نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 27 يونيو 2012


قلب الأم

للأب القمص  أفرايم الانبا بيشوى

رفعت طرحتها وسط البيت،
وبصت للسماء ونجومها فى عز الليل،
والقمره المختفية فيها الخيل،
وصورة العذراء، كالام القادره.
ونزلت منها دموع كشموع،
وهى تصلى بصوت مش مسموع،
وشهه عاليه من بين الضلوع،
وقالت يارب انت عالم بالمستخبى،
شعرى تساقط وشعورى راح،
وحلمى اهو ضاع وكثير أهو باع!.
وبقيت انا أدور فى عز الصيف،
عن ميه ورغيف، وحتة ضلايه،
فى صحراء وسراب.
وسط الخراب، وبين الدياب،
وانا سمعه حوليا نعيق غراب.
وبقيت بعاني من الإغتراب.
........
وحمامه  طايره
وعيونها غايره ونظراتها حايره
حطت فى قربى، وبقت تقولي
خليك بجنبي لا يأكلني الغول.
وملقيش حتى حبات الفول.
وبلاش تسافر، لبلاد بعيده،
وأبقى وحيده، بين الدياب.
رديت عليها: حبك يا أمى،
انا كل همى، صبح ومساء،
دا حتى فى حلمى، وانا مستغمى.
بصلي وادعيلك، بقى شدى حيلك.
وفى الليلة الضلمه، وفى وسط العتمة،
انت القمر.
أنت أحلى ما فى الحياه
وانت العمر.
قلبك دا عامر
وبحبه غافر
حتى لو كان كسير،
دا بالمحبة يروى الكتير.
ويفضل يشيل هم الصغير قبل الكبير
قلبك دا كامل، وبحبه شامل
اللي قاتل والقتيل.
أزاى يا أمي فى حضنك تضمى،
كل دول؟
...............
قالت يا ولدى البطن جيابه!.
والدنيا غلابه وقلابه!
وساقيه دايره والميه حايره
تروح لمين؟
وانا يا أبنى عاوزه اروى كل طين!
والشاطر اللي يزرع وقلبه يلين.
مصيرها ترسى وانشالله تثمر
أثمار كثيره وأضفر ضفيره
واحنى راسى واملا كاسى
واعجن فطير، وادى الفقير
كلى عزيمة يكون لي قيمة،
بين النساء
افتخر باولادي
وما يخيبوا ظنى
ويخيبوا ظنونى
وأكون عظيمة.

الاثنين، 25 يونيو 2012

لا تخافوا



للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى

لا تخافوا  
سمعناها كتير
من الرب القدير
انتوا أفضل من العصافير
بتكون هنا  دلوقتى
وبعد لحظات بتطير
وبيرعاها رب كبير
فحتى شعر رؤوسنا
اللي بيتقص ويتمدد
وبيقع ويتجدد
عنده معدود
وكل شعره بتسقط
بتاخذ اذن من الرب المعبود
..............
لا تنظر للماضي ولا تتحسر
ولا بخطاياك وذنوبك ابدا تتعثر
دا ربك بيغفر وينسى الآثام والشر
لا تخاف على الحاضر
دا فى يد الله اللي بيرعانا
ومش ممكن ابدا ينسانا
وهو أمس واليوم
والى الابد معانا
لا تخاف على المستقبل
دا بكره فى يد أمينه
 بتقدم لينا دائما معونه
وفى المخاطر بنفسه يخاطر
وينقذنا من اي مخاطر
.................
لا تخافوا حتى من رئيس ولا مرؤوس
دا عند المولى بتتساوى كل الرؤوس
لا تخافوا حتى لو فيه قيصر
ظالم وبيتمادى فى الظلم والشر
مادامتم بتعملوا الخير
والله فى ايديه ارواح كل البشر
وهو نجى الفتية من أتون النار
وسد افواه الاسود
دا الهنا قوى وعلى الكل يسود
وياما آباد وأقام رؤساء وممالك
وهو الباقي والحي المالك.
عن شعبه يدافع
بملائكة علويه
 مش بطائرات ومدافع
...................
لا تخافوا من ظلم او فقر او اضطهاد
مش بياخد الروح الا رب العباد
دا الهنا قوى وعلى الكل ساد
وافرحوا لو قالوا فيكم
كلمة رديئة
دا ليكم أجر وثواب
شهداء وانبياء
والله يرعاكم فى الدنيا الفانيه
ومتخافوش من الخطية
توبوا ويغفرها رب البشرية
دا هو عنده أعظم عطيه
سلامه يديكم
وروحه يهديكم
وفى النهاية حياه ابدية

الأمل الكبير



 


                                          للأب القمص افرايم الانبا بيشوى

                          كان عندي أمل كبير كتير ، 
شلته فى الدولاب حتى اليوم الاخير.
أؤمن باليوم الاخير،
وغيرى ما بيعترف برأي الغير.
بلدي تحتاج للتغيير .
والناس مش قادره على التعبير،
لان الفرحة والحزن كسر القلب
الصغير والكبير.
يا شعبي ماتخافوش من اللي يصير
لا هذا يخوفنا ولا ذاك يحمينا
احنا فى يد الرب القدير.
ولينا حقوق ذي الغير .
وعلينا واجبات نعملها بامانه
نحو الله والوطن حتى لو يجير
يا أهلي وناسى الرب عليكم يدافع
بقوة روحه مش بالمدافع
دا انتوا الشئ الحلو الباقي.
وانتوا الخميرة فى وادى النيل
والله ليكم قائد وحامى كبير
بيقول انا معاكم  أكبر محامي ودليل.
ماتعيشش يا اخويا حزين وانت حر وأمير
وانت البركة والنور فى الليل الطويل
وكل الاشياء تعمل معا للخير
وجاهدوا تنالوا النصرة والأكاليل
حياتنا قليله ورسالتنا كبيره
وانتوا اولاد الفراعنة والشهداء
والقديسين عبر التاريخ الطويل،
ومهما الليل راح يسدل ستاره،
ومهما الشيطان يطول نهاره،
ومهما الظلم يظهر شراره،
الفجر أتي.
وشمس البر تظهر وتنور كتير,
تنور وتشرق شمس البر،
ونورها يشفى القلب الكسير.

السبت، 23 يونيو 2012

الأغلبية الصامته ومجلس رئاسى


                                     
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
فينك يا جدى مينا يا موحد القطرين،
تيجى تحكم من جديد وتجمع الفريقين،
وتفصل بين  الفرقاء، والغث من الثمين .
زمن صعب وأغبر ومعدناش فيه واثقين.
واقعنا مر والاخوة فيه بقوا متخصمين .
ماعدش حد بيقبل المختلف معاه فى الرأى،
أو فى العرق او فى الجنس او فى الدين.
ومصر التاريخ والحضارة والحكمة،
سمعتها بقت بين الدول فى الطين.
وجيرانا واعدائنا بقوا فينا شمتانين.
وناس من الفقر بقت تبيع صوتها،
بحفنة شاي وسكر وزيت أو بطاطين.
أرض الثراء والخير والغلال عبر التاريخ،
سرقوا خيرها شلة حرميه ومنافين،
بقينا مش عارفين احنا مين ولفين رايحين؟
المد القومى العربى ضيعنا زمان سنين.
فقنا على هزيمة مرة وبقينا محتلين.
جربوا فينا الراسمالية والجرى لامريكا.
وحكمونا بيها شلة حرمية وحشاشين.
فقنا شوية بهمه قوية ونمنا بعديها سنين،
لقينا حفنة حرمية بيتحكموا فى رقابنا،
وعمالين يلعبوا بالمليارات والملايين.
والاغلبية الصامته بقوا فقراء وشحاتين.
دلوقتى الصراع أشتد وبين حانا وبانا،
ضاعت لحانا وبقينا مش حاسين.
دلوقتى عاوزين يحكمونا باسم الدين،
والله والدين برئ منكم  ياغشاشين ،
ترجعونا للخلف وتكمموا الافواه وتزيدوا
المبلة طين وتعيشونا بلا عقل جاهلين.
ناس يقولوا مع مرسى السفينة ترسى،
وصوتهم عالى ومغطى على الباقين،
وناس مع شفيق والحجة السلم والامان،
والامن وانه هيمنع التقهقر للخلف سنين.
وناس بيقولوا احنا مع الثورة ومع حامدين.
والعسكر بقوا يقولوا عشان البلد والامن،
فى كل مدينة وشارع على قلوبكم راسيين.
تعالوا نتفق انى نحترم بعض يا خيرين.
ونشوف الاغلبية الصامتة اللى محزونين.
وعلى الانتخابات برمتها مش راضين.
 دول الاغلبية وفى المية ازيد من الستين.
هما لا على مرسى ولا على شفيق موافقين.
عايزين مجلس رئاسى من كل أطياف الشعب،
حكماء وعلماء وناس عقولهم مستنيرين.
نعمل دستور يقدمنا ورؤوسنا يكونوا مرفوعين.
والراشى  والحرامية يبقوا مع المساجين،
واللى يتعدل حاله يتبدل، ويكونوا بينا عايشين أمنين،
وكفاية علينا ضيعنا من العمر والتاريخ سنين.
حرقتوا قلوبنا وخربتوا بلادنا وطرشتوا ودانا،
وانتوا بحال الفقراء ولا الاغلبية مش حاسين. 

الخميس، 21 يونيو 2012

زمن الشائعات



للأب أفرايم الانبا بيشوى
ليه يا بلدي بتكتر فيكي المشاكل والاكاذيب والشائعات؟
وزاد فيكي الانين والحنين للماضي والألم والاهات؟
وكله بيطعن فى غيره ويقول أكاذيب وحراميه وتزويرات.
وكل واحد بيفتى فتاوى وسيل ورغاوي من معلومات.
معدناش عرفين فين الحقيقة وفين هي المغالطات؟
ومعدناش فهمين مين اللي عاش ومين اللي مات؟
وفين الاشاعة وفين فى بلدنا ادارة المعلومات؟
وبقينا نبحث فين الكذب والصدق بين  القنوات؟
ونبحث عن البى بى سى تقول صادق البيانات!
واحد ينصب نفسه رئيس والتانى يقول شائعات؟
وواحد يقول كدبين مفترين وكل دى استنتاجات!
معدناش عارفين رؤسنا من رجلينا فى زمن الاهات؟
وبقى المواطن غريب فى بلاده وبيدوخ السبع دوخات.
وطعم الثورة ضاع ولعنت الناس زمنها من الازمات .
مفيش انتاج ولا فلوس ولا أمن وانتشرت كمان السرقات.
حرام عليكوا يا عسكر دا انتو بتوع الضبط والربط والتعظيمات
فقدنا الثقة وبقينا فى غابة ومبقاش احترام لدولة ولا لمؤسسات.
مين السبب ؟ الشعب اللي سلم دقنه ولا على بابا ولا الانتخابات؟
عشان ترحمونا بقى اقتلونا واحكموا اسود وديابه ونعاج فى الغابات.
خليكم اسود حولين الحدود  اللي بيجي منها السلاح والطلقات.
شوية نظام ياناس يا تمام بلاش لخبطوا حياتنا بالمظاهرات.
شويه سكوت، بلاش تخدنوا بعلو صوت وحرب اشاعات.
شوية حقيقة وانتاج وضمير، وراعو الله فى بلاد الحضارات.
خلينا على قلب واحد  نجدف سوا بالسفينة ونعدى الازمات .
دا فرقتنا ضعف وربنا يستر لو استمرينا كدا من القادمات!

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

الصدق ومجالاته وأهميته فى حياتنا



  

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
مفهوم الصدق وضرورته ...

+ فى خضم ما نراه حولنا من اختلاف فى المفاهيم  والبيانات والاقوال ومحاولات البعض بث الاشاعات والمعلومات الخاطئة  على انها الحقيقة  نرى  حاجتنا الى الصدق الذى هو قول الحقيقة وعمل الحق وعدم الالتجاء الى الكذب والخداع أو الرياء سواء على مستوى علاقتنا بالله او بالناس او مع أنفسنا وذلك من أجل ان نبني مجتمعا راقيا ومتقدما. ونحن نرى المجتمعات المتخلفة تتفكك من أجل روح الاكاذيب والنفاق والشر التي انتشرت فيها ، بينما نرى دول تتقدم وتتطور لانها اتخذت من الصدق والأمانة فى الحياة والعمل قيمة روحية واخلاقية عليا فيها وحتى ان كانت قد بعدت عن الدين الا انها اتخذت من المبادئ الدينية السامية قيما عليا لها. بينما الذين يدعو التدين يعيشوا التخلف والجهل والنفاق هكذا نرى العلاقات بين الافراد والدول والجماعات يجب ان تقوم على الصدق والامانة والا فقد الانسان مصداقيته أمام الناس وساد الشك والانقسام والفساد والرياء والكراهية بما لها من نتائج سيئة على الحياة الروحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية .
 الصدق هو دعوة وأمر إلهي وعلى  كل انسان بأن يلتزم بالصدق والصراحة والحق فى قوله وعمله وحياته تمثلا بالله الصادق {انت يا الهنا ذو صلاح وصدق طويل الاناة ومدبر الجميع بالرحمة}(حك 15 : 1). ان الله صادق وامين ليس فى أقواله وأعماله فحسب بل حتى فى مقاصده ونواياه { يا رب انت الهي اعظمك احمد اسمك لانك صنعت عجبا مقاصدك منذ القديم امانة وصدق} (اش 25 : 1). { انا الرب المتكلم بالصدق} عش 19:45. ومن يقول الصدق والحق فانه يتمثل بصفات الله الصادق اما من يكذب فانه يصير متمثلا ومتعلما من إبليس الذى قال عنه السيد الرب {انتم من اب هو ابليس وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو الكذاب} (يو  8 :  44)
 + الصدق فضيلة روحية وقيمة اخلاقية جميلة ومحبوبة وهو من الفضائل الامهات  التي تلد فضائل أخرى مثل عدم الكذب او الرياء او الخداع او المكر والشهادة للحق والأمانة فى العمل والبر والتقوى ومخافة الله وانجاز الوعود والعهود سواء المكتوبة او الشفاهية والتعامل بامانة مما يجعل الانسان الصادق يؤتمن على أسرار الناس ومصدر ثقة وقبول الله والغير من أجل هذا يدعونا الكتاب ان نجعل الصدق والرحمة والحق كقلادة فى أعناقنا وقلوبنا {لا تدع الرحمة والحق يتركانك تقلدهما على عنقك اكتبهما على لوح قلبك }(ام 3 : 3). لان الشفاة الناطقة بالصدق تثبت {شفة الصدق تثبت الى الابد، ولسان الكذب إنما هو الى طرفة عين} أم 19:12. وهكذا يحثنا الانجيل على الصدق { لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه لاننا بعضنا اعضاء البعض} (اف 4 : 25). ويكفي ان نعرف ان الكذبة نصيبهم فى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت لنقول الصدق  { واما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الاوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني }(رؤ 21 : 8). من اجل هذا علينا ان نتحلّى بالصدق والامانة وقول الحق. فالله هو الصادق والامين  ويظهر صدقه وامانته ورحمته لنا حتى لو كنا نحن غير أمناء { ان كنا غير امناء فهو يبقى امينا لن يقدر ان ينكر نفسه} 2تيمو 13:2. الله يدعونا للأمانة والصدق للنفس الأخير {كن أمينا الى الموت فساعطيك إكليل الحياة } رؤ 10:2.

+ لقد دعانا السيد المسيح الى قول الصدق والحق والأمانة { ايضا سمعتم انه قيل للقدماء لا تحنث بل اوف للرب اقسامك. واما انا فاقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء لانها كرسي الله. ولا بالارض لانها موطئ قدميه ولا باورشليم لانها مدينة الملك العظيم. ولا تحلف براسك لانك لا تقدر ان تجعل شعرة واحدة بيضاء او سوداء. بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا وما زاد على ذلك فهو من الشرير} مت 33:5-37.
+ يحذرنا السيد المسيح من الانبياء والمعلمين الكذبة { احترزوا من الانبياء الكذبة الذين ياتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة }(مت 7 : 15). ولكن الروح يقول صريحا انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين ارواحا مضلة وتعاليم شياطين.في رياء اقوال كاذبة موسومة ضمائرهم} 1تيمو1:4-2. فالكذب هو سلوك مرفوض {لا يكذب بعضكم بعضاً، قد خلعتم الإنسان القديم، ولبستم الإنسان الجديد} كو 3: 9- 10)، {وليصدق كل منكم قريبه، فإننا أعضاء بعضنا لبعض} (أفسس 4: 25). الكذب يكون بمثابة عودة إلى الطبيعة المشوهة بالخطيئة، ويوقعنا في تناقض مع الإيمان بالمسيح . ولقد عاقب الله فى سفر الأعمال، حنانيا وسفيره بكذبهما على بطرس، لقد كذبا في الواقع على الروح القدس (أع 5: 1- 11). فالكذب هو خطية موجهه الى الله قبل ان تكون موجهه الى الناس وان كان الشيطان هو ابو كل كذّاب فاننا نبتعد عن الكذب ونقول ونعمل بالصدق اذ اخذنا روح الشهادة للحق والصدق من الله {ومن ملئه نحن جميعا اخذنا ونعمة فوق نعمة.لان الناموس بموسى اعطي اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا } يو 16:1-17.

- الصدق مع الذات
+ علينا قبل كل شئ ان نكون صادقين أمناء مع ذواتنا وفى تصرفاتنا الخاصة واثقين ان انه ليس شئ مخفيا على الله وان ابانا الذى يرى فى الخفاء يجازينا علانية كما يجب علينا ان نتحلّى بالتواضع { وتسربلوا بالتواضع لان الله يقاوم المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة } (1بط  5 :  5). ولا نفتخر ونمدح انفسنا او نرتدي قناعا يظهرنا للناس اكبر من حقيقتنا { فاني اقول بالنعمة المعطاة لي لكل من هو بينكم ان لا يرتئي فوق ما ينبغي ان يرتئي بل يرتئي الى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقدارا من الايمان} (رو 12 : 3). فلنعرف حقيقة انفسنا ومواضع القوة فيها ونستخدم الوزنات المعطاة لنا من الله فى خدمة الله والغير وصنع الخير. ولا نجري وراء مديح باطل او مجد زمنى { لانه ليس من مدح نفسه هو المزكى بل من يمدحه الرب} (2كو  10 :  18).
+ كن اذا صادقاً من نفسك واعرفها لأنه من الطبيعي ومن المفيد ان تتأمل نفسك وافكارك ومواهبك وتنمي شخصيتك وأن تحاول ان تفهمها بصورة أدقّ . وأن تعرف لماذا تفكر وتتصرف وتشعر على هذا النحو او ذاك. وليكن ذلك فى ضوء كلمة الله والضمير الصادق وارشاد الروح القدس فان ذلك هو الخطوة السليمة التى  تخطوها في طريق الحياة الصحيحة المتكاملة والسعيدة . معرفتك لنفسك تساعدك على ان تستكشفها وتعرف ضعفاتها  وتعالجها وتتوب وتقلع عن كل ما فيها من رياء وكذب . وتعرف ما يجب ان تقوم به في الحياة وما تستطيع ان تتقنه، وما لا تستطيع القيام به . وبهذا تتخلص من الزيف وتكون صادقا مع نفسك { لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه }(مت 16 : 26).  وكلما اتسعت معلوماتك عن نفسك وشخصيتك وواقعك وإهتماماتك ازددت فهما لغيرك وامكنك ان تجد حلول لمشاكلك وتكون صادقا في تعاملك مع الامور غير المجدية في حياتك، وتتوقف عن اختلاق الاعذار، وتمتلك الشجاعة الادبية فى الاعتراف بالخطأ ان حدث منك وتعالجه بالطرق السليمة والسعي الحثيث فى تنمية قدراتك الروحية والعقلية والنفسية { واما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة} (1تي 6 : 6).
+ ولكي ندرّب أنفسنا على الصدق والامانه أضع هنا بعض التدريبات  البسيطة كامثلة للتفكير: فكر قبل الاجابة على الاسئلة وقل  بماذا كان السيد المسيح يجيب عن هذا السؤال لو وجّه له ؟، فكر قبل ان تتحدث وما تراه ليس صدقا او مفيدا لا تتحدث به ، استمع كثيرا موجها الحديث للخير وعدم الادانة. لا تأخذ شيئا مما فى عهدتك او عملك من ملكية عامه لتستخدمه كشئ خاص بك، لا تدخل فى جدال او نقاش فى موضوعات لا تعرفها مدعياً معرفتها وان ثبت ان رأيك خطأ فاعتذر بلباقه وادب . احترس من التعميم ولا تصدر أحكاما ضد الاخرين بل استفسر عمّا لا تعرف، ارجوك ايضا يا صديقي ان لا تفتي وتدّعي المعرفة ابداً فى أمور تجهلها بل اعرف الطريق الى لا أعرف! . لا تبالغ فى شئ بدافع المباهاة والافتخار الباطل واقتنع بان حبل الكذب قصير وان الصدق يكسبك ثقة الناس والله.

الصدق مع الله
+ نحن نؤمن بان الله عالم بكل شئ حاضر بلاهوته فى كل زمان ومكان { وليس خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه امرنا}(عب 4 : 13). فلهذا يجب ان نكون صادقين له فى صلواتنا وتعاملاتنا وقديما عاتب الرب الشعب { فقال السيد لان هذا الشعب قد اقترب الي بفمه واكرمني بشفتيه واما قلبه فابعده عني } (اش 29 : 13). لقد طلب الله ان نحبه من كل القلب والفكر والقدرة { تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك }(لو 10 : 27). فهل نحن صادقين فى محبتنا وصلواتنا. ام حتى فى صلواتنا نصلي بلا روح ويطيش فكرنا هنا وهناك { ان قلنا انه ليس لنا خطية نضل انفسنا وليس الحق فينا. ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم. ان قلنا اننا لم نخطئ نجعله كاذبا وكلمته ليست فينا} 1يو8:1-10
+ الله يحبّ الصدق ويكافئ الصادقين الامناء ويطلب منا ان نكون هكذا { فقال الرب فمن هو الوكيل الامين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم طعامهم في حينه} (لو 12 : 42). والانسان الامين الصادق على الوزنات المعطاة له يسمع فى اليوم الاخير{ نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك}(مت 25 : 23). فلنكن صادقين مع الله ونعبده بالروح والحق { الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا }(يو 4 : 24). يجب ان نتحلّى بالايمان والوفاء  الاعتراف الامين لله ولا ننكره لا باقوالنا او بأعمالنا او تصرفاتنا حتى لا نسمع فى اليوم الأخير ذلك الصوت القائل { اقول لكم لا اعرفكم من اين انتم تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم } (لو  13 :  27).
+ لقد عاش اباؤنا أمناء للربّ الذي أحبهم فى جهاد روحي وتعب واسهار واقتنوا الفضيلة والصدق والامانة بالدموع والدم فمنهم من نفي بعيدًا في ظروف قاسية لسنين طويله مجاهدا لحفظ الامانة والايمان كالقديس الانبا اثناسيوس وديسقورس ومنهم الالاف الذى سجنوا وعذبوا ولم يقبلوا ان ينكروا ايمانهم ومنهم من تقدم للاستشهاد بالالاف عبر العصور فى سبيل حفظ الأمانة وتوصيل الايمان القويم لنا وهذا ما يجب علينا العيش به والدفاع عنه والشهادة له ،ان إيماننا وديعة وكنز عظيم  تسلمناه من ابائنا ونعلمه لابنائنا { وما سمعته مني بشهود كثيرين اودعه اناسا امناء يكونون اكفاء ان يعلموا اخرين ايضا} (2تي 2 : 2).

الصدق مع الناس
+ الكذب حبله قصير ولابد ان يعلن الحق وتظهر الحقيقة ولو بعد زمان فيجب ان نتحلّى بالصدق فى اقوالنا وتصرفاتنا واعمالنا، راينا فى قصة يوسف الصديق كيف كذب أخوته على أبيهم وبعد زمان عندما أتى اخوة يوسف ليبتاعوا قمحا من مصر وكانوا قد باعو يوسف حسدًا عرفهم يوسف وتنكّر لهم وسألهم عن ابيه واخيه بنيامين ليرى هل باقون على كذبهم ام تابوا عنه { ارسلوا منكم واحدا ليجيء باخيكم وانتم تحبسون فيمتحن كلامكم هل عندكم صدق والا فوحياة فرعون انكم لجواسيس} تك 42:16. فقالوا بعضهم لبعض عندما دخلوا فى الضيقة { حقا اننا مذنبون الى اخينا الذي رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع لذلك جاءت علينا هذه الضيقة. فاجابهم راوبين قائلا الم اكلمكم قائلا لا تاثموا بالولد وانتم لم تسمعوا فهوذا دمه يطلب. وهم لم يعلموا ان يوسف فاهم لان الترجمان كان بينهم. فتحول عنهم وبكى ثم رجع اليهم وكلمهم واخذ منهم شمعون و قيده امام عيونهم.... وقال يوسف لاخوته انا يوسف احي ابي بعد فلم يستطع اخوته ان يجيبوه لانهم ارتاعوا منه. فقال يوسف لاخوته تقدموا اليّ فتقدموا فقال انا يوسف اخوكم الذي بعتموه الى مصر. والان لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لانكم بعتموني الى هنا لانه لاستبقاء حياة ارسلني الله قدامكم} تك 21:42-24، تك 3:45-5..ان  بيوت كثيرة بل بلاد خربت وتحطمت بسبب الكذب والرياء والنفاق .
+ ان الصدق يورث الملكوت ونصيب الكذبة هو الجحيم من اجل هذا قال المرتل { يا رب من ينزل في مسكنك من يسكن في جبل قدسك. السالك بالكمال والعامل الحق والمتكلم بالصدق في قلبه. الذي لا يشي بلسانه ولا يصنع شرا بصاحبه ولا يحمل تعييرا على قريبه. والرذيل محتقر في عينيه ويكرم خائفي الرب يحلف للضرر ولا يغير. فضته لا يعطيها بالربا ولا ياخذ الرشوة على البريء الذي يصنع هذا لا يتزعزع الى الدهر} مز1:14-5. ولقد قبل السيد المسيح المرأة السامرية رغم خطاياها لانها كانت صادقة معه فى حديثها ومن ثم توبتها  {لانه كان لك خمسة ازواج والذي لك الان ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق }(يو  4 :  18) لذلك يدعونا الكتاب الى الصدق نحو بعضنا البعض { لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه لاننا بعضنا اعضاء البعض }(اف  4 :  25).
+ يجب ان نقول الصدق مع الآخرين سواء فى الاسرة او الكنيسة او المجتمع وهنا اود ان اذكر ايضا القراء باهمية الافراز والحكمة فيما نقرأ وان لا نصدق كل ما نقرأه ولا ننقله الا بتأكدنا من صحته لان وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تنقل لنا سيلا من الاخبار والاقوال والكتابات الكاذبة سواء بقصد او بحسن النية ودون تحرّي الدقة . ان الاعلام الموجه يبث الدعايات الكاذبة بمقاصد ليست خافية على العارفين فيجب علينا ان نكون حكماء ولا ننساق وراء الاكاذيب او فيض الدعايات الكاذبة والمضلله فى مختلف المجالات . كما نحذر الذين يبثون الاكاذيب بقول الرب { ولكن اقول لكم ان كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساب يوم الدين }(مت  12 :  36). قد ينخدع البعض بدعاية كاذبة لبعض الوقت ولكن الحقائق لابد ان تنكشف سريعاً ويفقد الكاذبين سمعتهم ومصداقيتهم امام الناس.