نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 24 مايو 2018

(9) خير الكلام - فرحين في الرجاء




للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{وليملائكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الإيمان تزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} ( رو١٣:١)    
+ أهمية الرجاء...
* الرجاء دافع للاتحاد بالله والصلاة اليه وللتغلب على كل مصاعب رحلة الحياة بقوة الله وعمل روحه القدوس فينا، فللخاطئ رجاء فى الله بالتوبة، وللمريض رجاء فى مقدرة الله فى شفائه، والمحزون له رجاء فى العزاء، والمظلوم له رجاء فى الانصاف وللمحتاج ثقة فى قدرة الله على أشباع احتياجاته، ولمن يعانون من المشاكل رجاء فى الله ليحلّها ويخلصهم. وعلينا أن نتمسّك بالرجاء فى الله لان اليأس من أخطر الحروب الروحية التى تحارب المؤمن ويجعل الحياة صعبة ويتسبب فى عدم التكيّف مع الوسط المحيط والفشل والاحباط والكآبة واخيرًا قد يقود الى الانتحار فالرجاء حصن لمن يتمسّك به { ارجعوا الى الحصن يا اسرى الرجاء اليوم ايضا اصرح اني ارد عليك ضعفين} (زك 9 : 12). لقد رأينا كيف اخطأ اثنان من الرسل، فالقديس بطرس الرسول في ليلة آلام السيد المسيح انكر سيده ويهوذا تآمر مع اليهود وسلّمه لهم ، لكن بطرس رجع الى نفسه وبكى وتمسك بالرجاء وتاب وقبل الله توبته وردّه الى رسوليته اما يهوذا فندم ولكن فقد رجاءه ومضى وشنق نفسه وهلك .
* رجاءنا الراسخ فى الله... لانه قادر على كل شئ  ومنه تأتى الينا كل بركة روحية. أن الله كأب صالح ومخلص ومنقذ لشعبه قد لا ينتظر حتى يصرخ الإنسان إليه، وإنما من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين، الآن أقوم -يقول الرب- أصنع الخلاص علانية" (مز 11). من أجل خلاص الناس ومن أجل شقائهم وتنهدهم، يقوم الرب ويصنع الخلاص، سواء طلبوا أو لم يطلبوا وهكذا في كل مرة يري فيها الله مذلة شعبه (خر 3:7)، يرسل لهم مخلصًا يخلصهم، كما فعل أيام موسي. ولقد أنقذ الله  أسحق من الذبح، في اللحظة الأخيرة، والسكين فوق رقبته، دون أن يطلب (تك 22). فالرجاء يعتمد علي محبة الله لا على صلاحنا بل علي رحمته وآبوته وأحساناته { اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو. انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول. هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه} (مر21:3-25). من أجل هذا نحن نتمسك  بالرجاء لان الهنا امين وقادر ومحب { الذين اراد الله ان يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الامم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد} (كو  1 :  27). ونحن نتمسك بوعوده الصادقة الامينة { لا تخف لاني معك لا تتلفت لاني الهك قد ايدتك واعنتك وعضدتك بيمين بِرّي} (اش 41 :  10). من اجل ذلك قال المرنم { الاتكال على الرب خير من الاتكال على البشر ، الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء} (مز8:118-9). والله لكي يبث فينا روح الرجاء يعطينا الكثير من الوعود لنثق فيه ويقول لنا انه أحن من الام علي ابنائها { هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين وانا لا انساك. هوذا على كفي نقشتك اسوارك امامي دائما} (اش 15:49-16). هكذا قال المخلص ليطمئننا {لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك} (لو  19 :  10) ومن يتكل عليه لا يخزى ابدا { والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} ( رو 4:5-5). ويجب أن يكون نصب عيوننا  المسيح ورجاء الحياة معه هنا وفى السماء. إن الرجاء المسيحي ليس هو أن يأتي المسيح ويأخذ المؤمن إليه عند موته إنما رجاؤنا هو شخص الرب نفسه ليحلّ فى قلوبنا ويتمجد بنا وفينا سواء بحياة او انتقال.
+ كيف نقوى رجائنا فى الله ؟
*  الصلاة ... هى الباب المفتوح نحو السماء الذى يوصل طلباتنا وتضرعاتنا الى الله فهى التي انقذت الشعب قديما من مؤامرة هامان لابادة شعب الله { الاله القدير على الجميع استجب لاصوات الذين ليس لهم رجاء غيرك ونجنا من ايدي الآثمين وانقذني من مخافتي} (اس  14 :  19). والصلاة  التى خلّصت القديس بطرس من السجن وأنقذت بولس الرسول من مخاطر كثيرة. فلا تيأسوا ابدًا من رحمة الله  بل لنتوب عن خطايانا  ونحيا بتواضع وبر قدام الله { فيكون للذليل رجاء وتسد الخطية فاها }(اي 5 : 16) وثقوا فى الله الذي { وعلى اسمه يكون رجاء الامم }(مت 12 : 21). لان الله كأب صالح يريد لنا رجاء وحياة ابدية { لاني عرفت الافكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر لاعطيكم اخرة و رجاء }(ار  29 :  11).
* القراءة فى الكتاب المقدس وسير القديسين  اننا  نستنير بالكتاب المقدس ونستمد منه قوة ورجاء من معرفتنا لصفات الله ووعوده الامينة ومعاملاته مع قديسية ونثق فى الله العامل فى الاحداث والتاريخ من أجل خلاصنا {لان كل ما سبق فكتب كتب لاجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء }(رو 15 : 4). القراءة فى سير رجال الله ترينا كيف قاد الله شعبه وقديسيه فى موكب نصرته عبر التاريخ ونعرف حكمة وقصد الله ونكون مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا { بل قدسوا الرب الاله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسالكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة و خوف} (1بط  3 :  15).
* الإيمان الصبر والثبات..  بالإيمان يتقوى رجائنا فيقول المؤمن {استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني }(في 4 : 13) بايماننا نغلب الشر والشيطان ونتقوى فى الضعف { لان كل من ولد من الله يغلب العالم وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا} (1يو  5 :  4). والايمان يعطينا صبر وثبات في المسيح. أن الاكاليل لا توضع الا على رؤوس المنتصرين ولكى ننتصر يجب ان ندخل الحروب الروحية ونتعلّم ونتقوّى { واما نحن الذين من نهار فلنصح لابسين درع الايمان والمحبة وخوذة هي رجاء الخلاص} (1تس  5 :  8). لقد دخل يوسف الصديق بوتقة التجارب من اخوته ومن الغرباء وعانى الظلم والحبس ليتقوًى ويشتد عوده وينتصر ويرتفع { الضيق ينشئ صبرا والصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء لا يخزي } (رو 3:5-5 ). نستمر فى الجهاد الموضوع أمامنا وبالرجاء ننظر الي رئيس الايمان ومكمله الرب يسوع { لاننا لهذا نتعب ونعير لاننا قد القينا رجاءنا على الله الحي الذي هو مخلص جميع الناس ولا سيما المؤمنين }(1تي  4 :  10).
+ ثمار الرجاء المتجدد فى حياتنا ..
المؤمن كلما زادت عنده قوة الرجاء كلما أنعكس هذا على حياته العملية وظهر فى تفكيره وسلوكه نتائج الرجاء المبارك  وثماره الصالحة في حياتنا ..
* الرجاء  يعطينا قوة وغلبة ..   الرجاء يقوي إيماننا وتظهر ثماره فى قوة المؤمن وتغلبه علي صعاب الحياة وتحدياتها  { فقال له يسوع ان كنت تستطيع ان تؤمن كل شيء مستطاع للمؤمن} (مر  9 :  23). ان منتظروا الرب لا يخزون ابدا { واما منتظروا الرب فيجددون قوة يرفعون اجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون }(اش  40 :  31). الرجاء يجعلنا ايجابيين فى الحياة نثق ان بعد ظلمة الفجر الحالكة لابد من ان يشرق لنا شمس البر والشفاء والخلاص معه .
* الرجاء يثمر فينا شجاعة وطمأنينة .... فنحن نثق فى الله القادر على كل شئ ولن يفصلنا عنه شئ لقد قالوا قديما ليوحنا ذهبي الفم ان الملكة ستنفيه فقال لهم للرب الارض وما عليها ، المسكونة وجميع الساكنين فيها ، فان الله فى كل مكان وقادر ان يقودنا في أمان وينقذنا حتى من الموت { الذي نجانا من موت مثل هذا وهو ينجي الذي لنا رجاء فيه انه سينجي ايضا فيما بعد (2كو  1 :  10). يخاف الانسان الذى لا يثق فى الله ومحبته ورعايته اما المؤمن فواثق حتى لو كان فى بطن الحوت { ارجعوا الان ايها الخطاة واصنعوا امام الله برا واثقين بانه يصنع لكم رحمة }(طو 13 :  8).

القداسة والجهاد  والفرح ..  من ثمار الرجاء الصالح ، نستعد بالقداسة والتقوى لملاقاة الله ونثق ان الله يعمل فى الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة لصالحنا ومستقبلنا {اذاً يا أخوتي الأحباء كونوا راسخين غير متزعزعين، مُكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب} (1تس 3:1.) سواء ونحن مستوطنين فى الجسد كنا او متغربين عنه نعمل فىان نكون مرضيين عنده .ان حياتنا فترة غربة قصيرة ونحن نحيا على رجاء الحياة الابدية لهذا نستهين بكل شئ من أجل الرجاء المبارك. بالرجاء نحيا دائما فرحين {فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة } (رو  12 :  12). الروح القدس يعطي فرح وتعزية للمؤمنين {وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس }(رو  15 :  13). ان من يتطلع إلى الله والسماء ، لابد أن يمتلئ قلبه بالتعزية والفرح وسط هموم الحياة، ويشتاق إلى ذلك العريس السمائى {لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا} (2كو 4 : 17). { لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين }(عب 10 : 23). فلنتمسك اذا يا أحبائي بالرجاء الراسخ فى الله فى مختلف مواقف وظروف الحياة.       

ليست هناك تعليقات: