نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 22 أبريل 2016

{ أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ}

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ علينا يا أحبائى أن نصلي دائما من أجل أخوتنا المرضي بكل مرض، كواجب وأحساس روحي وإنساني بالذين يعانوا والمتعبين والرازحين تحت وطأة الأمراض المتنوعة، ونشكر الله أذ يمنحنا الصحة كتاج علي رؤوس الأصحاء لا يشعر به سوى المرضى. وعلينا أن نقوم بخدمة المرضي سواء بالوقت أو المال أو الصلاة أو تقديم يد العون المادي والمعنوي كاعضاء فى الجسد الواحد، نتألم معا ونكرم معا { فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ} (1كو 12 : 26). وعلينا أن نقدم الشكر والعرفان بالجميل للعاملين بامانة فى الحقل الطبي والذين يسعوا الي تخفيف الآلام وشفاء المرضي وتقديم يد العون لهم. وعلينا أن نلجأ الي الأطباء الأمناء فى أمراضنا ونصلي ليعمل الله معهم لشفائنا { فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ»} (مر 2 : 17)
+ نصلي ونطلب من الرب ونقول من كل القلب : أذكر يارب مرضي شعبك أشفيهم، تعهدهم بالمراحم والرأفات، أنزع عنا وعنهم كل مرض وروح المرض أطرده... كل الأنفس المتضايقة أعطها يارب شفاء وخلاص ومعونة، أعطها رحمة ونعمة وراحة. أعطها غفران لخطاياها وأثامها. نحن أيضا يارب أمراض أجسانا أشفيها والتي لانفسنا وارواحنا عافيها تتم وعدك لشعبك وأنت القائل {وَأُزِيلُ الْمَرَضَ مِنْ بَيْنِكُمْ }(خر 23 : 25) أيها الرب الاله أنت هو الطبيب الحقيقى الذي لانفسنا وأجسادنا وأرواحنا تعهدنا يارب بخلاصك.
+ أذكر يارب المرضي بالأمراض المستعصية والمطروحين علي أسرة المرض وبالأخص مرضى السرطان والكبد الوبائى، والقلب والضغط والسكر ومرضي العيون والذين فقدوا الحس الروحي وبالأكثر ذوى الأمراض النفسية ومرض الخطية والمعذبين من الأرواح النجسة، وروح المرض عن شعبك أطرده.
+ تعالي أيها الأب السماوى، صانع الخيرات الرحوم وأمطر علينا من مراحمك وأشفي أيها الرحوم أسقام أرواحنا ونفوسنا وأجسادنا. وأنقذنا يارب من مرض الجهل والخطية وأشفي كل ضعف في الشعب، أنت هو أمس واليوم والي الأبد فافتقدنا بمراحمك {وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ} (مت 4 : 23)، يارب أعمل معنا بروحك القدوس ولاسيما في سر مسحة المرضي، يا من عمل بالرسل القديسين وشفى الكثيرين {وَأَخْرَجُوا شَيَاطِينَ كَثِيرَةً وَدَهَنُوا بِزَيْتٍ مَرْضَى كَثِيرِينَ فَشَفَوْهُمْ} (مر 6 : 13)، أعمل معنا يارب الأن وفى كل زمان بالإيمان لشفاء مرضي شعبك كقول الكتاب {أَمَرِيضٌ أَحَد بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ قسوس الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ. وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ}(يع14:5-15). أغفر يارب خطايانا وأشفي مرضنا وأهدنا الي ملكوت لكي وبهذا يتبارك أسمك القدوس، أمين

الأربعاء، 20 أبريل 2016

شعر قصير -23 نعمة غنية

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

" نعمة غنية"
أن كان ليس لي أحد وعايش كوحيد
غريب وملقي جنب البركة سنين مريض
أنا واثق فى طبيبي الشافى دا حبه فريد
يقوم رجلي في سبل السلام بعزم شديد
يغفر خطاياى ويجعلني فيه مولود جديد
يفرح قلبي بروحه ويحقق معايا المواعيد
دا نعمة ربي غنية تشفي وتشبع وتفيض
.........
(2)

"قائد سفينة حياتى"
كن قائد سفينة حياتى وسط الآلام
وأحفظ فكرى لئلا أضيع فى الزحام
فرح روحي يارب وأمنحنى السلام
أحملني علي أكتافك فى حالك الأيام
أغفر ذنوبي وطهرني يا غافر الأثام
أحفظنى في الإيمان المستقيم للتمام
أجعلني الهج بحبك فى نومي والقيام
ولما تدنو نهايتى أدينى حسن الختام
.....

(3)

"إنسان فضيلة ومبادئ"
كن هادئ الفكر، طيب القلب، طويل البال
عامل الناس بالحب تلاقي قلبهم اليك مال
أسعي فى طلب السلام تبقي أبن لله المتعال
صالح نفسك بالتوبة لله ودا طريق الكمال
كن جبل ثابت مش ريشة تحركها ريح أميال
إنسان فضيلة ومبادئ لا يهمه القيل والقال
ضابط نفسه أفضل من مالك مدينة كخير مثال
.....

(4)
" توبوا وأمنوا"
طائر فوق البحر أضناه تعب السفر
لو توقف عن السير يغرق فى البحر
فيطير رحلته مبلل ومتعب بماء المطر
وصل للبر تلقفته الشباك ووقع فى الخطر
ويذبح ويشوي فى النيران التي تستعر
هكذا السعي لشبع بشهوة تكون للضرر
الخطية تنتج قلق والهلاك فى نهاية العمر
توبوا وأمنوا بالإنجيل تنجوا كما الرب أمر
...........
(5)

" الحياة مع الله"
البر يرفع شأن الأمة وعار الشعوب الخطية
حلوة الحياة مع الله والسلام فيها أعظم عطية
نحيا الصدق والأمانة ونعامل الكل بصفاء النية
لا نشارك في الشر ولا نقبل الشهوات الرديئة
ناخد الحكمة من الله ولا نقبل مشورة شيطانية
نجاح الأشرار الي حين وهلاكهم نتيجته حتمية
أما من يصنع مشيئة الله فيثبت وينال حياة أبدية
......

السبت، 16 أبريل 2016

أريد إن أُبصر

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
عمي البصر والبصيرة..
ذات مرة قالت الفيلسوفة العمياء ،الصماء،الخرساء "يوجد شئ واحد أسوأ من العمي وهو إن يكون للأنسان عينان ولا يُيصر". نعم يا أحبائي ان النظر لا يعادله شئ ،وعندما شفي الرب يسوع المسيح المولود أعمي خالقاً له عيون تدرج الأعمي في المعرفة بالسيد المسيح قائلاً في الابتداء انه "إنسان" ثم قال في الحوار مع الذين ارادوا ان يصطادوه "انه نبي" وبعد ان هاجموا السيد المسيح قال لهم لو لم يكن هذا الانسان باراً لما كان يقدر ان يفعل هذه المعجزة فمنذ البدء لم نسمع ان أحد فتح عيون أعمي منذ ولادته ! بعد هذا قابله الرب وعرفه بذاته وقال له "أتؤمن بابن الله" قال له الأعمي من هو يا سيد لأؤمن به؟ أجابه الرب قد رايته وهو الذي يكلمك.. قال له المولود أعمى : أؤمن ياسيد وسجد له، بعد هذا هاجم المتطرفين المولود أعمي وطردوه من المجمع فقال الرب { لدينونة اتيت انا الى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون و يعمى الذين يبصرون. فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين و قالوا له العلنا نحن ايضا عميان. قال لهم يسوع لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية ولكن الان تقولون إننا نبصر فخطيتكم باقية}(يو39:9-41) . نعم يا أحبائي هناك الكثيرين جدا عميان ولا يرون الحق، يجب ان نصلي من أجلهم ونطلب لهم النور والهداية، وهناك مقاوموا الحق عن عناد وأصرار وحب للظلمة أكثر من النور لان أعمالهم شريرة وهؤلاء ايضا فى حاجة الي الصلاة بلجاجة ليفتح الله عيونهم ليرجعوا من عالم الظلمة الي نور الأيمان والتوبة ، وهناك الأعمي عن جهل وعدم معرفة فهذا يحتاج لأعلان رحمة ونور الرب ليري الأمور علي حقيقتها.
نريد ان نُبصر...
+ أننا نري العالم والناس والأشياء من خلال مرآة أنفسنا فاذا كانت سوداء او معتمة فلن نري شئ، وان كانت عيوننا بسيطة فجسدنا كله سيكون نيراً وان كانت عيون القلب شريرة فكل الحياة والناس حولنا لن نراهم علي حقيقتهم وهذا ما يفعلة المتعصبين الذين وضعوا عصابة علي عيونهم لكي لا يروا. علي هؤلاء بكي يسوع المسيح قديما { وفيما هو يقترب نظر الى المدينة وبكى عليها. قائلا انك لو علمت انت ايضا حتى في يومك هذا ما هو لسلامك و لكن الان قد اخفي عن عينيك}(لو 41:19-42). لقد صرخ أعمي اريحا طالباً ان يبصر ونحن يجب أن نصرخ معه طالبين من الرب أن نبصر يد الله معنا في الاحداث ونثق أن الله ضابط الكل ونري بعين الإيمان في الله الحنان والأمان والايمان. وان ملائكته وقديسوه محيطين بنا وان الله يدافع عنا ، نحتاج ان نعاين الله بعين الإيمان وهو القائل {أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة } {يو 8 : 12).
+ جاء الربّ يسوع ليفتح عيوننا لكي نرجع من الظلمات إلى النور ومن سلطان الشيطان إلى الله ( أع 26 : 28). انه النور الهادئ الوديع الذي يكشف لنا الطريق وينير لنا الحياة. ويشرق علينا بنور الإيمان . {ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها }( ملا 4 : 2 ). لقد قاد الله الشعب في القديم بعمود السحاب نهاراَ وعمود من النار ليلا، وهو لا يزال يهدي ويرشد وينير الذين يطلبونه . وهو الذي ينير أعين قلوبنا مانحا إيانا روح المعرفة والحكمة والفهم
انه يدعونا ان نؤمن به وان نسير في نوره ، ونصير أبناء النور ونستيقظ من نوم وظلمة الخطية. { قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك } (اش 60 : 1 ). النور يدعونا ان تمشي فيه ومعه وهو لا يريد إلا خيرنا ويفرح النور الالهى بان ينير بين الناس .
+ ان رجوع الخاطئ إلى الله ينقله من الظلمة إلى نور الله العجيب، ولهذا جاء النور الى العالم ليفضح إعمال الظلمة. ومن اجل هذا دعي الرسل إلى التوبة {قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور}( رو 13 : 12). الإنسان الخاطئ يحيا في الظلام والذي يبغض أخاه يحيا في الظلمة {من قال انه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن في الظلمة . من يحب أخاه يثبت في النور وليست فيه عثرة }( 1 يو 2 : 9-10) فلا تخف حتى وان حاولت قوات الظلمة ان تعثرك، وقم مجاهدا مع الله من اجل خلاصك {لا تشمت بي يا عدوتي إذا سقطتُ أقوم ، إذا جلست في الظلمة فالربّ نور لي }( أم 7 : 8 ). أحرص إذا على نقاوة حواسك وفكرك لا سيما عينيك . فسراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيّراً، وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلماً، فان كان النور الذي فيك ظلامًا فالظلام كم يكون}( مت 6 : 23 ). ولنقل مع داود المرنّم {الرب نورى وخلاصي مما أخاف، الربّ حصن حياتي ممّا ارتعب }(مز 27 : 1).

السير في النور ........
أننا مدعوين للسلوك كابناء للنور فى النور {اسلكوا كأبناء النور }( اف 5 : 8 ). {وكونوا شاكرين الآب الذي أهلّنا لشركة ميراث القديسين فى النور} (كو 1 : 12) . نحن كابناء للنور مدعوين لحياة القداسة والتعفّف، ومدعوين أن تكون نورا يضئ للذين في العالم . لكن لنعلم ان النور الذي فينا ليس منا انه كنور القمر في الليل، يستمده من نور الشمس . وإذا ابتعدنا عن إلهنا أصبحنا مظلمين لا نور فينا . وكلما اقتربنا من الِبرِّ ونور المسيح ازداد نورنا . لقد مكث موسى النبي مصليّاً لله في الجبل أربعين يوما وعندما رجع لم يستطع بنو إسرائيل ان يروا وجهه لأنه كان يشع نورا وأنت كذلك، عندما تجلس مع مصدر النور تستضئ بنوره ويشرق في قلبك وعقلك ويقود خطواتك، ويرى الآخرون أعمالك الحسنة ويمجّدوا أباك الذي في السموات .

الكتاب المُقدّس والنور...
ان أردت ان تستنير وتقترب من فكر الله ادخل الى الكتاب المقدس في تواضع وحب، وقل أنر يا رب عينيّ قلبي وعقلي وأجلس في هدوء وأقراء كلمات الكتاب طالباً ارشاد روح الله وان عصي عليك شئياً في الفهم ابحث عن تفسيره في كتابات الأباء القديسين ،ان كلام الله نور {سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي }(مز 119 : 105). والوصية مصباح ،والشريعة نور، وعندما آتي الينا كلمة الله المتجسد اخفي هذا النور لكي نستطيع أن نقترب إليه . واستتر نور اللاهوت في الناسوت ليقترب الينا ونعرفه ونحبه { فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس، والنور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه } (يو 1 : 4 – 5). وعندما أتمَّ الربّ الفداء قام بجسد نوراني ممجدًا صاعداً به للسماء كسابق لأجلنا. وطلب منا ان نحيا مفكرين بما هو فوق فى السماء { ان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الآب }.
المعمودية والاستنارة...
إننا إذا اعتمدنا بالماء والروح نولد من فوق كأبناء الله بالتبني، وإذ يشرق علينا نور الإيمان نحصل علي استنارة داخلية . وننمو في معرفه ربنا يسوع المسيح وحقائق الإيمان المسيحي وسرّ التجسّد والفداء ونحيا أسرار الكنيسة ونجاهد برجاء منتظرين المجيء الثاني وقيامة الأموات وحياة الدهر الآتي، فلنطلب أذن من الله ان يعطيك البصيرة الروحية لنعرفه ونعبده بالروح والحق ونتدرج في معرفة الله حسب نمونا الروحي ومقدرتنا على المعرفة والحبّ. الله يدعونا لننمو في النور والحياة معه، وهو يريد ان يأتي إلينا ويصنع عندنا منزلا فلا نتكاسل فى زمن الجهاد، بل نطلب وسنجد ، ولنسأل فسيعطى لنا ونقرع وسيفتح لنا, آمنوا بالنور وسيروا معه وفيه وهو يقود خطواتنا ويمنحنا حياة أبدية.
أفتح عيني لأعاين ..
يا ابن داود ارحمني أنا الأعمى . افتح عينيّ وبصيرتي لأعاين مجدك ، كن نورا في قلبي وشمسا لدربي ، واستنارة لبصيرتي وحكمة تهديني . ولا تتركني أو تدعني أسير في الظلام .

يا نور العالم والملكوت أسرع واعني . فقد خيم عليّ حزن عميق وقوات الجحيم لمسيرتي تعيق . ولا أرى في جهلي الا مشاقّ الطريق، ومعها الضياع والهلاك. فتعال يا يسوع الحلو فأنر حياتي فانك لا تجعل ابنك الضالّ يهلك بل بنورك عليه أشرق .
يا أبي السماوي الساكن في نور لا يدنى منه ونور لاهوتك نار آكلة للخطايا والأثام ، ونور حكمتك لا يمكن سبر أغوارها . ومحبتك للبشر تفوق العقول . نحبك يا أبانا القدوس ونعبدك في خشوع ، ونشكرك لعظيم رعايتك المعلنة لنا من خلال بهاء مجد ابنك الوحيد الذي أنار لنا وأعلن محبة ألآب .
نحن في شوق إلى معرفتك وقبولك والنمو في نورك فأهدنا بالروح القدس المحيّي المنبثق منك والواحد معك . العامل في الكون خالقا ومجددا ليعمل ويجدد طبيعتنا، لنكون ابناًء مُكمَّلين بالفضائل. يا روح الله اعمل فيَّ وأنرْ عقلي وروحي وقلبي، لأكون لك وأحيا في النور وبك أكون حتى ولو شمعه تنير الطريق لكثيرين، أمين.

الجمعة، 8 أبريل 2016

شعر قصير -22 أجمل العيش


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)
" سفراء للمسيح"
أحنا في الحياة كخيال سريع بنسير
أمنانينا تكبر والحلم يتحقق ويصير
نتعثر أو ننجح وبالإيمان يكون للخير
مرات حياتنا تكون قاسية أوحلوه كتير
نقابل ناس رائعين وناس عدوانيه كتير
والشاطر اللي يكون له في الحياة تأثير
نجول كسفراء للمسيح نصنع محبة وخير
مهما عشنا تنتهي الحياة وللسماء هانطير
..........
(2)

" نبني على الصخر"
فقط نعيش حياتنا كما يحق لإنجيل المسيح
نحيا فى محبة لله وللغير دا كلامه الصريح
يدينا أفراح وسلام وهدوء ومعاه نستريح
مهما هاجت أمواج الحياة يقودنا لبر فسيح
نحيا معاه بأمان ولو قابلنا تجارب وتجريح
الضيقة تعصرنا ولكن ريحة المسيح منا تفيح
واللي يبني علي الصخر لايخشي هبوب الريح
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
........
(3)

"أجمل العيش"
أجمل العيش ان نحيا في بساطة ونقاء
ونعمل الخير مع من نستطيع في صفاء
ونحيا صداقة النفس والله في أمل ورجاء
لانضع رجائنا في أحد ولا تتملكنا الأشياء
ندعو لمحبة الكل في طهر ووداعة وأخاء
نحيا في النور ويكون الله كنزنا فى عطاء
فكيف لا يحيا سعيداً مؤمن يسلم حياته لله ؟
......
(4)
" أين السعادة ؟"
هل السعادة تأتي بتملك المال الوفير؟
كم من أغنياء في قلق ونومهم يطير!
وهل الفرح يأتي من المنصب الكبير؟
كم من مرموق فى هموم وقلبه كسير!
هل السرور من أعجاب جمهور غفير؟
كم مشاهير في أرق على فراش الحرير
لا شئ يعطي سعادة مثل راحة الضمير
سلامنا فى قناعة بما لدينا ولو شئ يسير
وعشرة طيبة بالناس وبإيمان وأمل نسير
لا فرح يدوم الإ بعلاقة حب من الله القدير
.........
(5)
"ضيوف رحل"
لا تحزن لشئ تفقده بالدنيا وأزهد كل مافيها
أن السلامة فى ترك مايغوى النفس ويغريها
وما نحن سوى ضيوف رحل فوق أراضيها
فلنحرص أن نتقي الله مادمنا أحياء بودايها
ومانزرعه ينضج وثماره غدا سوف نجنيها
فلنحتمل التجارب والنفس بكلمة الله نعزيها
وآكاليل الظفر للصابرين، الله سوف يجزيها

الأربعاء، 6 أبريل 2016

تاملات فى عيد البشارة المجيد


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
بشرى الخلاص للبشرية ...
+ نهنئكم أحبائنا القراء بعيد البشارة بدء الأعياد السيدية الكبري ونرجو لكم حياة مفرحة مقدسة ونحن مدعوين ان نحيا جميعا فرحة محبة الله لنا وتجسدة من اجل خلاصنا . فعيد البشارة وهو أول الأعياد من حيث ترتيب أحداث التجسد فلولا البشارة وحلول السيد المسيح في بطن العذراء ما كانت بقية الأعياد، لذلك يسمونه الأباء رأس الأعياد والبعض يسمونه نبع أو أصل الأعياد.
لقد أرسل الله رئيس الملائكة جبرائيل للسيدة العذراء ليخبرها بتجسد أقنوم الكلمة او اللوغوس منها كما جاء فى بشارة معلمنا لوقا البشير (لو 26:1-38). وقد أختار الله القديسة مريم العذراء لتكون أما للأبن الكلمة كما نقول فى التسبحة اليومية فى كنيستنا { تطلع الأب من السماء فلم يجد من يشبهك ، اتى وتجسد منك } نعم للعذراء المتواضعة التى قالت هوذا انا أمة الرب ، نظر الأب السماوى ليهبها تلك النعمة الفريدة لأنها متضعه ومنسحقه فرفعها الرب فوق السمائيين {قريب هو الرب من المنسحقى القلوب} {يقاوم الله المستكبرين أما المتواضعين فيعطيهم نعمة} لقد نظر الله إلى إتضاع أمته كما قالت العذراء. فتواضعوا تحت يد الله القوية ليرفعكم فى حينة . نظرت العذراء مريم الى نفسها أنها عبدة لله . من اجل هذا رفعها الى مرتبة الأم للاله الكلمة المتجسد. وتكلم معها الملاك بتحية الإحترام {السلام لك أيتها الممتلئة نعمة ، الرب معك }.
ان الله العظيم فى تواضعه يريدنا ان نتعلم منه الوداعة والأتضاع . هل ترى مثل هذا إتضاع من الله أن يستأذن من السيدة العذراء أن يحل فيها ويأخذ منها ناسوتاً وهى جبلة يديه، وهذا طبعاً شرف كبير للسيدة العذراء هى فرحت به، فهى بشارة مفرحة تتضمن خبراً سعيداً وأيضاً إستئذان بلطف شديد مع عطايا جزيلة. ويؤكد الآباء أن السيد المسيح حل فى بطن العذراء بعد أن قالت "هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك"، ان الله يحترم حريتنا وارادتنا الشخصية حتى وهو يهبنا أعظم النعم .
+ العذراء العفيفة الطاهرة القديسة الخادمة التى ترنمت بتسبحتها الخالدة لله مستخدمة أيات الكتاب المقدسة وقد أعتادت ان تحفظ الكلام فى صمت متفكره به فى قلبها .{ فقالت مريم تعظم نفسي الرب. و تبتهج روحي بالله مخلصي. لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم و اسمه قدوس. ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه. صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. انزل الاعزاء عن الكراسي و رفع المتضعين.اشبع الجياع خيرات و صرف الاغنياء فارغين} (لو 46:1-53). كان سلام القديسة مريم سبب أمتلاء اليصابات وجنينها بالروح القدس لتعلن لنا بالروح { من اين لى هذا ان تأتى ام ربى الي}( لو 34:1) . نعم ان العذراء أمنا توصينا دائما ان نفعل كل ما يقوله لنا المخلص الصالح { قالت امه للخدام مهما قال لكم فافعلوه} (يو 5:2). فلنقتدى أذا بالقديسة مريم فى فضائلها وحياتها ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا .
التجسد الإلهى أعلان محبة الله للبشر...
+ في عيد البشارة نجد قمة إعلان محبة الله للبشر إذ أخذ صورتنا وطبيعتنا بغير خطية ولا دنس ومن ثمار التجسد غفران الخطية الجدية والفعلية لأدم ونسله، ونوال الغفران بالإيمان بهذا السر العظيم وبالولادة من الماء والروح { لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع }(1كو 15 : 22) . كما ان التجسد الإلهى اعلان لقداسة الجسد الأنسانى { وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به في العالم رفع في المجد} (1تي 3 : 16) . إذا كان الجسد شر في ذاته ما كان أقنوم العقل الإلهى قد أتخذ جسداً ووهبنا إمكانية تحقيق القداسة ونحن في الجسد اننا تعلمنا من ابائنا القديسين الذى أوصونا ان نحارب شهوات الجسد وليس اجسادنا التى هى هياكل لروح الله { ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وانكم لستم لانفسكم } (1كو 6 : 19).نعم سيقوم الجسد فى اليوم الأخير جسداً روحيا نورانيا ليكأفا على تعبه وخدمته لله او يعقاب مع الروح على شروره وأثامه. وبالتجسد الإلهى نرى محبة الله للخاطئ وقبوله له بالتوبة، والتوبة هي أول خطوة نحو القداسة. ان أنظارنا تتجة للسماء مصدر فرحنا والى الله قوتنا ورجائنا وكلنا مدعوين للأتحاد بالعريس السمائى الذى جاء واتحد بطبيعتنا .
+ بالتجسد صار بطن القديسة مريم العذراء هو معمل الإتحاد بين اللاهوت والناسوت فى شخص ربنا يسوع المسيح. لقد تكون الجنين بعد أن قبلت العذراء البشرى باتحاد اللاهوت مع جبلتنا فى بطن العذراء، فى الولادة سُمى "يسوع" أى المخلص {أنا أنا هو الرب وليس غيرى مخلص} (أش 43) فى العماد سُمى "المسيح" أى الممسوح من الروح القدس فأصبح أسمه يسوع المسيح إبن الله الحى . بنوة روحية فريدة كولادة النور من النار أو نور الكهرباء من التيار . وهل هناك شئ غير مستطاع لدى الله ؟ ان كان الله قديما كلم الإنسان من شجرة او ظهر لابونا ابراهيم فى شكل انسان او ظهر للبعض بهئية ملاك فهل الله الذى يحب ابنائه لايقبل ان يتجسد لخلاصهم ولا يحد التجسد من لإهوته فهو حال فى كل مكان ولا يحويه مكان .
+ اننا اذ نحتفل بهذا العيد فنحن نعبر عن فرحة الكنيسة بهذه البشارة ، و نشارك العذراء فرحتها بهذه البشارة المفرحة التى أتت إليها من السماء من خلال رئيس الملائكة جبرائيل لأنها أيضا بشرى الخلاص لنا و للبشرية كلها. لقد شاركنا السيد المسيح فى كل مراحل حياتنا قبل الولادة وبعدها حتى النضوج، "باركت طبيعتنا فيك" لكى ما يجعلنا ابناء له بالتبنى ونرث ملكوت السموات.
انت فردوس نفسى ....
الهى أشكرك وتشكرك عنى ملائكتك لانى عاجز عن القيام بحمدك كما يليق بحبك وتواضعك وعطائك العجيب. نعم صرت وانت الاله العظيم أنسان حق لترفعنى لأكون ابنا لك بالتبنى والنعمة .
ايها الكلمة المتجسد الوديع علمنا ان نجعل من قلوبنا لك مسكنا ومن حياتنا شعلة حب تعلن محبتك للبشرية لكى ما نرجع بالتوبة والإيمان الى أحضانك الإلهية ايها الاله الرحوم .
الهى لقد أقتربت الي لترفعنى وتجسدت لتقدسنى وفديتنى بالدم الكريم على عود الصليب لتخلصنى وقمت لتقيمنى معك. الهى انت فردوس نفسى.

الاثنين، 4 أبريل 2016

شعر قصير -21 تمثل بمسيحك

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

(1)

" تمثل بمسيحك"
أوعي الدنيا الفانيه تغرك دا كله الي زوال
ولاتعامل الجاهل بالمثل دى حماقة الجهال
تمثل بمسيحك الوديع المحب طويل البال
تعلم منه صنع الخير مهما الشر عليه أتقال
خليك دهب تتنقى بالتجارب كأفضل الرجال
القي بالملائمة على نفسك تبات مرتاح البال
لاذم يحزن حكيم ولامدح يسبب له مجد بطال
للصفح خلي عندك مكان وللأحتمال كون مثال
..........
(2)

"نحيا سعداء"
فيها ناس أوقاتها وحياتها بجد ثمينة
تتقدم وتخدم وتنمو ولغيرها هي معينة
تسعي لعمل الخير للغير وتشجع وأمينة
تسعد بقليل بقلوب بسيطة وعقول رزينة
وناس تعيسة وقلوب مش راضية وحزينة
وناس اليأس مليها تنتظر الموت كرهينة
أحنا بثقة بالله نحيا سعداء باللي فى أيدينه
نجاهد ورجاء الأبدية السعيدة قدام عنينه
......
(3)
"البشر أنواع"
الرحمة والقسوة موجودين والبشر أنواع
فيهم الحساس ومنهم اللي ضميره ضاع
لكثرة الاثم تبرد المحبة والشر يبقي مشاع
محبة المال تقسي القلب وتخلى الضمير ينباع
مخافة الله راس الحكمة، تخلي وصاياه تطاع
أهم الوصايا محبة الله والقريب في حياتنا نراع
دخلنا الدنيا بلا شئ وهانخرج منها بلا متاع
ما يزرعه الإنسان أياه يحصد دا قانون مذاع
......

(4)
"رسل سلام"
في كل يوم بنتعامل مع وجوه عديدة
ناس بتخلي حياتنا حلوة وغنية ومفيدة
وناس بتكون حزينة وهمومها شديدة
واحنا لازم نبني وتكون لقائتنا مفيدة
نقدم تشجيع وخير لغيرنا بمحبة فريدة
ونكون رسل سلام ونعيش حياة سعيدة
ما نزرعه نحصده ولو بعد سنين عديدة
......
(5)
"ثقتنا فى الله"

ثقتنا في الله تدينا قوة لنسير فى الحياة
اللي ربنا معاه ينجحه وثمره ما أحلاه
لايخشي شر في الحياة لان الله يتولاه
يستره في يوم الشر ويبيت فى رضاه
منتظر الرب كالنسر شباب تتجدد قواه
من يعطي المعيي والضعيف قدرة هو الله
فلاتخاف ولايضعف قلبك وتمسك الصلاة
لان الله سائر معك يقودك للنصرة والنجاة
....

الأحد، 3 أبريل 2016

لقاء السيد المسيح مع المرأة السامرية

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

المسيح المحرر ...
- جاء السيد المسيح له المجد لكى ما يحررنا من التمييز العنصرى البغيض على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو الرأى ويحررنا من التمييز فى المعاملة وتصنيف الناس بين خطاة وابرار فى كبرياء ورياء ومن أغتصاب حق الله كديان يحكم بالعدل بين الناس. لقد كان السامريين يهودا اختلطوا فى السبى الأشورى بالأمم وتزاوجوا من بعضهم البعض وأقتصر أيمانهم على اسفار موسى الخمسة دون بقية كتب الانبياء . كما تاثروا بالأمم فلم يؤمنوا بالقيامة ولا الحياة الاخرى او الملائكة وكان اليهود فى عداوة مع السامريين {فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وانا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين} (يو9:4). هذا التمييز الدينى الذى نراه فى صراعات عالم اليوم جاء المخلص الصالح ليحررنا منه ويعلمنا ان نحترم الجميع كما هم لا كما نريد ان يكونوا . اننا ابناء اب واحد هو أدم وأم واحده هى حواء ويجب ان نحترم كل إنسان كخليقة الله العاقلة، وكما نريد ان يفعل الناس بنا نفعل بهم نحن أيضاً لابد ان نحترم الاخرين ونقدرهم ان اردنا ان يحترموا ويستمعوا الينا. لابد ان نقبلهم كما هم عالمين ان الله يحترم الارادة الانسانية ولا يغصب أحد حتى على الإيمان به فلماذا ينصب البعض أنفسهم محل الله ؟ فى المجتمعات المتقدمة يُحترم الإنسان كإنسان بغض النظر عن دينه أو معتقده او عرقه او جنسه فمتى نجد الإنسان منا يحترم فى وطنه العربى وبين أهله ومواطنى بلده بغض النظر عن دينه وجنسه او مركزه المالى او رايه السياسى؟. اننا نصلى من اجل الذين أظلمت قلوبهم وعيونهم وعقولهم بدوافع الكراهية والعنصرية والتعصب الأعمى ليدركوا أتساع محبة الله للجميع وحسن رعايته لكل الخليقة ويتعلموا أحترام غيرهم ومعاملته بمساواة ودون تمييز فى وطنه لننهض من التخلف والجهل والكراهية وظلم الإنسان لاخيه الانسان وباسم الله والدين؟ .
ذهب المخلص الصالح الى السامرة خصيصاً ساعياً لخلاصهم والانفتاح على هؤلاء المنبوذين من اليهود، بل ومدح السامرى الصالح الذى تحنن على اليهودى المجروح { ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما راه تحنن} (لو 10 : 33). وكذلك مدح السامرى الذى شفاه المخلص الصالح من برصه فاتى ليقدم الشكر على الشفاء دون التسعة اليهود الباقين الذين ذهبوا ولم يعودا فى عدم عرفان بالجميل. لقد احب الله العالم وجاء المسيح ليعلن هذه المحبة للجميع بدون تمييز وفى أحترام للحرية الإنسانية { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم} يو16:3-17.
+ فى السامرة التى هى نابلس بفلسطين الان وعند بئر يعقوب أبو الاباء تقابل الرب يسوع المسيح مع المرأة السامرية وكانت خاطئة وفى هذا نرى مخلص العالم يخلصنا من النظرة الدونية للمرأة وكذلك من النظرة المتعالية نحو الخطاة، تعجب التلاميذ عندما وجدوا معلمهم يتحدث مع أمرأة {جاء تلاميذه وكانوا يتعجبون انه يتكلم مع امراة ولكن لم يقل احد ماذا تطلب او لماذا تتكلم معها}( يو 27:4 ). لقد كان التقليد اليهودى يقلل من شأن المرأة ويمنع من التحدث معها فى الطرق ولكن عندما تعلم التلاميذ من سيدهم رايناهم يعُلموا بالمساواه بين الناس بغض النظر عن الجنس او الدين او العرق { ليس يهودي ولا يوناني ليس عبد ولا حر ليس ذكر وانثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع} (غل 3 : 28) . {غير ان الرجل ليس من دون المراة ولا المراة من دون الرجل في الرب} (1كو 11 : 11). هكذا نرى المخلص يدافع عن المرأة الخاطئة أمام طالبوا رجمها { ولما استمروا يسالونه انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر} (يو 8 : 7) ثم قال لها اذهبى بسلام ولا تعودى تخطئى ايضا. وهنا نراه يسير من الصباح الباكر حتى الظهر ليلتقى مع السامرية الخاطئة ليحررها من مستنقع الشهوات ويقودها لتكون شاهدة لنعمة الله المحررة والمغيرة والقادرة على كسر قيود الشر والتى تعلمنا ان نسجد لله بالروح والحق .
+ لقد سعى الراعى الصالح فى طلب الأبن الضال ليرده الى بيته الأبوى ويكسوه بثوب الفضيلة والبر وهنا نراه يسعى فى أثر المرأة الخاطئه لينعم لها بالتوبه والخلاص وكان الكتبة والفريسيين يعتزلون عن مخالطة الخطاة وغير الملتزمين والعامة فى كبرياء ولكن نرى المخلص يفتح لهم باب الرجاء ويعلن لهم محبته ليحررهم من الضعف والخوف والشيطان والخطية والشهوات حتى دعى محباً للعشارين والخطاة لدفاعه عنهم وسعيه لخلاصهم { فلما راى الجميع ذلك تذمروا قائلين انه دخل ليبيت عند رجل خاطئ. فوقف زكا وقال للرب ها انا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين وان كنت قد وشيت باحد ارد اربعة اضعاف. فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم. لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك}( لو7:19-10). ان السيد المسيح هو أمس واليوم والى الابد { صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا} (1تي 1 : 15). الله يسعى لخلاصنا وتحريرنا من كل أشكال التمييز والبغضة والعداوة ومن يعرف قلب الله الأبوى لابد ان يتعلم منه فغاية الوصايا من الله هى المحبة { واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء} (1تي 1 : 5) والله يريد خلاص الجميع من كل الأمم والقبائل والشعوب { الله يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4). وعلينا ان نسير على هدى تعاليم الأنجيل فى نشر رسالة المحبة والاحترام والتقدير والخلاص لكل أحد ان اردنا بالحقيقة ان نكون تلاميذ لمعلمنا الصالح ونحيا إيماننا الأقدس الذى اليه دُعينا.
المسيح المشجع ..
+ نحن فى حاجة دائمة الى الله وهنا نرى الله يعلن لنا حاجته الينا ولخدماتنا ويشجعنا ويقودنا وفى مقابلته مع السامرية { جاءت امراة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع اعطيني لاشرب } (يو 4 : 7).{ قالت له فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وانا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين.اجاب يسوع وقال لها لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا} (يو 4 : 9- 10). وعندما طلبت منه ان يعطيها من هذا الماء الحى لكى لا تتعب وتأتى الى البئر لتستقى قال لها يسوع أذهبى وأدعى زوجك ؟ قالت له ليس لى زوج . فمدح المخلص صراحة المرأة { اجابت المراة وقالت ليس لي زوج قال لها يسوع حسنا قلت ليس لي زوج.لانه كان لك خمسة ازواج والذي لك الان ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق}( يو17:4-18) نعم ان المخلص يريد ان يشجعنا ويعلمنا ان نشجع صغار النفوس { شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تانوا على الجميع} (1تس 5 : 14).
+ الرب فى حنانه مدح المرأة التى القت فلسين فى خزانة الهيكل { وتطلع فراى الاغنياء يلقون قرابينهم في الخزانة.وراى ايضا ارملة مسكينة القت هناك فلسين. فقال بالحق اقول لكم ان هذه الارملة الفقيرة القت اكثر من الجميع.لان هؤلاء من فضلتهم القوا في قرابين الله واما هذه فمن اعوازها القت كل المعيشة التي لها} (لو1:21-4). بل مدح السيد وكيل الظلم {فمدح السيد وكيل الظلم اذ بحكمة فعل لان ابناء هذا الدهر احكم من ابناء النور في جيلهم }(لو 16 : 8). مدح السيد مريم أخت لعازر لانها جلست لتستمع اليه{ فاجاب يسوع و قال لها مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة.و لكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها}( لو 41:10-42). بل ان الله يعد بالأجر السمائى لمن يقدم كأس ماء بارد لمحتاج صغير { ومن سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره} (مت 10 : 42). من أجل هذا يعلمنا الإنجيل ان نقدر ونشجع الأخرين { بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء واختار الله ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود} (1كو 1 : 27، 28). ويعلمنا ان نُكرم الفقراء {اسمعوا يا اخوتي الاحباء اما اختار الله فقراء هذا العالم اغنياء في الايمان و ورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه} (يع 2 : 5).
- ان الله يشجع الضعفاء ويقويهم بروحه القدوس { لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود} (زك 4 : 6).ويقدر الخطاة ويحررهم ويرفع من نفسية المتواضعين {لانه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الابد القدوس اسمه في الموضع المرتفع المقدس اسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لاحيي روح المتواضعين ولاحيي قلب المنسحقين} (اش 57 : 15). وهو اله الكل الذى يريد ان الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون. يشجع المخلص الصالح قطيعة الصغير فى برية هذا العالم { لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت} (لو 12 : 32). ويطمئن كل مضطهد قائلاً { لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتالم به هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة ايام كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة} (رؤ 2 : 10).
المسيح المشبع ...
+ الإنسان بئر من الرغبات تحتاج الى الاشباع ، ويسعى كل منا الى حياة الشبع الروحى والعاطفى والنفسى والى الاحساس بالأمن والأمان والمحبة ولكن لن يشبع النفس ويغيرها للأفضل الإ محبة الله المشبعة والمحررة والمغيرة التى تعطينا الشبع الروحى ، نعم كل من يشرب من أبار هذا العالم المشققة التى لا تضبط ماء يعطش ايضاً { ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية}( يو 14:4). ان الله يعطينا من نبع الروح القدس المتدفق دائما {وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع و نادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لان الروح القدس}(يو 37:7-39 ). لقد التقت السامرية بالمسيح المشبع فتركت جرتها عند البئر كرمز لشهوات العالم وذهبت تعلن عن المسيا المخلص لأهل السامرة . وتغيرت من امرأة تجادل فى حرفية الناموس والعبادة الى أنسانه تعبد الله بالروح والحق { الله روح والساجدين له بالروح والحق ينبغى ان يسجدوا}( يو42:4)
+ ما احوجنا يا أحبائى لهذه الروح التى تجمع ولا تفرق ، والتى تبعد عن شكلية ومظهرية العبادة لتنحنى بالسجود لله بالروح والحق. نريد ان نعرف ارادة الله الصالحة نحو كل أحد { لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة }(رو 12 : 2). ويجب أن نعلن للجميع ان يذوقوا ما أطيب الرب { ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه} (مز 34 : 8). حقا ان مراحم الله علينا جديدة كل صباح واحساناته ومراحمه ما أكثرها { اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو.انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول.هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه} (مر21:3-25).
لقد كان شاول يضطهد الكنيسة ويقاوم الإيمان ولكن الله سعى لخلاصه وابرق حوله نور من السماء معلناُ له عن خلاصه العجيب وتحول شاول الى القديس بولس الرسول الذى جال يبشر بفضل من دعاه من عالم الظلمة الى نوره العجيب ، وهكذا تقابلت مريم المجدليه مع المخلص فاخرج منها سبعة شياطين لتتحول الى مبشرة بالقيامة للجميع حتى أمام الأمبراطور . وتقابلت مريم المصرية مع محرر الخطاة فتحولت الى مريم المصرية القديسة السائحه . وهذه النعمة الغنية تنتظرنى وتنظرك لتروينا وتحررنا وتغيرنا للأفضل ، هى نعمة غنيه تعمل مع الجميع لياتوا الى الله ويشهدوا لمحبته ، وسيبقى المخلص فاتحا ذراعيه قائلاُ {تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال و انا اريحكم} (مت 11 : 28) . وعلينا أن نصلى من أجل خلاص الضالين والخطاة ومن أجل الضعفاء والمنكسرى القلوب .
ها صرختى اليك ياالله ..
نصلى اليك يارب الكل ومخلص الجميع .لكى ما تعمل معنا من أجل خلاصنا وأشباع نفوسنا وتحريرنا من الخطية والعبودية والتمييز العنصرى. لقد فرقتنا الأنقسامات واحنت ظهورنا الخطية بل طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء وأنت يالله تسعى من جل خلاصنا وتبحث عن الضالين وترد الخاطئين وتحرر منكسرى القلوب وتنادى بالعتق للمأسورين والرازحين تحت ثقل الخطية فردنا اليك يا مخلص العالم، لنعبد بالروح والحق ونسجد لك وحدك يا سيد الكل .
حررنا من كل عنصرية بغيضة وبعيدة عن روحك ، لنحب الكل كاخوة لنا، علمنا ان نحترم الجميع صغاراُ وكباراُ ، رجالاً ونساء ، من كل لون وعرق وراى ودين ، فنكون بالحقيقة للحق عارفين ولمشيئتك طاعين و بالمحبة والاحترام نتعامل مع الجميع .علمنا ان نصنع السلام فى عالم يسوده البغضة والأنقسام ، وان نزرع الحب حيث أشواك الكراهية ، وان نضئ ولو شمعة فى الطريق بدلاً من ان نلعن الظلام .
ربى ان نسيناك فانت الاب الحنون لن تنسانا ، وان أخطائنا اليك فانت الرحوم أغفر لنا خطايانا، وان بعدنا عنك فانت بمحبتك أجذبنا اليك ومن نبع نهر محبتك اروينا لنحيا على شاطئ نعمتك ونكون معك كل حين، أمين.