نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 18 أبريل 2018

خير الكلام (8) إيماننا بالله



               للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{أَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى} (عب 11 : 1)
{ Faith is the substance of things hoped for, the evidence of things not seen} (Heb  11 :  1)
+ مفهوم الإيمان المسيحي...
أ-  الإيمان هو الثقة بالله وإنجيله ووعوده ووصاياه  ومحبته وطاعته، وهو الإيقان الذى لا يعتريه شك في وعوده الأمينة فيحيا الإنسان في يقين من جهة الأمور غير المنظورة ولا ملموسة. الإيمان هو علاقة شخصية بالله الحي كما أنه عقائد وحقائق روحية تسلمناها من السيد المسيح ورسله القديسين والكتاب المقدس وصاغتها الكنيسة فى قانون الإيمان المسيحي الذى يؤكد علي وحدانية الله، وخلقته للسماء والارض وبتجسد أبنه الوحيد وعمل الروح القدس وبالكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية وبالمعمودية المقدسة وقيامة الجسد وحياة الأتي. هذا الإيمان الذى صنع القديسين عبر التاريخ وأختبره أجدادنا وسلموه لنا كوديعة ثمينة بها نخلص.                                                                                   ب- المؤمن ينمو ويتقوى فى الإيمان من خلال الصلاة والصلة بالله والعشرة معه والوسائط الروحية ومصادقة القديسين والقراءة فى الكتاب المقدس وسير الأباء. الإيمان لا يعتمد علي الحواس رغم أنه رؤية واضحة للأمور وتأكد كامل من جهة غير المنظورات كأنها منظورة {لاننا بالايمان نسلك لا بالعيان} (2كو  5 :  7). لهذا مدح الرب من أمنوا ولم يروا { قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا»} (يو 20 : 29). لقد عاش أبائنا القديسين مؤمنين بوعود الله وثبتوا فى محبتهم وطاعتهم له. لقد بني نوح الفلك حسب أمر الله له علي أرض يابسة وبه خلص من الطوفان دون غيره { بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكاً لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثاً لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ} (عب 11 : 7). علينا أن نثبت فى الإيمان منتظرين خلاص الرب ومجئيه ونصلي ليقوى إيماننا ونسهر علي خلاص نفوسها راسخين فى الإيمان ونتقوى فى الرجاء ونثبت فى المحبة لان مجئ الرب قد أقترب كنبؤات الكتاب { فَتَأَنَّوْا أَنْتُمْ وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ، لأَنَّ مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ} (يع  5 :  8)
+ الإيمان العملي ...
أ- الإيمان ليس حقائق نظرية فقط عن بالله فحتى الشياطين يؤمنوا بالله لكنهم يقشعرون ولا يطيعونه بل يقاوموه. {أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!} (يع  2 :  19). لهذا قال لنا السيد المسيح { «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ} (مت 7 : 21).علينا أن نحيا إيماننا العملي والعامل بالمحبة  ونختبر ما أطيب الرب {ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب} (مز 34: 8). ونتيجة للاختبار، يصير لنا ثقة بالله، غير مبنية على الكتب، وإنما على ما لمسناه  في حياتنا كإيمان حقيقي راسخ في قلوبنا يمنحنا سلام وثقة فى الله فنطمئن لرعايته الله وحفظه له رغم صعوبة الظروف.
ب- الايمان ينفى ويطرد الخوف والشك ويشجع المؤمن { إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا!} (رو 8 : 31). ومن كان الله معه يطمئن ويتشجع ولا يخاف ولا يجذع من القائمين عليه، وتطمئننا وعود الله الأمينة { لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلَهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي}(اش 41 : 10) فلتكن عيوننا وقلوبنا نحو الله ونرضيه بكل ارادتنا ونتجه الي العمل الروحي ولا نلتفت الي غيره ولا نخشي في الحق قيام الاعداء الذين بقوة الله يتلاشوا ويكونوا كلا شئ. من الله ناخذ المساندة والعون والحكمة والقوة، فملعون من يتكل علي زراع بني البشر ويبحث عن دعم من احد ويترك زراع الله القوية ويمينه المقتدرة.
+ قوة الإيمان وأمانة الله ...
أ- ثقتنا وإيماننا بالله قوة تقود المؤمن للنجاح والتغلب علي صعاب ومعوقات الحياة. ثقتنا في الله الآب الرحيم والراعي الصالح، وقيادة الروح القدس تهبنا سلام حتى وسط الآتون وقوة فى الضعف ورجاء عندما يحاربنا اليأس وقوى الشر. بالايمان عاش أبائنا وتقووا فى الضعف وأطفوا لهيب النار وسدوا أفوه الأسود وأقاموا الأموات وعاشوا البر وسط عالم الشر. بالإيمان نقول مع القديس بولس الرسول { أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي} (في  4 :  13).  ورغم ضعفنا يبقى الله أمين { إِنْ كُنَّا غَيْرَ امَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى امِيناً، لَنْ يَقْدِرَ انْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ } (2تي 2 : 13) . في التحديات التي تواجهنا نري يمين الله التي ترفعنا وتعبر بنا كل ضيقات الحياة فيشتد ويقوي عودنا ورسخ رجائنا فى الله. المؤمن  حتى أن واجه عقبات يثق في الله وفى نفسه وقدراته ويد الله التي معه وينتصر عليها، ولا يخاف منها. يشعر أن الله سيحل الصعوبات التي تصادفه ولا يتركه وحده فيها.
ب-  غير المؤمن أو ضعيف الإيمان قد يشك فى عمل الله وعونه له وقد تصيبه الصعوبات بالتردد والخوف والأحباط والفشل. وقد يصور عدم الإيمان صعاب أومخاوف غير موجودة.  أما المؤمن فلا يخاف ويستطيع كل شئ مع الله الذى يقويه { فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ»}(مر  10 :  27). فمهما صادفنا من مصاعب أو ضيقات علينا أن نلاقيها بهدوء وفي اطمئنان واثقًين فى عمل الله الذى يحقق لنا الوعود والعهود ويهبنا النصرة ويظهر بنا رائحته الذكية ويجدد كالنسر شبابنا فيعظم انتصارنا بمن احبنا.

ليست هناك تعليقات: