نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 28 يناير 2015

آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 1/29

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي النَّهَارِ سَبَّحْتُكَ عَلَى أَحْكَامِ عَدْلِكَ. سَلاَمَةٌ جَزِيلَةٌ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ وَلَيْسَ لَهُمْ مَعْثَرَةٌ.} ( مز 164:119-165)
قول لقديس..
(إن كان النبي يقول: "سبع مرات في النهار سبحتك"، مع أنه كان مشغولاً بشئون مملكة، فكم ينبغي علينا نحن أن نفعل إذ نقرأ: "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" ) القديس إمبروسيوس
حكمة للحياة ..
+ سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع (في 4 : 7)
The peace of God, which surpasses all understanding, will guard your hearts and minds through Christ Jesus (Phi 4 : 7)

صلاة..
"يا ملك السلام، سلامك أعطينا، والى محبتك أهدينا وبغني كلامك المقدس أشبعنا وغذينا. وعندما يهيج علينا العدو ويقاومنا الأعداء، نضرع اليك ان تهبنا الحكمة والقوة والنعمة وتحارب حروبنا وتنتصر بنا على مملكة إبليس وحيله ولا تسمح أن يقتنص الذئاب من قطيعك أحد من رعيتك أيها الراعي الصالح الذي يبذل ذاته من أجل سلامة كل نفس.
سيدى الأمين لتكن أنت سلامنا وفرحنا وخلاصنا. نحبك من كل القلب والفكر والنفس ونتبعك يارب ونحفظ وصاياك ونسبحك في كل حين لنبلغ الي قيامة الاموات وحياة الدهر الأتي، أمين"

من الشعر والادب
" يارب يا حنان"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
يارب يا حنان، بالرحمة والاحسان
أنظر الى بلادى وشعبى فى الوادي
عيوننا اليك بتتطلع وتقول وتنادي
أرحمنا يارحمان وألطف بكل إنسان
وضمد الجراح وعوض اللى راح
وحول نوحنا الي سلام مع أفراح
وأهدى اللي ضل، وصبر اللي مل
وصلنا الي الميناء، يارب وأهدينا
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 1/29
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
مز 161:119-168(ش)
السلام لمحبى الرب
161رُؤَسَاءُ اضْطَهَدُونِي بِلاَ سَبَبٍ وَمِنْ كَلاَمِكَ جَزِعَ قَلْبِي. 162أَبْتَهِجُ أَنَا بِكَلاَمِكَ كَمَنْ وَجَدَ غَنِيمَةً وَافِرَةً. 163أَبْغَضْتُ الْكَذِبَ وَكَرِهْتُهُ أَمَّا شَرِيعَتُكَ فَأَحْبَبْتُهَا. 164سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي النَّهَارِ سَبَّحْتُكَ عَلَى أَحْكَامِ عَدْلِكَ. 165سَلاَمَةٌ جَزِيلَةٌ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ وَلَيْسَ لَهُمْ مَعْثَرَةٌ. 166رَجَوْتُ خَلاَصَكَ يَا رَبُّ وَوَصَايَاكَ عَمِلْتُ. 167حَفِظَتْ نَفْسِي شَهَادَاتِكَ وَأُحِبُّهَا جِدّاً. 168حَفِظْتُ وَصَايَاكَ وَشَهَادَاتِكَ لأَنَّ كُلَّ طُرُقِي أَمَامَكَ.
تأمل..
+ أضطهاد الاشرار للمؤمنين ... يحارب الرؤساء والشيطان وأعوانه ويهيجو علي المؤمن لكن المؤمن لا يفقد سلامه ولا بهجة قلبه، لأنه لا يضع قلبه على المقاومات بل على وعود الله العظيمة وثقته بكلامه. ان كان النبى يصلي قائلا: {الرؤساء اضطهدوني بلا سبب}، يكشف عما في داخله من مرارة، فقد كان يليق بهؤلاء الرؤساء أن يهتموا به وبغيره، لكن عوض الرعاية والحب قدموا اضطهادًا وكراهية، بلا سبب. إنه لا يطمع في مراكزهم ولا يتمرَّد عليهم، ولا يقاوم سلطانهم، لكن ربما شعروا أن برَّه يكشف عن شرهم، ونجاحه الروحي يدفعه إلى النجاح الزمني، هكذا كانت مشاعر شاول الملك من نحو داود النبى. المؤمن يشتهي مع الرسول بولس أن يسالم إن أمكن جميع الناس، لكن ليس الكل يقبلون هذا السلام، لا لعلة إلا لأنهم لا يقبلون السيد المسيح الساكن فيه.
+ الفرح والتسبيح لله .. المؤمن لا ينشغل بمقاومة الاعداء، بل بأقوال الله ككنز ثمين يولد فيه طاقات حب حتى نحو المقاومين. بهذا ينشغل المرتل بالعمل الإيجابي لا السلبي فسلطان الله أعظم من كل سلطانٍ بشريٍ وهو قادر ان يقودنا في موكب نصرته. ويعلن المرتل بهجته بأقوال الله التي تسلمها من كنيسة العهد القديم كغنائمٍ كثيرة تقدم لنا المواعيد الإلهية والناموس والعهود والنبوات والرموز ويعلن المرتل انشغاله المستمر بالتسبيح لله وفرحه الدائم بعمل الله معه وأحكام عدله. وبينما يجد البعض صعوبة في تكريس يومٍ واحدٍ للرب أو ساعات قليلة كل أسبوع للرب إذ بداود النبي يكرس وقت سبع مرات يوميًا لله، مقدمًا الشكر لله بغير انقطاع من قلب لا يرتبك بالضيق والاضطهادات، فإن تسبيحنا وسط الآلام أكثر عذوبة منه وسط الفرج.
+ المؤمن وسلام الله ... الذين يحبوا الرب من كل قلوبهم لهم سلام عظيم، لا يقصد به السلام الخارجي وإنما سلام الفكر الذي يصاحب غياب القلق والاضطراب. ويقولوا مع القديس بولس حتى فى الضيقات { ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا، فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع} ( رو 37:8-39). إن سرّ سلام المرتل العظيم هو ترقبه للمخلص وتمتعه بعمله الخلاصي القادر أن يسنده فيحفظ الوصية الإلهية دون أن يكسرها، الأمر الذي لا يشك فيه قط ولا يعثره فيه أحد أو حدث ما. يربط المرتل بين التمتع بخلاص الرب المجاني والمثابرة على حفظ الوصايا الإلهية، مؤكدًا ذلك ثلاث مرات، ومعلنًا أن حفظه للوصية ينبع عن حبه العميق لله ووصاياه منتظرا خلاص الرب.

الثلاثاء، 27 يناير 2015

آية وقول وحكمة ليوم الاربعاء الموافق 1/28

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ كَثِيرَةٌ هِيَ مَرَاحِمُكَ يَا رَبُّ. حَسَبَ أَحْكَامِكَ أَحْيِنِي.} (مز156:119)
قول لقديس..
( من يلتمس عظيم الرحمة، يعترف بعظم بؤسه. كنت أيأس من جرحي الخطير هكذا، لو لم أجد طبيب عظيم كهذا. أتوسل إليك يا كُليّ الصلاح، لا تُسجل عليّ تهوري، لا تدخل في المحاكمة مع عبدك. لكن لترحمني كعظيم رحمتك) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ بمراحم الرب اغني الى الدهر لدور فدور اخبر عن حقك بفمي (مز 89 : 1)
I will sing of the mercies of the LORD forever; With my mouth will I make known Your faithfulness to all generations (Psa 89 : 1)

صلاة..
" أيها الرب الهنا نشكرك من أجل مراحمك الكثيرة والمتجددة علينا كل صباح، يا من تشرق شمسك على الصالحين والطالحين، وتطيل أناتك وصبرك على القريبين منك والبعيدين، وتريد إن الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون، نصلى اليك يارب أن تنظر بعين الرحمة والشفقة علي شعبك وكنيستك وبلادنا وترحمنا. خلاص شعبك وبارك ميراثك وأحرس كنيستك بعين عنايتك التى لا تغفل. أهدى الضالين وأقم الساقطين وثبت القائمين وأنقذ المجربين وأنصف المظلومين وعزى الحزانى وضمد جراح المجروحين وأشبع الجياع من الخيرات، وأمنح حكمة ونعمة لكل من هم فى منصب ليقيموا العدل والحق ويسعوا في طريق السلام ويقودوا البلاد والعباد الى الخير والأمان والرشاد، أمين"
من الشعر والادب
ما يحسن فى عينيك
أصنع وأنا بين أيديك
أنا منك وراجع اليك
والكأس المرة أشربها
ومعاك هاتهون الغربة
وتعدى ظروفنا الصعبة
ونعبر طريقنا الكربة
نوصل معاك يا فادينا
لمرسى وشط أمينة

قراءة مختارة ليوم
الأربعاء الموافق 1/28
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
مز 153:119-160(ر)
الاتضاع ورحمة الله
153اُنْظُرْ إِلَى ذُلِّي وَأَنْقِذْنِي لأَنِّي لَمْ أَنْسَ شَرِيعَتَكَ. 154أَحْسِنْ دَعْوَايَ وَفُكَّنِي. حَسَبَ كَلِمَتِكَ أَحْيِنِي. 155الْخَلاَصُ بَعِيدٌ عَنِ الأَشْرَارِ لأَنَّهُمْ لَمْ يَلْتَمِسُوا فَرَائِضَكَ. 156كَثِيرَةٌ هِيَ مَرَاحِمُكَ يَا رَبُّ. حَسَبَ أَحْكَامِكَ أَحْيِنِي. 157كَثِيرُونَ مُضْطَهِدِيَّ وَمُضَايِقِيَّ. أَمَّا شَهَادَاتُكَ فَلَمْ أَمِلْ عَنْهَا. 158رَأَيْتُ الْغَادِرِينَ وَمَقَتُّ لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْفَظُوا كَلِمَتَكَ. 159انْظُرْ أَنِّي أَحْبَبْتُ وَصَايَاكَ. يَا رَبُّ حَسَبَ رَحْمَتِكَ أَحْيِنِي. 160رَأْسُ كَلاَمِكَ حَقٌّ وَإِلَى الدَّهْرِ كُلُّ أَحْكَامِ عَدْلِكَ.
تأمل..
+ الاتضاع وخلاص الرب... ان كانت الكبرياء والعصيان سببا للسقوط فان الاتضاع يعطي المؤمن نعمة. إذ يتضع المؤمن أمام مخلصه، ويحفظ وصايا الله فيتمتع بالشركة معه، تصير شكوى المؤمن ومتاعبه كأنها أمور تخص المخلص شخصيًا، الذي يحكم له في دعواه ويخلصه ويهبه حياة أبدية.
ويظهر المرتل هنا كمن يستأنف قضيته أمام المحكمة العليا الإلهية، طالبًا من الله أن ينظر إلى دعواه. أما من جانب المؤمن فيتمسك باتضاعه وبناموس الله. فيمطمئن ويحيا في سلام ويطلب من الله أن ينظر إليه بعين الرحمة والمحبة، فهو وحده يقدر بنظراته الإلهية أن يدرك ما في أعماق النفس من حزنٍ أو ضيقٍ؛ ويعطيها سلامًا فائقًا، ويرد لها بهجتها.
+ الاشرار وبعدهم عن الله.. الاشرار في كبريائهم وعصيانهم ورفضهم لوصايا الله يحرموا أنفسهم من التمتع بالشركة مع الله وثمرها الروحي في حياته. وهناك نوعان من الخطاة، نوع يشعر بخطاياه ويعترف بها ويطلب العمل الإلهي، والنوع الآخر لا يبالي بخطاياه لذلك لا يطلبوا الله، مثل هؤلاء الخلاص بعيد عنهم تمامًا رغم رحمة الله الكثيرة المقدمة لهم فانهم يرفضونها. ويعلن الرب المخلص الرأفات الإلهية على الصليب للعالم كله، وتبقى أبواب محبته مفتوحة حتى اللحظة الأخيرة من حياتنا. والمرتل يوجه اللوم إلى الأشرار بطريقة غير مباشرة مقدمًا خبراته، فقد ذاق رأفات الله التي قدمت له الحياة عوض الموت فيدعو الأموات لكي يتمتعوا بالحياة الجديدة خلال مراحم الله كما اختبرها، فإن الله لا يشاء موت الخاطى مثل أن يرجع ويحيا. وتبقى وصايا الله حق وصادقة ولا تخدع إنسانا، وفيها تُعلن الحياة للأبرار والعقوبة للأشرار.

الاثنين، 26 يناير 2015

(3) فكرة لليوم وكل يوم

فكرة لليوم وكل يوم (3)
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
لما كانت حياة الأنسان من صنع أفكاره التى تترجم الى أفعال، وسلوكنا يتحول الى عادات ويصبح حياتنا ويحدد مصيرنا، فقد أصبح لزاما علينا أن ننمى أنفسنا بافكار مقدسة صالحة ونحولها الى سلوك مقدس ونجول نصنع خير مفتدين الوقت فانه مقصر. علينا إن نثمر ويدوم ثمرنا الصالح ليمتد بنا الي الأبدية السعيدة.

(15) مفتدين الوقت ...
{ الحكيم عيناه في راسه واما الجاهل فيسلك في الظلام.} ( جا 14:2). الانسان العاقل يفكر في أفعاله قبل وقوعها وليس بعد حدوثها، الكلمات قبل نطقها والفرصه قبل ضياعها والوقت قبل مروره. علينا ان لا نتسرع بالحكم علي الأشياء ونحرص علي ألا تضيع الفرص التي قد لا تتكرر ومنها فرصة التوبة والحياة مع الله ( لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه) "مت26:16".
فلنسلك في الحياة كحكماء لا كجهلاء مفتدين الوقت لان الايام شريرة . يا احبائي حياتنا اوقات ومن يضيع اوقاته فانه يضيع حياته. فليكن وقتنا ثمين في أعيننا نستغله في خدمة الله والناس وبناء انفسنا علي الايمان الاقدس، أمين.
.................................
(16) حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ
نحن في حاجة الي التوبة الدائمة والرجوع الي الله لنحيا حياة الإيمان العامل بالمحبة، ولاننا نخطئ سواء بالفكر أو القول أو العمل فعلينا ان نحاسب أنفسنا ونتوب. كما نحتاج لمن يرفع عنا عقوبة الخطية، ولما كانت الخطية هى تعدى وكسر لوصايا الله وعقوبتها الموت فقد تجسد الأبن الكلمة ومات من أجل خلاصنا وقام ليبررنا ويهبنا حياة أبدية.
جاء الينا حمل الله الذى يرفع خطية العالم. الذى شهد له يوحنا المعمدان قائلا : {هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ}(يو 29:1). السيد المسيح هو الحمل الذى بلا عيب ولا دنس القدوس الذى حمل أوجاعنا ومعاصينا وأثامنا والذى قال عنه أشعيا النبي { مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا } (أش 5:53-6). فشكر لله الذى أعطانا الغلبة والخلاص وأعلن محبته لنا فبموته خلصنا وبقيامته بررنا وبروحه يقدسنا ويقودنا لنحيا في محبته وننعم بسلامه ونعترف بخلاصه العجيب كل أيام حياتنا، أمين
......
(17) «مُدَّ يَدَكَ».
كان السيد المسيح وسيبقى دائما يجول يصنع خير مع كل أحد لاسيما من يطيعوا دعوته للإيمان وعمل الخير وهو على استعداد تام ليشفى الايدي المشلولة كما فعل قديما{ وَقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَدُهُ يَابِسَةٌ: «قُمْ وَقِفْ فِي الْوَسْطِ». فَقَامَ وَوَقَفَ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَسْأَلُكُمْ شَيْئاً: هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ إِهْلاَكُهَا؟». ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى جَمِيعِهِمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَفَعَلَ هَكَذَا. فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى.} (لو 8:6-10).
أعزائى.. لنمد أيدينا اليابسة لصنع الخير فيشفيها الطبيب الشافى ويستخدمها لصلاحه ويباركها، لنمسح دموع المحتاجين ونواسي الحزانى ونصافح الأعداء ونصلى من أجل المسيئين ونضمد جراح المتألمين { قَّوِمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ، وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى.} (عب 12:12-13).
وفي كل مرة يكون في وسعنا ان نعمل الخير ونقصر فاننا نرفض الشفاء. فمد يدك ولا تقصر في عمل الخير، فما يزرعه الانسان أياه يحصد على الأرض وفي السماء، أمين.
........................................
(18) سعي الله لخلاصنا ..
+ الله بين محبته العظيمة لكل نفس بشرية بطرق كثيرة فدعانا ابناء له {انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله } (1يو 3 : 1). فى سعي الله الى خلاصنا، يدعونا للثقة بمحبته وفدائه ورحمته والى العوده الى أحضانه { لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي. اذا اجتزت في المياه فانا معك وفي الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك}(أش 1:43-2). ان الله يحبنا ومن اجل هذه المحبة خلقنا ويرعانا ويغفر لنا خطايانا ويريدنا ان نعرفه ونحبه ونسعى الى خلاص انفسنا والنجاة من تيار الأثم الذى فى العالم والفوز بالحياة الأبدية. فهل نسعى الى خلاص نفوسنا أم نهمل خلاصنا الثمين ونهلك. الأمر يتعلق بحرية أرادتنا وقبولنا لهذا الخلاص الثمين وتجاوبنا بالتوبة والإيمان العامل بالمحبة والسعى فى الجهاد الروحى منقادين بروحه القدوس.
..................................
(19) ماذا تريد يارب إن أفعل؟ ..
نفسك أكرم لدى الله من العالم وأمواله وممتلكاته ولكن البعض ينسى هذا ويسعى نحو ارضاء شهواته وملذاته غير مهتم بالخلاص الثمين الذى يريده الله لهم فيظن البعض ان حياته فى أمواله أو ارضاء شهواته كالغنى الغبي الذى اتكل على ممتلكاته دون الله وهلك ولم تستطيع كل ثروات العالم ان تخلص روحه فى يوم الدينونة الرهيب. {لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26). فلنسع اذا من اجل خلاصنا ونسلك لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الإيام شريرة .
لنصطلح اذن يا أحبائى مع أنفسنا ونجلس معها نحاسبها ونعاتبها وقد تحتاج الى ان نعاقبها ونرجع عن أخطائنا ونتوب عن خطايانا. ونكون صادقين مع ذواتنا ولا ننقاد وراء شهواتنا ورغباتنا بل فى هدوء نسأل الله: ماذا تريد يارب ان أفعل؟. والله الأمين فى عمل الخير يرشدنا لنعمل مشيئة فى حياتنا ونصطلح مع الله الذى يريد خلاصنا ونجاتنا من فخاخ الشيطان وسعادتنا الأبدية. نصطلح مع أنفسنا فينعكس ذلك على علاقاتنا بالأخرين فنحيا فى سلام مع الغير ونحبهم محبة صادقة روحية ونخدمهم من أجل الله ونحيا ونتمتع بسلام الله الذى يفوق كل عقل والذى يحفظ حياتنا واراحنا فى المسيح يسوع ربنا.
.......................................
(20) عريس النفس البشرية ..
فى علاقة الله مع شعبه ومع كل نفس يرتفع بنا الى علاقة الأتحاد الروحي والسمو لتحب النفس ربها والهها كعريس قد أختار بهائها ويريد ان تحيا معه فى محبة دائمة واتحاد روحي لا يفصله عارض فتفرح النفس بالله وتقول مع النبي { فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بالهي لانه قد البسني ثياب الخلاص كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها} (اش 61 : 10). ولهذا جاء يوحنا المعمدان ليهئ الطريق للرب ويقول عن الرب يسوع المسيح { من له العروس فهو العريس و اما صديق العريس الذي يقف و يسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل }(يو 3 : 29).
علاقة المحبة هذه لابد ان تترجم لإيمان وثقة وطاعة لله في حياتنا، فنحيا الإيمان العامل بالمحبة ونثق في محبة الله لنا ونطيعه من كل القلب عاملين على تنفيذ وصاياه بمحبة في أنفتاح على الغير وخدمته العريس السمائى ودعوة الاخرين لكي يذوقوا ما أطيب الرب، لنكون رعيه واحدة لراعي واحد، أمين.
..........................................
(21) أفرحوا في الرب ...
المؤمن الذى يحيا مع الله يحيا حياة الفرح الروحي الدائم الذى لا يشوبه كدر. يعرف ان الفرح بالرب هو مصدر قوة وسلام ورجاء متجدد في حياته، يفرح بقبول الله لتوبته . ويفرح بالرب وعمله معه { افرح وابتهج بك ارنم لاسمك ايها العلي }(مز 9 : 2). رحمة الله المتجدده كل صباح تفرح قلوبنا دائما { ابتهج وافرح برحمتك لانك نظرت الى مذلتي }(مز 31 : 7).
المؤمن يثق فى وعد الرب ان أسمه مكتوب في سجلات السماء { ولكن لا تفرحوا بهذا ان الارواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري ان اسماءكم كتبت في السماوات} (لو 10 : 20). حتى في حروبنا الروحية فاننا نفرح { كما اشتركتم في الام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده ايضا مبتهجين}(1بط 4 : 13). ونفرح عندما نعلم عظيم أجرنا حتى فى الاضطهاد من أجل الله { طوباكم اذا ابغضكم الناس واذا افرزوكم وعيروكم واخرجوا اسمكم كشرير من اجل ابن الانسان. افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا فهوذا اجركم عظيم في السماء لان اباءهم هكذا كانوا يفعلون بالانبياء} (لو 6 : 23).
علينا ان نلجأ الى الله بالصلاة والشكر ونحيا في فرح بالرب كل حين مسبحين ومع القديس بولس الرسول نردد { افرحوا في الرب كل حين واقول ايضا افرحوا }(في 4 : 4).

الجمعة، 23 يناير 2015

آية وقول وحكمة ليوم السبت الموافق 1/24

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ اطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه وهو قريب} (اش 55 : 6)
قول لقديس..
( يا رجاء الأمم ومشتهي الشعوب أرنا وجهك فنخلص. يا ضياء خلاصي تعال وخلص نفسي فتعترف باسمك المستوجب كل تسبيح. سأظل من أجل شقائي المضطرب وسط أمواج فنائي رافعا إليك صوت تضرعي. ليتك يا ربي تسمع مني صراخات الأسى حتى أبلغ ميناء السلام.) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ اطلبوا الرب يا جميع بائسي الارض الذين فعلوا حكمه اطلبوا البر اطلبوا التواضع لعلكم تسترون في يوم سخط الرب (صف 2 : 3)
Seek the LORD, all you meek of the earth, Who have upheld His justice. Seek righteousness, seek humility. It may be that you will be hidden In the day of the LORD's anger (Zep 2 : 3)

صلاة..
" من الأعماق يارب صرخت اليك. أقوياء قاموا علي وصوب العدو سهامهم نحوى، فانقذنى ياربي والهي. نجي نفسي كما العصفور من فخ الصياد. خلصنى من الخوف والشك واليأس فى أوقات الضعف، وهبنى حكمة تبدد ظلمات نفسي وقوة بها أتخلص من ضعفاتى. لتكن وصاياك هى لهجي ومحبتك حلاوتى ونعمتك غناي. اقترب إليّ يا رب، خلصني من الخطايا والشهوات. خلصني من طبيعتي الفاسدة بتجديدها. خلصني من الطين لئلا أوحل فأتمتع بحلول روحك القدوس في وتقودنى برعايتك الأمينة الى بر النجاة والخلاص، أمين"

من الشعر والادب
" أنقذني يارب"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
فى صمت الليل، صوت وديع ناداني
قوم صلي لالهك وأصرخ يا وحداني
دا الموج عالي وخطير فى عالم فاني
والأعداء كتير وأنت صغير ووحداني
قول أنقذنى يارب لئلا أضيع من تانى
أنا أبنك وغالي عليك ويهمك خلاصى
أدينى رجاء وخلاص ياللي بحبه فداني
أفرايم الأنبا بيشوى
قراءة مختارة ليوم
السبت الموافق 1/24
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
مز 144:119-152(ق)
الرب قريب لطالبيه
144عَادِلَةٌ شَهَادَاتُكَ إِلَى الدَّهْرِ. فَهِّمْنِي فَأَحْيَا. 145صَرَخْتُ مِنْ كُلِّ قَلْبِي. اسْتَجِبْ لِي يَا رَبُّ. فَرَائِضَكَ أَحْفَظُ. 146دَعَوْتُكَ. خَلِّصْنِي فَأَحْفَظَ شَهَادَاتِكَ. 147تَقَدَّمْتُ فِي الصُّبْحِ وَصَرَخْتُ. كَلاَمَكَ انْتَظَرْتُ. 148تَقَدَّمَتْ عَيْنَايَ الْهُزُعَ لِكَيْ أَلْهَجَ بِأَقْوَالِكَ. 149صَوْتِيَ اسْتَمِعْ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. يَا رَبُّ حَسَبَ أَحْكَامِكَ أَحْيِنِي. 150اقْتَرَبَ التَّابِعُونَ الرَّذِيلَةَ. عَنْ شَرِيعَتِكَ بَعُدُوا. 151قَرِيبٌ أَنْتَ يَا رَبُّ وَكُلُّ وَصَايَاكَ حَقٌّ. 152مُنْذُ زَمَانٍ عَرَفْتُ مِنْ شَهَادَاتِكَ أَنَّكَ إِلَى الدَّهْرِ أَسَّسْتَهَا.
تأمل..
+ صلاة سهمية من القلب... يثق المؤمن بعدالة الله وأحكامه فيصلى دائما ولاسيما فى الضيقات وتخرج الصلاة من القلب لتصل الي السماء وتجد الاستجابة من الله القريب والعادل. فلكي يسمع الله صلاتنا يلزمنا أن نقدمها من كل القلب، فلا يكون القلب مشغولاً بآخر غير إلهه، وأن يكون القلب مقدسًا متجاوبًا مع الله القدوس وحافظا لوصاياه، وتكون صلاتنا متفقة مع فكر الله وإرادته ونطلب خلاص نفوسنا من مؤمرات الاعداء ومن الخطية والاغراء ومن الضعف والخوف ونضع رجائنا فى الله وحده وأضعين نصب اعيننا ان نكون امناء لله بحياتنا الأمينة لله. ولما كان الوقت مقصرًا والأيام شريرة (1كو 29:7) فإننى أسرع لأقدم صرخات عاجلة في النهار والليل والسحر حتى يشرق علينا شمس البرّ. لقد اعتاد المرتل أن يستيقظ قبل شروق الشمس ويبدأ صلواته بالصراخ لله مقدما تضرعات حارة إلى الله إلهه. يمزج صرخاته بدراسته للكتاب المقدس، فإن الصلاة ودراسة الكتاب لا ينفصلان بل يمثلان حديثًا بين الله والآنسان.
+ هياج الأشرار وخلاص الرب.. كلما رفع المؤمن قلبه بالصراخ إلى الله وكرس حياته لدراسة أقوال الله ووعوده يهاجمه الأشرار ليطردوه خارجًا حتى يتحطم، فإذا به يجد الرب المطرود خارج المحلة أو خارج أورشليم قريبًا إليه جدًا، بل وفي داخله. لقد عانى داود النبي من ذلك إذ قال ليوناثان {إنه كخطوة بيني وبين الموت}( 1 صم 3:20). لكن كلما اقترب الشرير إليه فان الله يقترب إليه ليدافع عنه وينقذه. لقد سمع داود النبي وقع أقدام مطارديه وركضوا خلفه ليسيئوا إليه، لذلك رفع أمره إلى الله وتوسل إليه أن يتدخل. لقد أبغضوه لأنهم ابتعدوا عن ناموس الله، وكأن بغضتهم له هي بغضه لله نفسه. وأنقذه الرب لانه قد سر به وإن كان العدو يقترب إلينا من خلفنا لمقاومتنا فالله أقرب إلينا، هو في داخلنا، قادر أن يسندنا، يسمع صرخاتنا الخفية ويطارد أعداءنا فلا تستطيع قوى الظلمة أن تضرنا فمواعيد الله ثابتة مما يملأ نفوس المؤمنين رجاءً مفرحًا.

الأربعاء، 21 يناير 2015

أية وقول وحكمة ليوم1/21

أية وقول وحكمة
لكل يوم1/21
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{ الى الان لم تطلبوا شيئا باسمي اطلبوا تاخذوا ليكون فرحكم كاملا }(يو 16 : 24)
قول لقديس..
( أي عجب إن كان قد جاء السيد المسيح الى عرسٍ قانا الجليل، بل وقد جاء إلى هذا العالم لعرسٍ؟ حقًا إن كان يأتي إلى عرس فإنه لابد أن يجد هنا عروسًا. ولهذا يقول الرسول؟ {لأني خطبتكم لرجلٍ واحدٍ لأقدم عذراء عفيفة للمسيح} "2 كو 11: 3". هكذا له عروس هنا قد فداها بدمه، وأعطاها الروح القدس كعربونٍ. حررها من قيود الشيطان؛ مات من أجل خطاياها، وقام لأجل تبريرها "رو 4: 25". من يقدم لعروسه مثل هذه الأمور!) القديس أغسطينوس
حكمة لليوم ..
+ الصديق وقت الضيق.
A friend in need is a friend indeed.
صلاة ...
" ايها المسيح الهنا الذى جاء ليرد آدم وبنيه الى الفردوس، وينقلنا من الحزن والقلق الى الفرح والسلام والخلاص، يا من جاء ليقتنى له شعبا مقدسا ويحول حزننا الي فرح قلب وتهليل روحي. نشكرك على محبتك ونصلى ان تحل بالإيمان فى قلوبنا وتعلن لنا محبتك لنحيا فى سلامك والفرح بك وبمحبتنا الروحية بعضنا لبعض، يامن حضر وبارك عرس قانا الجليل نسألك ان تجعل حياتنا عرس دائم معك لنحيا متحدين بك وفرحين بمحبتك وساهرين على خلاص نفوسنا، وليكن سر فرحنا هو انت ايها العريس الحقيقى للنفس البشرية وللكنيسة، أمين"
من الشعر والادب
"انت فرحى "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
انت عريسى وفرحى وهنايا،
ودخولك قلبى عزى ومنايا،
تبارك وتسعد اللى معايا،
فى عرس دايم نكون معاك.
وفي حتياجنا دائما نلقاك،
الاشبال تحتاج او تجوع،
لكن أنت لينا أعظم ينبوع .
قراءة مختارة ليوم
الاربعاء الموافق 1/21
يو 1:2- 11
وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ».قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ». وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ، حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ، يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثلاَثَةً. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلأَوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأَوهَا إِلَى فَوْقُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً، وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ، لَكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا، دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ وَقَالَ لَهُ: « كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ!». هَذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تلاَمِيذُهُ.. والمجد لله دائما
تأمل..
+ المسيح عريس نفوسنا... أتى الرب يسوع ليحول حياتنا إلى فرح، ويعيدنا للحالة الفردوسية الأولى أي لحالة الفرح، بعد أن فقدنا هذا الفرح بسبب الخطية. ولكن كيف؟ هو حول ماء التطهير الذي كان اليهود يستخدمونه في التطهير الى خمر مفرح والمعنى الروحي أن كل من يحاول أن يطهر نفسه يحول له المسيح حياته إلى فرح. ومن يهمل، فلمحبة الله له سيطهره ببعض التجارب، وهذا هو مفهوم تطهير الهيكل بسوط من الحبال، فمن يحبه الرب يؤدبه (عب5:12،6). السيد المسيح يسعى وراء كل نفس لتعرفه، تتعرف عليه وتكتشفه وإذ تعرفه تحبه، والمحبة تتحول إلى فرح. وهذا ما نراه في ثمار الروح القدس، محبة وفرح سلام ..الخ، فالمحبة التي يسكبها الروح القدس فينا تتحول إلى فرح داخلنا ونستعيد الحالة الفردوسية الأولى، بعد أن حولتنا محبة العالم للهم والغم والإضطراب.
+ موقف المسيحية من الخمر... ليس في المسيحية طعام أو شراب يقال عليه أنه نجس. فليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان بل ما يخرج من الفم. ولكن أن يكون الإنسان في حالة سكر فهذا هو المحرم، بل من الاشياء التى تمنع من دخول الملكوت. وكان الكتاب المقدس يمنع السكر عند اليهود. ولكن كان اليهود يعتبرون الخمر غير محرمة بل عطية من الله. ولكنهم أيضاً يعتبرون أن السُكْر محرم. ونحن نستعمل في الأسرار المقدسة خمر غير مسكرة. أن كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء توافق أو تبني، فلا يجب ان نستعبد لشئ أو ندمنه. والعهد الجديد يشير لقضية هامة وهي إن كان أكلى لطعام يعثر أخي فلن آكل لحماً إلى الأبد. أي إن كانت قضية شرب الخمر حتى وإن كانت ليست بدافع السُكْرْ ستكون سبب عثرة لآخرين فلا يجب شرب الخمر مطلقاً.
+ المسيح يبارك ويشارك فى افراحنا... لم يتأخر السيد المسيح عن الذهاب والمجاملة فى عرس قانا الجليل بل هو سبب فرحنا ومباركاً افراحنا ومشاركا فيها متى كانت مقدسة. المشاركة فى الفرح أو الاحزان هي اروع صور المحبة، وخاصة تلك التى يُبذل فيها تعب، وقد كرم الرب الزواج الذى جعله من أسرار الكنيسة. وهنا تظهر محبة العذراء وأمومتها، فى إحساسها باحتياج من حولها دون أن يطلبوا. فيبدو أن عدد الذين حضروا إلى العُرس كان أكثر جدا مما كان متوقعا، ففرغت الخمر المعدّة، وهى عصير العنب، المختمر طبيعيا، دون تقطير أو إضافة كحول، وأسرعت العذراء، بحب، تطلب من المسيح إنقاذ أهل العُرس من هذا الحرج. ولم يكن فى تدبير الرب يسوع المسيح بدء معجزاته وبشارته افى ذلك الوقت لكنه صنع المعجزة اكراما للقديسة مريم واستجاب لشفاعتها. ويظهر إيمان العذراء فى أن المسيح يقبل شفاعتها، فى طلبها من الخدام أن يعملوا كل ما يأمرهم به. ولقد قالت القديسة مريم للخدام "مهما قال لكم فافعلوه" وهى توصينا ايضا ان نفعل وصايا الله لتحل بركته ومحبته فى قلوبنا ويثبت فرحه فينا.
+ أول معجزات الرب يسوع ... كان فى البيت ستة أجران، أى أحواض كبيرة، يملأونها ماءً ليغتسلوا به فى التطهيرات اليهودية حسب الناموس، وكل جرن يسع حوالى 80 لترا. وقال المسيح للخدام أن يملأوها بالماء تماما، ثم أمر أن يقدموا لرئيس الحفل. فلما ذاق الماء المتحول إلى خمر، شعر أنه من النوع الجيد، فعاتب العريس لتقديمه الخمر الجيدة فى النهاية، والأقل جودة فى البداية، ولم يكن يعلم أن الخمر الثانية قد تحولت من الماء. وشعر الخدام، بل وكل الذين فى الحفل بعد ذلك، أنهم أمام معجزة عظيمة، فهى معجزة خلق، إذ خلق المسيح من الماء مادة جديدة لم تكن موجوده. هذه أول معجزات المسيح، وتعتبرها الكنيسة أحد الأعياد السيدية الصغيرة. فلنسأل الرب ان يبارك حياتنا ويفرحنا بعمل روحه القدوس لاسيما حياة كل اسرة لتكون نواة مقدسة لكنيسة الله التى أقتناها بدمه الكريم.

الفرح بالرب

الفرح بالرب

للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى


عريس النفوس الحقيقى ...
السيد المسيح هو العريس الحقيقى للنفس البشرية وهو الذى بارك عرس قانا الجليل كمصدر للفرح والسلام وهو يريد ان يرتبط بنا برباط المحبة الروحية بالروح والحق ويبارك حياتنا حتى في الضيقات والتجارب وهو الذى يقدم لنا الحلول لمشكلاتنا. لقد حضر السيد المسيح عرس قانا الجليل مع تلاميذه والقديسة مريم العذراء ليبارك عرس قانا الجليل وليعلن لنا نفسه انه فرحنا الدائم ويريد لنا ان نفرح معه وبه . كما قدم القديس يوحنا المعمدان ربنا يسوع المسيح بكونه العريس الروحى الحقيقى للنفس البشرية وللكنيسة التى أقتناها بدمه الكريم على عود الصليب { من له العروس فهو العريس واما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل } (يو 3 : 29). وفرح الخادم الامين لله هو ان يدعو كل أحد ليقترب من الله ويحبه ويحيا معه فى إيمان واثق وتوبة حقيقية وأتحاد روحى وان يحيا القريب والبعيد فى محبة لمن أحبهم وان يختفى ويتوارى الخادم ويظهر الله فى حياة كل أحد .
ولقد أكد السيد المسيح له المجد على انه هو عريس نفوسنا الذى جاء ليرفعنا بالمحبة لنكون فى أتحاد روحى به { اتقدرون ان تجعلوا بني العرس يصومون ما دام العريس معهم و لكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام } (لو 5 : 34،35). نعم أننا مدعوين للعرس السمائى لا على مستوى جسدى كما يظن غير الفاهمين قداسة الله وعظمة محبته ولكن على مستوى الروح والفرح والمحبة الإلهيه .
القديس بولس الرسول يعلن لنا عن العريس السمائى { فاني اغار عليكم غيرة الله لاني خطبتكم لرجل واحد لاقدم عذراء عفيفة للمسيح } (2كو 11 : 2) هذه العلاقة الفريده بين النفس البشرية والله والتى أعلنها لنا الكتاب المقدس حتى فى العهد القديم { واخطبك لنفسي الى الابد واخطبك لنفسي بالعدل والحق والاحسان والمراحم} (هو 2 : 19) . {اخطبك لنفسي بالامانة فتعرفين الرب} (هو 2 : 20). نعم يغار الله على شعبه ويعاتبه على بعده عنه {لان شعبي عمل شرين تركوني انا ينبوع المياه الحية لينقروا لانفسهم ابارا ابارا مشققة لا تضبط ماء }(ار 2 : 13) .
لقد كلم الله الاباء بالانبياء قديما بطرق متعدده وانواع شتى ، ليعلن للبشر محبته وسعيه لخلاصنا لانه خالقنا ويهمه سعادتنا وكأب حقيقى يفرح بمحبة أبنائه، اما نحن فقد نهتم بالعطيه وننسى المعطى أو يأخذ البعض من الله الهبات لكى ما ينفقوا على شهواتهم ، وهذا ما فعله الأبن الضال فلقد طالب بنصيبه فى الميراث لكى ما يبدده فى الكورة البعيده مع أصدقاء السوء وعندما بددوا ما لديه بعيش مسرف تخلوا عنه وتركوه بعد ان غلبهُ الشيطان وسلبه غناه وتعرى من ثياب البنوة والمجد، ولكن الله كأب صالح عندما رجع الأبن اليه استقبله فرحا وعوضه ما فقده . وهكذا جاء الينا السيد المسيح ليعلن لنا محبته وخلاصه وأقترابه منا وبذل دمه الثمين لخلاصنا {الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته} (اف 1 : 7) . لهذا يدعونا الإنجيل ان نحيا فى مجد البنوة لله { لانكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في اجسادكم وفي ارواحكم التي هي لله }(1كو 6 : 20).

فرح الله بتوبتنا ورجوعنا اليه ..
رفع الله من شأن المؤمنين به ليصيروا أبناء وبنات لله بالتبنى { واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله}(يو12:1-13) . ولاننا ابناء وبنات لله فان الله يحبنا ويريد ان يهبنا حياة الفرح والسرور والسلام والشبع. يريد ان نفرح بخلاصه العجيب لنا ففى ميلاد المخلص بشر الملائكة الرعاة قائلين { لا تخافوا فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين. المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة} (لو10:2-14). وفى العماد راينا صوت الأب من السماء يعلن مسرته بالابن{ وصوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت} (مت 3 : 17). نعم صرنا موضع مسرة الأب فى أبنه الذى نقلنا من عالم الظلمة الى ملكوت النور فى محبته {أنظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله من اجل هذا لا يعرفنا العالم لانه لا يعرفه} (1يو 3 : 1) .
ان الله القدوس محب النفوس يطلب منا ان نكون قديسين كما ان ابانا السماوى قدوس وكامل وهذا يحتاج منا لى حرص وتدقيق فنسلك لا كجهلاء بل كحكماء ويحتاج منا ذلك ان نسلك فى النور كابناء النور ولان لنا أعداء محاربين والشيطان يسعى الى هلاكنا وأسقاطنا حتى بعد ان أخذنا مجد البنوة بالمعمودية ونور المعرفة الحقيقية فاننا قد نخطئ عن جهل او سهو او نسيان او حتى عن طيش وأصرار على البعد. من محبة الله لنا، فقد جعل لنا التوبة والإعتراف بابا للرجاء والقيام من جديد وهذا ما اكد عليه المخلص الصالح {اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة} (لو 15 : 7). وهكذا يأمر الله فى كل زمان الناس ان يتوبوا {فالله الان يامر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن ازمنة الجهل (اع 17 : 30). لان الله رحوم { لكنك ترحم الجميع لانك قادر على كل شيء وتتغاضى عن خطايا الناس لكي يتوبوا} (حك 11 : 24) ولهذا يدعونا للرجوع والفرح بالخلاص { لاعطيهم جمالا عوضا عن الرماد ودهن فرح عوضا عن النوح ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة فيدعون اشجار البر غرس الرب للتمجيد }(اش 61 : 3).
الاستعداد للأتحاد بالعريس السماوى ...
أن ابوته الله لنا ومغفرته لخطايانا وسعيه لخلاصنا ورعايته الدائمه وسعيه للشركة والأتحاد بنا يجب ان تقابل منا بالوفاء والأخلاص له، والأيمان به وبخلاصه، نحن مدعوين للعرس السمائى والاتحاد بالعريس فهل نقبل الدعوة ونتحد بالعريس السمائى من خلال الرجوع اليه والمحبة والصلاة القلبية والتناول أم نهمل الدعوة ونتهاون عن أمر خلاصنا ونستهين بمحبة من أحبنا وبهذا التهاون واللامبالاه نهلك ونخسر أبديتنا { فكم عقابا اشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا وازدرى بروح النعمة} (عب 10 : 29). علينا أذن ان نحرص على قبول دعوة العريس السمائى ونقترب اليه تائبين عن خطايانا، واثقين من قبوله لنا بل من حرصه على خلاصنا وسعيه للحلول فينا والأتحاد بنا. يجب ان نسعى إلى محبة عريس نفوسنا بنفس راغبة ونعد أنفسنا للعرس السماوى. الله القدوس يريد نفوس طاهرة تحبه وتنفتح على معرفته الحقيقية ، الله يريد منا القلب والمحبة ويقول لنا { يا ابني اعطني قلبك و لتلاحظ عيناك طرقي} (ام 23 : 26). ويريد الله ان نرجع اليه ونخلص فى محبته بطهارة وبر ، وهو يريد ان يهبنا الفرح الدائم والكامل والشبع والارتواء { لانه كما يتزوج الشاب عذراء يتزوجك بنوك وكفرح العريس بالعروس يفرح بك الهك} (اش 62 : 5).
أيماننا بالله وخلاصة وملكوته .. الإيمان هو الثقة بالله وتصديق مواعيده ، الإيمان هو صله بالله وحياه معه كما سار رجال الله القديسين مع الله {مخافة الرب اول محبته والايمان اول الاتصال به} (سير 25 : 16) الأنسان البار بالإيمان يحيا مع الله ويطيعه ويصدق مواعيده .وان كان الإيمان يقوم على عقائد محدده أعلناها لنا الإنجيل المقدس وسارت عليها الكنيسة عبر تاريخها كما سلمه لها الاباء القديسين لكن الايمان يحتاج منا لحياه وفقاُ لمعتقداتنا السليمة والتى صنعت القديسين . نحن نؤمن بالله وابوته ، فهل نحيا كابناء وبنات له ، نؤمن بخلاصه ونعترف بفدائه ونشهد لها بسلوكنا وأقوالنا وأفكارنا؟. نحن نؤمن بروحه القدوس فهل ننقاد لقيادته ونتعلم منه؟ وهل نتحرك بهدايته ونشركه معنا فى كل عمل صالح ؟. نؤمن بالكنيسة المقدسة فهل نحن فيها أعضاء مقدسة ؟ . نؤمن بقيامة الأموات فهل نعد أنفسنا لقيامة الصديقين والابرار ؟. نؤمن بحياة الدهر الأتى ، فهل نعد أنفسنا للحياة الدائمة مع الله ؟ .
ورثة الملكوت السماوى ... لاننا ابناء وبنات لله فنحن ورثة ملكوت السماوات الذى شبه الرب الدخول اليه بالعرس الروحى الذى نفرح فيه بالمجد والحياة الملائكية {حينئذ يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى اخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس} (مت 25 : 1) الملكوت السماوى ليس أكلا وشرب {لان ليس ملكوت الله اكلا وشربا بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس}(رو 14 : 17). الحياة فى السماء هى حياة ملائكية نفرح فيها بالمحبة الإلهيه ونسبح الله شاكرين نعمته ونمتد فى المعرفة وننموا فى المحبة ونفرح بالنصرة والتتويج كما اكد على هذا رب المجد { لانهم متى قاموا من الاموات لا يزوجون ولا يزوجون بل يكونون كملائكة في السماوات} (مر 12 : 25).
لتكن ينبوع فرحي ..
الهى يا من خطبت نفوسنا لتكون فى أتحاد روحى دائم بك ومعك، لتكن انت ينبوع حبى ومصدرفرحى وسعادتى وسرورى، انت العريس الحقيقى والدائم والوفى لكل نفس تعرفك وتحبك. نعم يارب أريد ان أحيا معك حياة الفرح والأمتلاء والسلام والتسبيح .
تدعونا يارب للحياة السعيدة والمطوبة والمباركه ولكن نحن نبتعد عنك يا واهب السعادة والفرح والمحبة. ولانك محبة فانت مستمر فى السعى الى خلاصنا وأعلان دعوتك لنا للدخول الى الحياة الملائكية السعيدة ولو حتى ان اتينا فى الهزيع الأخير. ياقابل توبة الخطاه أقبل توبة شعبك الصارخين لك ليلاً ونهاراُ ، الراجعين اليك بكل قلوبهم، لتلبسهم رداء البر وثياب الخلاص، فيفرح بك شعبك .
اعطى يارب لكنيستك مجد بهاء أتحادها بك وأقتنينا لك يالله لاننا لا نعرف أخر سواك . اسمك القدوس هو قد دعى علينا فلا يكون مجدك عاراُ بين الأمم . لتكون كنيستك ونفوسنا كعروس مزينة لعريسها، لا يشوبها عيب ولا دنس بل أغسلنا من خطايانا بدمك الثمين وكن لنفوسنا طهراً وخلاصنا وقداسةً لنستحق ان نوجد بلا لوم أمامك فى اليوم الأخير.

الثلاثاء، 20 يناير 2015

عيد الغطاس، عيد الانوار

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوي
عيد الغطاس المجيد ...
اهنئكم احبائي بعيد الغطاس المجيد، عيد الظهور الإلهي الذى فيه انفتحت السماء على على الارض لتعلن رضا الآب القدوس ومسرته بالبشرية المتمثلة فى الابن الكلمة المتجسد ومن خلاله فى المؤمنين باسمه { وصوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت }(مت 3 :17). لقد سمى العيد بعيد الغطاس لان السيد المسيح فيه غطس فى ماء الاردن معتمدا من يوحنا المعمدان { فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء واذا السماوات قد انفتحت له فراى روح الله نازلا مثل حمامة واتيا عليه} (مت 3 : 16). وهو القدوس الذى بلا خطية ولهذا رفض يوحنا المعمدان اولا بلباقة ان يعمده { ولكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان اعتمد منك وانت تاتي الي} (مت3:14). لقد أكمل السيد المسيح فى تواضع ووداعة كل بر واتى ليعتمد معمودية التوبة نائبا عن البشرية الخاطئة وممثل لها ولكي يرسم لنا طريق الخلاص كحامل لخطايا العالم، لهذا اجاب السيد يوحنا المعمدان { اسمح الان لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر حينئذ سمح له } (مت3:15).
لقد جاء يوحنا المعمدان الذى عاش ناسكا فى الصحراء ليعمد ويدعو الى التوبة وغايته القصوى اعلان مجئ ابن الله الذى سيعمد بالروح القدس ويحمل خطايا العالم { وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ» وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ»} (يو 29:1-34). لقد اشتهى الانبياء مجي الله متجسدا لخلاص البشرية {ليتك تشق السماوات وتنزل من حضرتك تتزلزل الجبال} (اش 64 : 1). وها السموات تنشق ويعلن لنا الروح القدس عمله فينا من خلال ابن الله الكلمة المتجسد { وللوقت وهو صاعد من الماء راى السماوات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه } (مر1 :10).


عيد الانوار...
فى عيد الظهور الإلهي استعلن لنا النور الحقيقي الذى ينير لكل انسان يقبل للنور ويؤمن به ويسير فيه { فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه. كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور. كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم. كان في العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم}( يو 4:4-10). ان الظلمة المقصودة هنا، هي ظلمة الروح بالسقوط والخطية، وظلمة العقل بالجهل وعدم معرفة الله التى تقود للهلاك { قد هلك شعبي من عدم المعرفة }(هو 4 : 6) ألم يقل الكتاب { لانكم كنتم قبلا ظلمة واما الان فنور في الرب اسلكوا كاولاد نور }(اف 5 : 8). ولهذا نرى السيد المسيح يرد على مقاوميه عند ما فتح عيني المولود اعمي عندما قاوموا عمله الخلاصي واغلقوا عقولهم واعينهم وادعوا المعرفة والبصر { فقال يسوع لدينونة اتيت انا الى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون. فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين وقالوا له العلنا نحن ايضا عميان. قال لهم يسوع لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية ولكن الان تقولون اننا نبصر فخطيتكم باقية} (يو39:9-41).
ان الله لا يترك نفسه بلا شاهد حتى في أحلك الأوقات {والنور يضيء في الظلمة} ليضيء للذين يريدون أن يروا، وليدين الذين اختاروا العمى الروحي لنفسهم. فى عدم اكتراث لوجود النور أو عدم فهم سره. نعم يا احبائي يوجد من احبوا الظلمة اكثر من النور { وهذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم واحب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة }(يو 3 : 19). لقد استنارت قلوب المؤمنين فى عيد الانوار باستعلان الثالوث القدوس الاله الواحد فالاب من السماء يعلن مسرته بالابن الكلمة المتجسد والابن يعتمد فى نهر الاردن والروح القدس مثل حمامة مستقرا عليه. وهذا ما علمه الرب يسوع المسيح لتلاميذه وبشروا به فى كل مكان وأمنا به ونعيشه بالروح والحق كخبرة إيمانيه يوميه وبه نثق اننا نخلص { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 19:28-20) وهؤلاء الثلاثة هم واحد { فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد } (1يو 5 : 7).
بنوة المسيح يسوع لله الآب هي بنوة روحية أزليه أبدية كولادة النور من النور { ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لانك احببتني قبل انشاء العالم} ( يو 17 : 24). واعلنت من قبل الملاك لنا قبل الحبل به فى بطن القديسة مريم { فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} (لو 1 : 35). واعلنا السيد المسيح فى طفولته فى الهيكل{ الم تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لابي } (لو 2 : 49). واعلنا السيد المسيح بوضوح فى بشارته { انا والاب واحد } (يو 10 : 30). اما انه المسيح قد لقب ايضا "ابن الانسان" فلانه تجسد وتأنس فى ملء الزمان من القديسة مريم البتول { والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة وحقا} (يو 1 : 14). لقد صار مسيح العالم كله ولكل انسان ليحتضن البشرية بالمحبة والتواضع ويعلن لها محبة ومعرفة الآب وغفرانه ويقودها للخلاص والحياة الابدية { عرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم} (يو 17 : 26). ولهذا اوصى السيد تلاميذه باعلان بشري الخلاص للخلقة كلها{ وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن}( مر15:16-16).
+ بركات فى عيد الغطاس.. بعماد السيد المسيح رسم لنا طريق الخلاص كما اعلن لنا السيد المسيح فى حديثه مع نيقوديموس بالولادة من فوق لنصير ابناء الله وننال الخلاص والدخول الي ملكوت السموات { اجاب يسوع وقال له الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله} (يو 3 : 3). وعندما تعجب نيقوديموس قائلا { كيف يمكن الانسان ان يولد وهو شيخ العله يقدر ان يدخل بطن امه ثانية ويولد} (يوحنا 4:3) اوضح له الرب يسوع المسيح كيفيه الولادة من فوق { اجاب يسوع الحق الحق اقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح} (يو5:3-6).
{ واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله} ( يو 11:1-13).
ويحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا { لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح }(غل 3 : 27). اننا فى هذا العيد نجدد عهودنا مع الله ان نسلك فى النور كابناء الله لنموت عن شهوات وخطايا العالم ونحيا مع المسيح فى جدة الحياة المقامة {فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما اقيم المسيح من الاموات بمجد الاب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة }(رو 6 : 4) {مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله } (كو 2 : 12). ونسهر على خلاص انفسنا بضمير صالح فى توبة عن الخطية التى تدنس الفكر والجسد والروح {الذي مثاله يخلصنا نحن الان اي المعمودية لا ازالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح } (1بط 3 : 21). اننا نصلى طالبين من الرب غفرانا لخطايانا وأثامنا ليقودنا بروحه القدوس لنحيا حياة التوبة المقدسة ونثمر ثمر الروح.
ونفرح مع الشاهد يوحنا المعمدان بسماع صوت عريس نفوسنا ونحيا معه فى فرح روحى { من له العروس فهو العريس واما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من اجل صوت العريس اذا فرحي هذا قد كمل} (يو 3 : 29). ونشهد لمن دعانا من عالم الظلمة الى نوره العجيب، فالشاهد إذا هو من يرى رؤيا واضحة، ويقتدر على الإفصاح عما رأى بكل دقة وأمانة، بلسانه وبحياته وإن لزم الأمر بموته أيضا. لأن الشهادة والاستشهاد مشتقان من مصدر واحد. كما شهد يوحنا بلسانه الفصيح، وحياته النقية الجريئة، فأضحى شاهداً وشهيداً.
عندما نحيا إيماننا ونمتلي بالروح القدس يكون لنا الثمار والمواهب الروحية لنشهد للنور. ولكن هل من حاجة للنور إلى الشهادة؟ أليس النور خير شاهد لنفسه؟ نعم. ولكن الناس يحتاجون إلى الشهادة عن نور المسيح العجيب وسمو تعاليمة وقيمة الروحية الفاضلة لأن السيد المسيح فى تواضعه واخلائه لذاته من المجد لم يأتنا في شكل ممجد بل أتانا في "شبه الناس". وان كان له سلطان واعمال الآب { صدقوني اني في الاب والاب في والا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها}(يو 14:11) ويحتاج الناس إلى من يوجه نظرهم إلي عريس النفس البشرية وسيدها لاسيما من يعيشوا في وادي الظلمات ويحتاجوا لمن يعلن لهم نور المسيح العجيب على مستوى شهادة يوحنا المعمدان فى حياة مقدسة حصلنا على كل الامكانيات اللازمة لها وينبغى ان نختبرها بالحياة بالروح والحق، أمين.

الأحد، 18 يناير 2015

اقتربَ منكٌم مَلكٌوتٌ اللهِ

اقتربَ منكٌم مَلكٌوتٌ اللهِ
الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
الإنجيل والبشري بملكوت الله ..
+ ان غاية الإنجيل هو دعوتنا الي التوبة والإيمان وقبول بشري ملكوت الله {من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز و يقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 4 : 17). ولهذه الدعوة كان السيد المسيح يجول فى المدن والقرى {و كان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم و يكرز ببشارة الملكوت و يشفي كل مرض و كل ضعف في الشعب }(مت 4 : 23). ولهذه الرسالة اختار التلاميذ والرسل ليكرزوا {و فيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 10 : 7). ولقد تمركزت دعوة السيد المسيح على الإيمان بالله ومحبته للبشر وسعيه الي خلاصهم ليقودهم الي ملكوته السماوى كهدف سامي يسعي اليه مخلصنا الصالح وذكر عنه كثيرا من الأمثال عن أهمية الملكوت وسعينا اليه ونموه وأنتشاره والحرص على أعداد أنفسنا له مجئيه وحياتنا فيه .
+ ولقد جاء ذكر ملكوت الله حوالى 127مرة فى العهد الجديد وذكره القديس متى الرسول بملكوت السموات لكى يتحاشى كتابة أو نطق كلمة " الله" لانه كتب سفره الى اليهود الذين لا يتلفظون بالاسم الحسن الذى لله تقديساً واجلالاً { فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى و علم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات واما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات} (مت 5 : 19). اما بقية الاناجيل فقد كتبت لليونان والرومان والامم عامة فقد جاءت بصيغة " ملكوت الله" { جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله .ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل (مر 1 : 14-15). والملكوت هو ايضا ملكوت يسوع المسيح ربنا { ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك }(لو 23 : 42).{ الذي انقذنا من سلطان الظلمة و نقلنا الى ملكوت ابن محبته} (كو 1 : 13).

+ هل السيد المسيح له المجد كان ينادى بملكوت الله كحدث سيتم مستقبلاً أم انه قد اعلن لنا بمجيء السيد المسيح على الأرض؟ وهل ملكوت الله هو دائرة حكم الله على الأرض والسماء؟ هل هو نطاق سلطان الله الذي يشمل بطبيعة الحال كل ما في الوجود؟ ان ملكوت الله بحسب ايماننا المسيحي يعنى السماء أو العالم الروحي بملائكته التى تعترف بحكم الله وتخضع له ، أما الأرض أو العالم المادي فهي ولوقت محدود بحاجة لمعرفة سر الله لنخضع له ونعترف بملكه، وهذه هي مهمة الكنيسة أن تعلن السر الذي استلمته من المسيح ورسله لكل الخليقة { فاجاب و قال لهم لانه قد اعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السماوات } (مت 13 : 11) اننا نعلم ايضاً من خلال الانجيل أن ملك الله سيحل قريبا على العالم ليكون الله الكل في الكل (أفس 1: 23). { اناشدك اذا امام الله و الرب يسوع المسيح العتيد ان يدين الاحياء والاموات عند ظهوره و ملكوته }(2تي 4 : 1).{وسينقذني الرب من كل عمل رديء ويخلصني لملكوته السماوي الذي له المجد الى دهر الدهور امين }(2تي 4 : 18) .
+ ان ملك الله علي الجميع أمر يؤكده العهد القديم {لتفرح السماوات و تبتهج الارض ويقولوا في الامم الرب قد ملك }(1اخبار 16 : 31) {الرب قد ملك لبس الجلال لبس الرب القدرة ائتزر بها ايضا تثبتت المسكونة لا تتزعزع }(مز 93 : 1). {اياته ما اعظمها وعجائبه ما اقواها ملكوته ملكوت ابدي وسلطانه الي دور فدور} (دا 4 : 3). {لان الرب مجننا وقدوس اسرائيل ملكنا}(مز 89 : 18) {فان الرب قاضينا الرب شارعنا الرب ملكنا هو يخلصنا }(اش 33 : 22). وكان الرب يملك على شعبه من خلال الانبياء والقضاة والشريعة حتى عهد صموئيل النبي حتى اختار الشعب له ملكا ارضياً { وقالوا له هوذا انت قد شخت وابناك لم يسيرا في طريقك فالان اجعل لنا ملكا يقضي لنا كسائر الشعوب. فساء الامر في عيني صموئيل اذ قالوا اعطنا ملكا يقضي لنا وصلى صموئيل الى الرب. فقال الرب لصموئيل اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك لانهم لم يرفضوك انت بل اياي رفضوا حتى لا املك عليهم. حسب كل اعمالهم التي عملوا من يوم اصعدتهم من مصر الى هذا اليوم و تركوني وعبدوا الهة اخرى هكذا هم عاملون بك ايضا} (1صم 5:8-8). وكان الانبياء يذكروا دائما الملوك بوجوب طاعة الله والخضوع لحكمه وعندما عصوا وتمردوا نزع الله الحكم منهم وصاروا تحت سلطان ملوك غرباء ومن هنا اتجهت انظار اليهود الى التطلع الى الملك المستقبلي للمسيح الملك الذي يعتقدون انه سيأتى من نسل داود ليرد الملك الى اسرائيل وعندما أتي السيد المسيح مخلصا روحيا لم يرضى رغباتهم او يشبع سقف تطلعاتهم لملك ارضى يحررهم من حكم الرومان . وحتى الان ينتظروا الملك الارضى الذي يعيد مجد مملكة داود والى ان تزول العشاوة من عيونهم ليؤمنوا بالمخلص والمحرر الحقيقى الذى أتي ليهبنا ملكوتا سماويا {لذلك ونحن قابلون ملكوتا لا يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع و تقوى} (عب 12 : 28) .ويقبلوا من تنبأ عنه أشعياء النبي ، يسوع المسيح عمانوئيل الهنا الذي تفسيره الله معنا {على جبل عال اصعدي يا مبشرة صهيون ارفعي صوتك بقوة يا مبشرة اورشليم ارفعي لا تخافي قولي لمدن يهوذا هوذا الهك . هوذا السيد الرب بقوة ياتي و ذراعه تحكم له هوذا اجرته معه وعملته قدامه. كراع يرعى قطيعه بذراعه يجمع الحملان و في حضنه يحملها و يقود المرضعات}( أش 9:40-11).

مفهوم ملكوت الله وكيف يتم..
+ الله هو الملك الحقيقى على العالم ، إنه يملك علي كل شئ، لأنه خالق كل شئ، وموجد كل شئ. يملك الكون كله، بكل ما فيه من مخلوقات. ولما دخلت الخطية الي العالم (رو 5: 12)، وملكت علي قلوب الناس وعلي إرادتهم . وبالخطية دخل الموت، وإجتاز إلي جميع الناس (رو 5: 12) وملك الموت (رو 5: 14، 17)، وأصبح الجميع تحت سلطانه وإذ ملكت الخطية ملك الشيطان كعدو لله على الاشرار ليسيطر علي صانعي الأثم والظلمة ، لأن الناس أحبوا الظلمة أكثر من النور (يو 3: 19). لذلك قال لهم السيد في مناسبة القبض عليه "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة (لو 22: 53). لقد ملكت الظلمة علي أفكار الناس ورغباتهم..وكان لابد أن يستعيد الله ملكه. كان لابد أن ينتهي تسلط الشيطان ويطرح خارجاً } (يو 12: 31). ويسقط رئيس هذا العالم مثل البرق من السماء (لو 10: 18). كان النور الحقيقي اَتياً إلي العالم (يو 1: 9) ليملك الله بمحبته المعلنة على الصليب على قلوب المؤمنين به { الرب ملك علي خشبة} (مز 95). واشترانا بدمه (رؤ 5: 9)، فصرنا ملكه. ملكوت الرب إذن مرتبط بالصليب والفداء. ومن هنا كان أبناء الملكوت هم كل المفديين.ونحن نصلي "ليأت ملكوت" نطلب أن يشمل الفداء كل أحد، نصلي ليؤمن به الكل، ويتمتع به الكل.اما من يختار بحرية ارادته ان يحيا فى الشر والظلام ويرفض طاعة الله فانه يبتعد عن الله وملكوته { ام لستم تعلمون ان الظالمين لا يرثون ملكوت الله لا تضلوا لا زناة ولا عبدة اوثان ولا فاسقون ولا مابونون ولا مضاجعو ذكور .ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون و لا خاطفون يرثون ملكوت الله} (1كو 6 : 9- 10). { ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات} (مت 7 : 21).

+ ملكوت الله الروحي هو أن يملك الله علي قلب المؤمن، وعلي فكره وعلي حواسه، وعلي حياته كلها. فيصبح كل ما فيه ملكاً لله وعندما يملك الله علينا يصبح ملكوته داخلنا ويحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا فيحل السلام والفرح والمحبة { لان ها ملكوت الله داخلكم} (لو 17 : 21). وعندما يملك الله علينا ندعي بحق بنو الملكوت وابناء الله وتكون الكنيسة التى تهبنا البنوة بالمعمودية والاسرار مملكة الله المقدسة. أما الأشرار فإنهم يقفون خارجاً، في الظلمة الخارجية . لا لأن الله رفضهم من ملكه، وإنما لأنهم هم الذين رفضوا أن يملك الله عليهم . {الله يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4) . فلينظر كل إنسان إلي نفسه، هل هو من أبناء الملكوت أم لا؟ إن الله يريد أن يمتلئ ملكوته بالمؤمنين. ولكن الله لا يشاء أن يملك إلا بإرادتنا. إنه يريدنا أن نحب ملكوته، ونسعي إليه، لا أن يدخلنا إلي الملكوت قهراً وإجباراً. الله له الملك. ولكنه وهب الناس حرية الإرادة، يخضعون بها لملكه إن أرادوا، أو لا يخضعون . البعض قبلوه ملكاً. والبعض في تمرد وخيانة، صاحوا قائلين " ليس لنا ملك إلا قيصر" (يو 19: 15).
+ ملكوت الله بالمعنى الكرازي .. يقصد به انتشار الإيمان فى كل الأمم والشعوب وعندما نصلي ليأتي ملكوتك فانها امانة فى أعناقنا ان نصلي ونعمل ونكرز ببشارة الملكوت للبعيدين عن الله سواء من الغير مؤمنين أو المسيحيين بالأسم فقط ليعمل الله بروحه القدوس ويقودهم الى الملكوت وعلينا ان نكمل نحن ايضاً قول الرب لتلاميذه {اذهبوا إلي العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص}(مز 16: 15،16). { ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم ثم ياتي المنتهى} (مت 24 : 14) .لكي يتحقق قول الرب { واقول لكم ان كثيرين سياتون من المشارق والمغارب و يتكئون مع ابراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السماوات} (مت 8 : 11). نصلى ليملك الله على حياتنا وقلوبنا وارواحنا لنحيا القداسة التي بدونها لن يري أحد الرب. حقا ان الحصاد كثير والفعلة الأمناء قليلون فلنصلي من أجل ان الرعاة والرعية { فقال لهم ان الحصاد كثير و لكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده }(لو 10 : 2). نصلي من أجل خلاص كل نفس لتحيا الإيمان الحقيقى ويحل ملكوت الله فى قلوبنا جميعا.

+ ملكوت الله الأبدي او السماوى هو مكان سكنى الله مع قديسيه وملائكته فى مجئيه الثاني ليدين الأحياء والاموات ويعطى كل واحداً كنحو أعماله { وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع. وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها} (مت 28:24-30). يقوم الاموات الابرار باجساد نورانية روحية { لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته.فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة}( يو 28:5-29). أما الابرار الاحياء حتى مجئ المسيح الثانى فيتغيروا { وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس ايضا صورة السماوي.فاقول هذا ايها الاخوة ان لحما ودما لا يقدران ان يرثا ملكوت الله ولا يرث الفساد عدم الفساد.هوذا سر اقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير. في لحظة في طرفة عين عند البوق الاخير فانه سيبوق فيقام الاموات عديمي فساد ونحن نتغير.لان هذا الفاسد لا بد ان يلبس عدم فساد و هذا المائت يلبس عدم موت. ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة.اين شوكتك يا موت اين غلبتك يا هاوية. اما شوكة الموت فهي الخطية و قوة الخطية هي الناموس. ولكن شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح.اذا يا اخوتي الاحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين ان تعبكم ليس باطلا في الرب} (1كو49:15-58).

+ لقد شكك البعض قديما فى القيامة من الأموات كما اليوم ايضا يوجد الملحدين وغير المؤمنين ولهؤلاء قال القديس بولس الرسول { لكن يقول قائل كيف يقام الاموات و باي جسم ياتون.يا غبي الذي تزرعه لا يحيا ان لم يمت.و الذي تزرعه لست تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجردة ربما من حنطة او احد البواقي. و لكن الله يعطيها جسما كما اراد و لكل واحد من البزور جسمه.ليس كل جسد جسدا واحدا بل للناس جسد واحد و للبهائم جسد اخر و للسمك اخر و للطير اخر.واجسام سماوية واجسام ارضية لكن مجد السماويات شيء و مجد الارضيات اخر.مجد الشمس شيء و مجد القمر اخر ومجد النجوم اخر لان نجما يمتاز عن نجم في المجد. هكذا ايضا قيامة الاموات يزرع في فساد ويقام في عدم فساد. يزرع في هوان ويقام في مجد يزرع في ضعف ويقام في قوة. يزرع جسما حيوانيا و يقام جسما روحانيا يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني.هكذا مكتوب ايضا صار ادم الانسان الاول نفسا حية وادم الاخير روحا محييا} (1كو 35:15-45).
+ حينئذ يرث الابرارملكوت السموات ويكونوا كملائكة الله فى السماء معه كل حين فى فرح وسلام وتسبيح لله { ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم} (مت 25 : 34). { ثم رايت سماء جديدة و ارضا جديدة لان السماء الاولى و الارض الاولى مضتا و البحر لا يوجد فيما بعد. و انا يوحنا رايت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهياة كعروس مزينة لرجلها.و سمعت صوتا عظيما من السماء قائلا هوذا مسكن الله مع الناس و هو سيسكن معهم و هم يكونون له شعبا و الله نفسه يكون معهم الها لهم.وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لان الامور الاولى قد مضت} رؤ1:20-4.
+ اننا اذ نريد ان نرث ملكوت السموات علينا ان نحيا إيماننا الأقدس الذي اليه دُعينا ملاحظين أنفسنا والتعليم والإيمان السليم { ولكن الروح يقول صريحا انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين ارواحا مضلة و تعاليم شياطين} (1تي 4 : 1). { و اما البار فبالايمان يحيا و ان ارتد لا تسر به نفسي ،و اما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الايمان لاقتناء النفس (عب 10 : 38-39) وان نتوب ونصنع ثمار صالحة فكل شجرة لا تصنع ثمراً صالحاً تقطع وتلقى في النار { اصنعوا اثمارا تليق بالتوبة{ (مت 3 : 8) . وان نكون كالعذاري الحكيمات مستعدين لمجئ عريس نفوسنا السماوي ومصابيحنا موقدة ، لنسير فى محبة الله بقلب متواضع محب لله والناس { و رفع عينيه الى تلاميذه و قال طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت الله }(لو 6 : 20).
+ اننا فى جهادنا وتوبتنا المستمرة ونمونا في رحلتنا الي الملكوت السمائي نثق فى وعود الله وابوته { لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت }(لو 12 : 32).نتمسك بالرجاء الراسخ فى الله الأمين {فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع.طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب اي جسده. وكاهن عظيم على بيت الله. لنتقدم بقلب صادق في يقين الايمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة اجسادنا بماء نقي. لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين}( عب 19:10-23). { ولهذا عينه وانتم باذلون كل اجتهاد قدموا في ايمانكم فضيلة و في الفضيلة معرفة. وفي المعرفة تعففا و في التعفف صبرا وفي الصبر تقوى.و في التقوى مودة اخوية وفي المودة الاخوية محبة.لان هذه اذا كانت فيكم و كثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح.لان الذي ليس عنده هذه هو اعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة. لذلك بالاكثر اجتهدوا ايها الاخوة ان تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين لانكم اذا فعلتم ذلك لن تزلوا ابدا.لانه هكذا يقدم لكم بسعة دخول الى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الابدي} (2بط 5:1-11).

ليأت ملكوتك ..
+ ايها الرب الهنا نصلي اليك من قلوبنا طالبين ان يأت ملكوتك . وتملك علينا بالحب والسلام يا ملك السلام قرر لنا سلامك واغفر لنا خطايانا . لنؤمن بمحبتك الغافرة والمحررة والداعية الي الخلاص ،لتملك على قلوبنا وارواحنا واجسادنا وبيوتنا واولادنا وبلادنا .وتخضع الشيطان وكل قواته الشريرة تحت أقدامنا سريعا واهباً لنا النصرة على الخطية والضعف والشر والموت فقد كمل الزمان و اقترب ملكوت الله فتوب ونؤمن بالانجيل .
+ ايها الاله المحب الذى يريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون ، ان العالم متعطش الى معرفتك ، وهناك الكثيرين قد قادهم الشيطان الي الضلال والغواية والشر . ومن اجل كل هؤلاء الذين عرفوا وحادوا عن محبتك والذين لم يؤمنوا بك ويسيرون فى العالم بسرعة نحو الهاوية . نصلي ان ترسل فعلة أمناء يبحثوا عن الخراف الضاله ليردها وعن النفوس الهالكة ليحيوها وعن الجهال لينيروا اذهانهم بمعرفتك . ولتمهد بروحك القدوس قلوب ونفوس البشر ليتوبوا ويؤمنوا بك مخلصا وربا وملكا ويصنعوا ثماراً تليق بالتوبة .
+ نصلي لكي ما نكون ساهرين علي خلاص نفوسنا ، مستعدين لمجئيك الثاني هذا الذي ستظهر فيه وتعطى كل واحد وواحدة كما تكون أعماله . مترجين مراحمك الكثيرة وغفرانك لخطايانا وخطايا العالم لانك عالما بضعف البشر واننا لن نتذكي أمامك بل انت القادر ان تهبنا النعمة والقوة والحكمة لنسير فى طريق الملكوت ونحمل ونحتمل بشكر الآم هذا الزمان الحاضر من أجل المجد العتيد ان يستعلن فينا .
أمين تعال أيها الرب يسوع .

الأربعاء، 14 يناير 2015

آية وقول وحكمة ليوم الخميس الموافق 1/15


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ اعلمك وارشدك الطريق التي تسلكها انصحك عيني عليك (مز 32 : 8)
قول لقديس..
(لا يشترك أي رياضي في مسابقة رياضية ما لم يتدرب أولاً. فلندهن أذرع نفوسنا بزيت القراءة، ويكون لنا تدريب منتظم نهارًا وليلاً في صالة تدريب الكتاب المقدس. ) القديس إمبروسيوس
حكمة للحياة ..
+ دربني في حقك وعلمني لانك انت اله خلاصي اياك انتظرت اليوم كله (مز 25 : 5)
Lead me in Your truth and teach me, For You [are] the God of my salvation; On You I wait all the day (Psa 25 : 5).

صلاة..
" الهي الحبيب.. عادل أنت يارب وقدوس في كل شئ وقد حدنا وبعدنا عن محبتك وجلبنا على أنفسنا حكم الموت. لكن برحمتك فديتنا ووهبتنا الخلاص بتأنس أبنك الوحيد يسوع المسيح ربنا. وتقودنا بروحك القدوس وترشدنا لنسلك فى وصاياك. فنقدم لك الشكر والتسبيح ونصلى ليبقى روحك القدوس وكلماتك المقدسة نارًا مشتعلة في أعماقنا تلهب حبك فينا فلا تستطيع بروده العالم وشروره إن تطفئ حرارة محبتك فينا وتهبنا القوة والحكمة والدوافع المقدسة لنسير معك الى النفس الأخير، أمين"
من الشعر والادب
" يارب من مثلك"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
بعد الظلمة لابد هيجى فجر ونور
والتائب لازم على الخطية يثور
ويكون كلام الله له حياة ودستور
بمراحم الرب يغنى ويرنم بحبور
يارب من مثلك رحيم واله غفور
تقبل الخاطي وتجعله أبن للنور
تحول حزنه لفرح قلب وسرور
قراءة مختارة ليوم
الخميس الموافق 1/15
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
عدل أحكام الله
مز 137:119-144 (ص)
137بَارٌّ أَنْتَ يَا رَبُّ وَأَحْكَامُكَ مُسْتَقِيمَةٌ. 138عَدْلاً أَمَرْتَ بِشَهَادَاتِكَ وَحَقّاً إِلَى الْغَايَةِ.139 أَهْلَكَتْنِي غَيْرَتِي لأَنَّ أَعْدَائِي نَسُوا كَلاَمَكَ. 140كَلِمَتُكَ مُمَحَّصَةٌ جِدّاً وَعَبْدُكَ أَحَبَّهَا. 141صَغِيرٌ أَنَا وَحَقِيرٌ أَمَّا وَصَايَاكَ فَلَمْ أَنْسَهَا. 142عَدْلُكَ عَدْلٌ إِلَى الدَّهْرِ وَشَرِيعَتُكَ حَقٌّ. 143ضِيقٌ وَشِدَّةٌ أَصَابَانِي أَمَّا وَصَايَاكَ فَهِيَ لَذَّاتِي. 144عَادِلَةٌ شَهَادَاتُكَ إِلَى الدَّهْرِ. فَهِّمْنِي فَأَحْيَا.
تأمل..
+ عدل الله ورحمته ... نحن لا نستطيع ان نفهم بفكرنا الضعيف مدى عدل الله ورحمته ولكن بعيون الإيمان نثق في حكمة الله ورحمته ومحبته. الله في حبه رحوم وعادل، رحمته مملوءة عدالة، وعدله مملوء رحمة. لقد ظهر هذا على الصليب كينبوع للحب الإلهي عدله الله ورحمته. الله في بره يقدم لنا وصايا بارة لنعرفه ونعبده في بر. وان كان بالعدل قد حكم علينا بالموت كثمرة طبيعية لانفصالنا عنه، كمصدر حياتنا، فبمحبة قَبِلَ الحكم في جسم بشريته، محققًا العدالة الإلهية ليصالحنا مع الآب فنسترد الحياة. وكما أن الله عادل ولا يمكن أن يصنع شيئًا بدون عدلٍ، هكذا يريدنا نحن أن نقتدى به فنسلك بالبرّ والعدل كأبينا السماوي، وذلك في معاملاتنا مع أنفسنا أو مع الغير أو مع الله نفسه.
+ غيرة المؤمن لخلاص النفوس.. المؤمن الحقيقي أيضًا يمتلئ غيرة على بيت الرب الذي في داخله، وبيته المُقام في كل نفس بشرية. ويشعر المؤمن بقيمة النفس باذلاً كل حياته الزمنية، متنازلاً عن كل حقٍ وكرامة من أجل إقامة بيت الرب المجيد في أعماق نفسه. ويغير الإنسان على وقته وطهارته. وتبقى هذه الغيرة ملتهبة حتى ما بعد الموت. كما يشتاق قلب المرتل إالى النقاوة ويرتبط بأقوال الله النارية والنقية في معانيها وفي روحها وفي فاعليتها، إذ وهي نقية قادرة أن تهب النقاوة، وتلهب القلب بنارها. أن سرّ غيرة داود منذ شبابه على عدالة الله، فلأنه اختبرها عمليًا عندما كان أصغر إخوته، مرذولاً حتى من أبيه الذي لم يستدعه عندما أراد صموئيل النبي أن يمسح أحد ابنائه ملكًا، أما الله فلم ينسه كما أن التأمل في وصية الرب والانشغال بها يرفع القلب فوق الضيق والشدة.

الاثنين، 12 يناير 2015

(2) القبول الإلهي وقبول الذات والغير

(2) القبول الإلهي وقبول الذات والغير

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
قبول الله لنا...
لقد خلقنا الله على صورته ومثاله، منحنا نعمة العقل والحرية والمسئولية والارادة ، فلماذا قام قايين على هابيل وقتله ؟ لقد كانت الأرض خالية وكانوا إخوان؟ لقد كان الحسد والغيرة والكراهية هى الأسباب الذي يجعل الأخ يرفض وجود أخيه، ويريد ان ينفيه أويقوم عليه ويقتله، ولماذا قام إخوة يوسف عليه وباعوه عبداً ؟ إنها نفس الأسباب. وماذا نقول على ما نراه في الأرض من صراع وقتل وحروب وقد زاد الكون ليصل تعداده إلى حوالي سبعة مليار ونصف إنسان لهم أعراق وأديان ودول وأمم والسنة مختلفة .
هل يمكن أن نتعاون معاً في مواجهة الأخطار التي تواجه كوكبنا ؟. أننا فى التعاون معا من مختلف الأديان والحضارات والاجناس نثري الحضارة الإنسانية بتنوعنا، ونعمل على مواجهة الأمراض والأخطار التي تواجه العالم من فقر وجهل وتخلف ؟ وعلينا ان نقبل الغير والمختلفين عنا بروح الأحترام والتقدير. بل علينا ان نتعلم ان نحب الآخرين ونقبلهم كما هم لا كما نريد ان يكونوا وهذه هى القاعدة الذهبية في التعامل كما أمرنا السيد المسيح له المجد قائلا : { وكما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا }(لو 6 : 31). لقد جاء السيد المسيح ليهبنا الحياة في ملئها ويشبع نفوسنا ويهبنا حياة أفضل ولكي يكون لدينا التوافق والانسجام النفسي والاجتماعي والروحي.
نعمة الغفران....
إن الله يغفر الخطايا التي تورث الكآبة والإحباط والشعور بالذنب والصراع النفسي والذي قد يصيب الفرد عندما ينقسم على نفسه أو يجد انه لا يستطيع تحقيق أهدافه. الله عندما يغفر للخاطئ التائب المعترف خطاياه ينساها ولا يعود يذكرها له. وهو يريد منا إن نرجع اليه ونتوب { هلم نتحاجج يقول الرب كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف } (أش 1 : 18). من رحمة الله انه يمنحنا القبول والغفران { أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أعود اذكرها } (أش 43: 25.(لقد رجع الابن الضال الذي بدد نصيبه من ثروة أبيه تائباً نادماً، فقبله أبيه فرحاً { السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب } وها هو ينتظر رجوع كل خاطئ فاتحاً ذراعيه ليقبله فرحاً ويعيد له سلامه المفقود. وكما ان الله يغفر خطايانا ويقبلنا علينا أن نسامح ونغفر للأخرين أخطائهم. إن الله يريدنا أن نغفر للآخرين أخطائهم إلينا ونقبلهم كما نصلي ونقول { اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين ألينا}.
لقد مارس الرب يسوع الغفران للمسيئين إليه على الصليب فقال يسوع يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون }(لو 23 : 34). وعلى مثال سيده غفر شهيد المسيحية الأول استفانوس لراجمه قائلاً { يا رب لا تقم لهم هذه خطية } (أع 7 : 8 ). إن الله لا يمكن أن يأمرنا بشيء ليست في وسعنا، وعلي قدر طاقتنا يجب أن نسالم جميع الناس ونصلى من اجل أن يعطينا الله النعمة والقوة لنغفر للمسيئين إلينا ونقبل من الله نعمة الغفران لنا ونمحنها للآخرين { اقبلوا بعضكم بعضاً كما قبلكم المسيح أيضا لمجد الله} (رو 5 : 7 (. المسيحية فى جوهرها هي ديانه الحب والقبول للجميع بدون تمييز عنصري او ديني او طبقي او عرقي او سياسي ، وهذا ما جاء الرب يسوع ليعلمه لنا، ويعملهُ معنا. ان نحب الاعداء ونصلي من اجل المسيئين ونبارك علي المضطهدين لتغير المحبة قلوبهم وتشفى أمراض نفوسهم وأجسادهم وأرواحهم.
قبول الذات...
نحن نعيش في مجتمع لا يعترف إلا بالانجازات والانتصارات ويرفض الفشل ، حتى الآباء ينقلون لأبنائهم هذا المفهوم فان حصلوا على درجات ممتازة كانوا مقبولين . لكن الوضع السليم أن نأخذ بيد الضعيف ليقوى والمريض ليشفى والذي يفشل في مرحلة من مراحل حياته نساعده كبوته فرصةُ له للتعلم والنجاح في المراحل المقبلة. لقد شجعت أم توماس أديسون ابنها الذي اتهم بالبلادة والغباء فكان ذالك فرصة لتخلق منه عالم مخترع ندين له باكتشاف الكهرباء وما يزيد من ألف اختراع .الله يحبنا حب غير مشروط ويريد منا ان نكون مستقبلين لمحبته لا ينبغي أن تكون قديس لتأتي إليه ويحبك ويقبلك. بل يجب أن ناتى اليه كما نحن، إذ ونحن خطاة مات المسيح من اجلنا وهو يريد أن تأتي إليه بضعفنا ونتجاوب مع محبته وهو سيحررنا من كل ضعف ويجعلنا أقوياء به ومن أجل مجد اسمه.
+ اقبل ذاتك بما أعطاك الله من وزنات ومواهب وملامح وما فيك من عيوب ربما في الشكل (قصير – غير جميل – معوق) أو عيوب نفسية وشخصية (تردد – تسرع – انطواء ). ان ما فيك حتى من عيوب وضعفات هذا ما يجعلك متميز ومتفرد على الآخرين . أما ما تستطيع علاجه من ضعفات فأنت قادر بالجهاد والصبر والعمل علي معالجته .
+ أعمل على تطوير نفسك روحياً واجتماعياً ونفسياً وفكرياً واعلم إن الله يحبك ويقبلك ويريد خيرك وفيه تستطيع كل شئ فهو يقويك { لأنه إن كان النشاط موجود فهو مقبول على حسب ما للإنسان لا على حسب ما ليس له }(2 كو 8 : 12 . (وثق في نفسك وأقبلها مهما كانت إمكانياتك وكن متواضع غير ساعي للمديح وان مدحك للآخرين اشكر لهم تقديرهم لك مبينا نعمة الله وفضل الأخرين الذين ساعدوك فلا تكن ناكراً للجميع.
+ علينا إن نقبل الرأي الأخر ونسمتع الي النقد الموجة لنا برحابة صدر فان كان النقد صحيح وبناء نقبله ونجعله فرصة لتفهم ذواتنا وإصلاحها ، فالأخرين يرون ذاتك أكثر مما ترى نفسك لا سيما في العلاقات الأسرية والشخصية واليومية أما إن كان النقد هدام فلا تغضب واقبل الرأي الأخر عالما دوافع الناس السلوكية واعترف انه ليس إنسان كامل والتمس الأعزار للناس، وأفسح في قلبك وفكرك مجالاً متسعاً لقبول المختلفين في الرأي عالماً قيمتك الإنسانية.
+ أسعى في تواضع ومحبة ووداعة للتعامل حتى مع المرضى أو الحالات السلوكية الشاذة .
إننا عندما نتفهم ذواتنا بما فيه من ضعفات ومواجهتها إيجابيا نستطيع أن نتعامل مع الآخرين واحتمال أخطائهم وقبولهم كما هم وليس كما نريد أن يكونوا. وفي جو المحبة والاحترام نساعدهم على تخطي ضعفاتهم أو حتى فشلهم .
+ اقبل ذاتك شاكرا الله على ما لديك من وزنات ومواهب ونمي ما منحك الله من مواهب وهي كثيرة . فهل تبيع يديك أو نظرك وبأي مبلغ ؟ حتى ما فيك من ضعف تستطيع أن تعالجه ليصبح موضع قوة وفخر وليس موضع كبرياء أو افتخار مرضي . الله ينظر إلى قلبك وما فيه من محبة وعلى مقدار ما أحبنا الله واشترانا بدمه الثمين فنحن مقبولين لديه، وهو ينظر إلى نوايانا ودوافع سلوكنا، فقد مدح فلسي الأرملة وعطائها القليل واعتبره أثمن من الذين أعطوا الكثير لأنها أعطت من أعوزاها وهو يُقدر ما تقدمه من خير ويشجعك على ما لديك من عطايا تستخدمها لمجد اسمه.
+ اجعل كل يوم فرصة للتعلم والنجاح { هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونتهلل فيه. يا رب خلصنا، يا رب سهل سبلنا، مبارك الأتي باسم الرب}. ابدأ كل يوم في حياتك بأفكار ايجابية وأسعى للنجاح {اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني}. افحص في أخر اليوم مدى تقدمك وما تحرزه من تقدم وصحح أخطائك مع المرونة في التكيف مع المتغيرات الطارئة تبعاً للظروف والإمكانيات المتاحة مع الاحتفاظ بالمثابرة والثقة بالنفس .وتعلم أن تحيا حياة متوازنة محافظاً على نموك الروحي من خلال القراءة والصلاة وممارسة الوسائط الروحية ، لتكن لك علاقة شخصية وثيقة بالله فهذه العلاقه تحافظ على سلامتك النفسية وانسجامك بدون عقد نفسية وإقراء كتب نفسية تكتشف فيها وبها ذاتك وتطورها.
+ أهتم بعلاقاتك الاجتماعية سواء في الأسرة أو العمل أو الوسط المحيط وليكن هدفك تطوير وأثراء ذاتك وشخصيتك لمجد الله ولتصل إلى حياة سعيدة ولا تحاول أن تكون صورة من غيرك فأنت فريد في شخصك لكن عليك أن تقتدي بالصفات الحسنة في معلمك الصالح والقديسين وكن كالنحلة التي تأخذ من رحيق مختلف الأزهار لتصنع عسلا حلو المذاق وكن منفتحا على أراء وثقافات وفضائل الآخرين فان هذا ينميك ويجعل منك بركة لنفسك وللآخرين .
قبول الأخر....
إننا مدعوون لقبول الأخرين واحترامهم مهما كان شخصياتهم. علينا قبولهم بايجابياتهم وسلبياتهم، فهم خلقوا على صورة الله ولا تنتظر أن يكون أحد صورة منك. الأخر قد يكون زميلك في الدراسة أو العمل أو جار لك في السكن أو المجتمع، وقد يكون الأخر مختلف عنك في الدين أو العرق أو الجنس أو الرأي أو العقيدة. وقد تتعامل معهم سواء وجها لوجه أو كما الأن نتعامل الان معا عن طريق الإعلام والكلمة المقرؤة . اقبل الغير كما هم دون أن تتنازل عن المبادئ أوالأخلاقيات التي عندك .
+ أن قابلت معاملة سيئة من الغير فلا تعاملهم بنفس المعاملة السيئة وتدعهم يقودك إلي رد فعل سلبي . فالنار لا تطفئها النار بل الماء . وان أراد الأخر أن ينفيك أو يضرك فدافع عن نفسك بأسلوب سليم وبالمنطق وترد الأذى دون أن تدمر الأخر بل تُصلح من أمره وتبين خطاء موقفه تجاهك .وكلما كانت قضيتك عادلة وتدافع عنها بالحق ستصل إلى هدفك ولو بعد حين فلا تيأس ولا تفشل في عمل الخير. لا تعتبر الأخر مزاحم لك يريد أن يأخذ مكانك ذلك التفكير الطفولي الذي يدمر علاقتنا بالأخر. ولا تعتبر الأخر وسيلة للوصول إلى هدفك وتكون بذلك أنانيا بل في تعاون وتفاهم تشجع الآخرين وان اختلفوا عنك في الرأي أو العرق أو الدين او اللون تلك الاختلافات يمكنها أن تثري شخصيتك وثقافتك .
+ لقد سأل البعض الأنبا باخوميوس أب الشركة الرهبانية في أن يقص عليهم احد الرؤى فقال لهم الخاطئ مثلي لا يطلب من الله أن تكون له رؤى مع هذا أقول لكم إذا رأيتم أنسانا طاهرا متواضعا فهذه أجمل المناظر والرؤى لأنكم تروا فيه الله غير المنظور من خلال الإنسان المنظور الذي هو هيكل لله علينا إن نكتشف الايجابيات التي في الأخر وليس سلبياته وأحترم وتقبل ما فيه من اختلاف ولا نرى فيه سببا لإعاقتنا عن بلوغ أهدافنا في الحياة .
+ إن عالم اليوم في ظل الاختلاف الحضاري والديني والعرقي يحتاج إلى جو ديمقراطي يقوم على التعددية والتسامح والتعاون والتكامل وان نخلق فيه جسورا للانفتاح الفكري والثقافي والديني ، نحن ننمو في أيماننا وننتمي لمجتمعنا وكنيستنا مع الانفتاح علي الأخرين دون تعصب او تطرف أو أنغلاق.أننا نحتاج ألي التعرف على وجهات النظر المغايرة لنتجاوز التمركز حول الذات الذي يوقف النمو السليم للمواطن الصالح. ويجب أن نؤمن بحق الأخر في الحياة والحرية والنمو دون إلغاء أو تهميش أو تعصب أعمى يقود إلى تخلف الأفراد والمجتمعات والدول. وكلنا أمل لكي نعمل معا لا سيما قادة الفكر والدين والدول من اجل خلق أجواء صالحة للاحترام وقبول الأخر والتعاون من اجل بناء عالم أفضل ومستقبل مزدهر للبشرية .فلنتقدم إذا إلى الله طالبين شفاء جراحنا وإطلاقا لمواهبنا ونمو لشخصيتنا ونقبل منه بالغفران والقبول { لأنه ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية. فلنتقدم إذا إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة وعوناً في حينه } (عب 4 : 15 ، 16 ).
أجعلنى مقبول لديك ..
لقد خلقتني يا الله على صورتك، ووهبتني وزنات ومواهب وحرية خلاقة، لأعمل وأبدع في مجتمعي. لقد قبلتني وأنا خاطئ ، وحررتني من الخطية والضعف والخوف والرياء .وأنت تقودني في موكب نصرتك .ربي علمني أن اقبل نفسي وأطورها .اقبل ذاتي فيما لا اقدر أن أغيره، وانمي ما لدي من وزنات ومواهب، واقبل الآخرين واحترمهم كما هم، وأعاونهم لاكتشاف أفضل ما عندهم، مقدرا إسهامهم ومشاركتهم في البناء .لنتعاون معا لخلق مجتمع فاضل، علمني يارب أن أعرف قدر نفسي وابذل وأكون نور وملح يعطي طعم طيب للمحيطين بي. اجعلني احبك وأحب نفسي والغير، محبة روحية تبني وتطور وتهدي، ربي اجعل حياتي مقبولة أمامك.

السبت، 10 يناير 2015

قبول النفس وتنميتها


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
أحبب نفسك محبة روحية..
+ لقد دعانا الرب ان نحب قريبنا كانفسنا. فكمقياس للحب للآخرين علينا ان نحب أنفسنا محبة روحية تربطها بالله وتبنيها وتمي مواهبها ووزناتها وقدراتها. علينا ان نصادق أنفسنا ونقوم أخطائها وننمي وزناتنا ونتاجر ونربح بها لمجد الله ولبنيان ملكوت الله داخلنا. قد يرجع سبب تعاسة الكثيرين الي ضعف تقديرهم لذواتهم، فهم يتطلعوا الي الجمال حولهم، لكنهم لا يرون الجمال الذى في أنفسهم، هم ينجزون وينجحون، لكنهم لا يسعدون، إنهم يقيّمون ذاتهم على إنجازاتهم فقط، يجب أن نتعلم أن نقدر ذاواتنا، ولا نقيّمها بحسب إنجازاتها فقط. علينا أن نحب أنفسنا ونتقبلها كما هي. على الأباء والأمهات أن يقدموا لابنائهم محبة غير مشروطه أو متوقفة على نجاحاتهم لينمو نمو نفسي سوى ويشجعوهم فى محبة الله القدير وعلى عمل الخير. علينا نحن أن نقبل ما قمنا به فى الماضى وأن كانت هناك أخطاء فبروح التعلم من الماضى نُصلح الحاضر لنجعل المستقبل أفضل. ونطلب الغفران على خطايا الماضى ولا نعود اليها ونسامح أنفسنا على أخطائها.
+ الله يحبك كما انت ويقبلك بقوتك وضعفك ويريد ان يحررك من ضعفك وخوفك ويفجر الامكانيات والطاقات الكامنة فيك وقد خلقك علي صورة ومثاله لك العقل المبدع والروح التي لاتموت والجسد ذو العاطفة الصادقة والمحبة الخلاقة والحرية المنضبطة والرجاء الذي يجب ان لا ينطفي فلماذا لا تصادق نفسك وتقبلها كما قبلنا المسيح لمجد الله الأب. انت فريد من نوعك فلا يوجد من يشبهك فلا تكون الا نفسك التي ارادها الله لك ووهبها القدرة والحكمة والنعمة ويهبها ملكوته السماوى.
هل انت صديق حقيقي لنفسك؟
+ علينا مع بداية العام وكل شهر ومناسبة ان نراجع ونحاسب أنفسنا ونجعلها تثمر ويدوم ثمرها. ولا نقلل من قدر أنفسنا فنحن ابناء وبنات لله ومحبوبين لديه، وكل منا شخص فريد من نوعه مخلوق لاعمال صالحه يقوم بها { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 : 10). علينا أن نكون أمناء على وزناتنا وفى عملنا وحياتنا الخاصة. نبنى علي أسس سليمة روحيا فكرنا وقولنا وأعمالنا وتصرفاتنا فاذا وجدنا أنفسنا نتصرف على أساس هذه الحقائق، نكون أصدقاء لانفسنا ونشجعها بالنتائج التي حققناها ونقبل ضعفاتنا الشخصية التى لا نستطيع تغييرها من حيث الشكل أو الظروف أو السمات الشخصية فهي تجعلنا متفردين ومتميزين عن غيرنا. ونحفّز أنفسنا لتحقيق المزيد من الطموحات كل يوم وننتهز الفرص المواتية للتقدم لكن ليس علي حساب الاخرين بل علينا أن نتقدم ونسعى لتشجيع ونمو شخصيات ونجاح الاخرين. ونطلب القوة والعون من الله ونصلى ليتقدمنا فى كل عمل صالح.
+ لا تقلّل من قدراتك ولا تقارن نقاط ضعفك بنقاط قوة غيرك؟ بل جرّب العكس وسترَى كم أنك بالفعل موهوب! وكم انعم الله عليك من نعم، قرّر أن تواجه القرارات الصعبة بنفسك, ولا تؤجل قراراً يجب أن تتخذه بنفسك لصالح مستقبلك الارضي والأبدي. أقبل نفسك وشخصيتك "كما هي" واعترف بالنقاط السلبية فيك وحاول معالجتها. فانت تقتدر الكثير وقوة الله في الضعف تكٌمل .
وقرّر أن تساعد الناس كلما تكون قادراً. افعل ذلك بكل حب. ولا تعامل نفسك أو غيرك بحدة أو بشدة. ولا تكثر من توبيخ نفسك أو غيرك بالنقد، طالما أنك لم تقِّصر في شئ وارضى بما رضاه الله لك. لا تتسرّع في إصدار أحكامك السلبية على الآخرين وأحسن الظن بهم والتمس لهم الاعذار.
+ حاول أن ترى جوانب مشرقة مبهجة في حياتك. وتذكر ان نعم الله كثيرة. اعرف "كل" نقاط قوتك وكن واثقا بنفسك بعد ثقتك بالله ولا تسمح لأحد بأن يجادلك بشأنها. لكن كن وديعا متواضعاً واقبل النقد البناء اما الذين يحاولوا هدم ما تبني فلا تلتفت لكلامهم بل اعزرهم علي سوء فهمهم، كن حكيما ولكن احرص ان لا تقول لاحد ذلك لكي لا تثير غيظ أو عداء احد .
تعرّف على مشاعرك الحقيقية السلبية من حقد،غيرة، حسد.. لا تنكرها ولكن اعمل على تغييرها بما هو إيجابى وبناء وأطلب من الله عوناً على ذلك. لا تقلّل من شأن نفسك، أمام نفسك أو أمام الآخرين. ولكن لا تمدح نفسك امام الناس ودع اعمالك الحسنة تشهد لك. ولا تبحث عن الناقص عندك.. بل اشكر الله على ما بين يديك من نعم؛ وتقدّم للأمام.
عندما تقبل نفسك ...
+ عندما تقبل نفسك، فإنك تصبح عصي تجاه رفض الآخرين لك وعندما تحب الآخرين كنفسك سيحبوك وستكون مصدر فرح وسلام وتشجيع للغير. ان الله يحبك انت ودعاك باسمك ( لا تخف لاني فديتك دعوتك باسمك انت لي. اذا اجتزت في المياه فانا معك و في الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع و اللهيب لا يحرقك) (اش 1:43-2). عندما تقبل نفسك، فإنك لن تفقد إيمانك بقدراتك الداخلية وتتغلب على جوانب الضعف المترسبة لديك أو خطاياك وسيتحول ذلك الي خبرة لمستقبل افضل {ليقل الضعيف بطل انا} (يؤ 3 : 10).
+ عندما تقبل نفسك، فإنك لن تضيّع الوقت تلهث باحثاً عن حب الآخرين بل سياتيك هذا الحب بصورة طبيعية. عندما تقبل نفسك، تنحصر جهودك في تطوير نفسك ولن تضيعها وقت في محاولة هزيمة الآخرين بل تنجح وتساعد وتشجع الغير على النجاح. ولا تبالغ في تقدير قيمة الأشياء المادية. ولا تقلل من قيمة نفسك التي فداها المسيح بدمة وستحب اللة ولن تشعر بالوحدة أو الظلم تجاه المشاعر السلبية بل ستمتد في حب منفتحاً علي الجميع في إيجابية وتضحية وبذل وعطاء.
+ عندما تقبل نفسك، فإنك لن تكون أسيرا للماضي. قبول الذات أمر ضرورى فبواسطته تستطيع تتطور وتقدم بثبات فى حاضرك الي مستقبل أفضل. عندما لا تقبل ذاتك، فانك تخاف مما يمكن أن يكشفه كل يوم يمر بك من حقائق عنك. وعندما تقبل نفسك، ستصبح الحقيقة أفضل أصدقائك. حينما تقبل ذاتك، يمكنك قبول من حولك بروح الأنفتاح على الغير بايجابية بناءة وبثقة فى النفس بروح الحكمة والتمييز.
علمني يارب ...
+ علمنى يارب إن أحب نفسي وابذلها بحب من اجلك ومن اجل الخير ومن اجل الخير والغير. ودربي علي الحياة وفق مشيئتك فانت الهي وعليك أتكل وبك انتصر. ساعدني يالهي ان اقبل نفسي كما هي وكما خلقتها انت علي صورتك، أن حياتي ثمينه عندك فلتكن عزيزة في عيني نفسي. قوم سبلي في رضاك وساعدني علي العمل بوصاياك.
+ علمني يارب ان اقول لا للخطا والخطيئة، ولا أرضي لنفسى ان تحيا الا كما ترضي الي يا الهي كابن بار لاب قدوس وصالح وأن القائل {اعلمك وارشدك الطريق التي تسلكها انصحك عيني عليك} (مز 32 : 8). هذا وعدك لي وانا متمسك بوعودك الصادقة، وانت أبي وسيد حياتي وبك اثق. فقودني في موكب نصرتك، أمين.

الاثنين، 5 يناير 2015

آية وقول وحكمة ليوم الثلاثاء الموافق 1/6

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ فَغَرْتُ فَمِي وَلَهَثْتُ لأَنِّي إِلَى وَصَايَاكَ اشْتَقْتُ. الْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي كَحَقِّ مُحِبِّي اسْمِكَ} (مز 131:119-132)
قول لقديس..
( فتحت فمي وأُجتذبت فيّ الروح، وأسلم نفسي وكل كياني للروح. لكي يعملنا متى وكيف نتكلم ومتى نصمت، فليمسك بنا روحك القدوس ويقودنا، ويحرك اليد والذهن واللسان إلى ما هو حق، إلى ما يريد. وليضبطنا روحك في الحق وطريق القداسة والحياة. لنكون آلات عاقلة لله يعزف عليها الروح القدس كفنان ماهر) للقديس غريغوريوس النزينزي بتصرف
حكمة للحياة ..
+ اعلمك وارشدك الطريق التي تسلكها انصحك عيني عليك (مز 32 : 8)
I will instruct you and teach you in the way you should go; I will guide you with My eye (Psa 32 : 8)
صلاة..
" أيها الرب الهي ما أعظم أسمك في الأرض كلها، عجيبة هي حكمتك ووصاياك، وليس شئ يستطيع أن يحد عمق محبتك للبشر. أنت هو الآب الرحيم على بنيك وبقدر عظمتك قويت رحمتك علي خائفيك. فليشرق فينا نور معرفتك ولتهبنا حكمة بوصاياك وكلامك ولتعطي حكمة للجهال وبمحبتك تعلم الأطفال وترشد الضالين. أننا نصلى ليقودنا روحك القدوس ويعلم ويهذب النفوس ويقوى الضعفاء ويعطي للبائسين رجاء ويملأ نفوسنا سلاما وفرحا ونعيما لكي اذ ما يكون لنا الكفاية والشبع من كل شئ في كل حين نذداد في كل عمل صالح، أمين"
من الشعر والادب
" ليلة الميلاد"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
يوم ما ولد المسيح على الارض،
كان يوم، ليلة طويل ومليان برد،
بيوت كتير مقفوله قدام ملك المجد.
قلوب مليانه جحود مقدرتش تجود،
على ملك الوجود، وتدفيه من البرد،
بمذود حقير ولد يسوع الرب القدير،
وأخلى ذاته بالتدبير من كل المجد
وللإنسان صنع أحسان ملهوش حد
فهل لو جاء الأن يجد الإيمان ويبقى
فرحان ولا يرجع للسماء من ثان!

قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 1/6
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَر
عمق وعظمة وصايا الله
مز 129:119-136(ف)
129عَجِيبَةٌ هِيَ شَهَادَاتُكَ لِذَلِكَ حَفِظَتْهَا نَفْسِي. 130فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ يُعَقِّلُ الْجُهَّالَ. 131فَغَرْتُ فَمِي وَلَهَثْتُ لأَنِّي إِلَى وَصَايَاكَ اشْتَقْتُ. 132الْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي كَحَقِّ مُحِبِّي اسْمِكَ. 133ثَبِّتْ خَطَواتِي فِي كَلِمَتِكَ وَلاَ يَتَسَلَّطْ عَلَيَّ إِثْمٌ. 134افْدِنِي مِنْ ظُلْمِ الإِنْسَانِ فَأَحْفَظَ وَصَايَاكَ.135 أَضِيءْ بِوَجْهِكَ عَلَى عَبْدِكَ وَعَلِّمْنِي فَرَائِضَكَ. 136جَدَاوِلُ مِيَاهٍ جَرَتْ مِنْ عَيْنَيَّ لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْفَظُوا شَرِيعَتَكَ.
تأمل..
+ عمق وعظمة وصايا الله .. من وصايا الله وأحكامه وعمقها نتعلم كل ما يستوجب العجب ومنها ننال حكمة وفهم روحي لكل أنواع الفضيلة مع رفض الرذيلة. وعجيبة هي شهادات الرب؛ فهي فريدة في كمالها الذي لا يعرف الحدود؛ عجيبة في نقاوتها، خالية من كل الأباطيل؛ عجيبة في إمكانياتها، فهي قادرة أن تسحب الإنسان إلى حضرة الله؛ عجيبة في صدقها، تقدم وعود إلهية أمينة إلى المنتهي. عجيبة هي كلمة الرب لأنها تكشف عن شخص الله وتعلن عن خطته الإلهية ونظرته إلى الإنسان واهتمامه بخلاصه الأبدي. كما ان كلمة الله المتجسد دعى اسمه عجيبًا (إش 6:9)، لأنه جاء يحدثنا بلغة الحب الإلهي العملي، مقدمًا حياته ذبيحة حب ترفع خطايا العالم كله. كما ان وصايا الله تنير وتثقف الأميين الذين بسبب عدم معرفتهم يُدعون أطفالاً. وتنير الذين باختيارهم رجعوا وصاروا أطفالاً، كما فعل رسلك القديسون وغيرهم.
+ الاشتياق لعطية الروح .. تشتاق نفس المرتل إلى عمل الروح القدس الذي يلهب القلب بالحنين نحو كلمة الإلهية. الروح الذي فتح أفواه الأطفال والرضع ليسبحوا للمخلص، هو أيضًا يدخل في أذهاننا وفي إنساننا الداخلي لفهم أسرار المخلص والخلاص، فيلهب النفس شوقًا نحو وصايا الرب أو ناموس المسيح الروحي. فيفتح المرتل فمه بعد جري طويل ليتنفس الصعداء. إن الوصية بالنسبة له هي نسمة يستنشقها في داخله، ترد له حياته. يقول المرنم فتحت فمي وأُجتذبت لىّ روح، وسلمت نفسي وكل كياني للروح عملي وكلامي وصمتي، ليمسك بي الله ويقودني.
+ شهادات الرب تعلمنا محبته... عندما يفتح المؤمن فمه الداخلي ويتقبل عمل الروح القدس فيه يمتلئ قلبه حبًا لله فيمارس وصيته، وبممارسته الوصية أو طاعته لها يعلن عن حبه لله ويجتذب نظراته إليه. لهذا يطلب المرتل من الله أن ينعم عليه بنظرته الإلهية التي بها يتطلع إلى محبوبيه الأخصاء، ويهبهم رحمته الخاصة بالذين يحبونه. كما ان ممارسة المرتل للوصية تهب المؤمن نظرات الرب الخاصة ومراحمه وتتشدد قدماه للتحرك في الطريق الملوكي بحرية كمن يطير، لا سلطان للإثم عليه، ولا يقدر الشر أن يوقف خطواته وسيره نحو الله والفضيلة. لقد ذاق داود النبي المرارة بسبب افتراءات الأشرار، فحُرم مرات كثيرة ولفترات طويلة من التمتع من مقدس الرب ومن شركة العبادة الجماعية ومن الوجود وسط الشعب، ليبقى طريدًا بلا ذنب من جانبه. ولهذا يطلب معونة الله وخلاصه لئلا تشتد الضيقة فوق احتماله. في أحلك اللحظات كان وهو مطرود يشعر أنه كشجرة الزيتون المغروسة في بيت الرب، لا يقدر أحد أن يقتلعه من مقدس الرب، ولا من ينزع المقدس من أعماقه ومع هذا لم يكف عن الصراخ طالبًا العون الإلهي، وكأنه يقول: "لا تدخلنا في تجربة".

الأحد، 4 يناير 2015

آية وقول وحكمة ليوم الأثنن الموافق 1/5


أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية للتأمل
{ فقال لهم يسوع انا هو خبز الحياة من يقبل الي فلا يجوع و من يؤمن بي فلا يعطش ابدا} (يو 6 : 35)
قول لقديس..
( لنقرع باب المسيح الذي قيل عنه: "هذا هو باب الرب والصديقون يدخلون فيه" مز20:119، حتى متى دخلنا يفتح لنا الكنوز المخفية بالمسيح يسوع الذي فيه كل العلم: "المذخر فيه كنوز الحكمة والعلم") القديس جيروم
حكمة للحياة ..
+ الحكمة خير من اللالئ وكل الجواهر لا تساويها (ام 8 : 11)
wisdom is better than rubies, And all the things one may desire cannot be compared with her (Pro 8 : 11)


صلاة..
" ربى والهي .. خلصنى من أيدى أعدائى القائمين علي ومن الأشرار الذين يتأمرون لهلاكي يا منقذ العصفورٍ من فخ الصياد. فمن أئتمنه على حياتي ونجاتي سواك؟ أصنع معي حسب رحمتك وأمنح عبدك حكمة وفهما وقوة لعمل وصاياك. لتكن أنت يارب غنى نفسي لاني أحببت وصاياك أفضل من الذهب والحجر الكريم. علمنى يارب ودربى في طريق محبتك فالهج بمحبة وأتامل وصاياك وأسير خلفك حاملا الصليب فرحا بخلاصك. أبنى يارب نفسي على الإيمان الأقدس وجملنى بالفضائل لاصير أهلا لمملكة السماء ، أمين"

من الشعر والادب
"علمني يارب "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
علمنى يارب ودربني كل حين
كي أكون من الأبناء الشاكرين
أسمع وأطيع صوتك الأمين
أصادق كتابك والاباء القديسين
بمحبتك وعشرتك نحيا فرحين
ملائكتك يارب ليكونوا لي معين
بروح قدسك نحيا دوما مسبحين
نجاهد لنصل معك للسماء، أمين
قراءة مختارة ليوم
الأثنين الموافق 1/5
الْمَزْمُورُ الْمِئَةُ وَالتَّاسِعَ عَشَرَ
مز 121:119-128(ع)
121أَجْرَيْتُ حُكْماً وَعَدْلاً. لاَ تُسْلِمْنِي إِلَى ظَالِمِيَّ. 122كُنْ ضَامِنَ عَبْدِكَ لِلْخَيْرِ لِكَيْ لاَ يَظْلِمَنِي الْمُسْتَكْبِرُونَ. 123كَلَّتْ عَيْنَايَ اشْتِيَاقاً إِلَى خَلاَصِكَ وَإِلَى كَلِمَةِ بِرِّكَ. 124اصْنَعْ مَعَ عَبْدِكَ حَسَبَ رَحْمَتِكَ وَفَرَائِضَكَ عَلِّمْنِي. 125عَبْدُكَ أَنَا. فَهِّمْنِي فَأَعْرِفَ شَهَادَاتِكَ. 126إِنَّهُ وَقْتُ عَمَلٍ لِلرَّبِّ. قَدْ نَقَضُوا شَرِيعَتَكَ. 127لأَجْلِ ذَلِكَ أَحْبَبْتُ وَصَايَاكَ أَكْثَرَ مِنَ الذَّهَبِ وَالإِبْرِيزِ. 128لأَجْلِ ذَلِكَ حَسِبْتُ كُلَّ وَصَايَاكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ مُسْتَقِيمَةً. كُلَّ طَرِيقِ كَذِبٍ أَبْغَضْتُ.
تأمل..
+ طلب العون الإلهي... يطلب داود النبي العون من الله، فكلما تمتع المؤمن بالنعمة يثور ضده الشيطان، فيستنجد بالأكثر بالله معينه. ويطلب من الله في دالة ألا يقع فى ايدي الظالمين. كما ان السلوك المستقيم يشجعنا الصلاة والطلب من الديان أن ينجينا من ظلم الآخرين، ليس عن برِّ ذاتي ندعيه وإنما خلال عمل نعمته فينا. لقد وضع المتكبرون في قلبهم أن يفتروا باطلاً على داود، وهو يقول ليس لي من يدافع عني ويكون كفيلاً عني سواك. أنت ضامني، تدافع عن قضيتي، فلا يقدر الأشرار أن يتعبونى بافتراءاتهم، بل تخلصني منهم كعصفور من فخ الصياد.
+ الصلاة وأنتظار خلاص الرب.. المرتل يطلب من الله ألا يسلمه للظالمين، وأن يحميه من المتكبرين، فإن عينيه لا تجفان قط مشتاقتين بدموعٍ إلى خلاص الرب أو إلى مجيء المخلص الذي يحقق بصليبه عدل الله ورحمته؛ إذ يفي الدين، ويقدم الحب، ويعلن ذاته ضامنًا وكفيلاً لدى الآب لمؤمنيه المتمسكين به والمختفين فيه. ويقول: {عيناي قد ذبلتا من انتظار خلاصك، وقول برك}. لقد بكى وانتظر، متطلعًا إلى يد مخلصه، الذي يسمع صوت الدموع وتنهدات القلب الخفية أكثر من كلمات الشفتين.
+ الوصية الإلهية عون المؤمن.. وجد المرتل في كلمة الله الإجابة على كل أسئلته والشبع لكل احتياجات نفسه أكثر من الذهب والفضة، فأحبها أكثر من كل كنوز العالم. ويجب علنا أن نطلب وصايا الرب وكلامه كعون ونصرة وغذاء لنفوسنا. فإنه لا يكفي أن ننال فهم وأن نتعلم شهادات الله ما لم ننال الشبع المستمر من ينبوع النور الأبدي. وكلام الله غني للمؤمن أفضل من الذهب والياقوت. وإن كان الإنجيل يدعونا إلى حساب النفقة عند بناء البرج، فإن برج حياتنا الروحية الشاهق لا يقوم علي حجرٍ واحدٍ بل حجارة كثيرة من الفضائل أثمن من الذهب والحجارة الكريمة. وإن كان الظالمون والمتكبرون يقاوموا المؤمن من أجل ارتباطه بالوصايا، فإن المؤمن يحتمي بكلمة الله ويدخل إلى أعماق أسرارها، ويشتاق إلى الشهادة لها مهما يكن الثمن.

السبت، 3 يناير 2015

أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَمَحَبَّتَكَ


أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَمَحَبَّتَكَ
(رؤ 19:2)
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

معرفة الله الغير محدودة
+ الله كلي الحكمة والمعرفة وهو عارف بخفايا وظواهر قلوب وأفكار وأعمال بنى البشر وليس شئ غير مكشوف أمامه يقول لكل واحد وواحدة منا { أنا عارف أعمالك}. ان عيني الله كلهيب نار تخترقان أستار الظلام { ليس خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه امرنا} (عب 4 : 13). وهكذا قال لملاك كنيسة ثياتيرا { أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَخِدْمَتَكَ وَإِيمَانَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّ أَعْمَالَكَ الأَخِيرَةَ أَكْثَرُ مِنَ الأُولَى.} (رؤ 19:2). وهو يقول لكل واحد منا أنا عارف أعمالك ومحبتك وخدمتك وإيمانك وصبرك، فهل أعمالنا ترضى الله؟ وهل محبتنا لله كاملة ؟. وهل نخدم الله ومن حولنا أو نخدم ونرضي أنفسنا؟. وهل نحيا الإيمان العامل بالمحبة؟ وان كان إيماننا ضعيف فهل نصلى لننمو فى الإيمان؟. وهل نصبر فى الضيقات والتجارب ونصلى، أم نفقد أعصابنا وسلامنا ونشتكي أو نتذمر الي الله والناس؟.
+ لقد أختبر رجال الله القديسين معاملات الله الطيبة وعبروا عن إيمانهم بحضورة الدائم معهم ومعرفته الشاملة لاحوالنا، وقدرته وحكمته التى تدير الكون كله وقد قال داود النبي { لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا. مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِي وَجَعَلْتَ عَلَيَّ يَدَكَ. عَجِيبَةٌ هَذِهِ الْمَعْرِفَةُ فَوْقِي. ارْتَفَعَتْ لاَ أَسْتَطِيعُهَا. أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ. فَقُلْتُ: «إِنَّمَا الظُّلْمَةُ تَغْشَانِي». فَاللَّيْلُ يُضِيءُ حَوْلِي! الظُّلْمَةُ أَيْضاً لاَ تُظْلِمُ لَدَيْكَ وَاللَّيْلُ مِثْلَ النَّهَارِ يُضِيءُ. كَالظُّلْمَةِ هَكَذَا النُّورُ} (مز4:139-12). كما سبحت سوسنة العفيفة الرب قائلة { أَيُّها الإِلهُ الأَزَليُّ البَصيرُ بِالخَفايا والعالِمُ بِكُلِّ شَيءٍ قَبل أَن يَكون} (دا 13 :42). ودانيال النبي يعلن أن الله هو الذى يكشف لاتقيائه الاسرار ويهبهم حكمة ومعرفة { لِيَكُنِ اسْمُ اللَّهِ مُبَارَكاً مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ. وَهُوَ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالأَزْمِنَةَ. يَعْزِلُ مُلُوكاً وَيُنَصِّبُ مُلُوكاً. يُعْطِي الْحُكَمَاءَ حِكْمَةً وَيُعَلِّمُ الْعَارِفِينَ فَهْماً. هُوَ يَكْشِفُ الْعَمَائِقَ وَالأَسْرَارَ. يَعْلَمُ مَا هُوَ فِي الظُّلْمَةِ وَعِنْدَهُ يَسْكُنُ النُّورُ.} (دا20:2-22).
+ ورغم أدراكنا بمعرفة الله كخالق وحاضر في كل زمان ومكان وعارف لأفكارنا وعواطفنا وأعمالنا الا ان البعض يتجاهل وجود الله أو يكفر به أو يجحده بالقول والفعل والعمل، والبعض يهمل الدعوة الإلهية أو هموم وغرور العالم والغني تجعله يبتعد عن الله. البعض فى شروره ينحرف الى المادية واهتمامات العالم أو الشهوات. والله كأب وخالق كلى الرحمة ينظر الينا بعين الرحمة والشفقة والحب ويدعونا الى التوبة { عِنْدِي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى. فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى، وَإِلا فَإِنِّي آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَكَانِهَا، إِنْ لَمْ تَتُبْ.} (رؤ 4:2-5). والله في عدله وحكمته يعطي كل واحد كحسب أعماله { أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.} (رؤ23:2). ان الله في محبته يصبر علي كل نفس لكي ترجع اليه وتستريح فيه وتثمر به. وفى المسيح يسوع ربنا يجب ان يكون لنا ثقة ورجاء وأمل فهو يقوى الضعيف ويسترد المطرود ويجبر الكسير ويعصب الجريح وعلي أسمه يكون رجاء الأمم { قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ.} (مت 20:12). وهو يدعونا الى التوبة والرجوع الي الله لنحيا الأستعداد الدائم لملاقاة الرب لان الوقت { وَقَالَ لِي: «لاَ تَخْتِمْ عَلَى أَقْوَالِ نُبُوَّةِ هَذَا الْكِتَابِ، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ... وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعاً وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ.}(رؤ 10:22،12).
ماذا يريد منا الله..
+ المسيحي وعمل الخير.. المسيحي مدعو ان يقتدى بسيده يجول يصنع خير ويعلن لا باللسان أو بالكلام بل بالعمل والحق عن إيمانه العامل بالمحبة. أن الله يريد خلاصنا ونجاتنا وقداستنا { يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4). وكما ان الله قدوس فانه يريد ان نكون قديسين أمامه { لان هذه هي ارادة الله قداستكم ان تمتنعوا عن الزنا } (1تس 4 : 3). لقد خلقنا الله لنقوم باعمال صالحة { لاننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لاعمال صالحة قد سبق الله فاعدها لكي نسلك فيها} (اف 2 : 10). هكذا علينا ان نتعلم من مخلصنا الصالح ونقتدي به { فمن يعرف ان يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له}(يع 4 : 17). فلا نكل ولا نمل فى عمل الخير بل نثق أن من يزرع خير لابد أن يحصد خير فى حينه { فلا نفشل في عمل الخير لاننا سنحصد في وقته ان كنا لا نكل }(غل 6 : 9). وليكن كل يوم فى حياتنا فرصة متجدده لعمل الخير والصالح نحو جميع الناس وكلما وجدنا الفرصة فلنقدم من وقتنا وجهدنا وأموالنا خير للجميع { فاذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لاهل الايمان} (غل 6 : 10).
+ المسيحي والمحبة الباذلة ... المحبة هى أعظم وصية فى الكتاب المقدس. أن نحب الله من كل القلب والنفس والفكر والقدرة ونحب قريبنا كنفوسنا. وكما بذل السيد المسيح ذاته من أجل خلاصنا، علينا أن نبذل أنفسنا من أجل خلاص أخوتنا وراحتهم وسعادتهم { اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا.} (رو8:5). أعمال المحبة والرحمة كثيرة وتحتاج لقلوب محبة تعمل مع المسيح لأعلان محبته لكل أحد، للخطاة الذين أحتملهم الرب ودافع عنهم، وللمضطهدين كما صبر الله عليهم وغيرهم، لمحبى المال الذين حررهم الرب ودعاهم لخدمته، نعلن محبتنا للجميع للقريبين والبعيدين لان المسيح الهنا رجاء للجميع. أن أعمالنا يجب أن تقاس بما فيها من محبة للخير ولعمل الخير ولهذا وجدنا السيد المسيح يقول عن المرأة الخاطئة ان خطاياهاغفرت لها لانها أحبت كثيرا.
+ الإيمان العامل بالمحبة.. الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون وها هو الله يطلب فعلة لحصاده. والدعوة موجهه لكل واحد وواحدة أن نعمل فى حقل الرب ونخدم ونسعى لخلاص النفوس، وندعو للتوبة والإيمان. ان البار بالإيمان يحيا، الإيمان بالله ومحبته وقدرته وخلاصه وعمله الدائم معنا والإيمان بخلاص الله المعلن فى الكتاب المقدس والذى عاشته الكنيسة عبر أجيال كثيرة، واستطاعت ان تقدم الى السماء جوقات من القديسين. فهكذا قدم القديس بولس الرسول نفسه في ضيقات وأسفار وأخطار وميتات مرارا وقال { لست احتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى اتمم بفرح سعيي والخدمة التي اخذتها من الرب يسوع لاشهد ببشارة نعمة الله (اع 20 : 24). فلنثق يا أحبائى ان الله يراقب جهادنا ويقوى إيماننا ويعمل معنا ويدعونا برحمته أن نعمل وننجح ولا نفشل { من اجل ذلك اذ لنا هذه الخدمة كما رحمنا لا نفشل} (2كو 4 : 1). وعلينا أن نسهر ونجاهد { اسهروا اثبتوا في الايمان كونوا رجالا تقووا }(1كو 16 : 13)
+ صبر القديسين.. أننا نحتاج الى الصبر والمثابرة وضبط النفس حتى النفس الأخير، فمن يصبر الي المنتهي فهذا يخلص { بصبركم اقتنوا انفسكم}(لو 21 : 19). وفى جهادنا الروحي وتعاملاتنا اليومية نقتدى بالمسيح يسوع ربنا ورئيس إيماننا { ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله. فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم} (عب 12 :2- 3). وفي كل أمور حياتنا نصبر حتى نصل بسفينة حياتنا الى شاطئ الأبدية السعيدة { لانكم تحتاجون الى الصبر حتى اذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد} (عب 10 : 36). كما نستمد القوة من سحابة الشهود والقديسين الذين سبقونا { لذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع امامنا} (عب 12 : 1) ونثق ان صبرنا له أجر والصبر والمثابرة تثمر فى حياتنا ثقة وإيمان ورجاء ومحبه لنصل الى الكمال المسيحي { واما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء} (يع 1 : 4).
أسندنى فاخلص...
+ ربي والهي أنت تعرف أعمالي وليس شئ مخفي لديك، وتعرف يارب قوة أعدائى الخفيين والظاهرين، وضعف طبيعتى أن تعلمه يا خالقى فاسترني بجناحي محبتك لئلا أغفل وأنام وقت الزرع والعمل وياتى زمن الحصاد وانا خالي الوفاض. بل أجعلنى أزرع خير وأثمر ويدوم ثمرى. علمنى يارب ان أحبك من كل قلبى وأنر لي طريقى ودربى وأهدنى وكن أنت عريس نفسي ومحبتي.
+ يارب أجعلني أمين في خدمتى لك ونحو الجميع، أنسي ما هو وراء وأمتد لما هو قدام. يا يسوع المسيح، الله الكلمة المتجسد لاجل خلاصنا والذى جاء ليخدم ويبذل نفسه من أجل حياة العالم كله، وجال يصنع خير وستبقى تعمل من أجل خيرنا وخلاصنا. علمنا ان نخدم بروح المحبة وبقوة نعمتك العاملة معنا نسلك بالإيمان ونشهد لفضل من نقلنا من عالم الظلمة الي السلوك في النور. ساعدنا إن نخدم بنشاط وأختيار ومحبة لا عن أضطرار أو تذمر أو عدم رضا ولا كمن يسود على الأنصبة بل بك يارب نقتدى ومنك نتعلم واليك في الضيق نلتجي ومن أجلك نصبر وعلى رجاء نجاهد لنمسك بالحياة الأبدية التى دعينا اليها، أمين.