نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 26 يناير 2016

شعر قصير - 13 نصيبي هو الرب

القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

" معاك كل الأيام"
أوعي تفكر لحظه ان ربك نسيك
ولا في ضعفك مش حاسس بيك
دا أتجسد واتعمد وعاني حبك لِك
صلب ومات وقام وقال أنا هافديك
وكل الأيام يا أبني أنا عينى عليك
أمسك فيه وقوله أنا أتكالي عليك
هو يقودك وتفرح بيه ويفرح بيك
......

(2)
" نصيبي هو الرب"
عاوزك يارب تسكن دائما فى القلب
أكون معاك فى أتحاد وعشرة حب
أحلي شئ أني أكون معاك فى قرب
وسط التجارب ومهما يطول الدرب
أنت بتحملني ومعاك يهون الصعب
أشبع بمحبتك وتفرَح الروح والقلب
معك لا أريد شئ، نصيبي هو الرب
................

(3)

"أحبك يارب"
أحبك يارب طالت الرحلة او قصر المشوار
مادمت القائد والأب فلن أضعف ولن أحتار
حين أري آكل خبزي غدر وخان وعليّ ثار
وأقول لماذا الغدر وقد قدمت الخير والأيثار
أراك أمامي مصلوب وأنت تصنع خير يا بار
أتعلم منك بذل الحب يا كنز الحكمة والأسرار
تطلب المغفرة لصاليبك وتلتمس لهم الأعذار
وأرى كيف تموت وتقوم لتأتي بمزيد الأثمار
أعاين كيف تحفظ أبنائك من كيد وظلم الأشرار
فاثق أن حياتي بيدك محفوظة من كل الأخطار

.......

(4)

لا تبكي يا قلبي على اللبن المسكوب
وعش لله محباً وتعلم أن تنمو وتتوب
أعمل الخير تجد أجره عند الله مكتوب
أنتظر الأجر من رب كريم ساتر العيوب
بوقت الآمك أنظر نحو الملك المصلوب
أنكسار قلبك يجعلك لديه كامل محبوب
نقاوة قلبك وتواضعك لديه هو المطلوب
.......
(5)

"بحبك يا بلدي"
بحبك يابلدى وأصلي لك كما وصى الكتاب
نفدي وطنا بدمنا وبعرقنا بحماس كله شاب
كل ذرة فيك يا وطنى قلبي فيها بحبه داب
لازم نبني ونعلى وطنا ويكون عزيز مهاب
ونخاف عليه من اللي بينهشو فيه كالكلاب
بوحدتنا نحميه من المتربصين بيه كالذئاب
بلادي تربها دهب ونيلها مَيته أحلي شراب

.....

الاثنين، 25 يناير 2016

تاملات فى آيات (4) أحسانات الله

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(10)

أحسانات الله من نحونا
{ فان الجبال تزول والأكمام تتزعزع أما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} ( أش١٠:٥٤).
+ احسانات الله ثابته ولا تزول، هي متجددة كل صباح ودائمة من جيل الي جيل حتي ان زالت الجبال او تزعزعت الأكمام فلنا من الرب امان وسلام.
+ مراحم الله كثيرة جدا، أكثر من نجوم السماء ورمال الصحراء وتفوق كل شئ. من أجل ذلك نثق أنه يعود فيرحمنا ويغفر أثامنا ويهبنا سلامه فهو رئيس السلام الذي قال سلامي انا اعطيكم، سلامي أترك لكم، ليس كما يعطي أعطيكم أنا، لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع.
+ يا ملك السلام، أعطنا سلامك، هبنا سلام بدون انقسام او خصام ولا وجع قلب، اجعلنا سفراء سلام ومصالحة، نطلب من الناس ان يتصالحوا معك ومع بعضهم البعض. امنحنا عقل وفهم وحكمة لنصلي ونعمل من اجل السلام وأعطي سلاما لبلادنا ومنطقتنا وعالمنا، أمين.
......

(11)

المحبة العملية
{ لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ}( 1يو 18:3).
( My little children, let us not love in word or in tongue, but in deed and in truth) " 1 joh. 3:18"
+ المحبة ليس كلام معسول يقال بل هي أفعال عملية تشهد وتعبر عن صدق المشاعر والخدمة الباذلة المحبة العملية. قديما عاتب السيد المسيح المرائين الذين قدموا الكلام المعسول دون صدق العمل والقول مرددا قول النبي أشعياء { فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً }(مر 7 : 6). أن ثوب الرياء يشف عما تحته ومن يلتحف به فهو بالحقيقة عارً.
+ لقد أحبنا الله وبذل أبنه الحبيب علي الصليب ليحمل عقاب خطايانا وقدم لنا مثالا لكي نتبع خطواته { لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ}(يو 15 : 13). المحبة هي مشاعر قلبية يعبر عنها بالصدق والحق بكلام صادق ومعزي، لكن يتبرهن بأعمال صادقة وخدمة باذلة وعطاء من القلب لهذا قال الرسول { وأما من كان له معيشة العالم، ونظر أخاه محتاجًا، وأغلق أحشاءه عنه، فكيف تثبت محبة اللَّه فيه؟} (17:3). المحبة العملية نحو الله يعبر عنها بالصلاة والعلاقة القوية بالله فى حب للغير وعمل الخير.
+ نصلي لله ليعطينا محبة صادقة لله، نعبرعنها فى خدمة لله وكنيسته ورجاله، ونعبر عنها فى خدمة صادقة لأخوتنا بالعمل والحق وتقديم المحبة العملية والنصح الصادق والعطاء المادي والمعنوي، نقدم المحبة بدوافع صادقة دون رياء أو أنانية، فنقدم صورة طيبة عن الهنا الصادق والمحب.

............................

(12)
العريس السمائى

+ يقدم القديس يوحنا المعمدان لنا السيد المسيح على أنه حمل الله رافع خطية العالم وهو العريس السمائى للنفس البشرية {مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحاً مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذاً فَرَحِي هَذَا قَدْ كَمَلَ} (يو 3 : 29). يربطنا الله بذاته على مستوى الأتحاد الروحي بين النفس والله برباط محبة ووحدة وفرح روحي لا ينطق به ومجيد.
+ علي المستوى الجماعي للكنيسة أو على المستوى الفردي، بتوليين أو متزوجين علينا أن نقدم قلوبنا ومحبتنا لله { فَإِنِّي أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ اللهِ، لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ} (2كو 11 : 2). النفس المكرسة لله تحب الهها من كل القلب والفكر والروح، وتحب الجميع محبة روحية وتختفى لتعلن وتشهد لمجد عريسها ومخلصها.
+ يكمل فرحنا بخلاص الله وبان يملك الله على نفوسنا ويستعلن مجده لكل أحد ويؤمن به الأخرين { فَرَحاً أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا} (اش 61 : 10). ويكمل فرحنا ونكون فى عرس دائم فى السماء لنحيا مع الله كل حين، أمين.

السبت، 23 يناير 2016

تأمل في آيات -3 فرحين فى الرجاء

(7)

فرحين في الرجاء

{وليملائكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الإيمان تزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} ( رو١٣:١٥)
+ الله هو رجائنا ورجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين. المسيح رجاء المتعبين ليريحهم والخطاة ليغفر خطاياهم وهو الطبيب الحقيقي لنفوسنا واجسادنا وارواحنا ورجائنا الأبدي الذي قيل عنه فتيلة مدخنة لا يطفئ وقصبة مرضوضة لا يقصف حتي يخرج الحق الي النصرة وعلي اسمه يكون رجاء الشعوب.
+ نحن نحيا دائما فرحين في الرجاء، نجد سلامنا في المسيح رجائنا، ويتقوي ايماننا بالله الذي احبنا واذ تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله ونزداد في الرجاء حتي في الضيقات عالمين ان الضيقة تنشئ صبر وتزكية وثقل مجد أبدي
+ الروح القدس يقوينا في الضعف ويذيل عنا الخوف ويعطي حكمة في الحاجة ويتكلم علي السنتنا عندما نسأل منه حكمة ونعمة. ونصلي اليه ليقودنا بروحه القدوس لنزداد في كل عمل صالح.
..............
(8)
المحبة المتبادلة
{ نحن نحبه لانه هو أحبنا اولا} (١يو١٩:٤)
+ احبنا الله وتجسد وشابهنا في كل شئ ما عدا الخطية وحدها وبذل ذاته فداء عنا معلنا لنا محبته وخلاصه وقام ليقيمنا معه ويعلمنا طريق الكمال المسيحي ويهبنا حياة ابدية. نحن أذاً نحبه لانه احبنا اولا .
+ نحبه ونعطيه قلبنا ونقدم له حياتنا ونخدمه بكل وزناتنا وطاقتنا وما لدينا من امكانيات.
+ نصلي ليعلن لنا الله محبته ويجذبنا اليه ويقودنا في موكب نصرته ويتمجد في حياتنا باعمالنا واقوالنا، أمين.
.....
(9)

الميلاد والتبني

{وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. } (غلا ٤:٤-٥).
+ لقد مهد الله للتجسد الإلهي بالاباء والانبياء والرموز والنبؤات والمكان والزمان المناسب في ظل الامبراطورية الرومانية الموحدة واللغة اليونانية التي انتشرت في العالم كله وجاء الله الكلمة متجسدا واقترب الينا واعلن لنا الخلاص وبشري الفرح والسلام وأكمل عنا الناموس لفداء كل الامم.
+ الذين قبلوه اعطاهم سلطان ان يصيروا ابناء الله بالتبني وهبنا سلطان لنغلب الشيطان والخطية والموت ونجول علي مثاله نصنع خير ونرث ملكوت السموات.
+ في زمن الميلاد وبكل زمان نقدم قلوبنا هيكل لله ونهب حيى الرجاءاتنا لمن جاء وأعطانا حياة ونفرح بالخلاص ومع الملائكة نسبح الله قائلين "المجد لله في الاعالي وعلي الارض السلام وبالناس المسرة"

الأربعاء، 20 يناير 2016

شعر قصير (12) المحبة رباط الكمال


القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

"مابقيتش أخاف الموت"
بصيت شفت الناس خايفه من الموت
مع ذلك لا بيتوبوا ولا الموت حد يفوت
بريق الدنيا سراب وضجيج عالي الصوت
اللي ماسك بالدنيا متعلق بخيوط عنكبوت
الهواء يطيره أو عامل نظافة عليه يفوت
مسكت فى أيد ربنا مابقيتش أخاف الموت
بقيت أشتهي الموت قنطره بيها لله أفوت
...

(2)

" لله فى خلقه شئون"
خاف اللص عندما الكلب هاج وعواء
ففاق الحارس وأطلق النار فى الهواء
صحي المريض وقال نسيت أخذ الدواء
قام المصلي يناجي الله من أحبَ وهوى
خاف الطفل من النباح وأنكمش وأنزوى
وقال الطالب يالله الهدوء فعقلي أتكوى
لله فى خلقه شئون وكل أمرئ وما نوى


...

(3)

(المحبة رباط الكمال)
حقا قال الكتاب، المحبة رباط الكمال
المحبة ما بتستخبئ، قالوا في الأمثال
تحتمل وتتأنى وترحم وتعدل اللي مال
تريح وتفرح وتصبر حتى تتعدل الأحوال
الكره جفاء والمحبة وفاء وتاج جمال
كن محب لله والغير والخير تحقق الأمال
أثبت فى المحبة تثبت فى الله طويل البال
...

(4)

" خير الكلام"
قالوا العرب فى الأمثال
خير الكلام ما قل ودل
يغنينا عن تطويل مملل
بدون ايجاز بالمعني يخل
نطلب حكمة ترشدنا وتدل
نجد نعمة في العمل والقول
القمص أفرايم الأنبا بيشوي
............

(5)

" أحلي هدية"
هدية هي تفاحة من ذهب
علي طبق من فضه لك يَهب
قالُ كلمة مريحة وقت التعب
فلنقل كلام يريح المضطرب
نفرح مع الفرحين وقت الطرب
نحزن مع المحزون والمنتحب
......

الثلاثاء، 19 يناير 2016

عيد الانوار والظهور الإلهي

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوي
عيد الغطاس المجيد ...
اهنئكم احبائي بعيد الغطاس المجيد، عيد الظهور الإلهي الذى فيه انفتحت السماء على على الارض لتعلن رضا الآب القدوس ومسرته بالبشرية المتمثلة فى الابن الكلمة المتجسد ومن خلاله مسرته بالمؤمنين باسمه { وصوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت }(مت 3 :17). لقد سمى العيد بعيد الغطاس لان السيد المسيح فيه غطس فى ماء الاردن معتمدا من يوحنا المعمدان { فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء واذا السماوات قد انفتحت له فراى روح الله نازلا مثل حمامة واتيا عليه} (مت 3 : 16). وهكذا تكون المعمودية بالتغطيس أو الغمر كعلامة للموت ودفن الإنسان العتيق والقيامة مع المسيح. ومع أن الرب يسوع المسيح قدوس الذى بلا خطية وليس بحاجة الي معمودية التوبة التي كانت ليوحنا المعمدان لهذا رفض يوحنا المعمدان اولا بلباقة ان يعمده وقال له أنه محتاج أن يعتمد منه { ولكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان اعتمد منك وانت تاتي الي} (مت3:14). لكن السيد المسيح أكمل فى تواضع ووداعة كل بر واتى ليعتمد معمودية التوبة نائبا عن البشرية الخاطئة وممثل لها ولكي يرسم لنا طريق الخلاص كحامل لخطايا العالم، لهذا اجاب السيد يوحنا المعمدان { اسمح الان لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر حينئذ سمح له } (مت3:15).
القديس يوحنا المعمدان ورسالته...
جاء يوحنا المعمدان السابق والشهيد والذى عاش ناسكا فى الصحراء ليعمد ويدعو الى التوبة وغايته القصوى اعلان مجئ ابن الله الذى سيعمد بالروح القدس ويحمل خطايا العالم { وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ» وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ»} (يو 29:1-34). لقد اشتهى الانبياء مجي الله متجسدا لخلاص البشرية { ليتك تشق السماوات وتنزل من حضرتك تتزلزل الجبال} (اش 64 : 1). وها السموات تنشق ويعلن لنا الروح القدس عمله فينا من خلال ابن الله الكلمة المتجسد { وللوقت وهو صاعد من الماء راى السماوات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه } (مر1 :10). يوحنا المعمدان الملاك المرسل ليهيئ الطريق أمام الرب ويدعو الي التوبة في تواضع ونسك وزهد وشجاعة أمام الكتبة والفريسين والأغنياء والفقراء. دعا فى قوة لعدم الأتكال على البنوة لأبراهيم بل للإيمان المثمر ولم يخف حتى من هيردوس الملك وفضل أن يموت شاهدا للحق لذلك أستحق ان يشهد له المخلص بانه من أعظم مواليد النساء.
عيد الانوار...
فى عيد الظهور الإلهي استعلن لنا النور الحقيقي الذى ينير لكل انسان يؤمن به ويسير في نوره { فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه. كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور. كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم. كان في العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم}( يو 4:4-10). ان الظلمة المقصودة هي ظلمة الروح بالسقوط والخطية،وظلمة العقل بالجهل وعدم معرفة الله والتى تقود للهلاك { قد هلك شعبي من عدم المعرفة } (هو 4 : 6). لهذا قال الكتاب { لانكم كنتم قبلا ظلمة واما الان فنور في الرب اسلكوا كاولاد نور }(اف 5 : 8). ولهذا نرى السيد المسيح يرد على مقاوميه عند ما فتح عيني المولود اعمي عندما قاوموا عمله الخلاصي واغلقوا عقولهم واعينهم وادعوا المعرفة والبصر { فقال يسوع لدينونة اتيت انا الى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون. فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين وقالوا له العلنا نحن ايضا عميان. قال لهم يسوع لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية ولكن الان تقولون اننا نبصر فخطيتكم باقية} (يو39:9-41).
+ الله لا يترك نفسه بلا شاهد حتى في أحلك الأوقات {والنور يضيء في الظلمة} ليضيء للذين يريدوا أن يروا، وليدين الذين اختاروا العمى الروحي لنفسهم. فى عدم اكتراث لوجود النور. نعم يا احبائي يوجد من احبوا الظلمة اكثر من النور { وهذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم واحب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة }(يو 3 : 19). لقد استنارت قلوب المؤمنين فى عيد الانوار باستعلان الثالوث القدوس الاله الواحد فالاب من السماء يعلن مسرته بالابن الكلمة المتجسد والابن يعتمد فى نهر الاردن والروح القدس مثل حمامة مستقرا عليه. وهذا ما علمه الرب يسوع المسيح لتلاميذه وبشروا به فى كل مكان وأمنا به ونعيشه بالروح والحق كخبرة إيمانيه يوميه { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 19:28-20). هؤلاء الثلاثة هم واحد { فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد } (1يو 5 : 7).
بنوة المسيح يسوع لله الآب هي بنوة روحية أزليه أبدية كولادة النور من النور { ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لانك احببتني قبل انشاء العالم} ( يو 17 : 24). واعلنت من قبل الملاك لنا قبل الحبل به فى بطن القديسة مريم { فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} (لو 1 : 35). واعلنا السيد المسيح فى طفولته فى الهيكل{ الم تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لابي } (لو 2 : 49). واعلنا السيد المسيح بوضوح فى بشارته { انا والاب واحد } (يو 10 : 30). اما انه المسيح قد لقب ايضا "ابن الانسان" فلانه تجسد وتأنس فى ملء الزمان من القديسة مريم البتول { والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة وحقا} (يو 1 : 14). لقد صار مسيح العالم كله ولكل انسان ليحتضن البشرية بالمحبة والتواضع ويعلن لها محبة ومعرفة الآب وغفرانه ويقودها للخلاص والحياة الابدية { عرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم} (يو 17 : 26). ولهذا اوصى السيد تلاميذه باعلان بشري الخلاص للخلقة كلها{ وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن}( مر15:16-16).
+ بركات فى عيد الغطاس.. بعماد السيد المسيح رسم لنا طريق الخلاص كما اعلن لنا السيد المسيح فى حديثه مع نيقوديموس بالولادة من فوق لنصير ابناء الله وننال الخلاص والدخول الي ملكوت السموات { اجاب يسوع وقال له الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله} (يو 3 : 3). وعندما تعجب نيقوديموس قائلا { كيف يمكن الانسان ان يولد وهو شيخ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية ويولد} (يوحنا 4:3) اوضح له الرب يسوع المسيح كيفيه الولادة من فوق { اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح} (يو5:3-6).
{ واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله} ( يو 11:1-13). بالعماد المقدس يحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا { لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح }(غل 3 : 27). اننا فى هذا العيد نجدد عهودنا مع الله ان نسلك فى النور كابناء الله لنموت عن شهوات وخطايا العالم ونحيا مع المسيح فى جدة الحياة المقامة {فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما اقيم المسيح من الاموات بمجد الاب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة }(رو 6 : 4). {مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله } (كو 2 : 12). ونسهر على خلاص انفسنا بضمير صالح فى توبة عن الخطية التى تدنس الفكر والجسد والروح { الذي مثاله يخلصنا نحن الان اي المعمودية لا ازالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح } (1بط 3 : 21). اننا نصلى طالبين من الرب غفرانا لخطايانا وأثامنا ليقودنا بروحه القدوس لنحيا حياة التوبة المقدسة ونثمر ثمر الروح.
في عيد الغطاس نفرح مع الشاهد يوحنا المعمدان بسماع صوت عريس نفوسنا ونحيا معه فى فرح روحى { من له العروس فهو العريس واما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل} (يو 3 : 29). ونشهد لمن دعانا من عالم الظلمة الى نوره العجيب، فالشاهد إذا هو من يرى رؤيا واضحة، ويقتدر على الإفصاح عما رأى بكل دقة وأمانة، بلسانه وبحياته وإن لزم الأمر بموته أيضا. لأن الشهادة والاستشهاد مشتقان من مصدر واحد. كما شهد يوحنا بلسانه الفصيح، وحياته النقية الجريئة، فأضحى شاهداً وشهيداً.
عندما نحيا إيماننا ونمتلي بالروح القدس يكون لنا الثمار والمواهب الروحية لنشهد للنور. ولكن هل من حاجة للنور إلى الشهادة؟ أليس النور خير شاهد لنفسه؟ نعم. ولكن الناس يحتاجون إلى الشهادة عن نور المسيح العجيب وسمو تعاليمة وقيمة الروحية الفاضلة لأن السيد المسيح فى تواضعه واخلائه لذاته من المجد لم يأتنا في شكل ممجد بل أتانا في "شبه الناس". رغم أنه كان له سلطان واعمال الآب { صدقوني اني في الاب والاب في والا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها}(يو 14:11) ويحتاج الناس إلى من يوجه نظرهم إلي عريس النفس البشرية وسيدها لاسيما من يعيشوا في وادي الظلمات ويحتاجوا لمن يعلن لهم نور المسيح العجيب على مستوى شهادة يوحنا المعمدان فى حياة مقدسة حصلنا على كل الامكانيات اللازمة لها وينبغى ان نختبرها بالحياة بالروح والحق، أمين.

الأحد، 17 يناير 2016

تاملات فى آيات-2 ثقتنا فى الله

الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(4)
الطيور علي اشكالها تقع

{ المساير الحكماء يصير حكيما، ورفيق الجهال يضر} (ام ٢٠:١٣)
(He who walks with wise men will be wise, But the companion of fools will be destroyed)" pro 13:20"
+ علينا ان نختار الصديق الصالح الحكيم الذي نصادقه فالطيور علي اشكالها تقع، ان اردنا ان نسلك بحكمة فليكن الكتاب المقدس صديق لنا ونتبع وصايا الله ونختار الصديق قبل الطريق، وليكن اصدقائنا من الروحيين الحكماء نتعلم منهم ومن كتابات ابائنا القديسين ونصادق ابناء الله الذين لديهم مخافة لله.
+ كم من اناس اضرتهم الصداقات المعثرة، فالمعشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة. قل لي من صديقك اقول لك من أنت . نحن نشرب من اخلاق من نصادقهم . رفيق الجهال يسمع لمشورتهم ويسلك في طرقهم وينقاد الي سلوكهم فيضرونه وقد يتسببوا في هلاكه.
+ نصلي لله لكل يهبنا حكمة من عنده، ويجعلنا اصدقاء أمناء لمن حولنا نؤثر في مجتمعنا ونكون نورا ينير للجهال وملح يعطي مذاقة روحية لمجتمعنا، نطلب حكمة من الروح القدس ليقودنا في كل عمل صالح.
.......

(5)

الشبع بالمسيح

{طوبي للجياع والعطاش الي البر لانهم يشبعون} (مت٦:٥)
+ الجوع والعطش الإنساني علامه صحة وحياة للانسان، لكن يجب ان يكون جوعنا الي الله وعمل الخير وكشوق الأيل الي جداول المياة، هذا تشتاق نفسي اليك يا الله. خلقنا الله علي صورته ومثاله وستظل نفوسنا قلقة وحائرة ولن تجد نفوسنا راحتها الا في الله.
+ الويل للإنسان المكتفي بما لديه في الروحيات { الويل لكم أيها الشباعي لانكم ستجوعون} (لو٢٥:٦) لابد ان ننسي ما هو وراء ونمتد الي ما هو قدام. الشخص البار ليس من اقتني البر بل الجائع والعطشان الي البر والي الله، يصلي ويحب الله ويقول لله معك لا اريد شئ. لكنه يظل يشتاق ان يشبع من محبة الله والي مزيد من الصلاة والاتحاد بالله والتطلع الي الخلاص الأبدي والحياة مع الله في السماء.
+ نصلي الي الله ليشبعنا بمحبته ونمتلي بعلم معرفته ونتحد به ونكون روح واحد ونشبع اذ أستيقظنا بشمس البر ونور الحياة. نعطش الي الله ونرتوي وتظل اروحنا في جوع وعطش الي الله ومحبته واللقاء المشبع به واعلان محبته لكل احد ليذوقوا وينظروا ما أطيب الرب ، أمين.
......

(6)
ثقتنا في الله
{ لا تخف لاني معك، لا تلتفت لاني الهك، قد ايدتك وأعنتك وعضدتك بيمن بري} ( اش ١٠:٤١)
+ من كان الله معه يطمئن ويتشجع ولا يخاف ولا يجذع من القائمين عليه، ان كان الله معنا فمن علينا؟ فلتكن عيوننا وقلوبنا نحو الله ونرضيه بكل ارادتنا ونتجه الي العمل الروحي ولا نلتفت الي غيره ولا نخشي في الحق قيام الاعداء الذين بقوة الله يتلاشوا ويكونوا كلا شئ.
+ من الله ناخذ المساندة والعون والحكمة والقوة، ملعون من يتكل علي زراع بني البشر ويبحث عن دعم من احد ويترك زراع الله القوية ويمينه المقتدرة.
+ ثقوا في الله المنتصر والراعي الصالح، في التحديات التي تواجهنا نري يمين الله التي ترفعنا وتعبر بنا كل ضيقات الحياة فيشتد ويقوي عودنا ويحقق لنا الله الوعود والعهود وننال النصرة من الله الذي يظهر بنا رائحته الذكية ويكون قوتنا فنطمئن ويجدد كالنسر شبابنا ويعظم انتصارنا بمن احبنا.

السبت، 16 يناير 2016

تاملات فى آيات-1


الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
تكريس القلب لله
{ وَيَخْتِنُ الرَّبُّ إِلهُكَ قَلبَكَ وَقَلبَ نَسْلِكَ لِكَيْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ لِتَحْيَا.} (تث 6:30)
(And the LORD your God will circumcise your heart and the heart of your descendants, to love the LORD your God with all your heart and with all your soul, that you may live And the LORD your God will circumcise your heart and the heart of your descendants, to love the LORD your God with all your heart and with all your soul, that you may live) " Deut. 30:6"
+ كان الختان يتم فى العهد القديم لكل طفل ذكر مولود في اليوم الثامن كعلامة للدخول في عهد مع الله كرمز للمعمودية نولد من فوق لنكون له ابناء ويكون لنا ربا والها { وَبِهِ ايْضاً خُتِنْتُمْ خِتَاناً غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا الْبَشَرِيَّةِ، بِخِتَانِ الْمَسِيحِ. مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا اقِمْتُمْ ايْضاً مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي اقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. وَإِذْ كُنْتُمْ امْوَاتاً فِي الْخَطَايَا وَغَلَفِ جَسَدِكُمْ، احْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحاً لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا،.إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ} (كو 11:2-14).
+ كان الختان كان قديما شرط للدخول في عضوية شعب الله كالعماد هو ضرورة لكي يصبح الإنسان عضو في الكنيسة كجسد المسيح. وهما طاعة لله ووصاياه، لقد أكمل الرب يسوع الناموس عنا عندما تجسد وقبل الختان في اليوم الثامن من ميلاده ودعي أسمه يسوع لانه يخلصنا من خطايانا ومن سلطان إبليس ومن الموت الأبدي.
نحن نختم بالميرون المقدس لنتقدس ونتكرس لله وتصبح أجسادنا وارواحنا بل وكل حياتنا لله وبختان القلب يتطهر القلب من كل مشاعر خاطئة ونعبد الله بالروح والحق ونحبه من كل القلب والنفس والروح فنحيا مع الله وننال الحياة الأبدية.
..............

(2)

العين البسيطة
{ سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِماً.اُنْظُرْ إِذاً لِئَلاَّ يَكُونَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظُلْمَةً.} (لو 34:11-35)
}The lamp of the body is the eye. Therefore, when your eye is good, your whole body also is full of light. But when your eye is bad, your body also is full of darkness. Therefore take heed that the light which is in you is not darkness} ( Luk. 11:34-35)

+ عيوننا وانساننا الداخلي هى المرشد والقائد الذى نرى العالم به من حولنا، فلو كان قلبنا نقي وفكرنا بسيط ومقدس تكون عيوننا بسيطة مستنيرة، تنظر الي الناس والأشياء بفكر طاهر وتكون عيوننا وقلوبنا متطلعة الي السماء،لا تدنسها شهوات وملذات العالم، ولا تهتم الا بالعشرة مع الله وتبحث عن ما هو مقدس وتقول لي الحياة هي المسيح.
+ السيد المسيح هو نور العالم وعندما يحل المسيح بالإيمان في قلوبنا، نرى العالم من خلاله ونحب الجميع محبة روحية مقدسة وتكون قلوبنا ونيتنا ودوافعنا مقدسة ولا تتدنس بشهوات تعيق محبتنا لله أو الناس أو الاشياء.
+ أما العين الشريرة والقلب المظلم فلا يشتهى سوى العالم الباطل، بأمواله وملذاته. ويفقد الرؤية السليمة للناس والأشياء ويقع فريسة للنجاسة والطمع ومن ثم القلق والهم ويفقد الإنسان حريته فتأثره النجاسة والعبوية للمال ويظلم القلب ويستعبد للشهوات. أن العين كالقائد وربّان السفينة الذي إن بدأت السفينة تغرق فلا ينتفع بالخيرات الكثيرة التي تملأها؟.
+ أننا نصلي ونتضرع الي الله أن يهبنا العيون البسيطة والقلب الحكيم والفكر المقدس التي ترى العالم والناس والحياة بعيون وفكر المسيح، نطلب أن يختن الله عيون أنساننا الداخلي بنعمته فنتقدس وتتقدس حواسنا وأرواحنا ونشبع بنعمته الغنية، ونتحلي بالتواضع والقناعة والحياء الداخلي، فلا نحسد ولا نشتهي ما ليس لنا، بل يكون المسيح هو نور حياتنا ونستنير بروحه القدوس وننير للغير فكرنا مقدس وقلبنا الطاهر غير منقسم وحياتنا الصالحة التي ترضي الله، أمين.
.............
(3)

نقاوة القلب
{ طوبي لانقياء القلب لانهم يعاينون الله} ( مت٨:٥)
{ Blessed are the pure in heart, For they shall see God}( Mat.5:8)
سعداء ومباركين ولهم الغبطة اولئك الساعين لنقاوة قلوبهم من كل غش وخطية، الذين يعيشوا حياة العفة والنقاوة وبالتوبة والاعتراف يغتسلوا ويتطهروا من الخطية ويتنقوا بالتناول من الأسرار المقدسة ويتبرروا في دم الحمل.
من اجل نقاوة قلوبنا نحرص علي تقديس حواسنا وطهارة فكرنا وتغذيته بافكار مقدسة فيكون لنا فكر المسيح، ونعمل عل محبة الله من كل القلب فتكون لنا مشاعر الحب القوي نحو الله واخوتنا واحشاء رحمة وحنو نحو كل الخليقة.
عندما يتنقي القلب من الخطية ونحيا في مخافة ومحبة لله يحل المسيح بالإيمان في قلوبنا ونعاين جلال مجدة ونتمتع بالشركة والإتحاد به ونقول مع النبي معك لا أريد شئ علي الأرض.

الخميس، 14 يناير 2016

شعر قصير (11) من وصايا الحكماء

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
(1)
" أب يوصي أبنه "
أب بيوصي أبنه عندما حان وقت الرحيل
خليك يا ابني راجل قيم، جرئ وأصيل
كريم ومعطاء وشهم زي كرم نهر النيل
محب لله وللناس والإنجيل مرشدك ودليل
حمال أسيه أمين، صابر وحافظ الجميل
كاتم السر ولهموم الناس تستمع وتشيل
أعمل الخير تلاقيه عند الله بالف جميل
حب أخوتك وأستر عليهم الكل ليك يميل
......

(2)
" وصية أب روحي لابنه"
تقوى بالإيمان وتشدد وكن جرئ وشجاع
لان الرب الهك معك في كل زمان وأصقاع
بالتواضع يا ابني تغلب الأشرار والسباع
وما دمت ترضي ربك يجعلك مهاب ومطاع
كلام الله لك دستور، أعمل به كنور وشعاع
حب ربك من كل قلبك وكن له سفير وراع
وأخدم الناس بحب من كل الأديان والأنواع
داوى الجريح وعزى الحزين ورد اللي ضاع
أحكم بالعدل وأجعل الرحمة لك سلاح ومتاع
تحيا بسلام في أى مكان وفى شتي الأوضاع
....
(3)

"وصية من أم لابنها"
يا أبني أسمع لنصيحة أمك اللي بتحبك
وتخاف عليك وتحب دوما تكون جنبك
خلي مخافة الله كنزك وحبه من قلبك
أبعد عن الشر والأشرار وأتقي ربك
طيع كلامه وخليه نور لحياتك ودربك
لايغرك كلام معسول فيه هلاكك وكربك
ولا مال أو مناصب أتعبت اللي من قبلك
كله زائل ولا يبقى الا حبك وعملك لربك
.....

(4)

" الحكمة تنادي"
الحكمة تنادي فى البيوت أو الطرقات
الي متي تتبعوا وتسلكوا فى الجهالات؟
أرجعوا اليّ فتحيوا وتعوضوا اللي فات
من يبتعد عني يحيا الشقاء فى متاهات
والمستمع اليّ يحيا آمناً وينال الطيبات
أفيض عليه من روحي وأعلمه الكلمات
مخافة الرب رأس الحكمة وخلاص الذات
بالمحبة لله تنمو وننال ملكوت السموات
... ..

(5)
" أبني بيتك صح"
أبني بيتك صح علي أساس
البر يرفع الشأن ويعلى الناس
والخطية تفضح وتوطي الرأس
أتقي الله وكن شهم ذو أحساس
والتقوى والإيمان أغلي ميراث
مخافة الله حكمة بل وهي الرأس
تبني عليها يعلا البناء ولا ينداس

السبت، 9 يناير 2016

مبارك شعبي مصر

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
مجئ العائلة المقدسة الي مصر ..
+ زيارة السيد المسيح مع يوسف النجار والعذراء مريم لأرض مصر جاءت بعد زيارة المجوس للسيد المسيح وتقديمهم له الهدايا من الذهب والمر واللبان. والتي تحتفل بها كنيستنا القبطية فى الرابع والعشرين من شهر بشنس القبطى الموافق الاول من شهر يونيو كعيد لدخول السيد المسيح له المجد الى أرض مصر وفى العيد وكل يوم يجب أن نسبح الله قائلين " إفرحى وتهللى يا مصر وكل بنيها وكل تخومها ، فإنه اتى إليك محب البشر الكائن قبل كل الدهور" هذه الزيارة بركة من السماء لبلادنا المصرية ان يزورها ملك السلام ويعيش بين ربوعها، شاربا من نيلها، متجولاً فى مدنها وقراها ، مباركاً واديها وصحاريها، محققا نبؤة اشعياء النبي التى جاءت عن زيارته لها قبل أكثر من سبعة قرون من ميلاد المخلص والتى جاء فيها { وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: «هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ}(اش 19 : 1). ظهر الملاك ليوسف وأمره بالمجئ الى مصر { اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم وخذ الصبي وامه واهرب الى مصر وكن هناك حتى اقول لك لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه. فقام واخذ الصبي وامه ليلا وانصرف الى مصر. وكان هناك الى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني } (مت 13:2-15). لقد دشن السيد الرب كنيسته فيها وأقام له عموداً عريقاً عند تخومها وهو كرسى مارمرقص الرسول فى مدينة الأسكندرية الذى كان وسيبقى له دور وشأناً فى نشر الكرازة بالإنجيل لا على مستوى مصر والشرق بل والعالم كله { في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط ارض مصر وعمود للرب عند تخمها} (أش 19:19 ). لم يزور المخلص فى حياته على الارض بلاد غير فلسطين الا بلادنا المصرية وفيها وجد الأمان من بطش هيرودس الملك ، وستبقى مصر أنشالله بلد الأمن والسلام تفتح أحضانها لزائريها كما كانت الاراضى المصرية ملجأ وملاذ فى وقت الجوع والقحط لابائنا القديسين أبراهيم ويعقوب واليها جاء يوسف كعبداً مباع ووصل الى قمة المجد وخلص مصر وابيه واخوته من المجاعة والي مصر دخل ابناء يعقوب لايتعدوا المئة وعاشوا فيها الى ان خرجوا أمة عظيمة .
+ اننا اذ نفخر بمجئ العائلة المقدسة الى بلادنا منذ الفي عام فاننا نصلى لينظر الرب الى مصرنا الحبيبة ويفتقدها بمراحمة وعنايته ويحفظ شعبها وكنيستها قوية ومقدسة ويشفى جرحات نفوسنا وبلادنا بنعمته تتميماً لوعده {ويضرب الرب مصر ضاربا فشافيا فيرجعون الى الرب فيستجيب لهم ويشفيهم} (اش 22:19). وكما وجد السيد المسيح الأمان فى ربوع مصر نسأله ان ينعم على شعبها والأمان والاستقرار والسلام والازدهار ويحفظ أرضها ونيلها من كل شر.
الرحلة الى مصر أسبابها ونتائجها ...
+ كانت مصر رائدة العالم فى الحضارة والفكر والثقافة وكان في الاسكندرية مدينة الفكر والفلسفة الهلينية فصارت بعد ذلك مركزاً للفكر المسيحى والإيمان الحى العامل بالمحبة وأشتهرت بمدرسة الأسكندرية اللأهوتية فى القرون الأولي، كان يمكن للسيّد أن يلتجئ إلى اى بلد أخر ، لكن بحكمة أختارت العناية الإلهية أن ياتي الي مصر ليقدسها ويباركها ويقيم في وسط الأرض الأمميّة مذبحًا له. في هذا يقول إشعياء النبي: {هوذا الرب راكب على سحابة خفيفة سريعة، وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها... في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تُخُمها، فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر... فيُعرف الرب في مصر، ويَعرف المصريّون الرب في ذلك اليوم، ويقدّمون ذبيحة وتقدمة، وينذرون للرب نذرًا ويوفون به... مبارك شعبي مصر} (إش 19). اهتم الوحي بهذه الزيارة الفريدة، وبارك الله بلادنا فصارت مصر مركز إشعاع إيماني حيّ. قدّم السيّد المسيح فيض نعم في مصر لتكون سرّ بركة للعالم كله، ظهر ذلك بوضوح خلال عمل مدرسة الإسكندريّة وظهور الحركات الرهبانيّة والعمل الكرازي. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: "هلمّوا إلى برّيّة مصر لتروها أفضل من كل فردوس ، ربوات من الطغمات الملائكيّة في شكل بشري، وشعوب من الشهداء، وجماعات من البتوليّين. لقد تهدّم طغيان الشيطان، وأشرق ملكوت المسيح ببهائه. مصر هذه أم الشعراء والحكماء والسحرة... حصّنت نفسها بالصليب. السماء بكواكبها ليست في بهاء برّيّة مصر الممتلئة من قلالي النُسّاك"
+ كانت مصر مركزاً للعبادات الوثنية رغم بحثها عن الله واهتمامها بالدين فجاء الرب ليعرفها بالايمان الحقيقى ويعلن لها الحق . لقد إرتجفت اوثان مصر من هيبة الرب يسوع وجلال إلوهيته وقوته عند دخوله اليها ومالت بثقلها الحجرى فتحطمت وتكسرت أمام الصبى القادم اليها وقد روى المؤرخون هذه الحادثة فقالوا : " أن الأصنام كانت تتكسر لدى ظهوره أمامها ، والبرابى أقفرت من شياطينها وذاب قلوب كهنة الأصنام خوفاً وهلعاً ، فهرعوا إلى حكام مصر لينصرهم على القادم الصغير ولكنه لم يكن سلطان الظلمة له سيطرة عليه ، وفى أثناء هروب العائلة المقدسة من بلدة إلى أخرى كان يرحب بهم الكثيرين حسب كرم المصريين ويؤمن به البعض ولكنه كان يجد العداوة من البعضهم لاسيما من كهنة الأوثان وخدامها لفقدهم أرزاقهم ، فحلت على الأولين بركته وعلى الآخرين هيبته. وفى تعليق دينيس على نبؤة أشعياء النبى عن مصر قال " كما تحطم تمثال داجون أمام التابوت المقدس هكذا سقطت تماثيل مصر عند مجئ يسوع ، إذ لم تقوى على مواجهة حضورة أما المؤرخ بلاديوس وهو من رجال القرن الرابع الميلادى ذهب بنفسه إلى إقليم الصعيد إلى " منطقة الأشمونيين" فقد قال " راينا الاوثان المحطمة هناك فى بيت الأوثان حيث سقطت جميع الأوثان التى فيه على وجوهها عندما دخل مخلصنا المدينة ". اننا نصلى الى الله الان وفى كل وقت ان يحطم الله أوثان الجهل والأنانية وعدم الأيمان والمرض والفقر والتعصب فى كل بيت وكل نفس وكل مدينة وقرية وأن يزرع الإيمان المحبة والسلام فى ربوع بلادنا .
+ ان مجئ السيد المسيح الى مصر أبتعاداً عن الشر الذى يمثله هيرودس وطغيانه يقدم لنا منهجاً روحيا للهروب من وجه الشر فالصديق يرى الشر فيتوارئ كما قدّم لنا منهج روحي يقوم علي عدم مقاومة الشرّ بالشرّ، وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن النار لا تطفأ بالنار بل بالماء. إذ كانت مصر وبابل هما أكثر بلاد العالم ة حضارة ومعرفه وبحثا عن الله تشوه بالعبادات الوثنية ، أعلن الرب منذ البداية أنه يرغب في إصلاح المنطقتين لحسابه، ليأتي بهما إلى ما هو أفضل، وفي نفس الوقت تمتثل بهما كل الأرض، فتطلب عطاياه، لهذا جاء المجوس من الشرق طلباً لله وجاء المخلص الى مصر بنفسه مع أمه وما الظهورات المتكرره للسيدة العذراء القديسة مريم فى مصر الا تأكيد ومباركةً لبلادنا.
+ أننا نصلي لله طالبا ان يتمم وعوده الصادقة ويبارك بلادنا مصر التي تقدست بزيارته اليها وتجواله بين ربوع واديها. وكما أكلت العائلة المقدسة من نتاج أرضنا وشربت من مياه نيلها وأحتمت بين أهلها من بطش هيرودس الملك. نصلي ليبارك الله فى شعب بلادنا بمسيحيه ومسلميه، ويبارك هذه الأرض الطيبة وثمار أرضها لتعود مصر وتكون مصدر شبع لشعبها بل ومخزن غلال يشبع من حولها كما كانت أيام أبائنا أبراهيم واسحق ويعقوب ملاذ لمن حولها وقت القحط والجوع وليبارك الله مياة نيلها الخالد شريان الحياة فيها ليظل مصدر أرتواء للجميع.
+ نصلي لتكون مصر مصدر أشعاع روحي وحضارى وفكرى لشعبها وشعوب العالم، يستقى العالم من قيمها وعلم قممها وعلومهم وتبقى شامخة بعلمائها وقديسيها وروحانيتها وليحفظ الله كنيستها رعاة ورعية وشعب من كل مكروه ويعيننا للقضاء على الجهل والمرض والفقر ويقودنا فى كل عمل صالح،أمين .

الخميس، 7 يناير 2016

ملحمة الحب الإلهي


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
جاء لنا الاله المحب متجسداً
إن كان يومك ملبدا بالغيوم. وليلك ملبدا بالغيوم ولا ترى فيه نجوم، إن كنت تعانى الوحدة والأحزان أو تعيش الاضطهاد والحرمان، إن أحسست أن أبواب السماء مغلقة وقد صارت نحاسا يطن او صنجا يرن، إن عشت الخوف وعدم الأمان وفقدان الأمل، أن لم يكن لك احد يسمعك ولا أحد يزيل همك وأحزانك، إن كان هذا حالك وأحسست كأنك هالك ولا أحد يذيل همك وأحزانك، إن اشتدت ظروف الضيق ورايت ان ماضيك مظلماً وحاضرك معاناة والآم ، ومستقبلك ملبداً بالغيوم والضباب. فليست هذه النهاية، فإليك جاء رجاء من ليس له رجاء، جاء الرب يسوع المحب ليبحث عن من هلك وليعطيه حياة أفضل، هو حبيب لمن ليس له حبيب وهو نعم الصديق طوال الطريق. جاء الإله المحب متجسداً ليعلن محبته لك أنت. أن أمرك وخلاصك وأبديتك تهمه كثيرا جداً، انه أفتقر ليغنينا وجاع ليشبعنا وبذل دمه الثمين ليهبك حياة أبدية.
ثق حبيبي أن الشمس غلف الغيمة وبعد ظلام الليل يشرق شمس البر. إن الرب يسوع المسيح تجسد وعاني الوحدة وترك الأحباء، وعاني الظلم والقيل والقال والجميع وقت الصلب تباعد عنه ومال، جاء ليبشر المساكين ويعتق المأسورين ويبشر منكسري القلوب، جاء يبحث عن الخروف الضال ويعطي الأمل للسامرية الخاطئة. جاء يقدم محبة لانهائية وغفران تام وتحرير من سلطان ابليس والخطية والشر والضعف والخوف وغلبة حتى على الموت

الرب يسمع الدعاء ..
جاء ليعطي للبائسين الرجاء ويمنح لنا الأمل المتجدد في الحياة ويضمنا الى احضانه الالهية فى سماء المجد، جاء ليقوي الضعفاء، ويهب المرضي الشفاء، هو يدافع عن المظلومين، انه الصديق الصدوق، والحبيب الذي لا يفارقنا في اليأس والشقاء، انه العريس الأبرع جمالاً لمن فاتهم قطار الزواج ، انه المحبة والوفاء، انه الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف ويهبهم حياة أفضل، انه المخلص لمن استعصي عليه الخروج من الخطية المهلكة للنفس والروح، انه الألف والياء، البداية والنهاية، وسيبقي أمينا حتى لو كنا نحن غير أمناء.
انه المحبة المتجسدة التي تعلن لنا ان الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. فهل نريد ان نحيا عمق المحبة وقوتها أذن لنتحد بالمسيح المحب والمتواضع ولا نحب باللسان والكلام بل بالعمل والحق.
صلي وقل له أعرف انك تحبني ولكن أريد أن أمتلئ بالمحبة. اعرف انك الإله الحاضر في كل مكان ولكن أريد أن اشعر برفقتك لى، أدرك انك قادر علي كل شيء فهل لك أن تغيرنى، تحررني من الخوف والضعف والمرض والوحدة، ترشدني وتفتح أمامي الأبواب المغلقة وتمهد الطرق الوعرة، تعطيني الأمل في مستقبل أفضل في عالم شرير ومظلم. تهبني السلام وتعطيني الرجاء وتملأ القلب بالمحبة.
ليكن لك إيمان بالله...
تعالى إليه أيها المتعب وأنت تستريح وتفرح إلى الأبد. تعالوا إليه وبثوا إليه شكواكم وأحزانكم والأمكم وأمالكم في الحياة. أعترف له بخطيئتك وبضعفك وخوفك وان لم تستطع أجلس أمامه وتأمل محبته، هاتوا معكم كلاما وقولوا بك يرحم اليتيم وبك تفرح وتتعزى الأرملة، بك نحمل الصليب ونتبعك من كل القلب، أتحد بالمسيح بالإيمان والتناول من الأسرار المقدسة وهو يقودك ويرعاك واتخذه صديقا وهو الوفي واشتكي له همك وهو يعولك . قل له العمر ضاع وأنا الآن وسط برية السباع وليست لي قوة للدفاع، أنت صخرتي وقوتي وحمايتي ، وفي حياتي أنت محبتي وأملى الوحيد. أدرك انك قادر واعلم انك محب وقال عنك القديسين الكثير ، ولكن أريد أن تكون لي ومعك ينتفى من حياتي الوحدة والغربة، أحب أن يكون يومي هذا نقطة تغيير في حياتي وللأبد، أنا بك ولك ومعك لا أريد شيء علي الأرض، فأنت الهى وأبى وأحن من الأم علي ابنائها ومدافع عن المظلومين وهم صامتين، أمسك يدى وقدني كما تشاء ، لساعة انطلاقي إلى السماء، أنت مرشدي ومعك غدى سيكون أفضل جدا...

نعم سيكون...
أنا هو إلهك الممسك بيمينك القائل"لا تخف لأنى معك"، أنا المحبة المشبعة وسأكون سلاما وفرحا لك ، أنا المحرر وها أنا أحررك من الضعف والخوف والمرض واليأس، روحي القدوس سيقودك ويحول البرية إلى جنة، وسينبع منك أنهار تجرى لحياة أبدية ، أنا أسير أمامك والهضاب أمهد، أكسر مصاريع النحاس أنا أمس واليوم والي الأبد. ها أنت معنا كل الأيام . فالشكر والحمد والتسبيح لك يا من تجسدت لترفعنا وتجعلنا ابناء للاب السماوى، نعم يا الهي ما أجملك وما أروع عشرتك، قلبي وروحي يسبحان اسمك القدوس، أنت سلامى وأملى ومخلصي وليس لي سواك، حررنى وغيرني وأمنحني القوة والشبع والعزاء، أريد ان أحيا لا أنا بل أنت تحيا فى. منك سلامي ولك حبى وكلامى، أشكرك يا الهي فليس لك مثيل . وبك أنت المحبة والرجاء والإيمان نسير.

الأربعاء، 6 يناير 2016

(124) فكرة لليوم وكل يوم أفراح الميلاد المجيد

+ نفرح ونحتفل بميلاد السيد المسيح وتجسده وحلوله بيننا ومشاهدتنا لجلال مجده ونهتف مسبحين الله كل حين { وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً} (يو 1 : 14). نفرح لان التجسد الإلهي هو أعلان خلاص ومحبة ورحمة الله لكل البشرية فى كل الأجيال, وهذا ما أعلنه ملاك الرب للرعاة يوم ميلاد المخلص{ وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ.وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ} ( لو 8:2-11). ميلاد المسيح له المجد لم يكن فرح وخلاص ورحمة للبشر فقط بل هو فرح الملائكة فى السماء { وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: «الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».} (لو 13:2-14). نفرح ونتعلم من وداعة وتواضع الرب الإله الذى تواضع وولد في المذود ليرفعنا { وَهَذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطاً مُضْجَعاً فِي مِذْوَدٍ.} (لو 12:2).
+ نفرح بميلاد المخلص الذى جاء لخلاص الجميع يهود وأمم، رجال ونساء وأطفال { فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ} (مت 1 : 21). وهو القدوس الذى بلا خطية حمل خطايانا على الصليب ليحلنا من رباطات خطايانا{ وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا} (اش 53 : 5). ولم يقتصر خلاص الرب يسوع المسيح على شعب بعينه بل جاء لخلاص العالم كله فقال: {لم آت لأدين العالم، بل لأخلص العالم" (يو12: 47). وشهد له أهل السامرة بعد أن راوه لمدة يومين {هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم}(يو4: 42). وقال عن نفسه { أنه جاء لكي يخلص ما قد هلك} (متى18: 11) (لو19: 10). وكما قال القديس بولس {إن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا} (1تى1: 15). وهو الذى جاء ليفدينا من كل أثم { بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم} (تى2: 14). إنه المخلص الي التمام { يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام} (عب7: 25). به ننال خلاصنا الأبدي { صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي} (عب5: 9). ولهذا يتعجب القديس بولس الرسول قائلاً {فكيف تنجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره؟!} (عب2: 3). السيد المسيح جاء فادياً، ومخلصاً وكفارة، يخلص العالم كله من خطاياهم، ويفديهم من كل إثم { ليس بأحد غيره الخلاص} (أع4: 12).
+ أعلن الكتاب المقدس أن الله اله رحيم وصالح ومحب البشر { فَاجْتَازَ الرَّبُّ قُدَّامَهُ. وَنَادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الْإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ }(خر 34 : 6). {الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ} (مز 103 : 8). وجاء الرب يسوع المسيح رحمة متجسدة كما أعلن زكريا الكاهن عن ميلاد السيد الرب { بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلَهِنَا الَّتِي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ }(لو 1 : 78) أعلن المخلص في خدمته رحمته لنا ودعوته الصادقة بالرحمة للخطاة والأثمة والبعيدين وهكذا دافع عن قبوله للخطاة قائلا { فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ} (مت 9 : 13). التجسد أعلان لوداعة وأتضاع ورحمة الله، وأن كان الله قديما كلم الأباء بطرق شتى فمن خلال شجرة عليق متقدة بالنار كلم الله موسي النبي فهل يستحيل على الله أن يتجسد ويصير بشرا معلنا محبته الإلهية للبشر كما قال القديس بولس { وَبِاعْتِرَافِ الْجَمِيعِ، أَنَّ سِرَّ التَّقْوَى عَظِيمٌ: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، شَهِدَ الرُّوحُ لِبِرِّهِ، شَاهَدَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ، بُشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، ثُمَّ رُفِعَ فِي الْمَجْدِ} (1تي 3 : 16). ولم يحد التجسد من لاهوت الأبن الكلمة بل لاهوته يملء كل مكان، كما لا يحد التلفزيون لدينا حتى نري الأشخاص تتحرك وتتحدث ويبقي الأرسال التلفزيوني من الجو حولنا ويستطيع أن يلتقط بثه غيرنا. شابهنا السيد المسيح فى كل شئ ليعلن رحمته وفدائه لنا كرئيس كهنة الخيرات العتيدة { مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ } (عب 2 :17). نحن نفرح بالمسيح مخلصنا وميلاده العجيب ونحيا نصنع محبة ورحمة لننال رحمة فى حينه {وَاحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ اللهِ، مُنْتَظِرِينَ رَحْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ }(يه 1 : 21). ونصلي من أجل كل أحد ليتمتع الكل بخلاص الله ومحبته ورحمته الله ونحيا فى سلام وأفراح الخلاص في كل حين، أمين.

الاثنين، 4 يناير 2016

فى ذكرى الأربعين للمتنيح مثلث الرحمات الأنبا أبراهام مطران القدس

{ وَلَمَّا كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ}
(لو 1 : 23)
عندما أتكلم عن سيدنا وأبينا مثلث الرحمات الأنبا أبراهام، تعجز الكلمات أن تصف ذلك القامة الروحية الشامخة، رجل الصلاة وإنسان الله والخادم الأمين، والراعي المثالي، والعالم التقي، الراهب الناسك، الأب المحب والمتواضع، الذى خدم الله بمحبة وأمانة وأخلاص وكان خير سفير للسماء والكنيسة والوطن.
كان بحق سفير السماء الينا سواء فى خدمته كخادم وأمين خدمة فى الجيزة، أو راهب تقي نشيط فى الدير، أو كحبر جليل ومطران موقر فى الأراضي المقدسة حيث خدمت معه ستة عشر عام. كل من تقابل مع سيدنا كان يتعلم من فضائله ويتعرف عليه فيري فيه الإنسان الروحي والقديس العابد محب الله والدعي الي محبة الله من كل القلب وخدمة الغير وصنع الخير، كان من دعاة المحبة والسلام والأهتمام بخلاص النفس عملا بقول القديس بولس الرسول { إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ }(2كو 5 : 20). كان لنا عظة وواعظ وقدوة وقامة وقيمة، نتعلم من نسكه وصبره وأبوته وأمانته وروحانيته.
مثل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية خير تمثيل بين كنائس القدس بعمق روحانيتها وعلمها ونسكها، وكان أيقونة متحركة لمسيحه القدوس لكل من زارنا من أهل الأراضي المقدسة وكل بلاد العالم. قدم صورة بهية للكنيسة القبطية بقديسيها وتاريخها الطويل. وأهتم بابناء الكنيسة وبأوقافنا وكنائسنا القبطية فى الأراضي المقدسة وفى كل بلاد الشرق الأدنى. بني وجدد الكنائس والأديرة ورسم الرهبان والراهبات والكهنة وعمل بكل طاقته حتى فى تجربة مرضه الذى أحتمله بشكر وصبر. فاستحق أن يسمع الصوت المفرح القائل { نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ } (مت 25 : 21).
كان سفير فوق العادة لبلادنا العزيزة مصر فى القدس وكل البلاد التابعة له، فكان رجلاً وطنياً غيور على رفعة أسم بلاده، بحضارتها العريقة، كان يتكلم عن مصر المعطاءة كالنيل والخالدة كالأهرام والشامخة بعلمائها وعلمها وسماحتها والتي سبقت العالم كله فى كل مجالات الحياة منذ القدم. رايته يمسك بالورقة والقلم ويتكلم مع زوارنا الأجانب عن اللغة الهيروغليفة والقبطية القديمة وعن نبوغ أجدادنا فى الطب والفلك والهندسة والأدب، وكان يحمل تاريخ مصر الطويل بين جنبات قلبه وفكره وليس ذلك فقط بل بعلمه الغزير وذوقه الرفيع وعلاقته الطيبة مع الله يخدم الناس من كل عرق وجنس ودين. فكسب ود المسيحيين من كل الطوائف كما أنفتح على ابناء فلسطين وحمل همهم أينما حل ومثل قضيتهم مناديا بالسلام العادل والدائم والشامل، ومن أجل حكمته وقوله الحق أحترمه الجميع من مسيحيين ومسلمين ويهود.
هنئيا لك يا سيدنا وأبينا وحبيبنا رجوعك الي السماء التي كنت سفيرا لها، ولتذكر الكنيسة وشعبها والقدس وأهلها والأراضي المقدسة وكل ساكنيها وكل الشعب الذى خدمته بامانة وأخلاص وشعب كنيستنا وبلادنا ومنطقتنا لنواصل مسيرتك ونقتدى بسيرتك حتى نلقاك هناك فى السماء مع القديسين، أمين.

الأحد، 3 يناير 2016

(123) رَئِيسَ السَّلاَمِ

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ السيد المسيح هو رئيس ومعطي السلام...
جاء وتجسد ليحقق السلام للبشر مع الأب السماوى، ويبشر بالسلام ويصنع خير ويرينا كيف نحيا في سلام مع الغير ويعطى للمؤمنين حياة السلام الداخلي بدون أنقسام بين مطالب الروح والنفس والجسد. وقد تنبأ أشعياء النبي قديما عن السيد المسيح المتجسد، رئيس السلام قائلا { لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا.} ( أش 6:9-7). السيد المسيح هو الإله القدير مانح السلام الذى في يوم مولده ظهرت الملائكة تسبح وتعطي المجد لله في العلى وتعلن سلام الله للأرض ومن عليها وتبشر الناس بالمسرة، أذ سبحت الملائكة قائلة {الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ}(لو 2 : 14).
+ لا سلام بعيدا عن الله ...
يبذل البعض محاولاتهم لتحقيق السلام داخلهم أو من حولهم ولكن الإنسان البعيد عن معرفة الله الحقيقية يظلّ يعاني من الشر وتسلط إبليس بل ويتصارع فى أنانية مع الغير ويحيا في القلق وفقدان الأمان أذ لا سلام للأشرار { لاَ سَلاَمَ قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ} (اش 48 : 22). أن ميلاد السيد المسيح كان تدخّل إلهي من الله ليعيد السلام والمصالحة مع الناس، تجسّد الأبن الكلمة وأخذ صورة بشريتنا وعاش بيننا وصالحنا مع أبيه السماوي بدمه الذى سفك علي عود الصلب { وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا} (اش 53 : 5), لقد جاء الرب يسوع المسيح ليعلن عهدا جديدا بين الله والناس لا بدم حملان وعجول بل بدمه الثمين { لأَجْلِ هَذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُّوُونَ إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ} (عب 9 : 15). المسيح هو سلامنا الحقيقي { لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الِاثْنَيْنِ وَاحِداً، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ }(اف 2 : 14) وتغني بمجئيه اشعياء النبي قائلا { مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ الْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ الْقَائِلِ لِصِهْيَوْنَ: «قَدْ مَلَكَ إِلَهُكِ»}(اش 52 : 7). واعلن عن عهد سلامه قائلا { فَإِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ وَالآكَامَ تَتَزَعْزَعُ أَمَّا إِحْسَانِي فَلاَ يَزُولُ عَنْكِ وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ قَالَ رَاحِمُكِ الرَّبُّ} (اش 54 : 10)
+ دعوة السيد المسيح للسلام...
جاء السيد المسيح ليملك علينا كنور يشرق ويتجلي للأمم ويؤسس عهد سلام مع الله ويقيم ملكه الروحي علي أسس السلام العادل ويغير التاريخ كلّه وينادي بالمحبة والرحمة والعدل والمساواة ويدعو الي أنهاء كل أشكال الظلم والكراهية والقتل وسفك الدماء ويدعو لنزع البغضة والكراهية من القلوب وبالأحترام والتقدير { قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.} (مت 21:5-22). جاء السيد المسيح يدعو الي المحبة حتى للأعداء فنار البغضة لا تطفائها الكراهية كوقود بل المحبة { سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.} ( مت 43:5-45). وراينا علي الصليب يقدم مثال عملي على محبة الأعداء في مغفرة لصالبيه { يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ} (لو 23 : 34).
+ المصالحة والتبرير ... لم يقتصر عمل المسيح الخلاصى علي تحرير المؤمنين من الخطية وغفرانها فقط بل لقد صالحنا مع الأب بموته وبررنا بقيامته { فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ }(رو 5 : 1). وأذ نتبرر نصير ورثة الحياة الأبدية { حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ} (تي 3 : 7). ويهبنا عهد سلامه { اَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ}(يو 14 : 27) فلم تعد ثمّة عداوة بيننا وبين الله. السيد المسيح بسلامه جلب الفرح للبشريّة فالفرح والسلام متلازمان في مملكة المسيح الجديدة ، انّها فرحة السماء والأرض بمصالحة الله مع البشريّة ، فما اعظم هذا الفرح الذي لا يستطيع العالم أن يوفره للبشرية الآ رئيس السلام يسوع المسيح الذي جاء ليعيد البهجة والفرح والرجاء في قلوب اليائسين وليمحي الخوف من الموت للذين يسلّمون حياتهم له ويعطي الرجاء لكل الحزانى والمساكين ويوهب الحياة لكل المائتين روحيّا ويخلصّ المنسحقين في الروح ويعزي المتروكين .
+ نصلي ونعمل من أجل السلام ...
أننا نصلي من أجل الذين يعانوا من فقد السلام ومن الحروب والأنقسام والذين يعانوا الحروب لبعدهم عن حضور المسيح في حياتهم وسلامه الذى يفوق العقول وينطبق عليهم قول الكتاب {تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ آبَاراً آبَاراً مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً} (ار 2 : 13). نصلي لكي يعلن الله للجميع ذاته كصانع للسلام وبذكرى ميلاده ينير عقولنا ويمنحنا السلام الحقيقى لنعيش السلام مع الله ومع من حولنا في المجتمع ونسعي الي صنع السلام { طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ} (مت 5 : 9). نصلي من أجل السلام الدائم والعادل والشامل في ربوع بلادنا ومنطقتنا ومن أجل أنتصار الحق والعدل وأنتصار صوت الحكمة والعقل وأحترام حقوق الإنسان ونطلب من ملك السلام الغالب لسلطان الشيطان وقوات الشر أن يقوي إيماننا ويهب حكمة وقوة للقادة والشعوب والمفكريين ورجال الدين والفكر والأعلام ليعملوا ويعلموا ويدعو الي السلام ويجدوا في أثره واله السلام يهدى أرجلنا الي طرق السلام، أمين.

الجمعة، 1 يناير 2016

شعر قصير (9) ناس وناس


للقمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

"الحكيم يفهم"
فيه ناس تشوفها بتضحك
وداخلها مليان أحزان والآم
وناس يبان عليها السكوت
لكن داخلها صخب وزحام
وناس تلاقيها تبان هاديه
لكن جواها ضجيج وأوهام
واللي يعيش يلاقي ويشوف
والحكيم يفهم ويقدر الناس
ويكون كله ذوق وأحساس

....

(2)

"ناس وناس"
فيه ناس تعيش الشهر بسنة
وفيه ناس سنينها كأنها أيام
فيه ناس تجول تصنع الخير
والبعض بس طق حنك وكلام
ناس تكون حب ونور وصلاة
وناس خفافيش تعيش في ظلام
الشاطر ساهر لخلاص نفسه
والجاهل فى أيام الزراعة ينام
ما نصنعه خير أو شر فى السر
لربنا معروف وها تعلنه الأيام

....

(3)

"يقودك الي التمام"
اللي يعيش ياما يشوف وتفرجه الأيام
واللي يقرأ التاريخ يشوف حكم والهام
واللي يغوص في النفوس يلاقى جواهر
ويشوف كما ناس حياتها صلاح وسلام
اللي يجاهد ينال ويبقى من ذوى الأفهام
وصانع الخير ببال مرتاح في هدوء ينام
اللي يصنع الشر مايلقيش هدوء ووئام؟
صلي لربنا ينجيك ويقودك علي الدوام
.....

(4)

" أثمر طول الأيام"
أرمي همومك علي اللي ما بينام
وقله دبر حياتى وأنا أكون ليك خدام
أنا مستحقش أبوتك أو بحضنك أنام
دا حكمتك الغنية بترفع قليل الأفهام
وتدي حكمة للجاهل وتمنحه الألهام
نفسي يارب يكون كلامك هو حياتى
لهجي في نومى وجلوسي والقيام
ينجح طريقي ومعاه أثمر طول الأيام

........
(5)

" الناس معادن"
فيه ناس تحب غيرها وتقدم لها الأخلاص
وناس أنانية مصالحها على حساب الناس
وناس الشر يخليها تمزج المر فى الكأس
الناس معادن، دهب وفضه وخشب وقش
ومن أجود المعادن وأرخصها تلاقي ناس
خليك أنت الأصيل ومن روح الله فيك أنفاس
أختار صحابك وأبني علي الصخرة كأساس
يسند الصديق فى الضعف وتنمو ولا تنداس
وكن كريم مع صاحبك، يخليك مرفوع الرأس