نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 29 يونيو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 6/30


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.} ( 1كو13:13)
قول لقديس..
(" المحبة لا تفرح بالإثم" بمعنى لا تجد مسرّة عندما يُصاب الآخرون بشرٍ، بل ما هو أعظم: "بل تفرح بالحق". المحبة تشعر بالسرور بأولئك الذين يتكلم عنهم حسنًا أنهم "يفرحون مع الفرحين ويبكون مع الباكين") القديس يوحنا ذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ فم الصديق يلهج بالحكمة ولسانه ينطق بالحق (مز 37 : 30)
The mouth of the righteous speaks wisdom, And his tongue talks of justice. Pro 37:30
صلاة..
" أيها الرب الهنا، ضابط الكون وكل مافيه، الاله الحكيم والقادر على كل شئ، يا اله المحبة والداعي الى السلام، اليك نصلى لاسيما وقت الضيق والأزمات وانت الرجاء ومنك الإيمان واليك المحبة. نسائلك ان تنعم علينا بسلامك وانت تعطي حكمة لشعبك، لكي لا ننقاد وراء الشر أو الكذب أو الكراهية. أنقذنا يا سيدنا من شر أنفسنا أو ميلها للشر، وأهدنا ان لا ننقاد الى مشورة الأشرار بل لعمل روحك القدوس. ندعوك ان تحفظ بلادنا وشعبها، مسلمين ومسيحيين من كل كل مكروه، وتعطنا وحدانية القلب التى للمحبة والسعي للخير والمستقبل الأفضل بلا أنحياز ولا تعصب بل فى موضوعية نعمل معا من أجل مستقبل أفضل لخير البلاد والعباد، وكما ان حياتنا ثمينة أمامك فلتكن حياة كل أحد غاليه فى عيوننا نحافظ عليها ونحميها بحكمة من عنك يا الله محب البشر، أمين"
من الشعر والادب
"الحكمة تمييز وأفراز "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أنا المسيحي
محبتى مش بالكلام،
دى محبة،
بتحتمل فى صبر،
وتعمل للسان لجام.
محبة تصلى وتغفر
ومن البغضة تنفر
وللسماء تنظر
وللخير تنطر
وتطلب الوئام.
وتقول يارب:
لبلادي هات السلام.
قراءة مختارة ليوم
الأحد الموافق 6/30
الإصحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ
1كو 1 :1- 13
إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَقَدْ صِرْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ. وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلَسْتُ شَيْئاً. وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئاً. الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ وَلاَ تَنْتَفِخُ وَلاَ تُقَبِّحُ وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا وَلاَ تَحْتَدُّ وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ. وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ. وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ. لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.
تأمل..
+ أهمية المحبة... المحبة يجب ان يكون دافع المؤمن فى كلامه وأفكاره وأعماله وعلاقته بالآخرين. ولان الله محبة فان من يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. ولو كان للمؤمن حتى موهبة التكلم بلغات عديدة من لغات البشر، أو لو تخيلنا معرفته للغة الملائكة، دون أن يكون له المحبة، فلا يحقق أى نفع ولن يكون هناك أى ثمر لهذه المواهب المعطاة له، بل تكون ككلمات جوفاء وخالية من أى فاعلية مثل الأصوات العالية التى بلا عمل حقيقى. وان أعطي المؤمن مواهب التنبؤ بمقاصد الله، ومعرفة أسرار مشيئة الله الخفية، وإذا تحصل على كل علم فى مقدور الإنسان أن يحصله، وإن كانت لى درجة عالية من الإيمان القوى تمكنه من نقل الجبال أى صنع قوات ومعجزات وليس له محبة، فأنه ليس شئ. فالصفة الأساسية للإنسان الروحى هى المحبة وليست المعرفة أو المواهب المختلفة. ومهما كان للانسان من عطاء دون أن تصدر افعاله عن محبة، فإن هذه التضحيات والقرابين، التى وإن كان يمكن أن تفيد الآخرين، لكنها لا تعود عليه بأى نفع ولا تحقق خلاصه لأنها قد تكون بغرض الكبرياء وتمجيد الذات أمام الغير.
+ صفات المحبة الحقيقية... المحبة لها صفات منها التأنى والترفق فعندما يمتلئ قلب الإنسان بالمحبة للجميع فإنه لا يتسرع فى الغضب، بل يطيل أناته على المخطئين ويحنو عليهم حتى يخرجهم من أتعابهم، ويتأنى على المبتدئين حتى يتعلموا الحكمة والسلوك المستقيم. المحبة لا تحسد ولا تشعر بالمرارة والألم إذا ما نجح الآخرون وسعدوا؛ وهذا منطقى لأنه إذا كانت المحبة تدفعنا لإسعاد الآخرين فكيف نتألم إذا ما تحقق لهم الخير؟ فالمحب لا يفكر فى نفسه لاقتناء ما عند الآخرين أو يتضايق من خيراتهم ونجاحهم، بل يفرح ويتمنى لهم المزيد. المحبة تجعل المؤمن يحترم الآخرين ويكرمهم، فالمحبة لا تقبح الشخص المحب متى اضطر إلى توبيخ عمل ما لشخص آخر، فإنه يفعل ذلك بكل هدوء وبألفاظ مهذبة، فله من الحساسية ما يجعله يحرص على عدم جرح مشاعر الآخرين. المحبة ضد الأنانية وتجعل الإنسان يفكر فى احتياجات الآخرين ومصلحتهم قبل احتياجه، المحبة لا تجعل صاحبها يثور بغضب فيحتج بصوت عالٍ أو يرفع الأيدى ويسب، أو يتمادى ويصل الأمر إلى عراك أو قتل فقيمة النفس ثمينة عزيزة أمام الله وأمام من عرف المحبة. هذا لأن المحب لا ينظر للآخرين بروح النقد ساعيًا لإدانتهم، بل على العكس. ولا تفتراض نية الشر فى الآخرين أو اتهامهم به.
المحبة لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق فالعالم يشجع كثير من الخطايا ويعتبرها نجاحًا وتميزًا، مثل الكذب والحصول على أكثر من الحقوق الشخصية، ولكن المحبة لا تفرح بشرور الناس بل تتمنى خلاصهم وتفرح بأعمالهم الصالحة، أى الحق الذى فيهم وهو عمل الله الذى يساعدهم على الفضائل والأعمال الصالحة. المحبة تحتمل نقائص الآخرين وأخطائهم. والمحب للغير لا يصدق بسهوله أى أمر ردئ يمكن أن يقال على الآخرين، بل يصدق ببساطة كل ما هو حسن أمامه مع الحرص والصلاة حتى يكشف الله كيفية التعامل مع الآخرين فينجو من أى شر. المحب لا يفتح أذنيه لكلام الواشين الساعين لتدبير المكائد. كذلك فالمحبة تصدق كل مواعيد الله ووصاياه مهما كانت ظروف الحياة المحيطة أو سلوك الناس بعيدًا عن الله. المحبة الصادقة لا تعرف اليأس إطلاقًا متوقعة عمل الله بهدوء وسكون وصبر ورجاء فيه. والمحبة الحقيقية صابرة لا تتعجل النتائج ولا يفرغ صبرها سريعًا، فالله الذى يرى صبرك وطول أناتك سوف يعطيك مجازاة عادلة.
+ ثبات المحبة وديمومتها... المحبة أبدية ثابتة وتدوم حتى بعد الموت رغم بطلان أمور كثيرة وانتهائها بانتهاء الزمان مثل النبوات، التى هى التنبؤ بأمور مستقبلية فستنتهى بتمام الخلاص فى الأبدية، إذ لا وجود لهاعندئذ لأنه قد تم تحقيقها. وكل العلم الذى يمكن للإنسان أن يحصل عليه فى حياته الزمنية لن يكون شيئًا أمام الحق الذى سوف يعلن للجميع. وما نبلغه الآن من علم أو نتنبأ عنه بوحى الروح القدس ليس سوى جزء بسيط من أسرار الحق الإلهى. لكن عندما تشرق علينا شمس الحياة الأخرى بالحقيقة الكاملة، فلا تلزمنا هذه المعرفة الجزئية التى تشبه المصباح الذى لا حاجة له فى ضوء الشمس. عندما يصبح الإنسان رجلاً لا يسلك بنفس الأسلوب الذى كان يسلكه حينما كان طفلاً، سواء فى الكلام أو فى الإدراك أو فى التفكير، هكذا أيضًا فى المجد الأبدى ستبلغ كمال المعرفة التى تبطل معها كل معرفة جزئية. نحن الآن فى الجسد ننظر الأمور كما من خلال مرآة أى إننا نرى صورة الأشياء لا أصلها، فتكون رؤيتنا غير كاملة. لهذا يظل الكثير من الأمور التى نعرفها عن الله غير واضحة تمامًا بالنسبة لنا، كما لو كانت لغزًا. أما فى الأبدية فسنرى الأمور نفسها. أما الآن ونحن بعد على هذه الأرض فيوصى الرسول بالثبات فى الإيمان والرجاء والمحبة، فهذه هى الأسس الثلاثة للحياة الروحية. فالإيمان هو ثقتنا فى الحياة الأبدية مع المسيح، ولكن فى الأبدية سوف نرى ونعى ما عشناه بالإيمان على الأرض. كذلك الرجاء سينتهى متى تحقق لنا فى السماء الآمال التى كنا نحياها بالرجاء على الأرض. أما المحبة، فهى لن تزول أبدًا ودائمًا فى القلب على الأرض وأيضًا فى السماء، فالله محبة وفى الأبدية لا نبلغ إلى نهاية محبة الله، وإنما نبلغ إلى أقصى درجة فى استيعابنا لهذه المحبة وننمو فيها يوما فيوم.

الجمعة، 28 يونيو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 6/29


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ.} ( 1كو26:12)
قول لقديس..
(من يصنع صلحاَ بين المتخاصمين يدعي ابن الله ومن يدس ويعكر ويوصل كلاماَ شريرا من شخص إلى أخر فهو رسول الشيطان وهذا تهلكه النار) القديس يوحنا سابا
حكمة للحياة ..
+ الحاكم المصغي الى كلام كذب كل خدامه اشرار. أم 12:29
If a ruler pays attention to lies, All his servents become wicked. Pro 29:12
صلاة..
" أيها الرب الإله القدوس والقادر على كل شئ، يا ملك السلام، أعطنا سلامك، قرر لنا سلامك، واغفر لنا خطايانا. علمنا ان نكون دعاه سلام بكل طاقتنا وأمكانياتنا لنكون ابناء لك. وحل بسلامك فى ربوع بلادنا، أعطنا يا سيدنا روح الأحساس بالمسئولية والالتزام والشعور باننا شعب واحد يتألم فيه المؤمن لآلام أخوته ويفرح لافراحهم. أعطنا وحدانية القلب التى للمحبة فكل بيت منقسم على ذاته يخرب، وكل مملكة منقسمة على ذاتها لا تثبت. لنا ثقة فيك انت يالله انك صانع الخيرات وقادر ان تصنع المعجزات، أرعي يارب شعبك وخلص ميراثك وصنهم من كل مكروه واحطنا بملائكة السلامة وثبت فى الحق خطانا ليتمجد اسمك القدوس من الان والي الابد أمين"
من الشعر والادب
"أرحمنا يالله "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
مسمار دخل فى الرجل،
صرخ اللسان أه!
ودمعت العين،
والقلب أنقبض،
والروح راح وتاه!
وانا اللى بلدي بينزف دم
كيف الروح تنساه؟
وأزى يروح الهم؟
وولدى بيعاني،
الحزن ومرارة الاه!
دا اللي عنده ضمير حي
فى زمن غدار كل وقت،
يصرخ: أرحمنا يالله!

قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 6/29
الإصحَاحُ الثاني عشر (2)
1كو 12:12- 31
لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ هُوَ وَاحِدٌ وَلَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَكُلُّ أَعْضَاءِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ إِذَا كَانَتْ كَثِيرَةً هِيَ جَسَدٌ وَاحِدٌ كَذَلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضاً. لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ يَهُوداً كُنَّا أَمْ يُونَانِيِّينَ عَبِيداً أَمْ أَحْرَاراً. وَجَمِيعُنَا سُقِينَا رُوحاً وَاحِداً. فَإِنَّ الْجَسَدَ أَيْضاً لَيْسَ عُضْواً وَاحِداً بَلْ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ. إِنْ قَالَتِ الرِّجْلُ: «لأَنِّي لَسْتُ يَداً لَسْتُ مِنَ الْجَسَدِ». أَفَلَمْ تَكُنْ لِذَلِكَ مِنَ الْجَسَدِ؟ وَإِنْ قَالَتِ الأُذُنُ: «لأَنِّي لَسْتُ عَيْناً لَسْتُ مِنَ الْجَسَدِ». أَفَلَمْ تَكُنْ لِذَلِكَ مِنَ الْجَسَدِ؟ لَوْ كَانَ كُلُّ الْجَسَدِ عَيْناً فَأَيْنَ السَّمْعُ؟ لَوْ كَانَ الْكُلُّ سَمْعاً فَأَيْنَ الشَّمُّ؟ وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَضَعَ اللهُ الأَعْضَاءَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي الْجَسَدِ كَمَا أَرَادَ. وَلَكِنْ لَوْ كَانَ جَمِيعُهَا عُضْواً وَاحِداً أَيْنَ الْجَسَدُ؟ فَالآنَ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَلَكِنْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. لاَ تَقْدِرُ الْعَيْنُ أَنْ تَقُولَ لِلْيَدِ: «لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكِ». أَوِ الرَّأْسُ أَيْضاً لِلرِّجْلَيْنِ: «لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكُمَا». بَلْ بِالأَوْلَى أَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي تَظْهَرُ أَضْعَفَ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ. وَأَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي نَحْسِبُ أَنَّهَا بِلاَ كَرَامَةٍ نُعْطِيهَا كَرَامَةً أَفْضَلَ. وَالأَعْضَاءُ الْقَبِيحَةُ فِينَا لَهَا جَمَالٌ أَفْضَلُ. وَأَمَّا الْجَمِيلَةُ فِينَا فَلَيْسَ لَهَا احْتِيَاجٌ. لَكِنَّ اللهَ مَزَجَ الْجَسَدَ مُعْطِياً النَّاقِصَ كَرَامَةً أَفْضَلَ لِكَي لاَ يَكُونَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَسَدِ بَلْ تَهْتَمُّ الأَعْضَاءُ اهْتِمَاماً وَاحِداً بَعْضُهَا لِبَعْضٍ. فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَاداً. فَوَضَعَ اللهُ أُنَاساً فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً ثَانِياً أَنْبِيَاءَ ثَالِثاً مُعَلِّمِينَ ثُمَّ قُوَّاتٍ وَبَعْدَ ذَلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ أَعْوَاناً تَدَابِيرَ وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ. أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ رُسُلٌ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَنْبِيَاءُ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ مُعَلِّمُونَ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ أَصْحَابُ قُوَّاتٍ؟ أَلَعَلَّ لِلْجَمِيعِ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ؟ أَلَعَلَّ الْجَمِيعَ يُتَرْجِمُونَ؟ وَلَكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الْحُسْنَى. وَأَيْضاً أُرِيكُمْ طَرِيقاً أَفْضَلَ:
تأمل..
+ وحدة الأعضاء فى الكنيسة .. الكنيسة كما يشبها القديس بولس الرسول هى جسد المسيح السرى، وإن تكون من مجموعة كبيرة من الأعضاء، ولكن مع كثرة هذه الأعضاء واختلاف وظائفها فهي جسدًا واحدًا، تعمل جميعها فى وحدة وتوافق لبنيان هذا الجسد ونموه. لأننا جميعًا قد اعتمدنا وولدنا ثانيةً فى معمودية واحدة بواسطة الروح القدس، وأصبحنا أعضاءً فى جسد المسيح الواحد، سواء كنا من اليهود أو من الأمم أى من ناحية الجنسية، أو من الناحية الاجتماعية، فمهما كان وضعنا السابق من الناحية الدينية أو الاجتماعية، فإننا قد سقينا من نبع واحد وهو الروح القدس. وكما يتكامل بنيان الجسد بأعضائه الكثيرة. فلا يمكن أن يكون الجسد عضوًا واحدًا فقط. كما أن الكنيسة هى مؤمنون كثيرون ولكل عضو فيها موهبته وخدمته المختلفة عن الآخر ولكن فى النهاية بتكاملها تحقق كل احتياجات الكنيسة.
+ تكامل الجسد ووحدته.. وفى الجسد الانساني اعضاء كثيرة تقوم بوظائفها لحياة وقوة الجسد، فإن قالت الرِجل أنى لست يدًا، ولذلك فإنى أقل شأنًا من حيث مهمتى إذا قورنت بمهام اليد لذا أعتبر نفسى خارجة عن الجسد أو منفصلة عنه. فهل بهذا الذى تقوله لا تُعتَبَر عضوا فى الجسد؟. فعلى كل عضو أن يشعر بأهمية وضعه فى الكنيسة، وأنه مهما كانت وظيفته فلها أهمية لا يمكن أن تستغنى الكنيسة عنها. وان اقتضى الأمر أن يكون للجسد الواحد أعضاء كثيرة ذات وظائف مختلفة. هكذا الأمر أيضًا بالنسبة للكنيسة والمجتمع، فلو أن الجميع لهم نفس الموهبة فمن يقوم بالاحتياجات الأخرى. لقد خصص الله لكل عضو من أعضاء الجسد المهمة الخاصة به لخدمة الجسد كله، وزوده بكل ما يحتاج إليه للقيام بمهمته على أكمل وجه. وبذلك ظهرت حكمة الله واضحة بوضع كل عضو فى المكان الملائم له ولا يستطيع أى عضو فى الجسد مهما عظمت مهمته بالنسبة للجسد أن يستغنى عن مهمة أى عضو آخر. فمثلاً لا تقدر العين أن تقول لليد لا حاجة لى إليك، أو الرأس للرجلين لا حاجة لى إليكما. بل بالأولى الأعضاء التى تبدو ضعيفة من حيث طبيعتها كالعين مثلاً إذا قورنت بأعضاء أخرى قوية، فتلك الأعضاء بالرغم من عدم قوة احتمالها وضعفها الطبيعى فإن الجسد يكون فى مسيس الحاجة إليها. هذه حكمة الله فى المزج بين الأعضاء المختلفة، حتى لا يكون هناك مجال للإنقسام بين أعضاء الجسد الواحد، وحتى يهتم كل عضو بالأعضاء الأخرى ويكون للجميع إهتمام واحد لمنفعة الجسد كله. ووجود هذه الوحدة القوية بين أعضاء الجسد الواحد، تجعل الجسد كله يشعر بالألم عندما يصاب أحد الأعضاء، وإن كُرّم عضو واحد أى إذا توج الرأس مثلاً، فإن جميع الأعضاء تشترك فى هذا التكريم. يجب ان نشعر بمن حولنا، فنشاركهم أفراحهم وأحزانهم ونضع أنفسنا مكان غيرنا، فنستطيع أن نشاركهم بقلوبنا وأعمالنا، لأننا كلنا محتاجون للمساندة النفسية والتشجيع حتى نمر بسلام وسط تقلبات الحياة.
+ أنواع المواهب فى الكنيسة .. كل عضو فى جسد المسيح له تفرده وشخصيته أو موهبته التى أعطيت له من الروح القدس. فكل منا جزء من حياة الكنيسة ككل. وكما تختلف أعضاء الجسد الواحد فى وظائفها، هكذا أيضًا يختلف المؤمنون فى المواهب التى أعطيت لهم. فوضع الله فى الكنيسة أناسًا للخدمة الرسولية أى خدمة الرسل وخلفائهم الأساقفة والكهنة، ثم أناسًا للتعليم النبوى الذى يقود إلى التوبة وخلاص النفوس إذ يساعد كل مؤمن على كشف حالته الروحية، وبعد ذلك معلمين لهم القدرة على تعليم العقائد المسيحية وتوضيح المفاهيم الصحيحة لها. ووهب للبعض القدرة على عمل المعجزات وآخرين أن يشفوا الأمراض، وأعطى للبعض الآخر استعدادًا لخدمة الأيتام والأرامل والفقراء وغيرهم ممن يحتاجون للعون والمساعدة، وآخرين الحكمة فى تدبير الأمور الروحية والمادية للكنيسة، ولأناس أخر أعطى لهم أن يتكلموا بلغات مختلفة. أن الله أعطى لكل واحد موهبة خاصة، ولم يشأ بحكمته أن يكون للكل نفس الموهبة لنتكامل ونتعاون فى بناء كنيستنا ومجتمعنا.إذا كان الأمر هكذا، وإذا كانت الكنيسة فى حاجة إلى هذه المواهب المتنوعة فعليكم أن تطلبوا المواهب التى تكون أنفع وأجدى للكنيسة. إننى أشير عليكم طريقًا أفضل تستطيعون من خلاله أن تكتسبوا المواهب الأحسن، وهو المحبة.

الخميس، 27 يونيو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 6/28


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ هَذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ قَاسِماً لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ كَمَا يَشَاءُ.} ( 1كو11:12)
قول لقديس..
( المطر واحد بعينه ينزل على كل العالم، لكنه يصير أبيض في السوسنة، وأرجواني في البنفسج، يصير ألوانًا كثيرة متباينة في الورد المتنوع. وهو في النخلة شيء، وفي الكرمة شيء آخر، ويصير مناسبًا لكل زرع. هكذا الروح القدس، مع أنه واحد له طبيعة واحدة غير منقسم، يهب كل واحد نعمته حسب مشيئته. النفس وهي في الخطية إذ تتأهل بالتوبة لنعمة الروح القدس تزهر في برٍ. خلال الروح الواحد في طبيعته لكن بمشيئة اللَّه وباسم الابن يقدم ثمارًا فاضلة متنوعة. فيستخدم لسان شخص للحكمة، وينير نفس شخص آخر بالنبوة، ويهب آخر قوة إخراج الشياطين، وآخر عطية التفسير للأسفار المقدسة. إنه يسند ضبط النفس لشخصٍ بينما يعلم آخر العطاء، وآخر الصوم والتواضع، يهيئ آخر للاستشهاد. إنه يعمل بطرقٍ مختلفةٍ في أشخاص مختلفين، مع أنه هو نفسه ليس فيه اختلاف) القديس كيرلس الأورشليمي
حكمة للحياة ..
+ طوبى للانسان المتقي دائما اما المقسي قلبه فيسقط في الشر. أم 14:28
Happy is the man who is always reverent, But he who hardens his heart will fall into calamity. Pro 28:14
صلاة..
" ايها الرب الهنا يا مانح العطايا والنعم، انت تعطي بسخاء وتفتح يداك فتشبع كل حي من رضاك، فنشكرك على محبتك وعمل نعمة روحك القدوس، وانت الذى تعطي الثمار والمواهب لكل أحد حسب حاجتنا ولبنيان الكنيسة، نسأل ونطلب من صلاحك يالله ان تقودنا بروحك القدوس وأن تهبنا الحكمة والقوة والنعمة فى الظروف الصعبة، وجه سفينة حياتنا كل وقت نحو ميناء الخلاص والنجاة والسلام. وعندما يهيج علينا العدو، فانت قادر على خلاصنا ليكون فضل القوة لك لا منا. يارجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس لهم معين،عزاء صغيرى القلوب، كن لنا رجاء وأمل وحق وحياة وحاضر ومستقبل، بدد مشورة المنافقين وأصلح بين المتخاصمين، وأقم الساقطين، أيام غربتنا أحفظها بغير مضرة ولا قلق ولا عاصف الى الأنقضاء"
من الشعر والادب
"أخدم غيرك "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
لو عندك موهبة أو وزنه،
أكيد هي نعمة من عند الرب.
ولو الله وضعك فى مكان،
أخدم غيرك من كل القلب.
المنصب مش سلطه وأمر،
دا خدمة مش أمر ونهب.
ومفيش شئ عليها هيدوم،
الا العمل الصالح اللي بالحب.
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 6/28
الإصحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
1كو 12 :1- 11
وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا. أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ أُمَماً مُنْقَادِينَ إِلَى الأَوْثَانِ الْبُكْمِ كَمَا كُنْتُمْ تُسَاقُونَ. لِذَلِكَ أُعَرِّفُكُمْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: «يَسُوعُ أَنَاثِيمَا». وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ. وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ. وَأَنْوَاعُ أَعْمَالٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ. فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ. وَلآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ وَلآخَرَ نُبُوَّةٌ وَلآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ وَلآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ وَلآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ. وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ قَاسِماً لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ كَمَا يَشَاءُ.
تأمل..
+ الروح القدس والمواهب الروحية.. أقتناء الاتضاع والحكمة والتمييز من أهم الفضائل الروحية ثم. ولا فضل لأحد فى شئ مما يحصل عليه من المواهب بل وان كانت المواهب غنية وكثيرة ومتنوعة فمصدرها واحد وهو اللَّه وتهدف جميعها إلي ذات الغاية، وهي بنيان الكنيسة، أي تحقيق مجد اللَّه بخلاص الكثيرين ونموهم روحيًا. وكل عضو فيها يتمتع بمواهبٍ روحيةٍ لتكامل المؤمنين والعمل معًا فالمواهب الروحية ليست غاية في ذاتها، للانتفاع بها، حتى لا تصير علة انقسامات وانشقاقات. ولا يمكن لمسيحي ان يدعى حصوله على المواهب الروحية وفى نفس الوقت يجحد الرب يسوع المسيح، فهو بالتأكيد مدعٍ مزيف وليس مؤمنًا حقيقيا. فقد كان جحد يسوع أمرًا شائعًا بين غير المؤمنين، لأن تعاليم يسوع تكشف خبثهم وزيف أوثانهم. ثم انه لا أحد يستطيع أن يعترف بيسوع ربًا وإلهًا، إلا بالنعمة المعطاة له من الروح القدس. ان المواهب المتعددة والاعمال والخدمات التى من الممكن أن يخدم بها الإنسان كنيسة الله كثيرة ومتنوعة، ولكنها كلها تخدم الرب يسوع وخلاص كل مؤمن.
+ أنواع المواهب المتعددة .. يعلن الروح القدس عن عمله فى كل مؤمن من خلال ما يعطيه له من مواهب روحية لمنفعة الكنيسة. فالحكمة التى تعطي للبعض هى معرفة تدبير الله لخلاص الإنسان، أما العلم فهو تفسير نبوات ورموز العهد القديم عن المسيح والخلاص. وللبعض الآخر يعطي إيمان قوى ولا يكون شئ غير ممكن لديه. كما يعطى لآخرين موهبة شفاء الأمراض المختلفة فتعالج، وتشفى بعمل الروح القدس المعجزى. ولمن يحتمل ولا ينتفخ ويتواضع يعطى الروح للبعض القدرة على عمل المعجزات. والبعض القدرة على التنبؤ وهو إعلان أمور ستحدث فى المستقبل أو تعليم روحى والتعاليم التى تتكلم عن الاستعداد للملكوت وهو أمر مستقبلى فتعد نبوة. ويعطى لآخرين القدرة على التمييز بين الأنبياء الحقيقيين وغير الحقيقيين. كما يعطى البعض القدرة على أن يتكلموا بألسنة مختلفة، بينما ينال الآخرون القدرة على ترجمة هذه الألسنة فيجعلونها مفهومة للذين يستمعون إليها.ان الروح القدس يعطي المواهب وينميها حسب حاجة الكنيسة والمؤمنين وحسب مقتضيات العصر لمجد الله وخدمة المؤمنين وتقوية إيمانهم.
+ المواهب والتواضع والايمان .. الأمر المهم الذى يؤكده الرسول هنا، هو أن جميع هذه المواهب على اختلاف أنواعها تُمنَح بواسطة الروح القدس الواحد، فهو يعطى كل مؤمن بحسب ما يتفق مع مشيئة الله بما يعمل على بنيان الكنيسة ونفع المؤمنين جميعًا. فإن أعطى المؤمن موهبة، فيجب ان يخدم بتواضع قلب ولا يتكبر بها على غيره لأنها من الروح القدس، وإن لم يتضع من تعطي له الموهبة ويستخدمها حسنًا لنفع الكنيسة واعضائها يمكن أن يأخذها الله منه. والموهبة لا تخلص المؤمن بل الإيمان العامل بالمحبه. مواهبنا هي لفائدة الكنيسة ويمكننا أن نستفيد منها مثل باقى المؤمنين الذين نخدمهم بهذه المواهب، فنجاهد وننال ثمار الروح القدس كدليل على سلوكنا الروحى السليم فى طريق الملكوت. وعلينا أكتشاف المواهب وتمنيتها فينا وفى غيرنا واستثمارها لمصلحة الجماعة فلا يصح أن تدفن مواهب الله حتى ولو بدعوى عدم الاستحقاق للخدمة.

الأربعاء، 26 يونيو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 6/27

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا}( 1كو31:11)
قول لقديس..
(عوض أن نعبر بتراخ بما ندعوه خطايا بسيطة فلنصنع حسابًا لأنفسنا عن كلماتنا ونظراتنا ونحكم على أنفسنا حتى نتحرر من العقوبة فيما بعد. هذا هو السبب الذي لأجله قال بولس: "إن حكمنا على أنفسنا من جهة خطايانا كل يوم هنا، ننزع حتمًا قسوة الحكم في ذلك الموضع". إن كنا نهمل سُندان ويؤدبنا الرب. لهذا فلنبادر بالحكم على أنفسنا بإرادة صالحة، مقيمين محكمة الضمير التي لا يعرفها أحد. لنمتحن أفكارنا ونصمم بقانون لائق لأنفسنا حتى بالخوف من العقوبة القادمة يُسحب ذِهننا ويُضبط دوافعه ويُحفظ العينين بلا نوم حتى يحفظ من أعمال الشيطان المستمرة.)القديس يوحنا الذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ امينة هي جروح المحب وغاشة هي قبلات العدو. أم 6:27
Faithful are the wounds of a friend, But the kisses of an enemy are deceitful. Pro 27:6
صلاة..
" يارب ان دينونتك لمرهوبة،اذ تحشر الناس وتقف الملائكة وتفحص الأفكار وتكشف الأعمال فاي حكم يصدر بحقى انا الخاطئ وحكمك حق وعدل، فها نحن أخطانا وعملنا الشر أمامك، ولكن اذ انت اله صالح تدعو الخطاة الى التوبة. فها نحن من كل قلوبنا نرجع اليك ونتوب عن خطايانا وأثامنا وعن الظلم الذى فى ايدينا ونفارق خطايانا بالبر والصلاة، فخلصنا وأرحمنا يالله من اجل رحمتك وحنانك. وأرفع غضبك عنا وقود سفينة حياتنا الى ما يرضيك لنصل ومن معنا الي بر الأمان والإيمان. لا تعاملنا يارب كخطايانا بل كرحمتك وصلاحك علينا فنحن شعبك واسمك القدوس هو الذى نقوله، فعد وارحمنا وعرفنا طريقك لنتبعك بنفس راغبه وبتصميم تام على رضاك للنقس الأخير، أمين"
من الشعر والادب
"أرحمنا يالله "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
دعانا كتير للرجوع، ربنا الحنان،
نتوب بايمان ونعيش بالاحسان.
كلمنا باكثر من طريقة وكما يونان،
بحر التجارب كل حبه يزيد هيجان!
ياريت نصلى، أرحمنا يا رحمان،
ونصنع البر ونقدم الحب والغفران،
أرحمنا يالله وشيل عننا الطوفان.
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 6/27
الإصحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ (2)
1كو 17:11- 34
وَلَكِنَّنِي إِذْ أُوصِي بِهَذَا لَسْتُ أَمْدَحُ كَوْنَكُمْ تَجْتَمِعُونَ لَيْسَ لِلأَفْضَلِ بَلْ لِلأَرْدَإِ. لأَنِّي أَوَّلاً حِينَ تَجْتَمِعُونَ فِي الْكَنِيسَةِ أَسْمَعُ أَنَّ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٍ وَأُصَدِّقُ بَعْضَ التَّصْدِيقِ. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُمْ بِدَعٌ أَيْضاً لِيَكُونَ الْمُزَكَّوْنَ ظَاهِرِينَ بَيْنَكُمْ. فَحِينَ تَجْتَمِعُونَ مَعاً لَيْسَ هُوَ لأَكْلِ عَشَاءِ الرَّبِّ. لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَسْبِقُ فَيَأْخُذُ عَشَاءَ نَفْسِهِ فِي الأَكْلِ فَالْوَاحِدُ يَجُوعُ وَالآخَرُ يَسْكَرُ. أَفَلَيْسَ لَكُمْ بُيُوتٌ لِتَأْكُلُوا فِيهَا وَتَشْرَبُوا؟ أَمْ تَسْتَهِينُونَ بِكَنِيسَةِ اللهِ وَتُخْجِلُونَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ؟ مَاذَا أَقُولُ لَكُمْ! أَأَمْدَحُكُمْ عَلَى هَذَا؟ لَسْتُ أَمْدَحُكُمْ! لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضاً: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا أَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ فَكَسَّرَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». كَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَمَا تَعَشَّوْا قَائِلاً: «هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هَذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي». فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هَذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هَذِهِ الْكَأْسَ تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ. إِذاً أَيُّ مَنْ أَكَلَ هَذَا الْخُبْزَ أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ يَكُونُ مُجْرِماً فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. وَلَكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَهَكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ. لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ غَيرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ. مِنْ أَجْلِ هَذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ. لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا وَلَكِنْ إِذْ قَدْ حُكِمَ عَلَيْنَا نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ لِكَيْ لاَ نُدَانَ مَعَ الْعَالَمِ. إِذاً يَا إِخْوَتِي حِينَ تَجْتَمِعُونَ لِلأَكْلِ انْتَظِرُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَجُوعُ فَلْيَأْكُلْ فِي الْبَيْتِ كَيْ لاَ تَجْتَمِعُوا لِلدَّيْنُونَةِ. وَأَمَّا الأُمُورُ الْبَاقِيَةُ فَعِنْدَمَا أَجِيءُ أُرَتِّبُهَا.
تأمل..
+ المحبة والوحدة وعلاج الأنقسام... هدف الاجتماعات والصلاة إزدياد المحبة بين جماعة المؤمنين وبناء بعضهم البعض لكن بسبب الشقاقات والأنقسام تنحدر روحياً بالمؤمنين وتؤذى مشاعر البعض. لهذا يوصي القديس بولس أهل كورنثوس بأن يجتمعوا في محبة وذلك لبنائهم الروحي. فإبليس الذي لا يهدأ سيحارب قطيع المسيح وهدفه كسر وحدة الكنيسة التي في المسيح، وكل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب. ولكن الله الذي يخرج من الجافي حلاوة، حين تقوم البدع والهرطقات يجعلها فرصة لظهور الإيمان الحقيقي وثباته عبر الأجيال، فقانون الإيمان المسيحي كتب نتيجة لهرطقة أريوس وغيرها. وعلى صخرة الإيمان المستقيم تكسرت كل محاولات إبليس. لقد سمح الله بظهور رداءة البعض وضلالهم. هؤلاء الذين ينشقون لكي تظهر أيضاً فضائل الآخرين وقداستهم. هؤلاء المحبون للوحدة والعاملون لأجل سلام الكنيسة وبنيانها ليكون المزكون ظاهرين.
+ ولائم للمحبة وليس للتفاخر... حين نجتمع معا لاقامة سر الافخارستيا ثم بعدها طعام المحبة " الأغابى" يجب ان تكون وسيلة للمحبة والتقارب بين أعضاء الكنيسة كل يأتى بما فى قدرته ويأكلوا معا فى محبة، لكن الأغنياء كانوا يأتون بالكثير والفخم ليأكلوه ويهملوا المحتاجين أو يتفاخروا مما يحزن الفقراء فتختفي حياة الشركة والوحدة في الرب يسوع. وَيسبَّبَ هذا خجل للفقراء والانقسامات بينهم. وحين يجتمعوا في الكنيسة وهم على هذا الحال من الانقسام، فإنه لا يمكنهم أن يتقدموا للاشتراك في عشاء الرب دون أن يتعرضوا للدينونة، أي لن يكون في تناولهم من عشاء الرب ما يفيدهم. ولذلك فالرسول ينصح بسبب هذه الشقاقات أنهم يفصلوا ما بين الأغابى والإفخارستيا، فكل واحد يأكل في بيته ثم يأتون للقداس. لقد ظلت الإفخارستيا مرتبطة بالأغابى طيلة القرن الأول، ثم أصبحت طقساً منفصلاً. وان كانت مستمرة فى بعض الكنائس فيجب ان تنظمها الكنيسة بحث يأتى كل أحد بما لديه ويتركه للكنيسة ومن ثم بعد الصلاة يكون بعض الخدام من الكنيسة مسئولين عن التوزيع للجميع بنظام وترتيب.
+ الاستعداد للاسرار المقدسة.. لقد تسلم القديس بولس الرسول سر الشكر من الرب يسوع المسيح عندما قضى ثلاث سنوات فى البرية (غل2: 17، 18)، وما أتمه الرب يسوع المسيح يوم خميس العهد عندما أسس سر التناول، لممارسته كوصية منه طوال الأجيال. فأخذ خبزًا وشكر وباركه وكسر الخبز إلى قطع، ثم قال كلوا هذا هو جسدى الذى يقدم قربانًا من أجلكم على الصليب. وهذا الذى فعله القديس بولس، علينا أن نفعله على الدوام لكى نتذكر ذبيحة الصليب التى أقدمها الرب يسوع المسيح من أجل خلاصنا. وكلمة لذكرى كما جاءت فى اليونانية انامسيس لا تعنى مجرد الذكرى لأمر غائب، وإنما تعنى حضور ما نصنع له الذكرى. أى أن الخبز يتحول إلى جسد حقيقى للمسيح بعمل الروح القدس وليس مجرد تذكار لحادثة تاريخية. على هذا النحو أخذ المسيح الكأس بعد أن انتهى من العشاء، وقال إن هذه الكأس تحتوى دمى الذى هو العهد الجديد، وعلينا كلما أكلنا من جسد الرب وشربنا من الكأس أن نبشر بفدائه وخلاصه للبشرية كلها إلى أن يأتى فى مجيئه الثانى. ومما يؤكد أن الخبز يتحول فعلاً إلى جسد المسيح والخمر إلى دمه، هذا التحذير الذى يشير إليه الرسول بولس لمن يأكل من الخبز أو يشرب من الخمر بدون استحقاق. وكلمة استحقاق تعنى توبة واعتراف لله وتواضع وطهارة القلب والمغفرة للمسيئين. لان من يتقدم للتناول منها فى غير استحقاق يكون كمجرم فى جسد الرب ودمه. ليفحص الإنسان أعماقه ويقدم توبة عن كل ما يراه من ضعف أو خطيئة ويعترف بها ويقلع عنها حينئذ يتقدم للشركة والتناول حتى لا يتعرض للعقوبات من قبل الرب كالضعف أو المرض أو حتى الموت والهلاك. لأننا لو فحصنا أنفسنا فى خوف الله، ووقفنا مع أنفسنا موقف القاضى لنحكم على أنفسنا وقدمنا توبة وصنعا البر فلن ندان من الله.

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 6/26


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُظْهِرُ أَنَّهُ يُحِبُّ الْخِصَامَ فَلَيْسَ لَنَا نَحْنُ عَادَةٌ مِثْلُ هَذِهِ وَلاَ لِكَنَائِسِ اللهِ.} ( 1كو16:11)
قول لقديس..
(هكذا أيضا يكون الروح القدس لكل الذين يستقبلونه، كأنه قد أعطى لهم وحدهم، وبهذا يسكب قوة كافية ونعمة غير ناقصة على الكل، ويتمتع به كل الذين يشتركون فيه، ليس حسب قدرة الروح القدس، فهو قادر على كل شيء، ولكن بقدرة طبيعة هؤلاء الأشخاص واستعدادهم ونموهم. بالروح القدس يتم رجوعنا إلى الفردوس وصعودنا إلى الملكوت السمائى، وتعود بنوتنا الحقيقية كأولاد وبنات لله وتكون حريتنا كاملة لندعوا الله أبانا وتتم مشاركتنا في نعمة المسيح، ويطلق علينا مرة أخرى أولاد النور، لنشارك في المجد السماوي) القديس باسليوس الكبير عن الطريق الى الفردوس
حكمة للحياة ..
+ من يحفر حفرة يسقط فيها ومن يدحرج حجرا يرجع عليه. أم 27:26
Whoever digs a pit will fall into it, And he who rolls a stone will have it roll back on him. Pro 26:27
صلاة..
" وسط سيل الأخبار المتسارعة والمتصارعة، وبين ضجيج أصوات الكثيرين من البشر، نريد ان نسمع صوتك المحب والوديع ونميزه ونعرف ماذا تريد منا ان نفعل، فصوتك يمنح النفس سلام حتى وسط الأتون، وبه نسير لك مسبحين شاكرين، عالمين ان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا ثقل مجد أبدى. ومعك الصعب يهون، فانت كأب صالح تترأف على البنون، وترعى وتحنو كأم حنون، لهذا نضع بين يديك الأمينة حياتنا وحضارنا ومستقبلنا ونسألك يا سيد الكل ان تنعم علينا بالإيمان الواثق والمحبة الكاملة، والرجاء الثابت، فدبر حياتنا يا الله كما يليق لان أعين الكل تترجاك لانك تعطيهم طعامهم فى حين أحسن، وأنعم علينا بحياة مقدسة ترضيك وأحفظنا فى الإيمان وأهدينا الى ملكوتك لكي وبهذا يتبارك اسمك القدوس، الان وكل اوان والي الابد،أمين"
من الشعر والادب
"لك حياتى "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
لك حياتي وفكرى وعملى يارب
أعيش لمجدك وتملك فى كل القلب
أعمالي تهدف للطاعة ليك والحب
وسعادتى ان أكون معاك فى القرب
وتكون لى نعم المعين والاله والأب
وتقودنى مهما يقصر أو يطول الدرب

قراءة مختارة ليوم
الاربعاء الموافق 26/6
الإصحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ (1)
1كو 1:11- 16
كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضاً بِالْمَسِيحِ. فَأَمْدَحُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ عَلَى أَنَّكُمْ تَذْكُرُونَنِي فِي كُلِّ شَيْءٍ وَتَحْفَظُونَ التَّعَالِيمَ كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُمْ. وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ. كُلُّ رَجُلٍ يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ يَشِينُ رَأْسَهُ. وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ ِعَيْنِهِ. إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ. لِهَذَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ. غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ هَكَذَا الرَّجُلُ أَيْضاً هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلَكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ اللهِ. احْكُمُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى اللهِ وَهِيَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ؟ أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ إِنْ كَانَ يُرْخِي شَعْرَهُ فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟ وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُظْهِرُ أَنَّهُ يُحِبُّ الْخِصَامَ فَلَيْسَ لَنَا نَحْنُ عَادَةٌ مِثْلُ هَذِهِ وَلاَ لِكَنَائِسِ اللهِ.

تأمل..
+ الأقتداء بالسيد المسيح والقديسين.. علينا ان نقتدى برئيس إيماننا ومكملة الرب يسوع الذى عندما جاء الى عالمنا متجسدا كان يجول بصنع خير وطلب منا ان نتعلم منه التواضع والوداعة. وهكذا سار القديس بولس مقتديا بمسيحه ومخلصه ويذكر أهل كورنثوس بأنه هو نفسه تصرف هكذا بينهم مقتديا بالمسيح الذى لم يسعي لإرضاء نفسه بل وضع ذاته وأطاع حتى موت الصليب ليخلصنا. هكذا كان القديس بولس يرضى غيره ليربحهم للمسيح حتى يخلصوا. وهو يطالبنا ان نقتدى به فى إنكار الذات وفى تجنب أسباب المعاثر وفى طلب خلاص النفوس بكل وسيلة ممكنة، كما تمثل بالمسيح فى سلوكه وتعاليمه مرشدًا أمينًا لغيره.
+ السلوك الروحي للمرأة .. يقدم الرسول حلولاً لبعض المشاكل التى حدثت فى كنيسة كورنثوس. فلكى يقودهم إلى طاعة توصياته يبدأ حديثه بمدحهم كإخوة له يذكرونه دائمًا ويحفظون كل تعاليمه والتقاليد التى سلمها لهم كما تسلمها من الرب. ويذكرهم بان رأس الرجل أى مصدره هو المسيح الذى خلقه، ورأس المرأة هو الرجل لأنها خلقت من أحد أضلاعه، والابن الكلمة المتجسد حمل الطبيعة البشرية كلها فى جسده وأخلى ذاته وأطاع الآب ليُخضع كل البشرية متمثلة فيه فى طاعة الآب القدوس. هنا يتحدث القديس بولس عن الحشمة للنساء فشعر المرأة مجد وزينة لها، ولكن أمام الله تغطيه في أحترام وخضوع لله. وإذا كان من القبح أن تقص المرأة شعرها، فعليها أن تغطى رأسها وإذ كان حلق الرأس للمرأة علامة عار فى المجتمعين اليهودى والرومانى فى ذلك الوقت، فيريد الرسول هنا أن يقول أنه كما هو عار للمرأة أن تحلق رأسها فهو أيضا عار لها ألا تغطى شعرها فى الكنيسة. ويوصى معلمنا بولس الرسول الرجل أن لا يغطى رأسه لأنه يحمل صورة الله ومجده، فهو أصل خليقة الله وهو الذى خلقه الله ليعلن سلطان الله على الخليقة. أما للمرأة فقد أوصى أن تغطى رأسها فى الكنيسة إعلانًا منها عن الاحترام والخضوع لله. وكما ان الملائكة يغطون وجوههم باجنحتهم أمام الله ويسبحونه، لهذا يجب على المرأة أن تغطى رأسها فى وداعة وحشمة وتواضع.
+ المساواة والتكامل بين الجنسين .. يؤكد القديس بولس لا يوجد عند الله فرق أو تمييز بين الرجل والمرأة إلا فى الشكل الذى يخدم وحدتهما ويزيد ارتباطهما ببعض ويخلق التكامل بينهما. وكما أن المرأة أُخِذَت من الرجل، هكذا أيضًا الرجل يولد من المرأة. فإن كانت حواء مأخوذة من جسم آدم فقد تم هذا بقوة الله الخالقة، فكل المخلوقات هى من الله. ثم يختتم الامر برايه إنه لو كان بينكم من لم يقتنع بما سبق من براهين توجب على المرأة أن تغطى رأسها فى الكنيسة، وهو يريد فقط أن يجادل ويصنع شقاقات وخصام فهذا لم نعتاده لأننا نسلك بقلب واحد وطاعة لإرشادات الكنيسة. يجب ان نشعر اننا بحضرة الله فى الصلاة، فنخضع له باتضاع سواء المرأة بتغطية رأسها أو الرجل بخضوعه وطاعته لله، فالقلب المتواضع والمنكسر لا يرزله الله. لنصلى بتوبة وتواضع قلب أمام الله لننال مراحمه، وفى نفس الوقت نشكره ونفرح بوجودنا بين يديه، سواء كانت الصلاة فى الكنيسة أو حتى فى المخدع داخل بيوتنا.

الاثنين، 24 يونيو 2013

آية وقول وحكمة ليوم الثلاثاء 6/25

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي.} ( 1كو23:10)
قول لقديس..
( اصنع كل شيء برقةٍ وبنظامٍ من أجل البنيان. يجب أن تختار الشخص والوقت والحاجة والمكان بما يليق، وتصمم على ذلك. فإنك إذ تأخذ في اعتبارك كل هذه التفاصيل تتجنب كل ظلٍ لأثرٍ شريرٍ. لا تكن عثرة بأية وسيلة لمن تلتقي بهم.كن بشوشًا، محبًا للاخوة، لطيفًا ومتواضعًا.) القديس باسيليوس
حكمة للحياة ..
+ مدينة منهدمة بلا سور الرجل الذي ليس له سلطان على روحه. أم 28:25
Whoever has no rule over his spirit is like a city broken down without walls. Pro 25:28
صلاة..
" مثل عظيم رحمتك يا خالق ارحمنا، ومن كثرة رافتك أشفق وتأنى على شعبك وخليقتك، فانت هو الهنا وليس لنا معين فى الضيق سواك، أسمك القدوس هو الذى نقوله، فلتحيا نفوسنا بروحك القدوس ولا يقوى علينا موت الخطية أو الكراهية أو الشر بل بالمحبة نعمل لخير بعضنا البعض كاعضاء فى الجسد الواحد، والبلد الواحد وفى الانسانية التى تحتاج لجهود الخيرين وتساهم فى البناء والتقدم. هبنا من لدنك حكمة لنسير فى طاعتك كل أيام حياتنا وهبنا نعمة التمييز ليكون فكرنا مستنير وقلبنا عامر بالمحبة وأقوالنا ذات نفع وفائدة للجميع وأعمالنا من أجل البناء والصالح، لكي ليتمجد أسمك القدوس الان وكل أوان والى الأبد، أمين"
من الشعر والادب
"الحكمة تمييز وأفراز "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
أحترس ان لا تكره احد،
حتى لا تقتل نفسك،
بمسدس كاتم صوت.
عندما تحب الناس،
تراعيهم كعضوا منك،
تقويته لئلا يموت.
الحكمة تمييز وأفراز،
فى الفكر والقول والعمل.
وبدلا من أن تلعن الظلام،
أضئ شمعه فى الطريق،
ليحيا أخيك ولا يموت.
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 6/25
الإصحَاحُ الْعَاشِرُ (2)
1كو 15:10- 33
أَقُولُ كَمَا لِلْحُكَمَاءِ: احْكُمُوا أَنْتُمْ فِي مَا أَقُولُ. كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ. انْظُرُوا إِسْرَائِيلَ حَسَبَ الْجَسَدِ. أَلَيْسَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الذَّبَائِحَ هُمْ شُرَكَاءَ الْمَذْبَحِ؟ فَمَاذَا أَقُولُ؟ أَإِنَّ الْوَثَنَ شَيْءٌ أَوْ إِنَّ مَا ذُبِحَ لِلْوَثَنِ شَيْءٌ؟ بَلْ إِنَّ مَا يَذْبَحُهُ الأُمَمُ فَإِنَّمَا يَذْبَحُونَهُ لِلشَّيَاطِينِ لاَ لِلَّهِ. فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ شُرَكَاءَ الشَّيَاطِينِ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ شَيَاطِينَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْتَرِكُوا فِي مَائِدَةِ الرَّبِّ وَفِي مَائِدَةِ شَيَاطِينَ. أَمْ نُغِيرُ الرَّبَّ؟ أَلَعَلَّنَا أَقْوَى مِنْهُ؟ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي. لاَ يَطْلُبْ أَحَدٌ مَا هُوَ لِنَفْسِهِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مَا هُوَ لِلآخَرِ. كُلُّ مَا يُبَاعُ فِي الْمَلْحَمَةِ كُلُوهُ غَيْرَ فَاحِصِينَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ الضَّمِيرِ لأَنَّ لِلرَّبِّ الأَرْضَ وَمِلأَهَا. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ يَدْعُوكُمْ وَتُرِيدُونَ أَنْ تَذْهَبُوا فَكُلُّ مَا يُقَدَّمُ لَكُمْ كُلُوا مِنْهُ غَيْرَ فَاحِصِينَ مِنْ أَجْلِ الضَّمِيرِ. وَلَكِنْ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: «هَذَا مَذْبُوحٌ لِوَثَنٍ» فَلاَ تَأْكُلُوا مِنْ أَجْلِ ذَاكَ الَّذِي أَعْلَمَكُمْ وَالضَّمِيرِ. لأَنَّ لِلرَّبِّ الأَرْضَ وَمِلأَهَا أَقُولُ الضَّمِيرُ - لَيْسَ ضَمِيرَكَ أَنْتَ بَلْ ضَمِيرُ الآخَرِ. لأَنَّهُ لِمَاذَا يُحْكَمُ فِي حُرِّيَّتِي مِنْ ضَمِيرِ آخَرَ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَتَنَاوَلُ بِشُكْرٍ فَلِمَاذَا يُفْتَرَى عَلَيَّ لأَجْلِ مَا أَشْكُرُ عَلَيْهِ؟ فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئاً فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ. كُونُوا بِلاَ عَثْرَةٍ لِلْيَهُودِ وَلِلْيُونَانِيِّينَ وَلِكَنِيسَةِ اللهِ. كَمَا أَنَا أَيْضاً أُرْضِي الْجَمِيعَ فِي كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ طَالِبٍ مَا يُوافِقُ نَفْسِي بَلِ الْكَثِيرِينَ لِكَيْ يَخْلُصُوا.
تأمل..
+ الحكمة والتمييز الروحي... لابد ان يكون لنا كمؤمنين الحكمة والحس الروحي بارشاد الروح القدس والمنطق السليم حتى من جهة الأكل والشرب والتعامل وأذ ينهي القديس بولس أهل كورنثوس عن الأكل فى هيكل الوثن لأسباب منطقية يسهل أن يفهموها إذا فكروا بعمق. فالذى يشترك الاسرار المقدسة التى هى شركة جسد ودم السيد المسيح يتحد بالمسيح ويصير عضو من جماعة المؤمنين في الجسد الواحد بالإيمان. فالإسرائيليون كانوا يقسمون الذبيحة، ويأكلونها فيما بينهم ولا يمكن لأحد أن يدخل الهيكل ويشارك الحاضرين فى أكل الذبيحة ما لم يكن يهودى متحد بهم يعبد معهم الإله الواحد. ومن يشترك فى تقديم ذبيحة للأوثان، أو يأكل منها بإيمان أنها مقدمة للوثن فإنه يعلن إيمانه وشركته فى عبادة هذا الوثن ونحن لا نريد هذا المصير الذى يبعد المؤمنين عن الله. لا يمكن للإنسان أن يكون شريكًا فى الشئ وضده، كاستحالة اتحاد النور بالظلمة. فلا يقدر المؤمن أن يتناول من العشاء الربانى بطريقة تسر الله وتنفع روحه ويذهب إلى هيكل الوثن الذى هو الشيطان ويشترك فى ولائمه. من يأكل مما ذبح للأوثان مما يباع فى السوق بشكر وبالصلاة يتقدس الطعام لكن الحكمة المطلوبة لعدم إعثار أحد من الذين يفهمون أن أكل اللحم هو إكرام للوثن وعبادة له. فلا يجوز للمسيحيين الذين هم عروس المسيح (أف5: 25-31) أن يفعلوا ما يضاد محبتهم لله وما دمنا نتناول من الأسرار المقدسة، فلا يصح أن نحضر احتفالات ترضى الشيطان فيها رقص وشرب خمر وأغانى وإثارة للشهوات. فلا شركة بين الله والشيطان.
+ الحرية وعدم إعثار الآخرين ... الحرية المسيحية هى حرية ملتزمة فعندما اتحدنا بالمسيح صار هدفنا هو إرضاؤه والابتعاد عن الشر وما يعثر الآخرين وكل شئ غير مفيد أو غير بناء، مثل الإفراط فى الأكل والشرب أو الوجود فى أماكن لا تليق بأولاد الله أو ارتداء ملابس معثرة للغير حتى الكلام يكون بحكمة ولا نضييع الوقت فى انشغالات غير مجدية. فيعمل المؤمن لنفع غيره على حساب راحته الشخصية. وكل ما يباع فى أسواق اللحوم كلوا منه لأن الرب الإله هو خالق الأرض وكل ما فيها من أثمار وبهائم، لكن إن قال لكم أحد من المدعوين معكم من الإخوة الضعفاء الإيمان، أن هذا مذبوح لوثن لتوهمه أنه محرم، فإن أكلت تجرح ضميره. فلا تأكل منه لتراعى ضميره الضعيف، حتى إن كنت مقتنعًا أنه طاهر لأنه من يد الله ولم يوبخك ضميرك على أكله، لتفادى عثرة الأخ المؤمن وجعله يضعف إيمانيًا ويعثر، فمن حقه علىَّ أن أمتنع عن إعثار ضميره مثلما أمتنع عما يعثر ضميرى الشخصى. فعلى كل مؤمن مراعاة مشاعر اخوته فى أقواله وأفعاله، فيكون الغاية منها كلها مجد الله لا مجده الشخصى. وقبل أن يطالب القديس بولس الرسول أهل كورنثوس بشئ، يذكرهم بأنه هو نفسه يتصرف هكذا فيكون قوله أكثر إقناعًا وقبولاً. فهو لم يسعَ أبدًا لإرضاء نفسه بل يرضى غيره فيما لا يخرج عن الايمان والقيم الروحية وذلك ليربحهم للمسيح حتى يخلصوا. هكذا يجب علينا ان نراعي من حولنا فى الحديث والاكل والمشرب والملبس من أجل اللياقة وعدم أعثار الغير بل وكقدوة روحية.

الأحد، 23 يونيو 2013

آية وقول وحكمة ليوم الأثنين الموافق 6/24


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلَكِنَّ اللهَ أَمِينٌ الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضاً الْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا.}( 1كو13:10)
قول لقديس..
(عندما يوجد صراع متزايد من المجرّب يلزمنا أن نصوم، حتى يقوم الجسد بالواجب المسيحي في حربه ضدّ شهوات العالم، بالتوبة وحث النفس على النصرة في تواضع.) القدّيس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ الرجل الحكيم في عز و ذو المعرفة متشدد القوة. أم 5:24
A wise man is strong, yes, a man of knowledge increases strength. Pro 24:5
صلاة..
" اليك يا أبانا الصالح والقدوس، نقدس الشكر والتسبيح وانت محيي النفوس، والقادر ان تشبع ارواحنا ونفوسنا واجسادنا بمحبتك ونعمتك واسراراك. واذ انت لنا راعي صالح فلن يعوزنا شئ. انت تشبع كل حي من رضاك بل وحتى صغار الطير تعولها فكم بالحرى نحن ابناءك وبناتك الصارخين اليك ليلا ونهارا طالبين رحمتك. أغفر لنا ذنوبنا وخطايانا الخفية والظاهرة تلك التى يعرفها روحك القدوس، وعلمنا ان نغفر للمسيئين الينا ونصلى من أجلهم. من أجل مراحمك الكثيرة ونعمتك الغنية لاتدخلنا فى تجربة لكن نجينا من الشرير وأبطل عنا كل أفعال المضاد وقواته الشريرة ليتمجد اسمك القدوس الان وكل أوان والى الابد، أمين"
من الشعر والادب
"صليبه بيوحد "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
لازم أثور على أبليس والخطية
على الجهل عشان دا خيبه قوية
نتمرد على التعصب بهمة عتية
ونتحرر من الكبرياء والعنجهية
ونبعد عن الظلم دا نهايته مزرية
أترك ادانة الغير وأصلح الغلط فيه
أعامل الكل زى ما احبهم يعاملونى
دا قلب الدين والذوق وأعظم وصيه
قراءة مختارة ليوم
الاثنين الموافق 6/24
الإصحَاحُ الْعَاشِرُ (1)
1كو 1:10- 14
فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ وَجَمِيعَهُمْ أَكَلُوا طَعَاماً وَاحِداً رُوحِيّاً وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَاباً وَاحِداً رُوحِيّاً، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ. لَكِنْ بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ. وَهَذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالاً لَنَا حَتَّى لاَ نَكُونَ نَحْنُ مُشْتَهِينَ شُرُوراً كَمَا اشْتَهَى أُولَئِكَ. فَلاَ تَكُونُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ كَمَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْهُمْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «جَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ». وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفاً. وَلاَ نُجَرِّبِ الْمَسِيحَ كَمَا جَرَّبَ أَيْضاً أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَأَهْلَكَتْهُمُ الْحَيَّاتُ. وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضاً أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ. فَهَذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ. إِذاً مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ. لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلَكِنَّ اللهَ أَمِينٌ الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضاً الْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا. لِذَلِكَ يَا أَحِبَّائِي اهْرُبُوا مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ.
تأمل..
+ الشر وعاقبة المهلكة ... يعطي القديس بولس أمثلة لعاقبة الشر والتمرد على الله مثالا لنا حتى نأخذ العبر من التاريخ، الشعب الاسرائيلى الذي خرج مع موسى من أرض مصر بقوة من الله ومعجزات. وارسل لهم الله سحابة كانت تغطيهم وترشدهم فى تحركهم ببرية سيناء، وشق لهم البحر الأحمر إلى نصفين وعبروا فى وسطه. اعتبر الكتاب نزولهم إلى أعماق البحر وتغطية السحابة لهم أنهم غطسوا تحت الماء أى اعتمدوا، ولأن موسى كان قائدهم فى هذا العبور فقد نسبت إليه هذه المعمودية. لقد اشترك بنو إسرائيل جميعًا فى الأكل من المن، رمز التناول، الذى قدمه لهم الرب بطريقة معجزية من السماء، لذلك سُمى طعامًا روحيًا. وشربوا من مياه الصخرة التى فجرها موسى فى البرية، ولأن هذا حدث أيضًا بطريقة معجزية سميت أيضًا شرابًا روحيًا.أن الصخرة التى افاضت لهم الماء ترمز للمسيح لأنه كان سندًا لهم، روى ظمأهم واعتنى بهم. وبالرغم من هبات الله الكثيرة التى خصهم بها، فإن كل البالغين منهم عدا يشوع وكالب أغضبوا الرب بسوء تصرفهم وعصيانهم وعبادتهم الأوثان، فأماتهم فى القفر ولم يدخلوا أرض الميعاد. هذه الأحداث قصد الله أن تكون تعليمًا وإنذارًا لنا فهنا يحذر الرسول بولس مؤمنى كورنثوس ويحزرنا من ارتكاب خطايا كالتى منعت الإسرائيليين من دخول أرض الميعاد لكى لا يحرم أحد من دخول السماء. كما ان الشعب عندما أكل وشرب وقام لممارسة الخطية والزنا مع بنات موآب، حصد الوبأ الألف منهم فى يوم واحد. وقد أهلكت الحيات الكثيرين حينما تذمروا على المن (عد21: 5، 6)، فهو يحذر مؤمنى كورنثوس من أن يجربوا المسيح مثلهم بتذمرهم وعصيانهم وطلبهم الملذات العالمية. كما ان الذين عصوا مع قورح ورفقائه على موسى ورفضوا سلطانه عليهم (عدد16)، انشقت الأرض وابتلعتهم وبادوا. فهذا تحذير للكورنثيين أنهم إذا طمعوا فى حلم الله وصبره وتعدوا وصاياه جلبوا على أنفسهم الهلاك الروحى. كل ذلك مثالا لنا حتى نحيا حياة التوبة والشكر على كل حال.
+ اليقظة الروحية... يجب اذا ان نتيقظ روحيا ولا نتكبر بل نحيا فى تواضع وسهر روحي لخلاص نفوسنا. فوجودنا فى بيئة معثرة لا يجب ان يعرضنا للسقوط فى خطايا الأمم مثلما حدث للشعب القديم، الذى بالرغم من أن الرب خصهم برعاية خاصة، إلا أنهم تمردوا وعصوا فسقطوا فى عبادة الأوثان والزنا وجربوا الرب وتذمروا عليه فتعرضوا للغضب الإلهى. وما دامنا على الأرض فنحن عرضة للسقوط. فمن يظن أنه ثابت فى الإيمان والتقوى فليحرص على ألا يسقط فى خطية، ونصلى من اجل نجاتنا من التجارب وكلمة تجربة فى اليونانية معناها اختبار أو فحص، فالمقصود إذا من التجربة أنها وسيلة لفحص واختبار ثبات قلب الإنسان نحو الله. والمقصود من عبارة "إلا بشرية" أن هذه التجارب فى وسع ومقدرة البشر ان يجتازوها بنجاح إذا استندوا على النعمة الإلهية، فالله صادق فى وعوده ولا يسمح أبدًا أن نتعرض لتجربة يكون تحملها فوق استطاعتنا، بل يعطينا قوة ومنفذ ووسيلة للخروج من التجربة والإحساس بالله واستعادة السلام الداخلى مثل إرسال الله حل للمشكلة أو مساندة إنسان أو الاستفادة الروحية من التجربة فيخفف تعبها. هنا يطلب الرسول الابتعاد عن عبادة الأوثان باشكالها من شهوات او محبة المال او الاتكال على غير الله الأمر الذى يعرض للسقوط. ولنطمئن ان الله معنا فى تجاربنا ومهما تظهر لنا صعبة فقوته الإلهية ستفتح لنا بابا للنجاة منها بشكل يفوق عقولنا.

السبت، 22 يونيو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 6/23

عيد حلول الروح القدس
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ كُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. }( 1كو25:9)
قول لقديس..
( لا نقدر أن نجري في طريق اللَّه إلا محمولين على أجنحة الروح. وليس أقوى من الذي يتمتع بالعون الإلهي، كما أنه ليس أضعف من الذي يُحرم منه. اذا، لنكن أقوياء بالله، متمثلين ببولس وبطرس ويعقوب ويوحنا، فإنه إن غاب عنا عون اللَّه لا نقدر أن نقاوم أتفه إغراء) القديس يوحنا ذهبي الفم
حكمة للحياة ..
+ يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي. أم 26:23
My son, give me your heart, And let your eyes observe my ways. Pro 23:26
صلاة..
" ايها الملك السمائى الروح القدس، روح الحق اهدنا الى الحق وارشدنا كل أيام حياتنا وهبنا ثمار التوبة المقبولة لكي لا نحزنك فى شئ قط ونرضيك وننقاد لك فى طريق البر والقداسة والكمال المسيحي الذى دعينا اليه، ياروح الله القدوس قدس حواسنا وأفكارنا وقلوبنا وارواحنا، ايها الروح النارى، أحرق كل ما لا يوافق صلاحك داخلنا والهب قلوبنا بالمحبة المقدسة لنكون حارين فى الروح. ياروح الله المعزى، ارسل على كنيستك وشعبك التعزية فى الحزن والفرج فى الضيق والرجاء فى الظروف الصعبة والفرح بعمل نعمتك الغنية فى حياتنا. أيها الرب المحيي أقم ميتوتة النفوس البعيدة واهدى الضالين وقدس المؤمنين وبارك شعبك فليس بالقوة ولا بالقدرة بل بك نحيا ونتقوى وننقاد فى دروب الرب من مجد الى مجد، حتى تقيمنا بلا عيب أمامك فى اليوم الأخير، أمين"
من الشعر والادب
"في قيادة الروح "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
قودنا بروح القدوس يا أطيب أب
يهدينا دائما نمشي فى دروب الرب
نتوب عن كل هفوه وخطية وذنب
يشعل حرارة الروح وناره فينا تدب
يعزى فى الضيقة وتبقى فرح ورحب
يقدس حياتنا ويجعلها سعادة وحب
يملانا حكمة ووداعة ونقاوة قلب
وفى السماء، يقيمنا معاك فى القرب

قراءة مختارة ليوم
الاحد الموافق 6/23
الإصحَاحُ التَّاسِعُ
1كو 1:9- 27
أَلَسْتُ أَنَا رَسُولاً؟ أَلَسْتُ أَنَا حُرّاً؟ أَمَا رَأَيْتُ يَسُوعَ الْمَسِيحَ رَبَّنَا؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ عَمَلِي فِي الرَّبِّ؟! إِنْ كُنْتُ لَسْتُ رَسُولاً إِلَى آخَرِينَ فَإِنَّمَا أَنَا إِلَيْكُمْ رَسُولٌ لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ خَتْمُ رِسَالَتِي فِي الرَّبِّ. هَذَا هُوَ احْتِجَاجِي عِنْدَ الَّذِينَ يَفْحَصُونَنِي. أَلَعَلَّنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ نَأْكُلَ وَنَشْرَبَ؟ أَلَعَلَّنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ نَجُولَ بِأُخْتٍ زَوْجَةً كَبَاقِي الرُّسُلِ وَإِخْوَةِ الرَّبِّ وَصَفَا؟ أَمْ أَنَا وَبَرْنَابَا وَحْدَنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ لاَ نَشْتَغِلَ؟ مَنْ تَجَنَّدَ قَطُّ بِنَفَقَةِ نَفْسِهِ؟ وَمَنْ يَغْرِسُ كَرْماً وَمِنْ ثَمَرِهِ لاَ يَأْكُلُ؟ أَوْ مَنْ يَرْعَى رَعِيَّةً وَمِنْ لَبَنِ الرَّعِيَّةِ لاَ يَأْكُلُ؟ أَلَعَلِّي أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَإِنْسَانٍ؟ أَمْ لَيْسَ النَّامُوسُ أَيْضاً يَقُولُ هَذَا؟ فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ مُوسَى: «لاَ تَكُمَّ ثَوْراً دَارِساً». أَلَعَلَّ اللهَ تُهِمُّهُ الثِّيرَانُ؟ أَمْ يَقُولُ مُطْلَقاً مِنْ أَجْلِنَا؟ إِنَّهُ مِنْ أَجْلِنَا مَكْتُوبٌ. لأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْحَرَّاثِ أَنْ يَحْرُثَ عَلَى رَجَاءٍ وَلِلدَّارِسِ عَلَى الرَّجَاءِ أَنْ يَكُونَ شَرِيكاً فِي رَجَائِهِ. إِنْ كُنَّا نَحْنُ قَدْ زَرَعْنَا لَكُمُ الرُّوحِيَّاتِ أَفَعَظِيمٌ إِنْ حَصَدْنَا مِنْكُمُ الْجَسَدِيَّاتِ؟ إِنْ كَانَ آخَرُونَ شُرَكَاءَ فِي السُّلْطَانِ عَلَيْكُمْ أَفَلَسْنَا نَحْنُ بِالأَوْلَى؟ لَكِنَّنَا لَمْ نَسْتَعْمِلْ هَذَا السُّلْطَانَ بَلْ نَتَحَمَّلُ كُلَّ شَيْءٍ لِئَلاَّ نَجْعَلَ عَائِقاً لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي الأَشْيَاءِ الْمُقَدَّسَةِ مِنَ الْهَيْكَلِ يَأْكُلُونَ؟ الَّذِينَ يُلاَزِمُونَ الْمَذْبَحَ يُشَارِكُونَ الْمَذْبَحَ. هَكَذَا أَيْضاً أَمَرَ الرَّبُّ: أَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِالإِنْجِيلِ مِنَ الإِنْجِيلِ يَعِيشُونَ. أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَسْتَعْمِلْ شَيْئاً مِنْ هَذَا وَلاَ كَتَبْتُ هَذَا لِكَيْ يَصِيرَ فِيَّ هَكَذَا. لأَنَّهُ خَيْرٌ لِي أَنْ أَمُوتَ مِنْ أَنْ يُعَطِّلَ أَحَدٌ فَخْرِي. لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. فَإِنَّهُ إِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ هَذَا طَوْعاً فَلِي أَجْرٌ وَلَكِنْ إِنْ كَانَ كَرْهاً فَقَدِ اسْتُؤْمِنْتُ عَلَى وَكَالَةٍ. فَمَا هُوَ أَجْرِي؟ إِذْ وَأَنَا أُبَشِّرُ أَجْعَلُ إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ بِلاَ نَفَقَةٍ حَتَّى لَمْ أَسْتَعْمِلْ سُلْطَانِي فِي الإِنْجِيلِ. فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ. أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ وَلَكِنَّ وَاحِداً يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هَكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا. وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولَئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى. إِذاً أَنَا أَرْكُضُ هَكَذَا كَأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ. هَكَذَا أُضَارِبُ كَأَنِّي لاَ أَضْرِبُ الْهَوَاءَ. بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أنَا نَفْسِي مَرْفُوضاً.
تأمل..
+ لأمانة فى الخدمة ... كان البعض يشكك فى رسولية بولس وبالتالى يرفض تعاليمه. وهنا يؤكد بولس الرسول رسوليته بإثباتات، فيطرح عدة تساؤلات هى تقرير للحقيقة، لقد دعى من الرب يسوع واستلم منه شخصيًا خدمته الرسولية، وأيمان اهل كورنثوس ثمرة عمله الكرازى بينهم. والذين أتوا إلى كورنثوس بعد ذهاب بولس منها ولم يختبروا رسوليته، وتشككوا فيها لا يضيروه فى شئ ويكفى دليلاً على صدق رسولية القديس بولس إيمان أهل كورنثوس الذين بقى بينهم ما يقترب من السنتين كارزا بملكوت الله. ثم انه رغم ان له الحق أن يعيش على نفقة الكنائس التى أسسها وخدم بها، بناء على قول الرب {لأن الفاعل مستحق أجرته}(لو10: 7). كما ان له الحق أن يجول للتبشير وبرفقته أخت مؤمنة كزوجة، نفقتها كسائر الرسل المتزوجين، الذين جالوا للتبشير وزوجاتهم معهم لخدمة أزواجهن ولتبشير النساء الا انه لم يستعمل هذا الحق بل عمل بيديه هو وبرنابا لكي لا يثقل عليهم فى شئ وهنا نرى أمانة بولس وعفة يديه وقلبه ولسانه.
ويؤكد بولس الرسول إلتزام الكنيسة بنفقات معيشة الخدام، فيورد ثلاثة أمثلة توضح الإجابة. الأول مثل الجندى، فيقول لا يحق أن ينتظر من الجندى وهو يحارب دفاعًا عن بلده أن يعول نفسه، والثانى مثل الكرام فيقول أن الكرام ينفق على نفسه من نتاج كرمه، والمثال الثالث مثال الراعى الذى يقتات من ثمن لبن رعيته. فان كان قد بشرهم بكلمة الله القادرة على أن تقودهم إلى الحياة الأبدية، فليس بكثير عليه أن يتكفلوا باحتياجاته المادية لهذه الحياة الزمنية. ولكن بولس الرسول يقول لهم أنه ترك طائعا طلب ما يحق له، بل تحمل آلام الحاجة وتعب العمل اليدوى، لئلا يظن أحد أنه خدم الإنجيل طمعًا فى الربح الدنيوى. مع أن اللاويين الذين يقومون بخدمة الهيكل ومساعدة الكهنة يقتاتون من تقدمات الشعب. والذين يقدمون الذبائح يأخذون من جزءًا كما عين الله لمعيشتهم (عد18: 8-24). هكذا أيضا كما رسم الله من جهة خدام الدين فى العهد القديم، أمر الرب يسوع المسيح فى شأن خدام العهد الجديد " لان الفاعل مستحق اجرته" ولكي لا ينشغلوا بالعمل او التجارة لتوفير احتياجاتهم (مت10: 10، لو10: 7). لذلك يجب على المؤمنين الإهتمام بتدبير احتياجات الاكليروس ليتفرغ هؤلاء لخدمة الله بلا انشغال.
+ الخدمة تكليف لربح النفوس .. القديس بولس فى محبة وامانة وعفة لم يستعمل حقه كرسول أو خادم لله فى الحصول على نفقة معيشته، ولا قصد مما كتبه أن ينال هذا الحق الذى رفضه باختياره فإنه يفضل أن يموت من جوعا عن أن يغير مبدأه الذى أخذه على نفسه فى خدمة الإنجيل وهو ألا يثقل على أحد. القديس بولس قام بالتبشير لأن الرب يسوع أمره بذلك، ولو ترك التبشير لوبخه ضميره وأصبح معرضًا لغضب الله لمعاندته للدعوة السمائية. فهو وكيل مكلف بما يجب عليه عمله لموكله، وهو بذلك مضطر أن يخدم سيده بلا توقع ثواب كما ان هدفه هو ربح وخلاص نفوس الجميع للمسيح. لقد بذل الجهد فى خدمة كثيرين كما لو كان عبد لهم لكى يرشدهم للخلاص وجعل نفسه كانه أممى من اجل ربح الامم ووافق اليهود فيما لهم من عادات فيما لا يتعارض مع عقيدته المسيحية، ليكسب محبتهم فيؤمنون بتعاليمه وينالون الخلاص وتعامل مع الأمم بالشريعة الطبيعية وهى الضمير الذى فى كل إنسان، وهو صوت الله الذى يقودنا للإيمان بالمسيح وتعاليمه. ولم يوبخ الضعفاء على شكوكهم، بل تدرج معهم فى التعليم بكل حكمة ولين لكى ينزع الشكوك من قلوبهم. وبالإجمال يقول أنه ساير كل فئة فى كل ما يتفق مع سلوكياتها التى لا تتعارض مع الإيمان القويم حتى يتمكن من قيادة الجميع إلى المسيح. لينال بركة الخدمة على الأرض ثم المكافأة الأبدية.
+ المثابرة والجهاد الروحي .. فى حلبات السباق الذين يركضون فى ميدان السباق يجاهد كل منهم ليفوز بالجائزة، ولكن الذى يفوز بها واحد فقط. أى أن مجرد الجرى فى الميدان لا يجعل المتسابق مستحقًا للجائزة، بل المثابرة فى الجرى حتى يصل إلى الهدف فينال المكافأة والجوائز المادية التى تفنى مع الوقت أو حتى مع فناء الشخص. وأما من يجاهد روحيًا فينال إكليل البر الذى لا يفنى. وبالتالى فإن الإكليل الذى لا يفنى يستحق الجهد أكثر من الإكليل الزائل. علينا أن نتمثل بالقديسين وبالقديس بولس الرسول الذى يجاهد فى مثابرة نحو هدف واضح أمامه وهو كسب النفوس للمسيح وهو لم يجاهد باطلاً كالذى يلاكم الهواء فلا يستفيد شيئًا، أو كمن يلاكم الخصم ولا يصيبه إذ تأتى ضربته فى الهواء. بل يسيطر على ذاته ولا ينقاد إلى الكسل والترف وسائر الأهواء المحاربة للنفس، ولا يسمح للشهوات الجسدية أن تستعبده بل يخضعها لقيادة الروح القدس، حتى بعدما بشر للكثيرين لا يصير مرفوضا من الله من أجل تهاونه.

الجمعة، 21 يونيو 2013

الروح القدس وحاجتنا اليه

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الروح القدس، الرب المحيي..
+ عندما نتكلم عن الروح القدس فنحن نتكلم عن الله لان الله روح {الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا} (يو 4 : 24). الروح القدس هو أقنوم الحياة ومعطيها فهو الرب المحي، الواحد فى الطبيعة الإلهية مع الأب والإبن. بهذا أمر السيد المسيح تلاميذه ان يبشروا به فى كل الأرض { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس} (مت 28 : 19).فالله الهنا واحد كائن بذاته، ناطق بكلمته، حي بروحه القدوس {فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد} (1يو 5 : 7). الروح القدس هو الإله الخالق {روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني} (أى 33: 4). وكما يقول الكتاب {أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب. إن صعدت إلى السموات فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر فهناك أيضا تهديني يدك وتمسكني يمينك} (مز 139: 7-10). أن الروح القدس حاضر في كل مكان، والقديس بطرس في حواره مع حنانيا وسفيرة قد اعتبر أن من يكذب على الروح القدس يكذب على الله ( أع 5: 4).
+ الله واحد من حيث جوهره. الآب والابن والروح القدس. الروح القدس قال عنه الرب يسوع المسيح {أنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق}(يو 14 : 16، 17). فكلمة "آخر" هنا لا تعنى انفصاله عن الآب أو عن الابن بل تعنى أن له أقنوميته الخاصة المتمايزة. إذن الروح القدس ليس طاقة أو قوة، كما يدّعى شهود يهوه، بل هو اله حقيقي يتكلم ويسمع. فهو أقنوم إلهي واحد في الجوهر مع الآب والابن. { قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه} (أع 13 : 2). وعبارة "افرزوا لي" تشير إلى شخصية الروح القدس أنه صاحب ضمير الملكية. وقال السيد المسيح {ذاك يمجدني} (يو16 :14)، وكلمة ذاك تقال عن شخص أو أقنوم وليس عن قوة أو طاقة. وقال عنه أيضا {متى جاء ذاك روح الحق} (يو16 :13). وقال عنه "يأخذ" وقال عنه "يخبر" وقال عنه "يشهد". كل هذه الأشياء التي قيلت عن الروح القدس تدل على أقنوميته. فكما أن الابن له شخصيته الحقيقية التي أدركناها حينما جاء لخلاص العالم، فالروح القدس أيضا له شخصيته الحقيقة التي أدركناها حينما جاء ليقود الكنيسة ويشهد للمسيح ويعمل في الأسرار. الروح القدس مساوي للآب والابن في الجوهر وهو أقنوم حقيقي له شخصيته المتمايزة. من أجل هذا حرمت الكنيسة مقدونيوس فى المجمع المسكوني المنعقد بالقسطنطينية سنة 381م. وعزلته من رتبته كبطريرك لانه أنكر الوهية الروح القدس وقال أنه عمل إلهي منتشر فى الكون وقال ان الروح القدس يشبه الملائكة ولكنه رتبة أسمى منهم. وليس بأقنوم متميز مما أستوجب حرمه وتجريده من رتبته الكنسية. الروح القدس هو روح الله ويتحدث ويعزى المؤمنين ويقدسهم ويهب الحياة ويقيم الخدام ويعلمنا ويرشدنا الى الحق ويدبر أمورنا ويدافع عنا وهو الذى يقيم أجسادنا فى اليوم الأخير واليه نرفع الصلاة قائلين: ( ايها الملك السمائي، روح الحق الحاضر فى كل مكان، والمالي الكل، كنز الصالحات ومعطي الحياة، هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس وخلص نفوسنا).
+ الروح القدس يقدم لنا شركة فائقة الوصف مع الأب فى أبنه ويعمل فينا لنؤمن بالاله الواحد، الله الأب ضابط الكل وابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا، كلمة الأب الأزلي، الذى تجسد وتأنس من الروح القدس ومن القديسة العذراء مريم ولم يحد التجسد من لاهوته وصلب عنا خلاصا وقام ليقيمنا معه وصعد الى السموات جسديا ليصعد طبيعتنا الى السماء وارسل لنا الروح القدس، الرب المحيي، المنبثق من الأب الذى حل على التلاميذ والمؤمنين فى يوم الخمسين ليؤسس ويقود الكنيسة الى التوبة والقداسة. الروح القدس يعمل فينا لنؤمن بالله ونطيع ونعمل وصاياه وهو الذى يمنحنا الاستنارة والقداسة والقوة ويعزينا فى غربة العالم. يقول القديس كيرلس السكندرى: ( أن التجديد فى الحقيقة هو من عمل الثالوث القدوس، حتى وإن ظهر أننا ننسب لكل أقنوم على حده عملا مما يحدث لنا أو للخليقة، ولكن علينا أن نؤمن ان كل شئ هو من الآب خلال الابن فى الروح القدس).
حاجتنا للروح القدس...
+ نحن نعيد لحلول الروح القدس فى يوم الخمسين على التلاميذ القديسين والرسل المكرمين بفرح جزيل، وبروح الصلاة ليحل علينا ويعمل فينا ويقود نفوسنا ويبكتها على كل خطية ويمنحها القوة لتتوب وتكره الخطية لانها عداوة لله ونطلب منه ان يهبنا التعزية والصبر فى الضيق. ويعلمنا ويذكرنا بكل ما قاله الرب يسوع المسيح { واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم} (يو 14 : 26). لقد حل الروح القدس على المؤمنين فى يوم الخمسين كالسنة نار منقسمة { ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة. وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملا كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلا الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا.} ( أع1:2-4). وهذا يبين لنا طبيعة الروح القدس النارية التي تحرق الخطايا والأثام، وتعطى إستنارة وفهم وحكمة وعلم، وتهب حرارة روحية للمؤمنين فى كل زمان لاسيما اولئك الذين ينقادون بروح الله.

+ قديما كان الأنبياء في العهد القديم يعزوا الشعب وسط ضيقاتهم بمجيء المسيا المخلص كمعزي لهم (إش ٩: ٦؛ مي ٥: ٦؛ زك ٣: ٨). وعندما جاء المسيا كان للمؤمنين راعيا صالحا ومعزيا وعندما فارقهم بالجسد، صارت الحاجة ملحة إلى معزى آخر يمكث مع المؤمنين للابد هو الروح القدوس. وهذا ما فعله السيد المسيح خلال تجسده لحساب مؤمنيه، وكما ان صعود المخلص الصالح كان طريقنا للتمتع بحلول الروح القدس على الكنيسة واستقراره داخلها لكي يتمتع المؤمنين بهذه السكنى ثم ليسحب قلوبنا إلى المسيح الممجد في السماء، فتلتهب أعماقنا للحياة مع الله والشهادة له ثم للانطلاق إلى العريس السمائي.
+ الروح القدس والتوبة ...
الروح القدس يعمل فى الخليقة كلها ليخلق ويجدد وجه الارض { ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الارض } (مز 104 : 30). فهو الذى يعطي الحياة وهو روح التجديد الدائم والذى يدعو ويحث للإيمان ويغفر خطايا الراجعين الى الله. وهو حال فى كل مكان ويعمل ويتمم الاسرار المقدسة لكي يهبنا نعمة البنوة فى المعمودية ويبكتنا على الخطية ويحثنا على التوبة ويغفر الخطايا فى سر التوبة والاعتراف ويقدس ويثبت المؤمنين بالمسحة المقدسة وهكذا فى كل الاسرار. الروح القدس يفضح الخطايا أمام بصيرة المؤمن الداخلية فنكتشف حاجتنا للغفران المستمر بقدر ما نحتمل، ويعطينا رجاء فى التوبة وفرح وعزاء بقبول الله للتائبين. وهو الذى يعطينا روح الصلاة والتضرع { وكذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بانات لا ينطق بها} (رو 8 : 26). الروح القدس كما قال عنه الرب يسوع {ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية، وعلى برّ، وعلى دينونة} (يو8:16) فهو وحده يقدر أن يدخل القلب ويفضح الخطية لنرجع إلى عذوبة الشركة مع الله. إنه قادر أن يقنع أعماق الإنسان أن سعادته وسلامه وفرحه وخلوده وعدم فساده يكمن في الالتصاق بالمخلص لا بالخطية، وأن لذة العشرة مع الله لا تُقارن بأية لذة للخطية. لذلك دعى بالباركليت، وهي كلمة يونانية قديمة "بارا" تعني الملازمة، و"كليت" تعني الدعوة للمعونة، فهو الملازم المعين، أو القائد المعزي، الشفيع المدافع. إنه ينخس قلب الإنسان قبل أن يؤمن أو يسكن فيه مغيرا طبيعته، ليعطيه الإيمان، ويهيئه لقبول عطية الروح القدس، وذلك ما حدث يوم الخمسين {فلما سمعوا نُخسوا في قلوبهم، وقالوا لبطرس وسائر الرسل... توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس} (أع 37:2-39). ان التبكيت على الخطية يحمل معنى حث الإنسان على التخلي عن عدم إيمانه بالمسيح، بهذا ينفتح أمامه باب المغفرة. أما عن التبكيت على برٍّ، فان الروح القدس يبكت الانسان على عدم إدراكه لبرّ المسيح وقداسته، فقيامته وصعوده إلى السماء هما الدليل على برّه. لذلك إذ صعد السيد إلى السماء أرسل روحه ليحمل قلوب البشرية إلى حيث المسيح جالس، فيتلامسوا معه ويختبروا برَّه فيهم ويصير المسيح لهم برًا. أما تبكيته {واما على دينونة فلان رئيس هذا العالم قد دين} (يو 16 :11). فقد ادان الرب ابليس وقيده ووهبنا السلطان ان ندوس كل قوة العدو ولم يعد لدينا العذر فى الانهزام أمام حيل ابليس ان تمسكنا برئيس إيماننا. الروح القدس يكشف لنا أنه بالصليب دين عدو الخير وشُهر به (١ كو ٢: ١٥). وهكذا يختبر المؤمن في حياته اليومية عربون السلطان الذي ناله للانتصار على تجارب العدو ولكي يتمتع بكمال النصرة في يوم الدينونة حيث يُدان إبليس ويتمتع الإنسان بكرامة فائقة ويحتل الإنسان الدرجة السماوية الفائقة التي سقط منها إبليس وكل جنوده. لهذا جاء فعل "دين" يحمل معنى الاستمرارية، فالغلبة على قوات الظلمة عمل يومي مستمر.
يقول القديس الأنبا أنطونيوس فى رسالته الاولى لاولاده الروحيين عن الروح القدس وعمله فى التوبة : ( الجسد يتطهر بالصوم الكثير وبالسهر وبالصلوات وبالخدمة التي تجعل الإنسان ينضبط في جسده ويقطع من نفسه كل شهوات الجسد. ويصبح روح التوبة هو مرشده في هذه الأمور، ويختبره بواسطتها لئلا يقتنصه العدو إليه مرة ثانية. وعندئذ يبدأ الروح الذي يرشده، أن يفتح عيني نفسه لكي يعطيها التوبة ايضا لكيما تتطهر ويبدأ العقل ايضا في التمييز بين الجسد والنفس، وذلك عندما يبدأ أن يتعلم من الروح كيف يطهرهما بالتوبة. وعندما يتعلم العقل من الروح فإنه يصبح مرشدا لكل أعمال الجسد والنفس معلما إيانا كيف نطهرهما. ويفصلنا عن كل الثمار اللحمية التي اختلطت بأعضاء الجسد منذ المعصية الأولى. ويعيد كل عضو من أعضاء الجسد إلى حالته الأصلية دون أن يكون فيه أي شيء من روح الشيطان. ويصبح الجسد تحت سلطان العقل المتعلم من الروح كما يقول الرسول بولس {أقمع جسدي واستعبده} (1كو 9: 27) لأن العقل يطهره في أكله وفي شربه وفي نومه، وبكلمة واحدة فإنه يطهره في كل حركاته. حتى انه من خلال طهارة العقل يتحرر الجسد حتى من الحركات الطبيعية التي فيه... هذه الأشياء قلتها لكم يا محبوبون لكي تعلموا كيف ينبغي على الإنسان أن يتوب جسدا ونفسا ويطهرهما كليهما. فإذا ما غلب العقل في هذا النضال، فإنه حينئذ يصلي بالروح ويبدأ في أن يطرد من الجسد شهوات النفس التي تأتي اليها من ارادتها الخاصة. حينئذ يصير للروح القدس شركة وألفة مع العقل، لأن العقل يحفظ الوصايا التي سلمها إليه الروح).

+ الروح القدس والاستنارة ...
الروح القدس هو روح الحق الحكمة والعلم والمعرفة. هو معلمنا وقائدنا لطريق الفضيلة والبر {اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم} (يو 14 : 26). هو الذى يعطي إستنارة لبصيرتنا الداخلية لندرك بنوتنا لله ويعمل فينا لطاعة وصاياه وهو الذى يتكلم فينا وقت الضيق { لان الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب ان تقولوه} (لو 12 : 12). هو الذى يعطي البصيرة الروحية لنشهد للحق فى شجاعة وعدم خوف {وأما متى جاء ذاك روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق،لأنه لا يتكلم من نفسه،بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية} (يو 13:16). وهو الذى يكشف لنا عن حقائق الله والنفس لننمو فى النور، ومن محبة الى عمق فى الحياة مع الله حتى نعى ما أعد لنا من أمجاد فى السماء فنطرح عنا ثقل الخطية ونحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا { بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه. فاعلنه الله لنا نحن بروحه لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله} (1كو 9:2-10) هو روح النبوة (رو ٨: ١٤). الذى يقود المؤمنين في الطريق، ويبقى سندا لهم حتى يبلغ بهم إلى النهاية، حيث يتمتعون بكل الحق. إنه أشبه بربان السفينة العارف بأسرار المنطقة البحرية، يقودها ويبلغ بالمسافرين إلى البر بأمان. لذلك نطلب أن ننمو في المحبة التي تنسكب في قلوبكم بالروح القدس المعطي لنا من الله (رو ٥: ٥). لنتعرف على ذلك النور الروحي وننال معرفة أفضل وأكمل.
بالروح القدس يتعزي المؤمنين فى الضيق والاضطهاد عالمين ان الضيقة لفترة محدوده ويعقبها ثقل مجد ابدي فنحيا على رجاء وثقة فى الله { فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح. الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله. وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا. والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو1:5-5) هكذا كان حال الكنائس فى العصر الرسولي رغم الضيقة تنمو فى سلام المسيح بالروح {واما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لها سلام وكانت تبنى وتسير في خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر} (اع 9 : 31). عاش ابائنا سواء فى العالم ومعاناته اليومية وهم يماتوا من اجل المسيح حاملين صليبهم بفرح وحتى المتوحدين فى الجبال كان الروح القدس مصدر سلامهم وفرحهم وتعزيتهم فى حياة النسك والزهد، هو الذى علمهم وقادهم وكانوا بركة فى جيلهم كما كان القديس الانبا بولا أول السواح بركة للعالم وكان مصدر تعزيتهم الوحيد هو الله.
+ الروح القدس والتقديس.. الروح القدس هو واهب القداسة يدفعنا من عالم الظلمة والخطية للتوبة المستمرة والإيمان العامل بالمحبة لنحيا فى النور والقداسة. لهذا جاء الرب يسوع المسيح وكرس وخصص حياته لتقديسنا { لاجلهم اقدس انا ذاتي ليكونوا هم ايضا مقدسين في الحق }(يو 17 : 19) ان دعوة الله لنا هي دعوة للقداسة {بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة} (1بط 1 : 15). ودور الروح القدس هو ان يدخلنا الى التمتع بحياة المسيح المقدسة، اذ يهبنا نعمة الاتحاد به وحلول المسيح له المجد بالإيمان فينا لتقديسنا وتبريرنا بعمل الروح القدس {اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح الهنا (1كو 6 : 11).
ان تقديسنا بالروح يحتاج منا لحياة الجهاد الروحي فالروح القدس لا يبخل علينا بالتقديس لكنه لا يعمل فينا بغير ارادتنا أو ونحن متكاسلون. المعمودية تعطينا ولادة جديدة كابناء لله بالتبني لكنها لا تعطي المؤمن عصمة من الخطية لهذا قال السيد الرب { ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه} (مت 11 : 12). بالميرون المقدس ننال نعمة الروح القدس لكن نحتاج ان نضرمها داخلنا بالجهاد والاشتراك بالعمل مع الله لتظهر ثمار الروح القدس فى حياتنا وكلما كنا أمناء فى القليل يقيمنا الله على الكثير. لهذا نحن نحتاج للثبات فى المسيح بالاسرار المقدسة وبكلامه المشبع وبالصلاة والصوم وكلما ثبتنا فيه ينقينا لنأتي بثمر أكثر{ كل غصن في لا ياتي بثمر ينزعه وكل ما ياتي بثمر ينقيه لياتي بثمر اكثر.انتم الان انقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به. اثبتوا في وانا فيكم كما ان الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في. انا الكرمة وانتم الاغصان الذي يثبت في وانا فيه هذا ياتي بثمر كثير لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا.} ( يو 2:15-5)
الروح القدس يختمنا بختم ملوكي فى أعماق النفس الداخلية لنحمل صورة الملك المسيح فينا ويكون لنا فكر المسيح وتصير النفس مكرسة للرب {الذي فيه ايضا انتم اذ سمعتم كلمة الحق انجيل خلاصكم الذي فيه ايضا اذ امنتم ختمتم بروح الموعد القدوس} (اف 1 : 13). الروح القدس يعمل فى المؤمن بدون إنقطاع مادمنا فى جهادنا الروحي نتقبل ونستجيب لعمله فينا ويقودنا فى حياة الكمال المسيحي ومحبة الله والتطلع الى أمجاد السماء.
يقول القديس مقاريوس الكبير فى العظة الخامسة: (المسيحيون لهم عالم مختلف خاص بهم، ومائدة أخرى وثوب آخر ونوع آخر من التمتع والتنعم، وشركة أخرى وطريقة أخرى للتفكير والعقل، ولهذا السبب فإنهم يتميزون عن باقي البشر. إذ أن لهم الامتياز أن ينالوا قوة هذه الأمور في داخل نفوسهم منذ الآن بواسطة الروح القدس. لذلك فإن أجسادهم تُحسب أهلاً في القيامة للاشتراك في خيرات الروح الأبدية هذه، وسوف تختلط بذلك المجد الذي قد عرفته نفوسهم بالاختبار في هذه الحياة. لذلك يجب على كل واحد منا أن يجتهد ويسعى ويجد في كل فضيلة، وان يؤمن ويطلب من الرب لكي يجعل الإنسان الباطن شريكا في ذلك المجد هنا منذ الآن وأن تصير للنفس شركة في قداسة الروح، لكي ما نتطهر من أدناس الشر وليكون لنا في القيامة ما نكسو به عرى أجسادنا عند قيامتها وما نغطى به عيوبها، وما يحييها وينعشها إلى الأبد في ملكوت السموات لأن المسيح سوف ينزل من السماء، ويقيم نسل آدم كله الذين رقدوا من بدء العالم، حسب الكتب المقدسة وسيقسمهم جميعا إلى قسمين، فأولئك الذين يحملون علامته أى ختم الروح سيدعوهم إليه باعتبارهم خاصته وسيقيمهم عن يمينه، كما يقول { لأن خرفي تسمع صوتي وأنا أعرف خاصتي وخاصتي تعرفني} "يو27،14: 10" وحينئذ تلتحف أجساد هؤلاء بالمجد الإلهي من أعمالهم الصالحة، ويمتلئون من مجد الروح، وهكذا إذ نتمجد في النور الإلهي ونختطف إلى السماء لنلاقى الرب في الهواء حسب المكتوب فإننا نكون كل حين مع الرب مبتهجين معه إلى دهر الدهور).

آية وقول وحكمة ليوم السبت الموافق 6/22


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْرِفُ شَيْئاً فَإِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ شَيْئاً بَعْدُ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُحِبُّ اللهَ فَهَذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَهُ. }( 1كو2:8-3)
قول لقديس..
(يليق بنا أن يكون لدينا نوع من التمييز فيما يخص الطعام، بحيث يكون الطعام بسيط ومناسب يقود ويمهد لحياة تقوم على أمرين أساسيين هما الصحة والقوة. فالطعام البسيط غير المُعقد يؤدي إلى سهولة الهضم، ويجعل الجسد رشيقًا، وبه يتحقق النمو والصحة.الحكماء لا يدفنون عقولهم تحت أكوام الطعام، ولا يخدعون أنفسهم باللذَّات والمُتع، ولكن وليمة المحبة هي في الطعام السماوي، في وليمة العقل والتفكير السليم.) القديس أكلمنضدس السكندرى فى المربى
حكمة للحياة ..
+ لا تستصحب غضوبا ومع رجل ساخط لا تجئ.أم 24:22
Make no friendship with an angry man, And with a furious man do not go. Pro 22:24
صلاة..
" الهنا الصالح.. نحن لا نعرف ما هو الخير والمفيد والأصلح لحاضرنا أو مستقبلنا لهذا نضع حياتنا بين يديك ونصلى قائلين لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الارض. فكما ان ارادتك مسموعة ومنفذة من القوات السمائية بفرح وفى وقتها، هكذا نصلى لتكشف لنا عن مشيئتك وتهبنا الحكمة والنعمة والقوة لتنفيذها وجنى ثمارها الصالحة فى حياتنا. انت تريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون فخلصنا ايها الرب الاله وقودنا لصنع مشئيتك وانت الطريق والحق والحياة. واستجب لنا نحن عبيدك عندما ندعوك بحسب مشيئتك ايها الرب الملك القادر على الكل فكل شيء في طاعتك وليس من يقاوم مشيئتك، والتفت الى معونتنا وخلاصنا. ليتمجد اسمك القدوس فى كل شئ الان والى الابد، أمين"

من الشعر والادب
"المحبة أساس البناء "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
بحر المعرفة متسع،
وعلى الشاطئ أحنا فيه.
ليه يدعى الإنسان العلم،
رغم الجهل بالكثير حوليه.
الاتضاع يبنى صاحبه،
والوداعة ترفعه وتعليه.
والمحبة أساس البناء،
وكل ما تتعمق فى الاساس
البناء يثبت وتفرح بيه.

قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 6/22
الإصحَاحُ الثَّامِنُ
1كو 1:8- 13
وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ فَنَعْلَمُ أَنَّ لِجَمِيعِنَا عِلْماً. الْعِلْمُ يَنْفُخُ وَلَكِنَّ الْمَحَبَّةَ تَبْنِي. فَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْرِفُ شَيْئاً فَإِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ شَيْئاً بَعْدُ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ! وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُحِبُّ اللهَ فَهَذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَهُ. فَمِنْ جِهَةِ أَكْلِ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ وَأَنْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِداً. لأَنَّهُ وَإِنْ وُجِدَ مَا يُسَمَّى آلِهَةً سِوَاءٌ كَانَ فِي السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الأَرْضِ كَمَا يُوجَدُ آلِهَةٌ كَثِيرُونَ وَأَرْبَابٌ كَثِيرُونَ. لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ. وَلَكِنْ لَيْسَ الْعِلْمُ فِي الْجَمِيعِ. بَلْ أُنَاسٌ بِالضَّمِيرِ نَحْوَ الْوَثَنِ إِلَى الآنَ يَأْكُلُونَ كَأَنَّهُ مِمَّا ذُبِحَ لِوَثَنٍ. فَضَمِيرُهُمْ إِذْ هُوَ ضَعِيفٌ يَتَنَجَّسُ. وَلَكِنَّ الطَّعَامَ لاَ يُقَدِّمُنَا إِلَى اللهِ لأَنَّنَا إِنْ أَكَلْنَا لاَ نَزِيدُ وَإِنْ لَمْ نَأْكُلْ لاَ نَنْقُصُ. وَلَكِنِ انْظُرُوا لِئَلاَّ يَصِيرَ سُلْطَانُكُمْ هَذَا مَعْثَرَةً لِلضُّعَفَاءِ. لأَنَّهُ إِنْ رَآكَ أَحَدٌ يَا مَنْ لَهُ عِلْمٌ مُتَّكِئاً فِي هَيْكَلِ وَثَنٍ أَفَلاَ يَتَقَوَّى ضَمِيرُهُ إِذْ هُوَ ضَعِيفٌ حَتَّى يَأْكُلَ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ؟ فَيَهْلِكَ بِسَبَبِ عِلْمِكَ الأَخُ الضَّعِيفُ الَّذِي مَاتَ الْمَسِيحُ مِنْ أَجْلِهِ. وَهَكَذَا إِذْ تُخْطِئُونَ إِلَى الإِخْوَةِ وَتَجْرَحُونَ ضَمِيرَهُمُ الضَّعِيفَ تُخْطِئُونَ إِلَى الْمَسِيحِ. لِذَلِكَ إِنْ كَانَ طَعَامٌ يُعْثِرُ أَخِي فَلَنْ آكُلَ لَحْماً إِلَى الأَبَدِ لِئَلاَّ أُعْثِرَ أَخِي.

تأمل..
+ أهمية العلم المقترن بالمحبة .. لقد حدثت مشكله بين مسيحيى كورنثوس بسبب تعرض المسيحيين للأكل من لحوم الذبائح التى كانت تقدم للأوثان ثم تباع فى الأسواق وتؤكل سواء فى البيوت أو الهياكل. وهنا نرى القديس بولس يقول: نعلم كمؤمنين أنه لا يوجد فى حقيقة الأمر وثن، وبالتالى فالأكل مما يذبح لها ويباع فى الأسواق لا يؤثر علينا فى شئ. ولكن يوجد بيننا إخوة بسطاء ليس لهم هذه المعرفة وقد يعثرهم هذا التصرف من قبل من يأكلون منها فيجب مراعاة نفسياتهم ولا نتسبب فى عثرة لهم فكوننا نعلم وآخرون لا يعلمون لا يجب ان يقودنا إلى الكبرياء والتعالى على الآخرين بل يجب ان يقترن العلم بالمحبة الاخوية والاتضاع فالعلم وحده قد يضر لكن متى ارتبط بالمحبة يصير نافعًا. كما أن علمنا مهما زاد وكبر فهو ليس سوى قطرة فى بحر العلم الغزير والمتسع، والمنتفخ بعلمه يظهر أنه ناقص العلم إذ يتكبر رغم أن معرفته ليست كاملة. اذا المحبة ضرورية لمعرفة الله. فالعقل وحده لا يعطينا المعرفة الحقة عن الله الذى يعلن اسراره للمتضعين والبسطاء ومن يحبوه وينقادوا بروحه القدوس.
+ الإيمان بالله الواحد... اذا التماثيل الخشبية أو الحجرية أو النحاسية لا حياة فيها ولا سلطان لها على أمور الناس، وهى مرحلة بدائية فى تاريخ الشعوب لا يجب ان تؤثر على إيماننا المسيحي فلا إله حى حقيقى سوى اإله واحد، قادر على كل شئ، هو الآب أصل ومصدر كل الخليقة ونحن نحبه ونحيا له، وقد اعلن لنا الله محبته فى التجسد الالهي بالروح القدس وان كان إلهنا هو خالق وضابط كل شئ فى العالم، فلتطمئن قلوبنا ولا تنزعج من تقلبات الحياة وإساءات الآخرين أو تهديداتهم، فإلهنا قادر أن يقودنا فى موكب نصرته.
+ أكل ما ذبح للأوثان... ان كان بعض المؤمنين مازالوا يتسجسوا ويتعب ضميرهم عندما يأكلون مما ذبح للاوثان عن عدم معرفة روحية، فأكلهم ما ذبح للأوثان يعتبر نجاسة. أما الكاملين فى المعرفة الذين يعرفون أنه لا قيمة للوثن، فأكلهم ما ذبح للأوثان يعتبر أكل للحم عادى خلقه الله، فهو طعام طاهر لهم كما ان الاطعمة تقدس بالصلاة، والطعام لا يقدمنا إلى الله كما يعتقد الوثنيون فى الأكل مما ذبح لأوثانهم بأنه يقدربهم لالهتهم. إننا لا نزيد فى علاقتنا مع الله إذا أكلنا مما ذبح للأوثان، ولا ننقص إن لم نأكل منه، لأنه مجرد لحم عادى وليس له علاقة بعبادتنا الروحية. وهذا ليس عن الصوم. فالصوم تدريب للإدارة وليس إمتناعًا عن أطعمة لنجاستها، إذ أننا نؤمن أن كل الأطعمة مباركة من الله ولكن نترك اللحوم والمنتجات الحيوانية ونأكل الأكل النباتي فى الصوم زهدا ونسك وصحة لننشغل بعبادة الله بدليل اننا ناكل الاطعمة الحيوانية بعد انتهاء الصوم. لكن علينا ان يكون أكلنا عثرة لإخوتنا الضعفاء الذين جاء المسيح ومات حبا بهم فيجب ان يكون تصرفنا بحكمة ولياقة وإن كان أى طعام يوقع أخى فى الخطية، فسأمتنع عن الأكل منه لئلا أكون سببًا فى عثرته. لأنى كمسيحى ملتزم ان لا أعثر إخوتى وأساعدهم فى طريق الفضيلة والبر.

الخميس، 20 يونيو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 6/21

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو 14 : 27)
قول لقديس..
(عد الى قلبك، هناك تجد نفسك وحدك مع ذاك الذي يرى الكل. لتكره الخطية حتى تسر الله. لا تطلبها، لا تفكر فيها أكثر مما هي عليه، بل بالأحرى احتقرها وحد عنها. التجربة تقترح عليك أن الخطية قادمة وستجعلك سعيدا؛ أنها تهدد بالحزن لكي تغريك على الشر، لكن هذا كله فراغ عابر.الاقتراحات الشريرة تفسد الحياة المستقيمة. فمتى اقدمت اليك ألقها خارج قلبك، لا تهتم بها، ولا تبحث عنها. لنتذكر ما أمرنا به في انجيله: " صلوا بلا انقطاع"، فأذا كنت لا تتوقف عن الصلاة فبالتأكيد لن ينسى مراحمه. أن تتبع الله، ستبلغ إليه إذ هو السعادة عينها) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ من يحفظ فمه ولسانه يحفظ من الضيقات نفسه. أم 23:21
Whoever guards his mouth and tongue keeps his soul from troubles. Pro 21:23
صلاة..
" أبانا الذى فى السموات، اجعلنا نسمو بافكارنا اليك، وأذ انت قريب الينا وعالم بضعفنا وما في حياتنا من مشاكل وأحزان وتجارب فنسائلك كأب صالح ان تقودنا الى ما فيه الخير والسلام. أنظر الي شعبك بعين الرحمة والمحبة والسلام وأرفع الساقطين وأعط رجاء للبائسين وقوة للضعفاء . ليتقدس أسمك فى حياتنا وأفكارنا وأقوالنا وأعمالنا وانت القدوس الذى تسبحه القوات الملائكية. أجعلنا أهلا يا سيدنا ان نسبحك معهم قائلين، قدوس، قدوس، قدوس انت أيها الرب الهنا فى كل شئ وتستحق منا الأكرام والسجود والاكرام. ليأت ملكوتك وتملك على قلوبنا وحياتنا وبيوتنا وبلادنا وتكون انت السيد المالك الذى يقيم العدل والرحمة علي كل الأمم والشعوب والممالك. ليتمجد اسمك وياتى ملكوتك السمائي لنستريح ونحيا معك كل حين،أمين"
من الشعر والادب
"الهك بيك مهتم "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ليه قلقان وشايل الهم؟
وانت الهك بيك مهتم!
وليك عنده وعود بيتم.
دا بيرعى صغار الطير،
وانت افضل من العصافير!
عصفور دور ان سقط،
ينسي من الناس فقط!
الله لا ينساه قط ،
فكيف ينساك؟
ابدا لا ينساك.

قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 6/21
الإصحَاحُ السابع (2)
1كو 25:7- 40
وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ. فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَفْرَحُونَ وَالَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هَذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ. لأَنَّ هَيْئَةَ هَذَا الْعَالَمِ تَزُولُ. فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقاً: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَداً وَرُوحاً. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا. هَذَا أَقُولُهُ لِخَيْرِكُمْ لَيْسَ لِكَيْ أُلْقِيَ عَلَيْكُمْ وَهَقاً بَلْ لأَجْلِ اللِّيَاقَةِ وَالْمُثَابَرَةِ لِلرَّبِّ مِنْ دُونِ ارْتِبَاكٍ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْمَلُ بِدُونِ لِيَاقَةٍ نَحْوَ عَذْرَائِهِ إِذَا تَجَاوَزَتِ الْوَقْتَ وَهَكَذَا لَزِمَ أَنْ يَصِيرَ فَلْيَفْعَلْ مَا يُرِيدُ. إِنَّهُ لاَ يُخْطِئُ. فَلْيتَزَوَّجَا. وَأَمَّا مَنْ أَقَامَ رَاسِخاً فِي قَلْبِهِ وَلَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ بَلْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى إِرَادَتِهِ وَقَدْ عَزَمَ عَلَى هَذَا فِي قَلْبِهِ أَنْ يَحْفَظَ عَذْرَاءَهُ فَحَسَناً يَفْعَلُ. إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ. الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيّاً. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ.

تأمل..
+ الأهتمام بحياتنا الروحية والأبدية ... السيد المسيح عندما تحدث فى أمر الزواج والطلاق لم يتطرق للحديث عن العذارى والتبتل. لكنه عاش علي الارض بتجسده حياة مقدسة عفيفة ودعا اليه وضم تلاميذه المتبتلين والمتزوجين وفى جبل التجلى ظهر معه ايليا موسى النبيين احدهما عاش البتولية والاخر كان متزوج، وعندما سأل اهل كورنثوس القديس بولس عن رايه أعطى رأيًا كإنسان مختار من قبل الرب ومؤتمن على التعليم ومنقاد بروح الله الروح القدس فقال لسبب ما نتعرض له فى وقتنا هذا من متاعب وضيقات، فإنه من الخير للمرء سواء كان رجلاً أو عذراء أن يظل هكذا بدون زواج. وإن كان المؤمن مرتبط بزوجة لا يفارقها. لكن إن لم يستطع الانسان ان يضبط نفسه فى عدم الزواج، فليس خطأ منه إن يتزوج. وهكذا أيضًا بالنسبة للعذراء، فهى لا تخطئ فى شئ إن تزوجت ولكن عمومًا فإنه ما ينصح به القديس بولس هو من باب الإشفاق مما قد يتعرض له المؤمنين من مضايقات ومتاعب. والمتزوجين سيقابلون ضيقا أكثر. وحديثه عن ظروف الاضطهاد فى العصر الرسولى. إن الوقت الذى نعيشه على الأرض قصير جدًا إذا قورن بالأبدية. لذا ينصح ألا ننشغل أكثر مما ينبغى بحياتنا الزائلة بل بواجباتنا الروحية التى تؤهلنا للأبدية.فلا تشغلنا أحزان أو أفراح العالم، لأن الفرح العالمى مهما عظم أو كبر هو فرح مؤقت، كذلك أحزان العالم ستنتهى يومًا. وأيضًا يجب ألا تشغلنا ممتلكات هذا العالم أو عظمة المركز والسلطة عن هدف سعينا وجهادنا، وهو التمتع بالأمجاد الأبدية. والذين يمتلكون كثيرًا من خيرات هذا العالم، عليهم ألا يخضعوا لإغراءاته وألا يسلموا أنفسهم لأهوائه وملذاته. فكل أمور هذه الدنيا ومظاهرها وأمجادها سرعان ما تنتهى وتزول، فلا تستحق أن نتعلق بها على حساب الأبدية التى يجب الإهتمام بها فى المكانة الأولى.
+ البتولية والزواج وعدم الارتباك ... اذن لكل واحد وواحدة موهبتهم الخاصة ولكن لا يجب ان نرتبك بهموم الحياة فى كلا الحالتين . غير المتزوج يستطيع أن يخصص كل اهتمامه فى ما يرضى الرب إذ لا تشغله مطالب الحياة الزوجية.أما المتزوج فيقل اهتمامه بالله، لأنه ينشغل بالاهتمامات العالمية التى تستنفذ جزءًا كبيرًا من وقته لكى يوفر الاحتياجات الأسرية للعيش فى هذا العالم والتى ترضى امرأته. وغير المتزوجة تستطيع أن تهب كل وقتها وجهدها فيما يرضى الرب، فتكون مكرسة جسدًا وروحًا له لأنها غير مرتبطة بمسئوليات تفرضها عليها الزيجة. أما المتزوجة فحياتها الزوجية تستلزم أن تنصرف إلى الإهتمام بما يرضى رجلها فى كل ما تقضته الحياة. لكن على الجميع ان يعيشوا حياة بعيدة عن الإرتباكات العالمية والمشاغل المادية التى يمكن أن تصرفهم عن عبادتهم الروحية.
+ الزواج الثاني فى حالة موت احد الطرفين... المرأة المتزوجة مرتبطة بزوجها بحسب ناموس المسيح طالما كان زوجها حيا، ولكن إن مات رجلها فهى حرة لتتزوج بمن تريد على أن يكون الزوج متحدًا معها فى الإيمان. لكن بحسب رأي القديس بولس أنها ستكون أكثر سعادة إن بقيت بدون زواج ثانٍ. فيسمح الكتاب بالزواج بعد الترمل، ولكن يفضل عدم الزواج بعد الترمل كنوع من التعفف إذ يكفى الزواج الأول ويحيا باقى عمره منشغلاً بالله متعففًا عن العلاقات الجسدية ومشاغل الزواج ان أمكن ولكن الزواج ليس خطية كل حسب ظروفه ومقدرته.

الأربعاء، 19 يونيو 2013

آية وقول وحكمة ليوم 6/20


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى


آية للتأمل
{ فاثبتوا اذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا ايضا بنير عبودية} (غل 5 : 1)
قول لقديس..
( الروح القدس لا يبخل علينا بالتقديس لكنه لا يعمل فينا بغير إرادتنا أو نحن متكاسلون.أيها الجسدانى الذى صار بالمياة روحانى، قدس نفسك لتكون هيكلا للاهوت. لا تدنسوا المعمودية التى كلها نور، بالأعمال غير الحسنة• ياإبنة حواء إحفظى طهارة المعمودية لأن صك الحية قد محى بمياة الحياة.أيها المعتمد الذى لبس حلة المجد المملؤة نورا أهرب من الوسخ لتكون منظورا من الملائكة. لا تطرح لباسك البهى بالرذائل النتنة لئلا يضحك بك المبغضون الحاسدون) القديس مار يعقوب السروجى
حكمة للحياة ..
+ الرحمة والحق يحفظان الملك وكرسيه يسند بالرحمة. أم 28:20
Mercy and truth preserve the king and by loving-kindness he upholds his throne. Pro 20:28
صلاة..
" ايها الرب الهنا، يا من بيدك كل اسلطان وكلي الرحمة والاحسان، نحن نثق فى رعايتك وأبوتك ونؤمن انك قادر على كل شئ، ونصلى اليك طالبين الحكمة والنعمة لشعبك وكنيستك وبلادنا، انت قادر ان تهبنا حياة مقدسة ترضيك، لتكن انت السيد والرب فى بيوتنا وعلى قلوبنا. نطلب اليك ان تقودنا الى معرفتك الحقيقية وتهبنا حياة المحبة بغير رياء والتعاون بدون أنقسام، والتفاهم بدون صراع. والبذل من اجل سعادة من حولنا، علمنا ان نقدر تعب المحبة التى يقدمه لنا اخوتنا، وان نبنى ونشجع صغار النفوس حتى يتقووا فى الإيمان والاقوياء لتكون انت سر نجاحهم فى الحياة. نسائلك من اجل حاضر بلادنا لتقود انت دفة السفينة لتصل الى ميناء هادئ، ميناء الخلاص. أيام غربتنا على الأرض، أحفظها بغير قلق ولا عاصف ولا مضرة الي الأنقضاء،أمين"
من الشعر والادب
"روح وحياة "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
كلام الإله غذاء وروح وحياة
يحطم صخور قلوب القساة
نار تحرق وتمحو أثام الخطاة
نورا يهدى من ضل زمانا وتاه
يريح التعابى ويعطي رجاء
يشفى المريض كأعظم دواء
تعالوا وذوقوا ما اطيبه الإله
فمن يتبعه لا تتعثر ابداً خطاه
ويحي دوما سعيدا ويرث الحياة
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 6/20
الإصحَاحُ السَّابعُ (1)
1كو 1:7- 24
وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا. لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضاً الرَّجُلَ. لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا بَلْ لِلرَّجُلِ وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ أَيْضاً لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ بَلْ لِلْمَرْأَةِ. لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ إِلَى حِينٍ لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضاً مَعاً لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ. وَلَكِنْ أَقُولُ هَذَا عَلَى سَبِيلِ الإِذْنِ لاَ عَلَى سَبِيلِ الأَمْرِ. لأَنِّي أُرِيدُ أَنْ يَكُونَ جَمِيعُ النَّاسِ كَمَا أَنَا. لَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ لَهُ مَوْهِبَتُهُ الْخَاصَّةُ مِنَ اللهِ. الْوَاحِدُ هَكَذَا وَالآخَرُ هَكَذَا. وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا. وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَضْبُطُوا أَنْفُسَهُمْ فَلْيَتَزَوَّجُوا لأَنَّ التَّزَوُّجَ أَصْلَحُ مِنَ التَّحَرُّقِ. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ فَأُوصِيهِمْ لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا. وَإِنْ فَارَقَتْهُ فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ. وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ. لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ - وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ. وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ. وَلَكِنْ إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ فَلْيُفَارِقْ. لَيْسَ الأَخُ أَوِ الأُخْتُ مُسْتَعْبَداً فِي مِثْلِ هَذِهِ الأَحْوَالِ. وَلَكِنَّ اللهَ قَدْ دَعَانَا فِي السَّلاَمِ. لأَنَّهُ كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟ أَوْ كَيْفَ تَعْلَمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ هَلْ تُخَلِّصُ الْمَرْأَةَ؟ غَيْرَ أَنَّهُ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ كَمَا دَعَا الرَّبُّ كُلَّ وَاحِدٍ هَكَذَا لِيَسْلُكْ. وَهَكَذَا أَنَا آمُرُ فِي جَمِيعِ الْكَنَائِسِ. دُعِيَ أَحَدٌ وَهُوَ مَخْتُونٌ فَلاَ يَصِرْ أَغْلَفَ. دُعِيَ أَحَدٌ فِي الْغُرْلَةِ فَلاَ يَخْتَتِنْ. لَيْسَ الْخِتَانُ شَيْئاً وَلَيْسَتِ الْغُرْلَةُ شَيْئاً بَلْ حِفْظُ وَصَايَا اللهِ. اَلدَّعْوَةُ الَّتِي دُعِيَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ فَلْيَلْبَثْ فِيهَا. دُعِيتَ وَأَنْتَ عَبْدٌ فَلاَ يَهُمَّكَ. بَلْ وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَصِيرَ حُرّاً فَاسْتَعْمِلْهَا بِالْحَرِيِّ. لأَنَّ مَنْ دُعِيَ فِي الرَّبِّ وَهُوَ عَبْدٌ فَهُوَ عَتِيقُ الرَّبِّ. كَذَلِكَ أَيْضاً الْحُرُّ الْمَدْعُوُّ هُوَ عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ. قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ فَلاَ تَصِيرُوا عَبِيداً لِلنَّاسِ. مَا دُعِيَ كُلُّ وَاحِدٍ فِيهِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَلْيَلْبَثْ فِي ذَلِكَ مَعَ اللهِ.
تأمل..
+ قدسية كل من الزواج والبتولية .. لقد وجهت الكنيسة فى كورنثوس سؤل للقديس بولس عن الزواج والبتولية فاجابهم أنه لأمر فاضل بالنسبة للرجل ألا يتزوج إن استطاع لأن البتولية هى تكريس الإنسان نفسه لمحبة الله. لكن ان لم يتمكن الرجل من ضبط ميوله الطبيعية والسمو بها، فليتزوج بحيث يكون لكل رجل امراته ولكل امرأة زوجها. البتولية المقدسة للرب أمر ممدوح والزواج مكرم ومقدس ( أف5: 25-27)، فالحصانة من الوقوع فى الخطية أحد جوانب الزواج فى رأى القديس بولس. ويجب أن يشعر الرجل المتزوج بحق المرأة عليه والذى يتمثل فى الحنان والمحبة، كذلك على المرأة أن توفى الرجل حقوقه وهى التقدير والإخلاص. الرجل وزوجته يصيران جسدًا واحدًا فى سر الزيجة، فكل منهما لا يمتلك جسده بل يمتلكه الآخر، وبالتالى ليس من حق أحدهما أن يرفض العلاقة الزوجية لأن جسده ملك للآخر فكيف يمنع الآخر أن يتصرف بحرية فيما يملكه الا باتفاق وموافقة على هذا الإمتناع من الجانب الآخر وذلك لفترة معينة، حتى يمكن لهما أن يتفرغا للصوم والصلاة على أن تعود العلاقة الخاصة مرة أخرى، فلا يتعرض أحد الطرفين لتجربة الشيطان بأن يحارب بالخطية بسبب عدم قدرته على ضبط نفسه. وهدف الزواج هو المحبة والتمتع بوجود الله بين الزوجين وليس الانغماس فى الشهوات الجسدية بل ليكن كل شئ بلياقة وضبط للنفس.
+ البتولية كاستعداد وموهبة من الله... يقول القديس بولس أنه يريد أن يكون الجميع مثله أى متبتلين، ومع ذلك يضع فى اعتباره أن كل شخص له قدراته الخاصة. فالواحد له موهبة أن يعيش بلا زواج والآخر له أن يتزوج. ويقول للذين لم يتزوجوا بعد أو الذين تزوجوا ولكنهم ترملوا، أنه حسن لهم إذا استمروا هكذا بدون زواج كما يعيش هو حياة العفة والبتولية. ولكن استحسان التبتل لا يرتقى إلى مرتبة الأمر، فإن لم يستطع هؤلاء أن يضبطوا ميولهم الطبيعية فى حالة امتناعهم عن الزواج، فليتزوجوا لأن من الأفضل للمرء أن يتزوج عن ان لا يستطيع ضبط ذاته وأفكاره وحواسه وعواطفه.
+ شريعة الزوجة الواحدة... أوصى الرب يسوع بأن لا تنفصل المرأة عن رجلها، كما ورد فى الأناجيل (مر10: 9، لو16: 18)، إذًا فلم يعد أهل كورنثوس الذين يكتب إليهم بولس الرسول فى حاجة إلى تعليم فى هذا الأمر لأن لديهم تعاليم السيد المسيح. ومتى حدث أن فارقت المرأة زوجها لأى سبب آخر فلتلبث هكذا من غير زواج بآخر، وإذا لم تستطع أن تحيا بمفردها فلتسعَ من أجل الصلح معه. وهذا القول عن المرأة أقوله أيضًا عن الرجل، فلا يحاول أن يترك زوجته. وهكذا ففى حالات الخلافات الزوجية، الصلح هو الحل،أن الكنيسة لا تصرح بالطلاق إلا لعلة الزنا. وعندما تحدث اختلافات فى الآراء ومشاكل بين الزوجين، فلا يصح الخصام أو ترك أحد الطرفين للبيت حتى لا يزداد الخلاف ويتدخل آخرون ويزداد التباعد ويبدأ التفكير فى الإنفصال والطلاق بطرق غير مشروعة. فلنعطِ فرصة للمحبة والتفاهم والاحتمال وينظر كل واحد إلى فضائل الآخر وإلى أهمية المحافظة على كيان الأسرة ونجاح الأبناء. فى العصر الرسولى عندما يؤمن أحد الوثنيين المتزوجين ولم تؤمن زوجته الوثنية، ولكنها لا تريد أن تترك إرتباطها بزوجها، فليحتفظ بها، والعكس أيضًا إذا آمنت المرأة ورضى زوجها الوثنى أن يبقى معها، فلتحيا معه فى حياة زوجية طبيعية. لان الطرف غير المؤمن عندما يحيا مع الآخر الذى آمن فإنه يتعلم منه الفضائل المسيحية، أى يتقدس فيه، وكذلك الأبناء يتعلمون من الأب المسيحى أو الأم المسيحية السلوك الروحى ويصيرون أنقياء وأطهار. إن الطرف المؤمن يمكن أن يعيش مع غير المؤمن إذا ارتضى الأخير ذلك. أما إذا رغب غير المؤمن أن ينفصل عنه، فليتركه الطرف المسيحى لأنه لن يستفيد من معاشرته، إذ أن الغير المؤمن مُصِرّ على سلوكه وحياته وليس هناك حب قوى يربطه بالطرف المسيحى فيقتدى بسلوكه ويتعلم منه. هذا التصريح الذى منحه بولس الرسول للمؤمنين فى بداية انتشار الإيمان، وفى ظروف خاصة كانت قائمة وقتئذ، ولكنها ليست للتطبيق فى الوقت الحالى وبعد انتشار الإيمان، فالكنيسة لا تصرح بزواج مؤمن بآخر غير مؤمن عملاً بقول الكتاب: "لا تكونوا تحت نير واحد مع غير المؤمنين" (2كو6: 14). ويرينا ذلك عمق الرباط الزوجى.
+ الختان والحرية الحقيقية ... يوضح الرسول بولس أهمية السلوك المسيحي فى حياة المؤمنين سواء كانوا يهود مختتنين أو أمم فى الغرلة. المهم أن يسلك مسيحيًافى الإيمان ولا يحاول تغيير وضعه الجسدى بأن يختتن الأممى، لأن دليل الإيمان هو حفظ وصايا الله كما أعلن مجمع أورشليم عدم حاجة الأمم الذين آمنوا بالمسيحية للختان. كذلك لا تهم الحالة الاجتماعية للامم قبل الإيمان. فإذا كان عبدًا وأمن فى وقت كانت الامبراطورية الرومانية تقر ذلك فلا يطلب منه كمؤمن أن يترك سيده، ولكن إذا أمكن له أن يصبح حرًا، ليغتنم هذه الفرصة وكان للعبد فى ذلك الوقت أن يشترى حريته بأن يقوم بأعمال إضافية يأخذ عنها أجر ويصير حرا. والإنسان الذى يكون من حيث وضعه الإجتماعى حرًا عليه أن يدرك أن الحرية الحقيقية هى فى الخضوع للمسيح. فالحرية الحقيقية فى الحالتين ليست هى الحرية الظاهرية، ولكنها حرية الروح من الخطية أو الخضوع لها. والتحرر من الضعف والخوف وسلطان ابليس. والمؤمنين هم عبيد لله وملك له، فلا يخضعوا ويستعبدوا للخطية.