نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 14 يوليو 2018

الصليب في حياة المؤمنين



عظة لابينا القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين

يقول الرسول بولس (فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن فهي قوة الله "1كو18: 1"). هذا الصليب الذي يحطم قوة الشر والخطية ويفسد عمل الشيطان ويبدد قوته، لا يستطيع أن يتمتع ببركاته إلا الذي يؤمن به ويخضع له ويسلم حياته للمصلوب!
لقد تحدث رب المجد يسوع كثيراً عن بركات الصليب قبيل صلبه إذ بعدما أعلن صراحة عن موته في الإصحاح الثالث عشر من إنجيل يوحنا بدأ يتكلم:
أولاً: عن العبور إلي الحياة الأبدية (في بيت أبي منازل كثيرة.. أنا أمضي لأعد لكم مكاناً. وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إلي حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً) "يو2: 14-4 "
ثانياً: عن إرساله الروح القدس المعزي الذي يمكث معهم (يو16: 14).
 هذا الذي لن يطيقه العالم ولا يقبله (يو17: 14) أما المؤمنين بالصليب فيمكث معهم ويكون فيهم (يو17: 14). عندئذ بدأ يهوذا ليس الاسخريوطي يقول متعجباً (يا سيد ماذا حدث حتى أنك مزمع أن تظهر ذاتك لنا وليس للعالم) "يو22: 14 ". كيف كان المسيح مزمعاً أن يظهر ذاته لتلاميذه وليس للعالم إلا باختبارهم عمل الفداء وقوة الصليب إذ كما أجاب الرب يسوع:
 (الذى يحبنى، يحبه الأب ويأتي هو والابن عندنا ويصنعان منزلاً) (يو26: 14).
 من يقبل الروح القدس فيه ويسلم حياته للرب المصلوب عندئذ يظهر الابن ذاته لنا.. أي يظهر عمله فينا يصير المسيح الغالب الذي هزم الشيطان هو الحي فينا كقوله (أنا حي فأنتم ستحيون) "يو19: 14".
الروح القدس والصليب والغلبة...
 لقد نلت الروح القدس بالمعمودية، ولم تعد غريباً عن المصلوب، بل صارت الغلبة والنصرة على الشيطان هي لك، أما السقوط والضعف فهو الاستثناء..
صارت لك طبيعة جديدة قوية قادرة بالمصلوب أن تخضع كل قوات الظلمة.. لهذا لا تخف من الخطية ولا تضطرب من الشر، لأن ليس لأحداهما سلطان عليك إلا بخضوعك أو استهتارك أو جهلك.. ومع هذا لست أقول أنك ستحيا بلا خطية.. ولكن وإن سقطت فلنا شفيع عن الأب هو كفارة لخطايانا وهازم للخطية.! في داخلك المصلوب الذي قيل عنه (هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا أصل داود) "رؤ5: 5". هذا الذي بقوة صليبه سمع يوحنا الحبيب في رؤياه (صوتاً عظيماً قائلاً في السماء الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه لأنه قد طرح المشتكي على أخوتنا الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهاراً وليلاً. وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت. من أجل هذا افرحي أيتها السموات والساكنون فيها) "رؤ5".  بهذا غلبوا إبليس، بدم الخروف وكلمة الشهادة والموت عن العالم.. أي قبلوا الصليب.. صليب الرب في حياتهم قبولاً عملياً، متجاوبين معه بحب حقيقي.. وليس بالكلام!
مفهوم الصلب مع المسيح
الذين ماتوا مع المسيح هم الذين سوف يحيون من جديد مع المسيح. الذين تألموا مع المسيح هم الذين سيتمجدون معه.
الذين تألموا ليس فقط بالاسم ولكن في الإيمان والأعمال وأيضاً في كل التجارب هؤلاء سيكونون ملوكاً مع المسيح ليس مساوين له هو الله وملك إذ كنا أولاد الملك المسيح. فسنملك أيضاً معه.
فلنصنع أثماراً تليق بنعمة الله التي أعطاها لنا. وعلينا نحن وكل المسيحيين أن نتشبه بيسوع المسيح النور الحقيقي لأننا نحن بشر.
هو السيد ونحن عبيده. هو الراعي ونحن غنم تحت يده. هو مولود من الأب ولكن نحن خليقته. نور من نور، مات عنا نحن الخطاة وأسلم ذاته عنا على خشبة الصليب لينعم لنا بملكوته. ما كان العبيد ملتزمين أن يموتوا عن سيدهم، لكن السيد استهان بالخزي ومات عن عبيده، لكي حسبما مات هم يموتون معه , وكما هو حي فهم أيضاً يحيون.

ليست هناك تعليقات: