نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 11 أبريل 2019

أهمية سر المعمودية ونتائجها



   
القمص أفرايم الأنبا بيشوى                        
أولا - تأسيس السر وضرورته
لقد أسس ووضع سر المعمودية الرب يسوع المسيح نفسه الذي أوصى تلاميذه قالاً { اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس} (مت28: 18و19). ولضرورة المعمودية للخلاص قال السيد الرب {من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن} (مر16: 16). بل أن السيد المسيح قال لنيقوديموس { الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ. قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ. اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ} (يو 3:3-6). وسر المعمودية المقدسة هو المدخل للأسرار المقدسة وأولها. ولقد أعتمد السيد المسيح فى نهر الاردن من القديس يوحنا المعمدان وهو القدوس الذى بلا خطية ليقدس لنا المعمودية ويؤسس لنا هذا السر الضرورى للخلاص. "حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الأردن الى يوحنا ليعتمد منه، ولكن يوحنا منعه قائلا أنا محتاج أن اعتمد منك وأنت تأتي اليّ. فاجاب يسوع وقال له اسمح الآن.لأنه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر، حينئذ سمح له. فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. واذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة وآتيا عليه. وصوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت3: 1317). 
+ ولهذا منذ العصر الرسولي ومع حلول الروح القدس علي الرسل القديسين راينا القديس بطرس يعظ الداخلين للإيمان أن يتوبوا ويعتمدوا ليقبلوا عطية الروح القدس قالأ { توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا الروح القدس .. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس} (أع2: 3843). كما قام فيلبس بتعميد الرجل الحبشي بعد أن بشره بالمسيح، فقد طلب الخصي بنفسه أن يعتمد إذ قال لفيلبس: {هوذا ماء فماذا يمنع أن أعتمد .. فنزلا كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمده.}(أع8: 36و38).
 ويسجل أعمال الرسل تعميد بطرس الرسول لكيرنيليوس ومن معه عندما آمن، فيقول: { حينئذ أجاب بطرس أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضا وأمر أن يعتمدوا بإسم الرب}(أع1: 1048). ويلاحظ هنا في هذه الحادثة أهمية معمودية الماء، فرغم أن الروح القدس قد حل على كرنيليوس وأهل بيته قبل تعميدهم، إلا أن معلمنا بطرس الرسول قد أصر على إتمام معمودية الماء، فلو لم تكن هذه المعمودية لها أهمية ما كان قد أصر على إتمامها. وربما يقول البعض: لماذا حل الروح القدس بدون معمودية الماء؟ أليس هذا دليل على أن الروح القدس يمكن أن يحل على الناس بدون معمودية الماء؟. نجيب على هذا التساؤل ببساطة شديدة أن القيام بتعميد الأمم كان أمرا غير مسبوق ولم يكن مقبولا من اليهود الذين دخلوا الإيمان المسيحي. ولهذا سمح الرب بإظهار قبول الأمم بهذه الوسيلة، ولهذا تشجع بطرس الرسول أن يعمدهم. ومن الأمثلة الأخري علي ممارسة الكنيسة الأولى أيضا للمعمودية ما ذكر في سفر أعمال الرسل عن  تعميد ليديا بائعة الأرجوان: في فيلبي عندما قبلت المسيح قام بولس الرسول بتعميدها (أع16: 15). وأيضا عماد سجان فيلبي: "فأخذهما في تلك الساعة من الليل وغسلهما من الجراحات وأعتمد في الحال هو والذين له أجمعون" (أع 16: 33).
+ ولكي يعطي سر المعمودية لغير المؤمنين يجب أن يرغبوا ويسعوا لذلك ثم يتم  تعليمهم الإيمان المسيحي ويتوبوا عن الخطية معترفين مقرين بايمانهم { توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا} (أع2: 38). ولهذا علي الداخل للإيمان أن يجحد الشيطان قائلا أجحدك أيها الشيطان.. أي أرفضك أيها الشيطان وكل أعمالك الشريرة. ويؤمن بعمل المسيح الكفاري على الصليب أنه مات لأجله شخصيا ليخلصه من عقوبة الموت { من آمن واعتمد خلص}(مر16: 16)، ولهذا يقر بالإيمان قائلا "أؤمن بإله واحد..." الرغبة والتصميم على الحياة مع المسيح تحت قيادة وارشاد الروح القدس والأرتباط بالكنيسة كأم روحية للمؤمنين. هذه الشروط مطلوبة من البالغين المتقدمين للمعمودية، أما بالنسبة للأطفال فيحل الأشابين محل المعمدين بخصوص هذه الشروط وهم المسئولين أمام الله والناس عن تنشئتهم علي الإيمان المستقيم ليعيشوا مسيحيتهم ويمارسوا الأسرار الكنيسة ويحيوا حياة الفضيلة والتقوى.
ثانيا .. رموز للمعمودية فى العهد القديم .. أشار اليها الكتاب المقدس فى العهد الجديد ومنها:
أ- فلك نوح وماء الطوفان.. الذي قال عنه بطرس الرسول: { كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح إذ كان الفلك يبنى، الذي فيه خلص قليلون أي ثمان أنفس بالماء الذي مثاله يخلصنا نحن الآن أي المعمودية، لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح} (1بط3: 20و21) . الفلك كرمز للمعمودية واضح بأن البحر إشارة للعالم، والفلك الكنيسة المعمودية التي تخرج الإنسان من العالم تمنحه الخلاص، مثلما نجا الفلك نوح وأسرته من الموت. فالفلك كان وسيلة النجاة من هلاك محقق للعالم، كل الناس ماتوا ما عدا الذين في الفلك. ولذلك قال الله لنوح "ولكن أقيم عهدي معك فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك".
ب-  الختان... للمعمودية عهد بين الله والمعتمد ليكون الله له الها ويكون المعتمدين أبناء وبنات لله كما الختان للدخول فى شعب الله طرفين.  أيضًا عهد. "هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر. هذا هو كلام ربنا لإبراهيم أبو الآباء". (تك 17: 10) دخل إبراهيم في عهد وأول من طبق عليه الختان في اليوم الثامن هو إسحق. رمز للسيد المسيح ولذلك إسحق رمز للمسيح كذبيحة وتقدم نفسه طاعة لله. الختان رمز للمعمودية. الختان فيه موت جزئي، وهو ما يسموه لحم الغرلة وموت الجزء فيه إشارة إلى موت الكل. وبالختان وبالموت الجزئي كانوا يأخذوا البنوة لله. كل مختتن كان ابن لله، وفي المعمودية الآن نأخذ البنوة لله لأننا نموت عن العالم لحظة التغطيس الكامل، يكون الطفل منفصل عن العالم تمامًا، ميت عن العالم. فموت الجزء إشارة إلى موت الكل. فالختان رمز للمعمودية من حيث البنوة ومن حيث الموت.
ج - البحر الأحمر والسحابة: فقد قال معلمنا بولس الرسول: { ولست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة وجميعهم اجتازوا في البحر وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر} (1كو10: 1و2). س) كيف أن العبور كان رمز للمعمودية؟. الماء واقف أي أحد يريد أن يعبر يقول ممكن الماء ينهار على، كيف أدخل فيها؟ فهي مياه محيطة بالإنسان ممكن تميته. ولذلك العبور رمز للمعمودية لأنه قبول للموت، لكنه موت محيى؛ لأنه إذ لم يعبروا كانوا سوف يموتون بسيف فرعون. فهناك موت منتظرهم وإذا عبروا في وسط المياه هناك موت لكنه يوصل للحياة لكنه يريد إيمان ولذلك عبور بنى إسرائيل في البحر الأحمر يشير للمعمودية كايمان بوعد الله وفعلًا عبروا وآمنوا أن "الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" فكان هناك عنصر الإيمان والتصديق لوعد الله. ثم غرق فرعون، وفرعون يرمز للشيطان لذلك المعمودية تخرجنا من سلطان الشيطان والظلمة الي ملكوت الله في النور. وفيها الاغتسال الذي يعطى الإنسان تنقية من الخطية. وهذه الفكرة من غسل الأيدي أن الإنسان يتنقى يقول أغسل يديَّ بالنقاوة. فالاغتسال مرتبط بالنقاوة. 
ثالثا.. المعاني الروحية للمعمودية
1- المعمودية موت عن الانسان العتيق وقيامة مع المسيح ..  لذلك يقول الكتاب المقدس    { أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة . } (رو6: 35).  وقوله أيضا { مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضا معه} (كو2: 12).  والدفن لا يتم برش التراب على الميت، بل بوضع المتوفى تحت التراب. وحيث أن المعمودية دفن، فلابد أن يغمر المعمد تحت الماء،  لكي يموت الإنسان العتيق ويحيا الإنسان الجديد. ولذلك ندفن في المعمودية بالتغطيس. نخرج من رحم الكنيسة وندفن مع المسيح. كلمة معمودية أي صبغة baptism  أي أن إنسانًا يدخل في الماء ويخرج مصطبغ بلون جديد. مثل قماشة تأخذ صبغة معينة من هذا يتأكد لنا أن المعمودية لابد أن تتم بالتغطيس وليس بمجرد الرش. كمعمودية المسيح: "فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء" (مت3: 16). وفى تعميد خصي الحبشة: "فأمر أن تقف المركبة فنزلا كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي وعمده ولما صعد من الماء خطف روح الرب فيلبس .." (أع8: 39). تتم المعمودية بالتغطيس ثلاث دفعات في الماء كمثال الثالوث، يتضح ذلك من قول رب المجد يسوع لتلاميذه: {وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس} (مت28: 19). ولان المعمودية ولادة روحية، فيولد الإنسان مرة واحدة فلا تعاد معمودية المؤمن لان المعمودية موت مع المسيح وقيامة معه فلا تحدث سوى مرة واحدة للمسيح. كما نقول في قانون الإيمان "نعترف بمعمودية واحدة". الذي اعتمد مرة لا يمكن أن يعاد معموديته حتى لو ضعف وأخطا أو حتى أنكر المسيح، فعندما يتوب لا تعاد معموديته، بل يكتفى بالتوبة والاعتراف والتناول.
2- المعمودية ولادة وخليقة جديدة ...  يحل فيها الروح القدس على ماء المعمودية ويقدسها ويعطيها القدرة  الولادة لذلك قال الرب يولد من الماء والروح. نلاحظ أن الأب الكاهن  يسكب الميرون علي الماء  على شكل الصليب. ليحل الروح القدس على الماء لكي يهبه القدرة على الولادة ويسكب الكاهن الميرون علي شكل صليب لكي يأخذ الروح القدس مما للمسيح ويعطينا. يخبرنا بطريقة الخبرة وليس الإخبار أي المعرفة. فالدفن مع المسيح والولادة والصبغة مأخوذة من عمل الخلاصي علي الصليب.
والمعمودية خليقة جديدة .. {إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. فالأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدًا}(2كو5: 17). الذي يحدث في المعمودية هو إقامة من الموت. نموت مع المسيح ونقوم معه. ويفقد الشيطان سلطانه على  النفس المؤمنة وتخرج من مملكة الشيطان وتدخل في مملكة الله. ولذلك يلزم قبل التغطيس شيء مهم وهو جحد الشيطان. وعند جحد الشيطان ينظر الإنسان إلى الغرب. لان الغرب إشارة للهلاك وإشارة للموت والشرق إشارة للحياة. حتى الفراعنة كانوا يجعلون المقابر تجاه الغرب والشرق للمعابد. ويولد الإنسان الجديد الذي يتجدد بحسب صورة خالقه بلا خطية. وهذه فكرة تجديد الطبيعة بالمعمودية لذلك نلبسه الملابس البيضاء وفوقها الزنار الأحمر. لكي نعلن أن النقاء الذي أخذه الطفل المولود من الماء والروح المولود من الله هو بفعل دم المسيح ويلبس الثوب الأبيض وفوقه الزنار الأحمر نقول حبيبي أبيض وأحمر كما قالت عروس النشيد على المسيح. فيكون علي  صورة المسيح الكامل في نقائه وفاعلية الفداء. والزنار يربط من فوق الكتف الأيمن إلى تحت الإبط الأيسر. لماذا؟ معناها أن المسيح رفعنا من أسفل اليسار إلى أعلى اليمين فهذه قيمة دم المسيح أو الخلاص الذي تممه السيد المسيح.
رابعا ... المفاعيل الروحية لسر المعمودية
 للمعمودية مفاعيل روحية كثيرة يتمتع بها من يعيش في عهد مع الله ليكون أبنا لله ويحيا كما يحق لإنجيل المسيح..  
1: غفران الخطايا والخلاص والتبرير  
 بالمعمودية ننال غفران الخطايا .. هذا ما وضحه معلمنا بطرس الرسول بقوله: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران 000الخطايا.." (اع2: 38). فبالمعمودية تغفر الخطية الموروثة من آدم وتسمى بالخطية الجدية أو الأصلية، والتي يقول عنها الكتاب { بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت} (رو5: 12). بالتوبة والمعمودية تغفر الخطايا التي ارتكبها الشخص الكبير قبل أن يقبل سر المعمودية. وبالايمان والمعمودية نحصل علي الخلاص {من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن}(مر 16:16). {خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس} ( تي 5:3). {الذي مثاله يخلصنا نحن الآن أي المعمودية لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح من الله}(1بط 21:3). فالمعمودية تهب المعمد الخلاص من عقوبة الخطية ومن قوتها حتى لا يستعبد لها بل ينال قوة روحية تمكنه من حياة النصرة والغلبة في المسيح يسوع. ونتبرر بالنعمة لنصير أهلا الحياة الأبدية { خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح ومخلصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية"} (تي3: 57). والتبرير معناه إعطاء البراءة للمذنب ليس لأنه لم يخطئ، بل لأنه قد افتدي بدم المسيح.
 2- المعمودية والبنوة والأستنارة .. بالمعمودية نولد من فوق كأبناء الله بالتبني {لأنكم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح.} ( غل 26:3).ان المعمودية تعتبر ميلادا جديدا من الله، إذن فهي تعطي بنوة جديدة أي يصبح المعتمد ابنا لله. ويشرق علينا نور الإيمان وننمو في معرفه ربنا يسوع المسيح وحقائق الإيمان المسيحي وسرّ التجسّد والفداء ونحيا أسرار الكنيسة ونجاهد برجاء منتظرين المجيء الثاني وقيامة الأموات وحياة الدهر الآتي .
والمعمودية تهبنا أستنارة روحية وتنقلنا الي مملكة المسيح فى النور وهي موت مع المسيح وقيامة معه كابناء النور { ولكن تذكروا الأيام السالفة التي فيها بعدما أنٌرتم صبرتم علي مجاهدة آلام كثيرة} (عب 3:10). هكذا المولود أعمي عندما أغتسل في بركة سلوام أتي بصير وأستنار عقله ووبخ اليهود علي عدم إيمانهم بمن فتح عينيه. المعمودية تهب أستنارة بالروح المسيح وينير أنساننا الداخلي وننال مغفرة للخطايا ويحل المسيح فينا { لان الذى قال أن يشرق نور من ظلمة، هو الذى أشرق في قلوبنا لانارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح} (2كو6:4) . المعمودية تعطي أستنارة للمؤمن وحكمة وتمييز ليكون لنا الإيمان العامل بالمحبة ونعرف مجد  ميراثنا فيه { مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا هو رجاء دعوته وما هو مجد ميراثه في القديسين وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين، حسب عمل شدة قوته} ( أفس 18:1-19). فالمعمودية هي سرُّ إنارة المؤمن، ومن هنا فهي تُسمَّى سرَّ الاستنارة.
3- المعمودية والتقديس والتطهير ..
نتقدس بالرشم بالميرون لنكون هيكلاً لله { كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو أي شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب}(أف5: 2527). التقديس يعني إعطاء الصحة السليمة، فالقداسة في أصل الكلمة اليوناني هي الصحة السليمة الخالية من الأمراض. وليس معنى القداسة أنها العصمة من الخطية، فالإنسان يظل معرض للسقوط في الخطية طيلة أيام حياته على الأرض. تماما كالشخص السليم صحيا، يكون معرضا للإصابة بالأمراض. ولكنه يسعى للشفاء ليستعيد صحته. فما ينطبق على الجسد ينطبق أيضا على الروح. فلنطلب دائما من الله ان يعطينا البصيرة الروحية لنحيا كابناء وبنات مقدسين ومكرسين حياتنا لله لنعرفه ونعبده بالروح والحق ونتدرج في معرفة الله حسب نمونا الروحي ومقدرتنا على المعرفة والحبّ. { إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!»}(رو  8 :  15). { فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ }(رو  8 :  17) .  نطلب كابناء فنأخذ ونسأل فيعطى لنا ونقرع ويفتح لنا. ونصلي ليجدد الروح القدس طبيعتنا ويهبنا حياة مقدسة غير فاسدة تستطيع أن تقاوم الشر والخطية. ويقصد بالتطهير  التنظيف من أدران الخطية وفسادها الداخلي. ومعنى لبس المسيح هو أن يكتسي الإنسان بشخص المسيح فيغطيه بثوب خلاصه ورداء بره، كما يقول النبي {فرحا أفرح بالرب، تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البر} (أش61: 10)
4- نوال الحياة الأبدية:
المعمودية تؤهل الإنسان للدخول إلى الحياة الأبدية، كما قال الرب يسوع المسيح { إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله}(يو5: 5) {خلضنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح ومخلصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية} (تى 5:3-7)) {ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لأجلكم}( 1بط 3:1-4). فيالعظم هذه البركات التي يحصل عليها الإنسان عندما يتقبل سر المعمودية ونعمة الحياة الجديدة في المسيح يسوع ويسلك كما يحق لإنجيل ربنا يسوع المسيح.
أما أن تهاون المؤمن ورجع للخطية فعليه  بالتوبة والرجوع الي الله . ليستعيد بركات المعمودية فما عليه إلا أن يتوب بدموع ويتبع أتبعها الأبن الضال في عودته إلى أحضان أبيه ويقدم توبة لله ويعترف بخطاياه شاعرا بعد أستحقاقه ويأخذ من الأب الكاهن العلاج والحل من الخطايا ويتناول من الأسرار المقدسة ويحيا فى تقوى ومخافة ومحبة الله مجددا عهود معموديته وسيجد القبول وينال الغفران وتفرح به السماء وملائكة الله ويؤهل للحياة الأبدية.

ليست هناك تعليقات: