نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأحد، 3 أبريل 2016

لقاء السيد المسيح مع المرأة السامرية

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

المسيح المحرر ...
- جاء السيد المسيح له المجد لكى ما يحررنا من التمييز العنصرى البغيض على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو الرأى ويحررنا من التمييز فى المعاملة وتصنيف الناس بين خطاة وابرار فى كبرياء ورياء ومن أغتصاب حق الله كديان يحكم بالعدل بين الناس. لقد كان السامريين يهودا اختلطوا فى السبى الأشورى بالأمم وتزاوجوا من بعضهم البعض وأقتصر أيمانهم على اسفار موسى الخمسة دون بقية كتب الانبياء . كما تاثروا بالأمم فلم يؤمنوا بالقيامة ولا الحياة الاخرى او الملائكة وكان اليهود فى عداوة مع السامريين {فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وانا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين} (يو9:4). هذا التمييز الدينى الذى نراه فى صراعات عالم اليوم جاء المخلص الصالح ليحررنا منه ويعلمنا ان نحترم الجميع كما هم لا كما نريد ان يكونوا . اننا ابناء اب واحد هو أدم وأم واحده هى حواء ويجب ان نحترم كل إنسان كخليقة الله العاقلة، وكما نريد ان يفعل الناس بنا نفعل بهم نحن أيضاً لابد ان نحترم الاخرين ونقدرهم ان اردنا ان يحترموا ويستمعوا الينا. لابد ان نقبلهم كما هم عالمين ان الله يحترم الارادة الانسانية ولا يغصب أحد حتى على الإيمان به فلماذا ينصب البعض أنفسهم محل الله ؟ فى المجتمعات المتقدمة يُحترم الإنسان كإنسان بغض النظر عن دينه أو معتقده او عرقه او جنسه فمتى نجد الإنسان منا يحترم فى وطنه العربى وبين أهله ومواطنى بلده بغض النظر عن دينه وجنسه او مركزه المالى او رايه السياسى؟. اننا نصلى من اجل الذين أظلمت قلوبهم وعيونهم وعقولهم بدوافع الكراهية والعنصرية والتعصب الأعمى ليدركوا أتساع محبة الله للجميع وحسن رعايته لكل الخليقة ويتعلموا أحترام غيرهم ومعاملته بمساواة ودون تمييز فى وطنه لننهض من التخلف والجهل والكراهية وظلم الإنسان لاخيه الانسان وباسم الله والدين؟ .
ذهب المخلص الصالح الى السامرة خصيصاً ساعياً لخلاصهم والانفتاح على هؤلاء المنبوذين من اليهود، بل ومدح السامرى الصالح الذى تحنن على اليهودى المجروح { ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما راه تحنن} (لو 10 : 33). وكذلك مدح السامرى الذى شفاه المخلص الصالح من برصه فاتى ليقدم الشكر على الشفاء دون التسعة اليهود الباقين الذين ذهبوا ولم يعودا فى عدم عرفان بالجميل. لقد احب الله العالم وجاء المسيح ليعلن هذه المحبة للجميع بدون تمييز وفى أحترام للحرية الإنسانية { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم} يو16:3-17.
+ فى السامرة التى هى نابلس بفلسطين الان وعند بئر يعقوب أبو الاباء تقابل الرب يسوع المسيح مع المرأة السامرية وكانت خاطئة وفى هذا نرى مخلص العالم يخلصنا من النظرة الدونية للمرأة وكذلك من النظرة المتعالية نحو الخطاة، تعجب التلاميذ عندما وجدوا معلمهم يتحدث مع أمرأة {جاء تلاميذه وكانوا يتعجبون انه يتكلم مع امراة ولكن لم يقل احد ماذا تطلب او لماذا تتكلم معها}( يو 27:4 ). لقد كان التقليد اليهودى يقلل من شأن المرأة ويمنع من التحدث معها فى الطرق ولكن عندما تعلم التلاميذ من سيدهم رايناهم يعُلموا بالمساواه بين الناس بغض النظر عن الجنس او الدين او العرق { ليس يهودي ولا يوناني ليس عبد ولا حر ليس ذكر وانثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع} (غل 3 : 28) . {غير ان الرجل ليس من دون المراة ولا المراة من دون الرجل في الرب} (1كو 11 : 11). هكذا نرى المخلص يدافع عن المرأة الخاطئة أمام طالبوا رجمها { ولما استمروا يسالونه انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر} (يو 8 : 7) ثم قال لها اذهبى بسلام ولا تعودى تخطئى ايضا. وهنا نراه يسير من الصباح الباكر حتى الظهر ليلتقى مع السامرية الخاطئة ليحررها من مستنقع الشهوات ويقودها لتكون شاهدة لنعمة الله المحررة والمغيرة والقادرة على كسر قيود الشر والتى تعلمنا ان نسجد لله بالروح والحق .
+ لقد سعى الراعى الصالح فى طلب الأبن الضال ليرده الى بيته الأبوى ويكسوه بثوب الفضيلة والبر وهنا نراه يسعى فى أثر المرأة الخاطئه لينعم لها بالتوبه والخلاص وكان الكتبة والفريسيين يعتزلون عن مخالطة الخطاة وغير الملتزمين والعامة فى كبرياء ولكن نرى المخلص يفتح لهم باب الرجاء ويعلن لهم محبته ليحررهم من الضعف والخوف والشيطان والخطية والشهوات حتى دعى محباً للعشارين والخطاة لدفاعه عنهم وسعيه لخلاصهم { فلما راى الجميع ذلك تذمروا قائلين انه دخل ليبيت عند رجل خاطئ. فوقف زكا وقال للرب ها انا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين وان كنت قد وشيت باحد ارد اربعة اضعاف. فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم. لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك}( لو7:19-10). ان السيد المسيح هو أمس واليوم والى الابد { صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا} (1تي 1 : 15). الله يسعى لخلاصنا وتحريرنا من كل أشكال التمييز والبغضة والعداوة ومن يعرف قلب الله الأبوى لابد ان يتعلم منه فغاية الوصايا من الله هى المحبة { واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء} (1تي 1 : 5) والله يريد خلاص الجميع من كل الأمم والقبائل والشعوب { الله يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4). وعلينا ان نسير على هدى تعاليم الأنجيل فى نشر رسالة المحبة والاحترام والتقدير والخلاص لكل أحد ان اردنا بالحقيقة ان نكون تلاميذ لمعلمنا الصالح ونحيا إيماننا الأقدس الذى اليه دُعينا.
المسيح المشجع ..
+ نحن فى حاجة دائمة الى الله وهنا نرى الله يعلن لنا حاجته الينا ولخدماتنا ويشجعنا ويقودنا وفى مقابلته مع السامرية { جاءت امراة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع اعطيني لاشرب } (يو 4 : 7).{ قالت له فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وانا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين.اجاب يسوع وقال لها لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا} (يو 4 : 9- 10). وعندما طلبت منه ان يعطيها من هذا الماء الحى لكى لا تتعب وتأتى الى البئر لتستقى قال لها يسوع أذهبى وأدعى زوجك ؟ قالت له ليس لى زوج . فمدح المخلص صراحة المرأة { اجابت المراة وقالت ليس لي زوج قال لها يسوع حسنا قلت ليس لي زوج.لانه كان لك خمسة ازواج والذي لك الان ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق}( يو17:4-18) نعم ان المخلص يريد ان يشجعنا ويعلمنا ان نشجع صغار النفوس { شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تانوا على الجميع} (1تس 5 : 14).
+ الرب فى حنانه مدح المرأة التى القت فلسين فى خزانة الهيكل { وتطلع فراى الاغنياء يلقون قرابينهم في الخزانة.وراى ايضا ارملة مسكينة القت هناك فلسين. فقال بالحق اقول لكم ان هذه الارملة الفقيرة القت اكثر من الجميع.لان هؤلاء من فضلتهم القوا في قرابين الله واما هذه فمن اعوازها القت كل المعيشة التي لها} (لو1:21-4). بل مدح السيد وكيل الظلم {فمدح السيد وكيل الظلم اذ بحكمة فعل لان ابناء هذا الدهر احكم من ابناء النور في جيلهم }(لو 16 : 8). مدح السيد مريم أخت لعازر لانها جلست لتستمع اليه{ فاجاب يسوع و قال لها مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة.و لكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها}( لو 41:10-42). بل ان الله يعد بالأجر السمائى لمن يقدم كأس ماء بارد لمحتاج صغير { ومن سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره} (مت 10 : 42). من أجل هذا يعلمنا الإنجيل ان نقدر ونشجع الأخرين { بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء واختار الله ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود} (1كو 1 : 27، 28). ويعلمنا ان نُكرم الفقراء {اسمعوا يا اخوتي الاحباء اما اختار الله فقراء هذا العالم اغنياء في الايمان و ورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه} (يع 2 : 5).
- ان الله يشجع الضعفاء ويقويهم بروحه القدوس { لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود} (زك 4 : 6).ويقدر الخطاة ويحررهم ويرفع من نفسية المتواضعين {لانه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الابد القدوس اسمه في الموضع المرتفع المقدس اسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لاحيي روح المتواضعين ولاحيي قلب المنسحقين} (اش 57 : 15). وهو اله الكل الذى يريد ان الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون. يشجع المخلص الصالح قطيعة الصغير فى برية هذا العالم { لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت} (لو 12 : 32). ويطمئن كل مضطهد قائلاً { لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتالم به هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة ايام كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة} (رؤ 2 : 10).
المسيح المشبع ...
+ الإنسان بئر من الرغبات تحتاج الى الاشباع ، ويسعى كل منا الى حياة الشبع الروحى والعاطفى والنفسى والى الاحساس بالأمن والأمان والمحبة ولكن لن يشبع النفس ويغيرها للأفضل الإ محبة الله المشبعة والمحررة والمغيرة التى تعطينا الشبع الروحى ، نعم كل من يشرب من أبار هذا العالم المشققة التى لا تضبط ماء يعطش ايضاً { ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية}( يو 14:4). ان الله يعطينا من نبع الروح القدس المتدفق دائما {وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع و نادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لان الروح القدس}(يو 37:7-39 ). لقد التقت السامرية بالمسيح المشبع فتركت جرتها عند البئر كرمز لشهوات العالم وذهبت تعلن عن المسيا المخلص لأهل السامرة . وتغيرت من امرأة تجادل فى حرفية الناموس والعبادة الى أنسانه تعبد الله بالروح والحق { الله روح والساجدين له بالروح والحق ينبغى ان يسجدوا}( يو42:4)
+ ما احوجنا يا أحبائى لهذه الروح التى تجمع ولا تفرق ، والتى تبعد عن شكلية ومظهرية العبادة لتنحنى بالسجود لله بالروح والحق. نريد ان نعرف ارادة الله الصالحة نحو كل أحد { لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة }(رو 12 : 2). ويجب أن نعلن للجميع ان يذوقوا ما أطيب الرب { ذوقوا وانظروا ما اطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه} (مز 34 : 8). حقا ان مراحم الله علينا جديدة كل صباح واحساناته ومراحمه ما أكثرها { اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو.انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول.هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه} (مر21:3-25).
لقد كان شاول يضطهد الكنيسة ويقاوم الإيمان ولكن الله سعى لخلاصه وابرق حوله نور من السماء معلناُ له عن خلاصه العجيب وتحول شاول الى القديس بولس الرسول الذى جال يبشر بفضل من دعاه من عالم الظلمة الى نوره العجيب ، وهكذا تقابلت مريم المجدليه مع المخلص فاخرج منها سبعة شياطين لتتحول الى مبشرة بالقيامة للجميع حتى أمام الأمبراطور . وتقابلت مريم المصرية مع محرر الخطاة فتحولت الى مريم المصرية القديسة السائحه . وهذه النعمة الغنية تنتظرنى وتنظرك لتروينا وتحررنا وتغيرنا للأفضل ، هى نعمة غنيه تعمل مع الجميع لياتوا الى الله ويشهدوا لمحبته ، وسيبقى المخلص فاتحا ذراعيه قائلاُ {تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال و انا اريحكم} (مت 11 : 28) . وعلينا أن نصلى من أجل خلاص الضالين والخطاة ومن أجل الضعفاء والمنكسرى القلوب .
ها صرختى اليك ياالله ..
نصلى اليك يارب الكل ومخلص الجميع .لكى ما تعمل معنا من أجل خلاصنا وأشباع نفوسنا وتحريرنا من الخطية والعبودية والتمييز العنصرى. لقد فرقتنا الأنقسامات واحنت ظهورنا الخطية بل طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء وأنت يالله تسعى من جل خلاصنا وتبحث عن الضالين وترد الخاطئين وتحرر منكسرى القلوب وتنادى بالعتق للمأسورين والرازحين تحت ثقل الخطية فردنا اليك يا مخلص العالم، لنعبد بالروح والحق ونسجد لك وحدك يا سيد الكل .
حررنا من كل عنصرية بغيضة وبعيدة عن روحك ، لنحب الكل كاخوة لنا، علمنا ان نحترم الجميع صغاراُ وكباراُ ، رجالاً ونساء ، من كل لون وعرق وراى ودين ، فنكون بالحقيقة للحق عارفين ولمشيئتك طاعين و بالمحبة والاحترام نتعامل مع الجميع .علمنا ان نصنع السلام فى عالم يسوده البغضة والأنقسام ، وان نزرع الحب حيث أشواك الكراهية ، وان نضئ ولو شمعة فى الطريق بدلاً من ان نلعن الظلام .
ربى ان نسيناك فانت الاب الحنون لن تنسانا ، وان أخطائنا اليك فانت الرحوم أغفر لنا خطايانا، وان بعدنا عنك فانت بمحبتك أجذبنا اليك ومن نبع نهر محبتك اروينا لنحيا على شاطئ نعمتك ونكون معك كل حين، أمين.

ليست هناك تعليقات: