نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 27 يونيو 2020

آية وتأمل وقول لكل يوم -الالتزام والاتزان - السبت 27 يونيو 2020م.




القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ { فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ} (مت  5 :  48)
{Therefore you shall be perfect, just as your Father in heaven is perfect}  (Mat  5 :  48).
+ يتميز المؤمن الحقيقى بالتكامل فى شخصيته وعلاقاته مما يقوده إلى الالتزام  والأتزان، فيلتزم بعمله ووعوده وعهوده وقيمه الروحية وبالنظام والقانون وحفظ وصايا الله ويعمل بها فينجح فى كل ما يفعل { فاحفظوا كلمات هذا العهد واعملوا بها لكي تفلحوا في كل ما تفعلون} (تث 29 : 9). الإنسان الروحي هو شخص ملتزم و متزن في كلامه وتصرفاته وفي تنظيم وقته وحتى في سيره ولباسه وطعامه، يحيا فى اعتدال دون تطرف أو تسيب فى تكامل وتوازن فى شخصيته. إن الالتزام والاتزان هما تحلى بروح المسئولية كقيمة ومبدأ روحى وهو لا يعنى فقط أحترام المواعيد والوفاء بالعهود والوعود بل ايضا الالتزام الإيماني السليم والالتزام بالروحيات و الأخلاقيات والسلوك الحسن أمام النفس والله قبل ان يكون مع الناس.
+ الالتزام والاتزان هما ضبط للنفس وتعفف داخلى تظهر ثماره في علاقاته الخارجية { من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا. هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة واما الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية. لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية ولا شجرة ردية ان تصنع اثمارا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. فاذا من ثمارهم تعرفونهم. ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات} (مت 16:7-21). الالتزام الروحي هو مرحلة أعلى بكثير من الإلزام القانوني او مراعاة قيم وعادات المجتمع والتي يخضع لها الإنسان بحكم القانون وتقع عليه العقوبات أو الأحكام او الرفض الإجتماعي إن لم ينفذها فهو هنا إلزام اضطرارى أما الالتزام فينبع من ضمير وروحيات الانسان واخلاقه { لان فخرنا هو هذا شهادة ضميرنا اننا في بساطة وإخلاص الله لا في حكمة جسدية بل في نعمة الله تصرفنا في العالم ولا سيما من نحوكم} (2كو 1 : 12(.
 + الاتزان يعني الاعتدال في  جميع مجالات الحياة، الفلاسفة يعرفون التوازن بأنه عدم الميل إلى جانب على حساب بقية الجوانب، إنه القدرة على وزن الأمور وتقديرها التقدير السليم والصحيح دون تهويل أو تهوين، ولقد عرف أرسطو الفضيلة بأنها ( وسط عدل بين إفراط وتفريط كلاهما رذيلة). الشجاعة مثلاً هي الوسط العدل بين الجبن والتهور، كما أن التواضع هو الوسط العدل بين الخنوع والكبرياء، والكرم هو الوسط العدل بين البخل والإسراف، والحزم هو الوسط العدل بين القسوة والتساهل، والعفة هي الوسط العدل بين التزمت والتسيب، والحرية هي الوسط بين الانضباط والانفلات، والضحك هو الوسط العدل بين الجد واللهو الشخص المتزن هو من يقوم بكافة الأنشطة في الحياة بقدر معقول بحيث لا يطغى جانب على جانب آخر، وهو شخص متكامل نفساً وجسداً وروحاً ويسدد ويهتم بكل احتياجاته الفسيولوجية كالأكل والشرب والنوم والنظافة واحتياجاته النفسية والروحية كالحاجة إلى الحب والاحترام والأمن والتقدير والعلاقة مع الله  مسددة بطريقة متوافقة ومتناغمة وعلينا أن نزن الأمور بميزان دقيق وحساس، ونعرف بوضوح إيجابيات الأمور وسلبياتها ونتخذ القرارات الصحيحة فى الوقت المناسب.
+ الالتزام والاتزان دليل على  النضج الروحي والإحساس بالمسئولية والجهاد الروحى مما يجعل الإنسان ذو مصداقية و راض عن نفسه ومحل احترام الغير ووصول الى الرجولة الروحية. إنه إدراك واعي لجدية الحياة الروحية { الرخاوة لا تمسك صيدا أما ثروة الانسان الكريمة فهي الاجتهاد} (ام 12 : 27). ان ادراكنا ان لنا أعداء يتربصون بنا، يجعلنا نعمل بحرص ونشاط ونحن مستعدين لكل عمل صالح. إن النفس التي تستسلم لحياة الكسل والرخاوة تكون العوبة فى يد الشيطان وأفكاره أما الإنسان الملتزم والعامل بنشاط فانه ينمو يوماً فيوم { ايها الاخوة انا لست أحسب نفسي أني قد أدركت ولكني أفعل شيئا واحدا اذ انا انسى ما هو وراء وامتد الى ما هو قدام }(في 3 : 13). المؤمن الملتزم والمتزن ينمو روحيا نمو سليم { حافظ الوصية حافظ نفسه والمتهاون بطرقه يموت} (ام 19 : 16)  ويهتم بجوانب حياته المختلفة سواء على المستوى الشخصى الروحي والفكري والعقلي والجسدي أو العائلي أو الاجتماعي أو العملي والمالي ويحترم الوعود والاتفاقات فتكون كلمته أفضل من أي اتفاق مكتوب وموثق دون شهود أو إمضاء فيكون إنسان صادق ومستقيم وإنسان ذو خلق يحيا حياة الفضيلة والبر.
+ في وسط هذه الأجواء المشبعة بالتطرف في غالبية مناحي الحياة، ووسط التخبط الشديد في عصر العولمة وانفتاح الدنيا بهذا الشكل المخيف يأتينا صوت السماء من خلال كتابنا المقدس والذي يريد لنا حياة الاتزان والاعتدال في شتى المجالات، فهل من سامع منصت لأقواله { كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل}(مت 5: 48).ان الالتزام الروحي والأدبي يريح صاحبه ويجعله يحيا فى سلام مع نفسه الله والناس ويكون محترم ومحبوب بين الناس ينال رضا الكل وتكون كلمته عند الناس لها أهميتها وثقلها وينجح ويحقق أهدافه فى الحياة وينال الحياة الأبدية.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ الحياة كالبيانو هناك اصابع بيضاء وهناك أصابع سوداء. فى أوقات الرخاء أو الشدة، تعلم كيف تعزف لكي تُعطي الحياة لحناً.
+ عندما يخطئ سهمك لا تفكّر ما سبب الخطأ، ولكن اسحب السّهم الثّاني وفكّر كيف تصوب بطريقةٍ صحيحة.
+ يلزمنا أن نطلب فضيلة التمييز بكل طاقاتنا عن طريق الإتضاع، هذا الذي يحفظنا بدون أي ضرر في أي جانب من الجانبين. المغالاة في الصوم والنهم كلاهما يؤديان إلى نهاية واحدة. فلنتقدم باعتدال سليم، ونسير في الطريق الوُسطى بروح التمييز. من مناظرات يوحنا كاسيان
+ من الشعر الروحي:-
                    " بدون عنوان"
قال نفسي أقولك كلمتين  يا صاحبي بدون عنوان
قلتله قول منك أستفيد أنا كلى لك أذنان مصغيتان
قال المهم مش تسمع، المهم تعمل بجدية الإنسان
تحب ربك وتطيع وصاياه وتتعلم منه صنع الإحسان
تسلك في الطريق الوسطي باعتدال والتزام واتزان
أضبط الفكر وأجعل للسان لجام الشفاه والأسنان
عملك له أجره ويوم القيامة كله راح ينكشف ويبان

ليست هناك تعليقات: