نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

المسيحيين العرب مع اخوانهم المسلمون في قارب واحد

جذور المسيحية في الشرق العربي انتشرت المسيحية في المشرق العربي في العصر المسيحي في القرن الأول، و تحول كثير من أهل البلاد إلى الديانة المسيحية لاسيما الساكنين في"مصر"الجزيرة و"الشام"، والجدير بالذكر أن أول مملكة اعتنقت الديانة المسيحية هي مملكة"الرها" في منطقة الجزيرة السورية، بعد اعتناق ملوكها الأباجرة العرب تلك الديانة، وكذلك العرب الأنباط والعرب الطائين اعتنقوا المسيحية، وبنوا عددا من الكنائس لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم، وكذلك مملكتي "الغساسنة" و"المنازرة" اللتين كانتا تتخذان من المسيحية ديانة رسمية لهما، وعثر على كنائس في حفريات الحيرة وكنيسة في جزيرة"عكاز"واثنتين جزيرة"فيلكا الكويتية"، وفي منطقة"الجبيل" السعودية وعقب الفتح الاسلام .وعلي مر العصور أصبح المسيحيين أقلية عددية بين إخوتهم المسلمون، وان اختلفت الأعداد الرسمية وشبه الكنسية، حول عددهم في البلاد العربية وهذا أمر ينم عن سوء الإدارة ونقص الشفافية، فماذا يضير أي دوله متحضرة في الإعلان عن التعداد الأمين لفئات أبنائها في المجتمع الذين يعيشون فيه، أم أن هذا يمثل خطراً علي أمن المجتمع !. يبلغ عدد المسيحيون العرب والناطقون بالعربية ما بين ال30 إلى ال33 مليون نسمة، ويعيش حوالي 20 مليون نسمة في منطقة الشرق الأوسط .والبقية هم أقليات مهاجرة إلي"الولايات المتحدة" و"أوربا" و"كندا" و"استراليا" و"آسيا" و"أفريقيا"، أكبر عدد للمسيحيين العرب موجود في"مصر" ويليها"لبنان" و"سوريا" و"العراق" و"الأردن" و"فلسطين" و"إسرائيل" ثم الأقليات الموجودة في "إيران" و"تركيا" .كما يتواجد جاليات وأقليات مسيحية عربية في"السودان" و"الخليج العربي" و"شمال أفريقيا ". وسوء ذاد أو قل تعداد هؤلاء المسيحيين في الواقع فيقع علي عاتق النظام السياسي والأغلبية حمايتهم كجزء حي وأصيل من المجتمع، وعليهم كمسيحيين السعي نحو المشاركة الفاعلة والايجابية والدائمة في بناء وتبني قضايا أوطانهم، سواء كانوا داخل أوطانهم أو في المهجر المسيحيون ومشاركتهم في بناء مجتمعاتهم

تفاعل المسيحيين في العالم العربي مع قضايا مجتمعاتهم، واخذوا علي عاتقهم العمل جنبًا إلي جنب مع إخوانهم المسلمين، طوال العصور وبقوا مخلصين لبلادهم والي الأرض الطيبة التي يضربون بجذورهم فيها وتضم رفات، ودم وعرق شهدائهم وأجدادهم وتميزت العلاقات بينهم وإخوتهم المسلمين بالسلام والوئام في أوقات كثيرة، إلا أنها أيضًا أتسمت بالشقاق والتضييق علي الأقليات العرقية أو الدينية في أوقات أخري، لاسيما أوقات القلاقل والحروب والأزمات السياسية والاقتصادية. ورغم ذلك نري أن المسيحي العربي عندما يسافر إلى بلد غربي، ويريد التعريف عن نفسه بأنه عربي مسيحي، فإن الغربيين لا يصدقونه ويصنفونه كعربي مسلم، وفي الشرق العربي ينظر الكثيرين إلي المسيحيين وكأنهم بقايا الاستعمار الغربي، ونحن لسنا بحاجة إلى تقديم شهادة عن عروبة المسيحيين في الشرق، سوء بانتمائهم للعروبة بالعرق أو اللسان أو الثقافة أو المولد. فهناك العديد من المفكرين والمثقفين العرب المسيحيين كان لهم دور في بناء النهضة العربية، والبعض منهم وصلوا إلى الزعامة وأسسوا أحزاباً كبيرة ك"أنطون سعادة"، و"ميشيل عفلق"، و"جورج حبش" و"مكرم عبيد" وغيرهم .وقد شاهدنا كيف أن المطران"كبوشي" وهو ابن الثامنة والثمانين يسافر إلى غزة مع قافلة أسطول الحرية، ليناصر المحاصرين في غزة بفلسطين بدافع الشعور القومي والإنساني

الظروف الدولية والمتغيرات الداخلية تسير المتغيرات الحالية الدولية والإقليمية نحو تأجيج روح الصراع داخل المتجمعات العربية..ولابد لنا أن نعي المخاطر المحدقة بنا والتي تهدد كياننا وأوطاننا ومستقبلنا، إن أردنا لبلادنا السلام والازدهار، فما هي العوامل لنفهمها ولنعمل علي علاج آثارها ..إن الحرب الغربية علي الإرهاب والتي أسئ فهمها وتوجيهها من الإدارة الأمريكية السابقة، وتم استغلالها لضرب"العراق" و"أفغانستان" وغيرها، بدافع المصالح وتم الزج فيها بالعناصر الراديكالية الإسلامية، لتصبح وكأنها حرب علي التطرف الإسلامي، جعلت من مسيحيي الشرق بين شقي الرحى ضحايا الحرب كإخوانهم وأبناء جلدتهم، وضحايا التطرف وسوء الفهم من إخوتهم كما نري في"العراق"حاليًا، وادي ذلك إلى تزايد موجات الإرهاب ضد المسيحيين عمومًا من الذين لا يفهمون الدين. وبأن الله والدين الحقيقي هو دعوة للسلام والحق والعدل إن عدم الوصول إلي سلام عادل وشامل ودائم للصراع العربي الفلسطيني يزيد من هذا الصراع، ويحوله إلي صراع ديني وحضاري، علي قادة العالم غرباً وشرقاً وقادة المنطقة خاصة و"إسرائيل"علي الأخص، أن يدركوا أهمية صنع السلام العادل والضروري لاستقرار المنطقة وتقدمها فالقوة وحدها لن تصنع سلامًا فنحن في العالم والشرق نسير في قارب واحد أما إلي السلام والازدهار، وأما الي الدمار والفناء ذاد من هذا الوضع الشائك البعد الإعلامي المثير وانتشار الفضائيات والجرائد الصفراء، والتي تهتم بالأخبار المثيرة وتأجيج الصراع الفكري والإعلامي دون النظر للبعد الوطني والقومي والمسئولية التاريخية وقيادة الرأي العام نحو تبني قضايا التنمية والتقدم والبناء والقضايا المصيرية

أن الظروف الاقتصادية الصعبة الدولية والإقليمية والبطالة التي يعاني منها الكثيرين لاسيما الشباب منهم، جعلتهم ضحية الفراغ والانجراف نحو الإدمان والتطرف وعدم قبول الأخر المختلف في الدين والرأي أو العرق أو الجنس أن غياب مشروع وطني وتخبط بعض النظم بين الاشتراكية، والرأسمالية، والفساد الإداري، والعقبات البيروقراطية، وانتشار الرشوة والفساد وعدم المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، كلها عوامل تؤجج الصراع الديني والطبقي وتدفع بالمسيحيين إلي الهجرة وتزيد لديهم مشاعر العزلة والإحساس بالغربة في أوطانهم الحلول والمستقبل العربي علي النظام السياسي القائم في بلادنا إن يتبني المشروعات الفكرية والقومية والاقتصادية التي يجد فيها جميع أبناء الوطن أنهم جزء حي مشارك وفعال فيه. وعلي القضاء أن يكون نزيهًا وعادلاً، وان يكون المواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، مع تجريم كل أشكال التمييز الديني وان تحمي القوانين المظلومين وتعوضهم ، وان يسعي النظام إلي علاج مشكلات البطالة وإيجاد قانون موحد لدور العبادة. وان يكون للأعلام دورًا رائداً في قبول واحترام الأخر وعدم الانسياق وراء الإخبار الكاذبة والمحرضة علينا كمواطنين مسلمين ومسيحيين أن نكون واعين إننا نسير في قارب واحد أيضًا، نحو التقدم أو التقهقر والصراع ، وعلينا أن نعي الأخطار المحدقة بنا ،وان نعرف أن البيت المنقسم علي ذاته يخرب والوطن المنقسم علي ذاته لا يثبت .علينا أن نتعاون في محاربة الجهل والظلم والمرض والإلحاد .ولنا من القيم المشتركة والمثل العليا الكثير والكثير .. علي رجال الدين والمفكرين والعقلاء والحكماء تبني قيم العدل والمساواة، والحق، والرحمة، وحب الجار، وقبوله وان نرفض الفكر الهدام، وان لا نشجع قنوات وجرائد الجهل والإلحاد .أن أوطاننا في المشرق العربي بحاجة إلي كل يد تبني والي النهوض من غفوة الجهل، والسعي إلي تكوين تصور حضاري تقدمي يستلهم من مبادئ الدين ما يعمل علي تقدم المجتمع، وبنائه لنصل إلي ما نصبوا إليه من علاج لكل مشاكل مجتمعنا، مع السعي الحثيث والمخطط نحو بناء مجتمع حضاري متقدم

ليست هناك تعليقات: