين عبر التاريخ ، أعمل فينا وبنا من اجل مجد اسمك القدوس وبنيان نفوسنا والذين يسمعوننا ايضاً ، أجري داخلنا ينبوع المياة الحية التى تشبع وتروي الارض اليابسة وتخرج منها بستان ثمر الصلاح . حتى نشبع ولا نعود نبحث عن آبار العالم التى لا تضبط ماء بل تكون انت ينبوع شبعنا ومحبتنا .

+ انت يارب قادر ان تهب ابنائك وبناتك أكثر مما يطلبون أو يفتكرون حسب غنى مجد نعمتك ، وانت قادر ان تهبنا روح الرجاء المتجدد ، والايمان العامل بالمحبة ، وانت قادر ان تهبنا الحكمة والنعمة والقوة لنتغير عن شكلنا بتجديد اذهاننا لنعرف ما هي ارادتك الصالحة الكاملة المرضية وتكون مسرتنا فى تنفيذها . انت قادر يارب ان توحد قلوبنا فى الايمان والمحبة لنعمل من اجل بنيان كنيستك الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية ومن أجل نجاح كل نفس فيها فى البلوغ الى ملء القامة والنعمة والحكمة والوصول الى ملكوت السماوات .