نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الاثنين، 17 يناير 2022

تأملات في عيد الظهور الإلهي - 1


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

عيد الظهور الإلهي

+  لقد حقق الله شهوة الآباء والأنبياء المقدسة لمجئ الله متجسداً لخلاص البشرية كما قال اشعياء النبي { ليتك تشق السماوات وتنزل من حضرتك تتزلزل الجبال} (اش 64 : 1). وها السموات تنشق في عيد الظهور الإلهي ورأينا الرب يسوع المسيح الإبن الكلمة المتجسد يعتمد من يوحنا المعمدان والآب القدوس يعلن سروره بالابن ويحل الروح القدس على السيد المسيح في نهر الأردن معلنا تكريس الإبن الوحيد ذاته من أجلنا خلاصنا ليقدسنا فيه من خلال عماده في نهر الأردن ورسم لنا طريق الخلاص ومغفرة الخطايا { وللوقت وهو صاعد من الماء راى السماوات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه } (مر1 :10). في هذا العيد انفتحت فيه السماء على على الارض لتعلن رضا الآب القدوس ومسرته بالبشرية المتمثلة فى الابن الكلمة المتجسد ومن خلاله الابن رضاه على المؤمنين باسمه { وصوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت }(مت 3 :17). ولقد سمى العيد بعيد الغطاس لان السيد المسيح فيه غطس فى ماء الاردن معتمدا من يوحنا وهو القدوس الذي بلا خطية ولهذا رفض يوحنا المعمدان اولا بلباقة ان يعمده { ولكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان اعتمد منك وانت تاتي الي} (مت3:14). لقد أكمل السيد المسيح فى تواضع ووداعة كل بر واتى ليعتمد معمودية التوبة نائبا عن البشرية الخاطئة وممثل لها ولكي يرسم لنا طريق الخلاص كحامل لخطايا العالم، لهذا قال الرب ليوحنا المعمدان { اسمح الآن لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر حينئذ سمح له } (مت3:1).

+ لقد عاش يوحنا المعمدان ناسكا عابدا لله فى صحراء اليهودية حتى بدأ رسالته يعمد ويدعو الى التوبة وغايته القصوى اعلان مجئ ابن الله الذى سيعمد بالروح القدس ويحمل خطايا العالم { وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ» وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ»} (يو 29:1-34).

عيد الأنوار و الاستنارة الروحية...

+ فى عيد الظهور الإلهي استعلن لنا النور الحقيقي الذى ينير لكل إنسان يقبل للنور ويؤمن به ويسير فيه { فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه. كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور. كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان اتيا الى العالم. كان في العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم}( يو 4:4-10). أن الظلمة المقصودة هنا،هي ظلمة الخطية بالسقوط وظلمة العقل بالجهل وعدم معرفة الله التي تقود للهلاك { قد هلك شعبي من عدم المعرفة }(هو 4 : 6) ألم يقل الكتاب { لأنكم كنتم قبلا ظلمة وأما الآن فنور في الرب اسلكوا كأولاد نور }(أف 5 : 8). ولهذا نرى السيد المسيح رد على مقاوميه عندما فتح عيني المولود أعمى عندما قاوموا عمله الخلاصي وأغلقوا عقولهم واعينهم وادعوا المعرفة { فقال يسوع لدينونة أتيت أنا الى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون. فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين وقالوا له لعلنا نحن ايضا عميان. قال لهم يسوع لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية ولكن الآن تقولون إننا نبصر فخطيتكم باقية} (يو 39:9-41). لقد استنارت قلوب المؤمنين فى عيد الأنوار باستعلان الثالوث القدوس الإله الواحد فالاب من السماء يعلن مسرته بالابن الكلمة المتجسد والابن يعتمد فى نهر الأردن والروح القدس مثل حمامة مستقرا عليه. وهذا ما علمه الرب يسوع المسيح لتلاميذه وبشروا به فى كل مكان وآمنا به ونعيشه بالروح والحق كخبرة إيمانية يومية وبه نثق أننا بالإيمان نخلص { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به وها أنا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 19:28-20) وهؤلاء الثلاثة هم واحد { فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد } (1يو 5 : 7). إن بنوة المسيح يسوع لله الآب هي بنوة روحية أزلية أبدية كولادة النور من النور{ ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لانك احببتني قبل انشاء العالم} ( يو 17 : 24). وقد أعلنت هذه البنوة الازلية من قبل الملاك { فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} (لو1 : 35). واعلن السيد المسيح في طفولته فى الهيكل{ الم تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لابي } (لو 2 : 49). واعلن السيد المسيح بوضوح فى بشارته { أنا والآب واحد } (يو 10 : 30). اما انه المسيح قد لقب ايضا "ابن الإنسان" فلانه تجسد وتأنس فى ملء الزمان من القديسة مريم البتول { والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا} (يو 1 : 14). لقد تجسد الابن الكلمة وصار مسيح للعالم كله ولكل انسان ليحتضن البشرية بالمحبة والتواضع ويعلن لها محبة ومعرفة الآب وغفرانه ويقودها للخلاص والحياة الأبدية { عرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم} (يو 17 : 26). ولهذا اوصى السيد تلاميذه بإعلان بشري الخلاص للخليقة كلها{ وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن}( مر15:16-16).

لماذا اعتمد السيد المسيح ؟

+ أعتمد السيد المسيح من يوحنا المعمدان كممثل ونائب عنا وأكمل السيد المسيح فى تواضع ووداعة كل بر وأتى ليعتمد معمودية التوبة نائبا عن البشرية الخاطئة ولكي يرسم لنا طريق الخلاص كحامل لخطايا العالم. كان الشعب يذهبون ليعمدوا بمعمودية التوبة لغفران الخطايا في نهر الأردن، وذهب معهم السيد المسيح في اتضاع عجيب، ضمن جموع التائبين الذين يغتسلون بالماء من خطاياهم، مع أنه لم يفعل أية خطية. هنا ونشير إلى حقيقة أن الغفران بذبائح العهد القديم أو بمعمودية يوحنا غفرانًا ينتظر ذبيحة صليب السيد المسيح وفاعليتها، إذ لم ينتقل البشر من الموت إلى الحياة، ومن الجحيم إلى  الفردوس إلا بعد إتمام الفداء على الصليب. ذهب مخلص العالم البار القدوس الذي بلا خطية وحده، ليُحسب في نظر الناس مع الخطاة التائبين الذين يغتسلون من خطاياهم، مثلما قيل عنه {وأحصى مع أثمة} (إش 53: 12). لقد حمل الرب يسوع المسيح خطايانا، وقبل ذلك بكل اتضاع لكي نحمل نحن الخطاة صورة بره وقداسته وكماله.

+ ويجيب القديس يوحنا ذهبي الفم عن لماذا أعتمد السيد المسيح ويقول " كان يوحنا يعمد اليهود لمغفرة الخطايا، فلماذا نال يسوع المعمودية؟ وما هي المعمودية التي نالها؟ من الأكيد أن المسيح لم يكن بحاجة إلى معمودية يوحنا، فهو "الذي لم يصنع خطيئة ولم يوجد في فمه مكر" (1 بطرس 2: 22). ويسوع تحدّث عن نفسه فقال: "مَن منكم يثبت عليَّ خطيئة؟" (يوحنا 8: 46). فإذا كان المسيح أتى إلى يوحنا لا لطلب غفران الخطايا، فلماذا طلب أن يعتمد إذًا؟ هذا العماد شرحه سفر الأعمال بهذا القول: {ان يوحنا عمّد بمعمودية التوبة مخاطبًا للشعب أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده أي بيسوع المسيح}(أع 19: 4). إذاً كان من الضروري ان يبشَّر بالمسيح من بيت الى بيت، وأن تتمّ الدعوة لقضيته في كل مكان ومنطقة، وأن يجري التعليم في المجامع بأن يسوع هو ابن الله مخلّص العالم. لقد استفاد يوحنا من زحف الجموع من كل المدن والقرى، وقال كلمته: "هذا حَمَلُ الله"، "الذي يأتي بعدي كان قبلي وهو أقوى مني". وجاء التثبيت من العلاء بصوت الأب وشهادة الروح القدس الذي ظهر بهيئة حمامة. فالأب أراد أن يعلن هو نفسه عن ابنه للبشر. وهذا ما عبَّر عنه يوحنا المعمدان بقوله: "الذي أرسلني لأعمّد قال لي...الذي ترى الروح نازلاً عليه هو..". أما السبب الثاني لمعمودية يسوع فقد أشار إليه يسوع نفسه، وذلك عندما قال ليوحنا "...يجب أن نكمل كل برّ" (مرقس 13: 14). ما هو البر؟ هو تتميم كل وصايا الله. بهذا المعنى قال لوقا البشير عن زكريا وأليصابات: "كانا كلاهما بارّين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم" (لوقا 1: 6). وبما أن  كل إنسان يلتزم بتكميل كل بر، لهذا جاء المسيح وأكمل البر. فالمسيح أطاع النبي يوحنا وأطاع شريعة الختان و تقدمة الذبائح، وحفظ شريعة السبت والأعياد اليهودية. وهذه كلها برّ".

+ أكمل السيد المسيح كل بر عن طريق تتميم الناموس لأن الناموس يظهر الخطية ولكن لا يبرر منها فمعمودية التوبة ترمز لمحاولة التبرير من مخالفات الناموس. فالمسيح من خطوات اكمال الناموس في جسده تعمد لكي وأكمل كل بر. وأعلن قبوله لمهمته الخلاصية أي موته فالمعمودية هي موت مع المسيح، فالمسيح بمعموديته يعلن أنه يقبل هذا الموت وأنه سيقوم بعد موته لأن المعمودية فيها موت وقيامة، وأنه يطيع حتى الموت موت الصليب. المعمودية هي مثال لسر موته وقيامته. المعمودية هي اعلان حب. باتحادنا مع المسيح فأحيا بحياته فيستخدم اعضاءنا كآلات بر، فنعمل أعمال بر.

+ أعتمد السيد المسيح لكي يرسم لنا طريق الخلاص والولادة الجديدة من الماء والروح القدس لهذا قال لنيقوديموس{ الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ» قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوح} (يو 3:3-6). لقد رسم لنا الرب يسوع بعماده طريق المصالحة والتي بدأت بتجسده لتتم المصالحة على عود الصليب ثم بالقيامة. ونلاحظ أنه في آدم فقد الإنسان علاقته بالله وحدثت فاصل بينه وبين الله ولكن قبول السيد المسيح للروح القدس فى معموديته لحسابنا وهو آدم الثاني وحل الروح القدس عليه كما يحل على ماء المعمودية وتصير المعمودية لنا موت وقيامه معه

+ كان الكهنة قديما في سن الثلاثين وهي  بدء عملهم الكهنوتي يغتسلون بماء علي مثال معمودية التوبة { وتقدم هارون وبنيه إلى باب خيمة الاجتماع وتغسلهم بماء}(عد 4:29) ومعمودية السيد كانت إعلان بدء خدمة المسيح الكهنوتية فهو رئيس كهنة الخيرات العتيدة، الذي جاء وقدم نفسه ذبيحة عنا. كما يوجد في الفكر اليهودي نوع أخر من الاغتسال يتم قبل الزفاف فتذهب العروس إلى المعمودية التي تسمى ميكفا مياه جارية وتتعمد وتعتبر حياتها القديمة انتهت وتبدأ حياة جديدة مع عريسها. والكنيسة لابد أن تتعمد وتبدأ حياة جديدة مع عريسها المسيح. ولهذا المسيح أيضا بنزوله إلى المعمودية اعد المعمودية لعروسه الكنيسة بانه اعد ينبوع مياه لتتخلص من حياتها القديمة وتبدأ حياة جديدة مع المسيح.  .

+ اعتمد السيد المسيح أيضا لكي يقدس الماء ويفتح أبواب السماء لقد قدس الماء بعماده ليعد لنا التقديس والتبني بالنعمة، لقد طهر ماء المعمودية باصطباغه في نهر الأردن، واعد لنا الروح القدس لتطهيرنا وتبريرنا باعتمادنا باسمه القدوس .ماء المعمودية قبل عماد رب المجد يسوع لم يكن له الفاعلية في تجديد النفس، لذلك نسمع يوحنا المعمدان يقول {أنا أعمدكم بماء التوبة ولكن  يأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لست مستحقاً أن أنحني وأحل سيور حذائه هو يعمدكم بالروح القدس ونار}. أما بعد عمليه عماد الرب صار للماء قوته وفاعليته النارية لذلك يقول القديس غريغوريوس النزينزي ) كما أن في أحشاء الأم قوه لمنح الحياة الجسدية، هكذا ماء المعمودية قد نال قوة لمنح الحياة الروحية).

+  لقد علم السيد المسيح بضرورة المعمودية للخلاص{ مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ }(مر 16 : 16).  وكما صام عنا هكذا أعتمد كممثل لنا ومارس المعمودية بذاته من يوحنا المعمدان الذى جاء ليعد الطريق أمام الرب ويعلن مجئ ابن الله الذى سيعمد بالروح القدس { وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ» وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ»} (يو 29:1-34). ولضرورة المعمودية للخلاص رأينا الرب يسوع المسيح يوصى تلاميذه القديسين قائلاً { اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس} (مت 28: 18و19). بل أن السيد المسيح قال لنيقوديموس { الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ. قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ. اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ} (يو 3:3-6). سر المعمودية المقدسة هو المدخل للأسرار المقدسة وأولها. ولهذا منذ العصر الرسولي ومع حلول الروح القدس على الرسل القديسين راينا القديس بطرس يعظ الداخلين للإيمان أن يتوبوا و يعتمدوا ليقبلوا عطية الروح القدس قائلا { توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا الروح القدس. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس} (أع 2: 3843). كما قام فيلبس بتعميد الرجل الحبشي بعد أن بشره بالمسيح، فقد طلب الخصي بنفسه أن يعتمد إذ قال لفيلبس: {هوذا ماء فماذا يمنع أن أعتمد فنزلا كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمده.}(أع 8: 36 و 38).

+ في عيد الظهور الإلهي نصلى لله القدير أن يظهر لنا مجد لاهوته  وينير قلوبنا و أذهاننا وأرواحنا، ونعرف الحق والحق يحررنا فلا نحيا في ظلمة الخطية والموت بل ننتقل من عالم الظلمة ونستنير بالإيمان ونسلك كأبناء النور في الإيمان العامل بالمحبة ونصنع ثمار تليق بالتوبة .

+ نصلي ونجدد مواعيد سر عمادنا ونبتعد عن شهوات العالم ونجحد إبليس وأفكاره وأعماله وحيلة الرديئة والمضلة ونعترف بإيماننا بالله الآب ضابط الكل وأبنه الوحيد ربنا يسوع المسيح وبالروح القدس وبمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا و الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الأتي، آمين. 

ليست هناك تعليقات: